#الفقرة_الثامنة
((وَعَـرَجْــتَ بِـــهِ إِلَى سَـمائِكَ))
هذا المقطع من دعاء الندبة يتحدث عن عروج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى السماء فقال تعالى:
((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))
سورة الاسراء/ الأية (١)
إن حادثة الاسراء والمعراج تناولتها الاقلام وتناولها الخطباء الكرام والشعراء الأفاضل فقد وصل سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله و سلم) الى درجة لم يصلها أحداً قبله ولا يصلها أحداً بعده وحتى الملائكة المقربين ، فجاء ذكر هذه الدرجة و المنزله الرفيعة في القرآن الكريم فقال تعالى:
((ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى○وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى○ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى○ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى○فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى○)).
سورة النجم/الأية (٦-١٠)
و أن هذا الوصف لا ينطبق على عروج الروح فقط وإنما ينطبق على عروج الروح والجسد معاً ، لانها حالة اعجاز تضاف الى المجموعة الهائلة للمعجزات و الكرامات التي صدرت منه (صلى الله عليه وآله و سلم).
بينما لو كان العروج بالروح فقط لكان اقرب الى الرؤيا وبهذه الحالة ترفع من قائمة الإعجاز ، وطبيعة البشر انهم متساوين بالاحلام او الرؤيا اثناء النوم ، فتصبح هذه الرؤيا ليس لها وزن ، ولا ضرورة ان يذكرها الله سبحانه في كتابه العزيز.
فـعلى القرّاء أن ينتبهوا و يراعوا هذا الجانب من دعاء الندبه وان يقرأ هذا المقطع (وَعَـرَجْــتَ بِــهِ إِلَى سَـمائِكَ) و هنا تصبح معجزة وتستحق ان يذكرها الله تعالى في كتابه المجيد.