قناة عبدالرحمن السديس @assdais Channel on Telegram

قناة عبدالرحمن السديس

@assdais


قناة علمية.
عبدالرحمن بن صالح السديس
الرياض.
‏تويتر https://x.com/assdais?t=bamsawh__YRgDV1YxYVNdQ&s=35

قناة عبدالرحمن السديس (Arabic)

تعد قناة عبدالرحمن السديس واحدة من القنوات العلمية الرائدة على تطبيق تليجرام. يقدم عبدالرحمن بن صالح السديس، مقدم القناة، محتوى علمي مميز ومتنوع يشمل مواضيع مثل العلوم، التكنولوجيا، الطب، والبيئة. يمكن للمشتركين في القناة الاستمتاع بمقاطع فيديو قصيرة، مقالات مفيدة، ونصائح عملية تساعدهم على توسيع معرفتهم وفهم العالم من حولهم. مع موقعه في الرياض، يعتبر عبدالرحمن السديس شخصية مهمة في مجال تبادل المعرفة والتعليم. لا تفوتوا الفرصة لمتابعة قناة عبدالرحمن السديس على تليجرام والاستفادة من محتواها المميز! للمزيد من المعلومات والتحديثات، يمكنكم متابعة عبدالرحمن على تويتر عبر الرابط التالي: https://x.com/assdais?t=bamsawh__YRgDV1YxYVNdQ&s=35

قناة عبدالرحمن السديس

15 Feb, 14:33


العمل بالعلم والحرص على السنن

قال أبو علي بن شهاب: سمعت أبا عبدالله بن بطة يقول: «أستعمل عند منامي أربعين حديثا رويت عن رسول الله ﷺ».

«طبقات الحنابلة» ٢٦١/٣.

قناة عبدالرحمن السديس

15 Feb, 11:07


{ولم يصروا على ما فعلوا}

قال ابن الجوزي: «يا هذا دبر دينك كما تدبر دنياك؛ لو علق بثوبك مسمار رجعت إلى وراء لتخلصه.
هذا مسمار الإصرار قد نشب بقلبك، فلو عدت إلى الندم خطوتين تخلصت».

«المدهش» ٢٧٩/١.

قناة عبدالرحمن السديس

14 Feb, 19:59


مخلص صادق ومراء كاذب

المخلص الصادق قد يفعل أمرا حسنا وتكون فيه موعظة وعبرة، فيحب أن ينتفع الناس به، فيحدث بهذا الحدث ولا ينسبه لنفسه، بل يقول: حدث لبعضهم..، لأحدهم..، مرعاة لقلبه وكمال إخلاصه.

وبخلافه مريض القلب، تجده يأخذ أخبار الناس وأفعالهم الحسنة؛ فيدعيها لنفسه، ليحمد بما لم يفعل!

ورحم الله ابن الجوزي: «ريح المخلصين عطرية القبول، والمرائي سموي النسيم.. أيها المرائي قلب من ترائه؛ بيد من تعصيه»!

«المدهش» ص٥٨٤.

قناة عبدالرحمن السديس

14 Feb, 19:43


صغائر.....ولكنها رذائل.

في مبحث (عصمة الأنبياء) تصنيف لطيف للصغائر والقائلون بتجويز الصغائر على الأنبياء قسموا الصغائر لنوعين:
1- صغائر لا خسة فيها ولا دناءة ولا تكون من الرذائل ولا تشعر بنقص ولا تلحق صاحبها معرة.

2- وصغائر فيها ما تقدم فهم منزهون عنها.

والبحث وإن كان في الأنبياء لكن ينبغي على المؤمن أن يباعد نفسه عن الصغائر التي هي من الرذائل وفيها حقارة وخساسة وتستبشعها الفطر.
ويكون أكثر حرصا على توقيها من غيرها.
والذنوب كلها شر.
لكن هناك صغائر تسقط محبة العبد من قلوب المؤمنين وتورثه قالة السوء والشهادة عليه بالقبح والرذيلة وتزهد الناس في الثناء عليه والدعاء له.
فهي صغيرة في ضابطها لكنها آثارها أقبح من غيرها من الصغائر
ومن ذلك هذا التهتك في مواقع التواصل والاستخفاف ببعض الصغائر في العلن.
نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.

قناة عبدالرحمن السديس

12 Feb, 11:18


أعظم مشتتات الهمم

قال ابن الجوزي في «صيد الخاطر»

قناة عبدالرحمن السديس

09 Feb, 11:25


وعلى ذكر أحاديث الصيام في «السنن الكبرى» وبما أنه اقترب شهر رمضان المبارك..

فمن الأفكار لطلاب العلم أن يستعد بالقراءة لهذا الموسم كل عام بمروره على عدد من كتب الإسلام في الفقه والحديث
فمرة:
أحاديث الصيام من الكتب الستة، مع كتاب في الفقه المذهبي كالروض المربع، وكتاب أو كتابين في الخلاف العالي كالمغني، والاصطلام للسمعاني.
وكتاب في المفطرات المعاصرة.

وسنة أخرى: الموطأ والدارمي وصحيح ابن خزيمة وابن حبان والسنن الكبرى للبيهقي.
والفقه: هداية الراغب، والفروع، والاستذكار.
وكتاب في المفطرات المعاصرة.

وأخرى: مصنف عبدالرزاق وابن أبي شيبة.

والفقه: شرح العمدة لابن تيمية، والمجموع شرح المهذب، ومختصر اختلاف العلماء للجصاص.
وكتاب في المفطرات المعاصرة.

هذه أمثلة وقد تكون كثيرة، لكن القصد الفكرة.
وبتكرارها يحصل المرور على أكثر الكتب المهمة خلال سنوات، وفي ذلك من الفائدة ما لا يحصى

وهكذا في الحج.

قناة عبدالرحمن السديس

09 Feb, 11:04


مكانة النسائي في الحديث


قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ١٣٣/١٤:
«ولم يكن أحد في رأس الثلاث مائة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى [الترمذي]، وهو جار في مضمار البخاري، وأبي زرعة».

وكتابه «السنن الكبرى» حافل ببيان علل الأحاديث وأسبابها، والرواة ..

مثلا أحاديث الصيام في «السنن الكبرى» تجاوزت ألف حديث ورواية، ساق ألفاظها وعللها.. ولعله أوسع كتاب في ذلك.. فاطلاع طالب علم الحديث عليها مفيد جدا.
نموذج 👇

قناة عبدالرحمن السديس

09 Feb, 10:58


رأي الفقيه في العرف والخبرة

قد يتكلم بعض الفقهاء في المسائل التي مردها للعرف والخبرة في بيانها وتحديده، فيأتي من بعده فيحتفل برأيه ويقدمه ويستعين به على الترجيح، وهذا كله خطأ.

فرأي الفقيه في ذلك غايته أن يكون كأحد أهل العرف والخبرة، بل هو غالبا دونهم؛ وهم أعلم بذلك منه. 

ومن أمثلة ذلك -وهي كثيرة-:

المطار الفلاني داخل البلد أو خارجه.

زعم بعض الفقهاء المعاصرين أن الحمار الوحشي هو المخطط الإفريقي أو الوضيحي!

قناة عبدالرحمن السديس

08 Feb, 09:07


قلق المضيف واضطرابه عند نزول الضيف وشدته على أهله وأولاده فتراه بساما ضاحكا لضيفه وعرا عبوسا على أهله وأولاده حتى يطمئن لحصول قرى الضيف وضيافته مما تتمادح به العرب إذا يدل على عظم شأن الضيافة عندهم

تقول أخت يزيد بن الطثرية ترثي أخاها:
إذا نزل الأضياف كان عذوّرا ... على الحىّ حتّى تستقلّ مراجله

فتىً ليس لابن العم كالذئب إن رأى ... بصاحبه يومًا دمًا فهو آكله
يسرك مظلومًا ويرضيك ظالمًا ... وكل الذي حمّلته فهو حامله
إذا نزل الأضياف كان عذورًا ... عَلَى الحي حتى تستقلّ مراجله


والعذور، بفتح العين والذال وتشديد الواو المفتوحة: السيئ الخلق القليل الصبر فيما يريده ويهم به. المراجل: جمع مرجل، وهو القدر العظيم من النحاس. واستقلالها: انتصابها على الأثافى. وصفته بسوء الخلق والتشدد فى الأمر والنهى حتى تنصب المراجل وتهيأ المطاعم للضيفان ثم يعود إلى خلقه الأول.


والأبيات في الأمالي والشعر والشعراء وغيرهما

قناة عبدالرحمن السديس

07 Feb, 10:41


.
من حكمة الشيوخ وخبرتهم.

النابغة الذبياني وعامر بن الطفيل العامري.

«الأشعار الستة الجاهلية».

قناة عبدالرحمن السديس

06 Feb, 17:56


قال مصعب الزبيري يصف شعر عمر بن أبي ربيعة..
والكلام يشبه طريقة الجاحظ ومن تبعه..
ومصعب ولد ١٥٦هـ ومات ٢٣٦.

قناة عبدالرحمن السديس

06 Feb, 11:01


.
سبب ثقل الموعظة على القلوب!

قناة عبدالرحمن السديس

05 Feb, 19:52


.
هل تعرف النديم صاحب كتاب الفهرست؟

قناة عبدالرحمن السديس

04 Feb, 18:08


عبدالله بن محمد البغوي أبو القاسم، ولد سنة ٢١٤ وتوفي ٣١٧ هـ.
وعمه الحافظ علي بن عبد العزيز البغوي.
وجده لأمه الحافظ أبو جعفر أحمد بن منيع البغوي.
ولهذا يقال له: ابن بنت منيع، وأبو القاسم بن منيع نسبةً لجده لأمه لشهرته.

وقد حرص عليه جده فسمع في صغره من جماعة من الحفاظ وحصل الأسانيد العالية، وقدر الله أن يعمر أكثر من ١٠٠ سنة.

وألف كتاب «معجم الصحابة»، وكتاب و«الجعديات» جمع فيه روايات لشيخه علي بن الجعد، وهو أكبر شيخ أدركه.

من ترجمته في «سير أعلام النبلاء» ٤٤١/١٤

وهذا التقدم وعلو الأسناد وسماعه من الأئمة الكبار؛ هو الذي حمل الحافظ موسى الحمال على هذه الفعلة الشنيعة!

والعلم مواهب وأرزاق وتفضل من الله، والحسد عليه من أقبح الخصال، فإن نتج عنه فعل؛ فظلمات بعضها فوق بعض!

اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا.

قناة عبدالرحمن السديس

04 Feb, 10:54


«أخبار النحويين البصريين» ص٥٢.

ــــــــــــــــــــــــ

البلاء قديم!

وفي الناس اليوم من يظن أن الجزالة والبلاغة في نحو هذا !

قناة عبدالرحمن السديس

26 Jan, 21:01


التبكير للجمعة pdf

قناة عبدالرحمن السديس

26 Jan, 20:23


واستبعد بعضهم أن يكون أجر من جاء في الساعة الأخيرة بيضة، وذكر أنه يزهد في الحضور!
فيقال: أبعد منه وأعجب دعوى أن من قرب ناقة وقرب بيضة ليس بينهما إلا وقت يسير!

وينبغي أن يستحضر أن فضل التقريب المذكور في الحديث؛ هو جزء من الثواب لا كل ثواب من بكر؛ فهو في صلاة ما انتظر الصلاة..

وبعد، فتأمل أصل هذا الرأي، هو قول الإمام مالك: «أما الذي يقع في قلبي؛ فإنه إنما أراد ساعة واحدة»، فهي خاطرة له لم ينقلها عن أحد قبله.

وأن فقهاء الأمصار خالفوه في فهمه هذا، وبعضهم تعجب منه، وخالفه تلميذ تلاميذه ابن حبيب المالكي فقيه الأندلس.

ثم كالعادة أتى بعده من استحسن قوله، وبحث له عما يقويه!

فمما ذكر في الاحتجاج لقول مالك: لو كان المراد الساعة الأولى التبكير أول النهار ..؛ لفعله الصحابة، ولو فعلوه لنقل، فلما لم نجده منقولا؛ علمنا أنهم ما فعلوه!

وهذا الاحتجاج فيه نظر؛ ويقال على سمته: لو كان هذا الاحتجاج مستقيما؛ لقال به فقهاء الأمصار؛ فهم أعلم بأحوال الصحابة وعملهم وهديهم، وأقرب زمانا، وأكمل في اتباعهم واقتفاء أثرهم وعدم مخالفتهم؛ فلما لم يفعلوا؛ علمنا أن هذا الاحتجاج خطأ.

وهو خطأ في ظن لزوم نقل عمل أفرادهم في الأمور الظاهرة التي دلت عليها النصوص عموما وخصوصا.

وخطأ في ظن أن ما كان من الفضائل البينة إن لم يعملوا به؛ قدح في ثبوته!

وأن المرء الذي يفعله بعدهم؛ سينظر إلى عمله وأفضليته على الصحابة!

فصيام داود عليه السلام وقيامه ثابت في الصحيحين، فهل نقل عنهم فعله؟
وعمرة رمضان ثابتة في الصحيحين، هل نقل عنهم فعلها؟
والاعتكاف ثابت في الصحيحين، هل نقل عنهم فعله؟

لا أجد أحسن من كلمة الإمام مالك للرد بها على من انتصر لقوله بمثل هذه الحجج؛
قال: «ولم ‌يبلغني أن أبا بكر ولا عمر ولا عثمان ولا أحدا من سلف هذه الأمة ولا ابن المسيب، ولا أحدا من التابعين ولا أحدا ممن أدركت ممن أقتدي به؛ ‌اعتكف، ولقد كان ابن عمر من المجتهدين وأقام زمانا طويلا؛ فلم ‌يبلغني أنه ‌اعتكف، إلا أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ولست أرى الاعتكاف حراما فقيل لم تراهم تركوه؟
فقال: أراه لشدة الاعتكاف عليهم؛ لأن ليله ونهاره سواء». «المدونة» ٢٩٩/١.

فما علل به هنا؛ اجعله مثالا لغيره وقسه عليه؛ فقد ترى اليوم ما لا يحصى من الناس يعتكفون،
وما لا يحصى من البشر يعتمرون في رمضان،
وما لا يحصى يبكرون للجمعة،
وقد تغيرت أحوال الناس، وتيسرت أمور كانت صعبة..
والله أعلم.

قناة عبدالرحمن السديس

26 Jan, 20:23


التبكير يوم الجمعة، وحديث الساعات وثوابها

قال ابن المنذر: «وقد اختلف أهل العلم في وقت الرواح إلى الجمعة.
فقالت طائفة: الخروج بعد طلوع الشمس والغدو إلى المسجد أفضل، كان الشافعي يقول: كلما قدم التبكير كان أفضل؛ لما جاء عن رسول الله ﷺ، ولأن العلم يحيط بأن من زاد في التقرب إلى الله كان أفضل. وهذا مذهب الأوزاعي وأحمد، وأنكر أحمد قول مالك: لا ينبغي التهجير إلى الجمعة باكرا، فقال: هذا خلاف حديث رسول الله ﷺ».
«الأوسط» ٥٧/٥.

وذكر ابن عبدالبر المالكي في «الاستذكار» ٣٣٤/٣ حديث «راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة»..
ثم قال: «أهل العلم مختلفون في تلك الساعات؛
فقالت طائفة: أراد الساعات من طلوع الشمس وصفائها، وهو الأفضل عندهم: البكور في ذلك الوقت إلى الجمعة، وهو قول الثوري وأبي حنيفة والشافعي وأكثر العلماء، كلهم يستحب البكور إليها.

وقال الشافعي: ولو بكر إليها بعد الفجر وقبل طلوع الشمس؛ كان حسنا.
وذكر الأثرم قال: قيل لأحمد بن حنبل: كان مالك بن أنس يقول: لا ينبغي التهجير يوم الجمعة باكرا!
فقال: هذا خلاف حديث النبي ﷺ، وقال: سبحان الله! إلى أي شيء ذهب في هذا، والنبي ﷺ يقول: «كالمهدي جزورا
».

وأما مالك؛ فذكر يحيى بن عمر عن حرملة أنه سأل ابن وهب عن تفسير هذه الساعات: أهو الغدو من أول ساعات النهار أو إنما أراد بهذا القول ساعات الرواح؟
فقال ابن وهب: سألت مالكا عن هذا؟
فقال: «أما الذي يقع في قلبي؛ فإنه إنما أراد ساعة واحدة تكون فيها هذه الساعات، من راح في أول تلك الساعة أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة؛ ولو لم يكن كذلك ما صليت الجمعة حتى يكون النهار تسع ساعات في وقت العصر أو قريبا من ذلك».
وكان ابن حبيب ينكر قول مالك هذا، ويميل إلى القول الأول،
وقال: قول مالك هذا تحريف في تأويل الحديث، ومحال من وجوه.
قال: وذلك أنه لا تكون ساعات في ساعة واحدة.
قال: والشمس إنما تزول في الساعة السادسة من النهار، وهو وقت الأذان، وخروج الإمام إلى الخطبة؛ فدل ذلك على أن الساعات المذكورات في هذا الحديث هي ساعات النهار المعروفات؛ تبدأ بأول ساعات النهار، فقال: من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ثم قال في الخامسة بيضة، ثم انقطع التهجير وحان وقت الأذان.
قال: فشرحُ الحديث بين في لفظه، ولكنه حرف عن موضعه، وشُرح بالخَلف من القول وما لا يكون، وزهّد شارحه الناس فيما رغبهم فيه رسول الله ﷺ من التهجير في أول النهار.
وزعم أن ذلك كله إنما يجتمع في ساعة واحدة قرب زوال الشمس.
قال: وقد جاءت الآثار بالتهجير إلى الجمعة في أول النهار، وقد سقنا ذلك في موضعه من كتاب «واضح السنن» بما فيه بيان وكفاية.
هذا كله قول عبدالملك بن حبيب.
قال أبو عمر: هذا كله منه تحامل على مالك، فهو الذي قال القول الذي أنكره، وجعله خَلفا من القول، وتحريفا من التأويل.
والذي قاله مالك تشهد له الآثار الصحاح من رواية الأئمة، ويشهد له أيضا العمل بالمدينة عنده، وهذا مما يصح فيه الاحتجاج بالعمل؛ لأنه أمر متردد كل جمعة لا يخفى على عامة العلماء..». اهـ.

ثم احتج ابن عبدالبر لمالك بلفظة: الأول فالأول، وبلفظ التهجير والرواح، وعمل أهل المدينة، والكلام فيها منتشر مشهور.

ونقله ابن القيم -ثم تعقبه-: «وأما كون أهل المدينة لم يكونوا يروحون إلى الجمعة أولَ النهار، فهذا غايته أنه عملهم في زمان مالك رحمه الله، وهذا ليس بحجة ولا عند من يقول: إجماع أهل المدينة حجة، فإنَّ هذا ليس فيه إلا تركُ الرَّواح إلى الجمعة من أول النهار، وهذا جائز بالضرورة.
وقد يكون اشتغالُ الرجل بمصالحه ومصالح أهله ومعايشه وغير ذلك من أمور دينه ودنياه أفضلَ من رواحه إلى الجمعة من أول النهار.
ولا ريب أنَّ انتظارَ الصلاة بعد الصلاة وجلوسَ الرجل في مصلَّاه حتى يصلِّي الصلاة الأخرى أفضل من ذهابه ورجوعه في وقت الثانية، كما قال النبي ﷺ: «والذي ينتظر الصلاة حتى يصلِّيها مع الإمام أفضل من الذي يصلِّي ثم يرجع إلى أهله». وأخبر أنَّ الملائكة لم تزل تصلِّي عليه ما دام في مصلَّاه. وأخبر أنَّ انتظار الصلاة بعد الصلاة مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات وأنه الرِّباط. وأخبر أنَّ الله تعالى يباهي ملائكته بمن قضى فريضةً وجلس ينتظر أخرى.
وهذا يدل على أنَّ من صلّى الصبح ثم جلس ينتظر الجمعة؛ فهو أفضل ممَّن يذهب ثم يجيء في وقتها.

وكون أهل المدينة وغيرهم لا يفعلون ذلك لا يدل على أنه مكروه، فهكذا المجيء إليها والتبكير في أول النهار. والله أعلم».

«زاد المعاد» ٥٠٣/١.

تابع👇

قناة عبدالرحمن السديس

26 Jan, 12:05


.
حديث: «ثلاثة لا يمنعن: الماء والكلأ والنار» خطأ، وبيان علته، وتصحيح جماعة له!
قال الشيخ اللاحم 👆

هذا مثال واضح يبين أهمية علم العلل، وإنعام النظر في الطرق وعدم الاستعجال في التصحيح، والتريث في قبول تصحيح المتأخرين.

