فأرسل الله سبحانه وتعالى إليهم نبيًّا، فسألوه أن يقاتلوا معه حتى يستردوا هذا التابوت، فأخبرهم أنَّ الله سيبعث إليهم مَلِكًا يكونوا تحت إمرته ويقاتلوا تحت لوائه.
(وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال)
وكان لليهود فرع يتوارث أهله النبوة، وهو فرع (لاوي بن يعقوب)، وفرع آخر يتوارث أهله المُلك وهو فرع (يهوذا بن يعقوب)، وطالوت هذا كان من أولاد بنيامين، فلم يوافق أغلبهم على اتباع هذا الملِك، فخرج معه عدد قليل من الجنود، وكان منهم داوود السلام، فابتلاهم الله بالشرب بالنهر، فشربوا إلا قليلا منهم، ثم تحرد داوود في هذه المعركة وقتل جالوت، وكان عمر داوود حينها لا يتجاوز السادسة عشر.
ثم بُعث داوود عليه السلام بالنبوة بعدها بفترة من الزمن، وأسس مملكة في فلسطين عُرفت بمملكة اليهود، فسيطر عليهم بقوته وهو وولده سليمان الذي جاء بعده.
كما نعلم أنّ اليهود 12 سِبطًا، وبعد موت سليمان اتفق 10 منهم على قيادة معينة، و2 اتفقوا على قيادة أخرى، أما العشرة فقد كونوا مملكة سُميت بمملكة بني إسرائل، والسِّبطان الآخران كونوا مملك (يهوذا) وانتشر في المملكتين عبادة الأصنام، فسلّط الله عليهم الآشوريين، فدمروا مملكة بني إسرائيل، وأخذوا معظم شعبها وباعوهم حول العالم.
أما مملكة يهوذا فسلط اللهُ عليهم قوما من العراق، فم قتلهم وتدميرهم، وسَبَوا منهم الآلاف وأخذوهم إلى بابل في العراق بقيادة نبوخذ نصر أو بختنصر، وبهذا فقد انتهى حكم اليهود تماما في أرض فلسطين، بعدما كوّنوا مملكة عظيمة في أرض فلسطين، ولعل هذا هو العلو الأول لهم كما جاء في القرآن.
حكم هذه الأرض البابليون، وجاء الفرس وهزموهم، وأصبحت أرض فلسطين تحت الحكم الفارسي، ثم جاء الإسكندر المقدوني وهزم الفرس، وأقام فيها الحكم الإغريقي، وما زال بعض اليهود يسكنون هذه الأرض.
بعد ذلك أُرسل نبي الله عيسى عليه السلام وقصته مشهور، ودخل أحد الملوك وهو قسطنطين في النصرانية، وكان دخوله تحول عظيم في العالم أجمع، فقد كان يحكم بقاع كبيرة من الأرض، ومنها فلسطين، وقد دخل إلى النصرانية بعدما تنصّرت والدته، وقد ذهبت إلى أرض فلسطين وبنت فيها الكثير من الكنائس، منها كنيسة القيامة المشهورة في القدس، واستمر هذا العهد النصراني في القدس إلى أن جاء الفتح الإسلامي.
#تاريخ_فلسطين