خطب منبرية @kutab Channel on Telegram

خطب منبرية

@kutab


خطب منتقاة ومقترحة ترسل بعدة صيغ : PDF - WOORD -رسالة نصية- PDF للقراءة من الجوال- رابط اكتروني , ترسل في الغالب يومي الثلاثاء والأربعاء

خطب منبرية (Arabic)

هل تبحث عن مصدر موثوق للخطب المنبرية المنتقاة والمقترحة؟ إذاً قناة 'خطب منبرية' هي ما تبحث عنه! هذه القناة تقدم خطب منبرية مختارة بعناية وترسل بصيغ متنوعة مثل PDF و WORD ورسائل نصية وروابط إلكترونية. تصل الخطب بشكل مستمر يومي الثلاثاء والأربعاء، مما يتيح لك الاستفادة منها بشكل منتظم. ستجد في هذه القناة مواد تثقيفية وتوجيهية تساعدك على تطوير ذاتك وفهم القضايا الدينية بشكل أعمق. انضم الآن إلى قناة 'خطب منبرية' لتحصل على جرعة يومية من الإلهام والتأمل!

خطب منبرية

24 Jan, 07:10


رابط خطبة الرؤى والأحلام

https://kutabmnbr.com/kutab/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a4%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%84%d8%a7%d9%85/

خطب منبرية

23 Jan, 06:30


وَزَادَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قراءةَ آيَةِ الْكُرْسِيِّ لَمَا صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ أَنْ مَنْ قَرَأَهَا لَا يقربُهُ شَيْطَانٌ، وَهَذَا النَّوْعُ مِنْ الرؤَى إنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ. 
وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي مِنْ الرؤَى فَهُوَ مَا يحدِّثُ بِهِ الْمَرْءُ نفسَه فِي يَقَظَتِه، كَمَن يَكُونَ مَشْغُولًا بِسَفَرٍ أَوْ تِجَارَةٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، فَيَنَامُ فَيَرَى فِي مَنَامِهِ مَا كَانَ يفكّرُ فِيهِ فِي يَقَظَتِه، وَهَذَا مِنْ أَضْغَاثِ الْأَحْلَامِ الَّتِي لَا تَعْبِير لَهَا . 
وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّالِثُ فَهُوَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ الصَّالِحَةُ الَّتِي تَكُونُ مِنْ اللَّهِ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إذا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ اللَّهِ ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا ولْيُحَدِّثْ بها» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَعِنْدَ مُسْلِمٍ : «ولا يُخْبِرْ بِهَا إلَّا مِنْ يُحِبُّ» ، وَلِذَلِكَ أَسْبَابٌ ، مِنْهَا : مَنَعُ بَابِ التَّحَاسُدِ وَمَا يَنْتُجُ عَنْهُ مِنْ تَدابُرٍ، وَلِهَذَا قَالَ يَعْقُوبُ لِابْنِه _عليهما السلام_ : ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً﴾، فَلَمَّا لَاحَظ يَعْقُوبُ مِنْ تَصَرُّفَاتِ أبناءِه مَا يدلُّ على عَدَمِ رِضَاهُم عَن أَخِيهِم أَوْصَاه بِذَلِك ، فَإِذَا لَمْ تَأْمَنْ من الحسَدِ على رؤياك المبشِّرَةِ فلا تخبِرْ بها إلا مَنْ تَأْمَنُه ألَّا يحْسِدَك .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِمَّا يُلاَحَظُ فِي هَذَا الزَّمَنِ كَثْرَةَ الْمُعَبِّرِينَ لِلرُّؤَى عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْمُخْتَلِفَةِ، الَّذِينَ يَجْهَلُونَ مَبَادِئَ التَّعْبِيرِ لَهَا لِقِلَّةِ عِلْمِهِمْ، وَعَدَمِ إِدْرَاكِهِمْ لِلتَّعْبِيرِ، وَأَنَّ التَّعْبِيرَ فَتْوَى؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْفَتْوَى بَابُهَا الْعِلْمُ، وليسَ الظَّنَّ وَالتَّخَرُّصَ، وَلَعَلَّ مِنْ أَبْرَزِ الأَسْبَابِ الَّتِي دَفَعَتْهُمْ لِلْوُقُوعِ فِي هَذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ أَكْلَ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، أَوِ التَّسَلُّقَ عَلَى مَنَامَاتِهِمْ لِبُلُوغِ الشُّهْرَةِ وَانْتِشَارِ الصِّيتِ. 
عِبَادَ اَللَّهِ ؛ إِنَّ مِنَ المُعَبِّرِيْنَ مَنْ أَفْسَدَ حَيَاةَ اَلنَّاسِ، وَدَمَّرَ الْبُيُوتَ ، كَانَتْ حَيَاتُهُمْ هَنِيئَةً سَعِيدَةً ، وَمَا هِيَ إِلَّا رُؤْيَا مَنَامِيَّةٌ، وَيَتَّصِلُونَ بِهَا على معبِّرٍ لَا يَخْشَى اَللَّهَ وَلَا يَتَّقِيهِ،  فَيُخْبِرُهُمْ بِتَأْوِيلٍ لَهَا فَاسِدٍ فَتَتَكَدَّرُ حَيَاتهُمْ بَعْدَهَا، وَتَتَقَطَّعُ عِلَاقَاتُهِمْ، وَتَتَحَوَّلُ مِنْ مَحَبَّةٍ إِلَى عَدَاوَةٍ، فَيَقُولُ فِي تَعْبِيرِهِ لَقَدْ صَنَعَ قَرِيبٌ لَكُمْ سِحْراً، أَوْ أُصِبْتَ بِعَيْنٍ شَدِيدَةٍ، أَوْ سَتُصِيبُ أَمْوَالَكُمْ جَائِحَةٌ، أَوْ شَيئاً مِنْ ذَلِكَ، فَيُكَدِّرُ صَفْوَ حَيَاتِهِمْ.
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِالآدَابِ النَّبَوِيَّةِ، لِتَنْعَمُوا بِالْخَيْرِ الَّذِي دَلَّكُمْ إِلَيْهِ نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. 
هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وَبَارِكْ عَلَى عبدِك وَرَسُولِك محمّدٍ، وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَصَحَابَتِه الْمَيَامِين وَأَزْوَاجِه أمّهاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، وسلِّمْ تسليمًا كثيرًا. 
اللهمّ أعزَّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وأذلَّ الشِّرْك وَالْمُشْرِكِين، ودَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ، وَاجْعَل هَذَا الْبَلَدِ آمناً مطمئناً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ. 

خطب منبرية

23 Jan, 06:30


اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أوطانِنا، وَأَصْلَحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهُمَّ وفِّقْ وليَّ أَمَرَنَا خادمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ لِمَا تحبُّ وترضَى، وخُذْ بِه للبرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمّ وفِّقْه ووليَّ الْعَهْدِ لِمَا فِيهِ صَلَاحُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ. 
اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنْ النِّفَاقِ وَأَعْمَالَنَا مِنْ الرِّيَاءِ وألسنَتَنا مِنْ الْكَذِبِ وأعينَنَا مِنْ الْخِيَانَةِ فَإِنَّك تَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ . 
اللَّهُمّ فرِّجْ همَّ المهمومين مِن المُسلمين، ونفِّسْ كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْن عَن الْمَدِينَيْن، واشفِ مَرْضَانَا ومرضَى المُسلمين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. 
اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذُنُوبَنَا، واستُر عيوبَنا، ويسِّرْ أُمُورَنَا، وبلِّغنا فِيمَا يُرضِيك آمَالِنَا. 
سُبْحَانَ ربِّك ربِّ الْعِزَّة عمّا يَصِفُون، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ الْعَالَمِين. 

◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم  11
https://chat.whatsapp.com/DMBym5ISIes3Oss4zWqEUM

خطب منبرية

23 Jan, 06:30


الرؤى والأحلام
الخُطْبَةُ الأُولَى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحْبِه وسَلَّمَ تسليماً كثيراً، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، أَمَّا بَعْدُ : فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ : أُوْصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَهِيَ خَيْرُ لِبَاسٍ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : الرُّؤْيَا الْمَنَامِيَّةُ مِمَّا يُجْرِيهِ اللهُ فِي حَيَاتِنَا الْيَوْمِيَّةِ، وَلَهَا مَقَامٌ وَأَهَمِّيَةٌ مِنْ أَوَّلِ الْبَشَرِيَّةِ، وَقَلَّ زَمَنٌ فِيمَا مَضَى، إِلَّا وَفِيهِ مُعَبِّرُونَ لِلرُّؤَى؛ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ: كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ.
وَغَالِبُ حَالِ الْأَنَامِ بَيْنَ إِفْرَاطٍ أَوْ تَفْرِيطٍ فِي تَفْسِيرِ الرُّؤَى، وَلِهَذَا كَانَ لِزَامًا علينا مَعْرِفَةُ أَحْكَامِ الرُّؤَى وَآدَابِهَا، وَضَوَابِطِ تَعْبِيرِها.
إنَّ الرؤَى وَالْأَحْلَامَ تَشْغَلُ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ؛ لِأَنَّهُ مَا مِنْ يَوْمٍ إلَّا ويرى كثيرٌ من الناسِ مناماتٍ وأحلامٍ، وَلِأَجْلِ أَنَّ نَقِفَ جَمِيعًا عَلَى صُورَةٍ صحيحةٍ لِلتَّعامُلِ مَعَها؛ فَلْنَسْتَمِعْ إلَى جُمْلَةٍ مِنْ الْآدَابِ الْمَرْعِيَّةِ تِجَاهَها، فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ أنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ : كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعرَى مِنْهَا، أَي : أَمْرَضُ مِنْهَا، حَتَّى لقيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : «الرؤيا مِنْ اللَّهِ ، وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُم حُلْماً يَكْرَهُه فَلْيَنْفِثْ عَنْ يَسَارِهِ ثلاثاً وليتعوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَن تضرَّه»، وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ أيضاً قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : إنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عليَّ مِنْ جَبَلٍ ، فَمَا هُوَ إلَّا أَنْ سَمِعْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، فَمَا أباليها . 
وَمِنْ هُنَا يا عِبَادِ اللَّهِ ، فَمَا كُلُّ مَا يَرَاهُ النَّائِمُ يُعَدُّ مِن الرؤَى الَّتِي لَهَا مَعْنًى تفسَّرُ بِه ؛ إذْ أَنَّ مَا يَرَاهُ النَّائِمُ فِي مَنَامِهِ يتنوَّعُ إلَى ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ لَا رَابِعَ لَهَا ، كَمَا عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَوْفٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ : « الرؤيا ثلاثةٌ : منها تهاويلٌ منَ الشيطانِ لِيَحْزُنَ ابنَ آدمَ ومنها ما يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ في يقظتِهِ فِيِراهُ في منامِهِ ، ومنها جزءٌ مِنْ ستةٍ وأربعينَ جزءًا مِنَ النبوةِ » . 
يَقُول الْبَغَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: (في هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ مَا يَرَاهُ الْإِنْسَانُ فِي مَنَامِهِ يَكُون صحيحاً وَيَجُوزُ تَعْبِيرُه، إنَّمَا الصَّحِيحُ مِنْهَا مَا كَانَ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ أَضْغاثُ أَحْلامٍ لَا تَأْوِيل لها) انتهى كلامه.
 وَمِثَالُ هَذِهِ الْأَضْغَاثِ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ أنَّ أَعْرَابِياً جاءَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ علَى أَثَرِهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِلأَعْرَابِيِّ: «لا تُحَدِّثِ النَّاسَ بتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بكَ في مَنَامِكَ» وَقالَ: سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بَعْدُ، يَخْطُبُ فَقالَ: «لا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ به في مَنَامِهِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ. 
فَأَمَّا مَوْقِفُ الْمَرْءِ مِنْ هَذَا النَّوْعِ مِنْ الرؤَى وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى حَالِ الْكَثِيرِين فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي السَّنَةِ آدَابٌ خَاصَّةٌ فِي أَحَادِيثَ صَحِيحَةٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا، وَهِي التَّعَوُّذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ ما رآه في منامِه، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَأنْ يَتْفُلَ الرَّائِي حِين يتنبَّهَ مِنْ نَوْمِهِ ثلاثاً عَنْ يَسَارِهِ، وَأَنْ لَا يَذْكُرَها لِأَحَدٍ أَصْلًا، وَأَنْ يُصَلِّيَ مَا كُتبَ لَه، وَأنْ يتحوَّلَ مِنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ.

خطب منبرية

23 Jan, 06:22


#خطب_منبرية #خطبة #الجمعة #خطبة_الجمعة #الرؤى #الأحلام #تفسير_الرؤى #معبر #تعبير_الرؤى #الرؤى

خطبة بعنوان الرؤى والأحلام .

موافقة للتعميم .
---------------
🟣 بعدة صيغ :
-  صيغة pdf .
- صيغة pdf للقراءة من الجوال .
- المستند النصي .
- الرسالة النصية .
---------------
🟢 قناة التيلغرام
https://t.me/kutab
---------------
🟠 الموقع الاكتروني
https://kutabmnbr.com/
---------------
🟣 رابط مجموعة خطب منبرية ١٨
https://chat.whatsapp.com/I6QowUBaKwi0iQ2KLjaawu

خطب منبرية

17 Jan, 07:54


رابط خطبة زيارة القبور من الموقع الاكتروني

https://kutabmnbr.com/kutab/%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8%d9%88%d8%b1/

خطب منبرية

16 Jan, 04:15


قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: « كَسْرُ عَظْمِ المَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا». وقال أيْضًا: «لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيابَهُ، فَتَخْلُصَ إلى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ».
واعْلَمُوا أنَّه لَمْ يُشْرَعْ مِن العِباداتِ في المَقْبَرَةِ إلا ما نَصَّ عَلَيْه الشارعُ الحَكِيمُ، مِن السَّلامِ عَلَى الأَمْواتِ والدُّعاءِ لَهُمْ، والصلاةِ عَلَى الـمَيِّتِ، لِأَنَّ صلاةَ الجَنازَةِ لا رُكُوعَ فِيها ولا سُجُودَ. أمَّا الصلاةُ المَفْرُوضَةُ والنَّوافِلُ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ في المَقْبَرَةِ وباطِلَةٌ، وكذلك تِلاوَةُ القُرْآنُ، وبَذْلُ الصَّدَقاتِ مِن ماءٍ وَغَيْرِه، سَوَاءً جَعَلَ المُتَصَدِّقُ ثَوابَ ذلكَ عَن نَفْسِهِ أو عَن الـمَيِّتِ، فَإِنَّ ذلك مِن البِدَعِ التي أَنْكَرَها السَّلَفُ. وبَعْضُ الجُهَّالِ يَضَعُ سُقْيا لِلطُيُورِ وَغَيْرِها بِيْنَ القُبُورِ، أَوْ عِنْدَ قُبُورِ أَمْواتِهِمْ، وهذا مُنْكَرٌ يَأْثَمُ فاعِلُه، ويَجِبُ إزالَتُه. ويَنبغي لِمَنْ ذَهَبَ إلى الـمَقْبَرَةِ في تَشْيِيعِ جَنازَةٍ، أنْ يَبْتَعِدَ عَنْ مُضايَقَةِ المُشَيِّعِينَ والمُشْتَغِلِينَ بالدَّفْنِ.
وَيُكْرَهُ لِمَنْ أَتَى الْمَقْبَرَةَ أَنْ يَتَحَدَّثَ بِأَمْرِ الدُّنْيَا عِنْدَ الْقُبُورِ، أَوْ يُظْهِرَ الضَّحِكَ وَالْمِزَاحَ، أَوْ ينشَغِلَ بِالجَوالِ لغيرِ حاجةٍ، بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَتَفَكَّرَ بِحَالِ أَهْلِهَا، وَمَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ أَوِ الْعَذَابِ، وَيُوقِنَ أَنَّهُ صَائِرٌ إِلَى مِثْلِ مَا صَارُوا إِلَيْهِ.
فَعَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ، وَيَحْذَرَ مِنْ كُلِّ مَا يُخِلُّ بِدِينِهِ، وَيَنْصَحَ غَيْرَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلْيَتَأَدَّبْ عِنْدَ زِيَارَةِ الْقُبُورِ بِالْآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ، وَالسُّنَنِ النَّـبَوِيَّةِ.
عِبَادَ اللهِ : قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاهُ : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَأَتْبَاعِهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
فاللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِلْمُسْلِمِينَ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّـتِـينَ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِينَ، وَاصْرِفْ عَنَّا كُلَّ شَرٍّ وَسُوءٍ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ خادمَ الحرمينِ الشَّرِيفين وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لا إله إلا أَنْتَ، أَنْتَ الغَنِيُّ ونَحْنُ الفُقَراءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنا الغَيْثَ، واجُعَلْ ما أَنْزَلْتَ لَنا قُوَّةً وَبَلاغًا إلى حِينٍ. اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، نافِعًا غَيْرَ ضارٍّ، عاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ. اللَّهُمَّ اسْقِ عِبادَكَ وَبَهائِمَكَ وانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وأَحْيِ بَلَدَكَ المَيِّتَ. اللَّهُمَّ أَغِثْنا، اللَّهُمَّ أَغِثْنا، اللَّهُمَّ أَغِثْنا اللَّهُمَّ لا تَرُدَّنا خائِبِينِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
قناة التيلغرام :
t.me/kutab
وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 17
https://chat.whatsapp.com/KCqcekH8djM3UBWAdPTdwE

جزى الله خيرا كاتب الخطبة

خطب منبرية

16 Jan, 04:15


زيارة القبور
الخطبة الأولى
الْحَمدُ للهِ فَاطرِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، جَاعِلِ الْمَلائكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحةٍ مَثْنَى وَثلاثَ وَرباعَ، يَزِيدُ فِي الْخَلِقِ مَا يَشاءُ، إنّ اللهَ على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، مَا يَفْتَحِ اللهُ للنِّاسِ مِنْ رَحمةٍ فَلا مُمْسكَ لها، وَمَا يُمْسكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمَّا بَعْدُ: عبادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ تعالى، واعْلَمُوا أَنَّ الشِّرْكَ أعْظَمُ الذُّنُوبِ، مِنْ أَجْلِ ذلكَ حَرَّمَ اللهُ تعالَى كُلَّ وَسِيلَةٍ تُفْضِي إِلى الشِّرْكِ، سَوَاءً كانت قَوْلِيَّةً أَوْ فِعْلِيَّةً. وَإِنَّ مِن الأعمالِ التي نَهَى عَنْها الشارِعُ الحَكِيمُ فِي أَوَّلِ الأَمْرِ زِيارةَ القُبُورِ، خَوْفًا مِنْ أَنْ تَكُونَ زِيارَتُها ذَرِيعَةً إلى الكُفْرِ والشِّرْكِ، وما ذاكَ إلَّا لِأَنَّ مِن الناسِ مَنْ يَعْتَقِدُونَ فِي الأَمْواتِ، وَقَدْ يُعْطُونَهُمْ مِن الخَصائِصِ مالا يَجُوزُ إلا للهِ، وَيَعْتَقِدُونَ نَفْعَهُمْ لِلأَحياءِ، فَيَدْعُونَهُم مِنْ دُونِ اللهِ ويَسْأَلُونَهم الغَوْثَ والمدَدَ، وهذا شِرْكٌ أَكْبَرُ، وذَنْبٌ لا يُغْفَرُ. فَحَرَّمَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ زِيارتَها فِي أَوَّلِ الأَمْرِ خَوْفًا مِنْ ذلك، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ التوحِيدِ في قُلُوبِ الناسِ وَعَرَفُوا حَقِيقةَ الشِّرْكِ، أَذِنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِزِيارَتِها، فقال: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عن زِيارةِ القُبُورِ، فَزُورُوها، فَإِنَّها تُذَكِّرُ المَوْتَ»، وفي رواية: «تُذَكِّرُ الآخِرَةِ».
فَزِيارةُ القُبُورِ يا عبادَ اللهِ مَشْرُوعَةٌ لِسَبَبَيْنِ: الأوَّلُ: أنَّها تُذَكِّرُ المَوْتَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ، وتَزِيدُ القَلْبَ خُشُوعًا وَرِقَّةً، لِأَنَّها تُذَكِّرُ العَبْدَ بِأَنَّ مَرَدَّه إلى اللهِ، وَتُذَكِّرُهُ بِإِخْوَانٍ لَهْ، كانُوا يَمْشُونَ عَلَى ظَهْرِ الأرْضِ، وَيَتَمَتَّعُونَ مِثْلَهُ بِما أَباحَ اللهُ، ثُمَّ صارُوا مُرْتَهَنِينَ في قُبُورِهِم، يَتَمَنَّوْنَ لَحْظَةً يَذْكُرُونَ اللهَ فِيها وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ويَسْتَغْفِرُون مِن ذُنُوبِهِم، وَلِذلكِ كانَ السَّلَفُ إذا تَبِعُوا الجَنَازَةَ وكانُوا مَعَها، أَطْرَقُوا كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِهِم الطَّيْرَ، ما بَيْنَ باكٍ وخاشِعٍ، بِخِلافِ ما عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِن الناسِ اليَّوْمَ.
السببُ الثاني في مَشْرُوعِيَّةِ زِيارةِ القُبُورِ: السلامُ عَلَى الأَمْواتِ والدُّعاءُ لَهُمْ، لِأَنَّ الأَمْواتَ بِحاجَةٍ إلى دُعاءِ الحَيِّ وَطَلَبِ المَغْفِرَةِ، قال ابنُ عباسٍ رضيَ اللهُ عَنْهُما: (( مَرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِقُبُورِ المَدينةِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فقال: «السلامُ عَلَيْكُم يا أَهْلَ القُبُورِ، يَغْفِرُ اللهُ لَنَا وَلَكُمْ، أَنْتُمْ سَلَفُنا وَنَحْنُ بِالأثَرِ». هذا هُوَ الـمَشْرُوعُ عِنْدَ الزِّيارةِ، بِخِلافِ ما عَلَيْهِ أَهلُ الشِّرْكِ الذينَ يَعْتَقِدُونَ بِأَنَّ الحَيَّ هُوَ الذي بِحاجَةٍ إلى الـمَيِّتِ، فَتَجِدُهُ يَدْعُوهُ مِنْ دُونِ اللهِ، أَوْ يَذْبَحُ لَه أَوْ يَنْذُرُ لَه، أَوْ يَطُوفُ عَلَى قَبْرِهِ وَيَتَبَرَّكُ بِتُرْبَتِه، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ ، نعوذُ باللهِ من الشِّرْكِ.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ هَذَا القولَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَأَتُوبُ إِلَيْه؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسَلَّمَ تسليماً كثيراً . أَمّا بَعدُ: عِبادَ اللهِ: دِينُ اللهِ تَعالَى وَسَطٌ فِي التَّعامُلِ مَعَ الأَمْواتِ والقُبُورِ. وَسَطٌ بَيْنَ الغالِي والجافِي. فَكَمَا أَنَّ الشارِعَ الحَكِيمَ نَهَى عَنْ الغُلُوِّ فِي الأَمْواتِ والقُبُورِ، وَلَعَنَ الذين اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيائِهِم مَساجِدَ. وَنَهَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عَن الصلاةِ إلى القُبُورِ أَوْ عِنْدَها أَوْ تَجْصِيصِها أَوْ رَفْعِها أو الكِتابةِ عَلَيْها؛ كذلك أَمَرَ بِإكْرامِ الـمَيِّتِ وَتَغْسِيلِهِ وتَطْيِيبِهِ والصلاةِ عَلَيْه والإسْراعِ فِي دَفْنِه. وَنَهَى عَنْ كُلِّ عَمَلٍ فِيه إهانَةٌ لِلْمَيِّتِ والـمَقْبُورِ.

