قناة د . محمد فرحات @mohamedfarhat2021 Channel on Telegram

قناة د . محمد فرحات

@mohamedfarhat2021


خواطر ومقالات ومقتطفات فكرية ودعوية وحلقات د . محمد فرحات

قناة د . محمد فرحات (Arabic)

قناة د . محمد فرحات هي قناة تلغرام مميزة تقدم خواطر ومقالات ومقتطفات فكرية ودعوية وحلقات د . محمد فرحات. هذه القناة تقدم محتوى غنيًا ومتنوعًا يهدف إلى توعية الناس وتثقيفهم في مختلف المجالات. د . محمد فرحات هو باحث وكاتب معروف بمساهماته القيمة في مجالات الفكر والدين والتربية. يتميز بأسلوبه الرصين والمعبر والذي يلامس قلوب القراء ويثير أفكارهم. يمكن للمشتركين في هذه القناة الاستمتاع بمقتطفات من أعماله الرائعة بالإضافة إلى مواد حصرية ومناقشات مثيرة للاهتمام. إذا كنت تبحث عن مصدر للإلهام والتفكير العميق، فإن قناة د . محمد فرحات هي الخيار الأمثل لك. انضم إلينا اليوم واكتشف عالمًا جديدًا من الخواطر الراقية والمقالات الملهمة والمقتطفات الفكرية. نحن نضمن لك تجربة مثيرة وممتعة تنير عقلك وتثري روحك.

قناة د . محمد فرحات

10 Nov, 18:43


من أبرز ملامح الحياة في مصر الآن: استنزاف الوقت، و الجهد، والطاقة النفسية والبدنية في توافه لا تستحق، وأمور وتفاصيل لا دخل للإنسان بها، و ليست من مسؤولياته إطلاقاً.
فالتعليم مثلاً: يجد الإنسان نفسه في طاحونة لا ترحم: بداية من اختيار الحضانة التي يلحق طفله بها، مروراً بكافة المراحل حتى يتخرج، و في ثنايا الرحلة الطويلة العقيمة يُستنزف الوالدان في تفاصيل لا حصر لها: مصاريف الدراسة، الزي المدرسي، الكتب، الكشاكيل، و سائر الأدوات المكتبية، و كيف يتم توصيل الأولاد للمدارس، التدريس في المدرسة من عدمه، اصحاب الولد في المدرسة وسلوكياتهم، الامتحانات، الدروس الخصوصية....إلخ.
و قس على هذا: الصحة و تفاصيل التعامل معها، العمل وتفاصيله، المصالح الحكومية والعذاب الأزلي في التعامل معها.
كل هذه التفاصيل تسحق آدمية الإنسان حرفياً.
و لا يخفى على أي عاقل أن هذه الدوامة ليست عفوية، و ليست عابرة... بل هي مقصودة و مدبرة بفعل فاعل !!
و الغرض من هذه الاستراتيجية معروف = ألا يكون في ذهن الإنسان أي مجال للتفكير في غير معركة الحياة التي لاترحم، و لا يكون في وقت الإنسان ذرة لإنفاقها في غير الدوران في تلك الدوامات اللانهائية.
المشكلة ليست في هذا... فخسارة الدنيا على فداحتها أمر عارض ينتهي بانتهاء تلك الحياة وشقائها.
المشكلة الحقيقية في خسارة الدين!!
إن الإنسان المنسحق تحت وطأة تلك الضغوط التي لا ترحم يخبو وهج الإيمان في قلبه بالتدريج، ومع لهاثه المتواصل في تلك المتاهة القذرة لا يكاد يجد وقتاً لتعاهد حاله مع ربه.
والخسائر تتفاوت... من ضعف الخشوع، و ذهاب حلاوة الطاعة، وفقدان أي معنىً للإيمان في الحياة، مروراً بالسخط، والكرب الشديد، حتى يصل الإنسان للانسلاخ عن دينه و إن لم يعلن الكفر البواح.
و للأسف!! نحن يُلقى بنا في أتون تلك المحرقة التي لا ترحم، ونحن لا نعلم بها أصلاً.
و إن تنبهنا لها... فلم يعلمنا أحد كيف نتعامل معها، و كيف نتعافى من آثارها.
إنها ليست مشكلة فرد، و ليست مشكلة عابرة...
هي مشكلة البشرية في الحياة المعاصرة.
و الحل؟!
الحل يحتاج إلى مشروع كبير تتضافر فيه جهود أهل الدعوة مع أهل التخصص والخبرة في مجالات علم النفس والسلوك، والتربية، والاجتماع... و غيرها.
مشروع مبتكر يشخص الداء جيداً... و يحدد الدواء جيداً....
و إلى أن يمن الله علينا بمثل هذا المشروع... فعلينا أن نشرع نحن في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وجودنا و مصيرنا...
و أول هذه الخطوات= أياك أن تترك نفسك في تلك الدوامة كل يوم بغير تدخل منك...
كل يوم جزء منك يمرض، و إن لم تداوه فقد يموت...
مجرد ورد ثابت يومي تقاتل عليه كما تقاتل على تفاصيل حياتك فيه نجاتك...
عمل قليل من نوافل الصلوات، وتلاوة شيء من القرآن، والمداومة على ورد من الأذكار= ليس بشيء قليل ، بل هو "التطعيم" الوقائي حتى لا تتفاجئ بأعراض الوهن الإيماني.
و قبل كل هذا: الصبر والاحتساب، والتوكل على مسبب الأسباب.
والدعاء بإلحاح.. كالغريق الذي يعلم أنه لا عاصم له مما هو فيه إلا الله.
باختصار الدواء موصوف في هذه الآية:
[وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ]

