عبدالرحمن المُشِدّ (للدراسات القرآنية)

وقوله: (وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْۖ) إعلامٌ بأن الذنب كان يستحق أكثر مما نزل !!

اللهم غفرًا ..

تقرأ تفسير الآيات بتركيز من تفسير ابن عطية

تستمع إلى نفس الآيات بصوت الشيخ/ أحمد بن طالب حميد

مع كوب شاي

أي نعيم بعد هذا تريد أنت؟!!!

﴿‌قُلۡ ‌ مَتَٰعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٞ
وَٱلأٓخِرَةُ خَيرٞ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ﴾ !!

[النساء: 77]

يصدر لأخيكم قريبًا بمشيئة الله سبحانه: (تقريب تفسير المحرر الوجيز للإمام ابن عطية)، في مجلدين، وهو أول اختصار لهذا التفسير العظيم، فاللهم عونًا وقبولًا ...

تحفظ من المتون ما تحفظ، وتبقى لمتن (الشاطبية) هيبة لا تدانيها هيبة!

فرحم الله ناظمها ووفَّق حُفَّاظها

﴿ وَٱصبِرۡ لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ ‌بِأَعيُنِنَاۖ ﴾ [الطور: 48]

قال ابن عطية: "هذه الآية ينبغي أن يقدِّرها كلُّ مؤمنٍ في نفسه؛ فإنها تُفسِح مضايق الدنيا" !!

عندما رَدَّ الله إليَّ روحي !

تعودت أثناء السفر الطويل؛ إما أن أقرأ في كتاب سهل لطيف، أو أن أكتب بعض الخربشات حول ما يمر معي من أحداث وأمور شخصية لها أثر في حياتي، ولأنني في طريق سفر الآن أحببت أن أسجل حدثا كادت روحي بسببه أن تذهب من الحسرة والألم !

(مكتبتي) الخاصة ليست كبيرة كما عند بعض المهتمين، ولست من هواة جمع الكتب، ومع توفر البرامج الإلكترونية أعمل باستمرار على التخلص من أي كتاب لا يعنيني كثيرا، فليس في مكتبتي كتاب إلا وأنا في حاجة إليه حاجتي للطعام والشراب، وما فيها من كتاب إلا وقد تخلل روحي واختلط بدمي ولحمي، ولكل كتاب قصة وذكرى تخصه.

فلا زلت أذكر فرحتي صغيرا (في الثانية عشر تقريبا) بأول كتاب كبير اشتريته (الأم) للشافعي من دار الغد العربي ب(٤٨) جنيها كانت حصيلة تجميع سنة تقريبا، ورجعت به إلى البيت في أتوبيس النقل العام ب(٢٥) قرشا، ولا زلت أذكر سعادتي يوم اشتريت (فتح الباري) طبعة الريان بالتقسيط ب(١٤٠) جنيها، دفعت منها (٢٠) جنيها كاااملة كمقدم، ورجعت به إلى البيت أحمله على كتفي ... لا زلت أذكر أول كتاب اشتريته بالمدينة (القاموس المحيط) وظل أنيسي فترة طويلة ... ولا زلت أذكر أنني اشتريت سير أعلام النبلاء بآخر ما في جيبي واعتكفت عليه شهرا حتى قرأته واستخرجت ما راقني من فوائد ... والقصص تطول، فهذا كتاب نادر، وذاك كتاب أهداه إلي أخ عزيز، وآخر مكثت في طلبه شهورا حتى وصلني من أقصى البلاد، وآخر قرأته على شيخ وعلقت عليه فوائد. والخلاصة: أن مع كل كتاب قصة وحكاية وذكرى بل حياة جديدة ...

وبعد ما يقرب من (٢٢) سنة كوَّنت خلالها مكتبتي بهذه الطريقة، لا لمجرد الهواية، انتقلت إلى مكان آخر، وأجَّلت نقل المكتبة فترة وأودعتها عند أحد معارفي، ثم جاءت فترة كورونا وما حدث فيها من تعطل في العالم كله، وفي ظل ظروف معينة علمت أن شخصا أعطى المكتبة لمن يوزعها ويهديها، ولم أعلم بالخبر إلا بعد ثلاث سنوات وزيادة !

مرضت أياما بعد سماع الخبر، ولم يكن في وسعي حينها إلا أن أسترجع، فقد تفرقت الكتب، ومن المحال رجوعها .. هكذا ظننت،، وكتبت أبياتا أسلي نفسي بها ولست بشاعر، وما كتبت طوال حياتي سوى تلك الأبيات، قلت فيها:

وأعْظَمُ مَا يَكُونُ الُّلطفُ مِنْهُ
إذا بَلَغَتْ قُلُوبُكمُ الحَنَاجِرْ

وَأقْرَبُ مَا يَكُونُ رِضَاهُ عَنَّا
إذا رَضِيَتْ بِقِسْمَتِهِ الضَّمَائرْ

فَيَا رَبِّي لَكَ النَّعْمَاءُ إِنِّي
لِخَيرِكَ أفْتَقِرْ، وَالقَلْبُ شَاكِرْ!

