EUNOIA @madness_art Channel on Telegram

EUNOIA

@madness_art


- A piece of quietude
- Personal archive

EUNOIA (English)

Welcome to EUNOIA, a Telegram channel created by the user @madness_art. EUNOIA offers a unique experience of tranquility and a personal archive of artistic creations. The title itself, EUNOIA, originates from Greek, meaning 'beautiful thinking' or 'well mind.' This channel is dedicated to providing its followers with a piece of quietude in the midst of a bustling digital world.

Who is it for? EUNOIA is perfect for individuals seeking a refuge from the chaos of everyday life. Whether you're an art enthusiast looking for inspiration or simply in need of a moment of peace, this channel offers a carefully curated selection of content to soothe your mind.

What can you expect? By joining EUNOIA, you can expect to discover a variety of artworks, photographs, and musings that will transport you to a state of serenity. The personal archive hosted on this channel serves as a sanctuary for those seeking to escape the noise and find solace in creativity.

Join EUNOIA today and immerse yourself in a world of beauty, tranquility, and artistic expression. Let your mind wander and find solace in the serene offerings of this channel. Embrace the beauty of EUNOIA and indulge in moments of quiet reflection.

EUNOIA

21 Dec, 18:16


”الشيء الوحيد الذي يُعتد به اليوم هو عمل أولئك الذين يعرفون كيف يقفون على القمة: ثابتون على مبادئهم؛ غير قابلين لأي مساومة؛ غير مبالين بالحمى والتشنجات والخرافات والدعارة التي ترقص على إيقاعها الأجيال الحديثة. إن الشيء الوحيد المهم هو المقاومة الصامتة لعدد قليل من الناس الذين يعمل وجودهم الصامت كـ ”ضيوف حجريين“ على خلق علاقات جديدة، ومسافات جديدة، وقيم جديدة وبناء قطب، على الرغم من أنه لن يمنع بالتأكيد من أن يكون هذا العالم من الضالين والمضطربين ما هو عليه، ولكنه مع ذلك سيسمح لبعض الناس أن يشعروا بالحقيقة وهو الشعور الذي ربما يكون أيضاً بمثابة الزناد لبعض الأزمات التحررية".

- يوليوس إيڤولا.، ترجمة احمد الجبوري

EUNOIA

24 Nov, 13:53


-

EUNOIA

24 Nov, 13:51


تُعَدُّ مخيلة الفنان عملاً حربياً ضد كل ما حاول يومًا تحطيم روحه، وفي جوهرها تمثل أيضًا، وبشكل متناقض، فعلًا يتعارض مع، ولكنه في الوقت ذاته يتماشى تمامًا مع إيقاعات ودورات الكون الكبرى، التي يعيد الفنان ترتيب عناصرها خلال رحلته الملحمية في عالم الفن. إنه يعيد تشكيل الواقع بحيث يجبره على الدخول في حالة تواصل مع الخيال.

الخيال ليس سوى تمثال منحوت من مكونات حقيقية وملموسة، لكنها تُصاغ وفق رؤية الفنان وخياله لتكون إطارًا يحكي قصة. والهدف من هذه القصة هو السماح للتألق غير المقيد بأن يتنفس حيث كان سيظل مختنقًا تحت وطأة الواقعية القاسية، إلى جانب الحركات الآلية التي تفتقر إلى الروح في المجتمع المُبرمج.

الجوهر الثوري للفن العميق يكمن في تحديه الصريح للتفاهة، وللمرايا المشوهة، وللخطاب المزدوج الذي يميز الزيف الذي تحاول به الحضارة المهذبة كبح كل ما هو فني وجميل.

يقف الفنان متأملًا من قمة تطل على وديان عوالم تجمع بين الروحانية والحسية بأكثر الطرق أناقة، وتعيد ضرباته الفرشاتية المتألقة كتابة السكون الذي يميز التاريخ السلبي، لتفرض بدلاً من ذلك نظامًا جديدًا بالكامل وأثيريًا. في هذا النظام، تأخذ محتويات الخيال مكانها في قلب الواقع، حيث تصبح حقيقة ملموسة، بدلاً من أن تبقى مجرد أفكار محبوسة في الذهن ومنسية في طي النسيان.