خطب منبرية

16 Jan, 04:13


خطبة بعنوان زيارة القبور
---------------
🟣 بعدة صيغ :
-  صيغة pdf .
- صيغة pdf للقراءة من الجوال .
- المستند النصي .
- الرسالة النصية .
---------------
🟢 قناة التيلغرام
https://t.me/kutab
---------------
🟠 الموقع الاكتروني
https://kutabmnbr.com/
---------------
🟣 رابط مجموعة خطب منبرية ١٨
https://chat.whatsapp.com/I6QowUBaKwi0iQ2KLjaawu

خطب منبرية

08 Jan, 19:00


رابط خطبة الحذر مما في وسائل التواصل من خطر .

https://kutabmnbr.com/kutab/%d8%a7%d9%84%d9%92%d8%ad%d9%8e%d8%b0%d9%8e%d8%b1%d9%8f-%d9%85%d9%90%d9%85%d9%8e%d9%91%d8%a7-%d9%81%d9%90%d9%8a-%d9%88%d9%8e%d8%b3%d9%8e%d8%a7%d8%a6%d9%90%d9%84%d9%90-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8e%d9%91/

خطب منبرية

08 Jan, 18:59


الْحَذَرُ مِمَّا فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ مِنْ خَطَرٍ
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. أما بعد: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ، وَاعلَمُوا أَنَّ مِنْ عَظِيمِ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا، وَمِنْ فَيْضِ نِعَمِهِ الَّتِي لَا تُحْصَى فِي كُلِّ مَا لَدَيْنَا؛ هَذِهِ الْآلَاتِ وَالْبَرَامِجَ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِينَا. فَكَمْ بِفَضْلِ اللهِ قَرَّبَتْ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْدَثَتْ مِنْ جَدِيدٍ، وَهَوَّنَتْ مِنْ عَسِيرٍ.
وَهِيَ مِمَّا سَخَّرَهُ اللهُ تَعَالَى لَنَا وَجَعَلَهُ لِخِدْمَتِنَا، فَبَعْدَ أَنْ كَانَ الْمَكَانُ تُضْرَبُ إِلَيْهِ أَكْبَادُ الْإِبِلِ شَهْرًا، أَضْحَى يُبْلَغُ فِي سَاعَاتٍ مَعْدُودَةٍ، وَفِي حِينِ كَانَتِ الرِّسَالَةُ تَسْتَغْرِقُ أَيَّاماً وَأَسَابِيعَ لِتَصِلَ إِلَى مَنْ أُرْسِلَتْ إِلَيْهِ؛ صَارَتْ تَصِلُ فِي لَحَظَاتٍ مَحْدُودَةٍ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾.
وَمِنْ تِلْكُمُ الْوَسَائِلِ الَّتِي جَدَّتْ فِي هَذَا الْعَصْرِ؛ مَا يُعْرَفُ بِوَسَائِلِ وَبَرَامِجِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ؛ وَهِيَ وَسَائِلُ مُفِيدَةٌ جِدًّا، وَفِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ ضَارَّةٌ جِدًّا أَيْضاً، وَإِنَّمَا تَكُونُ مَنَافِعُهَا وَمَضَارُّهَا بِحَسَبِ مُسْتَخْدِمِهَا، فَكَمْ مِنْ إِنْسَانٍ اسْتَخْدَمَهَا فَأَحْسَنَ اسْتِخْدَامَهَا فِي نَشْرِ الْخَيْرِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى الْحَقِّ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ بِإِخْلَاصٍ وَصِدْقٍ، وَإِيصَالِ الْأَخْبَارِ الصَّادِقَةِ وَتَبَادُلِ الْمَعْلُومَاتِ النَّافِعَةِ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالتَّوَاصُلِ مَعَ الْأَصْدِقَاءِ، حَتَّى أَصْبَحَ هَذَا النَّوْعُ مِنَ النَّاسِ دَاعِياً إِلَى اللهِ تَعَالَى، بِالْمَقَاطِعِ وَالرَّسَائِلِ وَالْكِتَابَاتِ وَالْمَجْمُوعَاتِ الَّتِي أُنْشِئَتْ لِهَذَا الْغَرَضِ النَّبِيلِ، فَكَانَ دَاخِلًا فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.
وَفِي الْمُقَابِلِ فَقَدِ اسْتَخْدَمَهَا آخَرُونَ فَأَسَاءُوا اسْتِخْدَامَهَا؛ إِذْ جَعَلُوهَا مَطِيَّةً لِنَشْرِ الرَّذَائِلِ، وَحِرَاباً فِي وَجْهِ الْفَضَائِلِ، وَوَسِيلَةً لِبَثِّ الْأَخْبَارِ الْكَاذِبَةِ، وَنَقْلِ الْمَعْلُومَاتِ الْخَاطِئَةِ، وَتَبَادُلِ الْمَقَاطِعِ وَالْمَوَاقِعِ الْمُجَرَّمَةِ، وَتَنَاقُلِ الصُّوَرِ الْفَاضِحَةِ، وَالْمُسَابَقَاتِ الْمُحَرَّمَةِ، كَمَا اسْتَخْدَمُوهَا لِلتَّرْوِيجِ لِلْبَاطِلِ وَالشَّرِّ وَالْفَسَادِ، وَالْوَقِيعَةِ بَيْنَ النَّاسِ وَإِشَاعَةِ الْفَاحِشَةِ وَالْمُنْكَرِ بَيْنَ الْعِبَادِ.
وَمَعَ أَنَّ تِلْكَ الْوَسَائِلَ وَالْبَرَامِجَ فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ الْكَثِيرِ إِلَّا أَنَّ اسْتِخْدَامَهَا دُونَ انْضِبَاطٍ بِضَوَابِطِ الدِّينِ وَالْأَخْلَاقِ؛ يَجْلِبُ لِصَاحِبِهَا الشَّرَّ الْمُسْتَطِيرَ؛ فَكُلُّ مَا تَخُطُّهُ يَدُ الْإِنْسَانِ، أَوْ تَرَاهُ عَيْنُهُ أَوْ يَتَلَفَّظُ بِهِ اللِّسَانُ، مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ وَمُجَازًى بِهِ ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾.
فَكَمْ مِنْ زَلَّةٍ وَقَعَ بِهَا بَعْضُ مُسْتَخْدِمِي تِلْكَ الْبَرَامِجِ أَوْرَثَتْ أَصْحَابَهَا نَدَمًا وَحَسْرَةً!، وَكَمْ مِنْ كَلِمَةٍ لَمْ يَتَدَبَّرْهَا قَائِلُهَا أَوْرَدَتْهُ مَوَارِدَ الْهَلَكَةِ وَالْخُسْرَانِ!. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ -أَوْ قَالَ- عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» .
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَخْطَارِ وَالشُّرُورِ الَّتِي صَاحَبَتِ التَّوَسُّعَ فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْحَدِيثَةِ؛ نَشْرَ الْأَحَادِيثِ الْمَنْسُوبَةِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَنَاقُلَهَا بَيْنَ النَّاسِ دُونَ تَأَكُّدٍ مِنْ ثُبُوتِهَا أَوْ تَحَقُّقٍ مِنْ صِحَّتِهَا؛

خطب منبرية

08 Jan, 18:59


قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
فَلَا يَجُوزُ نَشْرُ الْأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ وَالرِّوَايَاتِ الَّتِي لَمْ تَثْبُتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لِلتَّحْذِيرِ مِنْهَا وَبَيَانِ بُطْلَانِهَا، وَمَنْ قَامَ بِتَرْوِيجِهَا دُونَ تَثَبُّتٍ فَقَدْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِغَضَبِ اللَّهِ وَعِقَابِهِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مِنْ أَخْطَارِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْحَدِيثَةِ؛ مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ نَشْرِ مَقَاطِعِ الْفِسْقِ وَالْفُجُورِ، وَتَنَاقُلِهَا عَبْرَ الْمَوَاقِعِ وَالرَّسَائِلِ، بَلْ وَصَلَ الْحَالُ فِي بَعْضِهِمْ إِلَى الْمُجَاهَرَةِ بِفِعْلِ الْفَوَاحِشِ وَتَصْوِيرِ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ نَشْرِ تِلْكَ الْمَقَاطِعِ وَالتَّفَاخُرِ بِهَا بَيْنَ زُمَلَائِهِمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ» .
وَمِنَ الْأَخْطَارِ وَالشُّرُورِ الَّتِي صَاحَبَتِ التَّوَسُّعَ فِي تِلْكَ الْبَرَامِجِ؛ اسْتِسْهَالُ التَّوَاصُلِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِنْ غَيْرِ الْمَحَارِمِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مَدْخَلًا مِنْ مَدَاخِلِ الشَّيْطَانِ، وَذَرِيعَةً تَجُرُّ صَاحِبَهَا لِلْوُقُوعِ فِي وَحَلِ الْمُحَرَّمَاتِ.
فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ، وَيَتَحَرَّى الصِّحَّةَ وَالدِّقَّةَ وَالْأَمَانَةَ وَالْعِفَّةَ فِيمَا يَقُولُ أَوْ يَكْتُبُ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَأَتُوبُ إِلَيْه؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مِنْ أَكْثَرِ شُرُورِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْحَدِيثَةِ انْتِشَارًا؛ اسْتِسْهَالَ نَشْرِ الشَّائِعَاتِ، وَتَنَاقُلَ الْأَخْبَارِ الْكَاذِبَةِ مِنَ الْمَعْلُومَاتِ، حَتَّى أَضْحَى ذَلِكَ الْأَمْرُ خَطَرًا يُهَدِّدُ أَمْنَ الدُّوَلِ وَاسْتِقْرَارَ الْمُجْتَمَعَاتِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.
وَحَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنَ مِنْ نَقْلِ كُلِّ مَا يَسْمَعُهُ أَوْ يَصِلُهُ مِنْ أَخْبَارٍ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ». وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾.
فَعَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُفَّ يَدَهُ وَلِسَانَهُ وَسَائِرَ جَوَارِحِهِ عَنْ نَشْرِ الشَّائِعَاتِ وَتَنَاقُلِ الْأَخْبَارِ وَالْمَعْلُومَاتِ قَبْلَ أَنْ يَتَحَقَّقَ مِنْ مَصَادِرِهَا وَيَتَأَكَّدَ مِنْ صِحَّتِهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَنْطِقُ كُلِّ جَارِحَةٍ عَمَّا عَمِلَتْ أَوْ قَالَتْ أَوْ كَتَبَتْ؛ ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾.

خطب منبرية

08 Jan, 18:59


فاللَّهُمَّ يَا حيُّ يا قيُّـوم أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ الْغَاصِبِينَ، وَانْتَقِمْ مِنَ الصَّهَايِنَةِ الْمُجْرِمِينَ، اللَّهُمَّ كُنْ لِأَهْلِنَا فِي فِلَسْطِينَ نَاصِرًا وَمُعِينًا، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَهُمْ وَاحْفَظْ أَعْرَاضَهُمْ، وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيدٍ مِنْ عِنْدِكَ، وَرُدَّ كَيْدَ أَعْدَائِهِمْ فِي نُحُورِهِمْ يا قويُّ يا عزيز.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاة أَمورِنا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلَامِ، وَانْفَعْ بِهِمُ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام : https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 11
https://chat.whatsapp.com/DMBym5ISIes3Oss4zWqEUM

خطب منبرية

08 Jan, 18:54


تمكن من تحرير ملفات PDF وتوقيعها ومشاركتها أثناء التنقل. اعمد إلى تنزيل تطبيق Acrobat Reader: https://adobeacrobat.app.link/Mhhs4GmNsxb

خطب منبرية

08 Jan, 18:54


تمكن من تحرير ملفات PDF وتوقيعها ومشاركتها أثناء التنقل. اعمد إلى تنزيل تطبيق Acrobat Reader: https://adobeacrobat.app.link/Mhhs4GmNsxb

خطب منبرية

08 Jan, 18:53


تمكن من تحرير ملفات PDF وتوقيعها ومشاركتها أثناء التنقل. اعمد إلى تنزيل تطبيق Acrobat Reader: https://adobeacrobat.app.link/Mhhs4GmNsxb

خطب منبرية

08 Jan, 18:52


#خطب_منبرية #خطبة #الجمعة #خطبة_الجمعة #وسائل_التواصل #يوم_الجمعة

خطبة بعنوان الحذر مما في وسائل التواصل من خطر
---------------
🟣 بعدة صيغ :
-  صيغة pdf .
- صيغة pdf للقراءة من الجوال .
- المستند النصي .
- الرسالة النصية .
---------------
🟢 قناة التيلغرام
https://t.me/kutab
---------------
🟠 الموقع الاكتروني
https://kutabmnbr.com/
---------------
🟣 رابط مجموعة خطب منبرية ١٨
https://chat.whatsapp.com/I6QowUBaKwi0iQ2KLjaawu

خطب منبرية

01 Jan, 13:35


رابط خطبة التحذير من الظلم في قسمة المواريث

https://kutabmnbr.com/kutab/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8e%d9%91%d9%80%d8%ad%d9%92%d9%80%d8%b0%d9%90%d9%8a%d8%b1%d9%8f-%d9%85%d9%90%d9%80%d9%86%d9%8e-%d8%a7%d9%84%d8%b8%d9%8f%d9%91%d9%80%d9%84%d9%92%d9%80%d9%85%d9%90-%d9%81%d9%90/

خطب منبرية

01 Jan, 13:34


التَّـحْـذِيرُ مِـنَ الظُّـلْـمِ فِي قِـسْـمَةِ الْمِـيرَاثِ
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ الْخَلَائِقَ وَأَحْكَمَ، وَشَرَعَ الشَّرَائِعَ وَحَلَّلَ وَحَرَّمَ، وَقَسَّمَ الْمِيرَاثَ بِنَفْسِهِ وَهُوَ أَعْدَلُ مَنْ قَسَمَ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيَكَ لَهُ الْغَنِيُّ الْأَكْرَمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَى النَّاسِ مِنْ عَرَبٍ وَعَجَمٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ السَّادَةِ الْأَنْجُمِ، وَمَنْ تَمَسَّكَ بِهَدْيِهِمُ الْأَقْوَمِ.
أمَّا بَعْدُ : فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ : أُوْصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِنَّ مِنْ مَحَاسِنِ شَرِيعَةِ اللهِ تَعَالَى: مُرَاعَاةَ الْعَدْلِ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ، وَتَحْرِيمَ الظُّلْمِ فِي الدِّمَاءِ وَالْحُقُوقِ وَالْأَمْوَالِ.
وَالْعَدْلُ: إِعْطَاءُ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَتَنْزِيلُ كُلِّ ذِي مَنْزِلَةٍ مَنْزِلَتَهُ.
وَمِنْ هَذِهِ الْحُقُوقِ: «الْمِيرَاثُ» الَّذِي يَكُونُ بَعْدَ مَوْتِ الْقَرِيبِ، وَهُوَ وَصِيَّةُ اللهِ لِعِبَادِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ:‏ ﴿وَصِيَّةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾، بَلْ هُوَ فَرِيضَةٌ مِنْ فَرَائِضِ اللهِ، كَمَا قَالَ جَلَّ فِي عُلَاهُ:‏ ﴿فَرِيضَةً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.
فَالْمِيرَاثُ فَرِيضَةُ اللهِ الَّذِي قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَأَحْكَمَ مَا شَرَعَهُ، وَقَدَّرَ مَا قَدَّرَهُ عَلَى أَحْسَنِ تَقْدِيرٍ، بِتَفْصِيلٍ دَقِيقٍ، وَبَيَانٍ بَلِيغٍ، حَسْمًا لِلنِّزَاعِ وَالْقَطِيعَةِ وَالْبَغْضَاءِ بَيْنَ الْأَقْرِبَاءِ، وَضَمَانًا لِوُصُولِ الْحَقِّ وَافِيًا لِلضُّعَفَاءِ.
وَتَأَمَّلُوا !! كَيْفَ ابْتَدَأَ رَبُّنَا- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- آيَاتِ الْمَوَارِيثِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنَ الْوَالِدَيْنِ، حَيْثُ أَوْصَى الْوَالِدَيْنِ بِأَوْلَادِهِمْ مَعَ كَمَالِ شَفَقَتِهِمْ عَلَيْهِمْ.
ثُمَّ خَتَمَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا﴾ فَلَوْ رُدَّ تَقْدِيرُ الْإِرْثِ إِلَى عُقُولِ النَّاسِ وَاخْتِيَارِهِمْ لَحَصَلَ مِنَ الضَّرَرِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ، لِنَقْصِ الْعُقُولِ، وَعَدَمِ مَعْرِفَتِهَا بِمَا هُوَ اللَّائِقُ الْأَحْسَنُ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ وَحَالٍ.
ثُمَّ تَأَمَّلُوا !! كَيْفَ خَتَمَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - آيَاتِ الْمَوَارِيثِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:‏ ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۝ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾.
فَأَحْكَامُ الْمِيرَاثِ أَحْكَامٌ تَعَبُّدِيَّةٌ تَوْقِيفِيَّةٌ، بَيَّنَهَا اللهُ تَعَالَى بَيَانًا شَافِيًا كَافِيًا، وَأَيُّ تَقْصِيرٍ أَوْ تَفْرِيطٍ فِي أَحْكَامِ الْمَوَارِيثِ يَبُوءُ صَاحِبُهُ بِإِثْمِهِ، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ».
فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ، وَأَدُّوْا الْحُقُوقَ الْوَاجِبَةَ وَالْآدَابَ، فَإِنَّ نَفْعَهَا يَعُودُ إِلَى الْمُكَلَّفِ بِالْأَجْرِ وَالثَّوَابِ، وَالسَّلَامَةِ مِنَ الْإِثْمِ وَالْعِقَابِ.
أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾.
أَقُوْلُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ غَفُورٌ تَوَّابٌ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

خطب منبرية

01 Jan, 13:34


الْحَمْدُ للهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ومُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُ.
أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - حَقَّ تَقْوَاهُ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إنَّ اللهَ تَعَالَى قَسَّمَ المَوَارِيثَ، وَأَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَقَالَ تَعَالَى: ‏﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾.
فَنَصِيبُ الْوَارِثِ حَقٌّ فَرَضَهُ اللهُ لَهُ، يَحْرُمُ حِرْمَانُ الْوَرَثَةِ أَوْ بَعْضِهِمْ مِنْ حَقِّهِمْ، أَوْ عَدَمُ تَمْكِينِهِمْ مِنْ حَقِّهِمْ، أَوِ التَّأْخِيرُ وَالْمُمَاطَلَةُ فِي أَدَاءِ حَقِّهِمْ.
كَمَا يَحْرُمُ التَّحَايُلُ عَلَيْهِمْ لِدَفْعِهِمْ إِلى التَّنَازُلِ عَنْ نَصِيْبِهِمْ مِنَ الْمِيرَاثِ أَوْ شَيْءٍ مِنْهُ، وَهَذَا يَحْدُثُ لِلضَّعَفَةِ مِنَ الْوَرثَةِ: كَالْمَرْأَةِ وَالطِّفْلِ وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ.
وَمَنِ الْخَطَأِ فِي قِسْمَةِ الْمِيْرَاثِ: أَنَّ بَعْضَ الْأَوْصِيَاءِ يَتَصَرَّفُونَ فِي التَّرِكَةِ، وَيُقَسِّمُونَهَا بِالْاِتِّفَاقِ وَالتَّرَاضِي بَيْنَهُمْ، دُونَ حَصْرٍ وَافٍ لِلتَّرِكَةِ، وَلَا تَقْسِيمٍ وِفْقَ مَا نُصَّ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآنِ، وَهَذَا قَدْ يُؤَدِّي إِلَى ظُلْمِ بَعْضِ الْوَرَثَةِ، وَأَكْلِ حُقُوقِهِمْ.
فَاحْذَرُوا مِنَ التَّحَايُلِ فِي قِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ لِأَكْلِ أَمْوَالِ الْوَرَثَةِ بِالْبَاطِلِ، وَعَلَيْكُمْ بِالتَّعَاوُنِ عَلَى مَنْعِ التَّعَدِّي عَلَى أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَالضُّعَفَاءِ مِنَ الْوَرَثَةِ، وَنُصْحِ الْمُعْتَدِيْ وَتَذْكِيرِهِ، أَوْ إِبْلاَغِ الْجِهَاتِ الْمَعْنِيَّةِ بِشَأْنِهِ لِكَفِّهِ عَنْ ظُلْمِهِ.
فَارْضَوْا - عِبَادَ اللهِ -بِمَا افْتَرَضَ اللهُ لَكُمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، وَاحْذَرُوا مِنَ الْقَطِيعَةِ بَيْنَ الْأَهْلِ وَالْأَرْحَامِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ كَبَائِرِ الْآثَامِ، فَالْأَخُ قَدْ يَهْجُرُ أَخَاهُ، وَالْوَلَدُ قَدْ يَعُقُّ أُمَّهُ وَأَبَاهُ، بَسَبَبِ عَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا زَائِلٍ، وَالرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِعَرْشِ الرَّحْمَنِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ !!
فَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ، وَأَدُّوْا مَا حُمِّلْتُمْ، وَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا.
عِبَادَ اللهِ : قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاهُ : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَأَتْبَاعِهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِينَ بِتَوْفِيقِكَ وَتَأْيِيدِكَ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ الْطُفْ بِإِخْوَانِنَا أَهْلِ السُّنَّةِ فِي فِلِسْطِينَ وَسُورِيَا وَالسُّودَانِ وَلُبْنَانَ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ وَالْمَجُوسِ الظَّالِمِينَ، وَأَعْوَانِهِمْ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا طَبَقَاً سَحَّاً مُجَلِّلاً، عَامَّاً نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجَلاً غَيْرَ آجِلٍ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالرِّبَا، وَالزِّنَا، وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَنَ، وَسُوءَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، عَنْ بَلَدِنَا هَذَا خَاصَّةً وَسَائِرِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً.