وفي يوم جاءني سؤال من رقم مجهول لا أعرفه على (الواتس) فأجبت، ثم استرسل السائل في طرح استفسارات أخرى إلى أن قال: (لقد أُهديت إلي عدة كتب قبل ثلاث سنوات وجدت عليها اسمك)، وهنا وقف شعر رأسي وسألته عمن أهداها إليه، فأخبرني في قصة طويلة، وأخبرته بأنني لا أسامح ولا في ورقة واحدة من المكتبة وأنها وُزعت بغير علمي ولا إذني.. فدلني على من يعرفهم ممن وصلتهم الكتب، وتواصلت معهم فوجدت منهم كل تعاون في رد المكتبة، وكانت الفقرة الأخيرة أمس حيث سافرت سفرا طويلا لاسترداد جزء كبير من المكتبة، واجتمعت لي (أصول المكتبة) أخيرا: فالحمد لله الذي ردَّ إلي روحي (مكتبتي)!

ولا أبالغ في هذا المقام أنني مهما شكرت الإخوة الذين وصلتهم كتبي ((مهداة)) ثم ردوها إلي، فإنني لن أوفيهم حقهم، لكن يتولى الله سبحانه ثوابهم، وما عند الله خير وأعظم.

عبد الرحمن المشد
7 رجب 1446هـ

#تنويه:
نزولاً عند رغبة بعض المشايخ الكرام :
سنبدأ قريباً بحول الله تعالى وقوته، بقراءة جديدة لكتاب:
" النشر في القراءات العشر" للإمام ابن الجزري، ويتخللها : تصحيح النسخ المطبوعة فيما خالفت فيها النسخ الخطية المقروءة على المؤلف نفسه.

بين عروة وعفراء !! 💔💔💔

شَبَّ عروة بن حِزَام العذريُّ و عَفراء بنت مالكٍ سويًا منذ الصغر فتعلق بها علاقة الصبي فكان يألفها وتألفه، فزوَّجوهُ بها بشفاعةِ الحسينِ بن عليٍّ -رضيَ اللهُ عنه- فأقامَ معها مدَّةً وكان يحبُّها، وكانت أُمُّه تبغضها وتقسمُ عليه أن يفارِقَها وهو يقول لها: أخافُ يا أُمِّي تلاف نفسي! فلم ترض أُمُّه، فلمَّا كان يومُ حرٍّ شديدٍ وقفتْ أُمُّه حافيةً على الرَّمْل وأقسمت لا تزول أو يفارق عروةُ عفراء، ففارقَها رِفقًا بأُمِّه وبرًّا بها، فجعل يزدادُ بِه الوَجْدُ والحزنُ حتَّى ما قدرَ أن يأكلَ شيئًا منَ الطَّعام والشَّراب.

وهامَ عروة بن حزام بعفراء حتَّى أخذه الهذيان والقلق وجعل يلصق بطنه بحياض الماء من شدَّة الحب، فرآه مرَّة شيخٌ منهم فقال له: مَهْ يا ابن أخ! فوالله ما فعلَ هذا أحدٌ إلَّا هلك! فقال: يا عم إنِّي لمكروب، وإني لأجدُ حرًّا على كبدي.

فعاودَ عُروةُ أهلَها أن يرجعوها فأبت أُمُّها عليه ذلك وكانت تحبُّ الثَّراء، فأقامَ أيَّامًا وحمل إلى مكَّة عليلًا معروقَ الوَجْه ناحِلَ اليدَيْن لم تبق إلَّا رسوم وجهه، وكانت عفراءُ قد أعطته يومًا خمارًا لها، وكان يغشي عليه ويخفق، وكان كلَّما أُغمي عليه ألقى عليه غلامُه ذلك الخمار فيفيق، فأتوا به عبدَالله بن عبَّاسٍ -رضي اللهُ عنه- فرآهُ وكان جالسًا بفناءِ الكَعْبة فوضعوهُ بين يدَيْه يستشفعون له ويستشفونَ فقالوا: استشف له يا ابن عمِّ رسول ﷲ ﷺ فكشفَ عنه الخمار وقال: ما بِك؟ فأنشد عُروة:

بنا من جوى الأحزان والحب لوعة
تكاد لها نفس الشفيـق تـذوبُ

ولكــنّ ما أبقـى حشــاشـة ما تـرى
على ما ترى عود هناك صليب

فما نفعَه علاجٌ؛ إذ ليس للحُبِّ دواءٌ أو رقية سوى الاعتصام واللجوء إلى الله، فرجعوا به إلى دياره، فبقي أيام قليلة وحيدًا وساءت حاله، فقال عند موته:

فما تركـا مـن رقيـة يعلمانـها
ولا سـلـوة إلا بـها سقيـانــي

فقالا: شفاك الله والله مالَنـا
بما حملت منك الضلوع يدانِ

ثمَّ شهق شهقة خفيفة ثم مات، فمرَّ به ركبٌ فعرفوهُ فصاح بعضُهم لما مرَّ بمنزلِ عفراء:

ألا أيـها القصر المعقل أهلها
بحق نعينَا عُروة بن حِزام

فسمعته عفراء فأجابته:

ألا أيها الركب المخبون ويحكم
بحق نعيتم عُروة بن حزام

فأجابوها:

نعم، قد تركناهُ بأرض بعيدةٍ
مقيمًا بـها في دكدك وأكام

فقالت لهم:

