كتبها وأبدع فيها إمام وخطيب الحرم المكي ، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية السابق ومدير مدرسة أنجال الملك عبدالعزيز ( مدرسة الأمراء ) و الشيخ المربي
#عبدالله_عبدالغني_خياط رحمه الله( ت: ١٤١٥هـ ) :
يقول رحمه الله في ختم كتاب سيرته الجميل والوثائقي اللطيف ، ومبيناً فيه نصحه الصادق للأجيال الصاعدة :
" فلم أجد في نفسي ما يجده بعضهم من الولع بالتزاحم على العمل، وإني إذ أسجل اليوم ذلك إنما أسجله لأدعو الأجيال الصاعدة وهم في مستقبل حياتهم العملية أن لا يحفلوا بحظوظ غيرهم، وأن لا يسبحوا في بحر من الأماني ليس له ساحل، ليكون لهم مثل ما أوتي غيرهم من الثروة أو النفوذ والمراكز المرموقة أو الجاه أو غيره مما يعول عليه الناس في دنياهم كمظهر للسعادة، وأن لا يجهدوا أنفسهم في اتخاذ الوسائط أو سلوك السبل الملتوية بغية الوصول إلى السعادة التي يصورها في نظر البعض رغد العيش والظهور في ثياب العظمة ومظاهر الأبهة، فالطريق السديد الرشيد طريق السعادة وهو أن يقنعوا بقسمة الله، فالقناعة خير عادة للعزوف عن حظوظ الغير وقطع حبل الأماني كما قال الشاعر :
أفادتني القناعة كل عز
وهل عز أعز من القناعة
وأن ينظروا إلى من هو دونهم في الفضل والنعمة والمواهب وغير ذلك كما جاء في الحديث: (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، قمن أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)
وأن يضعوا نصب أعينهم أن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، وأن الله سبحانه أعلم بمصالح عباده، فيضع الأمور في موضعها، وفعل الحكيم لا يخلو من حكمة، فمن فاته شيء من حظوظ الدنيا في أي مجال من المجالات فليؤمن أن الله سبحانه سوف يعوضه عنه خيرا، ولا ييأس أو يبتئس أو ينظر إلى الحياة بمنظار أسود، فلن يطول أمد الشدائد، وليكن متفائلا يبتسم للأزمات، وعليه مع ذلك أن يدأب على العمل، ولن يضيع الله عمل عامل إذا علم منه حسن القصد وصدق العزيمة والنية الصالحة والاعتماد عليه وحده.
وإنني إذ أدعو الأجيال الصاعدة إلى هذا المنهج فلأن الآمال لديهم متفتحة والمستقبل أمامهم ممدود، وإلا فالحديث عام لكل من ألقى السمع وطلب السداد في مذهبه واتجه إلى الله في كل مطلب يرومه .
وأحمد الله وأشكره على ما أنعم به من إتمام كتابة هذه اللمحات وأسأله تعالى أن ينفع بها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال ويتوفانا مع الأبرار، إنه أكرم مسؤول، وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين. "
كتاب : لمحات من الماضي( ص: ٣٦٨ - ٣٦٩ )
#قناة_مداد_الكتب
https://t.me/midadalkutub
#كتب #كتاب #نصيحة #نصح #الشباب