#إضاءات

قناة د . محمد فرحات

10 Nov, 11:10


"الأستاذ (ش) البقاء لله"
أجابني ذاك الموظف ، في تلك المصلحة الحكومية الكئيبة، عندما سألته عن الأستاذ(ش) حيث لم أجده في مكتبه...
كنت أذهب لتلك المصلحة بشكل دوري، لإنهاء بعض الأوراق، وكان لابد لي في كل مرة أن أتعامل مع الأستاذ (ش).
سنوات وأنا أتعامل معه.... لأجل هذا صدمت لما جئت لمكتبه فلم أره... و لما سألت عليه جائني هذا الجواب...
في لحظات سريعة استحضرت "تاريخ" علاقتي به... ذاك التاريخ الأسود القاتم...!!!
كان ذاك الشخص نموذجاً مثالياً للموظف البغيض الكالح... لا يلقاك أبداً بوجه باسم... و لا يكلمك بأي ود... يتعامل بأقصى درجات السماجة و اللزاجة....
ويتعمد إشعارك بأنك غير مهم... و أنه هو الأهم...
كائن تافه ... لا قيمة له خارج حدود مكتبه الرث العفن... لكنه يمارس عليك كل سادية "السلطوية" وقذارتها...
شككت أنه موظف يريد الرشوة... و أنه يتعمد التعامل معي هكذا لإجباري على دفع الإتاوة... أقصد الرشوة...
فسألت عنه بعض العاملين في تلك المصلحة... لأعرف حقيقة موقفه...
فجائني الرد العجيب...
لا... هو لا يريد الرشوة... فقط هو يستمتع بتعذيب الآخرين لا أكثر !!!!
توالت تلك الذكريات البغيضة على ذهني في لحظات خاطفة و أنا أتلقى خبر وفاته...
مشاعر مختلطة امتزجت فيها رهبة الموت ... والشعور التلقائي بالتعاطف تجاه من نزل به ذاك الموت... بالشعور بالفرحة الطفولية البريئة بالتخلص من هذا الكائن البغيض المؤذي .....
سألت زميله في ارتباك...
"امتى الكلام ده ... مات امتى"...
فصدمني بضحكة عالية ... و أجاب في سرور غامر...
"لأ ... مات أيه ... ما ماتش ولا حاجة...
بس ربنا خلصنا منه... و ارتحنا من سحنته...
ده طلع معاش الله لا يرجعه"...
في الواقع أنا صدمت !!!
ليس من الخبر و لكن من هذه الفرحة الغامرة من هذا الموظف، الذي من المفترض أنه زميله، ورفيقه في نفس المكان لسنوات...
هذا رد فعل إنسان جاوره في العمل... علاقته به لم تكن كعلاقتي و لا علاقة أي من المتعاملين معه... لم يكن في حاجة إليه... بل لم يكن في ذات القسم أصلاً... أي مجرد علاقة زمالة سطحية...
و رغم ذلك... يكرهه كل هذا الكره... و يفرح إلى حد النشوة بأن (ش) قد ارتحنا منه ... للأبد.
ربااااااااه...!!
أي كائن كنت أيها التعس... حتى يراك كل من حولك بهذه الصورة البغيضة...
أي كائن كنت حتى يفرح غبار المكان برحيلك و رحيل أنفاسك الثقيلة السمجة !!!
"روح بقى للأستاذ (ح) ... هو اللي استلم مكانه... وشوف الفرق .... و تعالى قول لي"...
ذهبت في ارتباك إلى مكتب الإستاذ الجديد ...
وطبعاً لمست الفارق... لمست ألف ألف فارق...!!
إنسان بشوش... ودود... محترم... متعاون...
فارق كبير يعيد إليك بعضاً من إحساسك بآدميتك... واحترامك...
انصرفت ...ولازال هناك نوع من التشوش...
استقبلني نفس الموظف... بابتسامة براقة و هو يقول في مرح...
"شوفت الفرق... مش قولت لك"
نعم رأيت ...
ولكن كل ما كان يشغلني هو السؤال...
"يا ترى أنت مبسوط دلوقتي يا (ش)...!!!"
أتشعر بالراحة والناس كلها قد ارتاحت منك؟
أتشعر بالسكينة و الناس تلعن سيرتك؟
ماذا استفدت ؟؟ قل لي بربك ماذا استفدت؟؟
حللت مكروهاً ... ورحلت مبغوضاً...
ولم تترك في الأذهان إلا ما يثير الاشمئزاز و الاحتقار...
كل هذا في الدنيا... هذا خزي الدنيا وحده...
وهناك عند الحكم العدل مئات سيقتصون منك ...
ورب العباد سيحاسبك...
قال رسول الله ﷺ: «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ» [مسلم].
نعم يا عدو نفسه... سنقتص منك عن كل ورقة عذبتنا بها... عن كل معاملة عرقلتها... عن كل إجراء كنت تملك أن تيسره فاخترت أن تعسره...عن كل مقابلة شعرنا بالمهانة فيها و لم نملك أن نشتكيك...
فاليوم كل شيء شاهد عليك ...
و لنا لقاء في الغد !!
حسناً يا أستاذ (ش)... ويا كل (ش) في كل مكان...
الله الموعد !!!
#تأملات