فإنْ كان حقًّا ما تقولون فاعلموا
بأن قد نعيتم بدْرَ كل ظلامِ

فـلا لـقـيَ الفـتـيـان بـعـدك لـــذَّة
ولا رجعوا من غيبة بسلامِ

ولا وضـعت أُنثـى تـمـامًا بمثلـه
ولا فرحت من بعده بغلامِ

ولا لا بلـغتم حيـثُ وجـهـتمُ لـه
ونغصتم لذات كل طعــامِ

ثمَّ سألتهم: أين دفنوهُ؟ فأخبروها، فسارتْ إلى قبره، فلمَّا قربوا من موضع قبرِه قالت: إنِّي أُريد قضاء حاجة، فأنزلوها فانسلت إلى قبره فانكبتْ عليه تبكي، حتَّى بقيت تبكي على القبر ثلاثة أيام لم تأكل ولم تشرب، فما راعهم بعدها إلَّا صوتها، فلمَّا سمعوها بادروا إليها فإذا هي ممدودة اليدين على القبر قد خرجت نفسها، فدفنوها إلى جانبِه.

قال معاذ بنُ يحيى الصنعانيُّ: خرجتُ من مكَّة إلى صنعاء، فلمَّا كان بيننا وبين صنعاء خمس رأيتُ النَّاس ينزلون عن محاملهم ويركبون دوابهم! فقلت: أين تريدون؟ قالوا: نريد ننظر إلى قبر عفراء وعُروة. قال معاذٌ: فنزلتُ عن محملي وركبت حماري واتَّصلت بهم، فانتهيتُ إلى قبرين مُتلاصقين قد خرج من هذا القبر ساق شجرة لم أر مثلها ومِن هذا ساق كنفسِ الشَّجرة، حتَّى إذا صارَا على قامة التقيَا فكانَ النَّاسُ يقولون: تآلفَا في الحياة وفي الموت. قال معاذٌ: وقد سألتُ أهلَ القرية عن هذه الشَّجرة فقالوا: لا يُعرف هذا الشَّجر ببلادنا.

وكان موته في حدود سنة ثلاثين من الهجرة.

وبلغ الخبر مُعاوية رضي الله عنه فقال: لو علمتُ بهذَين الشَّريفَين لجمعتُ بينهما. قالَ عِكْرمة: مكثَ عبدُالله بن عبَّاسٍ -رضي الله عنه- بعد هذه القصَّة أربعين يومًا لا يسأل الله بعد صلاتِه إلَّا المعافاة منَ العشق. وكان يقول: «هذا قتيلُ الحبِّ».

(محمد إبراهيم)

تعجبني قراءة: (وآتَاكُمْ مِنْ كُلٍّ مَّا سألتموه)، بتنوين اللام من (كُلٍّ)، وهي قراءة بعض الصحابة وعدد من التابعين، و(ما) هنا نافية في وجهٍ، فسبحانه يُعطي دون أن يُسأَل، فكيف لو سُئل!!

أبارك لزوجتي الفاضلة (أم سفيان) صدور أول كتاب لها في حقل الترجمة، بعنوان (تنشئة أبناء صالحين)، عن دار عالم الأدب، وسيتوفر بمعرض الكتاب بالقاهرة بمشيئة الله سبحانه، وأسأل الله لها ولكم المزيد من التوفيق والسداد..
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2025

تلاوة مباركة للدكتور: محمد عمر الجنايني

إني لأعجب لطالب (التفسير) كيف يدرك المعاني ويتذوق القرآن وليس له حظٌّ وافرٌ من شِعر العرب وكلامها حفظًا وفهمًا !!

ذَكَر ابن الأَبَّار (ت: 658هــ) أن ابن عطيَّة لما خرج من غَرْنَاطة قافلًا إلى موطنه بالـمَرِيَّة لتقلُّد القضاء فيها؛ دخل داره وعيناه تَدمعان وَجْدًا لمفارقة الأهل والوطن، فأَنْشَدَته ابنته أُمُّ الهناء متمثِّلةً:
يا عينُ صار الدَّمْعُ عندك عادةً ٭
تبكين في فرحٍ وفي أحزانِ

(الصورة لمدينة المرية)

يقول أبو جَعْفَر الضَبِّيّ (ت: 599هـ): "قال لي القاضي أبو القَاسِم -رحمه الله-: كان الفقيه أبو بَكْر غَالِب بن عبد الرحمن ربما أَيْقَظَ ابنه أبا مُحَمَّد عبد الحقّ - ابن عطية- في الليلة مرَّتين يقول له: قُمْ يا بنيّ اكتب كذا وكذا في موضع كذا من تفسيرك" (بغية الملتمس ص: 441)

قبل سنوات طويلة صلّيت التراويح خلف شيخنا المقرئ أبي صهيب حفظه الله، فقرأ بقراءة غير القراءة التي يُقرأ بها عندنا، فلمّا سلّم سألني أحد الإخوة بأيّ قراءة قرأ الشيخ، فقلت له: الله أعلم، ولكن كتاب القراءات العشر هناك، فانظر، ففتح في سورة القصص فوجد في هامش المصحف: قرأ فلان وفلان بكذا وكذا، وقرأ الباقون بكذا.
فقال لي: الشيخ قرأ برواية الباقون 😂😂

#منقول

استقبال الطالب/ أنس محفوظ، من بنغلادش، الفائز بالمركز الأول في مسابقة القرآن بالكويت، فرع صغار الحفاظ، عام 1446

