•لما كانت مراحل سير الأمر الالهي هي ( المشيئة ، والارادة ، والقدر ، والقضاء ، والإمضاء ) وأن ليلة القدر ( ليلة 23) هي ليلة الإمضاء ، فأنك ستجد ان اغلب شؤونات الامر قبل ان يصل الى (الإمضاء )هي شؤونات ( النبي صلى الله عليه واله ) وأغلب شؤونات الامر بعد ( الإمضاء) هي شؤونات ا(لوصي عليه السلام ) فما صدر من مقام النبوة يظهر في مقام الولاية ، فما شاء محمد(ص) صدر ، ومااراد علي (ع) ظهر ( فهما مشيئتان وارادتان ) مشيئة وارادة في (الدهر )وهي الخزائن ويغلب عليها طابع النبوة لان النبي (ص) محل العلم .
ومشيئة وارادة (زمانية )يغلب عليها طابع الولي(ع) لان الولي محل الفعل .
•ومن هنا نعرف ان هناك منطقة رابطة بين ( المشيئة والارادة والقدر والقضاء ) وبين ( الكتاب والاجل) التي هي ( الإمضاء)
فالإمضاء حالة وسطية بين ( الدهر والزمان ) وحالة وسطية بين ( العلم والفعل ) وحالة وسطية بين ( النبوة والامامة) ولا تنتقل النبوة الى الإمامة الا من خلال هذه الحالة الوسطية وهي مقام مولاتنا فاطمة الزهراء ( روحي لها الفداء)
فمقام ( الامضاء ) هو مقامها ، فاذا خرج الأمر منها(ع) بالإمضاء فلا (بداء) ؟! .
•فموقع مولاتنا الزهراء (ع) في مراحل سير الأمر الالهي هو موقع أنتقال الأمر من العلم الى الفعل
فهذا (ابوها )وهذا ( بعلها) فهي بنت النبي وزوج الوصي بنت العلم وزوجة الفعل .
وهذا احد مظاهر ( قيمومتها على الدين )
وهو احد مصاديق المقام الذي دارت عليه ( القرون الأولى ) بل هو مصداق مقام ( لولا فاطمة ماخلقتكما) في معنى من معانيه .
•لهذا كانت الزهراء (ع) هي ليلة القدر ،لانها في مقام انتقال الشي من ( التفصيل الى التخصيص) ومقام الخروج من ( الأمكان الى الأعيان ) ومقام خروج ( مابالقوة الى الفعل ) وظهور ( مافي العلم الى مافي القدرة ) حيث هو مقام ( الأمر بين الأمرين ) ومابينهما اوسع مما بين السماء والارض .
•فهي (ع)تمضي من الأوامر ماتشاء فما شائت كان ( صار محتوماً ) ومالم تشأ لم يكن ( يكون موقوفاً ) فالنبي (ص) يشاء والوصي (ع) يشاء ولا تظهر مشيئتهما الا اذا شائت فاطمة( ع) (فلو لا فاطمة لما خلقتكما) .
•ولك ان تتخيل ( حجم الأوامر ) الهائلة التي تصدر في (ليلة القدر ) وكل الملائكة في تلك الليلة على (باب فاطمة ) ينتظرون ( الإمضاء)
وسوف تأتي سنة من السنوات المباركة ، وفي شهر رمضان المبارك ، وفي ليلة (23) المباركة ، حيث تنزل (عُظماء الملائكة ) يحملون ( أمر الله بظهور ولدها ) (الحجة بن الحسن ) وسيقفون على نفس ذاك الباب ( المحترق ) جاثين ساجدين امامه ينتظرون ( أمضائها )ولكن في تلك السنة ، سيكون (الإمضاء علني ) حيث يؤمر ( جبرائيل (ع) بأن ينادي (باسمه واسم ابيه حتى ينسبه لعلي بن ابي طالب)هذا قائم ال محمد فأسمعوا له وأطيعوه ) .
•فتظهر مولاتنا (إمضائها) من ذاك الباب وتصيح ( ياولدي يا بقية الله أنتقم لولدي الحسين ) والله لو قتلت الدنيا بالحسين ما أسرفت ، ويخرج الصمصام من غمده وينادي :
لبيك أماه
الثأر سيؤخذ
والظلع سيُجبر
والملعون سيُحرق
فقد ظهر الوعد والله لا يخلف الميعاد