فإن سألته: كم مرة ختمت البخاري قراءة؟
كم تحفظ من أحاديث الصحيحين؟
كم مرة ختمت شمائل الترمذي قراءة؟
كم مجلس تذاكر لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم جلست؟ لا يلزم أن تقرأ هل سمعت في سيرته العطرة كاملة سلسلة؟ مثل سلسلة الشيخ الكملي مثلًا؟
كم بيتًا في مدحه صلى الله عليه وسلم تحفظ؟ من أشعار حسان بن ثابت رضي الله عنه، لا أقول لك من شعر غيره! من الشعر الذي أجمعت الأمة على استحسانه -خلافًا لبعض أهل زماننا-
لا اقول هل قرأت موسوعة البيهقي دلائل النبوة
ولا هل قرأت سيرة مطولة كابن هشام
ولا كتابًا كاملًا في حقوقه صلى الله عليه وسلم مثل الشفا للقاضي عياض
ولا موسوعة ضخمة مثل الوفا بحقوق المصطفى لابن الجوزي
ولا هل قرأت أبوابًا مطولة مثل أبواب شعب حبه وتوقيره وتعظيمه من شعب الإيمان للبيهقي !
لا لا، فقط كتب بسيطة صغيرة
أساسيات
الأربعين النووية تحفظها؟ قرأت رياض الصالحين ؟ ذاكرته؟
الموطأ ؟ البخاري؟ شمائل الترمذي قرأتها؟
كم مرة يذكر اسمه الشريف ولا تصلي عليه؟
كم سنة تعرف وأنت معرض عنها؟
كم من خلق تعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متخلقًا به وأنت متخلق بضده ولا تحمل نفسك وتجاهدها عليه؟
كم وردك اليومي من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟
بل أزيدك: هل يمر عليك يوم كامل لا تذكره صلى الله عليه وسلم ولا تصلي عليه في غير الصلاة؟
وكل إنسان طبيب نفسه، والإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.
يقول ابن القيم في كتابه الكلام على مسألة السماع:
وسمع مرةً شيخُ الإسلام ابن تيمية ــ قدَّس الله روحه ــ منشدًا يُنشدُ أبيات يحيى الصَّرصريِّ، التي أوَّلُها: "ذكر العقيق فهاجَهُ تذكارُه"، فلما وصلَ إلى قوله:
يا مَن ثَوى بين الجَوَانح والحشا … منِّي وإن بعُدَت عليَّ دِيَارُه
عطفًا على قلبٍ بِحُبِّك هائِمٍ … إن لم تَصِلْهُ تصَدَّعَتْ أعشارُه
وارحَم كئِيبًا فيك يقضِي نَحْبَه … أسفًا عليك وما انقضتْ أوطارُه
لا يستفِيقُ من الغَرامِ وكُلَّمَا … حَجَبُوك عنهُ تهتَّكتْ أستارُه
اشتَّد بكاؤُه ونحيبُه، وتغيَّر حالُه.
انظر هل لك إلى نبيك صلى الله عليه وسلم شوق كهذا؟
أم إنك لا تجد في نفسك حين سمائع تلك القصائد غير التفتيش عن مواضع ""البدع"" لتنكرها، والريبة من كل لفظ فيها؟
في الناس حقيقة جفاء لا يخفى على ذي بصيرة
فدع عنك المولد والخلاف فيه = وأقبل على هذا
فإن حب النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره واحترامه وتبجيله وتعزيره ونصرته ومدحه ومعرفة خصاله وشمائله الشريفة
من شعائر الإيمان والهدى المجمع عليها
ولا والله لا يتم إيمان مسلم لا يعرف لنبي الله صلى الله عليه وسلم قدره!
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا سيد الأولين والآخرين صاحب الشفاعة الكبرى والحوض المورود
وأدخلنا اللهم مدخله وأوردنا حوضه وارزقنا حبه واحشرنا في زمرته واجمعنا به وأرضه اللهم في أمته!