أبو عمر || مع الجيل الصاعد

@aboomarsamer1


أبو عمر || مع الجيل الصاعد

20 Oct, 14:34


لماذا تعيش الأمة هذه الحالة المخيفة من الغثائية واللامبالاة تجاه قضاياها الحرجة؟، ولماذا يغرق شبابها وشاباتها في بحور من الفتن والشهوات والملهيات؟ بينما يرزح آخرون تحت القصف والتهجير والتجويع؟

نعم الجهد الممنهج لإفساد دينهم وإغراقهم في هذه التفاهات من قبل بعض الحكومات ووسائل الإعلام الغربية والعربية له دور كبير في هذا بلا شك، لكنه ليس السبب الوحيد، ولا يمكن أساساً البحث فقط عن الحل في مواجهة هذه الإمكانات الضخمة والمرعبة، والتي ستبقى مستمرة ومتزايدة، وهذا دأب الكفر وأهله، الإنفاق للصد عن سبيل الله، بل لا بد من البحث في ذاتنا وفي طبيعة الصف الداخلي للأمة ومجتمعاتها

ولذلك فإن أول مما تتوجه إليه الجهود، هو الجهد الدعوي الضخم والواعي، والذي لا يركز فقط على قضية الصلاح الذاتي والمسؤولية الفردية للمسلم في نجاته يوم القيامة، بل يضيف إلى ذلك نوعاً آخر من المسؤولية والواجب لا يقل أهمية عن هذا النوع الأول، وهو المسؤولية المتعدية العامة تجاه الدين والأمة والقيام بهما ونصرتهما والعمل من أجلهما، وأن العبد المسلم مسؤول أمام الله تعالى بهذين الاعتبارين، واجب النفس وخلاصها والواجب العام تجاه الإسلام والمسلمين، ولا يكتمل إيمان المرء إلا بأداء الواجبين حق الأداء، وعلى هذا ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، فلم يكن واجب الجهاد أو الدعوة أو إقامة الدين مسؤولية جماعة معينة منهم، فلم يكن هناك ذلك الفصام النكد بين "مسلم" و"إسلامي"، يعفى الأول من أي واجب ومسؤولية تجاه أحوال هذه الأمة، ويقع كل العبء على الثاني، ويضاف إليه طبعاً الطعن والتشويه والإسقاط والتخوين،
بل الجميع صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً واجب عليهم - بما يستطيعون ويقدرون - أن يبذلوا ويقدموا لدينهم وأمتهم، من شق التمرة إلى بذل الروح، ومن تربية الأبناء إلى الدعوة العامة، ومن زراعة الفسلية إلى الصناعات المتقدمة
وعلى هذا يجب أن نربي ونعد الجيل القادم ان شاء الله تعالى

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

17 Oct, 22:19


بئس العلم الذي أتعلمه إن كان يجعلني معتزلًا في مكتبتي دون تفاعل واشتباك حقيقي مع قضايا الأمة.

وبئس العلم ذاك الذي يجعلني أترك أولويات العمل لهذا الدين وأنشغل بالقضايا التخصصية الدقيقة التي لا تُثمر عملًا في الوقت الحالي.

العلم الشرعي دين، وتلقيه وإلقاؤه على الناس لا بد فيه من الاقتداء بالنبيّ ﷺ، فننظر كيف كان يربي أصحابه، وعلى ماذا كان يربيهم، وكيف كان هو - فديته بنفسي - يتفاعل مع قضايا الأمة.

كثير من طلاب العلم وخريجي الجامعات الشرعية لم يدركوا بعد - في حقيقة الأمر - أن هذا العلم دين، وأنه ليس مجرد تخصصات نظرية، وأن حامله لا بد أن يكون متحركًا به في الواقع، عاملًا بما تعلمه، وإلا فإن ما يتعلمه ليس من العلم النافع.