قناة عبدالرحمن السديس

26 Jan, 11:10


#فقهيات

من الفروع الفقهية التي نقلها ابنُ مفلح في (الفروع) عن شيخه أبي العباس ابن تيمية، وقررها الأصحابُ من بعده في بابَي الحجر والغصب:
من غرِمَ بسبب كذبٍ عليه عند ولي الأمر؛ فله تغريم الكاذب.
قال المرداوي: وهو صحيح.
علّق ابنُ قُندُس على كلام أبي العباس بحاشية طويلة، قال في أولها: لم يذكر المصنف في هذه المسألة سوى ما ذكره عن شيخه، ولم يُعارضه، فظاهرُه أنه قائلٌ بذلك، وأنه لم يقع له في كلام الأصحاب غير ذلك، فيكون الحكم في هذه المسألة تضمين الكاذب، كما هو مشهورٌ عن المالكية، وهو قويٌّ جدًّا؛ لأن السبب يُحال الحكم عليه إذا لم يُمكن إحالته على المباشر ... الخ. (ونقله عنه مختصرًا البرهانُ في المبدع).

قناة عبدالرحمن السديس

25 Jan, 15:12


الطرب للثناء

روى البخاري من طريق ابن أبي مليكة قال: استأذن ابن عباس -قبل موتها- على عائشة -وهي مغلوبة- قالت: أخشى أن يثني علي!
فقيل: ابن عم رسول الله ﷺ، ومن وجوه المسلمين.
قالت: ائذنوا له.
فقال : كيف تجدينك؟
قالت: بخير إن اتقيت.
قال: فأنت بخير -إن شاء الله-؛ زوجة رسول الله ﷺ، ولم ينكح بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء.

ودخل ابن الزبير خلافه، فقالت: دخل ابن عباس، فأثنى علي، ووددت أني كنت نسيا منسيا».

رضي الله عن أم المؤمنين.
ففعلها درس في الحذر من الاغترار بالمدح وخدع النفس به.
ومن عرف نفسه خاف، ولم يطرب للثناء!

قناة عبدالرحمن السديس

25 Jan, 10:13


الاسترسال في المعاصي والتوغل فيها يهون المجاهرة وجرت عادة الله تعالى بفضيحة المسترسل

قال المعلمي: «الثناء على شخص بأنه كان مواظبا على عمل الخير، مجانبا أعمال الشر حسن.
وهو المراد في حديث «الصحيحين» عن أنس قال: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال: النبي ﷺ: «وجبت». ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار. أنتم شهداء الله في الأرض».

والسر في ذلك -والله أعلم- أن ثناءهم على الميت يدل على أنهم لم يروا منه إلا الخير، فإذا شهدوا له بذلك غفر الله له ما لم يطلعوا عليه؛ لأنه سبحانه وتعالى أكرم من أن يفضحه في الآخرة وقد ستره في الدنيا..
ففي «الصحيحين» عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون، وإن من المجانة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه».
وفي «الصحيحين»  عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى [إذا] قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته.
وأما الكفار والمنافقون فينادي بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين».

ثم رأيت الحديث في «مسند الإمام أحمد» مفسرا على ما ظهر لي، وهو في مسند أبي هريرة ولفظه: «ما من عبد مسلم يموت يشهد له ثلاثة أبيات من جيرانه الأدنين بخير إلا قال الله عز وجل: قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم».

وذلك أن شهادة الجيران الأدنين ظاهرة في كونه لم يجاهر بسوء، وإذا لم يجاهر بسوء كان ذلك ظاهرا في عدم استرساله في المعاصي وتوغله فيها، إذ لو فعل ذلك لهان عليه المجاهرة ولو بإطلاع جيرانه على بعض عمله، إذ العادة تقضي بذلك، مع جريان عادة الله تعالى بفضيحة المسترسل في المعاصي والمتوغل فيها.
فإذ لم يقع شيء من ذلك، أي من مجاهرته أو من اطلاع أعدائه أو فضيحة الله تعالى له؛ كان ذلك ظاهرا في عدم استرساله.

وتلخيصه: أن ستر الله تعالى لعبده في الدنيا دليل إرادته المغفرة في الآخرة، كما اقتضته الأحاديث الصحيحة، وشهادة الجيران ظاهرة في الدلالة على الستر، وبهذا يتم المراد.

نعم يشترط أن يكون الشهود من الجيران ممن يفرق بين الحق والباطل، والطاعة من المعصية. ويشترط أيضا أن تكون شهادتهم مطابقة لما علموه.

فإن قيل: فما تقولون في من كان ظاهر عمله الخير ثم ختم له -والعياذ بالله- بسوء الخاتمة، فإن الله تعالى يقول: {إن الله لا يغفر أن يشرك به}؟

فالجواب: أن هذا قلما يتفق مع ما ذكر لظاهر هذه الأحاديث وغيرها؛ لأن الخاتمة هي فذلكة العمل الطويل، ففي «الصحيح»: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له».
فإن أمكن وقوعه كان مخصصا لما ذكر».

«تحقيق الكلام في المسائل الثلاث» ص٢٤١.

قناة عبدالرحمن السديس

24 Jan, 15:10


أبو النجم والعجاج

قناة عبدالرحمن السديس

24 Jan, 13:45


من كرم أم المؤمنين الصديقة وبركتها

«قال الدارقطني: دخل المنكدر أبو محمد بن المنكدر على عائشة أم المؤمنين، فقالت له: ما لك لا تتزوج، ولا تتسرى؟
فقال: لا أجد ما أتزوج به. 
فقالت: مه! والله لو كان عندي عشرة آلاف درهم رأيتك بها موضعا.
فخرج المنكدر من عندها، فورد عليها من جهة زياد بعشرة آلاف درهم، فدعت المنكدر، وقالت: خذ هذا المال؛ فإنه لك.
فقال: يكفيني منه بعضه.
قالت: خذه كله.
فأخذه المنكدر، واشترى بها أو ببعضها جارية، فولدت له ثلاثة؛ لم يكن بالمدينة أعبد منهم: أبو بكر بن المنكدر، وعمر بن المنكدر، ومحمد بن المنكدر».

«سؤالات السلمي للدارقطني» (٤٦٧).

قناة عبدالرحمن السديس

23 Jan, 15:52


كفارة الإساءة للوالدين

قال ﷺ: «ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما».

«قال الدارقطني: قال لي أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -وما رأيت شريفا أحفظ لأيام الناس منه- سمعته يقول: أخذ بيدي جدي طاهر يطيف بي في المدينة فيريني آثار منازل أصحاب النبي ﷺ، فيقول: هذا المنزل كان لفلان، إلى أن جاء إلى منازل خربة، فقال: هذه المنازل تراها خرابا، إنما خربها سب أصحاب رسول الله ﷺ!

وكان عبيد الله بن طاهر .. من أزهد الناس وأورعهم، وكان ليلة في رمضان في مسجد النبي ﷺ، وكان يصلي التراويح، فمر به أبوه طاهر، فقال: ارجع سريعا؛ فإن عندنا قوما من أعمامك.
فأشار إليه في الصلاة بيده: لا!

فرجع طاهر إلى العقيق، فما كان بأسرع أن لحق به الابن عبيدالله، فدق الباب، فقال: افتحوا له، ثم قال: لابد وأن تضع رجلك على حر وجهي! فلم يزل به حتى فعل!
ثم قال: إن أحببت أن ترضى عني، وتأذن لي في الرجوع إلى حزبي، فعلت.
فأذن له،
وأمر بالشموع فحمل بين يديه، ورجع إلى المسجد».

«سؤالات السلمي للدارقطني» (٤٦٨).

قناة عبدالرحمن السديس

23 Jan, 13:20


ترك العلم مؤلم

«قال سلمة بن شبيب: قال لي أحمد بن حنبل: ما فعل ابن العلاء عبد الجبار؟
فقلت: اشتغل بالتجارة عن الحديث! 
فقال أحمد بن حنبل: قد كنت أراه عند سفيان بن عيينة جيد الأخذ
».

«سؤالات السلمي للدارقطني» (٢٨٢).

وما أكثر الذين كانوا نابهين في العلم، ثم تركوه وراءهم ظهريا، ليتوسعوا في الدنيا، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير!

والعلم من أفضل الأعمال الصالحة، وأعلى اللذات العقلية، والكمالات الإنسانية.

فعليك بمجالسة من يحببه إليك، ويثيره بين يديك..
وفر من مجالسة الذين إذا أثير العلم حصرت صدورهم بذكره.

فاللهم سلم سلم، ورد إخواننا للعلم ردا جميلا.

قناة عبدالرحمن السديس

23 Jan, 11:07


.
هل تعلم أن للإمام الطبري شبيها رافضيا، يتفق معه في الاسم والكنية والنسبة!
ويخالفه في اسم الجد

تكملة👇

قناة عبدالرحمن السديس

21 Jan, 10:26


للفائدة والعبرة مع الحذر من التطبيق:)

قال الراغب الأصفهاني في «فضيلة الإنسان بالعلوم» 👆

قناة عبدالرحمن السديس

20 Jan, 18:29


.هذا الجواب من سبط ابن العجمي هو أخصر جواب وأحسنه لأوباش المبتدعة المعاصرين.

قناة عبدالرحمن السديس

20 Jan, 13:03


.
وهذا مثال آخر لعدم فهم الكلام، وحمله على ما قد يحتمل لفظا لكن يتعذر عقلا!

هذه قصيدة للشاعر أبي دهبل الجمحي، وقد ذكر خروجه من مكة على ناقة جسرة مع أذان المغرب متجها جنوبا، وذكر الأماكن التي مر بها بدأ من يلملم ..
وانظر تعليق المحقق!

«الأغاني» ٣

قناة عبدالرحمن السديس

19 Jan, 03:05


الدنيا فخ، والناس كعصافير، والعصفور يريد الحبة، وينسى الخنق!
قد نسي أكثر الخلق مآلهم، ميلا إلى عاجل لذاتهم، فأقبلوا يسامرون الهوى، ولا يلتفتون إلى مشاورة العقل.
فلقد باعوا بلذة يسيرة خيرا كثيرا، واستحقوا بشهوات مرذولة عذابا عظيما. فإذا نزل بأحدهم الموت، قال: ليتني لم أكن! {يا ليتني كنت ترابا} !
فيقال له: {آلآن} ؟!
فوا أسفا، لفائت لا يمكن استدراكه .. 👆

قناة عبدالرحمن السديس

18 Jan, 14:16


من حضر الجماعة فليصل معهم

عن يزيد بن الأسود رضي الله عنه قال: شهدت مع النبي ﷺ حجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته انحرف، فإذا هو برجلين في أخرى القوم لم يصليا معه، فقال : «علي بهما»، فجيء بهما ترعد فرائصهما.
فقال: «ما منعكما أن تصليا معنا؟»
فقالا: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في رحالنا.
قال: «فلا تفعلا؛ إذا صليتما في رحالكما، ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم، فإنها لكما نافلة».

رواه أحمد وأهل السنن، وصححه الترمذي.

في الحديث نهي للحاضر عن ترك الصلاة معهم كأنه غير مسلم.
وجلوسه أيضا يشغل الداخلين ويريبهم؛ ما شأنه لا يصلي!

وفي بعض الجوامع التي يصلى فيها على الجنائز، يأتي من صلى الفريصة مبكرا في المساجد المجاورة، ثم يقفون داخل المسجد أو في فم بابه، ويتحدثون بأصوات مرتفعة والناس في الفريضة!

وهذا خطأ، فكل من حضر المسجد؛ فليصل مع الناس سواء صلى قبلهم جمع تقديم أو في مسجد آخر، أو ليبق في سيارته حتى تنتهي الصلاة.

قناة عبدالرحمن السديس

18 Jan, 10:57


ذكرتكِ ذكرة فاصطدت ضبا ..

قناة عبدالرحمن السديس

18 Jan, 10:56


ذكرني فوك حماري أهلي!

زعموا أن رجلا شابا غزلا خرج يطلب حمارين لأهله، فمر على امرأة منتقبة جميلة في النقاب، فقعد بحذائها وترك طلب الحمارين، وشغله ما سمع من حسن حديثها، وما رأى من جمالها في النقاب، فلما سفرت عن وجهها؛ إذا لها أسنان مكفهرة منكرة مختلفة، فلما رآها؛ ذکر حماريه فقال: «ذكرني فوك حماري أهلي»!
فذهب قوله مثلا.

«الأمثال» للضبي ص ١٢٦.
وقال أبو هلال العسكري: «يضرب مثلا للرجل يبصر الشيء، فيذكر به حاجةً كان قد نسيها، وأصله أن رجلا خرج ..»
ثم ذکر نحوه.
«جمهرة الأمثال» ٣٩٠/١.

‏ورأى رجل امرأة في شارة وبزة [حسن هيئة ولباس]؛ فظن بها جمالا، فلما سفرت إذا هي غول!

فأظهرها ربي بمنٍّ وقدرة .. عليّ ولولا ذاك مت من الكرب
‏فلما بدت سبحت من قبح وجهها .. وقلت لها الساجور خير من الكلب!

«البيان والتبيين» ٦٣/٣.

الساجور: خشبة تجعل في عنق الكلب، يقال: كل كلب مسوجر.

قلت: والظاهر أن كثيرا ممن يضعن صورا للفاتنات في صفحاتهن من جنس هذه!
وكذلك من يضعون صورا حسنة..

فيهيم الجاهل بهذه الصورة، وتهيم خلف صاحب الصورة، ولو رآى كل منهم صاحبه؛
لربما أبدع لنا مثلا كهذا!

فيا عبد الله ويا أمة الله، اتقوا الله!
فوضع صور المتبرجات حرام، والنظر إليها كذلك، والتسبب في النظر إليها يُحملكم آثام من نظر إليها..

قناة عبدالرحمن السديس

17 Jan, 20:01


والأسود بن يعفر النهشلي الدارمي التميمي، شاعر فحل جاهلي.
وقصيدته هذه الدالية من مختار القصائد، وهي مفضلية، وأبياتها ٣٦.
«المفضليات» ص٢١٦.

قناة عبدالرحمن السديس

17 Jan, 20:01


وكان القاضي عبيدالله العنبري مزاحا ظريفا..
وهذا خبر لطيف في تأنيب من لم يعرف مآثر سلفه ويرويها

قال وكيع: حدثني أحمد بن أبي خيثمة، عن عبد الله بن عائشة؛ قال: حدثني رجل من بني ليث؛ قال: شهد عند عبيد الله بن الحسن رجل بشهادة، فكتب اسمه ولم يخله ليختبره، فجرى ذكر أبيات الأسود بن يعفر النهشلي:
ولقد علمت سوى الذي أنباتني ... أن السبيل سبيل ذي الأعواد
إن المنية والحتوف كلاهما ... يوفي المخارم يرقبان سوادي
لن يأخذا مني وفاء رهنية ... من دون نفسي طارفي وتلادي
فعصيت أصحاب الصبابة والصبا ... وأطعت عاذلتي ولان قيادي
ماذا أومل بعد آل محرق ... تركوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسَّدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد
الأبيات..
فقال: النهشلي: ومن يقول هذا الشعر؟

فقال عبيد الله بن الحسن: الأسود بن يعفر.
قال: ومن الأسود بن يعفر؟!
قال: رجل من قومك، له مثل هذا النبه، وهذه الحكمة، لا تعرفه!
يا حكم؛ خله حتى أسأل عنه؛ فأني أراه ضعيفا».
«أخبار القضاة» ١١٠/٢.

وقال المبرد: «وكان عبيد الله أحد الأدباء الفقهاء الصلحاء.
وزعم ابن عائشة قال: عتبت عليه مرة في شيء، قال: فلقيني يدخل من باب المسجد -يريد مجلس الحكم- وأخرج، فقلت معرِّضا به:
طمعت بليلى أن تريع وإنما ... تقطع أعناق الرجال المطامع.
فأنشدني معرضا تاركا لما قصدت له:
وباينت ليلى في خلاء ولم يكن ... شهود على ليلى عدول مقانع.

وكان ابن عائشة يتحدث عنه حديثا عجيبا، ثم عرف مخرج ذلك الحديث.

وذكر ابن عائشة، وحدثني عنه جماعة لا أحصيهم كثرة: أن عبيد الله بن الحسن شهد عنده رجل من بني نهشل على أمر -أحسبه دَينا- فقال له: أتروي قول الأسود بن يعفر:
نام الخلي فما أحسن رقادي؟
فقال له الرجل: لا!
فرد شهادته، وقال: لو كان في هذا خير لروى شرف أهله».

«الكامل» ٨٢/٢.

وذكر الخبر بنحوه أبو الفرج في «الأغاني» ١٦/١٣ من طريق الأصمعي وأبي عبيدة، وذكر أن القاضي سوار بن عبدالله العنبري.

قناة عبدالرحمن السديس

17 Jan, 18:38


وهذا موقف حسن له في الحلم

قال الخطيب البغدادي: «حدثني الأزهري، قال: حدثنا أبو حَفْص عُمر بن زَكَّار بن أحمد بن زَكَّار السَّمَّار، قال: حدثنا عُمر بن الحسن قال حدثنا ابن أبي الدُّنيا، قال: حدثنا إبراهيم بن عبدالملك، قال: شَتَم رجلٌ عُبيدالله بن الحسن العنبري القاضي، فقال عبيدالله وقَبَض على لحيَتِهِ: شَيْبتي تمنعني من أن أرد عليك».

«تاريخ بغداد» ١١/١٢

قناة عبدالرحمن السديس

17 Jan, 18:28


من مواقف العز الإذعان للحق

قال عبد الرحمن بن مهدي: «كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن -وهو على القضاء- فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله.
قال: فسألته عن مسألة؛ فغلط فيها، فقلت: -أصلحك الله- القول في هذه المسألة كذا وكذا، إلا أني لم أرد هذه، إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها.
فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه، فقال: إذا أرجع وأنا صاغر، إذا أرجع وأنا صاغر؛ لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل».

❁ عبيدالله بن الحسن القاضي هو العنبري قاضي البصرة زمن الخليفة أبي جعفر والمهدي.

قناة عبدالرحمن السديس

17 Jan, 14:02


‏عبيد بن عمير والفاتنة!

قال العجلي: «كانت امرأة جميلة بمكة -وكان لها زَوْجٌ- فنظرت يوماً إلى وَجْهها في المرآة، فقالت لزوجها: أترى يرى أحد هذا الوجه لا يفتتن به؟
قال: نعم. قالت: من؟ قال: عبيد بن عُمير.
قالت فَأْذَنْ لي فيه فلأفتننه!
قال: قد أذنتُ لك!
قال: فَأَتَتْهُ كالمستفتية، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام، قال فأسفرت عن مثل فلقة القمر، فقال لها: يا أَمَةَ الله! فقالت: إني قَدْ فتنت بك؛ فانظر في أمري؟ قال: إني سائلك عن شيء فإن صَدَقْتِ نَظَرْتُ في أمرك، قالت: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.
قال: أخبريني لو أن مَلَكَ المَوْتِ أتاك يقبضُ روحكِ أكان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة؟
قالت: اللهم لا. قال: صَدَقْتِ.
قال: فلو أدخلت فى قبرك فأجلست للمساءلة أكان يسرك أني قد قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال صَدَقْتِ.
قال: فلو أن النَّاسَ أعطوا كتبهم لا تدرين تأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك، أكان يسرك أني قضيتُ لك هذه الحاجة؟ قالت: اللَّهُمَّ لا. قال: صدقت.
قال: فلو أردت المرور على الصراط ولا تدرين تنجين أم لا تنجين؛ كان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت.
قال: فلو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين تخفّين أم تثقلين كان يسرك أني قضيتُ لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت.
قال: فلو وقعت بين يدي الله للمساءلة كان يسرك أني قَضَيْتُ لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صَدَقْتِ.
قال اتَّقِ الله يا أَمَةَ الله؛ فقد أنعم الله عليك، وأحسن إليكِ.
قال: فرجعت إلى زوجها، فقال : ما صنعتِ؟ قالت: أنت بطال ونحن بطالون، فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة.

قال: فكان زوجها يقول: مالي ولعبيد بن عمير!
أفسد علي زوجي كانت كل ليلة عروساً؛ فصيرها راهبة!


«الثقات» ص٣٢٢.

وفيه: «ويُروى عن مجاهد، قال: نفخر على التابعين بأربعة: قارئنا عبد الله السائب، ومفتينا ابن عباس، ومؤذننا أبو محذورة، وقاضينا عُبيد بن عمير، يعني: أهل مكة».

