رؤى وأفكار

لا شيءَ يداوي وحشَةَ الخَلقِ مثل الأُنْسِ بالله.

الفيلسوف ابن رشد يتحدث عن واجب العقلاء تجاه كلام أرسطو، وما لم يفهموه من نصوصه، وما يظهر لهم أنه خطأ في كلامه.

"تجدهم [الفلاسفة] عند التحقيق مقلدين لأئمتهم فيما يقولون إنه من العقليات المعلومة بصريح العقل، فنجد أتباع أرسطو يتبعونه فيما ذكره من المنطقيات والطبيعيات مع أن كثيراً منهم قد يرى بعقله نقيض ما قاله أرسطو، وتجده لحسن ظنه به يتوقف في مخالفته أو ينسب النقص في الفهم إلى نفسه". ابن تيميَّة

"ابن سينا، إمام مقلدي أرسطو وشراحه...[و]ابن سينا يقول إنه على الرغم من أنَّ رأي الأطباء هو الأكثر وضوحًا…إلا أن رأي الفيلسوف أي أرسطو هو الأصدق". روجر بيكون (١٢٩٢م)

"بعض الأطباء يجهلون العقل والفلسفة، فيقدمون رأي جالينوس على الرغم من أنه ليس من اختصاصهم إبداء الرأي في هذا الأمر أو ذاك [=ما يتكون منه الجنين]". ألبيرتوس ماغنوس (1280م)

كيف تحدد شخصيتك وشخصيَّة الآخرين من خلال حجم وشكل الذقن؟

"السمات الجسدية يجب [معرفتها] من الفلاسفة كابن سينا، فعندما يكون الذقن طويلًا نسبيًا، فإنه يدل على شخصية أقل غضبًا واضطرابًا. ولكنه أحيانًا يشير إلى التقوى. أما أولئك الذين لديهم ذقن صغير وقصير فيجب تجنبهم، لأنهم، إلى جانب الرذائل الأخرى، قساة وحسودون، وأفلاطون يشبه هؤلاء بالأفاعي. وإذا كان الذقن ينتهي بشكل دائري، فإنه يشير إلى عادات وشخصيَّة أنثوية. وهذا، وفقًا لفيثاغورس، علامة أنثوية. الذقن الأكثر فائدة هو المتناسق الذي يميل إلى شكل مربع إلى حد ما. ولكن إذا امتد الذقن إلى طول كبير، فإنه يدل على عقل متمرس في الحيل. وإذا كانت الخط الفاصل في الوسط منخفضًا جدًا، فهذا علامة على الفجور والأُبَّهة بين الناس. ويقول البعض إن مثل هؤلاء الأشخاص يثيرون الخلافات أحيانًا". الفيلسوف الألماني ألبيرتوس ماغنوس (1280م)

طبعًا هذا الكلام ليس صحيحًا، إذ جميع العظام فيها أعصاب وإحساس

"يقول جالينوس وابن سينا إن كل العظام باستثناء الأسنان ليس لديها إحساس. ويقولان إن المعرفة التجريبية تظهر أن الأسنان لديها إحساس، وقد تم ذلك بحكمة الطبيعة، حيث جعلت في الأسنان إحساسًا، ومعه قوة الإحساس تنحدر من الدماغ، حتى تتمكن من التمييز بين الساخن والبارد". ألبيرتوس ماغنوس

"كان الاعتراض قد أثير منذ فترة طويلة على الفلسفة الطبيعية والميتافيزيقا لأرسطو كما عرضها ابن سينا وابن رشد، ومن خلال جهل شديد تم تكفير ما في كتبهم ومن استخدمها لفترات طويلة". روجر بيكون، قال ذلك حين شاهد بنفسه الوضع في باريس لما وصلها

العلاقات تنشأ منذ البدء بفكرة تصورية إيجابية أو سلبية، حقيقية أو وهمية، ثم تستمر هكذا حتى يأتي ما يغيرها، إما بأمور حقيقية أو بأفكار مضادة لا أساس لها من الواقع. لكن، العلاقات تنتهي حين تتكثف سحب التصورات السلبية أكانت حقيقة أو مجرد وهم، فنحن نبني أو نهدم علاقتنا في عقولنا أولاً.