مما رأيته ... بعض المُقرئين (المتقنين) يرفض إقراء الطالب ويحيله لأحد تلاميذه، وكثيرٌ من الطلاب يأنف حينئذٍ ويظن أن الشيخ يحتقره ويقلِّل منه -خاصة إن كان الطالب متقدِّما في هذا العلم وليس مبتدءًا-، فيخسر بذلك خيرًا كثيرًا، بل هذا الفعل يدل على حرص الشيخ عليك حتى عند رفضه لإقرائك لسبب يخصُّه لا يلزم أن تعرفه، وهو بذلك يخدمك خدمة كبيرة بأن أتاح لك القراءة على جزء منه مُمْتدًّ وهو تلميذه، وهذا أيضًا يجعله مطمئنًا إليك ولإقرائه لك لاحقًا، فلا تأنف، وأَطِع الشيخ، واكسب قلبه، فلا أحسن من علاقة بين شيخ وتلميذ يحركها الحُب وكسب القلوب، وستجد بعد ذلك كل خير معه ومع غيره، وكم ضيعت هذه الأنفة أقوامًا !


عبد الرحمن المشد
25 جمادى الأول 1446هـ

من جميل ما مرَّ بي اليوم قراءتان شاذَّتان؛

الأولى: قراءة ابن محيصن في سورة الذاريات: (وفي السماء رازقكم)، بدلًا من (رِزقكم)، ومعناها واضح.

والثانية -وما أجملها وألطفها- قراءةُ عليِّ بن أبي طالب وعدد من الصحابة في سورة النَّجم: (عندها جَنَّهُ الـمَأْوَى) بالهاء في (جَنَّهُ)، وليس بالتاء، من: جَنَّ، كما يُقال: جَنَّه الليل، والضميرُ فيها يعود للنبيِّ ﷺ، والمعنى: سَتَره وضمَّه إيواءُ الله تعالى وجميلُ صنعه به،، وهذه القراءة كانت أُمُّنا عائشة وعدد من الصحابة يردونها، فكانت تقول: «أَجَنَّ اللهُ مَن قرأها» !

فاللهم استرنا وآوِنا بلُطفك وجميل صُنعك!

((ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)) [الأحزاب: 6]

قال بعض العلماء العارفين: «هو أَوْلَى بهم من أنفسهم؛ لأن أنفسهم تدعوهم إلى الهلاك، وهو يدعوهم إلى النَّجَاة»!!

#اللهم صّلِ وسَلّمْ عَلۓِ نَبِيْنَامُحَمد ﷺ

لا تحدِّثني عن طلبك لعِلم التفسير وليس لك وِرْدٌ يوميٌّ ثابتٌ في المذاكرة الجادَّة لأحد كتب التفسير؛ (قراءةً وفهمًا وتلخيصًا وحفظًا وبحثًا) !


عبد الرحمن المشد

اللهم غفرًا ..!

قال أبو العالية: "قال لي أصحاب محمد ﷺ: لا تعمل لغير الله فيكلك الله إلى من عملت له" !! (حلية الأولياء 2/220)

مما حُكي في قصة أصحاب الكهف أن إحياء الله تعالى للفتية كان كرامةً للملك الصالح حينها، حيث كانت في عصره بقايا جاهلية من عصور سبقته، فلم يكن قومه يؤمنون بأن هنالك بعثًا بعد الموت، وانقطعت السُّبُل بالملك في إقناعهم بذلك، ويئس منهم، فتضرَّع إلى الله بأن يهديهم، فكان إحياء هؤلاء الفتية لهم وبدلائل وقرائن تدل على أنهم ماتوا منذ زمن طويل دليلًا محسوسًا لهم على إمكان البعث، فآمنوا به.

وهذا المعنى كثير جدًّا في قَصَص السابقين، وفي تدبر قصصهم ما لا يُحصَى من العِبَر والعظات، فلا تيأس أبدًا مهما اشتدَّت المِحَن، ولا تستبعد أن يسخِّر الله سبحانه الأرض كلَّها لأجلك أنت، فهو سبحانه خيرُ من سُئل، وأجودُ من أعطى، ولا عليك إلا أن تسأله، وتخضع له سبحانه، وتَكِلَ أمرك إليه وحده، وتُسلم نفسك له، وترضى بما قَسَمه لك..

لا تُدَبِّرْ لكَ أمراً
إنَّما التَّدبيرُ شاغلْ

سَلِّمِ الأمرَ إلى الله
ودَعْ وَصْمَةَ غافلْ

وارْفَعِ الأمرَ إليهِ
والَّذي قُدِّرَ حاصلْ!

لا تُدَبِّرْ لكَ أمراً
إنَّما التَّدبيرُ شاغلْ

سَلِّمِ الأمرَ إلى الله
ودَعْ وَصْمَةَ غافلْ

وارْفَعِ الأمرَ إليهِ
والَّذي قُدِّرَ حاصلْ!

كان بإمكان هارون عليه السلام أن يأخذ مَن لم يعبدوا العجل ويذهب بهم إلى الطور حيث كان الأمر هناك، لكنه -فيما حُكي- خشي أن تقع الفرقة بين القوم حينما يأخذ بعضهم ويترك بعضهم، مع أنه كان سيترك من عَبَدوا العجل وأصرُّوا على ذلك، وقالوا: (لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ)، وهي مسألة فارقة وواضحة كالشمس، قوم تركهم نبيهم يعبدون الله، فانشق بعضهم وعَبَد عجلًا، (إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) [طه: 94].