قناة عبدالرحمن السديس

17 Jan, 13:02


الإحسان للموتى من الوالدين والأقارب بالوقف أنفع لهم من الصدقة المجردة من وجوه منها:
أن الوقف صدقة جارية بخلاف الصدقة المجردة.
ومنها؛
أن والديك وأقاربك بعد رحيلك ورحيل طبقتك من الإخوة والأقارب لا يجدون من يتصدق عنهم لأنك أنت أقرب الأقارب لهم.
ومنها
أنها بر وصلة رحم منك غير منقطعة حتى بموتك فلا تزال بارا وصولا كلما جاء والديك وأقاربك نفع من مساهمتك

قناة عبدالرحمن السديس

17 Jan, 10:37


تتمة

تأمل النقاش والتعليل 👇🏻

قال ابن القصار المالكي:
«فصل: وينبغي أن يكون غسل الجمعة متصلا بالرواح، وهذا هو المستحب والمسنون.
وبه قال أبو حنيفة والشافعي.
وقال قوم: إنه إن اغتسل قبل الفجر أجزأه.
قالوا: إنه لا خلاف أنه لو اغتسل للعيد قبل الفجر أجزأه واعتد به، فكذلك الجُمع؛ لأنه غسل ليوم عيد.

والدليل لقولنا: ما رواه ابن عمر أن النبي ﷺ قال: «من جاء إلى الجمعة فليغتسل».
وفي خبر: «من راح إلى الجمعة»، و «من أتى إلى الجمعة».

فقرن الغسل بالمجيء والرواح، والمجيء والرواح قرِنا بالغسل أيضا.
وكذلك في حديث حفصة أنه ﷺ قال: «على كل مسلم أن يروح إلى الجمعة، فمن راح إلى الجمعة فليغتسل».

فجعل وقته وقت الرواح، والرواح خلاف التغليس والبكور.

وأيضا فقد روى أبو سعيد الخدري أن النبي ﷺ قال: «الغسل واجب على كل محتلم يوم الجمعة».
ففيه دلالة على أنه لا يجزئ قبل الفجر؛ لأنه قال: (يوم الجمعة)، وقبل الفجر ليس من يوم الجمعة.

فإن قيل: ففي هذا دلالة عليكم؛ لأنه جعل جميع النهار وقتا له.

قيل: كل النهار ليس وقتا للجمعة؛ لأن غسل الجمعة هو قبلها، فعلم أنه أراد قبل الزوال لا قبل الفجر.

فإن قيل: قد علمنا أنه ﷺ لم يرد الغسل بعد الرواح والمجيء، وإنما معناه: من أراد المجيء والرواح فليغتسل، وهذا قبل الفجر وبعده يريد الرواح فيغتسل.

قيل: فينبغي إذا عزم وأراد المجيء إلى الجمعة يوم الخميس أو ليلة الجمعة أن يغتسل، وهذا مثل قوله تعالى: ﴿إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم﴾ أي: إذا أردتم القيام إلى الصلاة؛ فاغسلوا عند القيام، كذلك هذا يغتسل عند الرواح، ولولا أن دلالة قامت في جواز تقديم الوضوء لما زلنا عن الظاهر، وهو وجوب الوضوء عند القيام إلى الصلاة.

وأيضا فإنه غسل للجمعة قبل يومها؛ فوجب أن لا يعتد به، كما لو اغتسل يوم الخميس.

وقال الشافعي: إنه غسل في يوم الجمعة لها قبل فعلها؛ فوجب أن يعتد به، أصله إذا اغتسل قبل الرواح.
قيل: هو معتد به، وإنما الاستحباب ما قلناه.

ثم لو قلنا: إنه لا يعتد به من السنة إذا تأخر مضيه إلى الجمعة؛ لأننا قد عرفنا المعنى الذي من أجله أمروا بالغسل؛ فينبغي أن يكون متصلا بالرواح ليكون رواحه متصلا بالنظافة وقطع الروائح من العرق وغيره؛ لأنه بعد رواحه ينتظر الصلاة، ولعله يعرق، وتفوح له رائحة، فكل ما كان غسله متصلا برواحه كان أقطع لما يحدث منه بعد الرواح.
يقوي هذا: أنه لا يجزئه الغسل قبل الفجر لبعده عن المعنى المراعي.
يقوي: هذا ما روي أن الناس كانوا عمال أنفسهم، فكانوا يروحون بهيئتهم، فتفوح روائحهم، قيل: «لو اغتسلتم».

ويجوز أن نقول: قد اتفقنا أنه لو اغتسل لها قبل الفجر لم يجز بعلة أنه غسل سن لأجل الاجتماع للجمعة، ولقطع الروائح عنهم، فلما لم يتصل ذلك بالرواح لم يجزئه من غسل الجمعة كذلك هذا؛ لأنه غير متصل بالرواح.

ونقول أيضا: لو جاز تقدِمة الغسل ويكون هو المسنون إذا لم يتعقبه المجيء إلى الجمعة وإن كان مشترطا بالمجيء لجوز تقدمة الغسل قبل يوم الجمعة وإن كان مشترطا في الجمعة، فلما لم يجز ذلك لأنه خلاف الشرط المأمور به كذلك في مسألتنا، وبالله التوفيق».

«عيون الأدلة» ٤٨٥/٣.

قناة عبدالرحمن السديس

16 Jan, 22:11


.
فوائد في غسل الجمعة

«قال الأوزاعي: يجزئه أن يغتسل قبل الفجر للجنابة والجمعة».

«الأوسط» ٥١/٤، و«الاستذكار» ٣٥٥/٣، و«المغني» ٢٢٧/٣.

وقال الأثرم سئل أحمد بن حنبل عن الذي يغتسل سحر الجمعة، ثم يحدث أيغتسل أم يجزيه الوضوء؟
فقال: يجزيه، ولا يعيد الغسل».

«الاستذكار» ٣٥٧/٣

وقال عبدالكريم بن مالك الجزري: «الطِّيبُ يُجْزِئُ من الغسل يوم الجمعة».
وذكر الوليد بن مسلم عن موسى بن صهيب، قال: «كانوا يقولون: الطَّيبُ يُجزئ من الغسل يوم الجمعة».

«الاستذكار» ٣٥٢/٣.

وهذه النقول مع ما ورد من الأحاديث من سبب الأمر بالغسل للجمعة؛ تدل أن القصد من ذلك هو أن يحضر المسلم للجمعة نظيفا حسن الهيئة والرائحة.

وقد تغير حال أكثر الناس اليوم في سكنهم ووسائل الرفاهية، وسلوكهم وقرب الجوامع منهم، فمن اغتسل ليلة الجمعة ولم يعرض له ما يؤثر على غسله، فهو -إن شاء الله- كمن اغتسل قبل الحضور، وحصل منه مقصود الشارع.
والله أعلم.

قناة عبدالرحمن السديس

16 Jan, 20:49


.
قال أبو سعيد السيرافي في «أخبار النحويين البصريين» ص٣٨:
قال أبو العباس يعني المبرد: 👆

بمثل هذه النفوس الزكية ينبغي تداول العلم.
فإن وجدت من نفسك أو من محاورك غير ذلك؛ فأمسك فهو خير لكما، وأحمد عاقبة؛ في الدين والدنيا.

قناة عبدالرحمن السديس

16 Jan, 20:41


.
«أخبار النحويين البصريين» ص٤٩.

قناة عبدالرحمن السديس

09 Jan, 17:12


كما تدين تدان

قال البرذعي: سمعته [أبو زرعة الرازي] ذكر عبد الله بن سلمة الأفطس، فقال: كان عندي صدوقا؛ لكنه كان يتكلم في عبدالواحد بن زياد ويحيى القطان، وذُكِر له يونس بن أبي إسحاق؛ فقال: لا ينتهي يونس حتى يقول: سمعت البراء!

قال لي أبو زرعة: فانظر كيف يرد أمره!
قال أبو زرعة: كل من لم يتكلم في هذا الشأن على الديانة؛ فإنما يعطب نفسه، كل من كان بينه وبين إنسان حقد أو بلاء يجوز أن يذكره!
كان الثوري ومالك يتكلمون في الشيوخ على الدين؛ فنفذ قولهم، ومن يتكلم فيهم على غير الديانة؛ يرجع الأمر عليه».

«سؤالاته لأبي زرعة» ٣٢٩/٢.

قناة عبدالرحمن السديس

09 Jan, 14:08


وصايا في التربية وخطر الإهمال

قال ابن القيم: «ويجنبه مضار الشهوات المتعلقة بالبطن والفرج غاية التجنب؛ فإن تمكينه من أسبابها والفسح له فيها؛ يفسده فسادا يعز عليه بعده صلاحه.
وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه، وإعانته له على شهواته!

ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظلمه وحرمه، ففاته انتفاعه بولده، وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء..
 
فما أفسد الأبناء مثل تغفل الآباء وإهمالهم، واستسهالهم شرر النار بين الثياب!

فأكثر الآباء يعتمدون مع أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه، وهم لا يشعرون!

فكم من والد حرم ولده خير الدنيا والآخرة، وعرضه لهلاك الدنيا والآخرة!

وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله، وإضاعتهم لها، وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع، والعمل الصالح؛ حرمهم الانتفاع بأولادهم، وحرم الأولاد خيرهم ونفعهم لهم، وهو من عقوبة الآباء».

«تحفة المودود» ص٣٥١.

قناة عبدالرحمن السديس

09 Jan, 09:00


دعاء

قال ابن وهب: حدثني حماد بن زيد وجرير بن حازم وسفيان بن عيينة، عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال: «من أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد -وهو ساجد-: رب إني ظلمت نفسي؛ فاغفر لي».
«الجامع» (٩١٨).

إسناده حسن.

قناة عبدالرحمن السديس

09 Jan, 08:39


قسم كتب الشيخ عبدالرحمن البراك في المتجر الإلكتروني لمكتبة دار المحدث 👇


https://almohadith.com/ar/category/aqqgnV?s=35

قناة عبدالرحمن السديس

08 Jan, 21:08


.
وقال ابن دريد في «مقصورته» الشهيرة:

لا تعجَبنْ مِن هالِكٍ كيف هوى * بل فاعجبَنْ مِن سالِمٍ كيف نَجا

قناة عبدالرحمن السديس

08 Jan, 18:01


.
‏تعليق الشيخ أحمد شاكر على رواية:
«أنتم أعلم بأمور دنياكم»، وما في معناها، وكشف تلبيس المبطلين وانتحال الجاهلين، وتسترتهم به للانسلال من شرائع الإسلام.

من تحقيق صحيح ابن حبان ومسند أحمد.

قناة عبدالرحمن السديس

08 Jan, 10:20


تغير السؤال وأثره

قال ابن وهب في «الجامع» (١٥١٣): حدثني مالك، عن زيد بن أسلم: أنه كان إذا جاءه إنسان يسأله فخلط عليه..
قال له: اذهب فتعلَّم كيف تسأل، فإِذا تعلمت؛ فتعال فاسْأَل».

هذه قضية مهمة، وهي ضبط السؤال المراد جوابه..
فكثير من السائلين يزيد وينقص في سؤاله ما لا يريد بلا قصد، ربما بسبب العجلة أو الرهبة أو عدم العلم بأثر ما يضيف أو يترك من قيود على الجواب..

وقد طلبت مما لا أحصي من السائلين أن يعيد السؤال؛ فأجده يزيد أو ينقص ما يؤثر في الجواب تأثيرا كبيرا !

فلينتبه لذلك السائل والمجيب.

قناة عبدالرحمن السديس

07 Jan, 21:13


محاورة شعرية جميلة بين مروان بن الحكم وعبدالله بن الزبير في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

«تهذيب الآثار» لابن جرير الطبري.


* عبدالله بن الزبير بن العوام أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، وعائشة أم المؤمنين خالته. رضي الله عنهم.

قناة عبدالرحمن السديس

07 Jan, 16:33


.
جمع الخليفة عمر بن عبدالعزيز أصحابه بالسويداء ثم ..

قناة عبدالرحمن السديس

07 Jan, 14:17


تفضل 🌹
.
«الجامع» لابن وهب.

قناة عبدالرحمن السديس

07 Jan, 13:32


وقال أبو الوليد الباجي في «المنهاج في ترتيب الحجاج» ص١٨و١٩

قناة عبدالرحمن السديس

07 Jan, 11:38


أنواع المصنفات في الزهد، والمتكلمون في الأمور الباطنة، وحذقهم في الرد على الجهمية..

قال ابن تيمية: «أما القسم الثاني فالذين يتكلمون في الأمور الباطنة من العمال والعلوم، لكن مع قولهم إنها توافق الظاهر، ومع اتفاقهم على أن من ادعى باطنا يناقض الظاهر؛ فهو منافق زنديق؛ فهؤلاء هم المشهورون بالتصوف عند الأمة.
وهم في ما يتكلمون فيه من الأعمال الباطنة وعلم الباطن يستدلون على ذلك بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، كما يستدل بذلك على الأعمال الظاهرة، وذلك في علم الدين والإسلام كما للإنسان بدن وقلب...
ولكن يوجد منهم من جنس ما يوجد في بقية الطوائف من البدع والنفاق…

المصنفات في أخبار الزهاد ثلاثة أقسام:

قسم جردوا النقل لأخبار القرون المفضلة من الصحابة والتابعين ونحوهم، كما ذكر ذلك الإمام أحمد -رحمه الله- في كتابه المشهور في «الزهد» فإنه صنفه على الأسماء، وذكر فيه زهد الأنبياء والصحابة والتابعين.
وإن كان آخرون من المصنفين في «الزهد» كعبد الله بن المبارك وهناد بن السري؛ صنفوا ذلك على الأبواب.

وقسم ذكروا أخبار الزهاد المتأخرين من حين حدث اسم «التصوف» كما فعل أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه في «طبقات الصوفية»، وكما فعل أبو القاسم القشيري في «رسالته»، وابن خميس في «مناقب الأبرار» ونحو هؤلاء.

وقسم ذكروا المتقدمين والمتأخرين، كما فعل الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، [حلية الأولياء] وأبو الفرج بن الجوزي [صفة الصفوة]، وغيرهما.

وهؤلاء المشايخ الموجودون في هذه الكتب؛ ليس فيهم من هو معروف باعتقاد مذهب الباطنية المخالف للظاهر، بل لهم من الكلام في نقيض ذلك، بل في رد البدع الصغار وحفظ الشريعة باطنا وظاهرا من الكلام والقوة في ذلك، والموالاة عليه والمعاداة عليه؛ ما لا يوجد كثير منه لكثير من أئمة الفقهاء.

وحذاق الشيوخ أكثر عناية بالرد على الجهمية من كثير من حذاق الفقهاء؛ لاسيما الكاملين في التصوف منهم، وهم أهل الحديث، كما كانوا يوصون الإنسان أن يكتب الحديث وأن يتصوف؛ فإن هؤلاء من أعظم الناس رعاية لما جاءت به الشريعة من الأقوال والأعمال، ومحافظة على ما دل عليه ظاهرها مع تحقيق باطنها، فيجمعون بين الظاهر والباطن».

«بيان تلبيس الجهمية» ٢/ ١٦٩-١٧٧.

قناة عبدالرحمن السديس

07 Jan, 10:48


الدلالة على أهل العلم فضل عظيم وباب واسع من أبواب الخير
أيسر طريقة وأعظم أجرا
اقره القرآن على قوله:
(أنا أنبئكم بتأويله)
لأن الدلالة على العلماء دلالة على العلم نفسه وتبليغ له


﴿وَقَالَ ٱلَّذِی نَجَا مِنۡهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعۡدَ أُمَّةٍ أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِیلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ ۝٤

قناة عبدالرحمن السديس

07 Jan, 09:48


للتأمل ..

الآمدي في «الموازنة» ١

قناة عبدالرحمن السديس

07 Jan, 08:15


.
‏تعليق نافع للشيخ أحمد شاكر على حديث:

«إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة».

من تحقيق صحيح ابن حبان

قناة عبدالرحمن السديس

06 Jan, 21:25


ولما انتهيت منه 👆 ولم أجده!
قلت لعله لابن القيم، ثم وجدته سريعا!

فلعل لله عز وجل حكمة في هذا الوهم.

وهذا هو:

قال ابن القيم في «الفوائد» ص٢٧٩:

«أنفع الناس لك رجل مكنك من نفسه حتى تزرع فيه خيرا أو تصنع إليه معروفا؛ فإنه نعم العون لك على منفعتك وكمالك؛ فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر».

فشكرا لكل من تابع القناة أو نشر منها، فقد كان نعم العون على تبليغ العلم والخير والفائدة 🌹

قناة عبدالرحمن السديس

06 Jan, 21:03


وكرر ابن الجوزي في «صيد الخاطر» الكلام في تأخر إجابة الدعاء أو عدمه، وأجاد وأحسن، وفي كل موضع لفتة وسياق يختلف عن الآخر.
انظرها في:
ص١٣٠ و٢٢٧ و٢٧٨ و٣٣٢ و٣٥٥ و٥٣٩
و٥٥٧ و٦٢٦.

قناة عبدالرحمن السديس

06 Dec, 17:03


في هذه القطعة 👆 تاريخ وعبرة وتربية!

قاله الشاطبي في ‏«الموافقات» ٨٦٦/٣

قناة عبدالرحمن السديس

06 Dec, 16:37


قاعدة

قال الشاطبي: «الأصل في العبادات بالنسبة إلى المكلف؛ التعبد دون الالتفات إلى المعاني.
وأصل العادات الالتفات إلى المعاني».

واستدل بالاستقراء..

‏«الموافقات» ٦٥٩/٢ و٦٨٠/٣.

قناة عبدالرحمن السديس

06 Dec, 14:37


إن كانت سلامتك في ترك مخالطة ما

قال ابن القيم: «وكل سبب يعود بصلاح قلبك وحالك مع الله؛ فلا تؤثر به أبدا، فإنما تؤثر الشيطان على الله وأنت لا تعلم.
وتأمل أحوال أكثر الخلق في إيثارهم على الله من يضرهم إيثارهم له ولا ينفعهم، وأي جهالة وسفه فوق هذا؟»

«مدارج السالكين» ١٥/٣.

قناة عبدالرحمن السديس

06 Dec, 14:06


الإمام عبدالله العمري الزاهد 👆

قال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن يحيى المروزي، قال: بلغني عنه، يعني: العمري، أنه كان يلزم الجَبَّان كثيرا، وكان لا يخلو من كتاب يكون معه ينظر فيه، فقيل له في ذلك؟
فقال: «إنه ليس شيء أوعظ من قبر، ولا أسلم من وحدة، ولا آنس من كتاب».

«العزلة والانفراد» (٨٤).

«والجَبَّانة، بِالتَّشْدِيدِ: الصَّحْرَاءُ، وَتُسَمَّى بِهِمَا الْمَقَابِرُ لأَنها تَكُونُ فِي الصَّحْرَاءِ تَسْمِيَةً لِلشَّيْءِ بِمَوْضِعِهِ». «اللسان».

قناة عبدالرحمن السديس

06 Dec, 14:06


اقتران الأذى بالمخالطة...

ثبت في الحديث عند أحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلِمِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ "

فدل الحديث على اقتران المخالطة بالأذى ولابد؛
ولذا ينبغي للمؤمن أن تقتصر مخالطته على من يرجو في ذلك الأجر مع الاحتمال والصبر وتوقع الأذى وانتظاره.
أما المخالطة لطلب الراحة واللذة فحسب فبعيدة المنال والعزلة أقرب للذة منها والله المستعان.
ودل على أن الأحوال ثلاثة
من يخالط ويصير فهو أمثلهم
من لا يخالط ويسلم وهو دونه
من يخالط ولا يصبر وهو دونهما
ومن علم من نفسه عدم الصبر فالعزلة خير له.

قناة عبدالرحمن السديس

06 Dec, 09:45


.
من أسباب إصرار بعض الناس على الضلالات الواضحة، والعقائد الباطلة، والأفكار الساقطة 👆

وكذلك الردود الضعيفة عليهم؛ فالرد الذي لا يقطع دابرهم يغريهم بأن هذا منتهى ما عند المخالفين لهم!

وليس كل عالم يحسن الرد والجدال، وأما اليوم فأكثر الخائضين لا علم ولا جدل!

الصورة من كتاب «الاعتصام» للشاطبي ٣.

قناة عبدالرحمن السديس

06 Dec, 02:52


عوارض الأفعال

قال النبي ﷺ: «اللهم إنما أنا بشرٌ؛ فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته؛ فاجعلها له زكاة ورحمة».
متفق عليه واللفظ لمسلم.

فمن يطالب الناس أن يكونوا في الرضا والسخط وعوراض الأحوال على نمط واحد؛ يطالبهم بما ليس من شأن البشر !

وفي هذا الحديث سنة حسنة، وهي أن يراجع المرء نفسه، ويستغفر لمن أخطأ عليهم، ويدعو لهم ويعتذر إليهم..

وهذا يبين أن من يحكم على أخلاق شخص من خلال موقف أو رد أو تغريدة ونحوها؛ مخطئ؛ إذ لا بد من استقراء أحواله والنظر في تعامله عموما.

