الشيخ أبو إبراهيم غيّر تصوّرنا عن مُعلم اللغة العربية، فهو لم يركن للجمل المُنمقة المرتبة تلك، غيّر تصوّرنا عن العُمر حتى رأينا رجل يبلغ 62 عامًا يحمل سلاحه، غيّر تصّورنا حتى رأيناه أول رئيس مكتب سياسي لفصيل فلسطيني يستشهد باشتباك من مسافة صفر، غيّر تصوّرنا عن كُل شي، ثمّ رَحَل..
عندما بلغني خبر إعدام الشيخ سيد قطب أغلقت عليَّ غرفتي وبكيت، وفي المساء سمعت جدتي بكائي فسألت والدتي عن السبب فأخبَرَتها أن أحد أصدقائي مات، فعلَّقت بكلمة صغيرة لكنَّها أثرت فيَّ بشدة، قالت جدتي: "وهل سيُعِيد البكاء من مات؟" فقمت أبحث عن شيء أفعله ووجدت أمامي القلم فألَّفتُ كتاب «أصحاب الأخدود».
نعرفكم جيّدًا، رغم أنكم كُنتم مجهولين في أرض الله و معروفين عنده! نعرفكم جيّدًا ونعرف نهجكم وما ظننا فيكم إلا كُل خَير كما ظنّت بكم مُقاومتنا، و سنبقى كذلك..
تقبّلكم الله، تقبّل من عرفنا ومن لم نعرف ممن قدّم منكم!
أول ما تبادر لذهني عند رؤية هذه الصّورة: «واليومَ نُثبتُ أننا في الكَيلِ يرجح صدقنا!»
هل ستكون هذه عبرة للمنافقين الطاعنين في المجاهدين ليرتدعوا؟ لا أظن، بل لا أريد، ما أفضله هو أن يقتص هؤلاء المجاهدين من كل من طعن بهم، أن يُعذبهم الله، أن يكون جهنم هو مكانهم !
رجح صدقك يا دعوة الخالدين، لقد رجح وأذل أبناء اليهودية، رجح صدقكم يا أطهر ظاهرة عرفتها هذه البشرية، لقد رجح صدقك يا أبا العبد، يا أبا إيراهيم، لقد رجح صدق هؤلاء المجهولين في الأرض المعروفين في السماء.
لقد رجح صدقكم، و لقد أُذل غيركم! ربح الشهيد ودامت دعوة الله في صدور الفوارس.
كُل الكلام في حضرة الذّل والتقصير مُبتذل، كلّه، وما الميتة إلا تلك التي كانت تحت ظلال السّيوف، اللهم أعدّنا للميدان، استخدمنا، واجعلنا على طريق الحقّ الذي لم ينقطع من ساعة موت سيد الخَلق مُحمد ﷺ.
- قال لي صديقي: "أحببت الشيخ أحمد السيد لأنه رجل طبّق ما يتحدث به" ألا إن القدوة العملية أجدر بالقيادة والاتباع، وإن مشاريع العمل حتما ستغلب مشاريع التحذير والتنظير بإذن الله.
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في أعقاب اللّغط الكبير ردًا على فيديو للشّيخ رائد صلاح.. أوّلًا، هدى الله مَن كان الهجوم خياره الأسهل والأوّل، دون بيّنة أو علم. هدى الله مَن استسهلَ الطّعن والسّب بحقّ العلماء. وهدى الله من استباحَ أعراض النّاس ومقامهم. ثانيًا، التّعليقات تُظهرُ جهلًا كبيرًا، وتنظيرًا بغيرِ علمٍ ولا هُدى.. قَد يفهم البعض من كلام الشّيخ أنّه يدعو للسّلام البحت مع مَن استباحَ أعراض المُسلمين ودمائهم، إنّما ما قَد غابَ عنهم، أنّ لجنة إفشاء السّلام الّتي يقوم عليها الشّيخ وإخوانه، هي لجان في البلدات العربيّة في الدّاخل الفلسطيني، لمنع آفة العُنف والجريمة الّتي تُرعى وتُدعم من قِبل الجهة ذاتها. ثالثًا، فإنّ الكلامَ سهل بسيط لمَن عاينَ الصّورة من بَعيد، فالموقِفُ واضح والعَقيدة واضحة والثّوابت -كما يسمّيها الشّيخ- واضحة وثابتة، وقد بذلَ من أجلها عمره كلّه. رابعًا، صلّى الله على المَعصومِ من الخطأ. عفا اللهُ عنّا، أرانا الحقّ حقًّا ورزقنا اتّباعه، والباطل باطلًا ورزقنا اجتنابه.