قناة د . محمد فرحات

08 Nov, 14:11


هناك ملاحظة تكاد تكون مطردة في كل الخلافات بين الناس:
كل طرف يحاول أقصى جهده ليس لبيان خطأ الطرف المقابل... لا!!
بل يبذل أقصى جهد لنسف الطرف المقابل...!!
يحاول باستماتة نفي الخيرية عن خصمه....
وهذه رغبة نفسية محمومة؛ لأنه ببساطة لو كان الطرف المقابل فيه الخير فهذا يعني بالتبعية أن الخصم على حق، وأنه هو الطرف السيء، المخطئ.
لهذا لا يكتمل دفاعه عن حقه... إلا بنفي الفضل تماماً عن خصمه.
لابد من نسف غريمه نسفاً... ولا يبقي له من الخير شيئاً!!
لذا من النقاط المنهجية في هذه الجزئية:
1- أن كل إنسان منا فيه قدر من الخير، وفيه شيء من الشر، والناس يتفاوتون في مقادير النسب، وفي كيفية التعامل مع في أنفسهم من هذا وذاك.
وهذا ما قرره شيخ الإسلام أنه منهج أهل السنة و الجماعة: أن الإنسان قد يجتمع فيه خير و شر و فجور وطاعة، فقال: " وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وفجور وطاعة، ومعصية وسنة وبدعة:
استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير...
واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر...
فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام، والإهانة" [مجموع الفتاوى: 28/209].
2- تصور الخير الذي لا يخالطه شر، أو الشر الذي لا يخالطه خير، هو محض سذاجة لا أكثر، ولا نراه إلا في قصص الأطفال الخيالية.
3- الحكم على الإنسان هو حكم أغلبي: فمن غلب خيره شره = فهذا على خير... و العكس صحيح.
4- نعم يتصور أن يخرج الشر من أهل الخير، و لا يستغرب.
وهذا لا يناقض ما عندهم من الخير...
فالإنسان قد تعتريه لحظات ضعف يستسلم فيها لداعي الشر في نفسه، أو قد يكون فيه شيء من التهور والاندفاع...
ولكن الأخطر: هو من لديه آلية التأويل الداخلية، التي تكيف له مواقفه، وتؤول له أفعاله، لتتحول من ضفة الباطل إلى ضفة الحق.
المهم في كل الأحوال: أن هذا يحكم به بالخطأ عليه...
ولا يعني نسف الخير الذي لديه.
بل يعامل بالحق و العدل... ولا ينسف ما لديه من الفضل.
وأخيراً:
قد ينقلب صاحب الحق إلى متلبس بالباطل... و المظلوم إلى ظالم.
فصواب البداية لا يعني بالتبعية الصواب إلى النهاية.
فلا يغتر المرء بأنه على حق في أصل موقفه...
بل لا يكون على الحق إلا إذا اتقى ربه...
ولم يطلق العنان لرغبات التشفي والانتقام المحمومة...
ولم ينجر إلى دركات الفجر في الخصومة!!
#منهجيات

قناة د . محمد فرحات

07 Nov, 18:41


أكبر أزمة روحية يواجهها جيل (ما بعد الإنترنت)، هي أزمة "مشاع النفس"...
فالإنسان "الديجيتال" تم تصميم نمط حياته على قاعد "اللاخصوصية"، فهو مُقحم في كل شيء... وكل شيء مُقحم في أوقاته...
ليس هناك وقت محدد ليلملم المرء شتات نفسه... ليس هناك وقت حتى لالتقاط أنفاسه...
تستشعر أن نفسه دائماً تلهث... تلهث وراء الأخبار... وراء الأسرار... وراء القيل و القال... وراء العجائب... وراء المصائب...
تلهث وراء أي شيء .... في أي وقت... في كل وقت...
أزمة الإنسان في جيل (ما قبل الإنترت) كانت في التشتت ... ولكنه تشتت النفس فيما يخصها هي... وهذا هو ما ورد فيه التحذير الشرعي... وورد الذم في حقه...
قال رسول الله ﷺ: «مَنْ كانَتِ الآخِرَة هَمَّه؛ جعَل الله غِناهُ في قلْبِه، وجَمَع له شَمْلَهُ، وأَتَتْهُ الدنيا وهي راغِمَةٌ، ومَنْ كانتِ الدنيا هَمَّه؛ جعَلَ الله فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيهِ، وفرَّقَ عليه شَمْلَهُ، ولَمْ يأْتِهِ مِنَ الدنيا إلا ما قُدِّرَ له». [صحيح لغيره]
وقال ﷺ: «مَنْ جَعل الهَمَّ هَمًّا واحِداً؛ كَفاهُ الله هَمَّ دُنْياهُ، ومَنْ تَشعَّبَتْهُ الهُمومُ لَم يُبالِ الله في أيِّ أوْدِيَةِ الدنيا هَلَك» [حسن لغيره].
هذا في حق من انشغل بأمور الدنيا ، ليتحصل منها على متاع الدنيا...
فكيف بمن تشعبت به الأودية فيما لا يعنيه؟!!
إن من انشغل بهموم الدنيا التي تلزمه، وانصرف عن المقصود الأسمى في حياته... وهو عبوديته لربه= هذا من الهلكى في هذه الحياة... فترى كيف يكون حجم هلاك من تشتت روحه في كل شيء... ما يعنيه، ومالا يعنيه!!
ولكن ما العمل ؟ وأين الحل؟
الحل في الوعي بحجم المأساة و عدم الاستخفاف بها...
الحل هو في الفطام عن هذا النمط الاستنزافي... لابد من فترة ينفصل المرء فيها عن هذه الحياة المستعرة... يلتقط أنفاسه... و يستعيد هدوء نفسه...
وبعد التعافي، وكمال الفطام، يمكنه أن يعود لتلك الحياة عودة مشروطة...
عودة يكون قياد النفس فيها بيده... ووقته ملك يمينه...
يتخير بكامل عقله متى يفتح هذا الجهاز... و متى يغلقه...
متى يدخل هذا الموقع و متى لا يدخله...
وكل بحسب حاله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "لا بد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه، وذكره، وصلاته، وتفكره، ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره؛ فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه: إما في بيته كما قال طاووس: "نعم صومعة الرجل بيته يكف فيها بصره ولسانه"، وإما في غير بيته.
فاختيار المخالطة مطلقاً خطأ، واختيار الانفراد مطلقاً خطأ، وأما مقدار ما يحتاج إليه كل أنسان من هذا وهذا وما هو الأصلح له في كل حال؛ فهذا يحتاج إلى نظر خاصٍّ" [مجموع الفتاوى: 10/426].
#منهجيات