قناة عبدالرحمن السديس

05 Dec, 19:34


قال الإمام الشافعي: «من إذالة العلم أن تناظر كل من ناظرك، وتقاول كل من قاولك».

«مناقب الشافعي» للبيهقي ١٥١/٢.

قناة عبدالرحمن السديس

05 Dec, 17:57


يقول بعض من ينكر تلبس الجن بالإنس والسحر

لماذا لا يتلبس بفلان؟ أو لماذا لا يأخذون أموال المصارف؟ أو أتحدى أن يفعل كذا..

وهذا خطأ فاحش في الفهم، فنحن نقول بإمكان وقوع التلبس والسحر، لكن لم يقل أحد: إن الجن والسحرة لديهم القدرة التامة المطلقة لفعل كل ما أرادوا!
{وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}.

قناة عبدالرحمن السديس

05 Dec, 17:24


أخطاء الظنون

كم مرة انكشف لك خطأ ظنك؟
وما يدريك فلعل ما لم ينكشف لك مثله أو أكثر!
فلهذا {ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}.

وقال النبي ﷺ: «إياكم والظن! فإن الظن أكذب الحديث».
متفق عليه.

قناة عبدالرحمن السديس

05 Dec, 11:14


أحوال ذكر الفقهاء أنه يكره السلام فيها

في «كشاف القناع» 4/ 252:
«(و) يكره السلام (على مَنْ يأكل أو يقاتل) لاشتغاله. (وفيمن يأكل نظر) قاله في "الآداب الكبرى". أي: في كراهة السلام عليه نظر.
قال: وظاهر التخصيص أنه لا يكره على غيرهما، ومقتضى التعليل خلافه، أي: تعليلهم باشتغالهما.
(و) يكره السلام (على تالٍ) للقرآن (و) على (ذاكر) لله تعالى (و) على (مُلَبٍّ ومُحَدِّث) أي: مُلْقٍ لحديث النبي ﷺ (وخطيب وواعظ، وعلى مَنْ يستمع لهم) أي: للمذكورين من التالي ومَنْ بعده.
(و) يكره السلام على (مُكَرِّرِ فقه ومدرِّس) في أي علم كان. ولَعَلَّ المراد: إذا كان مشروعًا أو مباحًا.
(وعلى مَنْ يبحثون في العلم، وعلى مَنْ يؤذن أو يقيم) وتقدم حكم المصلي، وأن المذهب: لا يكره السلام عليه (وعلى مَنْ هو على حاجته) ويكره أيضًا رده منه. نص عليه، وتقدم في باب الاستنجاء. وقدم في "الرعاية الكبرى": لا يكره، ذكره في "الآداب" (.. أو مشتغل بالقضاء ونحوهم) أي: نحو المذكورين مع كل مَنْ له شغل عن رد السلام.
(ومن سلَّم في حالة لا يُستحب فيها السلام) كالأحوال السابقة (لم يستحق جوابًا) لسلامه».

والغرض أن يُعلم هذا، ويلتمس العذر لمن لم يرد؛ فلعل هذا رأيه، أو لم يسمع لشغله.

قناة عبدالرحمن السديس

05 Dec, 10:56


حكم التداوي

كلام أهل العلم في حكمه منتشر..

لكن ينبغي للمتحدث فيه اليوم أن ينتبه للفارق الكبير في الطب بين تلك الأزمنة وما بلغه الطب اليوم.
فكثير من العلاجات اليوم؛ تأثيرها في الشفاء؛ قطعي، عادة.
أما قديما فأكثرها مظنون، وبعضها دون بعض!

قناة عبدالرحمن السديس

05 Dec, 10:27


مروءة عالية.
عدو عاقل ولا صديق جاهل!



قال أبو الفرج الأصفهاني: «حضرت أبا عبدالله الباقطائي وهو يتقلّد ديوان المشرق وقد تقلد ابن أبي السلاسل ماسبذان ومهرجان قذف، وجاءه ليأخذ كتبه، فجعل يوصيه كما يوصي أصحاب الدواوين والعمال.
فقال ابن أبي السلاسل: كأنك قد استكثرت لي هذا العمل! أنت أيضا قد كنت تكتب لأبي العبّاس ابن ثوابة، ثم صرت صاحب ديوان. 
فقال له الباقطائي: يا جاهل يا مجنون لولا أنه قبيح بمثلي مكافأة مثلك لراجعت الوزير- أيده الله- في أمرك حتى أزيل يدك، ومن لي أن أجد مثل ابن ثوابة في هذا الوقت فأكتب له ولا أريد الرياسة!

ثم أقبل علينا يحدثنا فقال: دخلت مع أبي العبّاس ابن ثوابة إلى المهتدي -وكان سليمان بن وهب وزيره- وكان يدخل إليه الوزير وأصحاب الدواوين والعمال والكتاب فيعملون بحضرته ويوقّع إليهم في الأعمال. 
فأمر سليمان بأن يكتب عنه عشرة كتب مختلفة إلى جماعة من العمال.. [إلى قال]

اكتب إلى فلان العامل بقبض ضيعة فلان العامل المصروف المعتقل في يده بباقي ما عليه من المصادرة.
فقال له أبو العبّاس ابن ثوابة: كلنا يا أمير المؤمنين خدمك وأولياؤك، وكلّنا حاطب في حبلك، وساع فيما أرضاك وأيّد ملكك، أفنمضي ما تأمر به على ما خيّلت أم نقول بالحقّ؟
قال: بل قل الحقّ يا أحمد، 
فقال: يا أمير المؤمنين الملك يقين والمصادرة شكّ، أفترى أن نزيل اليقين بالشك؟
قال: لا، فقال: فقد شهدت للرجل بالملك وصادرته عن شكّ فيما بينك وبينه، وهل خانك أم لا، فتجعل المصادرة صلحا، فإذا قبضت ضيعته بهذا، فقد أزلت اليقين بالشكّ، فقال له: صدقت.

ولكن كيف الوصول إلى المال؟
فقال له: أنت لا بدّ لك من عمّال على أعمالك، وكلّهم يرتزق ويرتفق، فيحوز رفقه ورزقه إلى منزله، فاجعله أحد عمالك ليصرف هذين الوجهين إلى ما عليه، ويسعفه معاملوه؛ فيخلص نفسه وضيعته ويعود إليك مالك.
فأمر سليمان بن وهب أن يفعل ذلك.

فلما خرجنا عن حضرة المهتدي، قال له سليمان: عهدي بهذا الرجل عدوّك، وكلّ واحد منكما يسعى على صاحبه، فكيف زال ذاك حتى نُبت عنه في هذا الوقت نيابة أحييته بها وتخلّصت نفسه ونعمته؟

فقال: إنما كنت أعاديه وأسعى عليه وهو يقدر على الانتصاف مني، فأما وهو فقير إليّ؛ فهو مما يحظره الدين والصناعة والمروءة.
فقال له سليمان: جزاك الله خيرا، أما والله لأشكرنّ هذه النية لك، ولأعتقدنّك من أجلها أخا وصديقا، ولأجعلنّ هذا الرجل لك عبدا ما بقي.

ثم قال له الباقطائي: أفمن كان هذا وزنه وفضله يعاب من كان يكتب له؟!».

«الأغاني» ١٤٦/٢٣.

قناة عبدالرحمن السديس

05 Dec, 10:00


.
خبران طريفان في ولاية القضاء

قناة عبدالرحمن السديس

05 Dec, 02:58


إذا بهر عينك ما متِّع به أهل الدنيا؛
فتذكر قول أهل العلم للمتمنين كزينة قارون: {ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا}، {متاع الدنيا قليل}.

قناة عبدالرحمن السديس

30 Nov, 20:02


فضل الوضوء عموما، وفي الشتاء خصوصا

قال رسول الله ﷺ: «من توضأ فأحسن الوضوء؛ خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره». رواه مسلم.

فدل على فضيلة الوضوء لكل صلاة -ولو كنت على طهارتك السابقة-، ‏ولهذا الفضل -والله أعلم-؛ كان النبي ﷺ «يتوضأ عند كل صلاة» رواه البخاري.

هذا الغالب من حاله، وقد وصلى ﷺ يوم الفتح الصلوات الخمس بوضوء واحد. رواه مسلم.

ويزداد فضل الوضوء في البرد، قال النبي ﷺ:
«ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى، قال: إسباغ الوضوء على المكاره..». رواه مسلم.
أي: إيصال الماء إلى أماكنه من جسدك مع كرهك الطبيعي لبرودته وما يحصل لك من البرد بعد غسله.

قناة عبدالرحمن السديس

30 Nov, 10:41


حكم الخلط بين القراءات في الصلاة وغيرها

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجل يصلى بقوم، وهو يقرأ بقراءة الشيخ أبي عمرو، فهل إذا قرأ لورش، أو لنافع -باختلاف الروايات- مع حمله قراءته لأبي عمرو يأثم أو تنقص صلاته أو ترد؟

فأجاب:
«يجوز أن يقرأ بعض القرآن بحرف أبي عمرو وبعضه بحرف نافع، وسواء كان ذلك في ركعة أو ركعتين، وسواء كان خارج الصلاة أو داخلها، والله أعلم».
«مجموع الفتاوى» ٤٤٥/٢٢.

وقال ابن الجزري في «النشر» ٢٢/١:
قال -بعد أن نقل أن البعض منع من ذلك-:
«والصواب عندنا التفصيل والعدول بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول:
١- إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى؛ فالمنع من ذلك منع تحريم، كمن يقرأ (فتلقى آدم من ربه كلمات) بالرفع فيهما، أو بالنصب، آخذا رفع (آدم) من قراءة غير ابن كثير، ورفع (كلمات) من قراءة ابن كثير ..، وشبهه مما يركب بما لا تجيزه العربية، ولا يصح في اللغة.

٢- وأما ما لم يكن كذلك؛ فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها؛

‏❍ فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية؛ فإنه لا يجوز أيضا من حيث إنه كذب في الرواية، وتخليط على أهل الدراية.
‏❍ وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة؛ فإنه جائز صحيح مقبول، لا منع منه ولا حظر، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الرويات، من وجه تساوي العلماء بالعوام، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام؛ إذ كل من عند الله، نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين، تخفيفا عن الأمة، وتهوينا على أهل هذه الملة..».

وقال ابن حجر في «الفتح» ٣٨/٩: «واستدل بقوله ﷺ: «فاقرءوا ما تيسر منه» على جواز القراءة بكل ما ثبت من القرآن بالشروط المتقدمة(١)، وهي شروط لابد من اعتبارها، فمتى اختل شرط منها؛ لم تكن تلك القراءة معتمدة.
وقد قرر ذلك أبو شامة في «الوجيز» تقريرا بليغا، وقال:
«لا يقطع بالقراءة بأنها منزلة من عند الله إلا إذا اتفقت الطرق عن ذلك الإمام الذي قام بإمامة المصر بالقراءة، وأجمع أهل عصره ومن بعدهم على إمامته في ذلك.
قال: أما إذا اختلفت الطرق عنه؛ فلا، فلو اشتملت الآية الواحدة على قراءات مختلفة مع وجود الشرط المذكور؛ جازت القراءة بها بشرط ألا يختل المعنى ولا يتغير الإعراب.
‏وذكر أبو شامة في «الوجيز» أن فتوى وردت من العجم لدمشق سألوا عن قارئ يقرأ عُشرا من القرآن فيخلط القراءات؟

فأجاب ابن الحاجب وابن الصلاح وغير واحد من أئمة ذلك العصر:
بالجواز بالشروط التي ذكرناها، كمن يقرأ مثلا (فتلقى آدم من ربه كلمات)، فلا يقرأ لابن كثير بنصب (آدمَ) ولأبي عمرو بنصب (كلماتٍ)، وكمن يقرأ (نغفر لكم) بالنون (خطيئاتُكم) بالرفع.
قال أبو شامة: لا شك في منع مثل هذا، وما عداه فجائز. والله أعلم.
قال ابن حجر: وقد شاع في زماننا من طائفة من القراء إنكار ذلك، حتى صرح بعضهم بتحريمه! فظن كثير من الفقهاء أن لهم في ذلك معتمدا فتابعوهم، وقالوا: أهل كل فن أدري بفنهم.
وهذا ذهول ممن قاله، فإن علم الحلال والحرام إنما يتلقى من الفقهاء، والذي منع ذلك من القراء؛ إنما هو محمول على ما إذا قرأ برواية خاصة، فإنه متى خلطها كان كاذبا على ذلك القارئ الخاص الذي شرع في إقراء روايته، فمن أقرأ رواية لم يحسن أن ينتقل عنها إلى رواية أخرى، كما قاله الشيخ محيي الدين، وذلك من الأولوية لا على الحتم أما المنع على الإطلاق فلا. والله أعلم».
ــــــــــــــــــــــــ
(١) ذكرها في ٣٢/٩: «والأصل المعتمد عليه عند الأئمة في ذلك أنه الذي يصح سنده في السماع، ويستقيم وجهه في العربية، ويوافق خط المصحف».

قناة عبدالرحمن السديس

30 Nov, 08:32


بُعث موسى بالجلال، وبعث عيسى بالجمال، وبعث محمد بالكمال.

قال ابن تيمية: «‌شريعة ‌التوراة ‌تغلب عليها الشدة، وشريعة الإنجيل يغلب عليها اللين، وشريعة القرآن معتدلة جامعة بين هذا وهذا، كما قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}، وقال في وصف أمته: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}، وقال أيضا: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}، فوصفهم بالرحمة للمؤمنين والذلة لهم، والشدة على الكفار والعزة عليهم.

وكذلك كان صفة محمد ﷺ نبيهم، أكمل النبيين وأفضل الرسل؛ بحيث قال: «أنا محمد وأنا أحمد، وأنا نبي الرحمة، وأنا نبي الملحمة، وأنا نبي التوبة، وأنا الضحوك القتال»، فوصف نفسه بأنه نبي الرحمة والتوبة، وأنه نبي الملحمة، وأنه الضحوك القتال، وهذا أكمل ممن بعث بالشدة والبأس غالبا، أو باللين غالبا.

وقد قيل بسبب ذلك: إن بني إسرائيل كانت نفوسهم قد ذلت لقهر فرعون لهم واستعباد فرعون لهم، فشرعت لهم الشدة لتقوى أنفسهم ويزول عنهم ذلك الذل، ولهذا لما أمروا بالجهاد نكلوا عنه، وقال لهم موسى: {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين . قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون} [..الآيات].

وأما أصحاب محمد ﷺ؛ فقال له قائلهم يوم بدر: «والله لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} بل نقاتل أمامك ووراءك وعن يمينك وعن يسارك، والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك..

قالوا: فلما نصر الله بني إسرائيل وأظهرهم، ظهرت فيهم الأحداث بعد ذلك وتجبروا، وقست قلوبهم وصاروا شبها بآل فرعون، فبعث الله المسيح عليه السلام باللين والصفح والعفو عن المسيء واحتمال أذاه؛ ليلين أخلاقهم وتزول ما كانوا فيه من الجبرية والقسوة.

فأفرط هؤلاء في اللين حتى تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، وتركوا الحكم بين الناس بالعدل وإقامة الحدود، وترهب عبادهم منفردين، مع أن في ملوك النصارى من الجبرية والقسوة، والحكم بغير ما أنزل الله، وسفك الدماء بغير حق مما يأمرهم به علماؤهم وعبادهم ومما لم يأمروهم به؛ ما شاركوا فيه اليهود.

فبعث الله محمدا ﷺ بالشريعة الكاملة العادلة، وجعل أمته عدلا خيارا، لا ينحرفون إلى هذا الطرف ولا إلى هذا الطرف، بل يشتدون على أعداء الله، ويلينون لأولياء الله، ويستعملون العفو والصفح فيما كان لنفوسهم، ويستعملون الانتصار والعقوبة فيما كان حقا لله.
وهذا كان خلق نبيهم.. ففي شريعته ﷺ من اللين، والعفو والصفح، ومكارم الأخلاق أعظم مما في الإنجيل، وفيها من الشدة والجهاد، وإقامة الحدود على الكفار والمنافقين أعظم مما في التوراة، وهذا هو غاية الكمال.

ولهذا قال بعضهم: بُعث موسى بالجلال، وبعث عيسى بالجمال، وبعث محمد بالكمال».

«الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» ٣/ ٤٥٧-٤٦٢.

قناة عبدالرحمن السديس

30 Nov, 08:23


روى الإمام مالك في (الموطأ):
أن أبا بكر الصديق رضي ﷲ عنه قرأ ( سرًّا ) في ثالثة المغرب بعد الفاتحة :
{ربّنا لا تُزِغ قلوبَنا بعد إذ هديتَنا وهَب لنا من لدُنك رحمة إنك أنت الوهّاب}.

قال ابن هانئ للإمام أحمد: تأمُرُني أن أقرأ كما قرأ أبو بكر؟
قال: نعم، افعَل فهو حسن، وأمرني بها.

قناة عبدالرحمن السديس

30 Nov, 08:22


﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰۤ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّی لِمَاۤ أَنزَلۡتَ إِلَیَّ مِنۡ خَیۡرࣲ فَقِیرࣱ﴾


علم موسى عليه السلام أن الله تعالى كريم يشكر لعبده جميل صنعه
فدعا ربه بعد إحسانه للفتاتين فأجابه.
إذا وفقك الله لمعروف في مسلم
فتول إلى القبلة وارفع يديك
فقد حان موعد الدعاء المستجاب.

قناة عبدالرحمن السديس

29 Nov, 15:04


لذة الإحسان!

«قيل: كان الوزير ابن الفرات يلتذ بقضاء حوائج الرعية، وما رد أحدا قط عن حاجة ردَّ آيسٍ، بل يقول: تعاودني، أو يقول: أعوضك من هذا..

[ونقل عنه]
والله ما أريد الدنيا إلا لخير أقدمه أو صديق أنفعه..

ومرض مرة فقال: ما غمي بعلتي بأشد من غمي بتأخر حوائج الناس، وفيهم المضطر».

«سير أعلام النبلاء » ٤٧٦/١٤.

قناة عبدالرحمن السديس

29 Nov, 10:39


.
إذا قال ابن عاشور في «تفسيره» قال الجد 👆

قناة عبدالرحمن السديس

29 Nov, 10:16


آفات الصالحين

قال ابن تيمية: «كثير من المنتسبين إلى العلم؛ يبتلى بالكبر كما يبتلى كثير من أهل العبادة بالشرك.
ولهذا آفة العلمِ الكبرُ، وآفة العبادةِ الرياءُ».

«الرد على الشاذلي» ص٢٥٦.

قناة عبدالرحمن السديس

29 Nov, 10:11


داء ودواء

قال ابن القيم: «القلب يعرض له مرضان عظيمان إن لم يتداركهما؛ تراميا به إلى التلف ولا بد، وهما: الرياء والكبر.
فدواء الرياء بـ{ إياك نعبد}،
ودواء الكبر بـ{إياك نستعين}.
وكثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول:
{إياك نعبد} تدفع الرياء،
و{إياك نستعين} تدفع الكبرياء».

«مدارج السالكين» ٨٧/١

قناة عبدالرحمن السديس

28 Nov, 17:32


هذه العلامة (!) اشتهرت بعلامة التعجب.. وليست خاصة بالتعجب؛ بل هي للانفعالات.. 👆
وهذا الكتاب هو أول كتاب ألف في هذا الباب.

قناة عبدالرحمن السديس

28 Nov, 13:23


أهمية معرفة الأسماء والصفات والتعبد لله بها وأثر ذلك على قلب العبد

قال الشيخ السعدي -رحمه الله-

تحت باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}

قال: «أصل التوحيد: إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله من الأسماء الحسنى، ومعرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة، والمعارف الجميلة، والتعبد لله بها ودعاؤه بها.
فكل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه؛ فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى. 
فمن دعاه لحصول رزق؛ فليسأله باسمه الرزاق، ولحصول رحمة ومغفرة؛ فباسمه الرحيم الرحمن البر الكريم العفو الغفور التواب، ونحو ذلك.

وأفضل من ذلك أن يدعوه بأسمائه وصفاته دعاء العبادة، وذلك باستحضار معاني الأسماء الحسنى، وتحصيلها في القلوب حتى تتأثر القلوب بآثارها ومقتضياتها، وتمتلئ بأجل المعارف.

فمثلاً: أسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة؛ تملأ القلب؛ تعظيمًا لله وإجلالاً له.
وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود؛ تملأ القلب محبة لله وشوقًا له وحمدًا له وشكرًا.
وأسماء العز والحكمة والعلم والقدرة؛ تملأ القلب خضوعًا لله، وخشوعًا وانكسارًا بين يديه.
وأسماء العلم والخبرة والإحاطة والمراقبة والمشاهدة؛ تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، وحراسة للخواطر عن الأفكار الردية، والإرادات الفاسدة.
وأسماء الغنى واللطف؛ تملأ القلب افتقارًا، واضطرارًا إليه، والتفاتًا إليه كل وقت، في كل حال.