وترى الآن من يستغل دقيق المسائل التي لا ينبغي أن يناقشها إلا أهل العلم، فتجده يناقشها بين عوام الناس بلا فهم صحيح لها أصلا، ويقيم عليها ولاء وبراء فيوقع الفرقة والتنازع! فاللهم أبْرِم لهذه الأمة أمرًا رشدًا..

أتمرحُ إن شاهدت نعشًا لهالكٍ
إليك أكُـفُّ الحاملين تشيـرُ

ستركبُ ذاك المركب الوعر ساعة
إلى حيث سار الأولون تسيـرُ

نقي من غبار الأرضِ بيض ثيابنا
وتلك رفاتُ الهالكين تطيرُ

اللهم صل وسلم على نبينا محمد ..

مما أذكره بالمعنى..

حكى لنا الشيخ الدكتور/ عبد الله، ابن العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان)


أن والده (الشيخ الأمين) كان إذا دخل على الطلاب في بداية العام الدراسي، ينصحهم، ومما يقوله لهم:

"لا أريد أن أخدعكم وأقول لكم: إن طريق العلم مفروش بالورود، بل هذا الطريق مفروش بالشوك والتعب" !


عبد الرحمن المشد

نالني عتاب شديد من معالي الشيخ د.محمد بن محمد المختار الشنقطي -حفظه الله- في مسألة علمية راجعته فيها فآلمني ذلك لأنه كان أمام الطلاب فبعثت له رسالة فيها : بعض الشيوخ نلازمهم سنين عددا فلا نجد منهم إلا الزجر وقد صبرنا حتى مللنا فإلى متى نصبر على هذا؟

فرد الشيخ:
1-إذا كنت تعنيني فإني لا أزجر في الغالب إلا من أثق به من طلبتي لأني أريد أن يشتد عوده ويقوى على كل شي خاصة أمام الناس خرج إليهم وواجهه أحد بشيء فإنه لا يضعف لأنه اعتاد على ذلك.
2-قد أجد الطالب محبا لي وأخاف عليه الفتنة فاقسو عليه فيرى في هذه الصفة فيحصل في نفسه نفرة تمنعه من الغلو في محبتي.
3-قد أزجر وأنا لا أقصد الطالب الذي زجرته وإنما أقصد غيره من الطلاب الجدد فلا يسترسلون في الاستفتاء والأسئلة وإذا رأوا من هو أقدم منهم يزجر لزموا الحذر فيستقيم أمرهم بإذن الله.
4- لا أعرف أني زجرت وفي قلبي حقد أو ضغينة ولا أعرف أني زجرت بسب أو شتم رأيت علماء أجلاء نفع الله بأساليبهم ووجدنا لها أثرا بليغا في نفوسنا ومن رافقنا في الطلب فاجتهدنا في فعل ذلك بطلابنا ويعلم الله كمن طلاب تبؤوا سويداء قلوبنا بما رأينا من صبرهم وهم لا يعلمون بمقدار حبنا لهم ولم نشعرهم بذلك خوف غرورهم.
5-إذا كنت بهذه الصفة وحسب كلامك أنك مللت الصبر فإني أناشدك الله أن تقتصر على سؤالي بالارسال ولا تقف مع الطلاب لأني أخشى أن تسيء الظن وتحمل الوزر بذلك وقد يسترسل بك الشيطان فتشتكي لغيرك فتقع في غيبة أنت في غنى عن وزرها وقد يؤدي ذلك إلى فساد غيرك فالعلم لم يكن يوما بمعسول الكلام وإنما بالصبر الذي تتساءل في رسالتك إلى متى وأقول لك الى الموت فلا أعرف في هذا العلم يوما لم أتجرع فيه مرارة الصبر طالبا ومعلما وكل صبر ينسي ما قبله أسأل الله أن يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا).

انتهى
منقول عن التلميذ

حقيقةُ الزهد في الشيء إخراجُ حُبِّه من القلب !!

جاء عن المفسرين قولان في عَود الضمير من (كانوا) في قوله تعالى ﴿وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ [يوسف: 22]؛ الأول: أنه يعود على وُرَّاد الماء، والثاني: عودُه على إخوة يوسف، ورجَّح ابنُ عطية القولَ الثاني، فقال: "إذ حقيقة الزهد في الشيء: إخراج حُبِّه من القلب، ورفضُه من اليد، وهذه كانت حال إخوة يوسف في يوسف، وأمَّا الوُرَّاد فتمسُّكهم به وتجرهم يمانع زهدهم إلا على تجوُّز" !!

#قناة_عبدالرحمن_المشد
#فوائد_ولطائف_قرآنية

أثر الدعاء في الشفاء من المرض !!

عندما يحترم الكاتبُ عقلَ القارئ (وزيادة) !!

"فهذا الذي يليق بمعنى هذه الآية، لكنَّا نجلِبُ أقوال المفسِّرين نصًّا؛ لتكون مُعَرَّضة للنظر" (مولانا وسيدنا الإمام ابن عطيَّة -نوَّر الله قبره-) 5/37

((وَخُضْتُمْ كَالذِے خَاضُوٓاْۖ)) [التوبة: 69]

ما أشدَّه من تأنيب وتقريع، ولات ساعة مندَم !

اللهم عفوك وغفرانك..