قناة د . محمد فرحات

01 Nov, 17:19


مخطئ أنت إن ظننت أن طريقك الذي اخترته لحياتك حتماً سيكون مستقيماً...
لا يا عزيزي: المسارات المستقيمة ستراها في المخططات الهندسية، و في أحلامك الوردية...
لكن في الواقع مسارك سيكون مترعاً بالانحناءات...
و من كثرة دورانك مع الطريق ستظن أنك لست في مسار واحد، بل عدة مسارات...
فقط تذكر هذه الحقيقة، لأنك في بعض المنحنيات في الطريق ستظن أنك قد ضللت الطريق...
و لن ترى بعينيك نهايةً للطريق...
و قد تستسلم و تنيخ رواحلك، و تحط متاعك قانعاً بما وصلت إليه بعد ما استفرغت وسعك، مستسلماً لقدرك...
لا يا صديقي...!!
لا تستسلم سريعاً ...
تلك الانحناءات هي محض ابتلاءات...
و لن يستكمل الطريق إلا من عزم صادقاً على إنهاء الطريق...
مهما بدا له الطريق... أو بدا له في الطريق...!!
#منهجيات

قناة د . محمد فرحات

31 Oct, 17:52


توسيع الدلالة في التعامل مع النص من أكبر المشكلات في الاستدلال.
خاصة عندما يكون المستدِل غير طالب للحق أصلاً، بل هو ممن يعتقد الأمر أولاً، ثم ينقش و يفتش عن دليل، أو معنى داخل دليل، يوافق ما يريد.
من ذلك:
استخدام بعض من ينتسب – للأسف – للتيارات الإسلامية للألفاظ الفاحشة، و البذاءة، بل والسباب القذر، اعتماداً على بعض الآثار التي يتعللون بها.
منها مثلاً: قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه لعروة بن مسعود، في الحديبية، "امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ" رداً على مقولة عروة:" وَإِنِّى لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ ".
فأخذوا هذا القول - و أشباهه - و جعلوا منه أصلاً يستدلون به على من ينكر عليهم هذا الطوفان من الفحش و البذاءة الذي أغرقونا فيه.
و هذا نوع من الانحراف الاستدلالي...!!
فعندما يضرب المرء صفحاً عن النصوص المتوالية التي تنهى عن الفحش و تذمه أشد الذم، مثل قوله ﷺ : «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللِّعَانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ» [صحيح].
وقوله ﷺ : «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ» [صحيح].
وغير هذا الكثير والكثير.. ثم يتمسك بنص استثنائي، هو بمنزلة الفرع لا الأصل، والذي يعمل به بقيد، لا في كل الأوقات و كل الأحوال= انحراف في الاستدلال.
عندما يترك المرء منهم كل النصوص الواردة في حسن خلق النبي ﷺ و عفة لسانه حتى مع مخالفه، و حتى مع من جاء يؤذيه، مثل الحديث عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: أَتَى النَّبِيَّ ﷺ أُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ: «وَعَلَيْكُمْ».
قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَالذَّامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : يَا عَائِشَةُ «لَا تَكُونِي فَاحِشَةً».
فَقَالَتْ: مَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا؟ فَقَالَ: « أَوَلَيْسَ قَدْ رَدَدْتُ عَلَيْهِمِ الَّذِي قَالُوا، قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ » [مسلم].
يترك كل هذا.. ثم بعد ذلك يمسك بنص ورد على واقعة حال، ويترك سائر الأحوال، فهذا والله من الانحراف في الاستدلال...!!
عندما يصبح المقيد مطلقاً والخاص عاماً، و الاستثناء أصل، و قس على هذا كل قواعد الاستدلال، فهذا انحراف في الاستدلال...!!!
إن أخطر جانب في المسألة ليس فقط إلف الفحش و تعود البذاءة و السباب...
بل الأخطر هو إضفاء هالة من الشرعية والقداسة على ذاك الخلل.
أخطر من الانحراف هو شرعنة الانحراف...!!
و ها قد رأينا بأعيينا نتاج ما حذرنا منه منذ شهور:
صفحات للأسف هي لأناس محسوبين على تيارات اسلامية اشتبكوا لفظياً فإذا بنا نصدم من هول ما رأيناه من فحش و سفالة وصلت للطعن في الأعراض.
إن السقوط في الهاوية لا يحتاج إلى مجهود...
فقط عليك إرخاء العنان...
و ستزداد في كل لحظة سقوطاً بعد سقوط...!!
#منهجيات