الفنان هو ذاك الذي يُجبر منتجات الخيال على الظهور في الوجود الحقيقي، فيحول ما كان يُعتقد أنه لا يمكن أن يكون إلى ما لا يمكن إلا أن يكون. ذلك لأن الفن الحقيقي يناضل من أجل الوجود ذاته، في علاقة حب لا تنقطع مع تحويل كل ما هو موجود إلى طقس كوني مقدس، يُحيي فيه قلبًا مشتعلًا: هدية من السماء للإنسان المتعب والمريض، الذي يعاني جوعًا دائمًا للدفء، ويخوض حربًا داخلية لا تنتهي من أجل الحب وارتقاء الروح.

EUNOIA

10 Jul, 19:39


-إن الكثير من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الفرد في العصر الحديث يرجع إلى شروط الحياة في المجتمع الحديث. وبالتالي فإن الفرد لا يتحمل كامل المسؤولية عن اضطراباته النفسية، إذ يشاركه المجتمع في هذه المسؤولية وبدرجة أكبر. إن تحميل الفرد المسؤولية عن اضطراباته النفسية هو جزء من الأيديولوجيا المهيمنة على المجتمعات الحديثة، وهي أيديولوجيا ليبرالية في الأساس، تجعل الفرد مسؤولاً عن كل شيء: نجاحه وفشله، صحته النفسية ومرضه النفسي. فمع نزعتها الفردية المتطرفة تنزع الأيديولوجيا الليبرالية نحو تحويل التوترات الاجتماعية إلى المجال الشخصي، أي أنها تحول الأزمات الاجتماعية إلى أزمات نفسية شخصية، ومن ثم تنظر إليها على أن أسبابها الأخيرة ترجع إلى الفرد ونفسيته. وأي محاولة لإرجاع المشاكل الخاصة إلى سياقات مؤسسية اجتماعية، تلك المحاولة التي يمكن أن تقترح فعلاً عاماً أو سياسياً، يُنظر إليها على أنها إسقاط لتلك المشاكل الفردية على المجتمع. لقد أدرك إريك فروم وهربرت ماركوزة أن المجتمع الرأسمالي الليبرالي هو السبب وراء تحويل التوترات الاجتماعية إلى مجال الشخصية الفردية. إن النظام الاجتماعي للرأسمالية الليبرالية هو الذي يخلق المشكلة في الفرد، وهو أيضاً الذي يفرض على الفرد علاجاً نفسياً من هذه المشكلة وكأن هذا الفرد هو السبب فيها.

