جذوة التوحيد

٦- صفة النفس لله سبحانه وتعالى :
قال تعالى : { تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك وقال تعالى : { ويحذركم الله نفسه } .
وقال تعالى : { كتب على نفسه الرحمة } .
وحديث القدسي (( إني حرمة الظلم على نفسي )) .
وحديث قدسي آخر (( لان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي )) .
والنفس قيل بمعنى الذات الألهية كما هو قول ابن تيمية وجمهور العلماء .
والنفس صفة من صفات الله  هذا القول قاله بن خزيمة في كتابه التوحيد وابن قدامة المقدسي في كتابه لمعة الاعتقاد وعبد الغني المقدسي في عقيدته وابو يعلى وهو الراجح .
مذهب المعطلة لا يثبتون صفة النفس من الجهمية والمعتزلة والكلابية  والأشاعرة ويفسرون النفس عين الذات والفرق بينهم وبين كلام ابن تيمية انهم يقولون ان النفس الذات المجردة وابن تيمية يقول ان النفس بمعنى الذات المتضمنة بالصفات .

٧ صفة المجيء والإتيان قال تعالى : { وجاء ربك والملك صفا صفا } وقال تعالى : { هل ينظرون الا ان ياتيهم الله }     الآية الاولى عن المجيئ والثانية على الإتيان .
مذهب اهل السنة والجماعة يثبتون ذلك وهي من الصفات المتعلقة بالمشيئة فمتى شاء جاء واتى .
اما الصفات الذاتية كالعين والقدم والساق لا تنفك عن الله سبحانه وتعالى .
مذهب المعطلة الاتيان عندهم اي اتيان امره تعالى .
والمجيء يقولون { جاء ربك } اي جاء امر ربك .
وياولونها ايضا اي جاءت ملائكة ربك اي جاء عذاب ربك وغيرها من التأويلات .
والمشبهة يفسرون الاتيان والمجيء باتيان بعض البشر والمخلوقات .

٨ صفة الرضى قال تعالى : { رضي الله عنهم ورضوا عنه } .
مذهب اهل السنة والجماعة يثبت أن هذه الصفة لله سبحانه وتعالى فمتى شاء رضي .
ومذهب المعطلة ينكرون هذه الصفة ويفسرونها ويؤولونها يتاويلات منها الثواب والثناء .

٩ صفة المحبة قال تعالى : { يحبهم ويحبونه } .
اهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفة لله سبحانه وتعالى وهي متعلقة           بالمشيئة .
ومذهب المعطلة ينكرون هذه الصفة لان اثباتها يقتضي التجسيم وحلول الحوادث لله ويفسرونها بالنصر والتأييد والثواب .

١٠صفة الغضب والسخط والكراهية قال تعالى : { غضب الله عليهم } وقال تعالى : { اتبعوا ما اسخط الله } وقال تعالى : { كره الله انبعاثهم } .
فهذه صفات متعلقة بالمشيئة وهي ثلاث صفات واهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفات .
والمعطلة ينكرون هذه الصفات ويفسرونها بآثارها ومقتضاها فيقولون مثلا الغضب مثل العذاب والانتقام وعدم التوفيق والخذلان .

يتبع......
 

٢ اليدين قال تعالى : { بل يداه مبسوطتان } .
اهل السنة والجماعة يثبتون اليدين لله سبحانه وتعالى .
مذهب ابن حزم ان لله سبحانه وتعالى ايدي كثيرة .
ومذهب المشبهة يثبتون لله ايدي كايدي البشر امثال هشام بن الحكم الرافضي وهشام بن سالم الجواليقي وداود  الجواربي وكل هؤلاء يسمون الهشامية وهم روافص مذهبهم اثبات ان لله جميع اعضاء الانسان الا الفرج واللحية .
ومذهب المجسمة وهم المقاتلية اصحاب مقاتل بن سليمان فمذهبهم ان لله جسم وجثة على صورة الانسان له جوارح واعضاء .
ومذهب المعطلة من الجهمية والمعتزلة والماتوريدية والاشاعرة المتاخرين ينفون صفة اليد لله سبحانه وتعالى    ويأولونها ب١١ تفسيرا يأولونها بالقدرة والقوة والملك والنعمة والسلطان والعطاء والرزق والخزائن والبركة والكرامة والعناية .
ومذهب الكلابية ومتقدمين الاشاعرة يثبتون صفة اليد لله سبحانه وتعالى ولا يأولونها .
مسألة : ان لله سبحانه وتعالى يدان واحدة توصف باليمين واختلف في مسمى الثانية على اقوال وهذا عند اهل السنة والجماعة : 
١ ان الثانية تسمى يمين ايضا واستدلوا بحديث (( كلتا يديه يمين )) رواه مسلم
وهو قول احمد بن حنبل واختاره ابن خزيمة في كتابة التوحيد وذكره ابن بطة العكبري وهو الراجح .
٢ انها تسمى شمال واستدلوا بحديث في صحيح مسلم من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ
 
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطْوِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ )) رواه مسلم
قال بهذا الدارمي ومحمد بن عبد الوهاب وابي يعلى .

٣ صفة اصابع الله سبحانه وتعالى : 
بعض اهل العلم يجعلون الاصابع تابعة لليد والافضل ان يحتاط فتصبح صفة مستقلة(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود      رضيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جاءَ حَبْرٌ مِنْ الْأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ عَلَى إِصْبَعٍ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ  ) .
( رواه البخاري ) .
وعن عبد الله بن عمر بن العاص ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ان قلوب بني آدم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ثم قال اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك )) .
( رواه مسلم ) .
كم عدد أصابع الرحمن ؟
فنقول نسكت عن ذكر العدد والله تعالى اعلم .

٤ الكف واهل السنة والجماعة يثبتون ان لله سبحانه وتعالى كف ففي صحيح مسلم (( فتربوا في كف الرحمن )) .

٥ صفة الانامل اهل السنة والجماعة يثبتون ان لله سبحانه وتعالى انامل لانه ورد في الحديث فيما رواه احمد والترمذي وابن خزيمة ويسمى حديث الملأ الاعلى (( عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا فثوب بالصلاة فصلى وتجوز في صلاته فلما سلم قال كما انتم على مصافكم ثم اقبل الينا فقال اني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة اني قمت من الليل فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استيقظت فاذا انا بربي عز وجل في احسن صورة فقال يا محمد اتدري فيما يختصم الملأ الأعلى قلت لا ادري يا رب قال يا محمد فيما يختصم الملأ  الأعلى قلت لا ادري رب فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد فيمَ يختصم الملأ الأعلى قلت في الكفارات قال وما الكفارات قلت نقل الاقدام إلى الجمعات وجلوس في المساجد بعد     الصلاة واسباغ الوضوء عند الكريهات قال وما الدرجات قلت اطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال سل قلت اللهم اني اسالك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر لي وترحمني واذا اردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون واسالك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني الى حبك وقال صلى الله عليه وسلم انها حق فادرسوها وتعلموها )) .
وقد اثبت الانامل ابن تيمية رحمه الله في رده على الرازي لما اول الرازي الانامل بالعناية .