خطب منبرية

01 Jan, 13:34


عِبَادَ اللهِ : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 11
https://chat.whatsapp.com/DMBym5ISIes3Oss4zWqEUM

- جزى الله خيرا كاتبها
-

خطب منبرية

01 Jan, 13:31


#خطب_منبرية #خطبة #الجمعة #خطبة_الجمعة #الظلم #الميراث #يوم_الجمعة

خطبة بعنوان التحذير من الظلم في قسمة الميراث (موافقة للتعميم)
---------------
🟣 بعدة صيغ :
-  صيغة pdf .
- صيغة pdf للقراءة من الجوال .
- المستند النصي .
- الرسالة النصية .
---------------
🟢 قناة التيلغرام
https://t.me/kutab
---------------
🟠 الموقع الاكتروني
https://kutabmnbr.com/
---------------
🟣 رابط مجموعة خطب منبرية ١٨
https://chat.whatsapp.com/BMhC0JIB5NCBQE3p4v7El5

خطب منبرية

25 Dec, 17:01


اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ؛ إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ.  اللهُمَّ آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذابَ النارِ، سبحانَ ربِّك ربِّ العزَّةِ عمَّا يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
قناة التيلغرام :
t.me/kutab
وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 17
https://chat.whatsapp.com/KCqcekH8djM3UBWAdPTdwE

خطب منبرية

25 Dec, 17:01


قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
(وتتضمن حرمة الاحتفال بأعياد الكفار)
الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران:102].
أَمَّا بَعْدُ: فَيَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى كِتَابَهُ الْمُبِينَ، فِيهِ هُدًى لِلنَّاسِ وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ؛ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}[الإسراء:82]، فَمَنْ آمَنَ بِهِ نَجَا وَاهْتَدَى، وَمَنْ تَرَكَهُ ضَلَّ وَغَوَى؛ {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة:15-16]، وَلِمَا فِيهِ مِنَ الْبَرَكَاتِ وَالْهُدَى وَالْعِظَاتِ أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى بِتَدَبُّرِهِ وَفَهْمِهِ وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهِ، وَالْأَخْذِ بِحُكْمِهِ؛ فَقَالَ: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[ص:26].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مِنَ السُّوَرِ الْعَظِيمَةِ الذِّكْرِ، الْجَلِيلَةِ الْقَدْرِ: سُورَةَ الْإِخْلَاصِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فَحَرِيٌّ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ يَعْرِفَ فَضْلَهَا وَمَعْنَاهَا وَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ آيَاتُهَا، وَمِمَّا وَرَدَ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا: مَا جَاءَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ}رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وهو حديثٌ حَسَنٌ.  فَهِيَ صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَمَنْ قَرَأَهَا أَحَبَّهُ اللهُ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِ فَيَخْتِمُ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟»، فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ، وَفِي لَفْظٍ لِلتِّرْمِذِيِّ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ حُبَّهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ». فَهَذِهِ السُّورَةُ مِنْ مُوجِبَاتِ الْجَنَّةِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَقْبَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ}، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَجَبَتْ». قُلْتُ: وَمَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ» رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وهو حديثٌ صحيحٌ ، وَمَنْ لَازَمَهَا بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ؛ فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَهو حديثٌ حسنٌ.
عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ فَضَائِلِ هَذِهِ السُّورَةِ: أَنَّهَا مِمَّا كَانَ يَسْتَعِيذُ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}  وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

خطب منبرية

25 Dec, 17:01


وَمِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى وَأَكْبَرِ الظُّلْمِ وَأَشَدِّ الكُفْرِ: نِسْبَةُ الْوَلَدِ لِلَّهِ -تَعَالَى وَتَقَدَّسَ وَتَنَزَّهَ- وَهُوَ مَا نَفَاهُ اللهُ عَنْ نَفْسِهِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الَّتِي تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى لِمَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ الْوَلَدَ: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}[مريم:88-95]، وَقَالَ تَعَالَى فِي شَأْنِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا *  مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: 4-5].
عِبَادَ اللهِ: مَنْ أَرَادَ السَّلَامَةَ لِدِينِهِ، وَالصَّفَاءَ لِتَوْحِيدِهِ؛ فَلْيَبْتَعِدْ عَنْ كُلِّ مَا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْمُعْتَقَدَاتِ الَّتِي فِيهَا التَّنَقُّصُ مِنْ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، خُصُوصًا تِلْكَ الْأَعْيَادَ الْمُتَضَمِّنَةَ لِلْمُعْتَقَدَاتِ الْكُفْرِيَّةِ، وَالدَّعْوَةِ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْأُلُوهِيَّةِ، أَوْ وَصْفِ اللهِ تَعَالَى بِالنَّقَائِصِ، وَنِسْبَةِ الْوَلَدِ إِلَيْهِ؛ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}، [الفرقان:72]، قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ فِي تَفْسِيرِ الزُّورِ: (هُوَ أَعْيَادُ الْمُشْرِكِينَ)، فَإِيَّاكُمْ وَالتَّشَبُّهَ بِهِمْ فِيمَا يَخْتَصُّونَ بِهِ مِنَ الْأَعْمَالِ وَالْأَعْيَادِ وَالْعَادَاتِ؛ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهو حديثٌ صحيحٌ . فَعَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَحْذَرَ مِنْ ذَلِكَ غَايَةَ الْحَذَرِ؛ لِيَسْلَمَ لَهُ دِينُهُ وَتَوْحِيدُهُ.
أيها المسلمون : صّلُوا وسَلِّمُوا -رعاكم اللهُ- على محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ رسولِ اللهِ  ، أحسنِ الناسِ خُلُقَاً ، وأعظمِهم أدباً ، كما أمَرَكم اللهُ بذلك في كتابِه فقالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ ، وقالَ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ : «مَنْ صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى اللهُ عليه بها عشرًا» ، اللهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ ، وباركْ على محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ ، وارضَ اللهُمَّ عن الخلفاءِ الراشدين الأئِمَّةِ المهديينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وارضَ اللهُمَّ عن الصحابةِ أجمعين وعن التابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعَنَّا معهم بمنِّك وكرمِك وإحسانِك يا أكرمَ الأكرمينَ . اللهم فرِّجْ همَّ المهمومين، ونَفِّسْ كربَ المكروبين، اللهُم كُنْ لإخوانِنا المسلمين في غَزَّةَ ، اللهُمَّ اشفِ المرضى، ودواي الجرحى، وهيئْ لكلِّ محتاجٍ مأوى، اللهُمَّ اربِطْ على قلوب المصابين، واجبرْ كسرَهم يا ربَّ العالمين، اللهُمَّ ألهمهم الصبرَ والرضا، على ما نزلَ بهم . اللهُمَّ عليك باليهودِ فإنهم لا يعجِزونك ، اللهُمَّ اشدُدْ وطأتَك عليهم ، اللهُمَّ نَجِّ المستضعَفين من المؤمنين ، نَجِّهم من عدوِّهم ، وممن لا يأْبَه لقتلِهم وتشريدِهم .
اللهُمَّ نسألك العفوَ والعافيةَ ونعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك وفجاءةِ نِقْمَتِك، وجميعِ سخطِك، اللهُمَّ إنا نعوذُ بك من جَهْدِ البلاءِ ودَرَكِ الشقاءِ وسوءِ القضاءِ وشماتَةِ الأعداءِ، اللهُمَّ آمنَّا في دورِنا وأصلحْ أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، اللهُمَّ احفظْ إمامَنا ووليَّ عهدِه بحفظِك واكلأهُمْ برعايتِك، وأيِّدْهم بعونِك ونصرِك، يا ربَّ العالمين.  اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِالْإِسْلَامِ قَائِمِينَ، وَاحْفَظْنَا بِالْإِسْلَامِ قَاعِدِينَ، وَاحْفَظْنَا بِالْإِسْلَامِ رَاقِدِينَ، وَلَا تُشْمِتْ بِنَا أَعْدَاءً وَلَا حَاسِدِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا وَنَحْنُ نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ.

خطب منبرية

25 Dec, 17:01


فَهَذِهِ السُّورَةُ مَعَ الْمُعَوِّذَاتِ مِنْ أَسْبَابِ حِفْظِ اللهِ لِلْعَبْدِ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمِنْ كُلِّ أَذًى؛ فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: «أَصَلَّيْتُمْ؟» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا. فَقَالَ: «قُلْ» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «قُلْ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ سُورَةً بِهَذَا الْفَضْلِ وَالْمَكَانَةِ حَرِيٌّ أَنْ تَعْدِلَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؛ لِمَا فِيهَا مِنْ مَعَانِي الْكَمَالِ وَصِفَاتِ الْجَلَالِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْشِدُوا – أَيِ: اجْتَمِعُوا - فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ». فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: إِنِّي أُرَى هَذَا خَبَرٌ جَاءَهُ مِنَ السَّمَاءِ فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ. ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أَلَا إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَدْ تَلَمَّسَ أَهْلُ الْعِلْمِ سَبَبَ كَوْنِهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، فَمِمَّا قِيلَ فِي ذَلِكَ: إِنَّ الْقُرْآنَ إِمَّا أَحْكَامٌ، أَوْ ثَوَابٌ وَعِقَابٌ، أَوْ تَوْحِيدٌ، وَقَدْ أَخَلَصَتْ هَذِهِ السُّورَةُ ذِكْرَ تَوْحِيدِ اللهِ تَعَالَى فِي أَسْمَائِه وَصِفَاتِهِ. فَقَوْلُهُ: {اللَّهُ أَحَدٌ} أَيِ: اللهُ مُتَفَرِّدٌ بِالْعَظَمَةِ وَالْكَمَالِ، وَمُتَوَحِّدٌ بِالْجَلَالِ وَالْجَمَالِ وَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِيَاءِ - يُحَقِّقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ: {اللَّهُ الصَّمَدُ}أَيِ: اللهُ السَّيِّدُ الْعَظِيمُ الَّذِي قَدِ انْتَهَى فِي سُؤْدُدِهِ وَمَجْدِهِ وَكَمَالِهِ، وَمِنْ مَعَانِي الصَّمَدِ: أَنَّهُ الَّذِي تَصْمُدُ إِلَيْهِ الْخَلَائِقُ كُلُّهَا وَتَقْصِدُهُ فِي جَمِيعِ حَاجَاتِهَا، وَقَوْلُهُ: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} .أَيْ لَيْسَ لَهُ مُكَافِئٌ وَلَا مُمَاثِلٌ وَلَا نَظِيرٌ، فَنَزَّهَ اللهُ نَفْسَهُ وَقَدَّسَهَا عَنْ كُلِّ نَقْصٍ وَنِدٍّ وَكُفُؤٍ وَمَثِيلٍ، فَحُقَّ لِسُورَةٍ تَشْتَمِلُ عَلَى هَذِهِ الْمَعَارِفِ أَنْ تَعْدِلَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَمَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَنَصَرَهُ وَكَفَاهُ.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ إِثْبَاتَ كَمَالِ اللهِ تَعَالَى وَغِنَاهُ عَنْ خَلْقِهِ مِنْ أَعْظَمِ مَا قَرَّرَتْهُ هَذِهِ السُّورَةُ الْجَلِيلَةُ الْقَدْرِ، فَيَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ: أَنْ يُحَقِّقَ التَّوْحِيدَ لِلَّهِ، وَيُؤْمِنَ بِإِثْبَاتِ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ، وَأَنْ يَنْفِيَ عَنِ اللهِ تَعَالَى جَمِيعَ صِفَاتِ النَّقْصِ، وَيُنَزِّهَهُ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ، فَلَا نِدَّ لَهُ وَلَا نَظِيرَ، وَلَا زَوْجَةَ، وَلَا وَالِدَ وَلَا وَلَدَ، وَهَذَا مَا دَعَا إِلَيْهِ أَنْبِيَاءُ اللهِ جَمِيعًا، فَدَعَوَاتُهُمْ صَادِعَةٌ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ تَعَالَى فِي رُبُوبِيَّتِهِ وَأُلُوهِيَّتِهِ، وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، مُنَزِّهَةٌ لِلَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ عَنْ كُلِّ مَا وَصَفَهُ بِهِ الْمُشْرِكُونَ؛ قَالَ تَعَالَى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الصافات:180-182].  

خطب منبرية

25 Dec, 16:54


خطبة بعنوان قل هو الله أحد (وتتضمن التحذير من مشاركة الكفار في أعيادهم)
---------------
🟣 بعدة صيغ :
-  صيغة pdf .
- صيغة pdf للقراءة من الجوال .
- المستند النصي .
- الرسالة النصية .
---------------
🟢 قناة التيلغرام
https://t.me/kutab
---------------
🟠 الموقع الاكتروني
https://kutabmnbr.com/
---------------
🟣 رابط مجموعة خطب منبرية ١٨
https://chat.whatsapp.com/BMhC0JIB5NCBQE3p4v7El5

خطب منبرية

19 Dec, 07:49


رابط خطبة الشتاء الغنيمة الباردة من الموقع الاكتروني


https://kutabmnbr.com/kutab/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%aa%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%af%d8%a9/

خطب منبرية

19 Dec, 07:43


الشتاءُ الغنيمةُ الباردةُ
الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللَّهِ: نَعِيشُ في هَذِهِ الْأَيَّامِ أَجْوَاءً شِتْوِيَّةً بَارِدَةً لَمْ نَعْهَدْهَا مِنْ قَبْلُ، وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا مِنْ حِكْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ جَعَلَ فِي الدُّنْيَا مَا يُذَكِّرُ بِالْآخِرَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ ؛ فَشِدَّةُ الْبَرْدِ تُذَكِّرُ بِمَا فِي جَهَنَّمَ مِنَ الزَّمْهَرِيِرِ؛ وَهُوَ شِدَّةُ الْبَرْدِ الَّتِي لَا تُطَاقُ، وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ».
عِبَادَ اللهِ: وَنَحْنُ فِي هَذَا الْجَوِّ الْبَارِدِ يَحْسُنُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَمْرٍ مُهِمٍّ فِي عِبَادَتِنَا؛ أَلاَ وَهُوَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِه، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَسَاهَلُ فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فِي أَيَّامِ الْبَرْدِ، وَلاَ يَأْتُونَ بِالْقَدْرِ الْوَاجِبِ مِنْهُ؛ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ يَكَادُ يَمْسَحُ مَسْحًا، وَبَعْضَهُمْ لاَ يحْسِرُ أَكْمَامَهُ عِنْدَ غَسْلِ الْيَدَيْنِ حَسْرًا كَامِلاً، وَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى أَنْ يَتْرُكُوا شَيْئًا مِنَ الذِّرَاعِ بِلاَ غَسْلٍ، وَالْوُضُوءُ مَعَ عدمِ الغَسْلِ غَيْرُ صَحِيحٍ.
وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلا أَدُلُّكُمْ عَلى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟»، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِسْباغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» رواه مسلم.
عبادَ اللهِ: وَمِنَ الأَحْكَامِ التِي يَحْتَاجُهَا النَّاسُ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ أَوْ مَا كان في حُكْمِهِمِا مِنَ الشُّرَّابِ أَوِ الْكَنَادِرِ الطَّوِيلَةِ السَّاتِرَةِ لِلْكَعْبَيْنِ، فَيَجُوزُ الْمَسْحُ عَلَيْهَا بِشُرُوطٍ أَرْبَعَةِ: أَنْ يَكُونَ الْخُفَّانِ طَاهِرَيْنِ، وَأَنْ يَلْبَسَهُمَا بَعْدَ كَمَالِ الطَّهَارَةِ، وَأَنْ يَكُونَ فِي الْحَدَثِ الأَصْغَرِ دُونَ الأَكْبَرِ، وَأَنْ يَكُونَ فِي الْوَقْتِ وَهُوَ: يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ، وَثَلاثَةُ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا لِلْمُسَافِرِ، لِأَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ، وَيَبْدَأُ حِسَابُ الْمُدَّةِ مِنْ أَوِّلِ مَسْحٍ بَعْدَ الْحَدَثِ، وَلَيْسَ مِنْ لُبْسِ الْخُفِّ أَوِ الشُّرَّابِ، فَإِذَا مَسَحْتَ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَمَضَى عَلَيْكَ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً وَأَرَدْتَ أَنْ تَتَوَضَّأَ وَجَبَ عَلَيْكَ خَلْعُ الشَّرَّابِ وغَسْلُ الرِّجْلَين عندَ الوُضُوءِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ كَيْفِيَّةَ الْمَسْحِ عَلَى الشُّرَّابِ؛ أَنْ تَبُلَّ يَدَيْكَ ثُمَّ تُمِرَّهَا عَلَى الْقَدَمَيْنِ مِنْ أَطْرَافِ الأَصَابِعِ إِلَى أَنْ تَشْرَعَ فِي السَّاقِ، مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ، وَلا يُشْرَعُ أَنْ تَمْسَحَ أَسْفَلَ الشُّرَّابِ وَلا جَوَانِبَهُ، وَإِنْ خَلَعْتَ شُرَّابَكَ وَأَنْتَ عَلَى طَهَارَةٍ لَمْ تَنْتَقِضْ طَهَارَتُكَ بِخَلْعِه.
وأما اليدَانِ فيجِبُ غَسْلُهما إلى المرفَقَينِ، ولا يجوزُ المسحُ على الأكْمَامِ، سواءٌ كانَتْ أكمامَ الثوبِ أو الفَرْوَةِ أو غيرِهما، بل يجبُ غسلُ اليدينِ.

خطب منبرية

19 Dec, 07:43


اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ وأذلَّ الشركَ والمشركينَ، ودمِّر أعداءَ الدينِ، واحمِ حوزةَ الدينِ يا ربَّ العالمينَ، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلحْ أَئِمَّتَنَا وولاةَ أمورِنا، واجعلْ وُلَايَتَنا فيمنْ خافَك واتَّقاك واتَّبعَ رضاك يا ربَّ العالمينَ، اللهُمَّ وَفِّقْ وليَّ أمرِنا لهداكَ، واجعلْ عَمَلَه في رضاكَ، وارزقْه البطانَةَ الناصحَةَ الصالحةَ، ووفِّقْ جميعَ ولاةِ المسلمين لما تحبُّ وترضى.
اللهُمَّ آتِ نفوسَنا تَقْواها، وزَكِّها أنت خيرُ مَنْ زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهُمَّ أصلحْ ذات بينِنِا، وألِّفْ بين قلوبِنا، واهدِنا سُبُلَ السلامِ، وأخرجْنا من الظلماتِ إلى النورِ، وباركْ لنا في أسماعِنا وأبصارِنا وأزواجِنا وذرِّيّاتِنا، واجعلْنا مبارَكين أينما كُنَّا، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ. اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْن، اللهُمَّ احفظْ أخوتَنا في غزَّةَ وفلسطينَ ، اللهُمَّ اشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم يا أرحمَ الراحمين، اللهُمَّ عليكَ باليهودِ، اللهُمَّ عليكَ بِمَنْ يُتَاجِرُ بدمائِهم، اللهُمَّ أصلحْ حالَ إخوتِنا في السودانِ، اللهُمَّ أصلحْ حالَهم، وألِّفْ بين قلوبِهم، اللهُمَّ أبعدْ عنهم الحروبَ والفتنَ يا ربَّ العالمين، اللهُمَّ احفظْ السودانَ واحقِنْ دماءَهم، اللهُمَّ احفظْ السودانَ وأهلَها من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ، اللهُمَّ أعدْ لهم الأمنَ والاستقرارَ، اللهُمَّ أبعدْهم عن الفِتَنِ، وَرُدَّ كيدَ مَنْ يريدُ بهم سوءً. اللهُمَّ أصلحْ لنا شأنَنَا كلَّه يا ذا الجلالِ والإكرامِ، اللهُمَّ اغفرْ لنا ذنبَنَا كلَّه دِقَّه وجِلَّه أوَّله وآخرَه، سِرَّه وعَلَنَه، اللهُمَّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وللمسلمينَ والمسلماتِ والمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهم والأمواتِ، ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنَةً وفي الآخِرَةِ حسَنَةً وقِنا عذابَ النارِ. وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على عبدِ اللهِ ورسولِه نبيَّنا محمَّدٍ وآلِه وصحبِه أجمعين .

◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 11
https://chat.whatsapp.com/DMBym5ISIes3Oss4zWqEUM

خطب منبرية

19 Dec, 07:43


ولا يجوزُ التيمُّمُ مع وجودِ الماءِ، خاصَّةً إذا كان يمكِنُ تسخينُ الماءِ مع شِدَّةِ البَرْدِ.
أيها المسلمونَ : إنَّ الشتاءَ غنيمةُ العابدينَ، كما قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندما حثَّ أصحابَه على اغتنامِه فقال:«الصومُ في الشتاءِ الغنيمَةُ البارِدَةُ» رواه أحمَدُ وهو حديثٌ حَسَنٌ ، وكان عُمَرُ رضيَ اللهُ عنه يقولُ: ((الشتاءُ غنيمةُ العابِدِينَ))، وكانَ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنه يقولُ: ((مرحبًا بالشتاءِ، تنزِلُ فيه البركَةُ، ويَطُولُ فيه الليلُ للقيامِ، ويَقْصُرُ فيه النهارُ للصيامِ)).
ولقد كان المجْتَهِدون يبكُون على التفريطِ ــ إن فَرَّطُوا ــ في ليالي الشتاءِ بعَدَمِ القيامِ، وفي نهارِه بعدمِ الصيامِ.
أقُولُ قَولِي هَذَا، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِيْ ولَكُمْ، فاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّمَ تَسْلِيماً كثيراً.
أيُّها المؤمِنُ: ومن فوائدِ الشِّتَاءِ أنَّهُ يُذكِّركَ بِعِظَمِ النِّعمةِ التي أنعمَ اللهُ بك عليها، من لِباسٍ دافئٍ، ومسْكَنٍ آمنٍ دَافئٍ، وفِراشٍ وَثِيْرٍ دافئٍ، وتَقتَنِي في بَيتِكَ كُلَّ ما يَقِيكَ من شِدَّة البَرْدِ.
عن أنسٍ رضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ كان إذا أوى إلى فراشِه، قال: «الحمدُ للهِ الذي أطْعَمَنا وسَقَانا وكَفَانا وآوانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ له وَلاَ مُؤْوِيَ» رواه مُسْلِمٌ، أي: فكمْ مِن أُناسٍ زادتْ هُمومُهم وكَثُرَت حاجاتُهم، وتَغلَّبَ عليهم أعداؤهُم ولا راحِمَ لهم، ولا عاطِفَ عليهم، وكمْ مِن أُناسٍ ليْس لهم مَأوًى، بلْ يَعِيشون في الطُّرُقاتِ ونحْوِها يَتأذَّون بالحَرِّ والبرْدِ، أو يعيشون في مساكنَ لا تَقِيهِم البرْدَ ولا الحَرَّ، أو ليس لديهم ما يَقِيهِم الحرَّ والبردَ.
أيها المسلمونَ : مما يُؤْمَرُ به المسلمونَ في فصلِ الشتاءِ وغيرِه مواساةُ الفقراءِ والمساكينَ بما يَدْفَعُ عنهم البَرْدَ، وفي ذلك فضلٌ عظيمٌ وثوابٌ جزيلٌ؛ فقد روى الترمذيُّ من حديثِ أبي سعيدٍ رضيَ اللهُ عنه مرفوعًا:«مَنْ أطعَمَ مؤمنًا على جوعٍ، أطعَمَه اللهُ يومَ القيامةِ من ثِمَارِ الجنَّةِ، ومَنْ سقاه على ظَمَأٍ، سقاه اللهُ من الرحيقِ المختومِ، ومَنْ كَسَاه على عُرِيٍّ، كساه اللهُ من خُضْرِ الجَنَّةِ» حديث ٌحسَّنَه بعضُ أهلِ العلمِ؛ أي: مِنْ حُلَلِ الجنَّةِ الخضْراءِ.
فلا تبْخَلُوا على أنفسِكم في شراءِ ما يحتاجُه الفقراءُ من كُسْوَةٍ تخفِّفُ عنهم بَرْدَ الشتاءِ وشِدَّتِه.
وتأمَّلوا كيفَ أنَّ مُجَرَّدَ الابتسامةِ في وجهِ المسلمِ صدَقَةٌ؛ فكيفَ إذا تصدَّقَ عليهم بما يَقِيهِم بَرْدَ الشتاءِ بملابسَ أو بطانِيَّاتٍ وهي التي تبقَى لسنواتٍ تُلْبَسُ وتُسْتَخْدَمُ.
تفقَّدُوا المحتاجِينَ من أقارِبِكم وجيرانِكم وعُمومِ المسلمينَ، وتصدَّقُوا عليهم من فضْلِ أموالِكم، ولا تحقِروا من المعروفِ شيئاً وإنْ قلَّ.
أيها المسلمونَ: وَمِمَّا يَنْبَغِي التّنْبِيهُ عَلَيْهِ؛ أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَعْمَدُ إلَى إِشْعَالِ الْحَطَبِ للتَّدْفِئَةِ وَالاسْتِمْتَاعِ بِهَا، وَهَؤُلَاءِ نُحَذِّرُهُمْ مِنَ النَّوْمِ وَتَرْكِ النَّارِ وَهِيَ مُشْتَعِلِةٌ؛ قَالَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِؤوهَا عَنْكُمْ» متَّفَقٌ عليه.
أيها المسلمون : صّلُوا وسَلِّمُوا -رعاكم اللهُ- على محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ رسولِ اللهِ، كما أمَرَكم اللهُ بذلك في كتابِه فقالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾، وقالَ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ :«مَنْ صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى اللهُ عليه بها عشرًا»، اللهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وباركْ على محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهُمَّ عن الخلفاءِ الراشدين الأئِمَّةِ المهديينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وارضَ اللهُمَّ عن الصحابةِ أجمعين وعن التابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وعَنَّا معهم بمنِّك وكرمِك وإحسانِك يا أكرمَ الأكرمينَ .