أقول هذا والقلب يحترق على حال كثير من طلاب العلم الذين لا نراهم متفاعلين مع شيء من قضايا الأمة، وغاية انشغالهم - مع اشتعال القضايا في الأمة الإسلامية -: البحث في قضايا نظرية تخصصية دقيقة قد لا يستفيد منها إلا بعض الباحثين في نفس التخصص، ولن يُثمر ذلك شيء في واقع الأمة الإسلامية.


ليست السلفية شعارات ترفع، وإنما اتباع شمولي لما كان عليه النبيّ ﷺ والسلف من بعده في خير القرون.

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

17 Oct, 21:59


كل لحظة تستغلها اليوم في بناء نفسك علميًا وإيمانيًا ومهاريًا ووعيًا بالواقع؛ ستجعلك أكثر تهيئة لنفع الأمة في المستقبل الذي لا نتوقع أن تكون أحوال الأمة فيه أقل حرارة مما هي عليه الآن.

واستحضار هذا المعنى من أعظم ما يُعين على الجدّية في بناء النفس واستغلال الأعمار، فإن من أعظم مشكلات الأمة في الوقت الحالي: أن كثيرًا من نخبها وقاداتها قد أُبعدوا عن مساحات التأثير، وفي المقابل صُدّر المنافقون والرويبضة، ولن تنهض هذه الأمة إلا بجيل جديد يمتلك العلم النافع، والإيمان القوي، والوعي العميق.

فلا تبرحوا ثغوركم، ولا تتهاونوا في الجدية في بناء أنفسكم، فإن النهضة بهذه الأمة - يا شباب أمة محمد ﷺ - لن تكون إلا بالصادقين الجادين منكم، ولن يحمل هذا الدين إلا النخب المضحية منكم.

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

17 Oct, 21:27


الأبيات كاملة هنا، من قصيدة لأبي تمام

https://www.aldiwan.net/poem30313.html

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

17 Oct, 21:26


كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ
فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ

فَتىً كُلَّما فاضَت عُيونُ قَبيلَةٍ
دَماً ضَحِكَت عَنهُ الأَحاديثُ وَالذِكرُ

وَما كانَ إِلّا مالَ مَن قَلَّ مالُهُ
وَذُخراً لِمَن أَمسى وَلَيسَ لَهُ ذُخرُ

فَتىً ماتَ بَينَ الضَربِ وَالطَعنِ ميتَةً
تَقومُ مَقامَ النَصرِ إِذ فاتَهُ النَصرُ

وَقَد كانَ فَوتُ المَوتِ سَهلاً فَرَدَّهُ
إِلَيهِ الحِفاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعرُ

فَأَثبَتَ في مُستَنقَعِ المَوتِ رِجلَهُ
وَقالَ لَها مِن تَحتِ أَخمُصِكِ الحَشرُ

وَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيفِهِ
مِنَ الضَربِ وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا السُمرُ

كَأَنَّ بَني نَبهانَ يَومَ وَفاتِهِ
نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِن بَينِها البَدرُ

مَضى طاهِرَ الأَثوابِ لَم تَبقَ رَوضَةٌ
غَداةَ ثَوى إِلّا اِشتَهَت أَنَّها قَبرُ

عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ وَقفاً فَإِنَّني
رَأَيتُ الكَريمَ الحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

17 Oct, 20:38


موتة الأبطال في زمن الذلّ والهوان.. موتة مُحيِيَة في زمن حب الدنيا وكراهية الموت..

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

17 Oct, 16:51


أسأل الله أن يتقبل عبده يحيى السنوار في الشهداء، وأن يخلفه في رجاله بخير، وأن يحفظ أهل غزة وينصرهم، ويعزّ الإسلام والمسلمين.