وقال محمد بن عبد الرحمن الاذرمي لرجل تكلم ببدعة ودعى الناس اليها قال هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان وعلي او لم يعلموها قال لم يعلموها    قال فشيء لم يعلمه هؤلاء علمته انت قال الرجل فاني اقول قد عملوها قال افوسعهم ان لا يتكلموا به ولا يدعوا الناس إليه ام لم يسعهم قال بلى وسعهم  قال فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه لا يسعك انت فانقطع الرجل فقال الخليفة وكان حاضراً لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم .

الالحاد في الاسماء والصفات : 

الإلحاد لغة : العدول عن القصد والميل والجور والانحراف ومنه اللحد في القبر .
اصطلاحا : العدول والميل باسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته عن معانيها .
ومنها إلحاد المشركين المتضمن تنزيل المخلوق منزلة الخالق كتسميتهم اصنامهم آلهة واشتقاقهم اسماء لها من اسماء الله عز وجل .
مثل : صنم العزى مشتقة من اسم العزيز ومناة من المنان .
والحاد المشبهة المتضمن تشبيه الخالق بالمخلوق وذلك بتكييف صفاته تعالى وتشبيهها بصفات خلقه 
ومنها الحاد النفاة وهم قسمان قسم اثبتوا الالفاظ دون ما تتضمنه من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة وعليم بلا علم سميع بلا سمع وهي عقيدة المعتزلة وقسم آخر صرحوا بنفي الاسماء والمعاني وهي عقيدة الجهمية .
وصفات الله سبحانه وتعالى هي من ناحية تعلقها بأسماء الله تعالى تنقسم الى قسمين :

١ صفات تضمنتها مثل اسمائه تعالى بالاشتقاق كالعلم من العليم .

٢ صفات اخبر الله تعالى بها عن نفسه واخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يشتق منها اسماء كحبه تعالى للمؤمنين وكراهته إنبعاث المنافقين ومن ذلك اثبات الوجه ذو الجلال والإكرام ويديه المبسوطتين بالانفاق والعين والقدم .

معاني بعض الأسماء والصفات : 

١ الرب هو المالك الذي لا منازع له والفعال لما يريد ذو التصرف التام والتدبير المطلق لكل شيء .

٢ ذو الجلال المتصف بجميع نعوت الجلال وصفات الكمال المنزه عن النقائص .

٣ الكبير اكبر من كل شيء الذي السموات والارض وما فيهن وما بينهما في كفه كخردلة في كف احد عباده 

٤ الخالق المقتدر لايجاد الشيء .

٥ البارئ المنشئ الشيء من العدم الى الوجود .

٦ المصور الممثل للمخلوقات بالعلامات التي يتميز بعضها عن بعض اي الذي ينفذ ما يريد ايجاده على الصفة التي يريدها فاول الامر الخلق ثم البرء ثم التصوير .

٧ الاول الذي ليس قبله شيء .

٨ والآخر الذي ليس بعده شيء .

٩ والظاهر الذي فوقيته وعلوه فوق كل شيء .

١٠ والباطن المحيط بكل شيء بحيث يكون اقرب اليه من نفسه .

١١ الاحد الذي لا ضد له ولا ند له ولا مثيل له ولا شريك له في ألوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته . 

١٢ القدير الذي له مطلق القدرة وكمالها وتمامها فلا يعجزه شيء بل اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون .

١٣ الصمد لهذا الاسم عدة معاني منها : 
١ الذي لا جوف له قال ابن تيمية رحمه الله وهو قول اكثر السلف وطائفة من اهل اللغة .
( مجموع الفتاوى الجزء ١٧ الصفحة - ٢١٤ - ٢١٥ ) .
٢ السيد الذي يصمد اليه في الحوائج وهو قول طائفة من السلف واكثر الخلف وجمهور اللغويين .
١٤ البر قال ابن عباس اللطيف وفي لسان العرب العطوف الرحيم اللطيف الكريم وقال الضحاك الصادق فيما وعد .

١٥ المهيمن : قال ابن عباس ومجاهد وقتادة ومقاتل هو الشهيد على عباده على اعمالهم ، يقال هيمن يهيمن فهو مهيمن اذا كان رقيبا على الشيء .

١٦ العلي كل معاني العلو ثابته لله سبحانه وتعالى وصفات العلو ثلاثة : 

١ علو القهر فلا مغالب له ولا منازع .

٢ وعلو الشان فهو المتعالي عن جميع النقائص والعيوب المنافية لربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته .

٣ علو الذات وهو فوق عباده مستوي على عرشه قال تعالى { الرحمن على العرش استوى } وحديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما سال الجارية عند ما قال لها اين الله قالت في السماء قال من انا قالت رسول الله فقال لسيدها معاوية بن الحكم اعتقها فانها مؤمنة .
( رواه مسلم وداود والنسائي ) .

 ١٧ الحي الذي لا يموت ولم تسبق حياته بالعدم ولم تعقب بالفناء .

١٨ القيوم بنفسه القيم لغيره فجميع الموجودات مفتقرة اليه وهو غني عنها . 
صفات الله سبحانه وتعالى : 

١ صفة الوجه قال تعالى : { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } .
اهل السنة والجماعة يثبتون صفة الوجه لله سبحانه وتعالى .
ومذهب الجهمية ينفون صفة الوجة والمعتزلة كذلك ويأولون ذلك بالذات .
والكلابية يثبتون صفة الوجه لله سبحانه وتعالى وكذلك جميع صفات الله سبحانه وتعالى كالوجه واليدين والعين .
والمجسمة والمشبهة يثبتون لله وجه كوجه المخلوقين .
والاشاعرة المتقدمين كابي حسن الاشعري والباقلاني يثبتون ومتأخرين            الاشاعرة ينفون صفة الوجة ويأولونها بمعنى الذات والثواب والجزاء والاعمال .

الدورة الشرعية

الدرس الثامن

توحيد الاسماء والصفات :

 هي الاسماء والصفات التي اثيتها الله سبحانه وتعالى لنفسه واثبتها رسول الله صلى الله عليه وسلم له وآمن بها جميع المؤمنين وعقيدة اهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات إثبات ما اثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه وما اخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة من الاسماء والصفات لله سبحانه وتعالى من غير تكييف ولا تأويل ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تفويض ولا تشبيه .
١ التاويل : ويقصد به صرفها عن ظاهرها وعن معناها اللغوي مثال قال تعالى : { بل يداه مبسوطتان } قالوا اليد هي القدرة .
٢ التشبيه وهو ان يقول ان صفات الله تشبه كذا من ما هو معروف عند الناس مثلا لله سبحانه وتعالى صفة الوجه واليد والقدم قال تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } وصفات الخالق غير صفات الخلق .
٣ التمثيل : اي لا يقال مثل كذا والفرق بين النشبيه والتمثيل ان التشبيه هو تشبيه الصفات ان يجعلها تشبه كذا اي ان هنالك شبه في بعض الوجوه بين صفات الله وصفات المخلوقين اما التمثيل ان يقول ان صفات الله مثل كذا تماماً من صفات المخلوقين .
ام التشبيه فيكون مثله ببعض دون بعض اما التمثيل ان يكون مثله في كل الصفات .
٤ التكييف : بيان الهيئة اثر عن مالك بن أنس جاء رجل الى مالك فقال يا امام الرحمن على العرش استوى فقال كيف استوى فقال الامام مالك الإستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم امر باخراج الرجل من المسجد .
( رواه اللالكائي بسند صحيح ) .
٥ التعطيل : عطل الشيء اذا نفى الشيء وانكره وجحده مثلا انكار الجهمية  لكلام الله فقالوا مخلوق والقرآن هو كلام الله منزل غير مخلوق لفظاً ومعناً .
٦ التفويض : وهو ان يثبت الألفاظ ويجهل المعنى ولا يوجب التعرض له بمعناه .
قال ابن مسعود اتبعو ولا تبتدعوا فقد كفيتم .
وقال الأوزاعي عليك بآثار من سلف وان رفضك الناس واياك وآراء الرجال وان زخرفوا لك بالقول .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) رواه البخاري
وقال محمد بن عبد الرحمن الاذرمي لرجل تكلم ببدعة ودعى الناس اليها قال هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان وعلي او لم يعلموها قال لم يعلموها    قال فشيء لم يعلمه هؤلاء علمته انت قال الرجل فاني اقول قد عملوها قال افوسعهم ان لا يتكلموا به ولا يدعوا الناس إليه ام لم يسعهم قال بلى وسعهم  قال فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإيمان بالله، توحيد الأسماء والصفات
 