قناة د . محمد فرحات

29 Oct, 17:50


من الأمور التي حيرتني في تدبر قصة موسى عليه السلام عندما واجه السحرة، ثم غلب السحرة، و آمن هؤلاء السحرة، ماذا كان موقف الجمهور الغفير الذي حضر؟
كيف تعامل الناس مع هذا الحدث الجلل: انهزام سحرة فرعون... بل و تحولهم عن الباطل و السحر و الدجل إلى الإيمان و تحدي جبروت ذلك الطاغية... بل و الصبر على التعذيب و القتل في سبيل الله؟
إن هؤلاء كانوا قد قالوا ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾ (الشعراء: 40): فها هم قد انهزموا أمام أعينهم... فهل آمن هؤلاء الذين عاينوا الحق و رأوه رأي العين؟
السياق القرآني لا يذكرهم، بل في الواقع أضرب عن ذكرهم بالأساس...
و لكن السياق والواقع يقولون أنهم لم تتغير مواقفهم... و ظلوا على إيمانهم بفرعون ربهم، فما تفسير كل هذا؟
ثم لما طالعت أقوال أهل التفسير عرفت السر..!!!
قال الطبري :"وقيل للناس: هل أنتم مجتمعون لتنظروا إلى ما يفعل الفريقان، ولمن تكون الغلبة، لموسى أو للسحرة؟ فلعلنا نتبع السحرة، ومعنى لعل هنا: كي، يقول: كي نتبع السحرة، إن كانوا هم الغالبين موسى، وإنما قلت ذلك معناها؛ لأن قوم فرعون كانوا على دين فرعون، فغير معقول أن يقول من كان على دين: أنظر إلى حجة من هو على خلافي لعلي اتبع ديني، وإنما يقال: أنظر إليها كي ازداد بصيرة بديني، فأقيم عليه. وكذلك قال قوم فرعون. فإياها عنوا بقيلهم: ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾ " .
قال السعدي:" ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾ أي: قالوا للناس: اجتمعوا لتنظروا غلبة السحرة لموسى، وأنهم ماهرون في صناعتهم، فنتبعهم، ونعظمهم، ونعرف فضيلة علم السحر، فلو وفقوا للحق، لقالوا: لعلنا نتبع المحق منهم، ولنعرف الصواب، فلذلك ما أفاد فيهم ذلك، إلا قيام الحجة عليهم".
و قال الطاهر بن عاشور: " ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ ﴾ كناية عن رجاء تأييدهم في إنكار رسالة موسى فلا يتبعونه. وليس المقصود أن يصير السحرة أيمة لهم لأن فرعون هو المتبع. وقد جيء في شرط ﴿إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾ بحرف إن؛ لأنها أصل أدوات الشرط، ولم يكن لهم شك في أن السحرة غالبون. وهذا شأن المغرورين بهواهم، الْعُمْيِ عن النظر في تقلبات الأحوال، أنهم لا يفرضون من الاحتمالات إلا ما يوافق هواهم، ولا يأخذون العدة لاحتمال نقيضه".
نعم هؤلاء لم يكونوا يطلبون الحق أصلاً، و لم يكن عندهم مبدأ تقبل الحق أساساً، بل و لا حتى مجرد مناقشة ما هم عليه من الباطل و عرضه على دلائل العقل و المنطق.
هؤلاء صم بكم عمي...
فالذي يضع على أمثالهم أي تعويل في التغير أو التغيير فهو خاطئ...
هؤلاء الحل معهم و مع أمثالهم : أن نضرب الصفح عنهم و نهملهم، و نهمل ذكرهم أصلاً، كما فعل القرآن معهم...
مجرد هواء... و سراب عابر... لا تلقي بالاً لهم...!!!
#تدبر

قناة د . محمد فرحات

18 Oct, 12:37


لو كان أعداؤك لديهم مسكة من عقل لما فرحوا بمقتلك قط...
ولما شمتوا بموتك قط...
وأي ميتة أكرم و لا أشرف من تلك الميتة؟
أي شرف أعظم من أن يقتل المسلم شهيداً وهو يقاتل بيديه أعداء الله فيرتقي شهيداً... مقبلاً غير مدبر...
أي ميتة أشرف من ميتة تخرس كل لسان تقول عليك بالباطل، فأشاعوا عنك أنك تختبئ في السراديب، وتحيط نفسك مذعوراً بالأسرى... فإذا بك في الصف الأول تقاتل بين جنودك... وترتقي وليس معك إلا سلاحك...
أميتة كتلك يشمت فيها شامت؟!
صدق والله الذي قال:
"وتلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارها"!!
من نعم الله عليك أن رزقك ما تتمنى... وهي غاية ما يتمنى أي مؤمن... الشهادة.
ومن نعمه عليك أيضاً أن رزقك غاية ما يتمناه أي شريف... أن يكون عدوه جاهلاً سفيهاً سافلاً!!
رحمك الله يا أبا إبراهيم.
وتقبلك وتقبل جهادك...
ولا أسقط للمسلمين راية من بعدك.

قناة د . محمد فرحات

15 Oct, 09:26


هناك فارق بين الاستسلام للنقص، وبين القبول بوجود النقص...
البعض يرفض التسليم ببدهية وجود النقص في نفسه، و في من حوله، و يعيش حياته في جحيم مقيم من رفض الواقع والبحث المحموم عن "يوتوبيا" الكمال البشري.
و الغريب أنه في الغالب يتجمد عند مرحلة "الرفض السلبي"، ولا يتجاوزها إلى "الرفض الإيجابي"، الذي يرفض الموجود و يفرض المفقود.
فيمر شريط حياته في معارك فارغة يكتفي فيها بارتداء ثوب "دون كيشوت" : النبيل الزائف المحارب لقوى الشر و المدافع عن القيم السامية...!!
و نسي هذا الواهم أن الدين لم يتعامل مع تلك المسألة من منظور فلسفي "طوباوي"...
بل تعامل مع واقع البشر بما هم عليه، و أرشدهم لما يجب أن يكونوا بعد ذلك عليه...
عندما قال الرسول ﷺ : «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ».
لم ينسف ما كان من أمر ذلك الصحابي الجليل، و لم يقدح في إيمانه و لا عمله الصالح...
بل وضع يده على موطن من مواطن الخلل والنقص التي تحتاج منه إلى البذل...
هذه ومضة منهجية نفيسة، كانت تحتاج إلى وقفات لاستخلاص منارات منهجية منها...
لكن للأسف الخطاب الدعوي سلط الضوء على ما كان للسابقين من فضائل، وغالت في رسم صورة النقاء الناصع في حياة الأسلاف، مما جعل قصار النظر يرون هؤلاء القوم كأنهم بلا نقائص...
فصار المعيار لديهم ناصع البياض بشكل لا ينسجم أبداً مع البيئة الملوثة التي تحاصر المرء و تجثم على حياته...
بل ولا ينسجم مع أي بيئة وجد فيها البشر أصلاً!!
فينظر المرء منهم إلى نفسه و إلى من حوله فيزداد غماً على غم...
و يؤول به الحال في الغالب إلى الاستسلام للنقص لأن الكمال عزيز...!!
فينتقل من مرحلة الشقاء في البحث عن النقاء...
إلى الإيغال في النقص من شدة اليأس ...!!
#نفسيات