ثم هذه وقفات حول الخبر:

١- القتل في سبيل الله شرف عظيم، والشهادة منزلة سامية عالية، حتى أهل الجنة بعد دخولهم الجنة ورؤيتهم النعيم يتمنونها، فهنيئاً لمن يتقبله الله في الشهداء.
وقد حرص أعداء الإسلام على تشويه قضية الشهادة ونزع حبِّها من صدور المسلمين وإلهائهم بالتفاهات والماديات حتى صدق في كثير منهم ما ذكره النبي ﷺ عن أمته في آخر الزمان أن الله يقذف في قلوبهم الوهن الذي هو (حبّ الدنيا وكراهية الموت)،
لكن بقي قليل من أبناء هذه الأمة يتسابقون إلى الشهادة ويؤمنون بقدسيتها، وعلى رأسهم أهلنا في غزّة.
هذا؛ ولن تفلح هذه الأمة مالم تستعدْ حبّ الشهادة ولقاء الله ومالم يُنشَّأ شبابها على هذه المعاني السامية ومالم يكن مشايخها ودعاتها على رأس من يحيي هذه المعاني علماً وعملاً.

٢- مع تتابع الأخبار بالمآسي الواردة من غزة والضربات الصعبة التي يتلقاها أبناؤها: انصدعت قلوب كثير من المؤمنين واشتد خوفهم وقلقهم وربما ساءت ظنونهم.
ولمثل هؤلاء أقول: هل تظنون أن ما ذكره الله القرآن من أحوال ابتلاء المؤمنين (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله) أن ذلك سهلٌ هيّن أو أنّه اختبار سريع يسهل تجاوزه؟ كلّا والله؛ بل هو اختبار صعب، ولم يقل الرسول والذين آمنوا معه "متى نصر الله" من ابتلاءات عابرة قصيرة الزمن، بل من طول البلاء وشدته وبأسه وفقدان خيوط الأمل إلّا بالله تعالى، فلنفهم ذلك جيداً، ولنقطع الحبل إلا بالله، ولنكن ممن قال الله فيهم: (فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا)

٣- مع كون شبكات التواصل امتلأت بالحزن والتعزية والرثاء إلا أنها لم تخلُ كذلك من المنافقين الذين اشتغلوا بالشماتة والفرح والتهكم والسخرية، وهم بذلك يجدّدون لنا قصص عبد الله بن أبي بن سلول وجماعته الذين أنزل الله فيهم قرآناً يُتلى إلى يوم الدين، ومن ذلك قوله سبحانه: ﴿إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها﴾. فهذا شأنُهم دائماً: يفرحون عند مصائب أهل الإيمان ويستاؤون عند مواقف نصرهم.
وإذا كان الله تعالى قد بيّن أحوالهم في كثير من الآيات مع أن الإسلام عزيز حينها ورسول الله ﷺ قائم بين الناس فكيف الحال الآن؟ فهذا البيان اليوم من الواجبات.

٤- يجب فهم طبيعة المعركة التي يخوضها العدوّ ضدّ هذه الأمّة اليوم وإدراك أبعادها، فهي ليست معركة جزئية، ولا تتعلق بفلسطين وحدها، وليس يخوضها الكيان المحتلّ وحده، كما أنها ليست معركة لإنهاء وجود المقاومة الفلسطينية فحسب، بل هي معركة لتغيير الخارطة وتحقيق الهيمنة الشمولية من الكيان المحتل وحلفائه في المنطقة، لتشكيل صورة جديدة للشرق الأوسط تتربع إسرائيل على عرشه، مع دعم تامّ ومعلن من بعض القوى الغربية عسكريا ومعنويا وماديا؛ انطلاقاً من عقيدة صهيونية يشترك فيها اليهود والإنجيليون لتحقيق نبوءات الكتاب المقدس في فلسطين والمنطقة، فضلاً عن المصالح المادية الأخرى، في ظلّ ولاء تامّ لهم من المنافقين بأموالهم وإعلامهم لنرى بأعيننا الكيد العظيم والمكر الكُبّار وتهديد الإسلام في أصوله ومعاقله وخطوطه الخلفية.
ولذلك فإنّ من الأولويات الكبرى اليوم: تحقيق حالة الوعي تجاه هذه المعركة وعدم الاستهانة بها، فنحن نعيش مرحلةً الحقيقةُ فيها أقرب للخيال.

