قال أبو بكر الورَّاق البلخيُّ: شهرُ رجب شهرُ الزَّرع، وشهرُ شعبان شهرُ السَّقي للزَّرع، وشهرُ رمضان شهرُ حصادِ الزَّرع.
وقال: مَثَلُ شهر رجب مَثَلُ الريح، ومثلُ شعبان مثلُ الغَيْم، ومَثَلُ رمضان مَثَلُ المطر.
وقال بعضهم: السَّنة مثلُ الشجرة، وشهرُ رجب أيامُ توريقها، وشعبانُ أيام تفريعها، ورمضانُ أيام قطفها، والمؤمنون قطافُها.
جديرٌ بمَن سوَّد صحيفتَه بالذُّنوبِ أن يُبيِّضها بالتَّوبةِ في هذا الشهر، وبمَن ضيَّع عُمُرَه في البطالة أنْ يَغتنم فيه ما بقي من العمر.
بيِّض صحيفتك السَّوداء في رجبٍ
بصالحِ العَمَل المُنجِّي مِن اللَّهَبِ
شهرٌ حرامٌ أتى مِن أشهُرِ حُرُمٍ
إذا دعا الله داعٍ فبه لَمْ يَخِب
طُوبى لعبدٍ زَكَى فيه له عَمَلٌ
فكَفَّ فيه عن الفحشاءِ والرِّيَبِ
وكان بعض الصَّالِحين قد مَرِضَ قبل شهر رجب، فقال: إنِّي دعوتُ الله أنْ يُؤخِّر وفاتي إلى شهر رجب، فإنَّه بَلَغني أنَّ لله فيه عُتقاء؛ فبلَّغَه الله ذلك ومات في شهر رجب.
وذُكِر أنَّ لشهر رجب أربعة عشر اسمًا: شهرُ الله، ورجبٌ، ورجبُ مُضَرَ، ومُنْصِلُ الأسِنَّة، والأصَمُّ، والأصبُّ، ومُنَفِّسٌ، ومُطَهِّرٌ، ومُعَلَّى، ومقيمٌ، وهَرِمٌ، ومُقشقِشٌ، ومُبرِئٌ وفَرْدٌ.
وسُمِّيَ رجبٌ رجبًا؛ لأنَّه كان يُرجَّب، أي يُعظَّم، كما قال الأصمعي، وقيل لأنَّ الملائكة تترجَّب للتسبيح والتحميد فيه.
[لطائف المعارف] بتصرُّف.