| اشرف منصور

EUNOIA

18 May, 14:03


أرى في ردود الأفعال التي تنفي صفة "الطبيعية" عن بعض سلوكيات البشر وتصرفاتهم غير المألوفة مقياسًا فاصلًا يكشف مدى إدراك المرء لتنوع الحياة ودرايته باختلاف طبائع البشر وأحوالهم. الطريق السهل لرؤية العالم، والأشد تأصلاً في الغريزة، هو مطابقة إدراك الآخر بإدراك الذات، أي افتراض ثبات المؤثرات ووحدتها على البشر جميعًا. وهذه حالة ساذجة تغيّرها خبرات الحياة وتجاربها، وتصقلها المعاناة الناجمة عن إعمال هذه الطريقة في تفسير العالم وأحواله، وتجرّع مرارة أخطائها. خذ مثالًا ذلك المرء الذي نشأ في بيئة صالحة وفق معايير مجتمعه، وحظي من نعمها بقدرٍ وافر حجب عنه ظلمات الأزقة وما تحتويه من كَدٍّ ومشقةٍ، ألا يرى أن من المحال أن تُرى مناقبه بعينٍ تبديها بصورٍ هي الضد المطلق لما ألفته حواسه واعتاده سلوكه؟ تراه يقول في نفسه إن من المحال أن تولِّد أفعاله ردودًا معاكسة للغاية التي تبتغيها أصلًا؛ فلا يمكن لمظهره الحسن أن يُرى من عين أخرى بدلالة تحط من قدره، وليس من الجائز أن يُفسَّر سلوكه الحميد عقل يحوّره عن مقصده. فلا بد للإحسان أن يُعظَّم ويُقابل بمثله، وللجميل أن يُكرَّم ويُحتفى به، والعكس بالعكس. يزعم ذلك بفطرته وهو لا يدري أن هناك عيونًا ألفت ما يعظّمه ويوقّره على حالٍ مناقضٍ لما ألفه. يجهل أن هناك عيونًا ألفت محاسنه في مظهرٍ معادٍ يبعث أحاسيسًا مناقضة، منها ما يكون الضد المطلق في بعض الأحوال. ذلك الغريب "الآخر" الذي تنفر من أفعاله الشاذة وتنسبها إلى عالمٍ غريب لا يمت بصلة لعالمك، هو كمن لم يرَ السكين إلا في يد العدو، فنسب إليها كل ما هو مقيت وبشع، حتى تشكّل في ذهنه عالمٌ آخر مختلفٌ عن عالمك. الأمر هو أن ما اعتدته سلاحًا في يدك ينمي وجودك ويثريه، قد اعتاده الآخر في يد العدو الذي يهدد وجوده ويبعث في نفسه أحاسيس الألم والخطر. تأمَّل مثلًا السكين التي تحملها يدك: في عالمك، هي أداة تنفذ بها صالح الأعمال، ترى فيها أداة تستخدمها للخير، وتقول في نفسك، مثلًا، أنك بدونها لن توفر القوت لأحبائك، وفي المجمل، مدلولها عندك رمزٌ للإبداع والعطاء. أما في عالمٍ آخر لم تبرح فيه السكين يد العدو، فهي ترمز إلى الخوف والتهديد والموت، وتفسّر كأداةٍ تستخدم لقطع الأواصر وسلب الحياة. مِثلُكَ يرى في السكين أداةً للعيش والازدهار، والآخر يراها أداةً للدمار والانهيار. هذا التباين في الإدراك يعكس فجوةً عميقةً بين عالمين، حيث تتشكل الصور والمعاني وفق تجارب وخبرات سطرتها أحداث متنوعة. في ذهنك، تتلألأ السكين ببريق الأمل، وفي ذهن الآخر، تتشح بظلال الرعب.

EUNOIA

10 May, 17:50



EUNOIA

09 May, 19:21


إِن وجهَة نظرنا للسُّلوك البشريِّ على أَنه يمتد إِلى ما هو أَبعد من علم النفس الفردي إِلى مَفهُوم أَوسَع للشخصية كيْ يُبيِّن أن الإنسان المتحضِّر لا يَتَصرَّف فقط بناء على التَّوجيه العقلانيِّ لذاته العقلانيَّة ولا هو مَدفُوع دون تفكير بمَحض القوى الطبيعية للأنَا الغريزيَّة. إِن الحضارة الإنسانيَّة ومعها مُخْتَلف أَنواع الشخصية التي تُمَثلها وتعبِّر عنها، قد انبثقت من العمل الدَّائم لمبدأ ثالث، يَجمع بين العناصر العقلانيَّة وغير العقلانيَّة في نظرة عَالمية قائمة على مفهُوم ما هو خَارق للطَّبيعة. هذا لا ينطَبق فقط على الحيَاة الجماعيَّة البدائيَّة التي ينظُر لها نَظرة عالمية سِحريَّة، ولكنه لا يزال يتجلى في حضارتنَا الآلية للغاية من خلال الحاجة الماسَّة للقيم الرُّوحيَّة. الإنسان بغضِّ النظر عن الظروف البدائيَّة لم يَعش أبدًا على أَساس بيولوجيٍّ بحت أي على أساس طبيعي بسيط. يُظهِر الأشخاص الأكثر بدائِيَّة الذين نعرفهم أنماطًا غَريبة ومعقَّدة من المعيشة والتي لا يُمكن فَهمها إِلَّا من خلال مَعناها الخارق للطبيعة.