فهذه المعارف التي تحصل للقلوب بسبب معرفة العبد بأسمائه وصفاته، وتعبده بها لله؛ لا يُحصِّل العبد في الدنيا أجل ولا أفضل ولا أكمل منها، وهي أفضل العطايا من الله لعبده، وهي روح التوحيد وروحه.
ومن انفتح له هذا الباب؛ انفتح له باب التوحيد الخاص، والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للكُمَّل من الموحدين.
وإثبات الأسماء والصفات هو الأصل لهذا المطلب الأعلى.
وأما الإلحاد في أسماء الله وصفاته؛ فإنه ينافي هذا المقصد العظيم أعظم منافاة».

«القول السديد في مقاصد التوحيد» ص١٥١.

قناة عبدالرحمن السديس

28 Nov, 13:10


طريقة الضلال في ترويض أتباعهم لعدم الاعتراض على باطلهم

«والمقصود هنا أنا ننبه على بعض ما نبين به تناقضهم وضلالهم في عقلياتهم التي نفوا بها صفات الله عز وجل، وعارضوا بها نصوص الرسول الثابتة بصحيح المنقول الموافقة لصريح المعقول.
وكلما أمعن الفاضل الذكي في معرفة أقوال هؤلاء الملاحدة ومن وافقهم في بعض أقوالهم من أهل البدع، كنفاة بعض الصفات الذين يزعمون أن المعقول عارض كلام الرسول، وأنه يجب تقديمه عليه، فإنه يتبين له أنه يعلم بالعقل الصريح ما يصدق ما أخبر به الرسول، وما به يتبين فساد ما يعارض ذلك.
ولكن هؤلاء عمدوا إلى ألفاظ مجملة مشتبهة تحتمل في لغات الأمم معاني متعددة، وصاروا يدخلون فيها من المعاني ما ليس هو المفهوم منها في لغات الأمم، ثم ركّبوها وألفوها تأليفاً طويلاً بنوا بعضه على بعض، وعظّموا قولهم، وهوّلوه في نفوس من لم يفهمه، ولا ريب أن فيه دقة وغموضاً لما فيه من الألفاظ المشتركة والمعاني المشتبهة. 
فإذا دخل معهم الطالب وخاطبوه بما تنفر عنه فطرته فأخذ يعترض علهم؛ قالوا له: أنت لا تفهم هذا، وهذا لا يصلح لك، فيبقى ما في النفوس من الأنفة والحمية يحملها على أن تُسلِّم تلك الأمور قبل تحقيقها عنده، وعلى ترك الاعتراض عليها خشية أن ينسبوه إلى نقص العلم والعقل، ونقلوا الناس في مخاطبتهم درجات، كما ينقل إخوانهم القرامطةُ المستجيبين لهم درجة بعد درجة حتى يوصلوهم إلى البلاغ الأكبر والناموس الأعظم، الذي مضمونه جحد الصانع، وتكذيب رسله، وجحد شرائعه، وفساد العقل والدين، والدخول في غاية الإلحاد، المشتمل على غاية الفساد في المبدأ والمعاد.
وهذا القدر الذي وقع فيه ضلال المتفلسفة لم يقصده عقلاؤهم في الأصل، بل كان غرضهم تحقيق الأمور والمعارف، لكن وقعت لهم شبهات ضلوا بها، كما ضل من ضل ابتداء من المشركين منهم ومن غيرهم من الكفار، ممن ضل ببعض الشبهات، ولهذا يجب على من يريد كشف ضلال هؤلاء وأمثالهم: أن لا يوافقهم على لفظ مجمل حتى يتبين معناه، ويعرف مقصوده، ويكون الكلام في المعاني العقلية المبينة، لا في معان مشتبهة بألفاظ مجملة..».

«درء تعارض العقل والنقل» ٢٩٥/١.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Nov, 17:39


الحجة الدامغة لأهل البدع من المؤولة وغيرهم

قال ابن تيمية: «وقد بينا في موضع آخر أن الرسول بلغ البلاغ المبين، وبين مراده، وأن كل ما في القرآن والحديث من لفظ يقال فيه إنه يحتاج إلي التأويل الاصطلاحي الخاص، الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره، فلا بد أن يكون الرسول قد بين مراده بذلك اللفظ بخطاب آخر، لا يجوز عليه أن يتكلم بالكلام الذي مفهومه ومدلوله باطل، ويسكت عن بيان المراد الحق، ولا يجوز أن يريد من الخلق أن يفهموا من كلامه ما لم يبينه لهم ويدلهم عليه، لإمكان معرفة ذلك بعقولهم، 
وأن هذا قدح في الرسول الذي بلغ البلاغ المبين، الذي هدى الله به العباد، وأخرجهم به من الظلمات إلي النور، وفرق الله به بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وبين الرشاد والغي، وبين أولياء الله وأعدائه، وبين ما يستحقه الرب من الأسماء والصفات وما ينزه عنه من ذلك، حتى أوضح الله به السبيل، وأنار به الدليل، وهدى به الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.

فمن زعم أنه تكلم بما لا يدل إلا على الباطل لا على الحق، ولم يبين مراده، وأنه أراد بذلك اللفظ المعنى الذي ليس بباطل، وأحال الناس في معرفة المراد على ما يعلم من غير جهته بآرائهم، فقد قدح في الرسول..

كيف والرسول أعلم الخلق بالحق، وأقدر الناس على بيان الحق، وأنصح الخلق للخلق؟!
وهذا يوجب أن يكون بيانه للحق أكمل من بيان كل أحد.
فإن ما يقوله القائل ويفعله الفاعل؛ لا بد فيه من قدرة وعلم وإرادة،
فالعاجز عن القول أو الفعل؛ يمتنع صدور ذلك عنه، والجاهل بما يقوله ويفعله لا يأتي بالقول المحكم والفعل المحكم، وصاحب الإرادة الفاسدة لا يقصد الهدى والنصح والصلاح؛
فإذا كان المتكلم عالما بالحق قاصدا لهدى الخلق قصداً تاماً، قادراً على ذلك؛ وجب وجود مقدوره،

ومحمدأعلم الخلق بالحق، وهو أفصح الخلق لساناً، وأصحهم بياناً، وهو أحرص الخلق على هدى العباد، كما قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}، وقال: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل}، وقد أوجب الله عليه البلاغ المبين، وأنزل عليه الكتاب ليبين للناس ما نزل إليهم، فلا بد أن يكون بيانه وخطابه وكلامه؛ أكمل وأتم من بيان غيره،

فكيف يكون مع هذا لم يبين الحق، بل بينه من قامت الأدلة الكثيرة علي جهله ونقص علمه وعقله؟! ..
ولما كان ما يقوله كثير من الناس في باب أصول الدين والكلام والعلوم العقلية والحكمة؛ يعلم كل من تدبره أنه مخالف لما جاء به الرسول، أو أن الرسول لم يقل مثل هذا، واعتقد من اعتقد أن ذلك من أصول الدين، وأنه يشتمل على العلوم الكلية والمعارف الإلهية، والحكمة الحقيقية أو الفلسفة الأولية؛ صار كثير منهم يقول: إن الرسول لم يكن يعرف أصول الدين! أو لم يبين أصول الدين!  ومنهم من هاب النبي، ولكن يقول: الصحابة والتابعون لم يكونوا يعرفون ذلك، ومن عظّم الصحابة والتابعين مع تعظيم أقوال هؤلاء يبقى حائراً، كيف لم يتكلم أولئك الأفاضل في هذه الأمور التي هي أفضل العلوم؟!
ومن هو مؤمن بالرسول معظم له يستشكل؛ كيف لم يبين أصول الدين مع أن الناس إليها أحوج منهم إلى غيرها؟».

«درء تعارض العقل والنقل» ٢٢/١.
وقرر نحو أيضا فيه:  ٣٧٠/٥، و«بيان تلبيس الجهمية» ٣١١/٥، و«التدمرية» -ضمن شرح البراك- ص٣٠٣، و«شرح حديث النزول» ٣٣٢، و«الحموية» ص١٩٥و٢٨٠، «مجموع الفتاوى» ٢٤٤/٥، ١٥٥/١٩، «جواب أهل العلم والإيمان» -«ضمن الفتاوى»- ١٢/١٧
وابن القيم في «الصواعق المرسلة» ١١/١ و١١٣، و«إعلام الموقعين» ٢١١/٣.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Nov, 17:17


الحجة الدامغة لأهل البدع من المؤولة وغيرهم

قال ابن القيم: «مع كمال علم المتكلم، وفصاحته وبيانه، ونصحه؛ يمتنع عليه أن يريد بكلامه خلاف ظاهره وحقيقته، وعدم البيان في أهم الأمور، وما تشتد الحاجة إلى بيانه..

مناظرة جرت بين جهمي معطل وسني مثبت حدثني بمضمونها شيخنا عبدالله ابن تيمية -رحمه الله- أنه جمعه وبعض الجهمية مجلس، فقال الشيخ:
قد تطابقت نصوص الكتاب والسنة، والآثار على إثبات الصفات لله، وتنوعت دلالتها عليها أنواعا توجب العلم الضروري بثبوتها، وإرادة المتكلم اعتقاد ما دلت عليه، والقرآن مملوء من ذكر الصفات، والسنة ناطقة بمثل ما نطق به القرآن، مقررة له، مصدقة له، مشتملة على زيادة في الإثبات.
فتارة بذكر الاسم المشتمل على الصفة: كالسميع البصير العليم القدير العزيز الحكيم،

وتارة بذكر المصدر، وهو: الوصف الذي اشتقت منه تلك الصفة، كقوله تعالى: {أنزله بعلمه}، وقوله: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}، وقوله: {إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}، وقوله: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين} ،
وقوله في الحديث الصحيح: «حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»،
وقوله في دعاء الاستخارة: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك»، وقوله: «أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق»، وقول عائشة: «الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات»، ونحوه.

وتارة يذكر حكم تلك الصفة؛ كقوله تعالى: {قد سمع الله}، {و إنني معكما أسمع وأرى}، وقوله: {فقدرنا فنعم القادرون}، وقوله: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم}، ونظائر ذلك.

ويصرح في الفوقية بلفظها الخاص، وبلفظ العلو، والاستواء، وأنه في السماء، وأنه ذو المعارج، وأنه رفيع الدرجات، وأنه تعرج إليه الملائكه، وتنزل من عنده، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا، وأن المؤمنين يرونه بأبصارهم عيانا من فوقهم، إلى أضعاف أضعاف ذلك، مما لو جمعت النصوص، والآثار فيه لم تنقص عن نصوص الأحكام وآثارها.

ومن أبين المحال، وأوضح الضلال حمل ذلك كله على خلاف حقيقته وظاهره، ودعوى المجاز فيه والاستعارة، وأن الحق في أقوال النفاة المعطلين، وأن تأويلاتهم هي المرادة من هذه النصوص؛ إذ يلزم من ذلك أحد محاذير ثلاثة لا بد منها، أو من بعضها، وهي:
القدح في علم المتكلم بها، أو في بيانه، أو في نصحه.

وتقرير ذلك أن يقال: إما أن يكون المتكلم بهذه النصوص عالما أن الحق في تأويلات النفاة المعطلين، أو لا يعلم ذلك،
فإن لم يعلم ذلك -والحق فيها- كان ذلك قدحا في علمه،
وإن كان عالما أن الحق فيها، فلا يخلو:
إما أن يكون قادرا على التعبير بعباراتهم التي هي تنزيه لله -بزعمهم- عن التشبيه، والتمثيل، والتجسيم، وأنه لا يعرف الله من لم ينزهه بها،
أو لا يكون قادرا على تلك العبارات،
فإن لم يكن قادرا على التعبير بذلك؛ لزم القدح في فصاحته، وكان ورثة الصابئة، وأفراخ الفلاسفة، وأوقاح المعتزلة، والجهمية، وتلامذة الملاحدة؛ أفصح منه، وأحسن بيانا وتعبيرا عن الحق، وهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة أولياؤه وأعداؤه، موافقوه ومخالفوه، فإن مخالفيه لم يشكوا في أنه أفصح الخلق، وأقدرهم على حسن التعبير بما يطابق المعنى، ويخلصه من اللبس والإشكال.

وإن كان قادرا على ذلك، ولم يتكلم به، وتكلم دائما بخلافه، وما يناقضه؛ كان ذلك قدحا في نصحه!
وقد وصف الله رسله بكمال النصح والبيان، فقال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، وأخبر عن رسله بأنهم أنصح الناس لأممهم،
فمع النصح، والبيان، والمعرفة التامة؛ كيف يكون مذهب النفاة المعطلة أصحاب التحريف هو الصواب؟!
وقول أهل الإثبات أتباع القرآن، والسنة باطلا؟!
هذا مضمون المناظرة.
فقال له الجهمي: انزل بنا إلى الوطاة.
قلت: له ما أراد بذلك؟
قال: أراد أنك خاطبتني من فوق، وتجوهت علي بجاه لا يمكنني مقاومته، فانزل بنا إلى مباحث الفضلاء، وقواعد النظار، أو نحو هذا من الكلام».

«الصواعق المرسلة» ١٣١/١.

وهذه المناظرة التي ذكرها ابن القيم عن عبدالله، قد قررها أخوه شيخ الإسلام ابن تيمية، في مواضع من كتبه؛ سأورد أحدها مع الإحالات للباقي 👇

قناة عبدالرحمن السديس

27 Nov, 17:11


‏﴿إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم . وجدتها وقومها يسجدون للشمس﴾

قال أبو القاسم في «الكشاف»: «ومن نوكى القصاص من يقف على قوله {ولها عرش}، ثم يبتدئ {عظيم وجدتها} يريد: أمر عظيم أن وجدتها وقومها يسجدون للشمس، فر من استعظام الهدهد عرشها، فوقع في عظيمة، وهي مسخ كتاب الله».

‏نوكى: حمقى.
وقد كثر مثل هذا الحمق في المعاصرين!

تذييل:
نقل السمين الحلبي في «الدر المصون» أن هذا الوقف نقله الداني عن نافع، وابن الأنباري عن بعض أهل العلم.
ثم قال: «فلا ينبغي أن يقال: «نوكى القصاص».
ثم ذكر توجيه الداني لهذا الإعراب، ثم تعقبه وغلّطه.

وذكر الطيبي في «فتوح الغيب» عن صاحب «المرشد» أن أبا حاتم وغيره من المتقدمين أنكروا هذا الوقف، ونسبوا القائل به إلى الجهل.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Nov, 13:11


هل نُهي عن استقبال الشمس والقمر عند قضاء الحاجة؟

قال ابن القيم في «مفتاح دار السعادة»👆

قناة عبدالرحمن السديس

27 Nov, 12:56


{يطوف عليهم ولدان مخلدون}

قال ابن تيمية: «الولدان الذين يطوفون على أهل الجنة خلقٌ من خلقها، ليسوا بأبناء أهل الدنيا؛ بل أبناء الدنيا إذا دخلوا الجنة؛ يكمل خلقهم كأهل الجنة..».

«مجموع الفتاوى» ٣١١/٤.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Nov, 09:55


مسألة: ‏إذا سلم الإمام وقد بقي على المأموم شيء من الدعاء، فهل يتابع الإمام ويسلم، أو يتم الدعاء؟

قال الإمام ابن تيمية: الأَولى المتابعة.

‏«مختصر الفتاوى المصرية» ص٦٥.

وفي «مسائل أبي داود» للإمام أحمد ص١٠٥:
سمعت أحمد سئل عن الإمام إذا سلم وقد بقي عليه من الدعاء شيء؟
قال: يسلم إلا أن يكون شيئا يسيرا، واحتج بحديث النبي «إنما الإمام ليؤتم به».

‏وفي «فتح الباري» لا بن رجب ٣٨١/٧: «روى وكيع بإسناده عن مجاهد قال سألت ابن عمر قلت: سلم الإمام وقد بقي شيء من الدعاء، أدعو أو أسلم؟ قال: لا بل سلم».
وفيه نقل عن سفيان الثوري أنه يسلم وإن كان بقي عليه شيء من التشهد قطعه.
وهو في مسائل حرب الكرماني (١٠٩٠).

‏وذكر ابن رجب أن أبا الطيب الطبري الشافعي قال: المأموم بالخيار إن شاء سلم بعد الإمام وإن شاء استدام الجلوس للتعوذ والدعاء وأطال ذلك، وعلل: أنه قد انقطعت قدوته بالإمام بسلامه.
ثم تعقبه ابن رجب بأنه: مخالف لنص الشافعي وعامة أصحابه وللمأثور عن الصحابة.

لكن نقل النووي كلام أبي الطيب الطبري موافقا له في «المجموع» و«الروضة» و«المنهاج» وكذلك شراحه.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Nov, 09:44


لطيفة في مناسبة آية لما قبلها

قال الله تعالى: ﴿ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون﴾.

«قوله تعالى: {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها} الآية؛ مخاطبة لهؤلاء المؤمنين الذين ندبوا إلى الخشوع، وهذا ضربُ مثل واستدعاء إلى الخير برفق وتقريب بليغ،
أي: لا يبعد عنكم أيها التاركون للخشوع رجوعكم إليه وتلبسكم به، فإن الله يحيي الأرض بعد موتها، وكذلك يفعل بالقلوب، ويردها إلى الخشوع بعد بُعدها عنه، وترجع هي إليه إذا وقعت الإنابة والتكسب من العبد بعد نفورها منه كما يحيي الأرض بعد أن كانت ميتة غبراء
..»

«المحرر الوجيز».

قناة عبدالرحمن السديس

21 Nov, 14:41


من عجائب اليمن
قال الشوكاني في البدر «الطالع» ص١٤٤ 👆

قناة عبدالرحمن السديس

21 Nov, 12:26


نظم زاد المعاد وشرحه

قال الشوكاني في «البدر الطالع» ص٢٠٨ في ترجمة الحسن بن إسحاق :

«وصنف تصانيف منها: منظومة الهدي النبوي لابن القيم، ثم شرحها شرحا نفيسا».

كتاب «الهدي النبوي» هو «زاد المعاد في هدي خير العباد».

قناة عبدالرحمن السديس

21 Nov, 12:25


(وَإِن تَتَوَلَّوۡا۟ یَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَیۡرَكُمۡ )

التولي عن طاعة الله يقع على أحوال
منها التولي بالكلية ومنها دون ذلك...
وقد يتبعض
حتى يكون من أنواعه التولي عن طاعة نافلة كان مستديما لها ثم يتركها
ودون ذلك التولي بالنية والإرادة عن طاعة
فيعزم القلب على تركها فيستبدله الله ربما قبل أن يتركها بفعله
فتتعذر عليه حتى لو أرادها بعد تعسرت وتباعدت منه.
وهذا أمر معلوم تيقنه كل من تلبس بشرف طاعة ودعوة وعلم ثم أخلد للراحة والدنيا فإنه يجد من ذهاب نور العلم والبصيرة وانطفاء العزم ما يرى معه الاستبدال عيانا.
وليس أعظم حسرة على العبد أن يكون له منزلة عند ربه فيطرده منها ويعطيها لمن هو خير منه.
ولذا لم يذكر الله هنا عقوبة للمتولين إلا هذه ليردع بها من آمن بالله وأحبه
اللهم اعف عنا وردنا إليك ردا جميلا.

قناة عبدالرحمن السديس

20 Nov, 18:07


لماذا أورد الإمام مسلم هذا الأثر في صحيحه؟!

قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال: سمعت أبي يقول:
«لا يستطاع العلم براحة الجسم».
صحيحه، أوقات الصلاة رقم (٦١٢).

قال النووي في «شرحه»: ٢٣٣/٥:
«جرت عادة الفضلاء بالسؤال عن إدخال مسلم هذه الحكاية عن يحيى مع أنه لا يذكر في كتابه إلا أحاديث النبي ﷺ محضة، مع أن هذه الحكاية لا تتعلق بأحاديث مواقيت الصلاة، فكيف أدخلها بينها؟
وحكى القاضي عياض عن بعض الأئمة أنه قال: سببه أن مسلما -رحمه الله تعالى- أعجبه حسن سياق هذه الطرق التي ذكرها لحديث عبد الله بن عمرو، وكثرة فوائدها، وتلخيص مقاصدها، وما اشتملت عليه من الفوائد في الأحكام وغيرها، ولا نعلم أحدا شاركه فيها، فلما رأى ذلك أراد أن ينبه من رغب في تحصيل الرتبة التي تنال بها معرفة مثل هذا، فقال: طريقه أن يكثر اشتغاله، وإتعابه جسمه في الاعتناء بتحصيل العلم. هذا شرح ما حكاه القاضي».

وكلام عياض في «إكمال إكمال المعلم» ٥٧٧/٢.

