عَضبٌ مُهَنَّدُ

قَالَ الإمام أحمد عن أهل الشـ ـرك:
"إذا ارتفعوا إلينا حَكَمنَا بِحُكمِ الإسلام".

[أحكام أهل الملل للخلال]

[عِبرَة وفائدة]

•العِبرَة: خطورة تعظيم أهل البدع والثناء عليهم والرفع من شأنهم، لعلّ القوم يَتّقون اللّٰه ويَكفّوا عن المدافعة والمنافحة عن أئمة الجهمية.

•الفائدة: ما يتعلق بالدارقطني وموقفه الآتي.


كان أبو ذر الهروي من أئمة الأشعرية, وهو الذي نشر الأشعرية في الحجاز, بل كان أحد أكثر من أعان على نشرها فى المغرب والأندلس, فقد سكن مكة والحجاز, فكان الحُجَّاج يتلقون عنه العلم والرواية والمعتقد الأشعري وممن تتلمذ عليه في ذلك أبو الوليد الباجي وقد سأله مرة: عن سبب تمذهبه للأشعري, فأخبره بأنه كان مرة ماشيا مع شيخه إمام السنة أبي الحسن الدارقطني "في بغداد", فلقيَهُما أبو بكر الباقلاني "وكان أشعريًا"، قال أبو ذر: "فالتزمه الشيخ أبو الحسن الدارقطني وقَبَّلَ وَجهَه وعَينَيه،
فلمّا فارَقنَاه قلتُ: من هذا؟
فقال: "هذا إمام المسلمين والذِّاب عن الدين القاضي أبو بكر محمد بن الطيب.
قال أبو ذَرٍ: فمن ذلك الوقت تكرّرتُ عليه".

--------------------
قلتُ: فتأمّل رحمك اللّٰه كيف بجملة واحدة بكلمة واحدة كانت سببًا في إضلال رجل وسلوكه سبيل جهنّم، ثم لم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل تشعَّبَ الضّلال إلى أن وصَلَ أناسًا يبعدون عنه آلاف الأميال، أفلا يجب على من عَرَف الباطل أن يذم أهله ويقدح بهم ويتقرب إلى اللّٰه عز وجل بالتحذير منهم ومن بدعتهم، "ليَهلَكَ من هَلَكَ عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بيّنة"، "فاعتبروا يا أولي الألباب".

لعن اللّٰه أئمة الجهمية: النووي، وابن حجر، والسيوطي، والقرطبي، والبيهقي، والرازي، وابن الجوزي، والشاطبي، والسبكي، والسخاوي، والقاضي عياض، والمازري، وأبو الحسن الأشعري إمامهم الكبير، والغزالي المُسمّى حجة الإسلام عند من أسأل الله أن يحشره معه... والقائمة تطول.

وكل من رأيتَه يدافع عن هؤلاء أو أحد منهم فادعو له أن يحشره اللّٰه معهم فقد أضلوا أناسًا كثير بسبب دفاعهم عن هؤلاء الجهمية.

•والإمامُ الدّارقطني -رحمه اللّٰه- معذورٌ فإنه كان يجهَل حاله، لأن الباقلاني عندما كان في بغداد كان يُناظر الرافضة والمعتزلة، وكان يرد على الكرّامية وينصر الحنابلة كما ذَكَر ذاك في [السِّيَر]، فلا يجعلن أحدٌ هذه المسألة مطعنة للإمام الدارقطني، وانظر كيف أن تلميذ الدارقطني وهو الهروي عندما كان مُلازمًا لشيخه لم يذكر أن شيخه لازمه وجالسه وسمع كلامه (وإنما قال لَقِيَه) أي أنه كان قد سَمِعَ عنه ردّه على تلك الطوائف فعندما لقيَه احتَرَمَه بناءًا على ما سمعه عنه في هذا الجانب، وهذه القرائن تكفي في هذا الباب للكف عن الدارقطني وإعذاره بجهالة حال الجهمي الأشعري الباقلاني. والله أعلم.

أبو سُليمان

وبعض القنوات نراها قنوات إعلانية لا قنوات دعوية، همّهم نشر القنوات الأخرى لكي ينشروا قناتهم ويأتيهم المتابعون

دون النظر إلى محتوى القنوات التي ينشرونها.

فلا نشروا خيرًا، ولا دلّوا عليه، بل على العكس تمامًا...

وهؤلاء اللاهثين خلف الشهرة وانتشار الكلمة على حساب الدين، عافانا الله وإياكم منهم.

َ
كيف نرد على الجهمية.؟

فَادَّعَى المُعَارِضُ أنَّ اللَّهَ لَا يَنزِلُ بِنَفسِهِ إِنَّمَا يَنزِلُ أَمرُهُ وَرَحمَتُهُ، وَهُوَ عَلَى العَرشِ بِكُلِّ مَكَانٍ، مِن غَيرِ زَوَالٍ؛ لِأَنَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وَالقَيُّومُ بِزَعمِهِ مَن لَا يَزُولُ.