على الرَّغم من أن علَماء الأنثروبولوجيا المعاصرين قد أدْركوا ذَلك إِلَّا أن معظمَهم على عَكس علَماء النفس ينظرون بازدراء إِلى هذه النَّظرة الخارقة للطبيعة للعالم على أَنها بقايَا مثيرَة للاهتمام لإيمان البدائيِّ بالسحر الذي تجاهلناه منذ فترة طويلة على أَنه خرافة. فرويد من جانبه في مقارنة الخرافات البدائيَّة بالسُّلوك العصابيِّ فقط سَلَّط الضَّوء على بَقَاء القوى غَير العقلانيَّة في الإنْسان الحديث، وبالتَّالي أَثبَت عدم كفاية علم النفس العقلانيِّ لشَرح رُؤية الإنسان البدائيِّ للعالم. إِنه لا يعني الكثير عندما يَبدُو أن بعض الكتاب المتقدِّمين في تجاهل تلك التَّصنيفات العلميَّة مُستعدون للاعتراف بأننا أَنفُسنا نُؤمن بالخرافات مَثَّل البدائيِّين؛ في الواقع لا تَزَال تلك البدائية مُخَبئَة. إِن مِثْل هذا الاعتراف يَنِم عن قَدْر كبير من التجديد ومن ثمَّ يَبدُو أن تأْثيره الإخافة لا الخلاص. من الواضح أن الخوْف من هذه (البدائيَّة) داخِل أَنفُسنا هو نَتيجة لمحاولة فَاشِلة لإنكارها. وأيًّا كان الأمر فَإِن هذه البدائيَّة، التي يُمكننا الاعتراف بها بسهولة هي إِلى حدٍّ كبير نِتَاج خَيالنا. وهذا يَعنِي أن ما نَشترك فيه حقًّا مع أسلافنا البعيدين هو الذَّات الروحيَّة وليست الذات البدائيَّة وهذا لا يُمكننا أن نَعترف به لأنَّنا نَفخَر بأنفسنا للعيش على مستَوى عقلانيٍّ بَحت ونَتيجة لذَلك فَإِننَا نَرفُض قُوى الحيَاة غَير العقْلانيَّة هذه باعْتبارهَا تَنتَمي إِلى ماضينَا البدائيِّ بدلا من الاعتراف بها في احْتياجاتنا الروحيَّة الحاليَّة.

وبهذا المعنى يَجب أن يُفهَم مَفهُومي السابق لما هو خَارق للطبيعة باعتباره العُنصر البشريِّ الحقيقيّ، على النقيض من الحيَاة البيولوجيَّة الطبيعة (للانسان الطبيعي). إِن تفسيري البشريَّ يَتصور ما هو خَارق للطبيعة على أَنه مُتطابق بشَكل أَساسِي مع ما نُسميه (الثقافة) والتي تتكوّن في نهاية المطَاف من أَشياء غَير موجُودة في الطَّبيعة. ولا أَعني بذلك كُلّ القيم الروحية للبشريَّة فحسْب بدأ من مُعتقدات نفسية المبكِّرة وحتى الدين والفلسفة بل أيضًا المؤسَّسات الاجْتماعيَّة. لَقد تمَّ بنَاء هذه أيضًا في الأصْل للحفاظ على خُطَّة حياة الإنْسان الخارقة للطَّبيعة، أي أَنها كانت تَهدف إِلى ضَمَان ديْمومته الذاتية كنوْع اجتماعيٍّ.