أداءات مختلفة وبديعة، د. سعود الشريم، إمام الحرم

يمشي في محافل قريش قائلًا: «اللهم أقطعُنا للرَّحِم وآتانا بما لا يُعرف؛ فأهلكه واجعله المغلوب -يريد محمدًا ﷺ-» !!

ويقول صبيحة بدر: «اللهم انصر أحب الفئتين إليك، وأظهِر خير الدِّينين عندك، اللهم أقطعُنا للرَّحِم؛ فأَحِنْه الغداة» !

عندما تتعجب من بعض الناس؛ فتذكَّر أن (أبا جهل) كان يدعو بهذه الكلمات !!

لا تُدَبِّرْ لكَ أمراً * إنَّما التَّدبيرُ شاغلْ !!

وصفه لبخل الرجل يصدع الرأس، ويفلق الكبد، ويرفع الضغط !


سأل يحيى بن خالد أبا الحارث عن طعام رجل، فقال: أما مائدته فمقبّبة، وأما صحافه فمخروطة من حب الخردل، وبين الرغيف والرغيف فترة نبي. قال: فمن يحضرها؟ قال: الكرام الكاتبون. قال: فمن يأكل معه؟ قال: الذباب.

قال له يحيى: وأرى ثوبك مخرقا، أفلا يكسوك ثوبا وأنت في صحبته؟

قال: جعلت فداك، والله لو ملك بيتا من بغداد إلى الكوفة مملوءًا إبرًا، وفي كل إبرة منها خيط، وجاءه يعقوب يسأله إبرة منها يخيط بها قميص يوسف ابنه الذي قدّ من دبر، ومعه جبريل وميكائيل يضمنان عنده؛ لم يفعل.

فأخذ هذا المعنى محمد بن مسلمة، فقال يهجو ابن الاغلب:
لو أنّ قصرك يا ابن أغلب كلّه
إبرًا على سَعَةِ الفضا والمنزلِ

وأتاك يوسف يستعيرك إبرة
ليخيط قدّ قميصه لم تفعلِ!

(العقد الفريد)

📕 كتاب ثمرات المطالعة 📕
(الجزء الأول)

إِعْدَادُ
د. ضيف الله بن محمد الشمراني

الطبعة الأولى
ربيع الأول 1446هـ - سبتمبر 2024م

👇
https://tinyurl.com/bdf793wn

هدية مع العدد الجديد من (المجلة العربية)

ولـمَّا طعمتُ لذَّة العلمِ صيَّرتْ
سواها من اللَّذات عندي كالسُّمِّ

ولـمَّا عَشِقتُ العلمَ عشقَ درايةٍ
سلوتُ عن الأوطان والأهل والحِلْمِ.

(العلامة محمود ابن التلاميد الشنقيطي)

كان أبو سعيد السيرافي (ت: 368هـ) كثيراً ما ينشد في مجالسه:

اسكُن إلى سَكَنٍ تُسّرُّ به
ذَهَبَ الزمانُ وأنتَ منفردُ

ترجو غداً، وغَدٌ كحاملةٍ
في الحيِّ لا يدرون ما تلدُ!

﴿‌وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ﴾ [الأعراف: 21]

رُوي في القصص أن آدم -عليه السلام- قال في جملة اعتذاره: "ما ظننتُ يا رب أن أحدًا يحلِف حانثًا" !

فقال بعض العلماء: "خَدَعَ الشيطانُ آدمَ بالله -عز وجل- فانخدع، ونحن من خدعنا بالله -عز وجل-؛ انخدعنا له" !

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون !!!

من بديع ما ذكره الإمام القرطبي في تفسيره سورة يوسف :

ﻭ‍ﻗ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﺖ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺤ‍‍ﻜ‍‍ﻤ‍‍ﺎﺀ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﻫ‍‍ﺬ‍ﻩ‍ الآية:
"ﻭ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻏ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﺐ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻰ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ‍ﻩ‍"؛

ﺣ‍‍ﻴ‍‍ﺚ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ‍ﻩ‍ ‍ﻳ‍‍ﻌ‍‍ﻘ‍‍ﻮ‍ﺏ‍ ألا ‍ﻳ‍‍ﻘ‍‍ُﺺ‍َّ ‍ﺭ‍ﺅ‍ﻳ‍‍ﺎ‍ﻩ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻰ ‍ﺇ‍ﺧ‍‍ﻮ‍ﺗ‍‍ﻪ‍ ‍ ﻓ‍‍ﻐ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﺣ‍‍ﺘ‍‍ﻰ ‍ﻗ‍‍َﺺَّ

ﺛ‍‍ﻢ‍ ‍ﺃ‍ﺭ‍ﺍ‍ﺩ ‍ﺇ‍ﺧ‍‍ﻮ‍ﺗ‍‍ﻪ‍ ‍ﻗ‍‍ﺘ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻓ‍‍ﻐ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﺣ‍‍ﺘ‍‍ﻰ ‍ﺻ‍‍ﺎ‍ﺭ ‍ﻣ‍‍ﻠ‍‍ﻜ‍‍ًﺎ ‍ﻭ‍ﺳ‍‍ﺠ‍‍ﺪ‍ﻭ‍ﺍ ‍ﺑ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍ ‍ﻳ‍‍ﺪ‍ﻳ‍‍ﻪ‍.