قناة د . محمد فرحات

12 Oct, 10:52


كما أن الجسد له وظيفة يومية و هي إبقاء العمليات الحيوية مستمرة على الدوام...
كذلك النفس لها مهمة يومية لابد لها من الحفاظ عليها..
ألا و هي : إبقاء النفس في حالة "الرضى عن الذات.
لو توقف الجسد عن دعم العمليات الحيوية لانهار الجسد و توقفت الحياة... و كذلك الحال بالنسبة للنفس: أي اضطراب في تلك الحالة فذلك يعني اعتلال، ثم اختلال، و قد يصل إلى حد الانهيار الذاتي الداخلي.
و في سبيل ذلك تقوم النفس بجهد جبار لدعم "الذات" و إبقاء حالة "السلام الداخلي" مستمرة.
فلو ارتكب الإنسان إثماً: فإن ذلك يجرح حالة الرضى الداخلي، لهذا تتحرك النفس سريعاً لتدارك تلك الحالة الطارئة، و في الغالب تلجأ إلى دواء له مفعول السحر في تسكين حالة حالة الغليان الداخلي، وتبدأ في بث رسائل "التسكين" الداخلي:
"كل الناس بيعملوا كده... أنت احسن من غيرك... شوفت فلان عملا أيه... شوفتي فلانة و الفضيحة اللي عملتها...."
حالة التسكين هذه تنجح في الغالب، و لو لم يكن الإنسان على حذر من نفسه فإنها تؤدي بعد ذلك إلى "تسكيت" صوت الضمير الداخلي، إلى أن يصل الحال إلى الخرس النهائي..!!
ولو أحس الإنسان بشيء من الحسد تجاه "فلان" الذي نجح في مجال كذا و كذا: هذا الشعور بغيض و يخدش في بريق النقاء الداخلي، و يُحدث ارتباكاً في حالة "السلام النفسي".
هنا تتحرك النفس سريعاً، و تهرول حاملة أكواماً من المناديل التي يمسح الإنسان فيها سوأته...
وتبدأ حملة من "التجميل" و "الترقيع" لموقفها...
"إن هذا ليس بحسد، و لا حتى غيرة منه... بل هي غيرة على الدين... أو الوطن... أو العرض... أو أي شيء مقدس أو محترم، لابد أن "فلاناً" هذا قد مسه بسوء".
فتتم شرعنة الهجوم عليه بنفس منطق "الحملات الصليبية".
و لو اختار الإنسان اختياراً خاطئاً ، و ظهر له بما لا يدع مجالاً للشك أن اختياره محض طريقه مسدود، و لكن ضريبة الاعتراف بالخطأ كبيرة، و العودة إلى الطريق الصحيح "دونها خرط القتاد"...
هنا تأتي النفس و معها أكوام من الأوراق و الإحصائيات التي تثبت أنك لست الفاشل الوحيد في الحياة...
حتى في أوروبا و الدول المتقدمة يفشلون.
قصص الفشل لا تنتهي يا صديقي ... فاهنأ بالاً... لست في سبيل الفشل بأوحد..!!!
هنا تهدأ النفس و تسكن...
و تعود إلى سلامها الداخلي قريرة العين...
و تبدأ الدورة من جديد..!!
فقط قليل هم...
من لا يستجيبون لحيل أنفسهم...
و يعيشون في سلام حقيقي ...
بعيداً عن الزيف، و بعيداً عن الوهم..!!
#منهجيات