٣ توحيد الاسماء والصفات : هي الاسماء والصفات التي اثيتها الله سبحانه وتعالى لنفسه واثبتها رسول الله صلى الله عليه وسلم له وآمن بها جميع المؤمنين وعقيدة اهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات إثبات ما اثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه وما اخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة من الاسماء والصفات لله سبحانه وتعالى من غير تكييف ولا تأويل ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تفويض ولا تشبيه .
١ التاويل : ويقصد به صرفها عن ظاهرها وعن معناها اللغوي مثال قال تعالى : { بل يداه مبسوطتان } قالوا اليد هي القدرة .
٢ التشبيه وهو ان يقول ان صفات الله تشبه كذا من ما هو معروف عند الناس مثلا لله سبحانه وتعالى صفة الوجه واليد والقدم قال تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } وصفات الخالق غير صفات الخلق .
٣ التمثيل : اي لا يقال مثل كذا والفرق بين النشبيه والتمثيل ان التشبيه هو تشبيه الصفات ان يجعلها تشبه كذا اي ان هنالك شبه في بعض الوجوه بين صفات الله وصفات المخلوقين اما التمثيل ان يقول ان صفات الله مثل كذا تماماً من صفات المخلوقين .
ام التشبيه فيكون مثله ببعض دون بعض اما التمثيل ان يكون مثله في كل الصفات .
٤ التكييف : بيان الهيئة اثر عن مالك بن أنس جاء رجل الى مالك فقال يا امام الرحمن على العرش استوى فقال كيف استوى فقال الامام مالك الإستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم امر باخراج الرجل من المسجد .
( رواه اللالكائي بسند صحيح ) .
٥ التعطيل : عطل الشيء اذا نفى الشيء وانكره وجحده مثلا انكار الجهمية  لكلام الله فقالوا مخلوق والقرآن هو كلام الله منزل غير مخلوق لفظاً ومعناً .
٦ التفويض : وهو ان يثبت الألفاظ ويجهل المعنى ولا يوجب التعرض له بمعناه .
قال ابن مسعود اتبعو ولا تبتدعوا فقد كفيتم .
وقال الأوزاعي عليك بآثار من سلف وان رفضك الناس واياك وآراء الرجال وان زخرفوا لك بالقول .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) رواه البخاري

١٠ الذبح : هو ذبح النسك تقربا وتعظيما من الهدي والاضحية والعقيقة والنذر    قال تعالى : { فصل لربك وانحر } وقال تعالى : { قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين } وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : (( لعن الله من ذبح لغير الله )) .
١١ النذر : قال تعالى : { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيراً } وقال صلى الله عليه وسلم : (( من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله   فلا يعصيه )) .
( رواه البخاري ) . 
النذر ما يوجبه العبد على نفسه من صدقة وعبادة ونحوها .

انتهى.

(( عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ))  متفق عليه
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( عينان لا تمسهما النار عين بكت من     خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله )) رواه الترمذي .
٤ الخوف الطبيعي : قال تعالى : { فخرج منها خائفاً يترقب } وقال تعالى : { فأوجس في نفسه خيفة موسى } .
٥ خوف الجبن : والجبن هو خوف طبيعي ولكنه زائد وغير معتاد ومألوف بين الناس فهو مذموم لذلك استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم واعوذ بك من عذاب القبر واعوذ بك من فتنة المحيا والممات )) .
( رواه البخاري ) .
٤ الرغبة والرهبة والخشوع : 
١ الرغبة فيما عند الله من الثواب والجزاء والجنة فهي راجعة إلى معنى الرجاء    قال تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } وقال العلماء الشرك هنا يحمل على الشرك الأصغر .
٢ والرهبة من ما عند الله من العقاب وهي راجعة الى الخوف .
٣ والخشوع هو التذلل لله عز وجل قال تعالى في آل زكريا : { انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين } وقال تعالى : { ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً } وفي صحيح مسلم من حديث الركوع والسجود قال النبي صلى الله عليه وسلم (( خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي )) 
مقولة للسلف قالوا : من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري ( خارجي ) ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبد الله بالمحبة وحدها فهو زنديق ومن عبد الله بالمحبة والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد .
٥ الخشية : قال تعالى : { انما يخشى الله من عباده العلماء } فالخشية هي خوف مقرون بعلم وقيل خوف مقرون بمحبة فهي مرادفة للخوف قال تعالى : { فلا تخشوهم واخشوني } وقال تعالى : { ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون } وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يلج    النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبداً )) .
( رواه الترمذي ) .
٦ الانابة : وهي التوبة النصوحة والرجوع الى الله سبحانه وتعالى وشروط التوبة النصوحة : 
١ الاقلاع عن الذنب . 
٢ ينوي ان لا يعود اليه في المستقبل .
٣ الندم على الفعل .
قال تعالى : { وانيبوا الى ربكم واسلموا له } وقال تعالى : { ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير } وقال تعالى : { والذين اجتنبو الطاغوت أن يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى فبشر عباد } .
٧ الخضوع والاستعاذة : الخضوع بمعنى الخشوع والخنوع والتذلل لله سبحانه وتعالى .
اما الاستعاذة هي الامتناع بالله عز وجل والإلتجاء اليه قال تعالى : { فاذا      قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } وقال تعالى : { قل اعوذ برب الفلق } وقال تعالى : { قل أعوذ برب الناس } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ))
رواه أبو داود
٨ الاستعانة : وهي طلب العون من الله سبحانه وتعالى قال تعالى : { اياك نعبد واياك نستعين } وقال تعالى : { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } وعند الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا : (( اذا سالت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله )) وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله )) .
مثال رجل يغرق وامامه رجل آخر فيستغيث به لينقذه وهذا الانسان يستطيع ذلك فلا حرج عليه .
واما اذا كان يغرق وليس معه احد فيستنجد بالموتى او باحد يعرفه ولكنه ليس موجود فهنا يكون شرك أكبر .
٩ الاستغاثة : وهي طلب الغوث منه تعالى من جلب خير او دفع شر قال تعالى : { اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين } ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ((يا حي يا قيوم برحمتك استغيث )) رواه الترمذي

