سيمرّ في حياتك أُناس لن تحفظ أشكالهم، وستتعثر بأحدهم وهو يسلّم عليك بحرارة لأنك في يوم ما عرفت كيف تلمس عتمته.
اليوم، أقف على عتبة ال "28" بحذر وهدوء، سعيدة بأني نجوت من الحماسة، والطيش كما تسميه أمي، والرقص فوق أخبار النساء، لكنّي حتى لو جلست وأقفلت الباب خلفي سيأتيني العمر وستسألني الأيام كيف أهدرت حياتي!
ومع ذلك أحبّ الشبابيك التي يضيع عمري عندها وأنا أتذكر فطائر أمي "وكزدورة" أبي في السيارة وأغاني عبد المجيد وأم كلثوم والقهوة وقصائد رياض صالح الحسين وكتب هاروكي موراكامي والنزهات.
نتقبّل تلاشي الأشياء وانفلاتها من بين أيدينا حين نقترب من الثلاثين، لأنّ المرء يكبُر بالتخلّي حيث يكون حراً وخفيفاً...هذا الوقت الذي نبحث فيه عن المغامرة والحب اللطيف.
كنت أعتقد أن الحياة في النهايات السعيدة،
لكن العبرة في الطريق إلى المنزل وأنت تمشي هادئاً، مُرتاحاً، تقطف وردةً من بستان أحلامك، قبل أن يأتي الخريف لعمرك الذي يضيع.❤️
#رهف_اسطنبلي