"إذا تتبعت مشكلات علاقاتك منذ البداية فستجد بذورها قد زرعت ثم نسيت. نمت دون أن تلحظها حتى نضجت ثمارها وفاجأتك. ولكن إذا عثرت على المكان الذي زرعت فيه البذور فستجد الجذور أيضًا. وإذا أزلت الجذور ، تنتهي مشكلتك". ويليام مارتن

لا تجعل من الأطفال مادة لفاكهتك وفكاهة الآخرين، من خلال صناعة الرعب في أرواحهم (بالمقالب)، أو من خلال المزح المفرط، أو السخرية بهم وتحقيرهم، والضحك على ملاح وجه الطفل المرعوب أو المنكسر. واعلم أنه لا يفعل ذلك إلا من فقد أقل درجات الرحمة في قلبه.

إذا كنت ترجو عند خلافك مع زوجتك أن تذكر محاسنك ولا تنسى جميل صنعك، فكن كذلك معها حين تختلف معك، فإننا إذا لم نذكر إلا السيئات عند أي خلاف أوشكت علاقتنا أن تتصرم وتنهار، والنبيل الشهم عند الخلاف مع محبوبه يتذكر مواقفه الجميلة ولحظاته الجميلة معه، وبذلك تدوم العلاقات وتزول الخلافات.

تبدأ الحياة من نعومة لحاف المولود إلى خشونة لحاف الموت، وبينهما -طال العمر أو قصر- يمر الإنسان بنعومة العيش وخشونته، متقلبًا بينهما مرتفعًا تارة وهابطًا تارة أخرى، لينتهي به المطاف إلى وداع ذلك كله، وإلى الفراق والوحدة، ليظهر أمام أقرب الناس إليه جامدًا صامتًا ما كأنه كان حيًّا!

القراءة العشوائية الفوضوية لا تنتج علمًا، ولا معرفة متماسكة، وإنما معلومات مفكَّكَة غير مترابطة ولا منتجة، وضريبتها القلق، وعدم قبول الأقوال، والشك فيها، مع تضخمٍ معرفيٍّ يلازمه تشتتٌ تصوريٌّ، والفوضوي بطبعه لا يقبل المنهج العلم ولا يحترم أدبياته وقواعده.

تنبيه مهم جداً للباحثين وطلاب الدراسات العليا:

تمر بالباحث والطالب فترات ملل وخمول وضجر بل أحيانًا يأس وانغلاق عقلي ونفسي وربما عاطفي، فيضطر إلى التوقف عن الاستمرار في عمله البحثي: جمع المعلومات أو الكتابة والتحرير، وقد تطول فترة التوقف، بل ربما تكون هي آخر عهده بالبحث، وهذه آفة منتشرة ومؤثرة جدًا.
ونصيحتي هي ألا تتوقف نهائيًا عن بحثك. نعم، أنت لا تستطيع أن تدفع موجة الملل والخمول والضجر والانغلاق العقلي والنفسي والعاطفي، لكنك تستطيع بمشيئة الله أن تخفف من أضرارها، وذلك بعدم التوقف النهائي عن البحث، ويكون من خلال الاشتغال بالأمور الجانبية للبحث التي لا تحتاج لحضور ذهني مركز ولا لاستقرار عاطفي أو نفسي، مثل؛ الترتيب الفني، المراجعة، التراجم الهامشية، تنسيق الفصول والمباحث والمراجع، القراءة في بعض مراجعكم التي لا تحتاج إلى قوة ذهن وقاد، وهكذا، وستجد نفسك بمشيئة الله تعود تلقائيًا إلى صلب البحث بعد زوال العوارض.

معيار الوقت في الحقيقة ليس بجريان الزمن عليك، وإنما بمقدار إنجازك خلاله الأعمال. فالوقت رصيد لا يتوقف عن الجريان وهو في طريقه إلى الزوال، فهو إمَّا أن يتحول إلى رصيد في حسابك من خلال إنجازاتك، أو إلى ديون تتراكم على عاتقك، والمحزن في الوقت أنه إذا ذهب فلن يعود مرة أخرى أبدًا.

إفراط الإنسان في تقييمه لنفسه من خلال المحددات الضمنية أو الظاهرية التي تعكسها مرآة الآخرين، في وجوههم أو في كلماتهم، تجعل المرء غالبًا غير راض عن نفسه، بسبب غموض هذه المرآة، والقلق الذي تثيره في النفس مع حالة الترقب الدائمة لأدنى إشارة. ذلك حال الإنسان الذي يستلهم حجمه من خارجه.

العلم للإيمان بصيرة ونور وثبات، ولهذا من علم المآلات لم يحزن ولم يجزع، والمؤمن وإن جهل ما في المستقبل على وجه اليقين إلا أنَّه مطمئن بقلبه استنادًا إلى عظيم حسن ظنه بالله، ومن إحسان الظن بالله تفيض الطمأنينة والفرح والرضا ويخف الجزع والخوف والهلع.