خطب منبرية

19 Dec, 07:37


🌐 خطبة مقترحة للجمعة القادمة بعنوان بر الوالدين

موافقة للتعميم
--------------
بعدة صيغ .
---------------
🟢 قناة التيلغرام
https://t.me/kutab
---------------
🟠 الموقع الاكتروني
https://kutabmnbr.com/
---------------
🔴 رابط مجموعة خطب منبرية ٨
https://chat.whatsapp.com/LumqS4REZsu2L8rwi80wHi

خطب منبرية

11 Dec, 11:07


ومن حُقُوقِهما التواضعُ لهما وخفْضُ الجناحِ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.
ومن حقوقِهِما إنفاذُ عهْدِهِما ؛أي: وَصِيَّتِهما، ففي سنن أبي داود أن رجلاً قال: يا رسول الله هل بقِيَ من برِّ أبَوَي شيءٌ، أبرَّهُما بعد موتِهما؟ قال: «نعم، الصلاةُ عليهما -؛أي: الدعاءُ لهما– وإنفاذُ عهدِهما من بعدِهِما، وصلةُ الرحمِ، التي لا تُوصَلُ إلا بهما».
هذه أيُّها المؤمنونَ بعضُ الحقوقِ التي افْتَرَضَها اللهُ عليكم لوالديكم، ولا يَظُنُّ مَنْ وفَّقَه اللهُ في القيامِ ببعضِ الحقوقِ أنَّه قد قامَ بما عليه، وقد جَزَى والديه حقَّهُما، قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «لا يجزي وَلَدٌ والِدَه، إلا أنْ يجِدَه مملوكاً فيشْتَرِيه، فَيُعْتِقَه» .
اللهُمَّ إنَّا نسألُك أنْ تعينَنَا على القيامِ بما افترضْتَ علينا من برِّ الوالدينِ.
أيها المسلمون : صّلُوا وسَلِّمُوا -رعاكم اللهُ- على محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ رسولِ اللهِ ، أحسنِ الناسِ خُلُقَاً ، وأعظمِهم أدباً ، كما أمَرَكم اللهُ بذلك في كتابِه فقالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ ، وقالَ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ : «مَنْ صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى اللهُ عليه بها عشرًا» ، اللهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ ، وباركْ على محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ ، وارضَ اللهُمَّ عن الخلفاءِ الراشدين الأئِمَّةِ المهديينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وارضَ اللهُمَّ عن الصحابةِ أجمعين وعن التابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وعَنَّا معهم بمنِّك وكرمِك وإحسانِك يا أكرمَ الأكرمينَ . اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ وأذلَّ الشركَ والمشركينَ ، ودمِّر أعداءَ الدينِ، واحمِ حوزةَ الدينِ يا ربَّ العالمينَ ، اللهم آمِنَّا في أوطاننا ، وأصلحْ أَئِمَّتَنَا وولاةَ أمورِنا ، واجعلْ وُلَايَتَنا فيمنْ خافَك واتَّقاك واتَّبعَ رضاك يا ربَّ العالمينَ ، اللهُمَّ وَفِّقْ وليَّ أمرِنا لهداكَ ، واجعلْ عَمَلَه في رضاكَ ، وارزقْه البطانَةَ الناصحَةَ الصالحةَ ، ووفِّقْ جميعَ ولاةِ المسلمين لما تحبُّ وترضى .
اللهُمَّ آتِ نفوسَنا تَقْواها ، وزَكِّها أنت خيرُ مَنْ زكَّاها ، أنت وليُّها ومولاها ، اللهُمَّ أصلحْ ذات بينِنِا ، وألِّفْ بين قلوبِنا ، واهدِنا سُبُلَ السلامِ ، وأخرجْنا من الظلماتِ إلى النورِ ، وباركْ لنا في أسماعِنا وأبصارِنا وأزواجِنا وذرِّيّاتِنا ، واجعلْنا مبارَكين أينما كُنَّا، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ. اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْن، اللهُمَّ احفظْ أخوتَنا في غزَّةَ وفلسطينَ ، اللهُمَّ اشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم يا أرحمَ الراحمين، اللهُمَّ عليكَ باليهودِ، اللهُمَّ عليكَ بِمَنْ يُتَاجِرُ بدمائِهم، اللهُمَّ أصلحْ حالَ إخوتِنا في السودانِ ،اللهُمَّ أصلحْ حالَهم ،وألِّفْ بين قلوبِهم ،اللهُمَّ أبعدْ عنهم الحروبَ والفتنَ يا ربَّ العالمين ،اللهُمَّ احفظْ السودانَ واحقِنْ دماءَهم ،اللهُمَّ احفظْ السودانَ وأهلَها من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ، اللهُمَّ أعدْ لهم الأمنَ والاستقرارَ، اللهُمَّ أبعدْهم عن الفِتَنِ، وَرُدَّ كيدَ مَنْ يريدُ بهم سوءً. اللهُمَّ أصلحْ لنا شأنَنَا كلَّه يا ذا الجلالِ والإكرامِ، اللهُمَّ اغفرْ لنا ذنبَنَا كلَّه دِقَّه وجِلَّه أوَّله وآخرَه، سِرَّه وعَلَنَه، اللهُمَّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وللمسلمينَ والمسلماتِ والمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهم والأمواتِ، ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنَةً وفي الآخِرَةِ حسَنَةً وقِنا عذابَ النارِ. وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على عبدِ اللهِ ورسولِه نبيَّنا محمَّدٍ وآلِه وصحبِه أجمعين .
انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
قناة التيلغرام :
t.me/kutab
وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 17
https://chat.whatsapp.com/KCqcekH8djM3UBWAdPTdwE

خطب منبرية

11 Dec, 11:07


بِرُّ الوالدين
الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أما بعدُ : فاتَّقُوا اللهَ أيها المؤمنون، واعْلَمُوا أنَّ تقوى اللهِ تعالى لا تستقيمُ لكم حتى تقومُوا بما فرضَ اللهُ عليكم من الواجباتِ والحقوقِ، وتذكَّروا ما نهاكُم عنه من القطيعةِ والعقوقِ. أيها المؤمنون: إنَّ برَّ الوالدين من آكَدِ ما أمرَ اللهُ به عبادَه، كيف لا؟ ، وقَدْ قرَنَ اللهُ حقَّهُما بحقِّه سبحانَه وتعالَى، وشُكْرَهُما بشُكرِهِ جلَّ في عُلاه، فقال الله تعالى:﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}، وقال جل وعلا: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.
ومما يُظهِرُ مكانةَ بِرِّ الوالدين في دينِنا الحنيفِ النصوصُ النبويةُ الكثيرةُ المستفيضَةُ، والتي تحثُّ على بِرِّ الوالدين وتَنْهَى عن عقوقِهِما، فمن ذلك ما في الصحيحين من حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضيَ اللهُ عنه ، قال:سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: أيُّ العملِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال: «الصلاةُ على وقتِها، قلت: ثم أيُّ ؟ قال: بِرُّ الوالدين، قلت: ثم أيُّ ؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ» ، وفيهما أيضاً من حديثِ عبدِ اللهِ بن ِعمروِ بنِ العاص رضيَ اللهُ عنهما قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يستأذِنُه في الجهادِ، فقال: «أحيٌّ والِدَاكَ؟ قال: نعم، قال: ففيهما فَجَاهِدْ».
وعنه أيضاً قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ:«رضا الرَّبِّ في رضا الوالدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سخطِ الوالدِ». رواه الترمذيُّ وهو حديثٌ صحيحٌ . أيها المؤمنون: فضلُ الوالدين كبيرٌ، وإحسانُهما سابقٌ عظيمٌ، تذكَّرْ رعايتَهُما لك حالَ الصِّغَرِ، وضَعفِ الطفولةِ.
حَمَلَتْك أُمُّك يا عبدَ اللهِ في أحشائِها تسعةَ أشْهُرٍ، وهْناً على وَهْنٍ، حَمَلَتْك كُرْهاً وَوَضَعَتْك كُرْهاً.
أمَّا أبوك فتذكَّرْ كَدَّه وسَعْيَه وتَنَقُّلَه وسَفَرَه، وتَحَمُّلَه الأخطارَ والأكدارَ؛ بحثاً عن كلِّ ما تَصْلُح به معيشتُك، وإنْ كنتَ ناسياً فلا تنسَ انشغالَه بك وبصلاحِك ومستقبلِك وهمومِك.
هذان هما والداك، ألا يستحِقَّانِ منك البرَّ والإحسانَ والعَطْفَ والحنانَ؟!، بلى، واللهِ إنَّ ذلك لَمِنْ أعظمِ الحقوقِ.
أيها المؤمنون : إنَّ مما يحثُّنا ويشجِّعُنا على برِّ الوالدينِ تلك الفضائلَ التي رتَّبها الكريمُ العليمُ على برِّ الوالدينِ.
فمن تلكَ الفضائلِ أنَّ برَّ الوالدين سببٌ لدخولِ الجنةِ، ففي صحيحِ مُسْلِمٍ عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قالَ:«رَغِمَ أنفُه، ثم رَغِمَ أنفُه، ثم رَغِمَ أنفُه، مَنْ أَدْرَك أبويه عند الكِبَرِ، أحدَهما أو كِلَيْهِما ثم لم يُدْخِلاه الجنةَ» .
ومن فضائل برِّ الوالدينِ تفريجُ الكُرُباتِ، وإجابةُ الدَّعَواتِ، فَعَن ابنِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنهما قالَ: سمعت ُرسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يقول:«انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوُا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا اللهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمُ: اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَان،ِ وَكُنْتُ لاَ أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلاً وَلاَ مَالاً، فَنَأَىَ بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلاً أَوْ مَالاً، فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا، حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ، فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا، لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ».
قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ: «وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي، حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ، فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِئَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا، فَفَعَلَتْ حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، قَالَتْ لاَ أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ، فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهْيَ أَحَبُّ

خطب منبرية

11 Dec, 11:07


النَّاسِ إِلَيَّ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجَ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا».
قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ، فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْوَالُ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي، فَقُلْتُ لَهُ كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، لاَ تَسْتَهْزِئْ بِي فَقُلْتُ: إِنِّي لاَ أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ».
ومن فضائلِ برِّ الوالدين سِعَةُ الرزقِ وطُولُ العمرِ، ففي الصحيحين عن أنسٍ رضيَ اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ:«مَنْ سرَّه أن يُبسطَ عليه رزقُه، ويُنسأُ في أثَرِه فليصِلْ رَحِمَه»، وبرُّ الوالدين أعظمُ صورِ صلةِ الرحمِ.
ومن فضائلِ برِّ الوالدينِ ما وَرَدَ في شأنِ من عَقَّ والديه، فإنَّ الأحاديثَ كثيرةٌ مستفيضةٌ في تغليظِ عُقُوقِ الوالدينِ، ولو لم يكن في ذلك إلا تحريمُ الجنَّةِ على العاقِّ -نعوذُ باللهِ من الخُسرانِ- لكَفَى، ففي الصحيحينِ من حديثِ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «لا يَدْخُلُ الجنَّةَ قاطعُ رحمٍ».
أيها المؤمنون : لو لم يَكُنْ في عقوقِ الوالدين وتركِ برِّهِما، إلا أنَّه غُصَصٌ وأنكادٌ يتجرَّعُها مَن لم يألُ جَهْداً في الإحسانِ إليك، لكانَ كافِياً في حَمْلِك على تَرْكِه.
فاتَّقُوا اللهَ، وقُومُوا بما فَرَضَ اللهُ عليكم من بِرِّ والديكم، والإحسانِ إليهم، فإنَّ حقَّهما عليكم عظيمٌ كبيرٌ.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوهُ . أيُّها المؤمنون : إنَّ للوالدينِ حقوقاً وواجباتٍ، أُذَكِّرُ ببعضِها؛ رجاءَ أن يثمرَ ذلك عملاً صالحاً، وبِرًّا حانياً، فَلَئِنْ كَانت النفوسُ السَّوِيَّةُ مجبولةً على حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إليها، فإنَّ من شرائعِ الدِّينِ، وسِمَاتِ المروءةِ، وضَرُورَاتِ العَقْلِ أنْ يُقابَلَ الإحسانُ بالإحسانِ، قال الله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلا الإحْسَانُ}.
فمن حقوقِ الوالدينِ عليْك محَبَّتُهُما وتوقِيرُهُما على من سِواهما، روى البخاريُّ في الأَدَبِ المفردِ أنَّ أبا هريرةَ رضي الله عنه أبْصَرَ رجُلَين، فقالَ لأَحَدِهما: ما هذا منْك؟ فقال: أَبِي، فقال: لا تُسَمِّهِ باسمِهِ، ولا تمشِ أمامَه، ولا تجْلِسْ قبلَه .
ومن بِرِّهِما الإحسانُ إليهِمَا بالقولِ والعَمَلِ، كما قال الله تعالى:﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾.
ومن حقوقِهِما الدعاءُ لهما في الحياةِ وبعدَ المماتِ، قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾، وفي الحديث:«إن الرجلَ لَيَرْتَفِعُ في الجنَّةِ، فيقولُ: أَنَّى لي هَذَا؟ فيُقَالُ: باستغفارِ ولدِك لك».
ومن حقوقِهما صِلَةُ أهلِ وُدِّهِما، فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أبرَّ البِرِّ صِلَةُ الرَّجُلِ أهلَ ودِّ أَبِيه».
ومن حقوقِهِما النفقةُ عليهما إذا كانا محتاجِين للنَّفقَةِ، وعندَ الوَلَدِ ما يزيدُ على حاجتِه، قال شيخُ الإسلامِ رَحِمَه اللهُ: (على الوَلَدِ الـمُـوسِرِ أنْ يُنْفِقَ على أبِيه وزَوْجَةِ أبيه، وعَلَى إخْوَتِه الصِّغَارِ، وإن لم يفعلْ ذلك كان عاقًّا لأبيه، قاطعاً لرَحِمِه، مستحقَّاً لعقوبةِ اللهِ في الدنيا والآخرةِ).

خطب منبرية

11 Dec, 11:05


🌐 خطبة مقترحة للجمعة القادمة بعنوان بر الوالدين

موافقة للتعميم
--------------
بعدة صيغ .
---------------
🟢 قناة التيلغرام
https://t.me/kutab
---------------
🟠 الموقع الاكتروني
https://kutabmnbr.com/
---------------
🔴 رابط مجموعة خطب منبرية ٨
https://chat.whatsapp.com/LumqS4REZsu2L8rwi80wHi

خطب منبرية

05 Dec, 05:37


رابط خطبة الأمانة والمحافظة على المال العام من الموقع الاكتروني


https://kutabmnbr.com/kutab/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%b8%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85/

خطب منبرية

04 Dec, 17:05


نسعد بكم في قناتنا :
لا تشرك بالله


تعنى بتعليم التوحيد

مقاطع فيديو سهلة العبارة تشتمل على أهم مسائل التوحيد العظام

تم نشر ١٠ حلقات حتى الآن

والحلقات الأخرى يتم تجهيزها تباعا بمشيئة الله

https://youtu.be/s2iqukVvldU?si=geyqC7pAPi3EjMgt

خطب منبرية

04 Dec, 16:59


◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم  11
https://chat.whatsapp.com/DMBym5ISIes3Oss4zWqEUM

خطب منبرية

04 Dec, 16:59


الأمانةُ وحفظُ المالِ العامِ
الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يَضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾، أَمَّا بَعْدَ: عِبَادَ اللَّهِ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27]. فِي هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ نِدَاءٌ مِنَ اللهِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ يَحْذَرُوا مِنْ أَنْوَاعِ الْخِيَانَةِ الثَّلاَثِ:
الأُولَى: خِيَانَةُ اللهِ بِاقْتِرَافِ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ وَالَّتِي أَعْظَمُهَا الشِّرْكُ بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: 13].
الثَّانِيَةُ: خِيَانَةُ الرَّسُولِ؛ بِتَرْكِ سُنَّتِهِ، أَوْ تَكْذِيبِ خَبَرِهِ، أَوْ عِصْيَانِ أَمْرِهِ، أَوْ عِبَادَةِ اللهِ بِمَا لَمْ يَشْرَعْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [ الحشر : 7 ].
الثَّالِثَةُ: خِيَانَةُ الأَمَانَةِ، وَعِنْدَمَا نَتَكَلَّمُ عَنِ الأَمَانَةِ نَتَكَلَّمُ عَنِ الْخُلُقِ الثَّابِتِ فِي النَّفْسِ الَّتِي عَظَّمَ اللهُ تَعَالَى أَمْرَهَا، وَرَفَعَ شَأْنَهَا، وَأَعْلَى قَدْرَها؛  فَبِهَا تُحْفَظُ الْحُقُوقُ، وَتُؤَدَّى الْوَاجِبَاتُ، وَتُصَانُ الدِّمَاءُ وَالأَمْوَالُ وَالأَعْرَاضُ، وَبِهَا تُعْمَرُ الدِّيَارُ وَالأَوْطَانُ، وَيُقَامُ الدِّينُ، وَيُعْبَدُ اللهُ فِي أَرْضِهِ، وَبِهَا يَنَالُ الْعَبْدُ رِضَا رَبِّهِ، وَثَنَاءَ النَّاسِ لَهُ مِنْ حَوْلِهِ، فَلاَ يَسْتَغْنِي عَنْهَا أَيُّ مُجْتَمَعٍ أَوْ دَوْلَةٍ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً﴾ [الأحزاب: 72].
وَمِنَ الأَمَانَةِ حِفْظُ الْمَالِ الْعَامِ الَّذِي جَعَلَهُ وَلِيُّ الأَمْرِ لِعُمُومِ النَّاسِ وَمَنَافِعِهِمْ، وَهُوَ أَشَدُّ فِي حُرْمَتِهِ مِنَ الْمَالِ الْخَاصِّ؛ لِكَثْرَةِ الْحُقُوقِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ، وَتَعَدُّدِ الذِّمَمِ الْمَالِكَةِ لَهُ؛ لأَنَّهُ مَالُ الْمُسْلِمِينَ؛ والخيانةُ في المالِ العامِّ مِنَ الْغُلُولِ الَّذِي نَهَى اللهُ عَنْهُ، وَحَذَّرَ مِنْهُ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161] .وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ؛ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه مسلم.
وَفِي الصَّحِيحِيْنِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ، قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ: إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ»، ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ». فَانْظُرُوا - يَا رَعَاكُمُ اللهُ - كَيْفَ غَضِبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ قَبُولِهِ لِلْهَدِيَّةِ هُنَا، وَهُوَ قَدْ أَدَّى مَالَ الْمُسْلِمِينَ بَحَقٍّ!، فَكَيْفَ الْحَالُ بِمَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِغَيْرِ حَقٍّ؟!، فَالْأَمْرُ جِدُّ خَطِيرٍ، وَالْجُرْمُ جِدُّ كَبِيرٍ؛ فَتَحَرَّوُا الطَيِّبَ الحَلاَلَ، وَاحْذَرُوا الغُلوُلَ فِي الْأَمْوَالِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَالَ الْعَامَ.

خطب منبرية

04 Dec, 16:59


أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنانَهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرَيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيه وَعَلَى آلِه وَأَصْحَابِهُ وَإِخْوَانِهُ.  أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ الْكَرِيمُ، إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَحْفَظُ الْأمَانَةَ، وَرَأَيتَهُ يُؤَدِّيَهَا مُرَاقِبًا اللهَ فِي ذَلِكَ فَاعْلَمْ أَنَّ وَراءَ ذَلِكَ قَلْبًا سَلِيمًا، يَخَافُ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ وَيَتَّقِيهِ، وَأَنَّ هَذَا الْعَبْدَ يَعْلَمُ عِلْمَ الْيَقِينِ أَنَّ اللهَ مُحَاسِبُهُ وَسَائِلُهُ وَمَجَازِيْهُ، رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ» رواه الترمذيُّ وهو حديثٌ صحيحٌ.
فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيّنَ رَسُولُنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ الْعَبْدَ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى سَوْفَ يُسْأَلُ عَنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ، وَعَدَّ مِنْهَا الْمَالَ.
يُسْأَلُ عَنْ هَذَا الْمَالِ أَهُوَ مِنْ حَلاَلٍ أَوْ مِنْ حَرَامٍ ؟، وَهَلْ أَنْفَقَهُ فِي حِلٍّ أَمْ فِي حُرْمَةٍ ؟، فَالْوَاجِبُ عَلَى كُلِّ مَنْ أَخَذَ مِنْ الْمَالِ الْعَامِّ شَيْئًا أَنْ يَتُوبَ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَأَنْ يَرُدَّ مَا أَخَذَ؛ فَالإِنْسَانُ مَسْؤُولٌ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَنْ هَذَا الْمَالِ، وَبِلَادُنَا - وَفَقَّهَا اللهُ - قَامَتْ بِمُحَارَبَةِ الْمُفْسِدِينَ أَيًّا كَانَ حَالُهُمْ، حِفْظًا لأَمْوَالِ النَّاسِ وَحِفْظًا لِحُقوقِهِمْ وَمُمْتَلَكَاتِهِمْ. فَكُنْ - أَيُّهَا الْمُوَاطِنُ الصَّالِحُ - عَوْنًا لِوَلِيِّ الأَمْرِ فِي ذَلِكَ، وَقُدْوَةً حَسَنَةً فِي حِفَاظِكَ عَلَى الْمَالِ الْعَامِّ، نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُجَنِّبَنَا الْمَكْسَبَ الْحَرَامَ، وَأَنْ يُطَهِّرَ أَمْوَالَنَا وَأَعْمَالَنَا مِنَ الْحَرَامِ، وَأَنْ يُبْعِدَنَا عَنِ الآثَامِ.
هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦ ].
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللهُمَّ أعزَّ الإسلامَ وَالمسلمينَ وَأذلَّ الشرْكَ والمشركينَ ودمرْ أعداءَ الدينِ اللهُمَّ آمِنَّا فيِ أوطانِنَا وأصلحْ أئمتَنَا وَولاةَ أمورِنَا الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيِفَيْنِ لِمَا تحبُّ وَترضَى، وَخُذْ بناصيتِهِ للبِّرِ وَالتَّقوَى، اللهُمَّ وفِّقْهُ وَوليَّ العهْدِ لِمَا فيهِ صلاحُ البلادِ وَالعبادِ، اللهُمَّ إنَّا استودعنَاكَ جنودَنَا وَرجالَ أمنِنَا فَاحرسْهُمْ بعينِكَ التيِ لاَ تنامُ وَأعنْهُمْ وَانصرْهُمْ.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميعِ سخَطِك.
اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَبِفَضْلِكَ عُمِّنَّ سِوَاكَ، وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحَقُنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ.
اللهُمَّ اجعلْ لَنَا وَللمسلمينَ مِنْ كلِّ همٍ فرجًا، وَمِنْ كلِّ ضيقٍ مخرجًا، وَمِنْ كلِّ بلاءٍ عافيةً، اللهُمَّ اغفرْ ذنوبَنَا، وَاستُرْ عيوبَنَا، وَيسِّرْ أمورَنَا، وَبلِّغْنَا فيمَا يُرضِيكَ آمالَنَا، ربَّنَا اغفِرْ لَنَا وَلوالدِينَا، وَارحَمهُمْ كمَا ربَّونَا صِغارًا.
سبحانَ ربِكَ ربِّ العزةِ عمَّا يصفُونَ، وَسلامٌ علَى المرسلِينَ، وَالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ .

