واستعينوا بالله، ولا تأخذكم في الله لومة لائم، وإنما هي أيامٌ قلائل -والدين منصورٌ- قد تولى الله إقامته، ونصرة من قام به من أوليائه -إن شاء الله- ظاهرًا وباطنًا، وابذلوا فيما أقمتم فيه ما أمكنكم من الأنْفس والأموال والأفعال والأقوال، عسى أَن تلحقوا بذلك بسلفِكم أصحابِ رسول الله ﷺ ..
وانظروا كَيفَ بذلوا نفوسهم وأموالهم لله حُبًّا له وشوقًا إليه، فكذلك أنتم رحمكم الله، كلٌّ منكم على قدر إمْكانه واستطاعته؛ بفِعْلِه وبقَوْلِه وبخَطِّه وبقلبه وبدعائه، كلُّ ذلك جهادٌ؛ أَرْجُو ألَّا يخيبَ مَنْ عامَل الله بشيءٍ من ذلك، إِذْ لا عَيْش إلَّا في ذلك، ولَو لم يكن فيه إلَّا أنَّ هِممَكم مُزاحِمَةٌ لأهل الزيغ، ومُشوِّشةٌ لهم، تُبغضونهم فِي الله، وتطلبون استقامتهم في دين الله، وذلك من الجهاد الباطن إن شاء الله تعالى ..
[العقود الدرية لابن عبدالهادي]