الدورة الشرعية

الدرس السابع

أقسام  الإيمان أو أقسام التوحيد ٣ ثلاثة اقسام :
 
 توحيد الربوبية-توحيد الألوهية-توحيد الأسماء والصفات

1-توحيد الربوبية

توحيد : لغة من وحد الشيء اي جعله واحداً
اصطلاحاً : هو افراد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وفي اسمائه وصفاته .
كفار قريش كانوا يقرون بهذا النوع من اقسام التوحيد وكانوا حتى في الشدة يدعون الله وحده فما كانوا يدعون  الاصنام مناة واللات اما في الرخاء يشركون في صرف العبادة لغير الله .
رب في اللغة يطلق على الحفظ والرعاية وعلى الخالق المربي .
والرب يطلق على المالك والسيد والمدبر والقيم والمنعم .
( كما قال ابن الأثير في غريب الحديث الجزء الصفحة - ١٧٩ ) .
ايضا رب اي نشأ الشيء من حال الى حال التمام ويقال رب البيت ورب الدار ورب الفرس اي صاحبها .
والرب لا تقال بال التعريف الا لله سبحانه وتعالى والرب هو الخالق المالك المدبر .
والرب عند الاطلاق يدخل فيه معنى الالوهية وهذا باجماع السلف . ان كلمة الله عند الاطلاق معناها الخالق المعبود .
اما عند الاقتران فتتضمن القاعدة اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا .
قال ابن كثير : الخالق لهذه الأشياء هو المستحق لهذه العبادة .
وقال تعالى { افي الله شك فاطر السموات والأرض } ،
وقال تعالى : { ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون } ، وقال تعالى : { قل من يرزقكم من السماوات والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون } ، وقال تعالى : { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذاهم يشركون } .
واستدل الشافعي بورق التوت تاكله الدود فيصبح حرير فتاكله النحل فيخرج منه العسل وتاكله الشاة والبقر والانعام فتلقيه بعراً وروثاً .
واستدل ابو حنيفة : بسير الموجودات وفق تدبير ونظام محكم وان ذلك لا يمكن حدوثه بدون قادر مدبر وضرب بذلك مثلا السفينة التي تسير بدون قائد وتنقل البضائع .
واستدل احمد بخروج الديك من البيضة .
وقال تعالى : { ولئن سالتهم من خلقهم ليقولون الله فأنى يؤفكون } .
توحيد الربوبية اعتقاد ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق ومالك الملك ومدبر  الامر والرزاق والمحيي والمميت 

فهو إفراد الله بأفعاله.

 
2-الإيمان بالله، توحيد الألوهية
 
 
توحيد الالوهية او توحيد العبادة : لغة العبادة يقال طرق معبد او طريق مذلل ، فالعبادة ماخوذة من الذل والخضوع والخنوع .
اصطلاحا كما قال أبن تيمية رحمه الله هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة قال تعالى : { يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون } ، وورد في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي (( يا معاذ اتدري ما حق الله تعالى على العباد وما حق العباد على الله ، قلت الله ورسوله اعلم ، قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً )) .
والدعوة الى الله بالعبادة هي اصل دعوة الرسل جميعهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( نحن معاشر الأنبياء اولاد علات ديننا واحد )) .
( رواه البخاري ومسلم ) .
العلات الذين امهاتهم محتلفة وابوهم واحد .
اراد ان دعوتهم واحدة الى التوحيد ونبذ الشرك وشرائعهم مختلفة وقيل ازمنتهم مختلفة ، قال تعالى { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون } .
وقال تعالى : { ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } .
اركان العبادة :
١ صدق العزيمة  .
٢ الاخلاص .
٣ متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
١ صدق العزيمة : ان يبذل جهده في امتثال ما امر الله به واجتناب ما نهى عنه وترك العجز وترك التكاسل عن طاعة الله وامساك النفس بلجام التقوى بمحارم الله وطرد الشيطان عنه بالمداومة على ذكر الله والاستقامة على ذلك ما استطاع قال تعالى : { يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } .
قال أبن منظور في لسان العرب : الإله الله عز وجل وكل ما اتخذ من دونه معبودا إله عند متخذه ، وقال ابو الهيثم لا يكون إلها حتى يكون معبودا وحتى يكون لعابده خالقا ورازقا ومدبرا وعليه مقتدرا فمن لم يكن كذلك فليس بإله اي حقيقة ولكنه إله عند متخذه حيث يعتقد فيه صفات الاله المذكورة مع خلوه منها فالوهيته باطلة .
واصل الإله والاه اي ان الخلق يولهون اليه في حوائجهم ويضرعون اليه فيما يصيبهم ويفزعون اليه في كل ما ينوبهم كما يوله الطفل الى امه .
فنقول توحيد الالوهية او توحيد العبادة هو افراد الله بأفعال العبادات .

بعض انواع العبادات : 
١ الدعاء قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الدعاء هو العبادة )) .
( رواه الترمذي ) .
٢ التوكل : وهو اعتماد القلب على الله سبحانه وتعالى وثقته به وانه كافيه قال تعالى : { وعلى الله توكلوا ان كنتم مؤمنين } ، وقوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون } ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في آية { حسبنا الله ونعم الوكيل } قال قالها ابراهيم عليه السلام حينما القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله عليهم في قوله تعالى : { الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } . 
فقالها ابراهيم حينما القي في النار فقال تعالى (( يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم )) ، وقالوا هذه الكلمة محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه في غزوة حمراء الاسد بعد احد : { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء } .
 : (( عن ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال : قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ قِيلَ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا قَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ )) .
( رواه البخاري ) .
 
 
٣ الخوف :
والخوف لغة : هو الذعر والفزع .
اصطلاحا : انكسار القلب واحتراقه وتالمه لتوقع حصول مكروه في المستقبل     قال تعالى : { فلا تخافوهم وخافونِ ان كنتم مؤمنين } وقال تعالى : { ولمن خاف مقام ربه جنتان } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ  )) .
( رواه الترمذي وابن ماجه) .
والخوف من العبادات القلبية .
والخوف انواع : 
١ خوف السر او خوف التأله وهذا لا يجوز صرفه الا لله فان صرف لله فهو عبادة واذا صرف لغير الله فهو شرك اكبر ويكون شرك عندما يخاف من مخلوق بما لا يقدر عليه المخلوق .
٢ الخوف محرم : وهو ان يأدي الخوف من شخص الى ترك واجب او فعل محرم واختلف في هذا النوع هل هو شرك اصغر او هو محرم فمنهم من قال شرك اصغر لما رواه احمد في مسنده مرفوعا : (( عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحقرن أحدكم نفسه إذا رأى أمر الله عليه فيه مقالا فلا يقول به فيلقى الله وقد أضاع ذلك فيقول ما منعك فيقول خشيت الناس فيقول أنا كنت أحق أن تخشى )) 
مثل رجل خرج من بيته فرأى بنت جاره ليست في اللباس الشرعي وهنا يجب عليه ان يامر بالمعروف وينهى عن المنكر فلا ينكر فيقول اذا انكرت فالجيران يحدثون مشاكل وغيره فلا ينكر او رجل يسرق خوفاً من أحدهم .
٣ الخوف من وعيد الله سبحانه وتعالى : وهو خوف المؤمنين من عذاب الله سبحانه وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : (( وعزتي وجلالي لا اجمع على عبدي خوفين وامنين فان هو خافني في الدنيا امنته يوم القيامة وان هو امنني في الدنيا اخفته يوم القيامة )) أخرجه ابن حبان في صحيحه والطبراني وابن المبارك في الزهد وهو ضعيف

هذا الدعاء باطل وينكر على الشخص الذي يقوله ومعنى هذا الدعاء افعل ما شئت ولكن خفف ، والانسان يسأل رفع البلاء كاملا فيقول اللهم عافني .
  ((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ )) .
( رواه البخاري ) .