خطب منبرية

04 Dec, 16:01


#خطبة #الجمعة #يوم_الجمعة #مكافحة_الفساد #المال_العام #الغلول #خطب_منبرية #الأمانة

خطبة بعنوان الأمانة والمحافظة على المال العام .
(موافقة للتعميم)
بعدة صيغ : -وورد - pdf- القراءة من الجوال - أفقي وأعمدة نصية-رابط اكتروني .


🟥 الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com
🟥 قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab

إحدى مجموعات الواتس
https://chat.whatsapp.com/DMBym5ISIes3Oss4zWqEUM

وصلنا إلى ٢٠ مجموعة ولله الحمد .

خطب منبرية

29 Nov, 03:21


https://youtu.be/s2iqukVvldU?si=geyqC7pAPi3EjMgt

خطب منبرية

27 Nov, 18:13


فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ ‌الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فَاطِرٍ:5-6].
وَمِنْ أَسْبَابِ الْغَفْلَةِ: الْإِعْرَاضُ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى الْكَوْنِيَّةِ وَآيَاتِهِ السَّمْعِيَّةِ، وَمِنْ ذَلِكَ الْإِعْرَاضُ عَنِ الْقُرْآنِ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا ‌فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ﴾ [فُصِّلَتْ:3-5]، فَمَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْقُرْآنِ أَصَابَتْهُ الْغَفْلَةُ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ كِتَابُ عِلْمٍ وَمَوْعِظَةٍ وَتَذْكِيرٍ.
وَكَذَلِكَ الْإِعْرَاضُ عَنِ التَّفَكُّرِ فِي آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى الْكَوْنِيَّةِ؛ لِأَنَّ دَلَائِلَ عَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى مَبْثُوثَةٌ فِي الْكَوْنِ، فَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ إِبْصَارِهَا وَالتَّفَكُّرِ فِيهَا أَصَابَتْهُ الْغَفْلَةُ عَنْ مَعْرِفَةِ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا ‌مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يُوسُفَ:105-106].
وَكَذَلِكَ الْإِعْرَاضُ عَنِ التَّفْكِيرِ فِي الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَالْمَوْتِ وَالْحِسَابِ؛ يُصِيبُ الْعَبْدَ بِالْغَفْلَةِ؛ لِأَنَّهُ يَنْكَفِئُ عَلَى دُنْيَاهُ، وَيَنْسَى مَا يَنْتَظِرُهُ فِي أُخْرَاهُ؛ ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ‌مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ:1-3].
وَكَذَلِكَ الْإِعْرَاضُ عَنْ تَعَلُّمِ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى يُصِيبُ صَاحِبَهُ بِالْجَهْلِ، فَيَكُونُ مِنَ الْغَافِلِينَ بِسَبَبِ جَهْلِهِ؛ ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ ‌مُعْرِضُونَ ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ:24]، وَلَمَّا أَعْرَضَ رَجُلٌ عَنْ حُضُورِ مَجْلِسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوْعِظَةِ وَالتَّذْكِيرِ وَالتَّعْلِيمِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ، وَدِينُ اللَّهِ تَعَالَى عَزِيزٌ لَا يَنَالُهُ مُعْرِضٌ وَلَا مُكَابِرٌ.
وَمِنْ أَسْبَابِ الْغَفْلَةِ: هَجْرُ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّهُ كِتَابُ مَوْعِظَةٍ وَتَذْكِيرٍ وَغِذَاءٍ لِلْقُلُوبِ وَشِفَاءٍ لَهَا مِنْ أَدْوَائِهَا؛ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يُونُسَ:57- 58]، وَمِنْ دَلَائِلِ الْفَرَحِ بِالْقُرْآنِ كَثْرَةُ تِلَاوَتِهِ وَتَدَبُّرِهِ وَحِفْظِهِ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ؛ فَلَا عَجَبَ أَنْ تُصِيبَ الْغَفْلَةُ الْمُعْرِضَ عَنِ الْقُرْآنِ؛ لِبُعْدِهِ عَنِ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ وَشِفَاؤُهَا.
فَحَرِيٌّ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ يُجَانِبَ أَسْبَابَ الْغَفْلَةِ، وَأَنْ يَعْتَنِيَ بِحَيَاةِ قَلْبِهِ بِالْإِيمَانِ وَالْقُرْآنِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ فَإِنَّ الْقُرْبَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِصَلَاحِ الْقَلْبِ وَالْعَمَلِ؛ «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ».
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ، فاستَغْفِروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

خطب منبرية

27 Nov, 18:13


أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاحْذَرُوا الْغَفْلَةَ؛ فَإِنَّهَا تُمِيتُ الْقَلْبَ، وَتَسِيرُ بِالْعَبْدِ إِلَى الظُّلُمَاتِ؛ ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الْأَنْعَامِ:122].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: انْفَتَحَ عَلَى النَّاسِ فِي هَذَا الزَّمَنِ بَابٌ عَرِيضٌ مِنْ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْجَمَاعِيِّ الْمُنَوَّعَةِ، فَسَرَقَتْ أَوْقَاتَهُمْ، وَأَلْهَتْهُمْ عَنْ مَصَالِحِهِمْ، وَلَرُبَّمَا فَرَّطُوا فِي صَلَاتِهِمْ وَدِينِهِمْ مِنْ أَجْلِهَا.
وَسَائِلُ قَرَّبَتِ الْبَعِيدَ، وَيَسَّرَتِ اتِّصَالَ النَّاسِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ عَلَى اخْتِلَافِ أَدْيَانِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَثَقَافَاتِهِمْ، وَاللَّهْوُ بِهَذِهِ الْوَسَائِلِ سَبَبٌ لِلْغَفْلَةِ، فَكَيْفَ إِذَا كَانَ لَهْوًا مُحَرَّمًا، كَاتِّصَالِ رَجُلٍ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ، وَاتِّصَالِ الْمَرْأَةِ بِرَجُلٍ لَا يَحِلُّ لَهَا، وَرُبَّمَا جَاهَرُوا بِذَلِكَ فَنَشَرُوهُ عَلَى الْمَلَأِ؛ لِيَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ، وَهَذَا لَهْوٌ بِمُحَرَّمٍ، وَيُؤَدِّي وَلَا بُدَّ إِلَى الْغَفْلَةِ.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَهْوُهُ بِهَذِهِ الْوَسَائِلِ مُشَاهَدَتُهَا، وَالِانْتِقَالُ مِنْ بَرْنَامَجٍ إِلَى آخَرَ، وَمِنْ صَفْحَةٍ إِلَى أُخْرَى، فَتَمْضِي السَّاعَاتُ الطَّوِيلَةُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ، وَلَرُبَّمَا أَضَاعَ مَصَالِحَ أَهْلِهِ وَبَيْتِهِ، وَفَرَائِضَ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وَهَذَا النَّوْعُ مِنَ اللَّهْوِ كُلُّهُ مِنَ الْغَفْلَةِ، وَيَزِيدُ الْغَفْلَةَ، وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَمَرَ عِبَادَهُ بِمُجَالَسَةِ الصَّالِحِينَ لِتَنْبِيهِ الْقُلُوبِ مِنْ غَفْلَتِهَا، وَنَهَى عَنْ طَاعَةِ الْبَطَّالِينَ الَّذِينَ يَزِيدُونَ مِنْ غَفْلَةِ الْعَبْدِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿‌وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الْكَهْفِ:28]. فَكَيْفَ بِمَنْ يَقْضِي السَّاعَاتِ الطَّوِيلَةَ فِي بَرَامِجَ تَافِهَةٍ، وَحِوَارَاتٍ سَامِجَةٍ، وَأَغْلَبُهَا لَا يَخْلُو مِنْ مُخَالَفَاتٍ وَآثَامٍ تُحْمَلُ عَلَى ظَهْرِ صَاحِبِهَا وَهُوَ لَا يَشْعُرُ، فَمَا أَشَدَّ الْغَفْلَةَ! وَمَا أَعْظَمَ اسْتِهَانَةَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ بِالْمُحَرَّمَاتِ! وَمَا أَفْدَحَ خَسَارَتَهُمْ إِذَا لَمْ يَثُوبُوا إِلَى رُشْدِهِمْ، وَيَتُوبُوا مِنْ ذُنُوبِهِمْ!!
عبادَ اللهِ : صلُّوا وسلِّموا على خيرِ خلقِ اللهِ؛ محمَّدٍ بنِ عبدِالله، اللهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمَّدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائِه الأربعةِ أبي بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ وعليٍّ، وعن آلِه الطيبين الطاهرين، وعن سائرِ صحابةِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وجُودِك وكرمِك يا أرحمَ الراحمين.
اللهُمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، اللهُمَّ انصُرْ دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهُمَّ احفظْ فلسطينَ وأهلَها من كلِّ سوءٍ ، اللهُمَّ نَجِّ المستضعفين من المؤمنين ، اللهُمَّ عليك باليهودِ فإنهم لا يعجِزونك ، اللهُمَّ عليك بهم ، اللهُمَّ عليك بهم . اللهُمَّ احفظ السودانَ ، اللهم جَنِّبْ أهلَ السودانِ الفتنَ والحروبَ ، اللهُمَّ أعدْ لهم الأمنَ والسلامَ يا ربَّ العالمينَ .
اللهُمَّ آمنَّا في أوطانِنا وأصلحْ أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، اللهُمَّ وفِّقْ وليَّ أمرِنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخذْ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، اللهُمَّ وفِّقْه ووليَّ العهدِ لما فيه صلاحُ البلادِ والعبادِ. اللهُمَّ إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك وتحوُّلِ عافيتِك وفُجاءةِ نقمتِك وجَميعِ سَخطِك، اللهُمَّ اغفِرْ ذنوبَنا واستُر عيوبَنا ويسِّر أمورَنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا .
اللهُمَّ اجعلْ خيرَ أعمالِنا خواتِمَها، اللهُمَّ اختمْ بالصالحاتِ أعمالَنا ، اللهُمَّ تقبَّلْ منا ، اللهُمَّ تقبَّل منا ، اللهُمَّ تقبَّل منَّا. سبحانَ ربِّك ربِّ العزَّةِ عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ .

◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 7
https://chat.whatsapp.com/In07SFmeVtNFFS1N3FUzb2

خطب منبرية

27 Nov, 18:13


أسباب الغفلة
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آلِ عِمْرَانَ:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النِّسَاءِ:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الْأَحْزَابِ:70-71].
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا النَّاسُ: لَا صَلَاحَ لِلْعَبْدِ فِي عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ إِلَّا بِصَلَاحِ قَلْبِهِ، وَاسْتِقَامَتِهِ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَجِدِّهِ وَاجْتِهَادِهِ فِي طَاعَتِهِ سُبْحَانَهُ. وَدَاءُ الْغَفْلَةِ مِنَ الْأَدْوَاءِ الَّتِي تَفْتِكُ بِالْقُلُوبِ، وَتُبْعِدُ أَصْحَابَهَا عَنِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَتَصْرِفُهُمْ عَمَّا يَنْفَعُهُمْ إِلَى مَا يَضُرُّهُمْ، وَالنَّاسُ مُتَفَاوِتُونَ فِي غَفْلَتِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ تُطْبِقُ الْغَفْلَةُ عَلَى قَلْبِهِ؛ فَلَا يَعْرِفُ إِلَّا الدُّنْيَا، وَلَا يَعْمَلُ إِلَّا لَهَا، وَيَظُنُّ أَنَّهُ لَا يَعِيشُ إِلَّا فِيهَا؛ وَذَلِكَ فِعْلُ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ.
وَمِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ مَنْ فِيهِ غَفْلَةٌ بِحَسَبِ لَهْوِهِ فِي الدُّنْيَا وَانْشِغَالِهِ بِهَا؛ فَمُسْتَكْثِرٌ وَمُقِلٌّ، وَلَنْ يَخْلُوَ أَحَدٌ مِنْ غَفْلَةٍ تُصِيبُهُ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ يَتَنَبَّهُ مِنْ غَفْلَتِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.
وَلِلْغَفْلَةِ أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ أَشَدُّهَا الْكُفْرُ؛ فَإِنَّ الْكَافِرَ غَافِلٌ غَفْلَةً تَامَّةً عَنْ مَصِيرِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَلَا يَلْتَفِتُ إِلَّا لِلدُّنْيَا وَمُتَعِهَا الزَّائِلَةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مُبَيِّنًا غَفْلَتَهُمْ: ﴿ يَعْلَمُونَ ‌ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ * أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ﴾ [الرُّومِ:7-8]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ ‌لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [يس:6-7].
وَمِنْ أَسْبَابِ الْغَفْلَةِ: الْغُرُورُ بِالدُّنْيَا، وَالتَّعَلُّقُ بِهَا، وَالْعَمَلُ لَهَا؛ فَإِنَّ مَنْ تَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْ بِالدُّنْيَا جَمْعًا لَهَا، وَتَمَتُّعًا بِهَا، وَحِرْصًا عَلَيْهَا؛ يَنْسَوْنَ الْآخِرَةَ بِقَدْرِ تَعَلُّقِهِمْ بِالدُّنْيَا؛ وَلِذَا قِيلَ: «حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ»، وَلِأَجْلِ أَنَّ الدُّنْيَا تَغُرُّ الْعَبْدَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَذَّرَ الْعِبَادَ مِنْهَا فِي كَثِيرٍ مِنَ الْآيَاتِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ ‌وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الْأَنْعَامِ:32]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا ‌لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [الْعَنْكَبُوتِ:64]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ ‌الْغَرُورُ ﴾ [لُقْمَانَ:33]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ

خطب منبرية

27 Nov, 18:10


خطبة بعنوان أسباب الغفلة .

بعدة صيغ : -وورد - pdf- القراءة من الجوال - أفقي وأعمدة نصية-رابط اكتروني .


🟥 الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com
🟥 قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab

إحدى مجموعات الواتس
https://chat.whatsapp.com/HPw1AePG02o8RbGJkoZ4vc

وصلنا إلى ٢٠ مجموعة ولله الحمد .

خطب منبرية

27 Nov, 14:23


اللَّهُمَّ أَغِثْنا، اللَّهُمَّ أَغِثْنا، اللَّهُمَّ أَغِثْنا.
﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِين﴾.
﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾.
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ * وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾.
واقْلِبُوا أَرْدِيَتَكُم؛ اقْتِدَاءً بِسُنَّةِ نبيِّكم، تَفَاؤُلاً بتغيُّرِ حَالِكُم.


◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 7
https://chat.whatsapp.com/In07SFmeVtNFFS1N3FUzb2

خطب منبرية

21 Nov, 06:39


رابط خطبة أعمال صالحة من الموقع الاكتروني

https://kutabmnbr.com/kutab-category/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b9%d8%b8/

خطب منبرية

20 Nov, 14:16


مشاركة بواسطة محوّل الصور إلى PDF السهل والمجاني: https://st.simpledesign.ltd/7ziEnq

خطب منبرية

20 Nov, 14:16


أعمالٌ صالحةٌ
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى، فَفِيهَا الْعَوْنُ وَالنَّجَاحُ، وَالنَّجَاةُ وَالْفَلاَحُ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إنَّ الهَدَفَ الحَقِيْقِيَّ مِنْ هَذِهِ الحَيَاةِ هُوَ عِبَادَةُ اللهِ ، وَالاسْتِكْثَارُ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَالقُرُبَاتِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾.
وَالـمُؤْمِنُ يَتَمَنَّى البَقَاءَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ حَتَّى يَزْدَادَ قُرْبةً مِنْ رَبِّ البَرِيَّاتِ سُبْحَانَهُ، وَأَكْثَرُ مَا يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ هُوَ اسْتِثْمَارُ هَذِهِ اﻷَوْقَاتِ اليَوْمِيَّةِ، بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَالـمُدَاوَمَةُ عَلَيْهَا وَإِحْسَانُ أَدَائِهَا، فَعَنْ أَبِيْ بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ:«يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ» رواه الترمذي، فَالسَّعِيْدُ مَنْ يُبَارِكُ اللهُ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَيُوَفِّقُهُ لِعَمَلِ الطَّاعَاتِ وَالقُرُبَاتِ.
عِبَادَ اللهِ: مِنْ أَعْظَمِ مَا يُعِيْنُ العَبْدَ عَلَى التَّوْفِيْقِ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ دُعَاؤُهُ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ بِخُشُوْعٍ وَتَدَبُّرٍ وَحُضُوْرِ قَلْبٍ، فَعَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتُحِبُّونَ أنْ تَجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؟ قُوْلُوْا: اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ، وذِكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبادَتِكَ» رواه أحمد، فَأَنْفَعُ الدُّعَاءِ: طَلَبُ العَوْنِ مِنْ اللهِ عَلَى مَرْضَاتِهِ سبحانه.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ تَوْحِيْدَ اللهِ تعالى هُوَ أَسَاسُ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَهُوَ الهَدَفُ الأَسْمَى فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، فَهُوَ حَقِيْقَةُ دِيْنِ الإِسْلَامِ الَّذِيْ بَعَثَ اللهُ بِهِ نَبِيَّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم ، وَلَقَدْ بَيَّنَ اللهُ التَّوْحِيْدَ فِي كِتَابِهِ الكَرِيْمِ فَقَالَ سبحانه: ﴿وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ﴾.
وَلا يَقْبَلُ اللهُ مَعَ الشِّرْكِ عَمَلاً صَالِحاً، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾.
فَالتَّوْحِيْدُ لَهُ فَضْلٌ كَبِيْرٌ وَأَجْرٌ عَظِيْمٌ، بَلْ هُوَ سَبَبُ نَجَاةِ العَبْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» متفق عليه.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: اعْلَمُوا رَحِمَكُمْ اللهُ أنَّ هُنَاكَ أَعْمَالاً صَالِحَةً يَسِيْرَةً إِذَا وَفَّقَ اللهُ العَبْدَ وَأَعَانَهُ عَلَيْهَا؛ حَازَ الأُجُوْرَ العَظِيْمَةَ، وَمِنْهَا:
ذكرُ اللهِ سبحانَه وتعالى، فهو من أسهلِ العباداتِ وأعظمِها شأناً، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «ألا أُنَبِئُكم بخيرِ أعمالِكم وأزكاها عند مليكِكُم وأرفعِها في درجاتِكم وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذهبِ والوَرِقِ وخيرٍ لكم من أنْ تَلقُوا عدوَّكم فتضربُوا أعناقَهم ويضربُوا أعناقَكم ؟» ، قـالوا : بلى ، قال : ((ذكـرُ اللهِ تعـالى)) ، رواه أهلُ السُّنَنِ وهو حديثٌ صحيحٌ .
فهذا الحديث دلَّ أنَّ ذِكْرَ اللهِ خيرُ الأعمال وأزكاها عند الله وأرفعُها في الدرجاتِ وخيرٌ من الصدقةِ والجهادِ في سبيلِ اللهِ.
ومن الأعمالِ الصالحَةِ العظيمةِ اليسيرةِ حُسْنُ الخُلُقِ وَطِيْبُ الـمُعَامَلَةِ مَعَ النَّاسِ: فَذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ مَا يُقَرِّبُ إَلَى اللهَ تعالى، فَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ؟ فَقَالَ: «تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ» رواه أحمد .

خطب منبرية

20 Nov, 14:16


العَلَاجُ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ أَيْ: وَالَّذِيْنَ جَاهَدُوا أَنْفُسَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِنَا لَنُوَفِّقَنَّهُمْ لِإِصَابَةِ الطَّرِيْقِ الـمُسْتَقِيْمِ، وَإِنَّ اللهَ مَعَ الـمُحْسِنِيْنَ بِالْعَوْنِ وَالنَّصْرِ وَالِهدَايَةِ.
فَأَعْظَمُ الجِهَادِ جِهَادُ النَّفْسِ عَلَى تَعَلُّمِ الهُدَى وَدِيْنِ الحَقِّ وَعَلَى العَمَلِ بِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، ثُمَّ تَأْتِي مُجَاهَدَةُ النَّفْسِ عَلَى الصَّبْرِ وَالـمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِكَ العَمَلِ، وَحَرِيٌّ بِالـمُؤْمِنِ أَنْ يَكُوْنَ قَوِيّاً عَاقِداً العَزْمَ فِي أُمُوْرِ اﻵخِرَةِ وَمَا يُقَرِّبُهُ إِلَى رَبِّه وَمَوْلَاهُ، كَمَا قَالَ اللهُ تعالى: ﴿يَٰيَحۡيَىٰ خُذِ ٱلۡكِتَٰبَ بِقُوَّةٍۖ﴾. فَاللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِيْ يُرْضِيْكَ عَنَّا وَيُقَرِّبُنَا إِلَيْكَ، وَوَفِّقْنَا لِلتَّزَوُّدِ مِنْ الخَيْرَاتِ وَالاسْتِكْثَارِ مِن الصَّالِحَاتِ،يَاذَاالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
ثُّمَ اعْلَمُوا رَحِمَكُمْ اللهُ، أَنَّ اللهَ قَدْ أَمَرَكُمْ بِأَمرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى بِمَلائِكَتِهِ الـمُسَبِّحَةِ بِقُدْسِهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ الصَّحَابَةِ أَجمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحسَانٍ إِلى يَومِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُم بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَكرَمَ الأَكرَمِينَ. اللَّهُمَّ أعِزَّ الإِسلامَ وَالمسلِمِينَ، وَانصُرْ عِبَادَكَ الـمُوحِّدِينَ، واخْذُلْ أَعدَاءَ الـمِلَّةِ وَالدِّينِ. اللَّهُمَّ وفّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَأَدِمْ عَلَى بِلادِنَا نِعْمَةَ الأَمْنِ وَالإيْمَانِ وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِيْنَ، وَارْحَمْنَا جَمِيْعاً بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
__________
◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 17
https://chat.whatsapp.com/IjHoqRhJJtbLFYw2XqdmQo

خطب منبرية

20 Nov, 14:16


قَالَ عَبْدُاللهِ بْنِ الـمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللهُ فِي حُسْنِ الخُلُقِ: (هُوَ بَسْطُ الوَجْهِ، وَبَذْلُ الـمَعْرُوْفِ، وَكَفُّ اﻷَذَى) أخرجه الترمذي.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ رَحِمَهُ اللهُ: (لِيَكُنْ حَظُّ الـمُؤْمِنِ مِنْكَ ثَلَاثًا: ‏إِنْ لَمْ تَنْفَعْهُ فَلَا تَضُرَّهُ، وَإِنْ لَمْ تُفْرِحْهُ فَلَا تَغُمَّهُ، وَإِنْ لَمْ تَمْدَحْهُ فَلَا تَذُمَّهُ).
وَمِنْ أَجَلِّ الأَعْمَالِ وأفْضَلِهَا: مُحَافَظَةُ الـرَّجُلِ الـمُسْلِمِ عَلَى صَلَاةِ الجَمَاعَةِ مَعَ الـمُسْلِمِينَ في الـمَسَاجِدِ، فَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ دَرَجَةً» أخرجه البخاري، وَهَذَا فَضْلٌ عَظِيْمٌ وَأَجْرٌ جَزِيْلٌ لَا يُفَرِّطُ فِيْهِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ إِلَّا مَحْرُومٌ.
وَمِنْ تِلْكَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ: الـمُحَافَظَةُ عَلَى صَلَاةِ النَّافِلَة: لِأَنَّهَا مُكَمِّلَةٌ لِلْفَرِيْضَةِ، وَمُتَمِّمَةٌ لِمَا فِيْهَا مِنْ النَّقْصِ، فَعَنْ تَمِيْمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ، فَإِنْ كَانَ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَكْمَلَهَا قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَأَكْمِلُوا بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ،..» أخرجه أحمد.
وَإِذَا حَافَظْتَ عَلَى هَذِهِ النَّوَافِلِ بَنَى اللهُ لَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ، فَعَنْ أُمِّ حَبِيْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّيْ للهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعاً غَيْرَ فَرِيْضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتَاً فِي الجَنَّةِ» رواه مسلم.
وَمِنْ تِلكَ الأَعْمَالِ: الـمُحَافَظَةُ عَلَى صَلاَةِ الضُّحَى: فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ أَبِيْ ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى» رواه مسلم.
وَمِنْ اﻷَعْمَالِ التَّبْكِيْرُ لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَهِيَ صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ فِي الأُسْبُوعِ لَكِنَّ التَّبْكِيْرَ لَهَا يَحْتَاجُ إلى عَزْمٍ وَاسْتِحْضَارٍ لِلْأَجْرِ، فَعَنْ أَوْسِ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ:«مَنْ غَسَّلَ يَومَ الجُمُعةِ واغتَسَلَ، ثمَّ بَكَّرَ وابتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَركَبْ، وَدَنا مِنْ الإمَامِ فَاسْتَمَعَ، وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ، أجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا» رواه أبو داود . فَيَنْبَغِيْ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُبَكِّرَ لِصَلَاةِ الجُمُعَةِ وَيَعْمُرَ وَقْتَهُ وَيَتَزَوَّدَ مِنْ الصَّالِحَاتِ؛ مِنْ صَلَاةٍ وَذِكْرٍ وَدُعَاءٍ وَقِرَاءَةِ قُرْآنٍ، خُصُوْصاً مَعَ قُرْبِ الـمَسَاجِدِ الَّتي تُقَامُ فِيْهَا صَلَاةُ الجُمُعَةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ.
وَفَّقَنِيْ اللهُ وَإِيَّاكُمْ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ وَقُرْبَةٍ، وَبَارَكَ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأُصَلِّيْ وَأُسَلِّمُ عَلَى رَسُولِهِ الدَّاعِيْ إِلَى رِضْوانِهِ. أَمَّا بَعدُ عِبادَ اللهِ: فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تَقوَاهُ، وَاسْتَكْثِرُوْا مِنْ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، فَبِهَا تَسْتَعِدُّونَ وَتَسْعَدُونَ بِلِقَاهُ، ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡما تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٍ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إنَّ كَثِيْراً مِن النَّاسِ يَوَدُّ أَنْ يَعْمَلَ وَيَسْتَكْثرَ مِنَ العِبَادَاتِ، وَيَتَمَنَّى أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَى اللهِ تعالى بِسَائِرِ القُرُبَاتِ، وَلَكِنَّهُ يَجِدُ تَثَاقُلاً وَتثْبِيْطاً مِنَ الشَّيْطَانِ فَمَا هُوَ العِلَاجُ؟ .

