كان أعرابي يُجالس الشَّعبي يُطيل الصمت، فسُئل عن طول صمته، فقال: أسمع فأعلم، وأسكت فأسلم. وقالوا: لو كان الكلام من فِضة لكان السكوت من ذهب. وقالوا: مَقتل المرء بين لَحيَيه وفكَّيه. وأخذ أبو بكر الصدِّيق، رضي الله عنه، بطرف لسانه وقال: هذا الذي أوردني الموارد. وقالوا: ليس شيءٌ أحقَّ بطول سجن من لسان. وقالوا: اللسان سبُعٌ عَقور.
وقال النبي ﷺ: «وهل يكبُّ الناسَ على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائدُ ألسنتهم.»
وقال ابن الأعرابي عن بعض أشياخه: تكلَّم رجل عند النبي ﷺ فخطل في كلامه، فقال النبي ﷺ: «ما أُعطيَ العبد شرًّا من طلاقة اللسان.»
البيان والتبين للجاحظ ص ١٩٤ 📚