فَيُقَالُ لِهَذَا الْمُعَارِضِ: وَهَذَا أَيْضًا مِنْ حُجَجِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ بَيَانٌ، وَلَا لِمَذْهَبِهِ بُرْهَانٌ؛ لِأَنَّ أَمْرَ اللَّهِ وَرَحْمَتَهُ يَنْزِلُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ وَوَقْتٍ وَأَوَانٍ، فَمَا بَالُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُدُّ لِنُزُولِهِ اللَّيْلَ دُونَ النَّهَارِ؟

وَيُوَقِّتُ مِنَ اللَّيْلِ شَطْرَهُ أَوِ الْأَسْحَارَ؟ أَفَبِأَمْرِهِ وَرَحْمَتِهِ يَدْعُو الْعِبَادَ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ؟
أَوْ يُقَدِّرُ الْأَمْرَ وَالرَّحْمَةَ أَنْ يَتَكَلَّمَا دُونَهُ فَيَقُولَا: "هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فأعفر لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَ؟

"فَإِنْ قَرَّرتَ مَذْهَبَكَ لَزِمَكَ أَنْ تَدَّعِي أَن الرَّحْمَة وَالْأَمْرَ اللَّذَيْنِ يَدْعُوَانِ إِلَى الْإِجَابَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ بِكَلَامِهِمَا دُونَ اللَّهِ. هَذَا مُحَالٌ عِنْدَ السُّفَهَاءِ، فَكَيْفَ عَنْدَ الْفُقَهَاءِ؟

وَقَدْ عَلِمْتُمْ ذَلِكَ وَلَكِنْ تُكَابِرُونَ.

[النقض للدارمي]

ضعوا هذا الرد على النووي وابن حجر والقرطبي والمازري والقاضي عياض وغيرهم من أئمة الجهمية.

فَإِنَّ بركَة الرجل تَعلِيمه للخير حَيْثُ حل ونصحه لكل من اجتمع بِهِ قَالَ الله تَعَالَى إِخْبَارًا عَن الْمَسِيح {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْن مَا كنت} أَي: معلما للخير دَاعيا إِلَى الله مذكّرًا بِهِ مرغبا فِي طَاعَته.

فَهَذَا من بركَة الرجل وَمن خلا من هَذَا فقد خلا من الْبركَة ومُحِقَت بركَة لِقَائِه والاجتماع بِهِ

بل تمحق بركَة من لقِيه وَاجتمعَ بِهِ فَإِنَّهُ يضيع الْوَقت فِي الماجريات وَيفْسد الْقلب وكل آفَة تدخل على العَبْد فسببها ضيَاع الْوَقْت وَفَسَاد الْقلب وتعود بضياع حَظه من الله ونقصان دَرَجَته ومنزلته عِنْده.

وَلِهَذَا وصّى بعض الشُّيُوخ فَقَالَ: احذَرُوا مُخَالطَة من تضيع مخالطته الْوَقت وتفسد الْقلب فَإِنَّهُ مَتى ضَاعَ الْوَقْت وَفَسَد الْقلب انفرطت على العَبد أُمُوره كلهَا وَكَانَ مِمَّن قَالَ الله فِيهِ {وَلَا تُطِع من أَغْفَلنَا قلبه عَن ذكرنَا وَاتبع هَوَاهُ وَكَانَ أمره فرطا}

وَمن تَأمل حَال هَذَا الْخلق وجدهم كلهم إِلَّا أقل الْقَلِيل مِمَّن غفلت قُلُوبهم عَن ذكر الله تَعَالَى وَاتبعُوا أهواءهم وَصَارَت أُمُورهم ومصالحهم {فرطا} أَي فرّطوا فِيمَا يَنفَعهُمْ وَيعود بصلاحهم وَاشتَغلُوا بِمَا لَا يَنْفَعهُم بل يعود بضررهم عَاجلا وآجلا

[ابن القيم في رسالته]

[لا إله إلا الله كلمةٌ عظيمةٌ]

لا إله إلا الله كلمةٌ عظيمةٌ، وهيَ أعظم وأكبر من أن تكون مجرد كلمة تقال وقائلها يأخذ حكم الإسلام دون الإتيان بشروطها، والالتزام بمتضمنها، واجتناب نواقضها، بل هيَ أعظم من ذلك

والتوحيد عظيم فيجب تحقيق جميع أقسامه، حتى يتمسك المرء بالعروة الوثقىٰ
_توحيد الربوبية
_توحيد الألوهية
_توحيد الأسماء والصفات
_توحيد الحاكمية

فلو حقق الإنسان أقسام التوحيد بعضها دون بعض، [لا يكون موحِّداً] حتى لو كان عالماً وألّف وصنّف الكتب، حتى لو اتبعه آلاف الناس [لا يكون موحِّداً]

لا يكون مسلماً: فضلاً عن أن يكون شيخاً، فضلاً عن أن يكون عالماً، فضلاً عن أن يكون إماماً.

