ثم كلما تذكر الإنسان ما عرفه قبل ذلك؛ وعمل به= حصل له معرفة شيء آخر لم يكن عرفه قبل ذلك، وعرف من معاني أسماء الله وآياته ما لم يكن عرفه قبل ذلك كما في الأثر «﴿من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم﴾» وهذا أمر يجده في نفسه كل مؤمن.
فالآيات المخلوقة والمتلوة فيها تبصرة وفيها تذكرة: تبصرة من العمى وتذكرة من الغفلة؛ فيبصر من لم يكن عرف حتى يعرف، ويذكر من عرف ونسي.
والإنسان يقرأ السورة مرات حتى سورة الفاتحة ويظهر له في أثناء الحال من معانيها ما لم يكن خطر له قبل ذلك حتى كأنها تلك الساعة نزلت؛ فيؤمن بتلك المعاني ويزداد علمه وعمله، وهذا موجود في كل من قرأ القرآن بتدبر بخلاف من قرأه مع الغفلة عنه، ثم كلما فعل شيئا مما أمر به استحضر أنه أمر به فصدق الأمر فحصل له في تلك الساعة من التصديق في قلبه ما كان غافلا عنه وإن لم يكن مكذبا منكرا.
#ابن_تيمية رحمه الله ورضي عنه
منقول من قناة د. #أحمد_عبد_المنعم