وقال الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم: «كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل النسخ والمقابلة، فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه، ثم قال: «لا يستطاع العلم براحة الجسد».
«سير أعلام النبلاء» ٢٦٦/١٣، و«تذكرة الحفاظ» ٨٣٠/٣

وقال ابن الجوزي: «اعلم أن الراحة لا تنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تنال بالفتور، فمن زرع حصد، ومن جد وجد».
«الياقوتة» ص٥٧.

وقال ابن القيم: «العقلاء قاطبة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم، وأن الراحة لا ‌تنال ‌بالراحة، وأن من آثر اللذات فاتته اللذات».
«شفاء العليل» ٢٨٥/٢.

فاحذر أن يكون معظم وقتك لمتع الجسد وراحته، وأن بضيع فيما لا ينفع، فتزود من العلم، وانفع الناس بنشره لهم.

قناة عبدالرحمن السديس

20 Nov, 14:02


الله شكور سبحانه...

ومن لطيف شكره
أنه يعطي العبد من جنس طاعته أضعافها
ويشكر له في أحسن الأوقات وأطيبها
فيبلغ العبد مثوبة طاعته في ألذ أحوالها
ويشكر له الطاعة بجنسها
فإذا أثنى على ربه
يسر له من أسباب الثناء في الأرض والسماء ما لا يخطر على باله.
ومن أحب ربه أحبه
ومن يسر على مسلم ابتغاء ما عنده يسر الله عليه.
ومن ستر عباده ستره
ومن أكرمهم أكرمه
ومن عفا عنهم عفا عنه
ومن أرضى ربه أرضاه.
كل ذلك بأضعاف عمل العبد وقربته
لأنه شكور
والشكور
كثير الشكر في عدده
عظيم الشكر في قدره
الشكور
الذي يشكر قليل العمل من عبده
الشكور الذي
لا ينسى طاعة عبده
ولو طال أمدها
الشكور الذي لا يزال يثيب عبده على طاعة نسيها العبد نفسه.
فيشكر مرة تلو أخرى
شكور يشكر فعل العبد الذي هو سبحانه غني عنه والعبد مضطر إليه.
يشكره على طاعة ألهمه إياها سبحانه ثم وفقه فيها وأعانه عليه وقبلها

قناة عبدالرحمن السديس

20 Nov, 14:01


ميزان الفقيه!

قال  ابن أبي خيثمة: حدثنا ابن الأصبهاني، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن ليث، قال: «كان طاووس إذا تشدد الناس في شيء رخص فيه، وإذا ‌ترخص ‌الناس ‌في ‌شيء تشدد فيه.
قال ليث: وذلك العلم
».

«التاريخ الكبير» 1/ 306.

كأن هذا في مسائل فرعية اجتهادية لحظ فيه مسألة الذرائع..

قناة عبدالرحمن السديس

20 Nov, 11:43


.
هذا مختصر ابن الجوزي لـ «إحياء علوم الدين» لأبي حامد الغزالي، طبع عام ١٤٣١ في ٣ مجلدات.
وذكر ابن الجوزي دافعه للاختصار، وماذا سيحذف من الكتاب..
وهو كتاب مفيد جدا، خاصة في جانب الأخلاق وأعمال القلوب.
وأظنها الطبعة الوحيدة،
والتحقيق متوسط، والخدمات التي ذكر المحقق في المقدمة أنه سيفعلها لم يف بها.
وهذا يحدث من كثير من المحققين، فلا تغتر بما يذكر بالمقدمات.

وقد اخُتصر كتاب ابن الجوزي أيضا، وطبع مرارا. باسم «مختصر منهاج القاصدين».

قناة عبدالرحمن السديس

20 Nov, 02:38


أمنية شاعر

يا ليتني كنت فردا من صحابته ..ﷺ.. أو خادما عنده من أصغر الخدم          


فاتنا شرف الصحبة والخدمة المباشرة،
لكن شرف حمل دينه ﷺ، والعمل به، والدعوة إليه باقية، وهذا ميراث النبوة متاح فمن يقتبسه!

قناة عبدالرحمن السديس

19 Nov, 19:47


أصل فساد العبد وشقائه، وسعادته وفلاحه في معاشه ومعاده

قال ابن القيم: «ومتابعة هدى الله التي رتب عليها هذه الأمور، هي:

‏❍ تصديق خبره من غير اعتراض شبهة تقدح في تصديقه.
‏❍ وامتثال أمره من غير اعتراض شهوة تمنع امتثاله.
وعلى هذين الأصلين مدار الإيمان، 
وهما: تصديق الخبر، وطاعة الأمر.


ويتبعهما أمران آخران، وهما:
‏❍ نفي شبهات الباطل الواردة عليه، المانعة من كمال التصديق، وأن لا يخمش بها وجه تصديقه.
‏❍ ودفع شهوات الغي الواردة عليه، المانعة من كمال الامتثال.

فهنا أربعة أمور:
أحدها: تصديق الخبر.
الثاني: بذل الاجتهاد في رد الشبهات التي توحيها شياطين الجن والإنس في معارضته.
الثالث: طاعة الأمر.
الرابع: مجاهدة النفس في دفع الشهوات التي تحول بين العبد وبين كمال الطاعة.

وهذان الأمران -أعني: الشبهات، والشهوات-
أصل فساد العبد وشقائه في معاشه ومعاده، 
كما أن الأصلين الأولين -وهما: تصديق الخبر، وطاعة الأمر- أصل سعادته وفلاحه في معاشه ومعاده».

«مفتاح دار السعادة» ١٠٧/١.

قناة عبدالرحمن السديس

19 Nov, 18:31


الاعتماد على الجوال في تحديد القبلة في الحضر فيه محاذير:

أولها أنه اجتهاد في الحضر وكثير من أهل العلم لا يصححون هذا الاجتهاد لأن القدرة على اليقين تمنع الشك وفي وسعه سؤال الناس أو النظر في محاريب المساجد
ثانيها:
أن كثيرا من أهل العلم يوجبون الإعادة مع الخطأ عند الاجتهاد الذي بان خطؤه في الحضر وإن صححوا أصل الاجتهاد.
ثالثها:
أن ضابط الاجتهاد هنا لا يتوفر في كثير من الحالات لأن الاجتهاد بذل الوسع
والمعتمد على الجوال لم يبذل وسعه حقيقة والناس حوله متوافرن وعلامات أخرى أوضح .
رابعها:
أن دقة الجوال تعتريها عوامل كثيرة
منها الخلل في التطبيق
أو الخلل في الشبكة وتحديد الموقع
أو الخلل في قدرة الناظر على استعمال التطبيق بشروطه.
وأعرف أن بعض التطبيقات قادرة على تحديد القبلة بدقة عالية ومجربة لكن يعتريها ومستعملها وشبكتها الخلل كثيرا كما تقدم.
أقول ذلك وقد رأيت بعيني اليوم رجلا مستدبرا لمكة يصلي والناس بالعشرات حوله ولا أظنه فعل ذلك إلا لركونه للجوال وتطبيقاته .
وكان بوسعه سؤال القريبين منه أو النظر في كثير من المساجد القريبة منه
والله المستعان.

وقد رأيت غيره كذلك قبل مدة.

قناة عبدالرحمن السديس

19 Nov, 13:52


هذه القاعدة من أهم القواعد
تقرير وتطبيق من ابن تيمية

«الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد، وتقليلها بحسب الإمكان، ومعرفة خير الخيرين وشر الشرين، حتى يقدم عند التزاحم خير الخيرين ويدفع ‌شر ‌الشرين».
قاله ابن تيمية «منهاج السنة» 118/6، وذكر نحوه في مواضع.

هذه قاعدة عظيمة، وهذا 👇 تطبيق لها في هذه الفتيا، لاحظ متانة الفقه وعمق النظر، ومرعاة المقاصد

قال ابن تيمية -«جامع المسائل» (9/ 341)-:

«مسألة: في رجل من أهل الدين والصلاح، يطلب ولاية ببلده، مثل استيفاء أموال سلطانية، وفيها مكوس ونحو ذلك، وفيها خراج، وإذا تولى خفف الظلم وعدل، وإن تولى غيره زاد. فهل تجوز له الولاية أو لا؟ وإذا قبض مالا على هذه الصفة هل يضمنه لأربابه؟

الجواب: بل إذا تولى مثل هذا الرجل، وأقام العدل بحسب اجتهاده، ودفع الظلم بحسب اجتهاده، أثابه الله على ما فعله من العدل، ولم يطالبه بما يعجز عنه.
والوظائف السلطانية التي لا يمكنه رفعها عن الناس، إذا اجتهد في أن يعدل فيها بين الناس، وفي أن يخفف عنهم بحسب الإمكان، أثيب على الاجتهاد في العدل فيها وفي تخفيفها، ولم يؤاخذ بما يعجز عنه.

وإذا قبض تلك الأموال من توليه، وحملها، لم يكن عليه إثم في ذلك ولا ضمان.

وكذلك لو احتاج إلى أن يكون هو القابض الدافع لها، بمنزلة وكيل المظلومين الذي يقبض منهم ما يطالبون به من المظالم، ويدفعها إلى القاهر الظالم، فإنه لا إثم عليه في ذلك ولا ضمان، بل إذا أعان المظلوم كان محسنا في إعانته له.

وهكذا ناظر الوقف، وولي اليتيم، والعامل في المضاربة، إذا دفعوا إلى الظلمة الكلف(2) التي يطالبون بها على العقار والمتاجر وغير ذلك، لم يكن عليهم في ذلك إثم ولا ضمان، بل من كان قادرا على تخفيف الظلم، لا على رفعه كله، وجب عليه أن يحققه، وهو آثم بما يتركه من الواجب عليه، فإذا قدر على بعض العدل لم يجز ترك ذلك الواجب لعجزه عن تمامه؛ فإن الله يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16]،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"(3)، فلا يترك المقدور عليه من العدل للعجز عن غيره، والله أعلم(4)».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المكوس والضرائب. ومنها ما هو ظلم عظيم وحرام حكى ابن حزم الاتفاق عليه في "مراتب الإجماع" (121)، وذكر ابن تيمية أنه لا أصل لها في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وسماها مرة "الوظائف الظلمية"، كما في "الفتاوى" (29/ 201).
وانظر: فصل "المظالم المشتركة" في "الفتاوى" (30/ 337 - 355)، ولتحرير القول في أصلها وتاريخها: "جامع المسائل" (5/ 392 - 396).
(2) هي الوظائف السلطانية المتقدم ذكرها.
(3) أخرجه البخاري (7288)، ومسلم (1337) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) انظر: "مجموع الفتاوى" (30/ 336، 356 - 360).

قناة عبدالرحمن السديس

19 Nov, 10:58


من أعظم مصالح صلاة الجماعة تحقيق ألفة القلوب والاجتماع على الخير..
وبعض الناس يناكف هذه المقاصد باختلاق المشاكل مع الإمام والمأذن والجماعة لأدنى سبب..
ويدخل المسجد يتحسس الملحوظات، وقد خلف وراءه الصبر والحلم، واستعد للخصام !
ومن دعاء دخول المسجد: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم» رواه أبو داود.
ومن أعظم ما يصرف هذا عنك -إن بليت به- أنك بعد هذه الاستعاذة؛ تنشغل بالعبادة؛ صلاة وتلاوة وذكرا..

قناة عبدالرحمن السديس

19 Nov, 02:45


تأديب النفس وإرغامها

في ترجمة عبد الصمد بن عمر بن محمد بن إسحاق، أبو القاسم الواعظ من «تاريخ بغداد» ٣١١/١٢

قال الخطيب: حدثني التنوخي، قال: «كنت يوم الجمعة في جامع المنصور -والخطيب على المنبر، وعلى يساري علي بن طلحة ابن البصري- فمددت عيني فرأيت عبدالصمد بالقرب مني؛ فهممت بالنهوض إليه، -وكان صديقا لي-؛ فاحتشمت من القيام في مثل ذلك الوقت مع قرب قيام الصلاة؛
فقام ومشى نحوي؛ فقمت إليه؛ فقال لي: اجلس أيها القاضي فليس إليك قصدت، ولا لك أردت بمجيئي، أنا هذا أردت وإليه قصدت -يعني ابن طلحة-؛ وذاك أن نفسي تأباه وتكرهه؛ فأردت أن أذلها بقصده، وأخالف إرادتها وشهوتها؛ فجئته وقصدته!
قال: فقام ابن طلحة إليه وقبل رأسه، وعاد عبد الصمد إلى موضعه».

❍ القاضي التنوخي هو أبو القاسم علي بن المحسن.
‌❍ علي ‌بن ‌طلحة هو ابن محمد بن عمر، أبو الحسن المقرئ.

قناة عبدالرحمن السديس

19 Nov, 02:43


الانتقام من النفس!

روى ابن أبي الدنيا عن أمية بن شبل قال: أتيت سنان بن لقيط -مولى عروة بن محمد عامل عمر بن عبد العزيز، وكان قد أدرك الناس- فشاورته في شيء، فقال لي: 
«إذا لم تنكأ عدوك إلا بما يدخله عليك في دينك؛ فبنفسك بدأت».

«الحلم» (٤٢).

قناة عبدالرحمن السديس

16 Nov, 18:57


هل يزيد «الرحمن الرحيم» عند التسمية على الطعام؟

نقل ابن مفلح في «الفروع» ٨ عن شيخه ابن تيمية 👆

قناة عبدالرحمن السديس

16 Nov, 16:49


قال الله تعالى: {وأملي لهم إن كيدي متين}.
هذه الآية مخيفة..
فكل من تمادى في ذنب سواء كان من الذنوب الظاهرة أو القلبية، وستر الله عليه..
أدرك نفسك ما دمت في الستر،
ولا يغرنك احترام الناس لك وتقديرهم وتعظيمهم، فما زلت في إمهال الحليم تعالى؛ إما إنه لو شاء سبحانه لهتك سترك؛ فنبذوك وشتموك.. وما يبقى لك عنده شر من ذلك!

قناة عبدالرحمن السديس

16 Nov, 15:34


وعلى ذكر أبي هاشم الجبائي والمتكلمين ..
هذا نقل من أبي حيان في «البصائر» ٧ في تكفير بعضهم لبعض!

قناة عبدالرحمن السديس

16 Nov, 15:05


خزعبلات كلامية

قال ابن تيمية: «وأكثر الناس طعنوا في هذا الكلام، وقالوا: عجائب الكلام ثلاثة: طفرة النظام، وأحوال أبي هاشم، وكسب الأشعري. 
وأنشد في ذلك:
مما يقال ولا حقيقة تحته ... معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عنـ ...  ـد البهشمي وطفرة النَّظَّام
».

البهشمي: أبو هاشم الجبائي المعتزلي.
والنظام: إبراهيم بن سيار المعتزلي.

هذا النقل من الموضع المعلم عليه في الصورة.
وهو من «شرح العقيدة التدمرية» للبراك.

قناة عبدالرحمن السديس

16 Nov, 12:40


قال ابن رجب في «قواعده» ٢٩٣/٢:

قاعدة: «من تعجل حقه أو ما أبيح له قبل وقته -على وجه محرم- عوقب بحرمانه».

سمعت الشيخ العثيمين يستجيد هذا القيد

وقال في «منظومته» (٩٢):

وكلُّ مَن تعجل الشيء على ** وجهٍ محرم فمنعه جَلا.

والمطلق المشهور:
«من تعجل شيئا قبل أوانه؛ عوقب بحرمانه».

قناة عبدالرحمن السديس

16 Nov, 10:31


الاستغلال الأمثل

قال ابن القيم: «أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها».

«الفوائد» ص٤٥.

قناة عبدالرحمن السديس

16 Nov, 08:38


قرأ الحسن البصري: ‏{قل متاع الدنيا قليل}
ثم قال: «رحم الله عبدا صحبها على حسب ذلك، ما الدنيا كلها من أولها إلى آخرها إلا كرجل من نام نومة فرأى في منامه بعض ما يحب ثم انتبه».
رواه ابن حاتم في تفسيره بسند صحيح.

وقال كثير:
وإني وتهيامي بعزة بعدما .. تخليت مما بيننا وتخلت
لكالمرتجي ظل الغمامة كلما .. تبوأ منها للمقيل اضمحلت.

ما أصدق هذا الوصف على الدنيا !

قناة عبدالرحمن السديس

15 Nov, 21:29


ذكر في ترجمة الفضيل بن عياض أنه كان لصا قاطع طريق ثم تاب، واجتهد؛
فكان من كبار أئمة الإسلام وخيارهم وعبادهم وزهادهم..
وسار ذكره في الأمة؛ فلا يكاد يخلو كتاب من كتب الإسلام من ذكره والنقل عنه.. وإذا قيل: الفضيل؛ عرف، فلا يحتاج أن يكمل نسبه..
فيا أيها المذنب هلا تبت!
ويا أيها التائب لا تلتفت لمن عيرك بذنبك السابق أو أراد استنقاصك به، فمن تاب غفر له، وبدلت سيئاته حسنات، ومعيّره بذنب تاب منه معتد أثيم.
وقد تاب أيضا جماعة كذّبوا رسول الله ﷺ وآذوه وقاتلوه.. فصاروا خيار هذه الأمة وأعلاها ذكرا وشرفا.

قناة عبدالرحمن السديس

15 Nov, 19:53


ما أبلغه لمن عقله!

قال ابن تيمية: «الذنوب مثل أكل السم؛ فهو إذا أكل السم مرض أو مات.. فإن شرب الترياق النافع؛ عافاه الله.
فالذنوب كأكل السم، والترياق النافع كالتوبة النافعة، والعبد فقير إلى الله تعالى في كل حال، فهو بفضله ورحمته يلهمه التوبة، فإذا تاب تاب عليه، فإذا سأله العبد ودعاه استجاب دعاءه».

«مجموع الفتاوى» ٢٤٠/٨.

قناة عبدالرحمن السديس

15 Nov, 17:51


هذا ليس شاعرا وإنما الشاعر 👆

«الشعر والشعراء» لابن قتيبة

قناة عبدالرحمن السديس

15 Nov, 15:00


بركة المسلم، وإشكال في الرياء

قال القاضي أبو يعلى: «ذكر أبو إسحاق في «تعاليق كتاب العلل» بإسناده عن أبي بكر المرُّوذي قال:
قلت لأحمد: الرجل يدخل [المسجد]، فيصلي، فيرى فيه قوما، فيحسن صلاته، هل عليه في ذلك شيء؟
قال: لا، تلك بركة المسلم على المسلم
».

«التعليقة» ٣٦٠/٢.

وقال في «الفروع» ٢٩٨/٢ -بعد نقله-:
«وجّهه القاضي بانتظاره، والإعادة معه، وإلا [لعلها: وإن] قصده.
واختار في «النوادر»: إن قصد ليقتدى به أو لئلا يساء به الظن جاز».

يريد ابن مفلح أن القاضي لما ذكر هذه الرواية في مسألة إطالة الإمام الركوع لأجل أن يدركه الداخل= جعل هذه الصورة من جنسها، أي: أنه عملٌ لله.

فالإمام مع أنه أطال الركوع لينفع أخاه بإدراك الركعة، وكذلك معيد الصلاة مع من فاتته؛ لينال فضل الجماعة.. عملهم لله، لكن هناك باعث آخر للعمل؛ لا يعارض الإخلاص.
وذكر القاضي أيضا رفع الإمام صوته بالقراءة زيادة ليسمِع من بَعد، فقد قصد إسماعهم.

وكذلك ما اختاره في «النوادر» إن قصد أن يصلي في المسجد النافلة؛ ليقتدى به، أو لئلا يظن أنه لا يصليها مستهينا بها..

فثَم باعث آخر للعمل، لكنه لا يعارض الإخلاص؛ فهو يريد الله بصلاته، ولحظ معنى آخر لا يخل بذلك.

ويشبه أن يكون مقصود أحمد أن رؤيتهم له وحياؤه منهم= كانت سببا لانتباهه لإحسان صلاته وإتمامها.. ولو لم يرهم لكان غافلا، فهذه من بركة رؤيتهم.

ويحتمل أيضا أن يكون المعنى أنه كان سيصلي صلاة خفيفة، فلما رأى القوم العباد الذين يطيلون القيام والركوع والسجود.. حمله ذلك للعود على نفسه باللوم وعلى الاقتداء بهم والاجتهاد..

وهذا يجده كثير من الناس في نفسه إذا صلى في الحرمين والمساجد التي فيها العباد ورأى الاجتهاد حتى ممن هو أسن منه وأضعف قوة.
كما حدث لأسماء بنت الصديق في صلاة الكسوف قالت: «أطال رسول الله ﷺ جدا حتى تجلاني الغَشْي»، متفق عليه، ولمسلم «فأطال القيام، حتى رأيتني أريد أن أجلس، ثم ألتفت إلى المرأة الضعيفة، فأقول هذه أضعف مني= فأقوم».

