ومما يُضفِي الأمر جمالا وبهاءً ضبط أمر الإجازات القرآنية وعمل منهجية متفق عليها يسير عليها المراكز القرآنية، ويُلزم على كل طالبِ إجازة باتباع تلك المنهجية ليحصل عليها.
ومعلوم أن الإجازات باتتْ مرتبطة بالوظائف القرآنية -حالها حال الشهادة الجامعية-، وأصبح الإقبال عليها شديدا؛ لدرجة أن بعض الأفراد يسعى للحصول عليها بأي وسيلة ممكنة ولو بالغش والتدليس والتزوير!!
وكل شيء ارتبط بأرزاق الناس فبلاؤه عظيم وخَطبه جسيم. فلو فُتح الباب على مِصراعيه لكل غادٍ ورائح على فوضى عارِمة وعدم منهجية، فلا تؤمَن على الإجازة أن تدخل في حَوزة كُسير وعُوَير وثالث ما فيه خير، ثم لن تُحمَد العاقبة بعد مُدة، والثمرة لن تكون محمودة، ولات حين مَندم.
ولا يَفهَمنّ من كلامي أحدٌ أني أنادي بالتشدد والإفراط في منح الإجازة حتى يزهد الناس عنها، ولا يحصل عليها المستحِق إلا بعد ما تَضيق عليه الأرض بما رحُبَت وكاد قلبُه يزيغ عنها...
بل أرى لكلَّ مُتأهلٍ يَطلب حصولها التسهيلَ في حقه ومَنحه إياها في أسرع وقت ممكن. لكن الذي أنادي به هو المنهجية لضبط الأمور... منهجية تكون نُورا يَستضيء بها المُستَحِق فينتفع، ونَاراً يكتوِي بها المُتطفِّل الذي لا يستحق فَيَرتدِع.
الثلاثاء 17 جُمادَى الأولى 1446هـ
المـوافــق 19 نوفمبر 2024م
#فيض_الخواطر_وقيد_النوادر