|أوتو رانك
-ترجمة سجاد خضير

EUNOIA

04 Apr, 22:49



EUNOIA

04 Apr, 22:41


- النساء، كزهور الجبال، يعبّرون بدقة فائقة عن درجات التفاوت الاجتماعي. فالتسلسل الهرمي بينهم واضح للغاية، بينما يظل مبهماً بين الرجال. يتجلى هذا التسلسل بانتظام بين النساء كقانون طبيعي؛ في حين نجد أنه ينكسر بالتنوع غير المحسوب لحرية الإنسان بين الرجال. يعود السبب في ذلك إلى أن الرجل، بصورة عامة، يبني ذاته بنفسه من خلال نشاطه، بينما تكون المرأة، بشكل عام، صنعاً لظروفها؛ لذا فإن الرجل يشكل الظروف ويتأثر بها بفعل طاقته الخاصة، بينما تكون المرأة، في جوهرها، تحت تأثير الظروف وتعكسها. ومن هنا، تميل المرأة، في الواقع، إلى أن تكون جزءا من جنسها، في حين يميل الرجل إلى أن يكون فرداً. وبالتالي، تكون النساء في نفس الوقت الأكثر ثباتاً والأكثر تغيّراً. ثباتاً من الناحية الأخلاقية، وتغيّراً من الناحية الاجتماعية. تظهر جميع مستويات الثقافة وظروف المجتمع بشكل واضح في مظهرهن الخارجي، وأساليبهن، وأذواقهن؛ لكن التضامن الداخلي يمكن رصده في مشاعرهن، وغرائزهن، ورغباتهن.

EUNOIA

30 Oct, 16:55



EUNOIA

30 Oct, 16:54


-إن الانحدار الروحي على وجه هذه الأرض قطع حتى الآن شوطاً طويلاً، وهو يتقدم بسرعة إلى درجة أن الأمم التي تقطن في هذا العالم مهددةٌ لا محالة بفقدان آخر جزء مهم من "قوة الروحي " الذي يعمل على تحقيق إمكانية رؤية هذا الانحدار وتشخيصه وتقويمه بحد ذاته. إن هذه الملاحظة البسيطة ليس لها أي علاقة تُذكر مع التشاؤم الثقافي، وهي بالطبع ليس لها أي علاقة تذكر أيضاً مع أي تفاؤل؛ لأن ظلمة هذا العالم وحلكته، صراع الآلهة المرير، خراب الأرض ودمارها، تحول الإنسان إلى مجرد كتلةٍ صماءَ، الكراهية والشك لكل شيء حرّ ومبدع وخلاق، أسست لمثل تلك الافتراضات في كل مكان وبقعة من هذه الأرض إلى درجة أن تلك المقولات الصبيانية المتعلقة بالتفاؤل والتشاؤم أصبحت محض سخافة ومنافية للعقل منذ زمن بعيد.

EUNOIA

14 Oct, 17:19


-"الـميلودي الخاص بالأغنية، سيما الرومانسية: لا يحتملُ بطبيعتهِ نصًا شعريًا عاليًا من جهة كونه شعرًا، فغايته من النص هو خلق الانسجام أو الهارموني داخل العمل الفني، بما يستوفيه الإيقاع الموسيقي للأغنية ذاتها، ولذلك نجدُ أنّ حتى القصائد القديمة المُغناة عادةً ما تُنتقى بنفسِ العيار الجمالي المُبسط، والذي يُهمَّلُ فيهِ مقياس الجودة الشعرية، ومثال ذلك: الأندلسيات، والأبيات المتأخرة من عصور الانحطاط الشعري، كالعصر الأيوبي، والمملوكي، والعثماني، وصولًا إلى أجيال النهضة الحديثة، ومعظمها-وإن تقلدت رداء النظم والتركيب العربي-لا تفتأ أنّ تكون نماذج واضحة على الانحدار الشعري."

EUNOIA

06 Sep, 14:38



EUNOIA

06 Sep, 14:37


- الإنسان كائن وحيد. وهذه ليست ألعوبة شعريّة، بل سمة ذاتيّة له. وهذا لا علاقة له بأن يشعر الإنسان بالوحدة وسط الجموع، أو أن يعيش هاجس أنّه يواجه الموت وحيدًا، وغيرها من الصّور الشّعريّة الّتي تحاكي مأساة الإنسان ووحدته. أقول لا دخالة لكلّ هذا، لأنّ الأمر يتعلّق، وعلى الرّغم من القساوة الّتي تشتمل عليها هذه الصّور، بما هو أكثر جذريّة. فالإنسان كائن وحيد لأنّه ببساطة حبيس أبديّ لوعيه. لأنّ العالم كما يعيشه لا يمكن أن يعيشه إنسان آخر. والوقائع الّتي تشكّل تدفّقًا لوعيٍ ما لا يمكن أن يعيشها وعي آخر. نحن لا نعيش العالم ذاته إذن، إلّا بطريقة عرضيّة. لكلٍّ منّا عالمه الفريد أو قل سجنه. أقول سجنه لأنّ كلّ ما يمكن للإنسان فعله هو أن ينقل معان مختلّة تحاكي بطريقة مشوّهة ما يعيشه ويشعر به باستخدام أداة سحريّة يحاول من خلالها فكّ العزلة الوجوديّة الّتي تطوّقه. هذه الأداة هي اللّغة. إلّا أنّها، على كونها أفضل الأدوات الّتي نملكها، لا تقترب من أن تكون ترياقًا ولا حتّى تكاد. وهي في أحسن الأحوال فراشة تصارع تنّينًا.