‍ﺛ‍‍ﻢ‍ ‍ﺃ‍ﺭ‍ﺍ‍ﺩ الإخوة ‍ﺃ‍ﻥ‍ ‍ﻳ‍‍ﺨ‍‍ﻠ‍‍ﻮ ‍ﻟ‍‍ﻬ‍‍ﻢ‍ ‍ﻭ‍ﺟ‍‍ﻪ‍ ‍ﺃ‍ﺑ‍‍ﻴ‍‍ﻬ‍‍ﻢ‍ ‍ ﻓ‍‍ﻐ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ ‍ ﺣ‍‍ﺘ‍‍ﻰ ‍ﺿ‍‍ﺎ‍ﻕ‍ عليهم ‍ﻗ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﺑ‍‍ﻴ‍‍ﻬ‍‍ﻢ‍ وتذكره ‍ﺑ‍‍ﻌ‍‍ﺪ ‍ﺳ‍‍ﺒ‍‍ﻌ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍ ‍ﺳ‍‍ﻨ‍‍ﺔ ‍ﺃ‍ﻭ ‍ﺛ‍‍ﻤ‍‍ﺎ‍ﻧ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍ ‍ﺳ‍‍ﻨ‍‍ﺔ ‍ﻓ‍‍ﻘ‍‍ﺎ‍ﻝ‍:
"ﻳ‍‍ﺎ ‍ﺃ‍ﺳ‍‍ﻔ‍‍ﻰ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻰ ‍ﻳ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻒ‍"

ﺛ‍‍ﻢ‍ ‍ﺗ‍‍ﺪ‍ﺑ‍‍ﺮ‍ﻭ‍ﺍ ‍ﺃ‍ﻥ‍ ‍ﻳ‍‍ﻜ‍‍ﻮ‍ﻧ‍‍ﻮ‍ﺍ ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﺑ‍‍ﻌ‍‍ﺪ‍ﻩ‍ ‍ﻗ‍‍ﻮ‍ﻣ‍‍ًﺎ ‍ﺻ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﺤ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍ ‍ﺃ‍ﻱ‍: ‍ﺗ‍‍ﺎ‍ﺋ‍‍ﺒ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍ ‍ﻓ‍‍ﻐ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﺣ‍‍ﺘ‍‍ﻰ ‍ﻧ‍‍ﺴ‍‍ﻮ‍ﺍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺬ‍ﻧ‍‍ﺐ‍ ‍ﻭ‍ﺃ‍ﺻ‍‍ﺮ‍ُّﻭ‍ﺍ عليه ‍ﺣ‍‍ﺘ‍‍ﻰ ‍ﺃ‍ﻗ‍‍ﺮ‍ُّﻭ‍ﺍ ‍ﺑ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍ ‍ﻳ‍‍ﺪ‍ﻱ‍ ‍ﻳ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻒ‍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺁ‍ﺧ‍‍ﺮ الأمر ‍ﺑ‍‍ﻌ‍‍ﺪ ‍ﺳ‍‍ﺒ‍‍ﻌ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍ ‍ﺳ‍‍ﻨ‍‍ﺔ ﻭ‍ﻗ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﻮ‍ﺍ لأبيهم:
" ‍ﺇ‍ﻧ‍‍ﺎ ‍ﻛ‍‍ﻨ‍‍ﺎ ‍ﺧ‍‍ﺎ‍ﻃ‍‍ﺌ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍" [‍ﻳ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻒ‍: ٩٧]

ﺛ‍‍ﻢ‍ ‍ﺃ‍ﺭ‍ﺍ‍ﺩ‍ﻭ‍ﺍ ‍ﺃ‍ﻥ‍ ‍ﻳ‍‍ﺨ‍‍ﺪ‍ﻋ‍‍ﻮ‍ﺍ ‍ﺃ‍ﺑ‍‍ﺎ‍ﻫ‍‍ﻢ‍ ‍ﺑ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﺒ‍‍ﻜ‍‍ﺎﺀ ‍ﻭ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻘ‍‍ﻤ‍‍ﻴ‍‍ﺺ‍ ﻓ‍‍ﻐ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻓ‍‍ﻠ‍‍ﻢ‍ ‍ﻳ‍‍ﻨ‍‍ﺨ‍‍ﺪ‍ﻉ‍ ﻭ‍ﻗ‍‍ﺎ‍ﻝ‍:
"ﺑ‍‍ﻞ‍ ‍ﺳ‍‍ﻮ‍ﻟ‍‍ﺖ‍ ‍ﻟ‍‍ﻜ‍‍ﻢ‍ ‍ﺃ‍ﻧ‍‍ﻔ‍‍ﺴ‍‍ﻜ‍‍ﻢ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ‍ًﺍ" [‍ﻳ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻒ‍: ١٨]

ﺛ‍‍ﻢ‍ ‍ﺍ‍ﺣ‍‍ﺘ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﻮ‍ﺍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺃ‍ﻥ‍ ‍ﺗ‍‍ﺰ‍ﻭ‍ﻝ‍ ‍ﻣ‍‍ﺤ‍‍ﺒ‍‍ﺘ‍‍ﻪ‍ ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﻗ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﺑ‍‍ﻴ‍‍ﻬ‍‍ﻢ‍ ‍ ﻓ‍‍ﻐ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻓ‍‍ﺎ‍ﺯ‍ﺩ‍ﺍ‍ﺩ‍ﺕ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻤ‍‍ﺤ‍‍ﺒ‍‍ﺔ ‍ﻭ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺸ‍‍ﻮ‍ﻕ‍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﻗ‍‍ﻠ‍‍ﺒ‍‍ﻪ‍.