مَن أنشأ منصة دعوية فلا ينشغلنّ عن التحصيل ويظنُ أنه اكتفى من العلم فيكون حينها قد قتل نفسه وهو من أجهل الناس.

بل اجمع بين التحصيل والبيان، وهكذا المرء مع المحبرة إلى المقبرة، وأعظم ما تدعو إليه هو التوحيد الذي بعثت لأجله الرسل وأنزلت الكتب.

عن بكر بن عبد اللّٰه ، قال :
من يأتي الخطيئة وهو يضحك دخل النار وهو يبكي.

[التَّطَيُّر]

روى عبدالرزاق في مصنّفه عن مَعمَر عن ابن طاوس أو غيره:
"أنَّ رَجُلًا كَانَ يَسِيرُ مَعَ طَاوُسٍ فَسَمِعَ غُرَابًا نَعَبَ "أي: صاح".
فقال: خَيرٌ.
فَقَالَ طَاوُسٌ: «أيُّ خَيرٍ عِندَ هَذَا أو شَرٍّ؟
لَا تَصحَبنِي، أو تَمشِي مَعِي».

"تَغزُونَ جَزِيرَةَ العَرَبِ فَيَفتَحُها اللَّهُ"

[صحيح مسلم عن النبي ﷺ]

كتب العقائد المسندة الأثرية انتقى لها الأئمةُ أجود الآثار سنداً، وهذا لا يمنع من وجود الضعيف، والضعيف لا يكون أصلاً في الباب -ولله الحمد-، وإنما يورده المصنف لاعتضاد الأصل به، فتعدد الطرق وكثرتها يقوّي بعضها بعضاً.

#جديد

بسم الله الرحمن الرحيم

( شرح عقيدة الرازيين )

حذيفة الحنبلي

#سلسلة_شرح_كتب_الأئمة ( ٢ )


رابط التحميل لمن أراد نشره على مواقع التواصل الاجتماعي :

https://top4top.io/downloadf-3241rpnrd0-pdf.html

إن جَعَلتَ شبَابَك للرَّاحة، فمتى تُجدّ وتجتهد.؟
َ

قَالَ الرَّبِيعُ بنُ خَيثَمٍ: "تَفَقَّه ثُمَّ اعتَزِل".
َ

َ
{كَلَّا إنَّهُم عَن رَبِّهِم يَومَئِذٍ لَمَحجُوبُونَ}

"مَن كَذَّبَ بِفَضِيلَةٍ لَم يَنَلهَا"
وَقَد كَذَّبَتِ الْجَهمِيَّةُ بِهَذِهِ الفَضِيلَةِ أشَدَّ التَّكذِيبِ.
وَكَتَبَ إلَيَّ عَلِيُّ بنُ خَشرَمٍ قَالَ: "من نَازع فِي الحَدِيث الرُّؤيَة ظَهَر أنَّه جهمي".

الإمام عثمان في كتابه [النَّقض]

طالمَا كنتُ ولا زِلتُ أقول، أن الإمامَ عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه النّقض، كأنّه أمسَكَ بالجهمي، ووضعه في زاوية وبيده ذيل عجلٍ وبدأ يجلده وذاك يصيح حتى أشفى غليله منه، والجهمي مكبلٌ لا يدري من أين تأتيه الضربات وليس له حيلة في دفعها عنه.

رحم الله الإمام عثمان قد خطَّ كلمات وحُججٍ وبراهينَ لا انفكاك للجهمي وتلميذه الأشعري منها، وهذا الكتاب خير راقٍ لهؤلاء بعد الكتاب والسنة.

فيه حجج مستنبطة دقيقة من الكتاب والسنة، وفيه حجج عقلية، وحجج لغويّة، وحديثية إسنادية، وغيرها.

نفعنا الله به وإياكم

أبو سليمان

لا تنسونا من صالح الدعاء

[حرمة مَسّ قبر النبي ﷺ والتَّبَرُّك به]

عَن نَافِعٍ: أنَّ ابنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا-، كَانَ يَكرَهُ مَسَّ قَبرِ النَّبِيِّ ﷺ.
[جزء محمد بن عاصم الثقفي]

والمكروه في عُرف السلف -رحمهم اللّٰه- هو الحرام، والدليل على هذا قول اللّٰه سبحانه: ﴿كُلُّ ذَ ٰ⁠لِكَ كَانَ سَیِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوها}.

قال الإمام مالك -رحمه اللّٰه-: لم يكن من فُتيا الناس أن يُقال: هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقول أنا أكره هذا، ولم أكن لأصنع هذا، فكان الناس يكتفون بذلك ويرضون به.
[الجامع لابن وهب]

[العذر بالجهل]

قال إمامنا الشافعي -رحمه اللّٰه- في [المنثور]:

لو عُذِرَ الجاهل، لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم، إذ كان يَحُطُّ -أي الجهل- عن العبد أعباء التَّكلِيفِ، ويُريح قلبه من ضُرُوبِ التَّعنِيفِ، فلا حُجة للعبد في جهله (بالحكم) "بعد التَّبلِيغِ وَالتَّمكِين"، (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).