خطب منبرية

20 Nov, 14:16


مشاركة بواسطة محوّل الصور إلى PDF السهل والمجاني: https://st.simpledesign.ltd/7ziEnq

خطب منبرية

20 Nov, 14:14


مشاركة بواسطة محوّل الصور إلى PDF السهل والمجاني: https://st.simpledesign.ltd/7ziEnq

خطب منبرية

20 Nov, 14:09


خطبة بعنوان أعمال صالحة .

بعدة صيغ : -وورد - pdf- القراءة من الجوال - أفقي وأعمدة نصية-رابط اكتروني .


🟥 الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com
🟥 قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab

إحدى مجموعات الواتس
https://chat.whatsapp.com/HPw1AePG02o8RbGJkoZ4vc

وصلنا إلى ٢٠ مجموعة ولله الحمد .

خطب منبرية

12 Nov, 18:08


رابط خطبة التوحيد أهميته وفضائله

من الموقع الاكتروني

https://kutabmnbr.com/kutab/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af-%d8%a3%d9%87%d9%85%d9%8a%d8%aa%d9%87-%d9%88%d9%81%d8%b6%d8%a7%d8%a6%d9%84%d9%87/

خطب منبرية

12 Nov, 18:07


عِبَادَ اللهِ : قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاهُ : ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَأَتْبَاعِهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِينَ بِتَوْفِيقِكَ وَتَأْيِيدِكَ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ. اللَّهُمَّ الْطُفْ بِإِخْوَانِنَا أَهْلِ السُّنَّةِ فِي فِلِسْطِينَ وَالسُّودَانِ وَلُبْنَانَ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ وَالْمَجُوسِ الظَّالِمِينَ، وَأَعْوَانِهِمْ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.  اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالرِّبَا، وَالزِّنَا، وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَنَ، وَسُوءَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، عَنْ بَلَدِنَا هَذَا خَاصَّةً وَسَائِرِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً. 
عِبَادَ اللهِ : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۝ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾، فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ ، وَالله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 17
https://chat.whatsapp.com/IjHoqRhJJtbLFYw2XqdmQo

خطب منبرية

12 Nov, 18:07


التوحيدُ ، أهميَّتُه وفضائِلُه
الخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
أَمَّا بَعْدُ: فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ ، اتَّقُوه بتوحيدِ اللهِ وإخلاصِ العبادةِ له وحدَه ، واجْتَنِبُوا الشركَ ، فإنَّ اللهَ توعَّدَ مَنْ أشركَ به بالنارِ.
أعْلَمُوا أيُّها المؤمنونَ أن التَّوْحِيدُ أَوَّلُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ، ‌وَأَوَّلُ ‌مَنَازِلِ ‌الطَّرِيقِ، وَأَوَّلُ مَقَامٍ يَقُومُ فِيهِ السَّالِكُ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، وَهُوَ أَوَّلُ الدِّينِ وَآخِرُهُ، وَظَاهِرُهُ وَبَاطِنُهُ، وَلِأَجْلِهِ خُلِقَتِ الْخَلِيقَةُ، وَأُرْسِلَتِ الرُّسُلُ، وَأُنْزِلَتِ الْكُتُبُ، وَلِأَجْلِهِ افْتَرَقَ النَّاسُ إِلَى مُؤْمِنِينَ وَكُفَّارٍ، وَأَهْلِ جَنَّةٍ وَأَهْلِ نَارٍ، وَهُوَ أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْمُكَلَّفِ، وَأَوَّلُ مَا يَدْخُلُ بِهِ الْإِسْلَامُ، وَآخِرُ مَا يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الدُّنْيَا، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وهو حديثٌ صَحِيحٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وهو حديثٌ صحيحٌ.
وَجَمِيعُ الرُّسُلِ افْتَتَحُوا دَعْوَتَهُمْ بِالتَّوْحِيدِ، قَالَ -تَعَالَى-: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾، وَلَمَّا سَأَلَ هِرَقْلُ أَبَا سُفْيَانَ عَمَّا يَقُولُهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهُمْ: قَالَ: يَقُولُ: «اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَلَمَّا سَأَلَ النَّجَاشِيُّ عَنْ دَعْوَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجَابَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِقَوْلِهِ: (دَعَانَا إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-؛ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ، مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وهو حديثٌ صحيحٌ .
وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ كُلُّهُ دَعْوَةٌ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَنَهْيٌ عَمَّا يُنَاقِضُهُ، فَهُوَ إِمَّا إِخْبَارٌ عَنِ اللَّهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَهَذَا هُوَ التَّوْحِيدُ الْعِلْمِيُّ الْخَبَرِيُّ، وَإِمَّا دَعْوَةٌ إِلَى عِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَخَلْعِ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ، وَهَذَا هُوَ التَّوْحِيدُ الْإِرَادِيُّ الطَّلَبِيُّ، وَإِمَّا أَمْرٌ وَنَهْيٌ، وَإِلْزَامٌ بِطَاعَتِهِ، فَهَذَا مِنْ حُقُوقِ التَّوْحِيدِ وَمُكَمِّلَاتِهِ، وَإِمَّا خَبَرٌ عَنْ إِكْرَامِ اللَّهِ لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ، فَهَذَا مِنْ فَضَائِلِ التَّوْحِيدِ وَثَمَرَاتِهِ، وَإِمَّا خَبَرٌ عَنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَمَا فُعِلَ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ النَّكَالِ، وَمَا يَحِلُّ بِهِمْ فِي الْعُقْبَى مِنَ الْعَذَابِ، فَهَذَا جَزَاءُ مَنْ خَرَجَ عَنْ حُكْمِ التَّوْحِيدِ.
عِبَادَ اللَّهِ: وَتَبْرُزُ أَهَمِّيَّةُ التَّوْحِيدِ وَفَضَائِلُهُ فِيمَا يَأْتِي:
التَّوْحِيدُ أَحَبُّ أَمْرٍ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- كَمَا أَنَّ الشِّرْكَ -الَّذِي يُنَاقِضُهُ- أَبْغَضُ أَمْرٍ إِلَيْهِ -سُبْحَانَهُ-، قَالَ -تَعَالَى-: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾.
ومنها: التَّوْحِيدُ أَفْضَلُ مَا نَطَقَ بِهِ النَّاطِقُونَ؛ فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ -عَلَيْهِمُ السَّلَامُ- يَتَعَبَّدُونَ اللَّهَ -تَعَالَى-، وَيَدْعُونَهُ بِأَفْضَلِ الدُّعَاءِ، وَخَيْرِ الدُّعَاءِ، وَأَحْسَنِهِ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

خطب منبرية

12 Nov, 18:07


وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ» رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وهو حديثٌ حسَنٌ، وَفِي لَفْظٍ: «خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وهو حديثٌ حَسَنٌ. 
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: التَّوْحِيدُ يُبْطِلُ كَيْدَ الشَّيْطَانِ، وَيَنْفِي سُلْطَانَهُ؛ قَالَ -تَعَالَى-: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ ؛ فَيَبْقَى سُلْطَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ، وَعَلَى مَنْ تَوَلَّاهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ عَدُوُّ اللَّهِ: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾؛ فَأَعْظَمُ أَمْرٍ يَظْفَرُ بِهِ الشَّيْطَانُ مِنَ ابْنِ آدَمَ أَنْ يُجَرِّدَهُ مِنَ التَّوْحِيدِ، وَيُلْقِي بِهِ فِي الشِّرْكِ.
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: التَّوْحِيدُ مَفْزَعُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَعْدَائِهِ، فَأَمَّا أَوْلِيَاؤُهُ فَيُنَجِّيهِمُ اللَّهُ بِالتَّوْحِيدِ مِنْ كُرُبَاتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَشَدَائِدِهَا؛ وَلِذَلِكَ فَزِعَ إِلَيْهِ يُونُسُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَنَجَّاهُ مِنْ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ، فَمَا دُفِعَتْ شَدَائِدُ الدُّنْيَا بِمِثْلِ التَّوْحِيدِ؛ وَلِذَلِكَ كَانَ دُعَاءُ الْكَرْبِ بِالتَّوْحِيدِ، وَدَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ قَالَ: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، وَالَّتِي مَا دَعَا بِهَا مَكْرُوبٌ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ كَرْبَهُ بِالتَّوْحِيدِ.
وَأَمَّا أَعْدَاؤُهُ فَيُنَجِّيهِمْ مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا وَشَدَائِدِهَا؛ كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾، فَلَا يُلْقِي فِي الْكُرَبِ الْعِظَامِ إِلَّا الشِّرْكُ، وَلَا يُنَجِّي مِنْهَا إِلَّا التَّوْحِيدُ.
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: لَا تَنْفَعُ الِاعْتِقَادَاتُ وَالْأَعْمَالُ وَالْأَقْوَالُ إِلَّا إِذَا أُسِّسَتْ عَلَى التَّوْحِيدِ: وَمَتَى فُقِدَ التَّوْحِيدُ حَبِطَ ثَوَابُ جَمِيعِ الطَّاعَاتِ، وَلَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا صَاحِبُهَا، قَالَ -تَعَالَى-: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، وَعَدَّدَ -سُبْحَانَهُ- جَمَاعَةً عَظِيمَةً مِنَ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ قَالَ: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: التَّوْحِيدُ يَجْلِبُ لِصَاحِبِهِ الْأَمْنَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَ -تَعَالَى-: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ، لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ: بِشِرْكٍ، أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: التَّوْحِيدُ أَعْظَمُ سَبَبٍ لِلِاسْتِخْلَافِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ، قَالَ -تَعَالَى-: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ .
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: التَّوْحِيدُ يُؤَلِّفُ بَيْنَ الْقُلُوبِ، وَعَلَيْهِ تَجْتَمِعُ الْكَلِمَةُ، فَالْمُسْلِمُونَ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ، أَفْرَدُوا اَللَّهَ -تَعَالَى- بِالْعُبُودِيَّةِ، وَلَمْ يُشْرِكُوا مَعَهُ سِوَاهُ، وَلَوْ أَشْرَكُوا لَوَقَعَ بَيْنَهُمُ التَّفَرُّقُ وَالشَّتَاتُ، الَّذِي حَذَّرَهُمْ مَعْبُودُهُمْ -سُبْحَانَهُ- مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ سِمَةٌ بَارِزَةٌ لِأَهْلِ الشِّرْكِ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾.

خطب منبرية

12 Nov, 18:07


أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. 
أَيُّهَا الْمُوَحِّدُونَ: وَمِنْ أَهَمِّيَّةِ التَّوْحِيدِ وَفَضَائِلِهِ: عِصْمَةُ الدِّمَاءِ وَالْأَمْوَالِ: فَلَا يُؤْخَذُ مَالُ الْمَرْءِ، وَلَا يُسْفَكُ دَمُهُ إِلَّا بِحَقٍّ شَرْعِيٍّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ؛ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَهُ: «مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ» ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: التَّوْحِيدُ أَعْظَمُ سَبَبٍ لِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ وَتَكْفِيرِهَا، قَالَ -تَعَالَى-: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾، فَمَنْ نُقِضَ تَوْحِيدُهُ، وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ؛ فَلَا يُغْفَرُ ذَنْبُهُ، وَلَا يُتَجَاوَزُ لَهُ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، وَأَمَّا الْمُوَحِّدُ فَذُنُوبُهُ يُرْجَى لَهَا الْمَغْفِرَةُ وَلَوْ بَلَغَتْ عَنَانَ السَّمَاءِ.
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "مِنْ أَسْبَابِ ‌الْمَغْفِرَةِ: ‌التَّوْحِيدُ، وَهُوَ السَّبَبُ الْأَعْظَمُ، فَمَنْ فَقَدَهُ فَقَدَ الْمَغْفِرَةَ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ فَقَدْ أَتَى بِأَعْظَمِ أَسْبَابِ الْمَغْفِرَةِ... فَمَنْ جَاءَ مَعَ التَّوْحِيدِ بِقُرَابِ الْأَرْضِ -وَهُوَ مِلْؤُهَا- أَوْ مَا يُقَارِبُ مِلْأَهَا خَطَايَا؛ لَقِيَهُ اللَّهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، لَكِنَّ هَذَا مَعَ مَشِيئَةِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَخَذَهُ بِذُنُوبِهِ، ثُمَّ كَانَ عَاقِبَتُهُ أَلَّا يُخَلَّدَ فِي النَّارِ، بَلْ يَخْرُجُ مِنْهَا، ثُمَّ يُدْخَلَ الْجَنَّةَ... ".
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: التَّوْحِيدُ أَعْظَمُ سَبَبٍ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، وَالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ، كَثِيرَةٌ هِيَ النُّصُوصُ الَّتِي تُفِيدُ أَنَّ الْمُوَحِّدَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، سَوَاءٌ كَانَ دُخُولُهُ دُخُولًا أَوَّلِيًّا، أَوْ يَدْخُلُهَا بَعْدَ مَا يَنَالُ قِسْطًا مِنَ الْعَذَابِ فِي النَّارِ عَلَى مَعَاصِيهِ، الَّتِي مَاتَ مُصِرًّا عَلَيْهَا، عَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ فَقَالَ: «مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، فَلَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ إِلَّا الْمُشْرِكُ؛ لِقَوْلِهِ -تَعَالَى-: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ .
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: التَّوْحِيدُ أَعْظَمُ سَبَبٍ لِنَيْلِ الشَّفَاعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: فَلَا تَقَعُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا إِذَا أَذِنَ اللَّهُ -تَعَالَى- لِلشَّافِعِ، وَرَضِيَ عَنِ الْمَشْفُوعِ فِيهِ، قَالَ -تَعَالَى-: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾، وَهَذَا لَا يَتَأَتَّى إِلَّا لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ، الَّذِينَ جَرَّدُوا التَّوْحِيدَ، وَخَلَّصُوهُ مِنْ شَوَائِبِ الشِّرْكِ، فَهُمُ الَّذِينَ ارْتَضَاهُمُ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ-، وَأَمَّا أَهْلُ الشِّرْكِ فَلَا يَرْضَاهُمْ، وَلَا يَرْضَى قَوْلَهُمْ، وَلَا يَأْذَنُ بِالشَّفَاعَةِ فِيهِمْ: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾.
وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ شَفَاعَتَهُ لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ، لَا يُشْرِكُهُمْ فِيهَا سِوَاهُمْ، وَإِنَّمَا يَخْتَصُّونَ بِهَا، كَمَا فِي قَوْلِهِ: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .

خطب منبرية

12 Nov, 18:04


#التوحيد #خطب_منبرية #يوم_الجمعة #الجمعة #خطب

خطبة بعنوان التوحيد أهميته وفضائله .

بعدة صيغ : -وورد - pdf- القراءة من الجوال - أفقي وأعمدة نصية-رابط اكتروني .


🟥 الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com
🟥 قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab

إحدى مجموعات الواتس
https://chat.whatsapp.com/HPw1AePG02o8RbGJkoZ4vc

وصلنا إلى ٢٠ مجموعة ولله الحمد .

خطب منبرية

08 Nov, 07:31


تم إضافة الخطب الثلاث للموقع الاكتروني

خطب منبرية

08 Nov, 07:31


https://kutabmnbr.com

خطب منبرية

07 Nov, 15:25


هذه خطب أرسلت للمجموعة (غير منسقة) .
موافقة للتعميم
(عمارة المساجد) .
نعيد إرسالها تعميما للفائدة .

خطب منبرية

06 Nov, 18:08


مَـكَـانَةُ الْـمَسْـجِدِ وَحُـرْمَـةُ التَّـعَـدِّي عَـلَيْهِ
خطبة الجمعة | 6 / 5 / 1446 هـ
الْخُطْبَةُ الْأُوْلَى
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، شَهِدَ لِعُمَّارِ الْمَسَاجِدِ بِالإِيْمَانِ وَاليَقِيْنِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيَكَ لَهُ، إِلَهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِيْنَ، وَقَيُّومُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضَيْنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الصَّادِقُ الأَمِيْنُ، وَالنَّاصِحُ الْمُبِينُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أمَّا بَعْدُ : أَيُّهَا النَّاسُ : فَأُوْصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَهِيَ خَيْرُ لِبَاسٍ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : الْمَسَاجِدُ هِيَ بُيُوتُ اللهِ، وَأَحَبُّ الْبِقَاعِ إِلَى اللهِ؛ أَضَافَهَا اللهُ إِلَى نَفْسِهِ إِضَافَةَ تَشْرِيفٍ وَتَكْريمٍ، وَحَثَّ عَلَى عِمَارَتِهَا لِمَا قَامَتْ عَلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ والْخَيْرِ الْعَمِيمِ، حَيْثُ بُنِيَتْ لِتَوْحِيدِ اللهِ وَعِبَادَتِهِ، وَأُقِيمَتْ دَعَائِمُهَا لِذِكْرِ اللهِ وَطَاعَتِهِ، قَالَ تَعَالَى: ‏﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدَاً﴾، وَقَالَ تَعَالَى:‏ ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۝ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ﴾.
فَالْمَسْجِدُ مَنْبَعُ التَّقْوَى وَالْإِيمَانِ، وَمَوْطِنُ التَّضَرُّعِ لِلدَّيَّانِ، مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ لَغْوٍ وَدَنَسٍ، وَمَحْفُوظٌ مِنْ كُلِّ شِرْكٍ وَرِجْسٍ.
شَعَّ فِيهِ نُورُ النُّبُوَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، وَالْتَأَمَ فِيهِ صُفُوفُ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ، فَهُوَ جَامِعَةُ الْمُسْلِمِينَ الْأُوْلَى، وَمُنْطَلَقُ النُّورِ وَالْهُدَى، وَلِهَذَا كَانَ أَوَّلُ عَمَلٍ للنَّبِيِّ ﷺ عِنْدَ هِجْرَتِهِ: تَحْدِيدَ مَسْجِدِهِ، قَبْلَ تَحْدِيْدِ بَيْتِهِ وَمَسْكَنِهِ !!.
الْمَسْجِدُ مُلْكُهُ مُشَاعٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَحَقُّهُ الْمَحَبَّةُ وَالْإِكْرَامُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
مَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالْمَسَاجِدِ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ أَحَبَّهَا للهِ فَحُبُّهُ دِينٌ وَعِبَادَةٌ، وَرِبْحٌ وَزِيَادَةٌ.
بِنَاءُ الْمَسْجِدِ غَنِيمَةٌ، وصِيَانَتُهُ عَنِ الْأَدْنَاسِ قُرْبَةٌ، وَتَنْظِيفُهُ طَاعَةٌ، وَتَطْيِيبُهُ عِبَادَةٌ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ: أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ - أَوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ - كَانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ [أَيْ يَكْنِسُهُ] فَمَاتَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ: «أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ - أَوْ قَالَ: قَبْرِهَا -»، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهِ. وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَحَكَّتْهَا، وَجَعَلَتْ مَكَانَهَا خَلُوقًا [أَيْ: طِيبًا]، فَقَالَ ﷺ: «مَا أَحْسَنَ هَذَا» رَوَاهُ النَّسَائِيُّ.
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ - رَحِمَهُ اللهُ -: (وَكَنْسُ الْمَسَاجِدِ وَإِزَالَةُ الْأَذَى عَنْهَا فِعْلٌ شَرِيفٌ، لَا يَأْنَفُ مِنْهُ مَنْ يَعْلَمُ آدَابَ الشَّرِيعَةِ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا بِيَدِهِ) انْتَهَى كَلَامُهُ.
فَاغْتَنِمُوا هَذِهِ الْغَنَائِمَ فِي عِمَارَةِ الْمَسَاجِدِ بِالصَّلَاةِ فِيهَا، وَتَنْظِيفِهَا، وَتَطْيِيْبِهَا، فَإِنَّهَا مِنْ دَلَائِلِ الْهِدَايَةِ والْفَلَاحِ، وَبَرَاهِينِ الْإِيْمَانِ وَالصَّلَاحِ، قَالَ تَعَالَى:‏ ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ .
أَقُوْلُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا.