وعلى كل؛ فليس مقصود أحمد أنه حسّن صلاته لأجلهم؛ بل حسنها لله بسببهم، فهذه من بركة المسلم على أخيه.

والله أعلم.

قناة عبدالرحمن السديس

15 Nov, 10:25


الأدب عنوان السعادة وقلته عنوان الشقاء

قال ابن القيم: «ولكل حال أدب: فللأكل آداب، وللشرب آداب، وللركوب، وللدخول وللخروج، وللسفر وللإقامة، وللنوم آداب، وللبول آداب، وللكلام آداب، وللسكوت والاستماع آداب.

وأدب المرء: عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه: عنوان شقاوته وبواره.

فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب.

فانظر إلى الأدب مع الوالدين كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة؟

والإخلال به مع الأم -تأويلا وإقبالا على الصلاة- كيف امتحن صاحبه بهدم صومعته، وضرب الناس له، ورميه بالفاحشة؟

وتأمل أحوال كل شقي ومعثر ومدبر: كيف تجد قلة الأدب هو الذي ساقه إلى الحرمان؟».

«مدارج السالكين» ١٦٢/٣.

قناة عبدالرحمن السديس

15 Nov, 10:12


تواضع

قال سعد بن الحسن: «كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده».

«التواضع والخمول» لابن أبي الدنيا ص١٨٥.

وقد كان رضي الله عنه، من أغنياء الصحابة، ومن ساداتهم، من السابقين الأولين، وقد شهد المشاهد، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

قناة عبدالرحمن السديس

15 Nov, 09:37


روعة التعبير في ‏{سنسمه على الخرطوم}


قال أبو القاسم:  «الوجه أكرم موضع في الجسد، والأنف أكرم موضع من الوجه لتقدمه له، ولذلك جعلوه مكان العز والحمية، واشتقوا منه الأنفة.
وقالوا: الأَنَفُ في الأنْف، وحمى أنفه، وفلان شامخ العِرنين.
وقالوا في الذليل: جُدِع أنفه، ورَغم أنفه.
فعبر بالوسم على الخرطوم عن غاية الإذلال والإهانة، لأن السمة على الوجه شين وإذالة، فكيف بها على أكرم موضع منه!
وفي لفظ (الخرطوم): استخفاف به واستهانة...
وقيل: سنشهره بهذه الشتيمة في الدارين جميعا، فلا تخفى، كما لا تخفى السمة على الخرطوم».اهـ

وتعاور الناس كلامه وأكثرهم لم يعزه إليه!

‏وقال ابن عطية: «الخرطوم يستعار في أنف الإنسان، وحقيقته في مخاطم السباع، ولم يقع التوعد في هذه الآية بأن يوسم هذا الإنسان على أنفه بسمة حقيقة بل هذه عبارة عن فعل يشبه الوسم على الأنف...
‏وقال قتادة وغيره: معناه: سيفعل به في الدنيا من الذم له والمقت والإشهار بالشر ما يبقى فيه ولا يخفى به، فيكون ذلك كالوسم على الأنف ثابتا بينا..
وفي الوسم على الأنف تشويه، فجاءت استعارته في المذمات بليغة جدا». اهـ

نقل كلام قتادة بالمعنى كعادته، ونصه: «شين لا يفارقه آخر ما عليه».

وقول الزمخشري: «استخفاف به واستهانة»، يبينه قول ابن عطية «الخرطوم حقيقته في مخاطم السباع».

قناة عبدالرحمن السديس

14 Nov, 20:57


.
إذا جاء ذكر النبي ﷺ في أثناء القراءة هل يصلى عليه أو ينصت؟

في «الإنصاف»: «لو قرأ آية فيها ذكر النبي ﷺ، فإن كان في نفل فقط، صلى عليه. نص عليه، وهذا المذهب. جزم به ابن تميم. وقدمه في «الفروع». وقال: وأطلقه بعضهم..».

وفي «كشاف القناع»: (ولا يبطل الفرض به) أي: بأن يصلي عليه ﷺ؛ لأنه قول مشروع في الصلاة».

قناة عبدالرحمن السديس

14 Nov, 20:36


هذا موضعه المجلد ٢ 👆 دلني عليه كذلك الأخ عبدالعزيز التويجري زاده الله من فضله.

قناة عبدالرحمن السديس

14 Nov, 18:50


ما رأيك بشعري؟!

«أنشد رجل الفرزدق شعرا فقال: كيف تراه؟
فقال: لقد طاف إبليس على هذا الشعر في الناس؛ فلم يجد أحمق يقبله سواك».

«التذكرة الحمدونية» 9/ 402.

وقرأت قديما -ولم أهتد لموضعه👇- أن رجلين احتكما لعالم في أجودهما شعرا، فقال لأحدهما أنشد، فلما أنشد .. قال: حسبك، صاحبك أشعر منك!
قال: كيف حكمت له ولم تسمع منه!
قال: لا يجيء شر مما قلت!

وعرض آخر شعرا له على أحد العلماء يريد رأيه فيه، فقال له: قد أحسنت إذ أخرجته من صدرك، فلو بقي لأورثك السل!

قناة عبدالرحمن السديس

14 Nov, 18:39


أفادني الأخ عبدالعزيز التويجري بهذا، ولم أطلع عليه..

قناة عبدالرحمن السديس

06 Nov, 19:19


زلة الحكيم

حوار جميل بين أبي مسلم الخولاني -تلميذ معاذ بن جبل- وابن مسعود رضي الله عنهم.

قال الطبراني: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي، عن حرام بن حكيم، ويونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي مسلم الخولاني، أنه قدم العراق؛ فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود، فتذاكروا الإيمان،
فقلت: أنا مؤمن!
فقال ابن مسعود: أتشهد أنك في الجنة؟
فقلت: لا أدري [ما] يحدث الليل والنهار.
فقال ابن مسعود: لو شهدت أني مؤمن؛ لشهدت أني في الجنة.
قال أبو مسلم: فقلت: يا ابن مسعود، ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله ﷺ على ثلاثة أصناف:
مؤمن السريرة مؤمن العلانية،
كافر السريرة كافر العلانية،
مؤمن العلانية كافر السريرة؟
قال: نعم.
قلت: فمن أيهم أنت؟
قال: أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية.
قال أبو مسلم: قلت: وقد أنزل الله عز وجل {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن}؛ فمن ‌أي ‌الصنفين ‌أنت؟
قال: أنا مؤمن.
قلت: صلى الله على معاذ!
قال: وماله؟
قلت: كان يقول: «اتقوا زلة الحكيم»، وهذا منك زلة يا ابن مسعود.
فقال: أستغفر الله».

«مسند الشاميين» ٣٣٣/٢، وإسناده حسن.

قناة عبدالرحمن السديس

06 Nov, 17:20


جرأة النوابغ

لن يمتعك أحد في العلم ويفيدك كالنوابغ فيه..
لكن للنوابغ جرأة قد لا توافق صوابا..
فأنصت -وهو يصول ويحول- وتأمل؛ واعرضه على الأصول؛ واحذر أن يطويك في بساطه؛ فقد يزل؛ فاحذر زلة الحكيم!

مثال لشيخ الإسلام ابن تيمية، بحث في توجيه قراءة آية: {إن هذان لساحران}،
وما في الصور شذرة تبين المراد، والبحث في «الفتاوى» ١٥ /٢٤٨-٢٦٤.

قناة عبدالرحمن السديس

06 Nov, 10:08


وقال الشيرازي: «فإن أدركه في القيام وخشي أن تفوته القراءة ترك دعاء الاستفتاح واشتغل بالقراءة؛ لأنها فرض؛ فلا يشتغل عنها بالنفل».

«المهذب في فقه الإمام الشافعي» ١٧٩/١.

وهذا👆يوافق الأول.


قال ابن تيمية: «ولهذا لم يستحب أحمد وجمهور أصحابه قراءته في سكتات الإمام إلا أن يسكت سكوتا بليغا يتسع للاستفتاح والقراءة.
وأما إن ضاق عنهما؛ فقوله وقول أكثر أصحابه إن الاستفتاح أولى من القراءة».

«مجموع الفتاوى» ٣٣٩/٢٢.

وهذا 👆 يقوي الثاني.

قناة عبدالرحمن السديس

06 Nov, 09:56


التلقائية وهوس التعليل

من الناس من عنده إفراط في تعليل الأشياء، وهو سلوك عقلي يبتلى به بعضهم!
فتراه يفعل هذا مع أهل العلم في أقوالهم وأفعالهم..
قال كذا لكذا، وقدم هذا لأجل كذا، ولم يفعل لأجل كذا..
فلا تلقائية ولا نسيان ولا قصور.. بل كله معلل ومقصود!
والتعليل -لما يستحق- مفيد؛ لكن له أسئلة وطرق تمحيص، هذا لا يمر بها ولا يعرفها.

ويفعل هذا في حياته كلها في تعامله مع أهله وأصحابه وجيرانهم..
مر ولم يسلم لأجل كذا، وقال تلك الكلمة يقصد كذا ..
وكأن الناس لا تقول ولا تفعل اتفاقا وتلقائيا؛ بل كل كلمة ونظرة وتصرف مقصود ومخطط له!
أعان الله من ابتلي بهذا البلاء، وبصاحب هذا البلاء!

قناة عبدالرحمن السديس

05 Nov, 21:08


قال الإمام الزاهد إبراهيم الحربي ت (٢٨٥): «ما أنشدت بيتا من الشعر قط إلا قرأت بعده: {قل هو الله أحد} ثلاث مرات».

«تاريخ بغداد» ٥٣٦/٦.

رحمه الله كان يشبّه بالإمام أحمد، وهو من تلاميذه.
ويشبِه أن يكون هذا أدبا أخذ به نفسه؛ لأن في الشعر غزلا وهجاء وكذبا؛ فجعله من باب إتباعه بحسنات، وإن لم يكن سيئة.
وقد كان جمع من السلف يفعلون أشياء مختلفة لإصلاح نفوسهم، وحملها على الكمالات، أو حجزها عن بعض الأمور، أو تعويض نقص أو كفارة..

تقدم ذكر بعض أخبارهم هنا 👇
https://t.me/assdais/28

وتقدم ذكر طرف من ترجمته 👇وسبب نسبته
https://t.me/assdais/1816

قناة عبدالرحمن السديس

05 Nov, 19:07


علاج ناجح

«ومهما خطر لك خاطر بسوء على مسلم؛ فينبغي أن تزيد في مراعاته، وتدعو له بالخير؛ فإن ذلك يغيظ الشيطان، ويدفعه عنك؛ فلا يلقي إليك الخاطر السوء خيفة من اشتغالك بالدعاء والمراعاة».

أبو حامد الغزالي «الإحياء» ١٥١/٣.

قناة عبدالرحمن السديس

05 Nov, 19:00


أحسن موعظة للناس من القرآن

قال يعلى بن أمية رضي الله عنه: سمعت النبي ﷺ يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}.
متفق عليه.

قناة عبدالرحمن السديس

05 Nov, 16:44


بعد النظر والرغبة بهداية الناس ورحمتهم.



مسائل أبي داود للإمام أحمد، رضي الله عن أحمد

قناة عبدالرحمن السديس

05 Nov, 16:41


عظم شأن الوفاء

مسائل أبي داود للإمام أحمد

قناة عبدالرحمن السديس

05 Nov, 13:42


قال أبو داود: «رأيت أحمد ما لا أحصي يتطوع في موضعه الذي يصلي فيه المكتوبة، لا يزول عنه.
و[إن] كان إماما؛ تأخر عن يمينه.
ورأيت أحمد أكثر أمره لا يتطوع بعد الصلاة في المسجد، إلا أن يكون يريد أن يقعد مع بعض من يجيئه، وكان يتطوع قبل الصلاة كثيرا حتى تقام الصلاة أو يأتي في وقت الإقامة».

«مسائله» (٥٠١)و(٥٠٢).

قناة عبدالرحمن السديس

05 Nov, 13:30


👆 واستشكل بعضهم القطع، وقالوا: كثير من أهل العلم قالوا: يتمها..  إلخ
وقلة من قال: يقطعها.. 

فيقال:
ينبغي معرفة كلام العلماء المنقول في المسألة وتفاصيل أقوالهم وأصولها، حتى تكون على بينة من كلامهم في هذا الفرع خصوصا:
‏❍ أكثر كلام السلف فيها جاء في سنة الفجر، ورأى بعضهم أن يصلي حتى بعد الإقامة!
فهؤلاء الخلاف معهم أكبر من هذا الفرع؛ لهذا لا يصلح التكثر بموافقتهم؛ لمن لا يصحح فعلهم.
‏❍ من أهل العلم من يرى لزم النافلة بالشروع فيها، وهؤلاء أيضا مخالفون في أصل أعم، ولا ينبغي التكثر بهم في هذا الفرع الأخص؛ لمن يخالفهم في دليل قولهم.
‏❍ من أهل العلم من قال يقطع؛ ولهم تفاصيل في موضعه؛ فمنهم من قال: يقطع إن خشي فوت تكبيرة الإحرام، ومنهم من قال: إن خشي فوت ركعة، ومنهم من قال: إن خشي فوت الجماعة.. فهؤلاء كلهم متفقون على أصل القطع ومختلفون في موضعه.
‏❍ بقي جماعة من أهل العلم كان كلامهم وما نسب إليهم فيه أمر بالإتمام، لكن هل هو: للاستحباب أو الجواز أو الوجوب؟ يحتاج إلى تحرير.

‏❍ من قال بعدم لزم النافلة بالشروع؛ فيلزمه ألا يمنع القطع حتى لو كان بدون سبب؛ فكيف إن كان السبب هنا إقامة الفريضة؟!

❍ تذييل:
في «مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله» (٢١٥):
«سألت أبي عن الرجل يدخل المسجد بين الأذان والإقامة فيصلي ركعة تطوعا ثم تقام الصلاة؛ فأحب إليك أن ‌يقطعها ويدخل في الفريضة أو يصلي ركعة أخرى ويتشهد في هذه الركعة ويعجل في الفريضة معهم؟
قال: يصلي ركعتين ‌أحب إلي من أن ‌يقطعها».

وقال إسحاق بن منصور: «سئل أحمد عن رجل بقي عليه ركعتا الفجر، والمؤذن يقيم، أي ذلك أحب إليك: يكبر مع الإمام ثم يقضي، أو يركعهما، ثم يدخل في صلاة الإمام؟
قال: السنة فيه إذا أقيمت الصلاة؛ فلا يصلي ركعتي الفجر في المسجد أبدا، ولو ركعهما في المنزل قبل أن يخرج رجونا أنه لا يضيق عليه، وقد كرهه قوم أيضا، وترك ذلك أحب إلي، ولكن إن افتتح بركعتي الفجر ثم أخذ المؤذن في الإقامة، فطمع إن خففها أدرك التكبيرة مع الإمام؛ مضى فيهما».
«مسائله» (٤٦٦). 

وقال أبو داود: «سمعت أحمد سئل عن الرجل إذا افتتح الصلاة؛ فأقام المؤذن؟
قال: أحب إلي أن يتم.
قال: ومن الناس من يقول: يقطع.

قيل لأحمد: وإن فاتته التكبيرة الأولى؟
قال: نعم، -أي: يتم أولا- ثم يدخل مع الإمام في الفريضة».
«مسائل أبي داود» (٣٤٢).

وفي «كشاف القناع» ٤٣١/٢:

«(و‌‌يجيب) المصلي (والديه في نفل فقط) لتقدم حقهما وبرهما عليه، بخلاف الفرض، (وتبطل) الصلاة (به) أي: بجوابه لأبويه لما تقدم.
(و‌‌يجوز إخراج الزوجة من النفل لحق الزوج)؛ لأنه واجب، فيقدم على النفل، بخلاف الفرض».

قناة عبدالرحمن السديس

05 Nov, 13:29


👇

قناة عبدالرحمن السديس

04 Nov, 20:38


متى ينتهي وقت الوتر؟

قال أبو عمر ابن عبدالبر في «الاستذكار» ٤٩/٤:

«باب الوتر بعد الفجر

«ذكر فيه مالك عن ابن عباس وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عامر بن ربيعة والقاسم بن محمد أنهم أوتروا بعد الفجر.
وعن ابن مسعود أنه قال: «ما أبالي لو أقيمت الصلاة وأنا أوتر».
وعن عبادة بن الصامت أنه أسكت المؤذن بالإقامة لصلاة الصبح حتى أوتر.
وقال مالك بأثر ذلك: «إنما يوتر بعد الفجر من نام عن الوتر، ولا ينبغي لأحد أن يتعمد ذلك حتى يضع وتره بعد الفجر».


اختلف السلف من العلماء والخلف بعدهم في آخر وقت الوتر -بعد إجماعهم على أن أول وقته بعد صلاة العشاء وأن الليل كله حتى ينفجر الصبح وقت له إذ هو آخر صلاة الليل-

❁ فقال منهم قائلون: لا يصلى الوتر بعد طلوع الفجر، وإنما وقتها من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر؛ فإذا طلع الفجر فلا وتر.
وممن قال هذا سعيد بن جبير ومكحول وعطاء بن أبي رباح
وهو قول سفيان الثوري وأبي يوسف ومحمد.
وحجتهم: حديث خارجة بن حذافة العدوي قال خرج علينا رسول الله ﷺ فقال: «إن الله تعالى قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، هي الوتر؛ جعلها الله لكم ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر». 
وذكر أبو بكر بن أبي شيبة عن هشيم عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري قال: نادى منادي رسول الله ﷺ: «ألا لا وتر بعد طلوع الفجر».
وأبو هارون العبدي ليس ممن يحتج به.

وقال آخرون: يصلي الوتر ما لم يصل الصبح؛ فمن صلى الصبح؛ فلا يصلي الوتر.
روي هذا القول عن ابن مسعود وابن عباس وعبادة بن الصامت وأبي الدرداء وحذيفة وعائشة.
وبه قال مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأبو ثور وإسحاق وجماعة.
وهو الصواب عندي؛ لأني لا أعلم لهؤلاء الصحابة مخالفا من الصحابة.
فدل إجماعهم على أن معنى الحديث في مراعاة طلوع الفجر؛ أريد: ما لم تصل صلاة الفجر.

ويحتمل أيضا أن يكون ذلك لمن قصده واعتمده.
وأما من نام عنه وغلبته عينه حتى انفجر الصبح وأمكنه أن يصليه مع الصبح قبل طلوع الشمس؛ فليس ممن أريد بذلك الخطاب -والله الموفق للصواب- وإلى هذا المعنى أشار مالك رحمه الله».

قناة عبدالرحمن السديس

03 Nov, 16:54


فضل النافلة في البيت

قال النبي ﷺ: «صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة».
وقال ﷺ: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا».
متفق عليهما.

ومن فوائد هذه السنة:
أنها أكثر إخلاصا وأبعد عن الرياء.
وفيها تعليم لأهل المنزال الصلاة.
وفيها طرد للشياطين منه.
وفيها عمارة البيت بذكر الله.

قناة عبدالرحمن السديس

02 Nov, 19:25


لطيفة

البعير والشاة تطلق في لغة العرب على الذكر والأنثى..

وكذلك الدجاج:
قال لبيد رضي الله عنه: 
باكرت حاجتها الدجاج بسحرة ..

يريد قبل صياح الديكة.

قناة عبدالرحمن السديس

29 Oct, 02:31


اقتداء الأئمة وحقوق الجماعة

من أهم واجبات إمام المسجد؛ أن يجتهد في إقامة الصلاة كما كان يقيمها النبي ﷺ؛ «صلوا كما رأيتوني أصلي».
فيطيل فيما طوَّل، ويخفيف فيما خفف، ويقرأ بنحو ما قرأ ﷺ.

قناة عبدالرحمن السديس

29 Oct, 02:26


حديث «اللهم بارك لأمتي في بكورها».

روي مرفوعا عن عدد من الصحابة، وضعفها كلها ابن الجوزي في كتاب «العلل المتناهية» ٣١٤/١.
وقال أبو حاتم الرازي: «لا أعلم في هذا حديثا صحيحا». «العلل» لابنه (٢٣٠٠).

قناة عبدالرحمن السديس

28 Oct, 18:46


أمل !

قال ابن أبي حاتم: «سمعت أبا زرعة يقول كتب إليَّ إسحاق ابن راهويه: لا يهولنك الباطل؛ فإن للباطل جولة ثم يتلاشى».

«الجرح والتعديل» ٣٤٢/١.

قناة عبدالرحمن السديس

28 Oct, 18:35


.
سبب قلة رواية البخاري عن الإمام أحمد

من أرشيف ملتقى أهل الحديث.