فنقول أنه من الأفضل تركها وعلة التحريم هنا الاعتراض .
 
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يرد القضاء الا الدعاء )) .
( رواه الترمذي ) .

والقضاء : هو الامر المقدر .

شرح الحديث : 
اي انه أراد بالقضاء ما يخافه العبد من ترك المكروه به ويتوقاه فإذا وفق للدعاء دفعه الله عنه فالله خلق المرض والمكروبات والأوبئة وقدرها على العباد فعندما يدعوا الإنسان ويكون هذا لم يكتب له باللوح الحفوظ أما ماكتب باللوح المحفوظ لايبدل.
 
منكرين القدر على قسمين :

١ .الغلاة الذين ينكرون القدر بمراتبه الاربع فينكرون علم الله للاشياء اي انه لا يعلمها حتى تقع ويلزم منهم انكار بقية المراتب وهؤلاء هم الذين عاصروا ابن عمر رضي الله عنهما وسأل عنهم وهم الذين كفرهم الأئمة مالك والشافعي واحمد وقالوا ناظروهم بالعلم اي علم الله بالأشياء هل يعلمها ام لا كمناظرتهم بقوله تعالى : { ان الله بكل شيء عليم } ويوضعون بين خيارين فان اقروا بعلم الله خصموا وان انكروا كفروا .

٢ .  هم جمهور المعتزلة وهم الذين اقروا بعلم الله فاثبتوا المرتبة الاولى وهي العلم واثبتوا مرتبة الكتابة ولكن انكروا مرتبة الخلق والمشيئة والظاهر انه ليس في كل شيء بل انما انكروا الخلق والمشيئة فيما يتعلق بافعال العباد فقالوا عن افعال العباد لم يشأها الله ولم يخلقها وانما خلقها الإنسان وهؤلاء بدعهم الأئمة وفسقوهم وضللوهم وفي تكفيرهم قولان للسلف : 

١ بتكفيرهم .

٢ عدم التكفير .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والشر ليس إليك )) مسلم

 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وتؤمن بالقدر خيره وشره )) مسلم .

فنقول : تؤمن بالقدر خيره وشره يفهم منه ان القدر فيه شر لكن ليس على عمومه فهو شر نسبي اعتقادي اما باعتبار فعل الله فليس بشر اما باعتبار المقدور والمخلوق فهذا ياتي منه خير وياتي منه شر وقال تعالى : { وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا } .

قال ابن كثير في تفسير هذه الاية : وهذا من ادب الجن في العبارة حيث اسندوا الشر لغير فاعل والخير اضافوه لله عز وجل لانه ورد في صحيح مسلم : (( والشر ليس اليك )) .

والشر ليس اليك اي لا ينسب الشر الى الله سبحانه وتعالى فنفس قضاء الله ليس فيه شر ابدا .
ونقول والمفعولات والمخلوقات هي التي فيها الخير والشر .

حديث آدم وموسى : 

 عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنْ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ )) البخاري
وفي لفظ : (( فحجه آدم )) عند أحمد
اجاب ابن تيمية رحمه الله على هذا بان آدم عليه السلام فعل الذنب وصار ذنبه سبب لخروجه من الجنة ولكنه تاب من الذنب وتاب الله عليه وهداه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ومن المحال ان موسى عليه السلام وهو احد أولي العزم من الرسل يلوم اباه على شيء تاب منه وانما اللوم على المصيبة التي حصلت بفعل ذنبه وهي أخراج الناس ونفسه من الجنة فان سبب هذا الاخراج هو معصية آدم على ان آدم عليه السلام لا شك ان لم  يفعل هذا ليخرج من الجنة حتى يلام فكيف يلومه موسى .
إنتهى كلامه رحمه الله .

واما ابن القيم رحمه الله فقد اجاب بجواب آخر فقال : ان اللوم على فعل المعصية بعد التوب منها غلط وان احتجاج الإنسان بالقدر بعد التوبة من المعصية صحيح فلو ان انسانا شرب خمر وهو تائب توبة نصوحة وصحيحة وقال هذا امر مقدر علي والا لست من اهل شرب الخمر وتجد عنده من الحزن     والالم على فعله لهذه المعصية شيئا عظيما فهذا لا باس به .
انتهى كلامه رحمه الله .

اما الاحتجاج بالقدر الممنوع : فهو أن يحتج بالقدر ليستمر على معصيته كما فعل المشركون ، اما الانسان يحتج بالقدر لدفع اللوم عنه مع ان اللوم قد اندفع بتوبته فهذا لا باس به.

 انتهى.

3-  المشيئة : وهي الايمان بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة وقدرته الشاملة فما شاء الله كونه فهو كائن بقدرته لا محالة وما شاء لم يكن فلم يكن قال تعالى : { انما امره اذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون } وما لم يشأ الله لم يكن لعدم مشيئة الله تعالى إياه ليس لعدم قدرته قال تعالى : { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا } وقال تعالى : { وما تشاءون الا ان يشاء الله رب العالمين } .

4- الخلق: وهو الايمان بان الله خالق كل شيء خالق كل عامل وعمله وكل متحرك وحركته وكل ساكن وسكونه وما من ذرة في السماوات ولا في الارض الا والله خالقها وخالق حركتها وسكونها لا خالق غيره ولا رب سواه قال تعالى : { خالق كل شيء } .
قول اهل السنة في القدر ان للعباد مشيئة وقدرة لاعمالهم بمقتضاها يثابون او يعاقبون ولكن هذه القدرة وتلك المشيئة تهيمن عليها وتحيط بها قدرة الله عز وجل ومشيئته فلا يقدر العبد على غير ما شاء الله ، وليس معنى مشيئة العبد وقدرة على عمله انه خالق عمله بل الله عز وجل هو خالق العمل وعمله .

واهل الضلال طرفان : 

١ طرف يغالي في اثبات قدرة العبد ومشيئته حتى جعلوا العبد خالق لعمله وقالوا لا قدر وهؤلاء هم 
الدرية النفاة .

٢ والطرف الآخر يسلب العبد قدرته وارادته
ومشيئته على عمله حتى جعلوه       كالريشة في مهب الريح وحتى جعلوه كاغصان الاشجار تحركها الريح كيف شاءت فليس العبد عندهم هو الذي عمل كذا او اكتسب كذا وانما الله ، ( تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ) ، فعندهم الله هو الذي عمل الحسنة او الطاعة وهو الذي اكتسب المعصية او السيئة فاضافوا لله الفعل والانفعال اي اضافوا اليه الخلق والعمل والكسب وذلك عكس ما فعلته القدرية اذا اضافوا الخلق والعمل للمخلوق .

