الأول: شخص غير صادق فيما يقول؛ فإن الشعارات تُصدق بالأفعال، وكل الناس يجيد الأقوال.
الثاني: أنك تجهل طريق النصرة الحقيقي، فليس هو برفع الشعارات، ولا كثرة التغريدات.
وعليه؛ فاعلم - أيها الكريم - أن طريق النصرة لهذه الأمة والنهضة بها يكون من خلال مشروع تقوم به، وتبذل فيه أوقاتك، والغالي والنفيس من أموالك وطاقاتك.
ثم اعلم أن علامة صدقك في نصرة الأمة = ما تبذله كل يوم من الجهود، وما تصرفه من الأوقات في سبيل النهضة بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وليست العلامة في:
١- رفع الشعارات الرنانة، فكل الناس يجيد ذلك ويتقنه.
٢- ولا في كثرة البرامج والدورات التي تدخلها دون أن تتقن ما فيها ويكون لها أثر في حياتك.
٣- ولا في كثرة التغريدات وكثرة الكلام فيما لا فائدة عملية منه.
وإن كنت أرجو ألا يفهم من كلامي هذا أني ضد التفاعل الإعلامي بالتغريدات ونحوها مع قضايا الأمة، فهذا ثغر عظيم، والمشاركة فيه قد تتعين على بعض الناس، وهو قربة لله تعالى لمن صلحت نيته.
لكنني أقصد بكلامي مَن يطيل الكلام والثرثرة في مواقع التواصل حول قضايا الأمة ظانًّا نفسه ينصر قضاياها، وهو لم يقدم لها شيئا؛ بل زادها من الأعباء بكثرة ثرثرته.
وهذا سوق الجنة قد فتح، فهنيئا لمن طلّق الدنيا وهرول للمنافسة في سباق الآخرة.
ومن يتولى ويدبر فليعلم أن الله غني حميد، وأن دينه منصور لا محالة، وأن الشأن كل الشأن في أن نكون ممن شرفهم الله وكرمهم بخدمة هذا الدين.