ذكر ابن جنّي مسألةً سأل فيها شيخه أبا علي الفارسي فأجابه شيخه، ثم قال مُستحسنًا إجابته معلّلًا سبب بلوغه هذا المبلغ: ولله هو، وعليه رحمته، فما كان أقوى قياسه، وأشدَّ بهذا العلم اللطيف الشريف أُنسَه، وكأنه إنما كان مخلوقًا له، وكيف لا يكون كذلك وقد أقام على هذه الطريقة مع جلّة أصحابها وأعيان شيوخها سبعين سنة زائحة عِللُه، ساقطةً منه كُلَفه؛ لا يعتاقه عنه ولد، ولا يعارضه فيه متجر، ولا يسوم به مطلبا، ولا يخدم به رئيسًا إلا بأخَرَة، وقد حطّ من أثقاله، وألقى عصا تَرحاله، ثم إني لا أقول إلا حقًّا، إني لأعجب من نفسي في وقتي هذا كيف تطوع لي بمسألة، أم كيف تطمح بي إلى اتنزاع علّة، مع ما الحال عليه من عُلَق الوقت وأشجانه، وتذاؤبه وخلج أشطانه؟ ولولا مساورة الفكر واكتداده لكنت عن هذا الشأن بمعزلٍ، وبإمر سواه على شغل» ويعلّق البغدادي صاحب كتاب: (خزانة الأدب ولب لُباب لسان العرب): ولله دره! فكأنما رمى عن قوسي، وتكلم عن نفسي، والله الشكور في كل حال، وهو غنيٌ بعلمه عن السؤال.
ما يجري في شمال غزة الآن وفي #جباليا يفوق الوصف والخيال: أهوال ونيران ودماء وأشلاء، وجوع وعطش وقلة دواء، وطغيان وجبروت واستعلاء من العدو، وثبات وصمود وصبر وعزم من أهل الشمال والمقاومة؛ أيامٌ ربما لم يمرّ مثلها من بداية الأحداث منذ عام. #شمال_غزة_يباد ويجب على الكل أن يترك كل شيء ويركّز مع هذه القضية الآن، وكل من كان إلى فلسطين أقرب فصوته أعلى وأكثر تأثيراً، ومن لم يستطع إلا الدعاء فليدعُ بقلبه قبل لسانه.
ونصيحة من محب: لنقترب من بعضنا ونوحد كلمتنا ونتسامح فلعل الله يرحم أمتنا بوحدة صفّنا وائتلاف قلوبنا.