| مهدي عساف

EUNOIA

19 Jul, 15:43



EUNOIA

19 Jul, 15:43


الخسارة أمرٌ حتمي لا مفرّ منه ضمن سياق الشرط الإنساني،لكن تتباين المجتمعات في قدرتها على الإحاطة بمفهوم الخسارة وتقبّلها.إذ تحضّ بعض الثقافات على تحرير النفس من كلّ رابطة،ذلك لنسمو إلى مرتبةٍ من الغبطة تغدو عندها الخسارة أمرًا عاديًّا لأننا لا نملك شيئًا من الأساس.هذه العظة هي شكلٌ من أشكال الفنّ والفلسفة التي تجعل المعاناة الإنسانية أخفّ وطأة،وتترفّع عن الخسارات التي نُمنَّى بها في هذا العالم.لكن في تضادِّ مُبين،أسهبت الثقافة الغربية في مفهوم الخسارة جاعلةً منها الثيمة الجوهرية للفنّ والأدب.إذ زخرت لوحات القرون الوسطى ومنحوتاتها بمشهديات الحداد. فالمسرحيات عامرةٌ بالمآسي والقصائد الغنائية اتّخذت من ضياع الحب وتلاشي موضوع المحبوب ثيمةً رئيسة.لم تكن المسيحية هي ما أضفى هذا المنظور،إذ إن«إينيد» فيرجيل هو صياغةٌ واضحة لمرجاة«إينيس» وتطلعاته,رحلته هي رحلةٌ عابقةٌ بالخسارات. كلّها تنويعات على مقام الخسارة،تنويعاتٌ تثبت لنا أن أعظم مرامينا لا تقودنا إلّا إلى فجائع أعظم. عالم«إينيس»هو عالمٌ ديني من شعائر،من مطارح مقدّسة وأوقات حرُم.هذا وقد نزل قضاء الآلهة على «إينيس»،فطُرد من رحمتهم أحيانًا،وأحيانًا ناصروه مؤيدين،لكنه دائمًا ما كان مُساءلًا وعارفًا بوجودهم في عالم الاختبار.ولذلك كان قادرًا على مواجهة خساراته. إذ تتأتّى خسارته، ليس بمثابة نازلةٍ غامضة،وإنما بمثابة امتحانٍ وتجربةٍ وقضاءٍ قدريّ.يصارع أقداره وينتصر عليها. وكلّ خسارةٍ تشدّ من أزر طوّيته دونما مساسٍ لنياط روحه.يعكس هذا الموقف من مفهوم الخسارة روح الثقافة الغربية النقدية. فالاستجابة في الثقافات الغربية لموضوعة الخسارة ليست في استئصال النفس ونفيها من الدنيا،وإنما في احتمال الخسارة والتفجّع عليها ومن ثم تجاوزها،وذلك بالنظر إليها بوصفها ألمًا مقدّسًا. هذا الموقف في صميمه هو موقفٌ ديني، إذ يقدّرنا الإيمان على تكبّد الخسارات،ليس لأن الدين يعد بنوعٍ من التعويض، بل لأنه يراها من زاوية عين الإله.وبالنظر إلى الأمر من هذه الزاوية،تبدو الخسارة أضحيةً لا بلاءً عقيمًا.فبالنظر إلى الخسارة على أنها تضحية،تعلو إلى مرتبةٍ أسمى من ذاتها،وبذلك تتبع نمطًا شرحه الفيلسوف«رينيه جيرارد»في نظريته التي درس فيها الأصول الضارية لقدرة الإنسان على تمييز ما هو مقدّس.هكذا يقدر من فقدوا أبناءهم على تقبّل خسارةٍ بهذا الحجم، وذلك باستشفافهم من هذه الخسارة أمثولةً عليا تأخذ أبناءهم إلى حيّزٍ وجودي آخر.فولده الفقيد كان قربانًا،وهو الآن ملاكٌ يومئ إليه من العالم الآخر،مباركًا حياته في العالم المادي.