قال تعالى : { وما يضل به الا الفاسقين } وقال تعالى : { وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ان الله بكل شيء عليم } وقال تعالى : { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } وفي الحديث القدسي : (( اذا تقرب العبد الي شبرا تقربت اليه ذراعا )) .
( رواه البخاري ) .

الفرق بين الحديث القدسي والقرآن : 

١ ان الحديث القدسي لا يشترط فيه التواتر اما القرآن فيشترط فيه التواتر .

٢ القرآن متعبد بتلاوته واما الحديث القدسي غير متعبد بتلاوته .

٣ ان القرآن لفظ ومعنى من الله والحديث القدسي معنى من الله واللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى : { ولا يظلم ربك أحدا } .

وقال تعالى : { إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين }وقال تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما اكتسبت وعليها ما اكتسبت } وقال تعالى : { وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون } وقال تعالى : { إن الله يعلم ما تفعلون } وقال تعالى : { وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون } ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال رايت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينقل التراب وهو يقول : (( والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا )) .
( رواه البخاري ) .

والقدرية هم الذين يقولون لا قدر واظهر هذه البدعة معبد الجهني آخر عصر الصحابة وانتحل هذا الكلام واصل بن عطاء المعتزلي وكذلك عمرو بن عبيد .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال صلى الله عليه وسلم :
(( القدرية مجوس هذه الامة ان مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوهم )) .
( رواه أبو داود ) .

وقول ابن عمر ليحيى بن يعمر : اذا لقيت أولئك فاخبرهم اني بريء منهم وانهم براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو ان احدهم مثل احد ذهباً فانفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر .
وقال عبد الله بن احمد بن حنبل : سمعت ابي يقول لا يصلى خلف القدرية والمعتزلة والجهمية .
وقال سالت ابي مرة اخرى عن الصلاة خلف القدرية فقال : ان كان يخاصم فيه او يدعوا اليه فلا يصلى خلفه .

وقال سمعت ابي وساله علي بن الجهم : عمن قال بالقدر يكون كافرا قال اذا جحد العلم .
ملاحظة : والجهم هذا غير الجهم بن صفوان .
اتفقت جميع الكتب السماوية والسنة النبوية على ان القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال .

قال صلى الله عليه وسلم : (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز )) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( اعملوا فكل ميسر لما خلق له )) ، قال تعالى : { يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب } .
ام الكتاب اي اللوح المحفوظ فلسي فيه شيء يمحى او يكتب لكن ما كتب في الصحف في ايدي الملائكة هو الذي يتغير قال تعال : { إن الحسنات يذهبن السيئات } .

قول : اللهم اني لا اسالك رد القضاء ولكن اسالك اللطف فيه .

ذكر ان سارق رفع الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فامر بقطع يده فقال هذا السارق مهلا يا امير المؤمنين والله ما سرقت الا بقدر الله فقال عمر ونحن لا نقطعك الا بقدر الله .

عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم حين طرقه وفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( الا تصليان فقلت يا رسول الله انفسنا بيد الله فاذا شاء ان يبعثها بعثها فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع الي شيئا ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول : { وكان الإنسان اكثر شيءٍ جدلا } 
( رواه البخاري ) .

مراتب الايمان بالقدر : 

1- العلم : وهو الايمان بعلم الله عز وجل المحيط بكل شيء ، علمه بالموجودات والمعدومات ، والمستحيلات والممكنات

قال تعالى : { والله بكل شيء عليم } وخصوصا علم الغيب    قال تعالى : { لا يضل ربي ولا ينسى } ، وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ايعرف اهل الجنة من اهل النار قال : (( نعم قال فلمَ يعمل العاملون قال كل يعمل لما خلق له او لما يُسر له )) .
( رواه البخاري ) .

2- الكتابة : الكتابة تتضمن بكتاب الله تعالى الذي لم يفرط فيه من شيء قال تعالى : { وكل شيءٍ احصيناه في امام مبين } ، واخبر النبي صلى الله عليه وسلم (ان الله لما خلق القلم قال له اكتب قال رب وماذا اكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة .
( رواه أبو داود ) .

عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عود ينكت في الارض وقال : (( وما منكم احد الا قد كتب مقعده من النار أومن الجنة فقال رجل من القوم الا نتكل يا رسول الله قال لا اعملوا فكلٌ ميسر ثم قرأ : { فاما من اعطى واتقى وصدق    بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب  بالحسنى فسنيسره للعسرى } .
( رواه البخاري ) .

والإيمان بكتابة المقادير يدخل فيه خمسة تقادير : 

١ التقدير الازلي قبل خلق السماوات والأرض عندما خلق الله سبحانه وتعالى القلم فعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه : (( كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض )) .
( رواه البخاري ) .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات       والارض بخمسين الف سنة وعرشه على الماء )) .
( رواه مسلم ) .

اللوح المحفوظ .

٢ كتابة الميثاق : يوم قال الله ألست بربكم قال تعالى : { واذا اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } ، عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي رضي الله عنه مرفوعا : (( ان الله عز وجل خلق آدم ثم اخذ الخلق من ظهره وقال هؤلاء في الجنة ولا ابالي وهؤلاء في النار ولا أُبالي فقال قائل يا رسول الله فعلى ماذا العمل قال على مواقع القدر )) .
( رواه أحمد في مسنده ) .

٣ التقدير العمري : عند تخليق النطفة في الرحم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : (( ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوم ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر باربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه واجله وشقي او سعيد ثم ينفخ فيه الروح فان الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة الا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل اهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة )) .
( رواه البخاري ومسلم ) .
واللفظ لمسلم .

٤ التقدير الحولي في ليلة القدر : يقدر فيها ما يكون بالسنة الى مثلها قال تعالى : { انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا انا كنا مرسلين } .
قال الحسن البصري : والله الذي لا اله الا هو في رمضان وان ليلة القدر يفرق فيها كل امر حكيم فيها يقضي الله تعالى كل اجل وعمل ورزق الى مثلها .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : يكتب من ام الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق وقدر حتى الحجاج يقال حج فلان ويحج فلان .

٥ التقدير اليومي : وهو سوق المقادير الى المواقيت التي قدرت لها فيما سبق     قال تعالى : { يسأله من في السموات     والأرض كل يوم هو في شأن } ، فمن شأنه تعالى ان يغفر ذنب ويفرج كرب ويرفع قوم ويضع آخرين وهذا التفسير علقه البخاري موقوفا عن ابي الدرداء رضي الله .
الحديث المعلق وهو الذي حذف مبدأ سنده من اوله الى منتهاه ولم يبقى إلا صحابي او صحابي وتابعي ، ويوجد في صحيح البخاري ٢٠٠ حديث معلق .

فنقول المعلقات عند البخاري اذا قالها البخاري بصيغة الجزم فهي صحيحة وقد فتش العلماء أسانيد الاحاديث المعلقة هذه فوجدوها كلها صحيحة وهي في مقدمات الأبواب وفي التراجم .

الدورة الشرعية

الدرس السادس



الإيمان بالقضاء والقدر : 

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء مشركون قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر       فنزلت : { يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شيءٍ خلقناه بقدر } .
( رواه مسلم ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ، وان اصاب شيء لا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فأن لو تفتح عمل الشيطان )) .
( رواه مسلم ) .