هذا؛ وإنّنا نؤمن أنّ الله عزّ وجلّ يدبّر الكون، ويريد الخير لهذه الأمة، وأنه سينصر من ينصره،
فلعل كل ما يجري اليوم يفتح الله به أبواب الفتح للأمة غداً، بعد أن تستيقظ وتعمل وتجد وتقدم الآخرة على الدنيا وتوالي أولياءها وتعادي أعداءها.

فقم يا أخي، ولا تهن، ولا تحزن، ولا تنهزم، واستعن بالله؛ فالطريق لا تزال طويلة، و"إنما هذه الحياة الدنيا متاع"، والعاقبة للمتقين.

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

17 Oct, 16:15


‏إن كان هو
فقد قدم إلى ربه شهيداً مجاهداً مثخناً في أعداء الله
فتقبله الله ورفع درجته وغفر ذنبه وأخلف المجاهدين من ورائه من هو خير منه
وإن لم يكن هو
فنسأل الله أن يبقيه شوكة في حلق اليهود، وأن لا يكله ومن معه إلى أنفسهم

ولا معنى الآن لاستحضار أي أمر غير هذا
يارب رحمتك يارب

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

11 Oct, 12:19


أي شخص في الأردن من أكاديمية الجيل الصاعد يروح يقول لهم أنا من الأكاديمية ومتابع قناة أبو عمر
وإن شاء الله إن شاء الله مش هيحصل حاجة :)

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

11 Oct, 12:17


من مشاركتنا في معرض عمّان للكتاب في الأردن.

نسعد برؤيتكم

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

09 Oct, 14:56


الإنسان كائن هش ضعيف جداً، لكنه -للأسف- لا يشعر بهشاشته هذه إلا حين يمرض، أو يقع في ضائقة، أو تحل به مصيبة.
أما سوى ذلك= فإن الإنسان يطغى، ويغفل، وينسى، ويجحد.
وقدرة الإنسان على استحضار هشاشته وضعفه، وافتقاره إلى مولاه في السراء، لا في الضراء= هي أحد الموازين المهمة التي يقاس بها إيمان القلب.

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

07 Oct, 19:23


في ذكرى الطوفان، هذا مقال نفيس للغاية، للحبيب القريب محمد خالد
يسبك فيه بحكمة بالغة، معاني إيمانية وإحيائية عميقة للغاية، ويستخرج ببصر نافذ، صفات الفرد الفذ، الذي صنع الطوفان، والذي تحتاجه الأمة لصناعة مزيد من هذه اللحظات الفارقة، التي تقودنا لنصرنا العظيم المنشود

كل جملة من هذا النص المتقن، فيها تكثيف لمعاني عظيمة جليلة، تصلح لتكون منارات وهدايات في هذه اللحظات الحرجة للأمة

https://hekmahyemanya.com/?p=28037

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

06 Oct, 15:48


الحمد لله رب العالمين..

- تمّ إنهاء الحزمة الأولى من سلسلة (خير القرون) والتي تتألف من ٣٥ حلقة، ابتدأت من يوم وفاة النبي ﷺ إلى أواخر زمن عثمان رضي الله عنه (ما قبل الفتنة)

- هذه السلسلة مادة علمية منهجية تربوية لدراسة القرون الثلاثة الأولى المفضّلة [قرن الصحابة - التابعين - تابعي التابعين] من مختلف الجوانب والجهات.

- من أهم أهداف السلسلة: إبراز المعيار الصحيح للانتماء للسلف، ببيان عدم انحصاره في الجانب العقدي وحده، وإنما بالموافقة في عامة المركزيات الكبرى التي ميّزت مرحلة القرون الفاضلة، وخاصة جيل الصحابة منهم، ومن أبرزها: العمل الدؤوب في نصرة الإسلام وتمكينه وجهاد أعدائه.