في حضارتنا،الدين هو القوة التي مكّنتنا من تكبّد عناء الخسارات ومواجهتها بوصفها تجارب تخصّنا وحدنا. وتلاشي الوازع الديني يجعل من الخسارات أثقل وأصعب،وعليه يفرّ الناس من مواجهتها بتخفيفها وتحويلها إلى تنميقٍ أجوف أو بطرد كلّ ما يشير إلى أنّها أمرٌ حتميّ.فيلجأ أبناء العصر الحديث إلى سلوان المخدرات،المُتع الآنية، تسليع الممارسة الجنسية، وذلك لتفادي كلٍّ من الحب والحزن،والوصول إلى نقطةٍ يغدو عندها التجاوز والنسيان لا طائل منهما لأنه ما عاد ثمّة ما ننساه. يكون تجاوز فقدان الحب ممكنًا في حالٍ واحدة؛ وهي إن تعلّمنا كيف نحبّ. ولذلك، في عالمٍ هجره الإيمان، نرى انبعاثًا لوباءٍ أشبه بتحجّرٍ للروح، اعتقادٌ يعمّ الأرجاء بعدمية المآسي والأحزان والفجائع، إذ لا من أمرٍ يستحقّ عناء التفجّع على خسارته. لا من محبّةٍ أو بهجة في هذا العالم، إنما سعيٌ نحو المتعة. فخسارة الوازع الإيماني،إذًا، هي الخسارة الأعظم.مع ذلك، لا ينبغي أن نترك المسألة تنتهي بهكذا رسالة تشاؤمية،إذ أمّنت لنا الحضارة الغربية ملجأً آخر،حيث يمكن لخساراتنا أن تغدو مقبولةً ومفهومة؛وهو الفن.فقد تموضعت سمات الحضارة الغربية،التي جعلت من الخسارة طابعًا رئيسًا لتجربة الوجود،حول المأساة بوصفها صميمًا للمنتج الأدبي. فأعظم الأعمال الفنية هي تأمّل في مفهوم الخسارة بجميع أشكالها؛ خسارة النعيم، خسارة الإله بحد ذاته.ما تثبته هذه الأعمال الفنية بصورةٍ مبتكرة هو أن الناس المبارَكين هم الأكثر قدرةً على امتلاك بصيرةٍ واضحة بماهية الوجود المقدَّس، وذلك بواسطة تكويناتٍ دينية بدائية. لربّما هذا ما عناه «نيتشه»، عندما كتب قبيل تردّيه في لجّة الجنون: «نجترح الفن، لكي لا يسحقنا الواقع». وقد يرى العلم أيضًا حقيقة وجودنا، إلا أنه ليس إلا جانبًا وحيدًا من جوانبه. أما ما تبقّى من حقيقة الوجود؛ الوجود الأخلاقي وقدسية التكوينة الإنسانية وفقره المعتكف للقداسة، فينبغي استرجاعه بسبلٍ أخرى. وأعتقد، من هنا تتأتّى أهمية شعراء كراينر ماريا ريلكه وتِ. إس. إيليوت. إذ تزخر أشعارهم بمرانٍ روحي يمكّننا من إنقاذ المفاهيم القديمة للقداسة والطهارة من حالتها الذابلة بجعلها مطواعةً ونابضة؛نياطٌ حقيقي لقلب طويتنا. وعليه،حتى في عصرٍ انتفى منه الإيمان، يمكننا إعادة اكتشاف مفهوم القداسة بصورةٍ متنصّلةٍ عن الإيمان"

EUNOIA

01 Jul, 20:44