قناة عبدالرحمن السديس

28 Oct, 13:44


قراءة آيات الصفات والثناء على الله

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ بعث رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته؛ فيختم بـ{قل هو الله أحد}،
فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ﷺ،
فقال: «سلوه لأي شيء يصنع ذلك»؛ فسألوه؟
فقال: لأنها ‌صفة ‌الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها،
فقال النبي ﷺ: «أخبروه أن الله يحبه».
متفق عليه.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وهذا يقتضي أن ما كان صفة لله من الآيات؛ فإنه يستحب قراءته، والله يحب ذلك، ويحب مَن يحب ذلك».

«التسعينية» ١٢٤.

قناة عبدالرحمن السديس

28 Oct, 11:50


الجلوس في المسجد وقطاع الطريق

من فوائد التبكير للمسجد تحصيل ثواب انتظار الصلاة، والصف الأول، وتكبيرة الإحرام، وصلاة النافلة، وقراءة القرآن، والدعاء، والاستعداد الجيد للفريضة..

وإن فات فضل التبكير إلى المسجد؛ فيبقى فضل الجلوس بعد الصلاة؛
فهما في الفضل كفرسي رهان؛

قال النبي ﷺ: «الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه: اللهم اغفر له! اللهم ارحمه! مالم يحدث،
ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة». 
متفق عليه.

ويجب الحذر من قطاع الطريق في المسجد، الذين يجرون لغيبة الإمام أو المؤذن أو جماعة المسجد، والقيل والقال..

والاشتغل عنهم بالقراءة؛ وإن كان يقاطع ويشغل، فلا نقترب منه..
أو ننشغل بالصلاة إلى الإقامة ونريح أنفسنا منهم..
وهؤلاء -وإن وجدوا- فإنهم -والحمد لله- قليل، والواجب وعظهم ونهيهم، فمن عجز، فما ذكر فيه مخرج حسن.

قناة عبدالرحمن السديس

28 Oct, 10:51


(ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)
جاهد نفسك أن تمشي إلى الله في كل حين
بتسبيحة تسبحها
أو ركعة تركعها
أو آية تقرؤها
أو صدقة تعطيها
أو دعاء تدعوه
أو إحسان تحسنه
أو خير تنشره
أو علم تطلبه
لا تنقطع عن المشي إلى ربك
قاعدا وقائما ومضطجعا ومريضا وصحيحا راكبا وماشيا وفارغا ومنشغلا
وحدك ومع الناس
لا تتوقف عن المسير إلى رب تتقرب إليه شبرا. فيتقرب إليك ذراعا
ومفهوم المخالفة من النص
أن من انقطع عن الإتيان إلى ربه
لم يأت الله إليه.
أعاذنا الله وإياكم من الحرمان.

قناة عبدالرحمن السديس

28 Oct, 03:36


.
.
وهل هو من تكليف ما لا يطاق؟

فأجاب ابن تيمية، وحرر وقرر..

وهذا الكتاب إن لم تكن قرأته؛ فقد بقيت لك بانة غناء، تتفيأ من ظلالها، وتنعم في أطلالها..

قناة عبدالرحمن السديس

28 Oct, 02:28


قال ابن القيم في كتاب «الوابل الصيب» ص٩٤: «فصل: وفي الذكر نحو من مائة فائدة»..

فذكر ما يحصل للذاكر من لذة، وسرور، وطيب عيش، وما يحدث للمعرض من ضيق، وهم، وغم.. وذكر من نفيس العلم، ورائق الوعظ، وشفاء الصدور.. ما يحسن بالمسلم العناية به..
والكتاب منشور في الشاملة والشبكة

وخذ واحدة منها هنا: ‌‌

قال ص١٩٨: «الثانية والسبعون: أن في الاشتغال بالذكر اشتغالًا عن الكلام الباطل من الغيبة، والنميمة، واللغو، ومدح الناس، وذَمِّهم، وغير ذلك، فإن اللسان لا يسكت ألبتة؛ فإما لسانٌ ذاكرٌ، وإمَّا لِسَانٌ لاغٍ، ولابد من أحدهما.فهي النفسُ إن لم تَشْغَلْها بالحق وإلا شَغَلَتْكَ بالباطل، وهو القلب إنْ لم تَسْكُنه محبةُ الله عز وجل، سَكَنَتْهُ محبة المخلوقين ولابُدّ، وهو اللسان إنْ لم تشغله بالذكر شغلك باللغو، وهو عليك ولابُدّ، فاختر لنفسك إحدى الخُطَّتين، وأَنْزِلْها في إحدى المنزلتين».

قناة عبدالرحمن السديس

28 Oct, 02:23


قضاء الصلاة الفائتة

اتفق العلماء على أن إقامة الصلوات الخمس في وقتها؛ من أفضل الأعمال،
واتفقوا على أن تأخيرها عن وقتها بلا عذر؛ من كبائر الذنوب.

قال النبي ﷺ «إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها؛ فليصلها إذا ذكرها».
متفق عليه.

وجمهور العلماء على أنه يجب فعلها فورا بعد الذكر أو الاستيقاظ.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Oct, 19:24


.
.
تعليق جميل لابن تيمية في بيان «البأس» في قول النبي ﷺ: «وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم؛ فمنعنيها».

«النبوات» ٤١٤/١.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Oct, 19:20


ما دعاني لزواجه!

وسع صدرك، فالنبي ﷺ لم يعلم أن عبدالرحمن بن عوف وجابر بن عبدالله رضي الله عنهم، قد تزوجا إلا بعد زواجهما ودخولهما.. كما في الصحيحين.

فاجعل الأمر سهلا، إن لم تدع أو لم تَعلم.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Oct, 17:02


.
هل قال ابن حزم: إن الشوط الواحد في السعي يكون من الصفا إلى الصفا؟!

قناة عبدالرحمن السديس

27 Oct, 13:49


.
«رحلة الحج» للأمين الشنقيطي.

وكان تحركهم للحج من بلادهم في ١٣٦٧/٦/٧ ووصلوا إلى جدة في ١٣٦٧/١١/١٥ تقريبا.

وهذا لمحات منوعة فيها فوائد وعبر!

قناة عبدالرحمن السديس

27 Oct, 10:32


من أدب مجالس العلماء

قال المعافى: حدثنا علي بن محمد بن [كاس] النخعي، قال: حدثنا علي بن جعفر الرماني، قال: حدثنا إسماعيل السدي، 
قال: كنت في مجلس مالك أكتب عنه، فسئل عن فريضة -فيها اختلاف عن أصحاب رسول الله ﷺ-، فأجاب فيها بجواب زيد بن ثابت.
فقلت: فما قال فيها علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود؟
فأومأ إلى الحجبة، فلما هموا بي حاصرتهم وحاصروني؛ فأعجزتهم، وبقيت محبرتي بكتبي بين يدي مالك،
فلما أراد أن ينصرف، قال له الحجبة: ما نعمل بكتب الرجل ومحبرته، 
فقال: اطلبوه ولا تهيجوه بسوء حتى تأتوني به، فجاءوا إلي فرفقوا بي حتى جئت معهم، 
فقال لي: من أين أنت؟ 
فقلت: من أهل الكوفة، فقال لي: إن أهل الكوفة قوم معهم معرفة بأقدار العلماء، فأين خلفت الأدب؟
قال: قلت: إنما ذاكرتك لأستفيد، 
فقال: إن عليا وعبدالله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد، وإذا كنت بين ظهراني قوم فلا تبؤهم بما لا يعرفون؛ فيبدأك منهم ما تكره.

قال: ثم حججت من سنتي وقدمت الشام، فدخلت دمشق، فجلست في حلقه الوليد بن مسلم، فلم أصبر أن سألته عن مسألة فأصاب، فقلت: أخطأت يا أبي العباس!
فقال: تخطئني في الصواب وتلحن في الإعراب!
فقلت: خفضتك كما خفضك ربك!
وداخلته الاحتجاج، فمال الناس إلي وتركوه، وقالوا: أهل الكوفة أهل الفقه والعلم!
فخفت أن يندأني منه ما ندأني من مالك بن أنس، فإذا رجل له حلم ودين وزعه عن الإقدام».

«الجليس الصالح» ٢٧٧/٢.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Oct, 08:33


وفي لفظ لـ«البخاري » (1015): «فدعا فمطرنا، فما كدنا أن نصل إلى منازلنا فما زلنا نمطر إلى الجمعة المقبلة».
وفي لفظ لـ«البخاري » (6093): «ثم مطروا حتى سالت مثاعب المدينة، فما زالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع، ثم قام ذلك الرجل أو غيره، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: غرقنا، فادع ربك يحبسها عنا، فضحك ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا».
وفي لفظ لـ «مسلم»(897): «ومكثنا حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله».

فهذا المطر الغزيز المتواصل الذي استمر أسبوعا كاملا، ورأيتَ في هذه الروايات صفته وما نتج عنه= لم يرد فيه أنه صلى الله عليه وسلم جمع للمطر، ولو فعله لنقل.

ولم يأت حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع لأجل المطر، وأكبر ما احتج به من جوّز الجمع من السنة= (منطوق) حديث ابن عباس رضي الله عنهما في «البخاري» (543)، و«مسلم» (705) ـ واللفظ له ـ: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا، والمغرب والعشاء جميعا، في غير خوف ولا سفر».
قال أيوب ومالك والشافعي وغيرهم: «نرى ذلك كان في مطر».
وهذا ظن كما ترى وخالفهم غيرهم من الأئمة في فهمه.
أو: (مفهوم) رواية مسلم (705): «من غير خوف ولا مطر».

و حديث ابن عباس هذا= أشكل على العلماء، واختلفوا في توجيهه، ولهم فيه ثمانية مسالك، ذكرها ابن رجب في «فتح الباري» 4/264، وغيره من أهل العلم
وسأذكرها لك مختصرة:
1- أنه منسوخ بالإجماع على خلافه.
2- معارضته بما يخالفه، وهي أحاديث المواقيت المتواترة.
3- حمله على الجمع الصوري، وهو أن يؤخر الأولى إلى آخر وقتها ويقدم الأخرى إلى أول وقتها.
4- أنه كان لأجل المطر.
5- أنه كان في السفر.
6- أنه كان للمرض.
7- أنه كان لشغل.
8- أنه على ظاهره.
فأكثر أهل العلم أو عامتهم: أنه متروك الظاهر.

وجاء في بعض رواياته عند «مسلم» (705) أن ابن عباس لما سئل عن السبب قال: «أراد أن لا يحرج أحدا من أمته».
وهذا المعنى دل عليه القرآن، قال الله عز وجل: {ومَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِن حَرَج} [الحج:78].
فالحرج منفي عن هذه الشريعة ومرفوع عنها.
لكن ما ضابط «الحرج» الذي إذا وجد جازت الرخصة؟

كل طائفة من الفقهاء لهم نظر وتقدير لـ «الحرج» الذي يصح فيه الجمع أو لا يصح، وشروط ذلك..

والمطر اليسير الذي يستمتع به الناس ولا يمنعهم من الخروج لحاجاتهم= لا يصح أن يجمع له ويستدل بهذا الحديث، فالخروج للصلاة في الحر والبرد أشد منه، ولا يُجمع من أجل ذلك عند عامة العلماء.

ومن أقوى ما احتج به لجواز الجمع للمطر: ما رواه مالك في «الموطأِ» (386) عن نافع: «أن ابن عمر كان إذا جمع الأمراء بين المغرب والعشاء في المطر= جمع معهم».
وكذلك كان يفعل أئمة تابعي أهل المدينة، يصلون معهم إذا جمعوا من غير نكير.
فمتابعتهم تدل على أنهم: يرونه جائزا،
أو أنهم: رأوه اجتهادا سائغا فتابعوهم جمعا للكلمة، لا اختيارا منهم له فقها.

وقد جاءت عدة أحاديث في «الصحيحين» وغيرهما من رواية عدد من الصحابة: أن المطر عذر في التخلف عن الجماعة، وأمر المؤذن أن ينادي: (الصلاة في الرِّحال).

منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما في «البخاري» (543)، و«مسلم» (697) ـ واللفظ له ـ :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر، يقول: «ألا صلوا في الرحال».

وعن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن عباس، أنه قال لمؤذنه في يوم مطير: «إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم»، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: «أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني..». رواه «البخاري» (668)، و«مسلم» (699) واللفظ له.

وهذه الرخصة لمن كان في بيته= فيها رفع الحرج؛ لأنه إذا وُجد مطرٌ يضر ويؤذي ويشق الخروج معه= فتكلف الرجل الخروج في المطر= حصلت المشقة وتبللت ثيابه، مع أنه ربما يكون وقت الصلاة الأخرى قد وقف المطر، فيكون قد خرج في وقت الحرج، وسقط عنه الخروج للجماعة في وقت اليسر، بحجة التيسير ورفع الحرج!

أما إن نزل المطر وهم في المسجد أو قريب منه، فهنا انتفاعهم بهذه الرخصة متوجه.

وقد أخذ بقول أهل المدينة بجوز الجمع للمطر: المالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم، فقالوا: إن الجمع لعذر المطر، (جائز)، بشروط.. وهذه بعض النقول من كتبهم:

قال القاضي عبد الوهاب المالكي في «الإشراف» 1/315: «(يجوز) الجمع بين الصلاتين في الحضر لعذر المطر».

قال ابن رشد المالكي في «المقدمات الممهدات»1/186: «اتفق مالك وجميع أصحابه على (إباحة) الجمع بين الصلاتين المشتركتي الوقتِ؛ لعذرِ.. المطر في الجملة..».

وقال القرافي المالكي في «الذخيرة» 2/377: «هو عندنا جائز».

وفي «مختصر خليل» ص44 «ورخص له.. في جمع العشاءين.. لمطر».

وفي «مواهب الجليل شرح مختصر خليل»: 2/434: «في كون الجمع راجحا أو مرجوحا طريقان؛ الأكثر: على أنه راجح، نقله ابن عرفة».

قناة عبدالرحمن السديس

27 Oct, 08:33


تنبيهات في جمع الصلاة لأجل المطر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما، أما بعد

فهذه تنبيهات مختصرة حول مسألة جمع الصلاة لأجل المطر، وهي رؤوس أقلام، وأدعو إخواني أئمة المساجد لتأملها ومراجعة كتب العلماء في الفقه وغيره، إذ هناك تساهل في الجمع دون تحقق شروطه.

فجمهور العلماء على (جواز) الجمع للمطر المبلل للثياب، وخالف في ذلك الحنفية ومتقدمي علماء الأمصار -إلا أهل المدينة- = فلا يرون الجمع للمطر.

قال القدوري الحنفي في «التجريد» 2/912: «قال أصحابنا: لا يجوز للمقيم الجمع بين الصلاتين، وقال الشافعي: يجمع بينهما في المطر.. ».

وقال السرخسي الحنفي في «المبسوط» 1/149: «قال: (ولا يجمع بين صلاتين في وقت إحداهما في حضر ولا في سفر) ما خلا عرفة ومزدلفة».

وقال الكاساني الحنفي في «بدائع الصنائع» 1/327: «قال أصحابنا: إنه لا يجوز الجمع بين فرضين في وقت أحدهما إلا بعرفة والمزدلفة فيجمع بين الظهر والعصر في وقت الظهر بعرفة، وبين المغرب والعشاء في وقت العشاء بمزدلفة.. ولا يجوز الجمع بعذر السفر والمطر».

وقال ابن المنذر في «الأوسط» 2/430: «قال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي عمّن جمع بين الصلاتين المغرب والعشاء في الليلة المطيرة؟ فقال: أهل المدينة يجمعون بينهما، ولم يزل مَن قبلنا يصلون كل صلاة في وقتها. قال: وسألت الليث بن سعد وسعيد بن عبد العزيز؟ فقالا مثل ذلك».

الأوزاعي إمام أهل الشام وعالمهم في زمانه، توفي عام 157 هـ، وسعيد بن عبد العزيز شامي من أقران الأوزاعي، توفي عام 167 هـ، والليث إمام أهل مصر وعالمهم في زمانه، توفي عام 175 هـ.

ويفهم من كلام هؤلاء الأئمة: أن سائر أمصار الإسلام غير أهل المدينة= لم يكونوا يجمعون في المطر، ويقويه: أن عامة المروي في الجمع عن الصحابة والتابعين إنما هو عن أهل المدينة، ويؤكده:

ما رواه يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» 1/690، والدوري في «تاريخ ابن معين روايته» 4/491 في رسالة الإمام الليث بن سعد إلى الإمام مالك رحمهما الله: «.. وقد عرفتُ مما عبتَ إنكاري إياه: أن يجمع أحد من أجناد المسلمين بين الصلاتين ليلة المطر، ومطر الشام أكثر من مطر المدينة بما لا يعلمه إلا الله، لم يجمع منهم إمام قط في ليلة مطر، وفيهم: أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاذ بن جبل ـ وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل»، وقال: «يأتي معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة» ـ وشرحبيل بن حسنة وأبو الدرداء وبلال بن رباح،
وكان أبو ذر بمصر والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص.
وبحمص سبعون من أهل بدر وبأجناد المسلمين كلها.
وبالعراق ابن مسعود وحذيفة بن اليمان وعمران بن الحصين، ونزلها علي بن أبي طالب سنين بمن كان معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم= فلم يجمعوا بين المغرب والعشاء قط .. ـ ثم ذكر عمر بن عبدالعزيز وبعض ما كان منه في الشام ثم قال الليث: ـ ولم يجمع بين المغرب والعشاء قط ليلة المطر، والسماء تسكب عليه في منزله الذي كان فيه بخناصرة ساكنا.». اهـ.

وسندها صحيح. ونقلها عن «المعرفة والتاريخ» ابنُ القيم في «إعلام الموقعين» 3/1607.

وقال ابن عبد البر في «الاستذكار» 6/30 و«التمهيد» 12/211: «روى زياد بن عبدالرحمن عن مالك أنه قال: لا يجمع بين الصلاتين ليلة المطر في شيء من الأمصار وغير الأمصار إلا بالمدينة خاصة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لفضله وأنه ليس هناك غيره، وهو يقصد من بعد».

وقال ابن مفلح الحنبلي في «الفروع» 3/105: «ويجوز لمطر..، وحكي المنع رواية».
وقال المرداوي في «الإنصاف» 5/92: «وقيل: لا يجوز الجمع، وهو رواية عن أحمد».

فهذه إشارة لرأي مَن لا يرى الجمع للمطر من العلماء، وأنت ترى أنه قول لأمم من الأئمة المتقدمين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ويفهم من كلام الإمام الليث أن الجمع لم يفعله إلا أهل المدينة، وأن عامة الصحابة والتابعين ممن في بقية الأمصار لم يفعلوه ولا يرونه.

ويقوي قولهم: أنه لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا خلفاءه الراشدين، وقد مطرت المدينة في عهده صلى الله عليه وسلم مرة مطرا غزيرا متواصلا أسبوعا كاملا، ففي «البخاري» (933)، و«مسلم» (897) واللفظ لـ«البخاري» في قصة استسقاء الأعرابي يوم الجمعة، قال أنس رضي الله عنه: «.. فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد وبعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال.. ـ وفيه ـ وسال الوادي (قناة) شهرا».

قناة عبدالرحمن السديس

27 Oct, 08:29


سنن قولية عند المطر

‏في صحيح البخاري عن عائشة: أن رسول الله ﷺ كان إذا رأى المطر، قال: «اللهم صيبا نافعا».
وفي مسلم عنها مرفوعا:
ويقول إذا رأى المطر: «رحمة».

‏وفي الصحيحين عنه ﷺ أن مما يقول المؤمن بعد المطر:
«مطرنا بفضل الله ورحمته».
وفي رواية للبخاري:
«مطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله».

‏وعند أحمد وأبي داود وغيرهما عنها بسند صحيح، كان النبي ﷺ إذا رأى المطر، قال: «اللهم صيبا هنيئا».
وفي رواية لأحمد: «اللهم اجعله صيبا هنيئا».

.

قناة عبدالرحمن السديس

27 Oct, 03:15


من هم السَّفِلَة في رأي الشافعي؟

قال المزني سألت الشافعي من السفلة؟

قال: من يكون إكرامه لمخالفيه أكثر من إكرامه لأهل مذهبه، وليس ذلك إلا لقلة فضله وعلمه، يريد أن يستكثر بهم، ومتى يوالى العدو؟!».

«مناقبه» للبيهقي ١٩٤/٢.

قناة عبدالرحمن السديس

26 Oct, 10:28


‏❍ التأكد من صواب السبب -في جميع الأشياء- من أهم الأمور التي تصحح تصوراتك، وتنبهك على الأوهام.

‏❍ ففي كل حدث؛ اسأل:
ما هو السبب؟
ما الدليل على أنه السبب؟

قناة عبدالرحمن السديس

26 Oct, 10:21


كثير من الأحكام العامة التي يطلقها الناس؛ لا تكون صوابا.
لأنها ناتجة عن:
‏❍ خلل في التصور.
‏❍ قصور في الاستقراء.