- ومن أهداف السلسلة: تثبيت صحة منهج أهل السنة ودحض أصول الرواية الشيعية المتعلقة بالصحابة وأهل البيت.

- ومن أهدافها: إبراز آثار التربية النبوية في جيل الصحابة، وإبراز دور الصحابة في نقل العلم وتربية الجيل التالي.

- ومن أهدافها: الدراسة المفصّلة لسير الصحابة والتابعين وتابعيهم، والوقوف عند دقائق أحوالهم، وإظهار جوانب الاقتداء بهم، وإبراز الأسماء غير المشهورة منهم.

- ومن أهدافها: دراسة نشأة العلوم الإسلامية وتطورها وبيان علائقها.

- الحزمة الثانية ستبدأ من بداية أحداث الفتنة في زمن عثمان رضي الله عنه إلى نهاية مرحلة حكم عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنه. (وقد يتأخر البدء بها إلى حينٍ إن شاء الله)

- ستقرر هذه الحزمة الأولى كاملةً في بعض البرامج التعليمية الإلكترونية بإذن الله تعالى، ومنها البناء المنهجي.

- هذا الرابط يجمع الحلقات الخمسة والثلاثين جميعًا:
https://youtube.com/playlist?list=PLZmiPrHYOIsRkZaCb5SVAxuUcngQ2v3t3&feature=shared

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

05 Oct, 21:01


يا رب، لا نملك لهم إلا الدعاء
ولا ننشغل عنهم إلا بإعداد أنفسنا لدينك وأمة نبيك

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

01 Oct, 18:36


اللهم لك الحمد
اللهم أهلك الصهاينة المعتدين، وزلزل أركانهم ودولتهم

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

30 Sep, 21:27


طلاب البرامج ..

الله الله في تفقد إخوانكم وزملائكم في لبنان، والسؤال عن أحوالهم في هذه المحنة التي تعصف بهم تحت وطأة العدوان الصهيوني ..

اللهم إنا نسألك أن تحفظهم بحفظك، وأن ترفع عنهم البلاء والعدوان.

لا تنسوهم من دعواتكم ..

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

29 Sep, 12:29


الموقف من جرائم الحزب في سوريا لا ينبغى أن نقبل بتشويه حقيقته فيقال: هذا موقف السوريين من حزب الله!، لكنه موقف أي مسلم وأي صاحب ضمير وأي صاحب فطرة سليمة يكره الظالم ويقف إلى جانب المظلوم، تماماً كما هو الحال في وقوفنا اليوم بجانب أهلنا في غزة وتمني السلامة لهم والوقوف بوجه الآلة الصهيونية المجرمة ومن يواليها اليوم في حربها ضد أمتنا وأهلنا في كل مكان في فلسطين ولبنان ولا ندري أين بعد ذلك فهؤلاء المجرمون لا حد لهم

لكن الأهم كما قلت في البداية، هو أن جريمة الحزب في سوريا لا ينبغي أن تصور على أنها خطيئة سياسية أو اجتهاد معين يمكن التسامح معه، ولكنه مشاركة عملية حقيقية في قمع شعب وقلته وتهجيره والوقف بجانب أخس الأنظمة على مر العصور، وهذا لا يدعوا السوريين فقط إلى كرهه بل كل مسلم يغار على دماء المسلمين ويغضب لها،

ليس ذنب السوريين أنك لم تتابع جرائم الحزب خلال العقد الماضي ولم تعش مرارتها، وأنك شاهدت فقط الحلقة الأخيرة من المشهد الذي يقدم فيها الحزب نفسه على أنه داعم لأهلنا في غزة، وهذا لا يمكن تجاهله أو نكرانه، ولكنه في ذات الوقت لا يكفر ولا يبرر ولا يغير حقيقة قائمة سطرت بدماء الآلاف ممن قتلهم الحزب بنفسه أو شارك في قتلهم،