خطب منبرية

06 Nov, 18:08


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، لاَ رَبَّ لَنَا سِوَاهُ، وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ومُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُ. أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تَقْوَاهُ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِنَّ وَاقِعَ كَثِيرٍ مِنَ الْمَسَاجِدِ الْيَوْمَ تَشْكُو حَالَهَا، وَتَبْكِي مَآلَهَا، لِقِلَّةِ وَعْي أَكْثَرِ أَهْلِهَا بِأَحْكَامِهَا وَآدَابِهَا، فَهَذَا يَرْتَادُهَا بِلِبَاسِ نَوْمِهِ، وَذَاكَ بِثَوْبِ حِرْفَتِهِ، وَآخرُ بِكَرِيهِ رَائِحَةِ فَمِهِ أَوْ دُخَّانِهِ، وَآخرُ بِسُوءِ قِيْلِهِ أَوْ فِعَالِهِ، كُلُّ هَذَا وَغَيْرُهُ يَدُلُّ عَلَى خَلَلٍ فِي التَّقْدِيرِ وَالْإِكْرَامِ لِبُيُوتِ الرَّحْمَنِ.
وَأَخْطَرُ مِنْ ذَلِكَ هُوَ: التَّعَدِّي عَلَى الْمَسَاجِدِ وَأَرَاضِيِهَا وَمَرَافِقِهَا بِاسْتِغْلَالِهَا لِغَيْرِ مَا خُصِّصَتْ لَهُ، لِأَنَّ أَرَاضِيَ الْمَسَاجِدِ تُعْتَبَرُ أَوْقَافًا، وَلَا يَجُوزُ شَرْعًا اسْتِخْدَامُهَا فِي غَيْرِ مَا خُصِّصَتْ لَهُ، كَمَا جَاءَ فِي الْفَتْوَى الصَّادِرَةِ مِنَ اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ لِلْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْإِفْتَاءِ فِي الْمَمْلَكَةِ، وَالَّتِي نَصَّتْ عَلَى: (أَنَّ مَا كَانَ دَاخِلَ أَسْوَارِ الْمَسَاجِدِ، سَوَاءٌ كَانَ مَسْقُوفًا أَوْ غَيْرَ مَسْقُوفٍ، وَأَسْطُحِهَا، وَمَنَارَاتِهَا، وَالسَّاحَاتِ الْمُهَيَّأَةِ لِلصَّلَاةِ بِجِوَارِهَا، لَا يَنْبَغِي اسْتِغْلَالُهَا فِي غَيْرِ الْعِبَادَةِ مِنْ صَلَاةٍ وَحَلَقَاتِ طَلَبِ عِلْمٍ أَوْ تَحْفِيظٍ لِلْقُرْآنِ).
فَإِحْدَاثُ أَيِّ إِنْشَاءَاتٍ عَلَى أَرَاضِي الْمَسَاجِدِ دُونَ مُوَافَقَةٍ مِنْ وِزَارَةِ الشُّؤُونِ الْإِسْلَامِيَّةِ، هُوَ مَنِ التَّعَدِّي عَلَى بُيُوتِ اللهِ، وَمَنِ الْفَسَادِ وَالْمُنْكَرَاتِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَعَاوَنُوا عَلَى مَنْعِهَا وَالْإِبْلَاغِ عَنْهَا.
وَكَذَلِكَ التَّعَدِّي عَلَى خَدَمَاتِ الْكَهْرَبَاءِ وَالْمِيَاهِ الْخَاصَّةِ بِالْمَسَاجِدِ مِنْ خِلَالِ اسْتِغْلَالِهَا لِغَيْرِ مَا خُصِّصَتْ لَهُ، حَيْثُ يُعْتَبَرُ ذَلِكَ اخْتِلَاسًا يَجِبُ مَنْعُهُ وَالْإِبْلَاَغُ عَنْهُ. وَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ: أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ، وَأَنْ يُحَافِظَ عَلَى جَمِيعِ الْمَرَافِقِ الْعَامَّةِ، لِيَتَسَنَّى لِجَمِيعِ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ الْاِسْتِفَادَةَ مِنْهَا.
عِبَادَ اللهِ : قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاهُ : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَأَتْبَاعِهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِينَ بِتَوْفِيقِكَ وَتَأْيِيدِكَ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ الْطُفْ بِإِخْوَانِنَا أَهْلِ السُّنَّةِ فِي فِلِسْطِينَ وَالسُّودَانِ وَلُبْنَانَ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ وَالْمَجُوسِ الظَّالِمِينَ، وَأَعْوَانِهِمْ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا طَبَقَاً سَحَّاً مُجَلِّلاً، عَامَّاً نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجَلاً غَيْرَ آجِلٍ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالرِّبَا، وَالزِّنَا، وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَنَ، وَسُوءَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، عَنْ بَلَدِنَا هَذَا خَاصَّةً وَسَائِرِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً.

خطب منبرية

06 Nov, 18:08


عِبَادَ اللهِ : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
قناة التيلغرام :
t.me/kutab
وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 17
https://chat.whatsapp.com/KCqcekH8djM3UBWAdPTdwE

جزى الله خيرا كاتب الخطبة .

خطب منبرية

06 Nov, 18:06


#خطبة_الجمعة #الجمعة #يوم_الجمعة #المسجد #مكانة_المسجد #خطب_منبرية

خطبة بعنوان مكانة المسجد وحرمة التعدي عليه .

موافقة للتعميم

بعدة صيغ : -وورد - pdf- القراءة من الجوال - أفقي وأعمدة نصية-رابط اكتروني .


🟥 الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com
🟥 قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab

إحدى مجموعات الواتس
https://chat.whatsapp.com/HPw1AePG02o8RbGJkoZ4vc

وصلنا إلى ٢٠ مجموعة ولله الحمد .

خطب منبرية

30 Oct, 18:56


شرورُ النفسِ
الخطبةُ الأولى
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعدُ: عبادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ تعالى، واعلمُوا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ الجهادِ أَنْ يُجاهِدَ الْمُؤْمِنُ نَفْسَهُ في ذاتِ اللهِ، وما ذاكَ إلا لأنَّ في النفسِ شُرُوراً كثيرةً تَحْتاجُ إلى مُجاهَدَةٍ، بل إنَّها مِنْ أعْدَى أعداءِ الإنسانِ.
مِنْ أَجْلِ ذلكَ كانَ الرَّسُولُ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يستعيذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ النَفْسِ وسيئاتِ الأعمالِ، فينبَغِي للمؤمنِ أنْ يَبْذُلَ أسبابَ السَّلامةِ مِنْ شَرِّ نَفْسِهِ، وسيئاتِ أعمالِه.
ومِنْ هذِهِ الأسبابِ كَثْرَةُ الاستعاذةِ مِنْ شُرُورِ النفْسِ، ومِمَّا وَرَدَ في ذلك قَوْلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيــِّي». فهذِهِ شُرورٌ خمسةٌ، حَثَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ على الإستعاذةِ منها، كُلُّها مُتَعَلِّقَةٌ بالنَّفْسِ.
أَوَّلُها: الاستعاذةُ بالله من شرِّ السَّمْعِ، أي ألْتَجئُ بِكَ وأَعْتَصِمُ بِجَنابِكَ مِنْ شَرِّ سمعِي حتى لا أسمَعَ ما تَكْرَهُه، وما لا يُرْضيك مِن الباطل كالشركِ والكفرِ والغيبةِ والنميمةِ والكذبِ والزورِ والبهتانِ والمعازِفِ، وَوَفِّقْنِي لِسَمَاعِ ما يُرْضيك مِن العِلْمِ النَّافِعِ والذِّكْرِ والنَّصيحةِ والمَوْعِظَةِ.
«ومن شَرِّ بَصَري»: حتَّى لا أَرَى ما لا تَرْضاه، من النَّظَرِ الحَرامِ، الذي يُفسِدُ القلبَ وَيُشْغِلُه، أو يوقِدُ نارَ الشَّهوةِ فيه، ومِنْ تَتَبُّعِ العَوْراتِ والتَدَخُّلِ فيما لا يَعْني، ومِن نَظَرِ السُّخْرِيَةِ والاحتِقارِ للآخَرين.
«ومن شرِّ لِسَاني»: حتَّى لا أَنْطِقَ بِما لا يُرْضِيك، ولا أُشْغِلَهُ إلا بِما يُقّرِّبُني إليكَ.
«ومن شرِّ قلبي»: أي احْفَظْهُ من الشُّبُهاتِ والنِّفَاقِ والعَقَائِدِ الباطِلةِ، والشهواتِ والحَسَدِ والبغضاءِ والكِبْرِ، وارْزُقْني قَلْباً مؤمِناً خاشِعاً سَلِيماً.
وأمَّا قولُه: «ومِنْ شَرِّ مَنِيــِّـي»: فالمرادُ به الفَرْجُ، أي أعوذُ بك من شرِّ فَرْجي، بأنْ أُوقِعَهُ في غيرِ مَحَلِّه مِن الزنا واللواطِ والاسْتِمْتاعِ الْمُحَرَّمِ، فإنَّ شهوةَ الفَرْجِ من أعظمِ ما ابْتُلِيَ به الإنسانُ وخاصَّةً في هذا الزمانِ، مع كَثْرَةِ دُعاةِ الفتنِ والفسادِ، وكَثْرَةِ دَواعِيه، وانتشارِها، وكَثْرَةِ وسائِلِها.
عبادَ اللهِ: حفظُ الفرجِ سَبَبٌ من أسبابِ إجابةِ الدعاءِ ،فعَنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه قالَ: قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هاجرَ إبراهيمُ عليه السلامُ بِسَارَةَ، فدخلَ بها قريةً فيها مَلِكٌ من الملوكِ – أو جبَّارٌ من الجبابرَةِ – فقيلَ: دخلَ إبراهيمُ بامرأةٍ هي من أحسَنِ النساءِ، فأرسلَ إليه: مَنْ هذه التي مَعَكَ؟، قالَ: أُخْتي، ثم رجَعَ إليها، فقالَ: لا تُكذِّبي حديثِي، فإنِّي أخبَرْتُهم أنَّك أختي، واللهِ ما على الأرضِ من مؤمنٍ غيري وغيرُك، فأُرسِلَ بها إليه فقامَ إليها، فقامَتْ تتوضَّأُ وتصلِّي فقالتْ: ((اللهُمَّ إنْ كنتُ آمنتُ بكَ وبرسولِك وأحصَنْتُ فرجِي إلا على زَوْجي فلا تُسَلِّطْ عليَّ الكافرَ، فغَطَّ حتى ركَضَ بِرِجْلِه)) ، أي ضاقَ نفَسُه وكادَ يَختنِقُ وسُمِع له غَطيطٌ، وهو تَردُّدُ النفَسِ صاعدًا إلى الحلْقِ حتَّى يَسمَعَه مَن حَولَه. «حتَّى رَكَضَ بِرِجْلِه»، أي: حتَّى حرَّكَ رِجلَه وضرَبَ بها على الأرضِ مِن شِدَّةِ ما يَجِدُ، وتكرَّرَ الأمرُ ثلاثَ مراتٍ، في كل مرَّةٍ تتوسَّلُ إلى اللهِ بإيمانِها وحِفْظِ فرجِها وفي كل مرَّة يدفعُ اللهُ عنها هذا الجبَّارَ، حتى قالَ: ((واللهِ ما أرسَلْتُم إليَّ إلا شيطانًا، أرْجِعُوها إلى إبراهيمَ وأعطُوهَا آجَرَ، (يعني هاجَرَ) ، رواه البخاريُّ . فانظُرْ كيفَ أجابَ اللهُ دعوتَها حينَ توسَّلَتْ إليه بالإيمانِ وحِفْظِ الفرجِ .
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَأسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.

خطب منبرية

30 Oct, 18:56


الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ، وَالعَاقِبةُ للمُتّقِينَ، وَلا عُدوانَ إِلا عَلَى الظَّالِمينَ، وَأَشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهدُ أَنَّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّمَ تَسلِيماً كَثِيراً، أما بعدُ: عبادَ اللهِ: إنَّ مَنْ أحبَّه اللهُ، حازَ على كُلِّ فضيلةٍ ومَصْلَحةٍ في الدينِ والدنيا، ويَكفي في ذلكَ ما أخبرَ اللهُ به في الحديثِ الذي يَرْوِيهِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عن رَبِّهِ تبارَكَ وتعالَى، أنَّ اللهَ لَمَّا ذَكَرَ عبدَهُ الْمَحْبُوب، قال: «فإذا أحْبَبْتُهُ كُنتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَه الذي يُبصِرُ به، ويَدَه التي يبطِشُ بها، وَرِجْلَه التي يمشِي بها، وإنْ سَأَلني لَاُعْطِيَنَّه، ولَئِن استعاذَني لأُعِيذَنَّه».
فَمَنْ أحبَّه اللهُ فازَ بهذا الفضلِ العظيمِ، والذي مِنْه حِفْظُ الجوارحِ واستعمالُها فيما يُرْضِي اللهَ، وليسَ كُلُّ أحَدٍ ينالُه، لِأنَّ محبةَ اللهِ لا تُنالُ إلا بأسبابِها، كما قالَ تعالَى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، وقالَ تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾.
عبادَ اللهِ : صلُّوا وسلِّموا على خيرِ خلقِ اللهِ؛ محمَّدٍ بنِ عبدِالله، اللهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمَّدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائِه الأربعةِ أبي بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ وعليٍّ، وعن آلِه الطيبين الطاهرين، وعن سائرِ صحابةِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وجُودِك وكرمِك يا أرحمَ الراحمين.
اللهُمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، اللهُمَّ انصُرْ دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهُمَّ احفظْ فلسطينَ وأهلَها من كلِّ سوءٍ ، اللهُمَّ نَجِّ المستضعفين من المؤمنين ، اللهُمَّ عليك باليهودِ فإنهم لا يعجِزونك ، اللهُمَّ عليك بهم ، اللهُمَّ عليك بهم . اللهُمَّ احفظ السودانَ ، اللهم جَنِّبْ أهلَ السودانِ الفتنَ والحروبَ ، اللهُمَّ أعدْ لهم الأمنَ والسلامَ يا ربَّ العالمينَ .
اللهُمَّ آمنَّا في أوطانِنا وأصلحْ أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، اللهُمَّ وفِّقْ وليَّ أمرِنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخذْ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، اللهُمَّ وفِّقْه ووليَّ العهدِ لما فيه صلاحُ البلادِ والعبادِ. اللهُمَّ إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك وتحوُّلِ عافيتِك وفُجاءةِ نقمتِك وجَميعِ سَخطِك، اللهُمَّ اغفِرْ ذنوبَنا واستُر عيوبَنا ويسِّر أمورَنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا .
اللهُمَّ اجعلْ خيرَ أعمالِنا خواتِمَها، اللهُمَّ اختمْ بالصالحاتِ أعمالَنا ، اللهُمَّ تقبَّلْ منا ، اللهُمَّ تقبَّل منا ، اللهُمَّ تقبَّل منَّا. سبحانَ ربِّك ربِّ العزَّةِ عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ .

انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
قناة التيلغرام :
t.me/kutab
وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 17
https://chat.whatsapp.com/KCqcekH8djM3UBWAdPTdwE

جزى الله خيرا كاتب الخطبة .

خطب منبرية

30 Oct, 18:55


رابط خطبة شرور النفس من الموقع الاكتروني

https://kutabmnbr.com/kutab/%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3/

خطب منبرية

23 Oct, 19:16


كُلُّ الْحَوَادِثِ مَبْدَاهَا مِنَ النَّظَــــرِ        وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّــرَرِ
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ غَضَّ الْبَصَرِ يُورِثُ نُورًا فِي الْقَلْبِ، وَانْشِرَاحًا فِي الصَّدْرِ، وَسَعَادَةً فِي النَّفْسِ؛ قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ الْقَيِّمِ عَنْ فَوَائِدِ غَضِّ الْبَصَرِ: (يُكْسِبُ الْقَلْبَ نُورًا، كَمَا أَنَّ إِطْلَاقَهُ يُلْبِسُهُ ظُلْمَةً)؛ وَلِهَذَا ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ آيَةَ النُّورِ عُقَيْبَ الْأَمْرِ بِغَضِّ الْبَصَرِ، فَقَالَ: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ [النُّورِ:30]. ثُمَّ قَالَ إِثْرَ ذَلِكَ: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾ [النُّورِ:35]. فَعَلَى قَدْرِ مَا غَضَّ الْعَبْدُ بَصَرَهُ عَنِ الْحَرَامِ بِقَدْرِ مَا نَالَ مِنْ أَشِعَّةِ النُّورِ وَالْبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ.
وَمِمَّا يُورِثُهُ غَضُّ الْبَصَرِ قُوَّةُ الْقَلْبِ وَثَبَاتُهُ وَشَجَاعَتُهُ، فَيَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ سُلْطَانَ الْبَصِيرَةِ مَعَ سُلْطَانِ الْحُجَّةِ كَمَا قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ-: وَمِمَّا يُورِثُهُ غَضُّ الْبَصَرِ: (الْحِكْمَةُ وَالْهِدَايَةُ وَالْفِطْنَةُ وَالْفِرَاسَةُ)، قَالَ الْكَرْمَانِيُّ: (مَنْ عَمُرَ ظَاهِرُهُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ، وَبَاطِنُهُ بِدَوَامِ الْمُرَاقَبَةِ، وَغَضَّ بَصَرَهُ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَكَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَأَكَلَ الْحَلَالَ لَمْ تُخْطِىءْ لَهُ فِرَاسَةٌ). 
وَمِمَّا يُورِثُهُ غَضُّ الْبَصَرِ رَاحَةُ النَّفْسِ وَطُمَأْنِينَةُ الْقَلْبِ، فَالَّذِي يُطْلِقُ بَصَرَهُ قَدْ أَتْعَبَ جَوَارِحَهُ، وَأَرْهَقَ كَوَاهِلَهُ، وَأَشْغَلَ بَاطِنَهُ، وَشَوَّشَ خَاطِرَهُ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ، وَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَفَضِّلِ عَلَى عِبَادِهِ بِالسَّتْرِ، يَمْحُو عَنِ التَّائِبِينَ الذَّنْبَ وَالْوِزْرَ، وَيُجَنِّبُهُمْ سَبِيلَ الْإِثْمِ وَالْإِصْرِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ جَاءَ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبُدَهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. 
أَمَّا بَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُوَفَّقَ مَنْ يَتَضَرَّعُ إِلَى رَبِّهِ وَمَوْلَاهُ: بَأَنْ يَحْفَظَ عَلَيْهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَقَلْبَهُ عَنِ الْحَرَامِ؛ فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ قَالُوا: مَهْ مَهْ، فَقَالَ: ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، قَالَ فَجَلَسَ. قَالَ: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟؛ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ» فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وهو حديثٌ صحيحٌ.
إِخْوَةَ الْإِيمَانِ: وَمِمَّا يُعِينُ عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ إِخْلَاَصُ الْعِبَادَةِ لِلرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا، وَبِذَلِكَ حَفِظَ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامَ؛ ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف:24].

خطب منبرية

23 Oct, 19:16


وَمِمَّا يُعِينُ عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ دَوَامُ الْمُرَاقَبَةِ وَاسْتِشْعَارُ الْمُشَاهَدَةِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر:19]. 
وَمِمَّا يُعِينُ عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ أَنْ يُجَاهِدَ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ حَتَّى يُدْرِكَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ وَلَذَّتَهُ، وَالَّتِي هِيَ أَطْيَبُ وَأَحْلَى مِمَّا تَرَكَهُ لِلَّهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]. 
وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَيَظْفَرْ بِرِضَا سَيِّدِهِ وَمَوْلَاهُ.
وَمِمَّا يُعِينُ عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ أَنْ يَبْتَعِدَ الْمَرْءُ عَنْ أَمَاكِنِ الْفِتْنَةِ وَمَوَاطِنِ الشُّبْهَةِ، لَا سِيَّمَا مَعَ هَذِهِ التَّطْبِيقَاتِ الَّتِي طَارَتْ مَعَهَا أَلْبَابُ الرِّجَالِ وَتَضَاءَلَتْ مِنْ وَهَجِهَا حِشْمَةُ النِّسَاءِ، فَلَا بُدَّ عَلَى الْعَاقِلِ الْحَصِيفِ أَنْ يَكُونَ حَازِمًا مَعَ نَفْسِهِ حَتَّى لَا تَرِدَ مَوَاطِنَ الْهَلَاكِ؛ فَالْقُلُوبُ ضَعِيفَةٌ وَالْفِتَنُ خَطَّافَةٌ.
عبادَ اللهِ : صلُّوا وسلِّموا على خيرِ خلقِ اللهِ؛ محمَّدٍ بنِ عبدِالله، اللهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمَّدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائِه الأربعةِ أبي بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ وعليٍّ، وعن آلِه الطيبين الطاهرين، وعن سائرِ صحابةِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وجُودِك وكرمِك يا أرحمَ الراحمين.
اللهُمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، اللهُمَّ انصُرْ دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهُمَّ احفظْ فلسطينَ وأهلَها من كلِّ سوءٍ ، اللهُمَّ نَجِّ المستضعفين من المؤمنين ، اللهُمَّ عليك باليهودِ فإنهم لا يعجِزونك ، اللهُمَّ عليك بهم ، اللهُمَّ عليك بهم . اللهُمَّ احفظ السودانَ ، اللهم جَنِّبْ أهلَ السودانِ الفتنَ والحروبَ ، اللهُمَّ أعدْ لهم الأمنَ والسلامَ يا ربَّ العالمينَ .
اللهُمَّ آمنَّا في أوطانِنا وأصلحْ أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، اللهُمَّ وفِّقْ وليَّ أمرِنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخذْ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، اللهُمَّ وفِّقْه ووليَّ العهدِ لما فيه صلاحُ البلادِ والعبادِ. اللهُمَّ إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك وتحوُّلِ عافيتِك وفُجاءةِ نقمتِك وجَميعِ سَخطِك، اللهُمَّ اغفِرْ ذنوبَنا واستُر عيوبَنا ويسِّر أمورَنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا .
اللهُمَّ اجعلْ خيرَ أعمالِنا خواتِمَها، اللهُمَّ اختمْ بالصالحاتِ أعمالَنا ، اللهُمَّ تقبَّلْ منا ، اللهُمَّ تقبَّل منا ، اللهُمَّ تقبَّل منَّا. سبحانَ ربِّك ربِّ العزَّةِ عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ .

انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
قناة التيلغرام :
t.me/kutab
وصلنا ولله الحمد إلى 20  مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 17
https://chat.whatsapp.com/KCqcekH8djM3UBWAdPTdwE

جزى الله خيرا كاتب الخطبة .