استخدام كلمة لو تاتي بحالات :

١ اذا قيلت اعتراضا على الشرع فهذا حرام لا يجوز وحكمها حكم الاعتراض على الشرع وهو ينافي التوحيد وهو كفر ونفاق وبالاجماع انه من ابغض شيء من الشريعة كفر ولانه ينافي التسليم والانقياد قال تعالى : { ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } .
مثل رجل يقول لو ان الله لم يامرنا بالصلاة او امراة قالت لو ان الله لم يامرنا بتعدد الزوجات ( اعتراضا على الشرع ) .

٢ ان تقال اعتراضا على المقدور كما رجل يقول لو انا ما صعدت على البيت لما وقعت وكسرت قدمي ، فالله مقدر له انه سوف تكسر قدمه سواء صعد على البيت او لم يصعد ، قال تعالى : { الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا } .

٣ ان تقال على وجه التمني وهذا حكمه حسب المتمني فان كانت خيرا فجازت كما جاء في الحديث : ((عن  أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا وَلَا مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ )) ، رواه ابن ماجه

 وقوله صلى الله عليه وسلم : (( لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ وَلَوْلَا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ)) رواه البخاري

واما ان كان وجه التمني فشر مثل حديث : (( وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا وَلَا مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ   ))  رواه ابن ماجه ، 

ومثل واحد يقول لو كان عندي مال لاشتريت خمر .

٤ اذا استخدمت لو بقصد.التعليم او التوبيخ فهي مثل لو قصدت بقصد التمني فلو كان التوبيخ على خير فيجوز وإلا فلا .

الاستعانة : 
الاستعانة واجبة مع الحرص والاخذ بالأسباب والاستعانة مع الحرص والاخذ        بالاسباب هذا من كمال التوحيد ، اما الاستعانة دون الاخذ بالاسباب فهذا قدح في العقل وتواكل .

ولا تعجز : 
العجز هو الكسل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل )) رواه البخاري

والكسل اذا جعله يترك واجب فهذا حرام مثل نام عن السحور كسلا فافطر ولم يصوم ، واما اذا كان ما لا اثم فيه فلا عليه إثم .

  (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)).
( رواه الترمذي ) .
 
وروى عبد الرزاق في مصنفه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال لابي موسى الاشعري رضي الله عنه : ايقدر علي شيئا يعذبني عليه فقال ابو موسى نعم قال لمَ قال لانه لا يظلمك فقال عمرو صدقت .

ونزول عيسى أبن مريم في آخر الزمان أيضاً قال تعالى : { وان من اهل الكتاب    الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا } اي في آخر الزمان كل اهل الكتاب يؤمنون بعيسى عليه السلام قبل موته .
ومعيشة عيسى عليه السلام قبل موته لانه رفع دون ان يؤمن به كل اهل الكتاب ويكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق .

ياجوج وماجوج :
هم مفسدون في الأرض من كل حدب ينسلون قال تعالى : { قالوا يا ذى القرنين ان ياجوج وماجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما منكني فيه ربي خيرٌ فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما آتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا } .
عن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا محمراً وجهه يقول : (( لا اله الا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم ياجوج وماجوج مثل هذا وحلق باصبعه الابهام والتي تليها فقلت يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث )) .
( رواه مسلم ) .

فسر الجمهور كلمة الخبث : بالفسوق والفجور .
قال تعالى : { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون } .
قال تعالى : { حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } .
وهم كثيرون جدا حتى ان اولهم يشرب من بحيرة طبريا وآخرهم يقول كان هنا بحيرة .
والاسرائيليات لا يبنى عليها  حكم والاسرائيليات هي الأخبار الواردة عن بني اسرئيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج )) .
( رواه البخاري سنن أبي داود ) .

والحديث عن الأسرائيليات ثلاث : 
١ ما وافق شريعتنا قبلناه .
٢ ما خالف شريعتنا رفضناه .
٣ وما لم يخالف ولم يوافق لا نصدقه ولا نكذبه .
مثل لفظة عزرائيل لا نصدق ولا نكذب هذه اللفظة
وحتى جاء اللفظ من اهل السلف يكره الحديث عن بني إسرائيل واثر عن بعض السلف الحديث عنهم مثل عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهم .
والاسرائيليات لا يبنى عليها حكم وهي كالرؤيا الصالحة للاستئناس .
الدخان :
هو دخان عظيم ياخذ بانفاس الكفار واخذ المؤمن منه كهيئة الزكام قبل الدابة وطلوع الشمس .
النار : 
وفي رواية اخرى(( ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس )) رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد .
وقعر اي اقصى قعر ارض عدن ، وعدن مدينة معروفة باليمن .
وقال الماوردي سميت عدن من العدون وهي الإقامة .
 
انتهى.

مِنْ النَّاسِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ ابْنُ حُجْرٍ دَخَلَ حَدِيثُ أَحَدِهِمَا فِي حَدِيثِ الْآخَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَ مَا ذَكَرْنَا وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ الْخَمَرِ وَهُوَ جَبَلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيَقُولُونَ لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي الْأَرْضِ هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ فِي السَّمَاءِ فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حُجْرٍ فَإِنِّي قَدْ أَنْزَلْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَيْ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ
( رواه مسلم ) .

وفي رواية مسلم ايضا زاد عليه بعد قوله : (( لقد كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا الى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في     الارض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم الى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضبة دما )) .

صفات الدجال : 

١ شاب قطط اي شعره جعد .
٢ قصير .
٣ اعور العين اليمنى .
٤ مكتوب بين عينيه كافر ( ك ف ر ) ، يقرأها كل مسلم كاتب أو غير كاتب .
٥ وعلى عينيه ظفرة غليظة الجلدة تغشى البصر او لحمة تنبت عند المآقي .
٦ يهبط في كل قرية اربعين ليلة الا مكة والمدينة على انقابها الملائكة تحرسها وترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج منها اليه كل كافر ومنافق .
٧ يعصم منه من قرا عليه اول عشر آيات من سورة الكهف .
٨ يتبعه من يهود اصبهان سبعون ألف .
٩ يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا وشمالا .
١٠ معه نهران نهر من ماء ونهر من نار .
 (( عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ )) .
( رواه مسلم ) .

ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( ان الله لا يخفى عليكم ان الله ليس باعور واشار بيده الى عينه وان المسيح الدجال اعور العين اليمنى كان عينه عنبة طافية )) .
( رواه البخاري ) .

عن سالم عن ابيه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال لا والله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى احمر ولكن      قال : (( بينما انا نائم اطوف بالكعبة فاذا رجل آدم سبط الشعر يهادى بين رجلين ينطف راسه ماء او  يهراق راسه ماء فقلت من هذا قالوا ابن مريم فذهبت التفت فاذا رجل احمر جسيم جعد الراس اعور عينه اليمنى كأن عينه عنبة طافية قلت من هذا قالوا الدجال واقرب الناس به شبها ابن قطن )) ( رواه البخاري ) .

قال الزهري ابن قطن رجل من خزاعة هلك في الجاهلية .