ووالله إني أقرأ اليوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " فأهمه وأعيشه !
ولا تغير ضرورات السياسة او الواقع حقيقة أنه كان ظالماً مجرماً، ولا يغير كذلك أن هلاك هذا الظالم جاء على يد ظالم أشد منه ومجرم أحقر منه من هذه الحقيقة شيئاً

ثم لا أعرف في أي دين أو أخلاق تصبح مقاومة الاحتلال كفارة للذنوب والخطايا، والقتل على يديه سبباً من أسباب دخول الجنة وإسباغ لفظ الشهادة على صاحبها!، فإذا كان من غلّ ثوباً من الغنائم لم يحكم له النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة فكيف بمن غلّ شعباً وأرضاً!

نعم أتفهم جداً أن نحزن لحال أهلنا في غزة بعد هلاك هؤلاء المجرمين، وقد كانوا آخر بصيص أمل يتعلقون به لتخفيف الضغط عنهم بعد توكلهم واستعانتهم بالله تعالى، وأفهم أن يحزنوا هم على ما حصل كذلك، وهذه أمور فطرية وضرورات واقعية لها تأثيرها،
لكن تجاوز هذا المربع لإنكار ما حصل للسوريين أو التقليل من شأنه او اعتباره أضراراً جانبية، فضلاً عن التجاوز لما هو أبعد من ذلك بإسباغ ألفاظ الشهادة والبطولة على هؤلاء المجرمين هو أمر خطير جداً، ويعكس تناقضاً شرعياً وأخلاقياً كبيراً
فالمظالم واحدة، لايستوي أن تتدافع عنها في بقعة وتنكرها في بقعة أخرى

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

28 Sep, 13:15


لأبناء الجيل
أنتم أمل الأمة القادم
أخلصوا لله تعالى، واجتهدوا في بناء أنفسكم وإعدادها
هذه الخلاصة العملية للمشاهد الحالية، ولا تلتفتوا لما ترونه من مهاترات وجدالات في وسائل التواصل

ضعوا أعينكم على وقت تكونون أنتم في دفة قيادة هذه الأمة وتوجيهها
هذا هو المطلوب

أبو عمر || مع الجيل الصاعد

26 Sep, 23:26


هناك عدة نقاط أساسية في كلام المعترضين على مقطع الشيخ أحمد، وللأمانة فإن القدر الأكبر من هذه النقاط، لا علاقة له أصلاً بما طرحه الشيخ، ولكنها استنتاجات شخصية وتحليلات ذاتية لتعبئة الفراغات، وأما الاعتراضات المباشرة على كلام الشيخ فقد تكلمت عنها في منشورات منفصلة، وهنا أرد على بعض النقاط التي أستغرب طرحها عند الإخوة المعترضين، وهذا كله بعيداً عمن أساء الأدب والظن وحرف القول واقتطعه واعتمد الإسقاط والتشويه، وتفصيل النقاط كما يلي:

أولاً فكرة العجلة والتسرع، وعدم التأني في إصدار هذا الكلام، وهذه لا أدري من أين وكيف يستنتجها من يعترض بها، فالحال مضطرب من شهور وللشيخ كلام متكرر في موضوع الحزب والمشروع الشيعي في أكثر من مناسبة، ثم ما أدراك بالوقت والجهد الذي صرف فعلاً في التحضير للمقطع!

ثانياً، يقول البعض: في مثل هذا المواقف لا يجب الانفراد بالرأي وينبغي التشاور مع أهل الحل والعقد وأهل العلم، ومرة أخرى أقول ما أدراكم أن هذا لم يتم، وأن الشيخ لم يستشر من يثق بدينه وعلمه؟، أم أن هناك أهلاً للحل والعقد والعلم معينين يراد اختصاصهم بالمشورة؟ فمن هم؟ ومن من الأطراف يعتمدهم فعلاً كأهل للحل والعقد! مع ما نعلمه في الساحة من غياب للرموز العلمية الكبرى الجامعة؟