خطب منبرية

23 Oct, 19:16


غَضُّ الْبَصَرِ
الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ: نِعْمَةٌ كَبِيرَةٌ امْتَنَّ اللَّهُ بِهَا عَلَيْنَا، وَمِنْحَةٌ جَلِيلَةٌ وَهَبَهَا الْمَوْلَى لَنَا، إِنَّهَا نِعْمَةُ الْبَصَرِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾، وَقَالَ تَعَالَى فِي مَعْرِضِ تَذْكِيرِ الْعَبْدِ بِنِعَمِهِ عَلَيْهِ: ﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ﴾؛ وَلِذَا عَظُمَ ثَوَابُ مَنِ ابْتُلِيَ بِالْعَمَى فَصَبَرَ، وَاحْتَسَبَ الْأَجْرَ فِي ذَلِكَ وَاصْطَبَرَ؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ»  يُرِيدُ: عَيْنَيْهِ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: (وَالْمُرَادُ بِالْحَبِيبَتَيْنِ: الْمَحْبُوبَتَانِ؛ لِأَنَّهُمَا أَحَبُّ أَعْضَاءِ الْإِنْسَانِ إِلَيْهِ، لِمَا يَحْصُلُ لَهُ بِفَقْدِهِمَا مِنَ الْأَسَفِ عَلَى فَوَاتِ رُؤْيَةِ مَا يُرِيدُ رُؤْيَتَهُ مِنْ خَيْرٍ فَيُسَرُّ بِهِ، أَوْ شَرٍّ فَيَجْتَنِبُهُ).
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: لَـمَّا كَانَ الْبَصَرُ يَنْفُذُ بِأَثَرِهِ إِلَى الْقَلْبِ، وَيُؤَثِّرُ فِي صَفَاءِ الْمُهْجَةِ وَالْفُؤَادِ؛ جَاءَ الشَّرْعُ بِالْحَثِّ عَلَى غَضِّهِ عَنِ الْحَرَامِ، وَالْحَزْمِ فِي إِحْكَامِهِ وَضَبْطِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النور:30].
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: (هَذَا أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ عَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ، فَلَا يَنْظُرُوا إِلَّا إِلَى مَا أَبَاحَ لَهُمُ النَّظَرَ إِلَيْهِ، وَأَنْ يَغُضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَنِ الْمَحَارِمِ، فَإِنِ اتَّفَقَ أَنْ وَقَعَ الْبَصَرُ عَلَى مُحَرَّمٍ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ فَلْيَصْرِفْ بَصَرَهُ عَنْهُ سَرِيعًا).
أَيُّهَا الْمُؤمنون: إِنَّ غَضَّ الْبَصَرِ يَتَأَكَّدُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَزْمَانِ، وَمَعَ هَذِهِ الْآلَاتِ الَّتِي سَهُلَتْ فِيهَا سُبُلُ النَّظَرِ الْحَرَامِ، حَتَّى بَاتَ أَمْرًا عَزِيزًا وَمَطْلَبًا جَسِيمًا، تَجْلِسُ وَحِيدًا فِي غُرْفَتِكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ هَاتِفُكَ، أَوْ تُطِلُّ بِنَظَرِكَ عَلَى الشَّارِعِ مِنْ شُرْفَتِكَ، فَتَرَى عَوْرَةً مِنَ الْعَوْرَاتِ وَلَا يَرَاكَ إِلَّا رَبُّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، هُنَا يَتَبَيَّنُ مَحَكُّ الْإِيمَانِ وَمَرْتَبَتُكَ عِنْدَ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ؛ فَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي». وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «يَا عَلِيُّ، لَا تُتْبِـعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وهو حديثٌ حَسَنٌ.

خطب منبرية

23 Oct, 19:06


#خطبة #الجمعة #يوم_الجمعة #خطب_منبرية #غض_البصر #خطبة_الجمعة

خطبة بعنوان غض البصر .

بعدة صيغ : -وورد - pdf- القراءة من الجوال - أفقي وأعمدة نصية-رابط اكتروني .


🟥 الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com
🟥 قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab

إحدى مجموعات الواتس
https://chat.whatsapp.com/HPw1AePG02o8RbGJkoZ4vc

وصلنا إلى ٢٠ مجموعة ولله الحمد .

خطب منبرية

16 Oct, 16:57


كَبِيرَةٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الْجُهْدَ يُعَدُّ دَلِيلًا وَاضِحًا عَلَى حِرْصِ وُلَاةِ أَمْرِنَا عَلَيْنَا؛ فَجَزَاهُمُ اللهُ عَنَّا خَيْرَ الْجَزَاءِ وَأَوْفَاهُ، وَبَارَكَ فِي أَعْمَالِهِمْ وَأَعْمَارِهِمْ.))
وأمَّا الفَراغُ فَهُوَ خُلُوُّ البَدَنِ مِنْ الْمَشاغِلِ، وَخُلُوُّ الذِّهْنِ مِن الشَّواغِلِ والـهُمُومِ والغُمُومِ. فَإِنَّ العَبْدَ قَدْ يَكُونُ صَحِيحًا سَلِيمًا، لَكِنَّه مَشْغُولٌ عَن القِيامِ بِمَصالِحِهِ، وَقَدْ يَكُونُ فارِغًا، لَكِنَّه مَرِيضٌ أَوْ ضَعِيفٌ. ثُمَّ إِنَّه قَدْ يَكُونُ صَحِيحًا سَلِيمًا فارِغًا مِن الأعمالِ التي تُشْغِلُه وَتُلْهِيه، لَكِنَّهُ مَشْغُولُ الذِّهْنِ، مَهْمُومٌ مَحْزُونٌ كَثِيرُ التَّفْكِيرِ، شارِدُ الذِّهْنِ بِسَبَبِ مُصِيبَةٍ تَحِلُّ بِهِ، أَوْ وَساوِسَ واكْتِئَابَاتٍ تُعِيقُهُ عَن الجِدِّ والاجْتِهادِ واسْتِغْلالِ الصِّحَّةِ والفَراغِ فِيما يَنْفَعُ، ولِذلكَ تَجِدُونَ الشَّخْصَ الْمَهْمُومَ أَوْ الْمُبْتَلَى بِدَيْنٍ أَوْ حَسَدٍ وَحِقْدٍ أَوْ عِشْقٍ وَغَرامٍ، أَقَلَّ الناسِ اسْتِفادَةً مِنْ أَوْقاتِهِمْ، وَأَكْسَلَ الناسِ عَنْ الحِفْظِ والتِّلاوَةِ والتَزَوُّدِ مِن العِلْمِ، وَأَفْشَلَ الطُّلَّابِ في الدِّراسَةِ، وَلِذلكَ كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ كانَ كثيرًا ما يَقُولُ: «الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ والبُخْلِ والجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجالِ». وإذا كانَ مَنْ لَمْ يَسْتَغِلَّ صِحَّتَهُ وَفَراغَهُ فِيما يَنْفَعُهُ في دِينِهِ وَدُنْياهُ مَغْبُونًا، فَكَيْفَ بِمَنْ يَسْتَغِلُّ فَراغَه وَطاقَتَه بِالاْسْتِخْدامِ الْمُفْرِطِ لِلْجَوَّالِ وشَبَكَاتِ وَمَواقِعِ التَّواصُلِ، ومَا تُورِثُهُ مِن غَفْلَةٍ وقَسْوَةٍ وإِدْمانٍ، واضْطِرابٍ نَفْسِيٍّ، وتَضْيِيعٍ لِلْمَصالِحِ، وَتَباعُدٍ وتَجافِي بَيْنَ الجُلَساءِ وأَفْرادِ الأُسْرَةِ، وتَدْمِيرٍ لِسُلُوكِيَّاتِ وَعَقائِدِ كَثِيرٍ مِنْ الأَجْيالِ ؟ .
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَأسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية
الْحَمدُ للهِ الْواحدِ الأحدِ الصمدِ، الذّي لَمْ يَلدْ وَلَمْ يُولدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، فَاطرِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، جَاعِلِ الْمَلائكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحةٍ مَثْنَى وَثلاثٍ وَرُباعٍ، يَزِيدُ فِي الْخَلِقِ مَا يَشَاءُ، إنّ اللهَ على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، مَا يَفْتَحِ اللهُ للنِّاسِ مِنْ رَحمةٍ فَلا مُمسكَ لها، وَمَا يُمسكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسلِيماً كَثِيراً.
أمّا بعدُ: فيا عِبادَ اللهِ: إِنَّ البُعْدَ عَنْ طاعَةِ اللهِ، والوُقُوعَ في الْمَعاصِي، مِنْ أَكْبَرِ أسبابِ أَمْراضِ القُلُوبِ وانْشِغالِها، يَقُولُ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: «إذا أَذْنَبَ العَبْدُ نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْداءُ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ واسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زِيدَ فِيها، حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الذي قالَ اللهُ تَعالَى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾» رواه الترمذيُّ وهو حديثٌ صحيحٌ ، فَالْمَعاصِي تُورِثُ فِي القَلْبِ ظُلْمَةً وَهَمًّا وَغَمًّا وَقَلَقًا واكْتِئَابًا. وَالْمَعاصِي ووَحْشَةً عَنْ كُلِّ خَيْرٍ. وَأَعْظَمُها وَأَشَدُّها وحْشَةً وَحْشَةٌ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّهِ، تَجْعَلُهُ لا يَتَلَذَّذُ بِطاعَةِ اللهِ، فَلَا يَتَلَذَّذُ بالصَّلاةِ التي هِيَ راحَةُ القَلْبِ وانْشِراحُهُ. بَلْ هِيَ أَثْقَلُ شَيْءٍ عَلَى الْمُنافِقِينَ والعُصاةِ. وَهذه الوحشَةُ أيضاً التي تُوْرِثُها المعاصِي؛ تَجْعَلُهُ هاجِرًا لِذِكْرِ اللهِ، وهاجِرًا لِتلَاوَةِ القُرآنِ، مُقِلًّا مِن الدُّعاءِ والتَضَرُّعِ إلى اللهِ، والاطِّراحِ بَيْنَ يَدَيْهِ، تَجْعَلُهُ يَنْفِرُ عَنْ أَهْلِ الطاعَةِ، وَمَجالِسِ الذِّكْرِ والعلم.
فَاتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ وَراقِبُوا أَنْفُسَكُمْ وحاسِبُوها، وَاحْرِصُوا عَلَى تَزْكِيَتِها بِالعِلْمِ النافِعِ والعَمَلِ الصالِحِ. وتَذَكَّرُوا الغَايَةَ التي مِنْ أَجْلِها خُلِقْتُمْ، ولا تَغْفَلُوا عَنْها.

خطب منبرية

16 Oct, 16:57


نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثيرٌ مِن الناسِ
(وتتضمن أهمية أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية ، وقد جعل بين قوسين وتحته خط ليسهل تجاوزه لمن لا يشمله التعميم)
الخطبة الأولى
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد: عِبادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ تَعالَى واشْكُرُوه عَلَى نِعَمِهِ، فَإِنَّ نِعَمَ اللهِ تَعالَى عَلَى عِبادِهِ كَثِيرَةٌ، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ هذِه النِعَمِ ما ثَبَتَ عَن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِن الناسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ»، وَلَا يَعْنِي ذلكَ أَنَّ هاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ أَفْضَلُ النِّعَمِ، فَإِنَّ أَفْضَلَ النِّعَمِ عَلَى الإطْلاقِ نِعْمَةُ الإسلامِ التي جَعَلَهَا اللهُ تَعالَى سَبَبًا لِرضَاه والفَوْزِ بِجَنَّتِهِ. وَإِنَّمَا الْمُرادُ بَيانُ عِظَمِ شَأْنِ هاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ.
فَأَخْبَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنَّه: «مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِن الناسِ»، أيْ: فِي حَقِّ مَنْ لَمْ يَسْتَغِلَّ هاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ، فَهُوَ فِي غَبْنٍ وخَسَارَةٍ، كالتَّاجِرِ الذي يَمْلِكُ سِلْعَةً ثَمِينَةً، ثُمَّ يَبِيعُها بِثَمَنٍ بَخْسٍ، فَإِنَّه يَشْعُرُ بِالغَبْنِ، وهَكَذَا مَنْ فَرَّطَ فِي هاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ، وَيَظْهَرُ ذلك جَلِيًّا عِنْدَ الْمَوْتِ، قالَ تعالَى: ﴿حَتّى إذا جاءَ أحَدَهُمُ المَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أعْمَلُ صالِحًا فِيما تَرَكْتُ﴾، يَتَذَكَّرُ ما كان فِيهِ مِنْ مُهْلَةٍ وَفُسْحَةٍ فِي حَياتِهِ قَبْلَ الْمَوْتِ، فَيَنْدَمُ وَيَتَمَنَّى الرُّجُوعَ. وكذلك تَزْدادُ هذِه الحَسْرَةُ والنَّدامَةُ يَوْمَ القِيامَةِ، كما قالَ تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾.
والصِّحَّةُ هِيَ مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ الإنسانُ مِن سَلامَةٍ في عَقْلِهِ وَقُوَّةٍ في بَدَنِهِ وَسَمْعِهِ وبَصَرِهِ. وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يُكثِرُ أَنْ يَقُولَ: «وَمَتِّعْنَا بِأَسَماعِنَا وأَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما أَحْيَيْتَنا، واجْعَلْه الوارِثَ مِنَّا»، لِأَنَّ ذلكَ مِنْ حَسَنَةِ الدنيا التي يَهَبُها اللهُ تعالَى لِعَبْدِه، ولِأَنَّ العَبْدَ لا يَتَمَكَّنُ مِنْ القِيامِ بِمَصالِحِهِ الدِّينِيَّةِ والدُّنْيَوِيَّةِ كَمَا يَنْبَغِي إلّا إذا كان سَلِيمًا مُعافَى، فَيَنْبَغِي لِلْمُؤمِنِ القَوِيِّ السَّلِيمِ الْمُعافَى أَنْ يَشْكُرَ نَعْمَةَ اللهِ فَيَسْتَغِلَّ صِحَّتَه وَقُوَّتَه ونَشاطَه فِيما يُقَرِّبُهُ إلى اللهِ، وَمَنْ أرادَ مَعْرِفَةَ قَدْرِ هذِه النِّعْمَةِ فَلْيَزُرْ الْمَرْضَى والعاجِزِينَ عَنْ القِيامِ بِمَصالِحِهِمْ، فَهُمْ أعْرَفُ الناسِ بِذلك.
((أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: اعْتَنَى الْإِسْلَامُ بِصِحَّةِ الْأَبْدَانِ: فَشَرَعَ التَّدَاوِيَ وَالْعِلَاجَ، وَأَكَّدَ أَنَّهُ لَا يُنَافِي التَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ؛ فَقَدْ جَاءَ الْأَعْرَابُ إِلى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَتَدَاوَى؟ فَقَالَ : «تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ: الْهَرَمُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. وَمِنَ التَّدَاوِي الْمُبَاحِ أَخْذُ اللِّقَاحِ الْمُنَاسِبِ الَّذي يَقِيْ -بِإِذْنِ اللهِ- مِنَ الْإِصَابَةِ بِبَعْضِ الْأَمْرَاضِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا تُقَدِّمُهُ وَزَارَةُ الصِّحَّةِ فِي بِلَادِنَا مِنْ حَمَلَاتٍ تَوْعَوِيَّةٍ لِلْوِقَايَةِ مِنْ بَعْضِ الْأَمْرَاضِ، كَمَرَضِ الإِنْفُلُوَنْزَا الْمُوْسِمِيَّةِ. وَتَهْدِفُ هَذِهِ الْحَمَلَاتُ إِلَى إِبْرَازِ أَهَمِّيَّةِ أَخْذِ اللِّقَاحِ كَوَسِيلَةٍ فَعَّالَةٍ لِلْوِقَايَةِ مِنَ الْإِصَابَةِ بِالْمَرَضِ، وَتَخْفِيفِ حِدَّةِ الْأَعْرَاضِ لَدَى مُخْتَلَفِ فِئَاتِ الْمُجْتَمَعِ -بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى-، وَخَاصَّةً عَلَى الْفِئَاتِ الْأَشَدِّ عُرْضَةً لِلْخَطَرِ كَكِبَارِ السِّنِّ، وَذَلِكَ حَسَبَ مَا تُشِيرُ إِلَيْهِ الدِّرَاسَاتُ الْحَدِيثَةُ بِأَنَّهُمْ أَكْثَرُ عُرْضَةً لاِلْتِهَابَاتِ الرِّئَةِ الْحَادَّةِ، وَالنَّوْبَاتِ الْقَلْبِيَّةِ، وَالسَّكْتَاتِ الدِّمَاغِيَّةِ، وَأَنَّ تَلَقِّيَ اللِّقَاحِ يُسَاهِمُ بِمَشِيئَةِ اللهِ فِي الْحَدِّ مِنْ هَذِهِ الْمُضَاعَفَاتِ بِنِسْبَةٍ

خطب منبرية

16 Oct, 16:57


عِبَادَ اللهِ : قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاهُ : ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَأَتْبَاعِهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِينَ بِتَوْفِيقِكَ وَتَأْيِيدِكَ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ الْطُفْ بِإِخْوَانِنَا أَهْلِ السُّنَّةِ فِي فِلِسْطِينَ وَالسُّودَانِ وَلُبْنَانَ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ وَالْمَجُوسِ الظَّالِمِينَ، وَأَعْوَانِهِمْ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالرِّبَا، وَالزِّنَا، وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَنَ، وَسُوءَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، عَنْ بَلَدِنَا هَذَا خَاصَّةً وَسَائِرِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً.
عِبَادَ اللهِ : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۝ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾، فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ ، وَالله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
جزى الله خيرا من شارك في كتابتها
◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 17
https://chat.whatsapp.com/IjHoqRhJJtbLFYw2XqdmQo

خطب منبرية

16 Oct, 16:54


#يوم_الجمعة #خطب_منبرية #الجمعة #الصحة #اللقاح #لقاح_الانفبونزا

خطبة بعنوان نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس .
وتتضمن أهمية أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية ، وقد جعل بين قوسين وتحته خط ليسهل تجاوزه لمن لا يشمله التعميم) .

بعدة صيغ : -وورد - pdf- القراءة من الجوال - أفقي وأعمدة نصية-رابط اكتروني .


🟥 الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com
🟥 قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab

إحدى مجموعات الواتس
https://chat.whatsapp.com/HPw1AePG02o8RbGJkoZ4vc

وصلنا إلى ٢٠ مجموعة ولله الحمد .

خطب منبرية

08 Oct, 13:35


رابط خطبة حقوق كبار السن في الإسلام

https://kutabmnbr.com/kutab/%d8%ad%d9%8f%d9%80%d9%82%d9%8f%d9%80%d9%88%d9%82%d9%8f-%d9%83%d9%90%d9%80%d8%a8%d9%8e%d9%80%d8%a7%d8%b1%d9%90-%d8%a7%d9%84%d9%92%d9%80%d8%b3%d9%90%d9%91%d9%80%d9%86%d9%90%d9%91-%d9%81%d9%90%d9%8a/

خطب منبرية

08 Oct, 13:00


سِنًّا لِيَدُلَّ عَلَى الْأَدَبِ الرَّفِيعِ فِي نَفْسِكَ .
وَيَا مَعَاشِرَ الْكِبَارِ سِنًّا وَقَدْرًا ؛ يَرْحَمُ اللهُ ضَعْفَكُمْ ، وَيَجْبُرُ كَسْرَكُمْ ، أَنْتُمْ كِبَارٌ  فِي نُفُوسِنَا ، وَكِبَارٌ فِي عُيُونِنَا ، كِبَارٌ بِعَظِيمِ فَضْلِكُمْ -بَعْدَ اللهِ- عَلَيْنَا ، فَأَنْتُمُ الَّذِينَ رَبَّيْتُمْ وَعَلَّمْتُمْ ، وَبَنَيْتُمْ ، وَقَدَّمْتُمْ وَضَحَّيْتُمْ.
لَئِنْ نَسِيَ الْقَوْمُ فَضْلَكُمْ فَإِنَّ اللهَ لَا يَنْسَى ، وَلَئِنْ جَحَدُوا مَعْرُوفَكُمْ فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ لَا يَذْهَبُ وَلَا يَبْلَى ، وَلَئِنْ طَالَ الْعَهْدُ عَلَى مَا قَدَّمْتُمُوهُ مِنْ خَيْرٍ وَتَضْحِيَةٍ فَإِنَّ الْخَيْرَ يَدُومُ وَيَبْقَى ، ثُمَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ، وَعِنْدَهُ الْجَزَاءُ الْأَوْفَى ، ‏﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ .
الْلَّهُمَّ احْفَظْ كِبَارَنَا وَاجْزِهِمْ عَنَّا خَيْرَ الْجَزَاءِ وَأَوْفَاهُ ، وَوَفِّقْ لِلْخَيْرِ صِغَارَنَا وَأَصْلِحْ شَأْنَهُمْ ، وَوَفِّقْهُمْ لِكُلِّ مَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ وكَفَى ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُولِهِ المُصْطَفَى ، وعَلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن سَارَ عَلى نَهْجِهِ واقْتَفَى ، أمَّا بَعْدُ : فاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، حُقُوقُ كِبَارِ السِّنِّ لَهَا صُوَرٌ عِدَّةٌ ، فَمِنْ ذَلِكَ بَدْؤُهُ بِالْسَّلَامِ ، وَتَقْدِيْمُهُ فِي الْمَجْلِسِ وَفِي الْكَلَاَمِ ، وَمُنَادَاتُهُ بِأَلْطَفِ خِطَابٍ وَأَجْمَلِ كَلَاَمٍ ، وَالدُّعَاءُ لَهُ بِطُوْلِ الْعُمُرِ عَلَى طَاعَةِ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ ، وَالتَّمَتُّعِ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ عَلَى الدَّوَامِ ، وَتَوْفِيرُ حَاجَاتِهِ مِنْ مَلْبَسٍ وَدَوَاءٍ وَمَسْكَنٍ وَطَعَامٍ .
وَمِنْ حَقِّ الْمُسِنِّ تَوْعِيَتُهُ بِمَا يَحْفَظُ صِحَّتَهُ الْجَسَدِيَّةَ ، وَتَعْرِيفُهُ بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيهَا فِي عِبَادَتِهِ وَأَحْوالِه .
وَمِنْ حَقِّ الْمُسِنِّ أَنْ تَكُونَ أُسَرُهُمْ هِيَ الْمَكَانُ الْأَسَاسِيُّ الَّذِي يَعِيشُونَ فِيه ، لِيَسْتَمْتِعُوا بِالْحَيَاةِ الْعَائِلَيَّةِ ، ولِيَبَرَّهُمْ أَوْلاَدُهُمْ وَأَحْفادُهُمْ .
ثُم لِيُعْلَمْ أَنَّ حَقَّ الْكَبِيرِ يَعَظُمُ مِنْ جِهَةِ مَا يَتَنَاوَلُهُ ، فَإِذَا كَانَ ذَا رَحِمٍ فَلَهُ مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ حَقُّ الْرَّحِمِ ، وَإِذَا كَانَ جَارًا فَلَهُ مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ حَقُّ الْجِوَارِ ، وَإِذَا كَانَ مُسْلِمًا فَلَهُ مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ حَقُّ الْإِسْلامِ ، وَإِذَا كَانَ غَيْرَ مُسْلِمٍ فَلَهُ حَقُّ كِبَرِ سِنِّهِ وَحَقُّ الْعَهْدِ إِنْ كَانَ بِبِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِذَا كَانَ الْكَبِيرُ مِنَ الْوَالِدَينِ فَالْحَقُّ أَعْظَمُ ، قَالَ تَعَالَى : ‏﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ❍ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ .
عِبَادَ اللهِ ، قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاه : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم.

خطب منبرية

08 Oct, 13:00


رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَأَهْلِنَا وَمَالِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وليَّ أمرِنا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُ الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ.
اللهم اشفِ وليَّ أمرِنا، وأَلْبِسْه لباسَ الصِّحَةِ والعافِيَةِ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، اللهم احفظْ أخْوَتَنا في فلسطينَ وفي السودانِ وفي عمومِ بلادِ المسلمين ، اللهُمَّ أَعِذْنا من الحروبِ والفِتَنِ والرزايا ، اللهُمَّ أَنْعِمْ علينا بنعمَةِ التَّمَسُّكِ بشرعِك وأنعِمْ علينا بتوحيدِك ومتابَعَةِ سُنَّةِ نبيِّك صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ، وأَنْعِمْ علينا بنعمَةِ الأمانِ ووفرةِ الأرزاقِ يا ربَّ العالمين ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
جزى الله خيرا من أعدها وكتبها .
◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
https://t.me/kutab
◙ الموقع الاكتروني :
https://kutabmnbr.com/
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 9
https://chat.whatsapp.com/K2pfdifAUjaKSeoyj6ZFbH

12,682

subscribers

53

photos

1

videos