الدابة : 
هي دابة عظيمة تكلم الناس ومن ما قاله ابن حجر العسقلاني لعل خروج الدابة يقع في يوم تطلع فيه الشمس من المغرب وعند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة فتخرج الدابة تمييز المؤمن والكافر تكميلا للمقصود من اغلاق باب التوبة قال تعالى : { وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } ، وقيل عن الدابة هي الجساسة المذكورة في صحيح مسلم وهي دابة غليظة الشعر لا يدرى قبلها من دبرها من كثرة الشعر .

وقيل سميت الجساسة لتجسسها الاخبار للدجال وهذه الدابة يكون خروجها على الناس ضحى ففي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ان اول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وايهما ما كانت قبل صاحبتها فالاخرى على إثرها قريبة )) .

الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة ينفون خروج الدجال .

قال المفسرون هي دابة عظيمة تخرج من صدع في الصفا في ( الجزيرة ) .

( رواه مسلم ) .
عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ
ذكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَقَالَ غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْم وَالْعِرَاقِ فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ قَالَ لَا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمْ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ علَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنْ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا وَيُبَاركُ فِي الرِّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنْ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنْ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنْ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنْ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنْ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ

{ يسألونك عن الساعة ايان مرساها فيما انت من ذكراها الى ربك منتهاها } وكما جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مفاتح الغيب خمس ثم قرأ : { ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير } )) .

فهذه الامور مفاتيح الغيب لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى لا ملك مقرب ولا نبي مرسل .
ومن ما يدخل بالإيمان باليوم الآخر : 

١ امارات ( علامات ) الساعة وتشمل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بعثت انا والساعة كهاتين )) وقرن بين اصبعه السبابة والتي تليها 
( رواه البخاري ومسلم ) .

٢ ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان .
 ان تلد الامة ربتها . ربتها هي سيدتها واختلف العلماء في هذا قيل
إخبار عن كثرة السراري وأولادهن فإن ولدها من سيدها بمنزلة السيد لأن مال      الإنسان صائر إلى ولده وقيل الإماء يلدن الملوك فتكون أمه من جملة رعيته ويحتمل أن الشخص يستولد جارية ولدا ويبيعها فيكبر الولد ويشتري ولده
  وقيل عناية عن العقوق بحيث يكون الولد اوالبنت سيد لامه او سيدة لامها .
 وقيل ان تلد الامة ربتها ان الاب اذا مات فسوف يخلف الاب الولد فيكون سيدا لها وهذا كناية عن تغير الحال بسرعة .
وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان .
الحفاة الذين ليس لهم احذية يلبسونها .
والعراة الذين ليس لديهم ثياب يلبسوها .
والعالة الفقراء الذين ليس لديهم نفقة ولا طعام ولا سكن.
رعاء الشاة رعاة الغنم .
يتطاولون في البنيان اي يكونون اغنياء والمراد بالتطاول ارتفاعا وجمالا .
وهذا ايضا كناية عن تغير الحال بسرعة من الفقر الى الغنى .

مسألة : بالنسبة للتزوج بالعقد من الامة يشترط له شرطين : 

١ ان يخشى على نفسه الزنى .

٢ ان لا يملك ثمن مهر حرة قال تعالى : { ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات } . 

٣ ان تكون مؤمنة وليست كافرة للآية السابقة وهذه الآية قال تعالى : { ذلك لمن خشي العنت منكم وان تصبروا خير لكم والله غفور رحيم } . 

اشراط الساعة قسمين : 
١ اشراط صغرى .

٢ اشراط كبرى .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : (( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات على جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي اكون انا الذي انجو )) .
                                                     ( رواه مسلم ) .
وفي رواية البخاري : (( فمن حضره فلا ياخذ منه شيئا )) . 
وظهور الفتن وسوء الأخلاق كما روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال : (( علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ولكن ساخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها ان بين يديها فتناً وهرجا قالوا يا رسول الله الفتنة قد عرفناها فما الهرج قال بلسان الحبشة ( القتل ) قال ويلقى بين الناس التناكر فلا يكاد احدهم يعرف احد )) .
( رواه احمد في مسنده ) . 

 في صحيح مسلم : (( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )) .
ومن اشراط الساعة ما رواه البخاري

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتكثر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض )) .

ومن اشراط الساعة اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين دعواهما واحدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن : (( ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين )) .
                                                  ( رواه البخاري ) .

الكذابون الذين خرجوا من اول موت النبي صلى الله عليه وسلم كثيرون فقد خرج اكثر من ثلاثين ولكن من الممكن ان قصد النبي صلى الله عليه وسلم الاكثر شهرة واتباع ومنهم مسيلمة الكذاب والاسود العنسي وسجاح وفي وقتنا المعاصرقد يكون منهم احمد القادياني وله اتباع يسمون القاديانية وغيرهم .

وحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى يفيض فيكم المال وحتى يهم الرجل بماله من يقبله منه حين يتصدق به فيقول الذي يعرض عليه لا أرب لي به )) .

                                          ( مسند الإمام أحمد ) .
وأيضا من علامات الساعة ان تكون مقتلة عظيمة بين المسلمين والروم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالاعماق او بدابق فيخرج اليهم جيش من المدينة من خيار اهل الارض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم ابدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون ابدا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا         سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان ان المسيح قد خلفكم في اهليكم فيخرجون وذلك باطل فاذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى أبن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته )) .  
                                                  ( رواه مسلم ) .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار العيون حمر الوجوه ذلف الأنوف كان وجوههم المجان المطرقة )) .
                             ( رواه الإمام أحمد في مسنده ) .

المجان المطرقة : المجن هو الترس الذي يستتر به في الحرب والمطرقة هو جلد يجعل على الترس شبهة وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها

ذلف :صغر أنفه واستواء أرنبته

عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر او الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهوديٌ خلفي فتعال فأقتله الا الغرقد فانه من شجر اليهود )) .
                                                     ( رواه مسلم ) .

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة )) .
                                                 ( رواه البخاري ) .

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه : (( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من الحجاز تضيء اعناق الابل ببصرى )) .
                                                  ( رواه البخاري ) .

عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه )) .
                                                  ( رواه البخاري ) .

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى تضطرب آليات نساء دوس على ذي الخلصة وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية )) .
      ( رواه البخاري ) .

عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه )) .
                                                  ( رواه البخاري ) . 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في اي شيء قتل ولا يدري المقتول في اي شيء قتل )) .
( رواه مسلم ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تذهب الايام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه )) .
( رواه مسلم ) .

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغر    الاعين ذلف الانف )) .
( رواه مسلم ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس )) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى يكون اسعد الناس في الدنيا لكع ابن لكع )) .
لكع : العبيد والسفلة من الناس
( رواه الترمذي ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سياتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها          الامين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في امر العامة )) .
( سنن أبن ماجة ومسند الامام احمد ) .

وكل ما ذكرناه من علامات في الاحاديث السابقة هي من العلامات الصغرى .

العلامات الكبرى :

عن حذيفة بن اسيد الغفاري رضي الله عنه قال اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذاكرون    قالوا نذكر الساعة قال : (( انها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم وياجوج وماجوج وثلاثة خسوف خسف في المشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس الى محشرهم )) .