ثالثاً، هناك من رأى إشكالاً بعنونة المقطع بأنه الموقف الشرعي على الأحداث، بينما هو رأي الشيخ أحمد، ولا أدري حقيقة هل يعتقد من يعترض بهذا الكلام أن الشيخ يقرر حقاً أن هذا رأي الشرع الحاسم في المسألة؟، أو أنه يصدر نفسه على أنه المتحدث باسمه!؟، وحقيقة الأمر أن هذا اصطلاح تعارف عليه الناس، فيقال؛ ما الموقف الشرعي من كذا؟ ويقصد به تناول ذلك الأمر من الناحية الشرعية، وبطبيعة الحال وغني عن القول أن الشيخ يقدم هذه الرؤية بناء على اجتهاده الشرعي، وأن هذا حصيلة رأيه هو باجتهاده الشرعي -وهو أهل لذلك-، فلا يبنغي أن يعترض أحد ويقول هذا رأيك لا رأي الشرع، فلا أحد أساساً مخولٌ بالحديث باسم الشرع وكأنه هو الناطق الرسمي باسم الشرع!

رابعاً، هناك من يذكر مسألة أن الشيخ لم يحسم في مسألة الحكم على الطائفة الاثنا عشرية، وهذا صحيح،إذ ليس هذا أساساً مطلوب البحث ولا مقصد المقطع، بل المطلوب بيان الموقف الصحيح من أحداث الحرب وما تعلق بها من اصطفافات ومواقف، وأما الحديث عن الحكم الشرعي في المسألة هذه فمحله موضع آخر فتلك مسألة علمية شرعية محضة، ولم يتناولها الشيخ إلا بالقدر الذي يحتاجه تناول المسائل الأخرى في الموضوع

خامساً، هناك من ذكر قضية الثغور وضرورة عدم انجرار الشيخ خارجه وعدم التحدث في مجال غير مجاله، ولا أدري ما وجه الاعتراض هنا!؟، فليس بكاف أن يُعترض على قول ما بأن يقال لصاحبه هذا ليس مجالك ولم نعتد منك على هذا الخطاب وحبذا لو بقيت في مجالك، بل الواجب مناقشة القول نفسه وتقديم أدلة بطلانه أو رجحان غيره، وهذا المسلك الصحيح لمناقشة أي فكرة أو قول

وللتسهيل على من يريد أن ينقد الخطاب ويعترض عليه، فهذا تلخيص للأفكار الأساسية الكبرى فيه، فإن كان من مناقشة لها فهذا هو المطلوب، وإلا فليكفنا أصحاب التحليلات الذاتية آراءهم ولينشغلوا بنفسهم،

1- تفصيل لموقع المشروع الشيعي اليوم من الخارطة، وبيان لمكانة حزب الله فيه، وفضح لجرائم هذا المشروع وخطورته، وما قام به عبر التاريخ القريب في العراق وسوريا واليمن ولبنان

2- ترجيح خطورة المشروع الصهيوني ومن وراءه من الدول الصليبية الغربية على المشروع الايراني الشيعي، مع بيان أن هناك مساحات معينة قد يكون فيها المشروع الشيعي أشد خطورة

3- موقف شرعي من ثلاث قضايا كبيرة، الأولى الفرح أو الحزن من كل الأطراف على قتلى الحزب وما يحصل له، الثانية ألفاظ الشهادة الشرعية، والثالثة مسألة الحكم بكفر هذا الطائفة أو عدمه

فمن أراد أن يناقش، فليكتب في هذه النقاط الثلاث، وليبتعد عن أسلوب التطويل والنصائح الشخصية أو التهويل والاستجداء العاطفي

ومع كل ذلك، فالحمد لله تعالى وجزى الله تعالى شيخنا أحمد خير الجزاء، فقد تلقت كثير من النخب والشخصيات المهتمة المقطع بالقبول والترحيب، وهؤلاء عليهم للأمانة واجب البيان والمشاركة، وعدم ترك المساحة للاعتراضات غير الصحيحة أو المشوهة