قناة د . محمد فرحات

10 Oct, 16:53


على هامش المنشور السابق
اللهم ارض عن عبدك الطريفي، وعجل بفك أسره هو وإخوانه

قناة د . محمد فرحات

10 Oct, 14:02


على هامش المنشور السابق...
تتصاعد الآن على وسائل التواصل نغمة مقيتة، تلوكها الكثير من الألسنة، وكلها تدور حول معنى واحد:
الهجوم على من ينتقد موقفاً للمقاومة، أو يقدم تصويباً لأحد المواقف، ونحو ذلك.
وشعارهم الذي يتشدقون به: "وهل يجرؤ أحد من منتقدي المقاومة أن ينتقد حاكم بلده".
وأنا بدوري أسأل هذا الأسد الهصور، شجيع الكيبورد، وبطل الشاشات: وهل تجرؤ أنت على أي شيء مما تقول؟
هلم أيها الشجاع الصنديد وأرنا شجاعتك الطافحة... أنت تستطيل على الآخرين بنفس ما تنتقده عليهم !!
هل تجرؤ أنت على انتقاد حاكم، لا بل أصغر مسؤول في بلدك، ولو عسكري درك، وأنت بارز على الملأ بشخصيتك الحقيقية لا كالفئران تتستر خلف حساب زائف على مواقع التواصل؟
أنت أيها المذيع المتحذلق هل تجرؤ على أن تأتي إلى بلدك أصلاً فضلاً عن أن تتكلم فيها ولو حتى بخير؟
بل هل تجرؤ على أن تفتح فمك المتشدق في البلد الذي هربت إليه بما يخالف الخطوط الحمراء التي تعلمها أنت ومن يشغلك؟
إن الذي يتهم من ينتقد المنتقدين بالجبن هو أجبن منهم بمراحل، على الأقل هؤلاء يخرجون على الناس بأشخاصهم و هيئاتهم، ومعرفون، ومعروف كل صغيرة وكبيرة عنهم...
هؤلاء يتحركون وفق المتاح، وكان يسعهم السكوت عن كل شيء وأن ينشغلوا بهمومهم الشخصية كحال ملايين الناس.
هؤلاء يدفعون ضريبة أنت أيها المستطيل عليهم لا تعلم عنها شيئاً... أو تعلم لكنك من أهل البهت ولا تريد ذكر فضيلة لمن يخالفك.
أقول كل هذا وأنا أكرر...
نعم الوقت ليس وقت توهين صف المقاومة و لا التهوين من بطولاتهم و صمودهم...
أقول وأكرر ليس الوقت الآن هو وقت الحساب...
لكن على المقابل لا أقبل بهذا الإرهاب الذي يشنه اتباع بعض الجماعات و الانتماءات المعروفة...
والذين هم على نفس ديدنهم، كما تمت تربيتهم...
"الناس اللي فوق عارفين كل حاجة"
على مثل هذا يعيشون... ولا يجرؤ أي أحد منهم أن ينتقد أصغر مسؤول في جماعته، فوالله إنها لقاصمة الظهر عندهم، وسيشنون عليه حرباً أشد من حربهم لألد أعداء الله!!
أرفض تخوين من يصحح بعض الهنات التي تصدر من بعض قيادات المقاومة، والتي لها مصائبها...
فعندما يوصف الهالك حسن نصر الله بالشهيد هذا ليس فعلاً سياسياً يجوز الاختلاف فيه...
عندما يحتفى بالهالك قاسم سليماني فهذا ليس فعلاً سياسياً يجوز تمريره للمصلحة...
وتصحيحه هو من باب النصح لأهل المقاومة، وسداً لباب عظيم من الزلل يصيب الأمة في عقيدتها، ويهون من إجرام أعداءها من الروافض وأذنابهم.
استقيموا يا عباد الله !!
#منهجيات

قناة د . محمد فرحات

07 Oct, 09:11


أما والله إنها لأيام من أيام الله...
وأي شيء يذهب غيظ قلوب المؤمنين مثل ترغيم أنوف أعداء الله...
إن النصر الكبير الساحق في زمان الانتصارات، ليس له مثل طعم نصر ولو عابر في زمان الانكسارات...
نعم فرحنا... وبكل نكاية في أعداء الله نفرح...
نقطة... ومن أول السطر!!
لا يعجبني في خضم الكلام على تقييم ما حدث في غزة نغمة التصويب المستميت لكل ما تفعله فصائل المقاومة، والدفاع عن كل قراراتهم بكل وسيلة...
إن فعهلم جهاد بلا ريب... ونحسبهم كأفراد صادقين مجاهدين مأجورين والله حسيبهم...
لكن لا يعني ذلك أن كل قرار يتخذ هو عين الصواب...
من قال أن المجاهد لا يخطيء؟
إن سيف الله خالد بن الوليد، أخطأ في قرار من قراراته ، عندما أرسله رسول الله ﷺ في سرية... حتى قال ﷺ : «اللَّهُمَّ إنِّي أبْرَأُ إلَيْكَ ممَّا صَنَعَ خَالِدٌ»...
قل لي بربك أي مجاهد في الأرض الآن مثل خالد ...
رضي الله عن خالد... وغفر الخطأ لكل مجاهد...
لا يعجبني فعل بعض من ينسبون للعلم من تقرير بعض القواعد التي تخالف ما قرره أهل العلم، فقط لتصويب ما حدث...
ولماذا لا نقول أن إخواننا سددهم الله قد أصابوا في جوانب... وجانبهم الصواب في جوانب...
نعم ليس هذا هو وقت الملام و لا التنظير والحرب لا تزال تدور رحاها، لكن على الجانب المقابل ليس من الصواب تصدير الخطاب الدوجمائي السطحي ، وإسكات أي صوت يحاول أن يفكر - ولو في يوم ما - خارج إطار التهليل والتأييد المطلق على استقامة الخط.
نعم نحن الآن في وقت التعاضد، والمساندة ... وليتنا نستطيع فعلاً تقديم ما يفيد إخواننا...
لكن أخشى من تسلط خطاب المهللين الذي يغلق الباب أمام أي صوت يفكر خارج السرب...
كما أن خطاب التوهين، والخونة المتصهينين خطر...
فخطاب التهليل، وغلق الباب أمام المراجعات والتصويب عندما يحين وقت المراجعات= خطر!!
اللهم سدد إخواننا... وانصرهم على عدوك وعدونا...
وارفع الكرب عن كل مؤمن مستضعف في الأرض، وألطف بهم وبنا.

