عمرو عوده. فلسطيني من الضفّة. طبيب جديد تخرّج من مِصر. لأي شيء بشكل مباشر مُعرّفي: @amroodeh وهذه قناتي الثانية للمسموعات والمرئيات: https://t.me/regularirregularity
حساب الفيسبوك - قليل الفائدة- : https://www.facebook.com/amroodeh99
عمريات
21 Oct, 12:26
ما أكبر فتنة أهل غزّة ما أقسى وأبشع هذه الأيّام في جباليا…
بكل أريحيّة أستطيع الادّعاء بأنّ من أعظم ما يفعله الإنسان هو محاربة اليأس في نَفسه، الأيّام صعبة ودواعي الإحباط كثيرة وأجد بطولة في بَثّ الأَمل كُلّما ضعف أو أوشك على الموت أو مات لحظيًّا، وأعيد صياغة ما نقلناه واتّفقنا عليه: نحن لسنا أبطال بل نحن بشر نؤمن ونُسلِّم وهذا عَمل بطوليّ.. ويتمنى الإنسان أن يَظلّ يُحاوِل ولا تموت الروح في نفسه قبل موته،، والصمود لا يكون دون إعانة من الصَمد..
الإنسان عندما لا ينشغل بما له معنى، تشغله الحياة بالتفاهة، بما يُضيّع نفسه ويحطّ من قيمتها، ويكون هذا من حيث لم يشعر؛ فيغرق كما لم يغرق من قبل، أو من حيث شعر؛ فيتعذّب كما لم يتعذّب من قبل…
الطريق إلى السهل هذا الجبل الطريق إلى الأهل هذا الجبل كل ما تشتهي.. كل ما أشتهي يبدأ الآن أو ينتهي والأمل ذروة اليأس، يا صاحبي الأمل.. توجّع قليلًا.. توجّع كثيرًا توجّع.. فإن الأمل ذاته موجع حين لا يبقى سواه سنصعدُ هذا الجبل.
المبالغة في الهجوم على النّاس اللي بتشارك خبر الاستشهاد بعد نشره من قبل العبري، شيء ليس له معنى، وهذا ليس وقت النصوص الأدبيّة والفلسفة، ونحن دائمًا نتكلم عن الوعي وننصح به، ولكن القرائن هذه المرّة قويّة وصرنا ندرك الصحّة من عدمها،، ربنا يتقبل الرجال.
والمراد أن هذه اللغة التخويفية الترهيبية الإحباطية في الحديث عن تواطؤ الأمم على الأرض المباركة، والتي يستعملها بعض الأفاضل هذه الساعة، ليست الطريق الشرعي في هذه الداهية، فهذه اللغة النياحية مثقاب التخذيل، ونحن اليوم أشد ما نكون للغة التثبيت وأنفاس المبشرات، فإنما القوة قوة القلب، والنصر صبر ساعة، وهذا لا يعني عدم ذكر قوة العدو بحق دون زيادة، وعلى وجه الدعوة للثبات والعمل، كما قال الله: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} [الفتح:16]
والمؤمن الفَطِن يفتح وعي المسلمين لقضاياهم، ويحرك هممهم ليعصبوا جراحاتهم، مع الاحتراس أن يدخل في حد الإرجاف، فقد شنع القرآن على كلمات الإرجاف وقت الحرب، كما قال الله: { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب:60]، وكما ذكر بعض أهل التفسير أن المرجفين في المدينة "قوم كانوا يخبرون المؤمنين بما يسوؤهم من عدوهم، فيقولون عن سرايا المسلمين: إنهم قد قُتِلوا أو هُزِموا، وإن العدو قد أتاكم"، مما يختلط فيه الحق بالباطل، وأصل الإرجاف الحركة والاضطراب، واستعملت هنا لأنه يحصل بمثل كلماتهم هذه اضطراب تماسك المجتمع المسلم.