ﺛ‍‍ﻢ‍ ‍ﺩ‍ﺑ‍‍َّﺮ‍ﺕ‍ ‍ﺍ‍ﻣ‍‍ﺮ‍ﺃ‍ﺓ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻌ‍‍ﺰ‍ﻳ‍‍ﺰ ‍ﺃ‍ﻧ‍‍ﻬ‍‍ﺎ ‍ﺇ‍ﻥ‍ ‍ﺍ‍ﺑ‍‍ﺘ‍‍ﺪ‍ﺭ‍ﺗ‍‍ﻪ‍ بالكلام ‍ﻏ‍‍ﻠ‍‍ﺒ‍‍ﺘ‍‍ﻪ‍ ﻓ‍‍ﻐ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ ‍ ‍ﺣ‍‍ﺘ‍‍ﻰ ‍ﻗ‍‍ﺎ‍ﻝ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻌ‍‍ﺰ‍ﻳ‍‍ﺰ:
"ﺍ‍ﺳ‍‍ﺘ‍‍ﻐ‍‍ﻔ‍‍ﺮ‍ﻱ‍ ‍ﻟ‍‍ﺬ‍ﻧ‍‍ﺒ‍‍ﻚ‍ ‍ﺇ‍ﻧ‍‍ﻚ‍ ‍ﻛ‍‍ﻨ‍‍ﺖ‍ ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺨ‍‍ﺎ‍ﻃ‍‍ﺌ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍" [‍ﻳ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻒ‍: ٢٩]

ﺛ‍‍ﻢ‍ ‍ﺩ‍ﺑ‍‍َّﺮ ‍ﻳ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻒ‍ ‍ﺃ‍ﻥ‍ ‍ﻳ‍‍ﺘ‍‍ﺨ‍‍ﻠ‍‍ﺺ‍ ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺴ‍‍ﺠ‍‍ﻦ‍ ‍ﺑ‍‍ﺬ‍ﻛ‍‍ﺮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺴ‍‍ﺎ‍ﻗ‍‍ﻲ‍ ﻓ‍‍ﻐ‍‍ﻠ‍‍ﺐ‍ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ ‍ ‍ﻓ‍‍ﻨ‍‍ﺴ‍‍ﻲ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺴ‍‍ﺎ‍ﻗ‍‍ﻲ‍ ﻭ‍ﻟ‍‍ﺒ‍‍ﺚ‍ ‍ﻳ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻒ‍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺴ‍‍ﺠ‍‍ﻦ‍ ‍ﺑ‍‍ﻀ‍‍ﻊ‍ ‍ﺳ‍‍ﻨ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍.

فسبحان من هو غالب على أمر عباده.
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا.

عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ قَالَ:
انْطَلَقَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ وَرَجُلٌ كَافِرٌ يَصِيدَانِ السَّمَكَ
فَجَعَلَ الْكَافِرُ يُلْقِي شَبَكَتَهُ وَيَذْكُرُ آلِهَتَهُ فَيَجِيءُ مُدَفَّقًا،
وَيُلْقَى الْمُؤْمِنُ وَيُذْكَرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَجِيءُ شَيْءٌ!

قَالَ: فَتَعَاوَدَا ذَلِكَ إِلَى مَغِيبِ الشَّمْسِ ثُمَّ إِنَّ الْمُؤْمِنَ صَادَ سَمَكَةً فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ فَاضْطَرَبَتْ فَوَقَعَتْ فِي الْمَاءِ فَرَجَعَ الْمُؤْمِنُ وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ، وَرَجَعَ الْكَافِرُ وَقَدِ امْتَلَأَتْ سَفِينَتُهُ.

فَأَسِفَ مَلَكُ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ: رَبِّ عَبْدُكَ هَذَا الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَدْعُوكَ رَجَعَ وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ، وَعَبْدُكَ الْكَافِرُ رَجَعَ وَقَدِ امْتَلَأَتْ سَفِينَتُهُ!!

قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِمَلَكِ الْمُؤْمِنِ: تَعَالَ، فَأَرَاهُ مَسْكَنَ الْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ: مَا يَضُرُّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ مَا أَصَابَهُ بَعْدَ أَنْ يَصِيرَ إِلَى هَذَا؟! وَأَرَاهُ ‌مَسْكَنَ ‌الْكَافِرِ فِي النَّارِ فَقَالَ: هَلْ يُغْنِي عَنْهُ شَيْءٌ أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا؟! قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ!

(الزهد لأحمد بن حنبل، ص177)

توفي الرجل القرآني فضيلة الدكتور/ نصر سعيد، فجر اليوم، نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعه، ويسكنه فسيح جناته، وينزله منازل الصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

وأعْظَمُ مَا يَكُونُ الُّلطفُ مِنْهُ
إذا بَلَغَتْ قُلُوبُكمُ الحَنَاجِرْ

وَأقْرَبُ مَا يَكُونُ رِضَاهُ عَنَّا
إذا رَضِيَتْ بِقِسْمَتِهِ الضَّمَائرْ

فَيَا رَبِّي لَكَ النَّعْمَاءُ إِنِّي
لِخَيرِكَ أفْتَقِرْ، وَالقَلْبُ شَاكِرْ!

(عبد الرحمن المشد)