قناة د . محمد فرحات

05 Oct, 22:12


قال تعالى في سورة يوسف، ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ (94).
نبي كريم، وحوله بعض أهله، قيل إنهم أحفاده، خشى أن يتكلم حتى لا يتهمه هؤلاء بفساد الرأي.
قال الطبري:"وأما قوله: (لولا أن تفندون) ، فإنه يعني: لولا أن تعنفوني، وتعجِّزوني، وتلوموني، وتكذبوني"
و رغم ذلك لم يسلم من أذى السنتهم: ﴿قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ (95).
قال قتادة " ﴿قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ أي:من حب يوسف لا تنساه ولا تسلاه. قالوا لوالدهم كلمةً غليظة، لم يكن ينبغي لهم أن يقولوها لوالدهم، ولا لنبيّ الله ﷺ ".
أن هذا يثير في النفس التأمل...
فليس كل حذر من كلمات القطيع الغوغائي، سليط اللسان ، معدوم المروءة و التربية = الضعف أو الجبن.
إن خوف الكريم أن يخدش عرضه المصون بقاذورات إنسان نتن النفس ليس من الجبن في شيء...
لكن رغم هذا...
على الكريم ألا يسترسل في حذره...
فيقدر المصالح و الفاسد جيداً، فلو كان هناك حق لابد من تبليغه، و لابد من نصره، فعليه الصبر و الاحتساب، مهما طاله الأذى.
أما الخوض في دوامات النقاشات العدمية، التي لا تغير قناعة، و لا تبدل أفهام، فعلى العاقل أن يتجنبها، ليس صوناً لعرضه فقط...
بل صوناً لعقله...
و إبقاءً لصحة نفسه !!
#إضاءات

قناة د . محمد فرحات

04 Oct, 19:13


احفظ هذه جيداً...
ما من عبد استعمله الله في باب من أبواب الطاعة، ثم انصرف عنه لأجل شيء من حظ النفس، أو زيادة في متاع الدنيا، أو غيرها من توافه الأسباب...
إلا وجد العذاب في هذا الباب...!!
فتراه يشقى بجنس ما كان يظن أن السعادة فيه...
فاحذر أن تترك ما أنت عليه...
مها ثقل عليك حمله...
أو بدا لك أن الخير في تركه...
#إضاءات.

قناة د . محمد فرحات

03 Oct, 12:07


هي أقدار مقدرة....
مقدر لك أن تعيش على ضعفك، و قلة حيلتك، في مرحلة من أحرج المراحل التاريخية على الإطلاق.
قلائل هم من يشهدون مراحل "الانسلاخ" في حياة الأمم، حين تتقوض دعائم المنظومات القيمية و الأيديولوجية التي هيمنت لعقود، و تتشكل من تحت الجلد المنسلخ ملامح جديدة... لفترة غامضة!!!
الجديد في هذه المرحلة أنها تتم في ظل غياب للمرجعات التي يفزع إليها عند إشتداد الظُلَم.
فيرى الإنسان نفسه و قد ألقي به في خضم محيط متلاطم... و لم يلقنه أحد كيف يسبح...
تغيير الخريطة الدعوية والسياسية في مصر.... انسلاخ السعودية من حقبة السلفية التقليدية... الحروب المستعرة في المنطقة... تصارع الكيانات المختلفة على النفوذ في المنطقة...
حتى ملامح الجغرافيا التي ظللنا في سنوات عمرنا الناعمة نشقى بحفظ ملامحها، تغيرت تفاصيلها، و لا زالت في الطريق نحو المزيد من التغير.
كل هذا و غيره يجب أن يحرك في مكنون كل عاقل أجراسَ الخطر.
ويفزع إلى ما تستقيم معه شؤون حياته في هذا البحر المتلاطم، المستعر...
العاقل وحده هو من لا يشغل باله بتفاصيل لا تهمه، ولا تغير من مصيره شيئاً..
العاقل وحده هو من يحدد ما هي الأسئلة التي يتوجب عليه الإجابة عليها... وما هي الأسئلة التي لا تخصه بالمقام الأول...
العاقل وحده هو من يبصر موطأ قدمه قبل أن تطأ قدمه التراب...
ويرسم بدقة مسار حياته قبل أن يواريه التراب...
العاقل وحده هو من يعقل أن الأمر جد لا هزل فيه...
فيعلم أنه لا يستقيم أن يعيش مُرَغَّداً...
في عالم لا يدري ما شكلُه غداً ...!!
#إضاءات

قناة د . محمد فرحات

02 Oct, 11:12


أصدقه ميتاً... كما صدقته حياً !!
إذا ضاقت نفسك بما طفحت به الدنيا حولها من الفتن، و لاح الأفق الأسود في عينك لما تراه من المعاصي... وصولة أهل الباطل، وعلو كعبهم...
فلا تستسلم...
أول خطوات الهزيمة هو الاقتناع بضعفك أمام الخصم، و اليأس من جدوى المقاومة.
و هذا ما تفعله بنفسك إذا استرسلت في تلك الأفكار السوداوية.
فقط عليك بإفحامها بكلمة بسيطة:
رغم كل هذا الانحراف، و طغيان الباطل و صولة أهله...
إلا أنني لا أرضى إلا بقضاء الله لي...
فأحب أن أعيش في الزمان الذي قدر لي العيش فيه...
فأعبده في زمان قل فيه من يعبد...
و أصبر على عبادته في زمان ندر فيه من يصبر.
قال عروة: بلغنا أن الناس بكوا على رسول الله ﷺ وقالوا: ليتنا متنا قبله، نخشى أن نفتتن بعده.
فقال معن بن عدي: لكني -والله- ما أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتاً، كما صدقته حياً.
[سير أعلام النبلاء ترجمة معن بن عدي بن الجد بن العجلان الأنصاري : 1/321]
يا الله !!
أرأيت الفهم الدقيق...!!
على مثل هذا تستطيع أن تستكمل الطريق!!
#إضاءات

3,245

subscribers

128

photos

12

videos