التخريج : أخرجه مسلم (782)، النسائي (1642)، وابن ماجه (4238) جميعهم باختلاف يسير.
الدِّينُ يُسرٌ لا عُسرٌ، وقد أرشَدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى الطَّريقِ الأرشدِ للدِّينِ والتَّديُّنِ، فأوضَحَ أنَّه يَنْبغي على المؤمنِ أنْ يَقومَ بما يُطِيقُه مِن العِبادةِ، مع التَّرغيبِ في القصْدِ في العملِ؛ حتَّى لا يُصابَ بالمَلَلِ والفُتورِ.
وفي هذا الحديثِ تَرْوي أمُّ المُؤمنِينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عليها يومًا وكانتْ عندَها امرأةٌ
فلمَّا سأَلَ عنها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ذكَرَتْ عائشةُ أنَّ هذه فُلانةُ، وسمَّتْها، ثمَّ ذكَرَتْ كَثرةَ صَلاتِها وعِبادتِها، وأطنَبَتْ في مَدْحِها
فزَجَرَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال: «مَهْ»! أي: كُفِّي عن مَدْحِها والثَّناءِ عليها؛ فما فعَلَتْه لا يَستحِقُّ الثَّناءَ؛ لمُخالفتِه السُّنَّةَ؛
فإنَّ الدِّينَ في مُتابَعةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والعمَلِ بسُنَنِه، وليس في التَّشديدِ على النَّفسِ وإرهاقِها بالعِبادةِ.
ثمَّ أرشَدَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: «ولكنْ عليكم بما تُطيقونَ»، فاشتَغِلوا مِن الأعمالِ بما تَستطيعون المُداوَمةَ عليه، وافعَلوا ما تَقدِرون عليه مِن الصِّيامِ والقيامِ، ولا تَشُقُّوا على أنفُسِكم.
وقولُه: «فَوَاللهِ لا يَمَلُّ اللهُ حتَّى تَمَلُّوا»، مِن العُلماءِ مَن قال: إنَّ هذا دَليلٌ على إثباتِ صِفةِ المَلَلِ للهِ تعالَى، لكنَّ ملَلَ اللهِ ليس كمَلَلِ المخلوقِ؛ إذ إنَّ مَلَلَ المَخلوقِ نقْصٌ؛ لأنَّه يدُلُّ على سَأَمِه وضَجَرِه مِن هذا الشَّيءِ، أمَّا مَلَلُ اللهِ فهو كَمالٌ وليس فيه نقْصٌ، ويَجْري هذا كسائرِ الصِّفاتِ التي نُثبِتُها للهِ على وَجْهِ الكمالِ وإنْ كانت في حقِّ المَخلوقِ ليست كَمالًا.
ومِن العُلماءِ مَن يقولُ: إنَّ قولَه: «لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا» يُرادُ به بَيانُ أنَّه مهْما عَمِلْتَ مِن عمَلٍ فإنَّ اللهَ يُجازِيك عليه، فاعمَلْ ما بَدَا لك؛ فإنَّ اللهَ لا يَمَلُّ مِن ثَوابِك حتَّى تَمَلَّ مِن العمَلِ، وعلى هذا فيكونُ المرادُ بالمَللِ لازمَ المَلَلِ.
ومنهم مَن قال: إنَّ هذا الحديثَ لا يدُلُّ على صِفةِ المَلَلِ للهِ إطلاقًا؛ لأنَّ قولَ القائلِ:
«لا أقومُ حتى تَقومَ» لا يَستلزِمُ قِيامَ الثاني، وهذا أيضًا: «لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا» لا يَستلزِمُ ثُبوتَ المَلَلِ للهِ عزَّ وجلَّ.
قالتْ: وكانَ أحَبَّ الدِّينِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -وفي رِوايةِ الصَّحيحينِ:
«إلى اللهِ»- ما دامَ واستَمرَّ عليه صاحِبُه وإنْ قَلَّ، كما في رِوايةِ مُسلمٍ؛ لأنَّ بالدَّوامِ على القليلِ تَدومُ الطَّاعةُ والذِّكرُ، والمُراقَبةُ، والنِّيَّةُ والإخلاصُ، والإقبالُ على الخالِقِ سُبحانه وتعالَى، ويُثمِرُ القليلُ الدائمُ بحيث يَزيدُ على الكثيرِ المُنقطِعِ أضعافًا كَثيرةً.
وفي الحديثِ: بَيانُ شَفقتِه ورَأفتِه بأُمَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.وفيه: أنَّ العَملَ القليلَ الدائمَ خَيرٌ مِن الكثيرِ المُنقطِعِ.
معًا حتّى الجنَّة💚

ومَن للغايةِ الكُبرَى، إذَا ضمُرتْ أمانِينَا..!
اللهُمَّ جمّل منا المقاصد وأحسن منَّا الجهاد
واجعل مساعينا موصولةً بكَ ميمونةً مُباركة خالصة لوجهك الكريم
Похожие каналы



معنى الحياة وأثرها على الدين
تعد الحياة بمفهومها الواسع واحدة من أكبر التساؤلات الوجودية التي يطرحها الإنسان على نفسه. لماذا نعيش؟ ما الهدف من وجودنا في هذا الكون؟ تثير هذه الأسئلة في نفوس العديد من الأشخاص الرغبة في البحث عن معاني أعمق للحياة تتجاوز البقاء اليومي. يشدد الدين الإسلامي على أهمية العيش مع Purpose وتوجيه الجهود نحو الغايات العُظمى. فالحياة ليست مجرد تجربة زمنية بل هي مسعى نحو تحقيق معاني وأهداف سامية ترتبط بالإيمان والجهاد في سبيل الله. يتطلب ذلك أن نتفكر في كيفية استثمار حياتنا بما يرضي الله عز وجل، وأن نسعى لتحقيق مقاصدنا وأمانينا النبيلة، مما يبعث الطمأنينة في النفس ويعزز التواصل الروحي.
ما هو الهدف من الحياة في الإسلام؟
في الإسلام، يعتبر الهدف من الحياة هو عبادة الله وتحقيق أهداف سامية تسهم في بناء مجتمع صالح ينطلق من تعاليم الدين. يربط المسلمون بين حياتهم الدنيوية والآخرة، معتبرين أن كل عمل يقوم به الإنسان يجب أن يكون خالصاً لوجه الله. يقول الله في القرآن الكريم: 'وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون' (الذاريات: 56). هذا يوضح لنا أهمية العيش وفقاً لتعاليم الدين والعمل على تطبيقها في الحياة اليومية.
تتجلى أهداف الحياة أيضاً في السعي للمعرفة، تحقيق السلام الداخلي، وعمل الخير للآخرين. يعيش المسلم بتوجيه من تعاليم الدين التي تعزز من القيم الإنسانية مثل التراحم، الصدق، والمساعدة. لذا، يسعى المسلم لتحقيق التوازن بين هذه الأهداف الروحية والدنيوية، مما ينعكس إيجاباً على حياته وحياة من حوله.
كيف يمكن تحقيق الأمانيات في الحياة؟
تحقيق الأمانيات يتطلب العمل الجاد والتفاني في السعي نحو الأهداف. يجب على المرء أن يكون لديه تصورات واضحة عن ما يرغب في تحقيقه، وأن يضع خططاً واقعية تساعده في الوصول إلى تلك الأهداف. ومن المهم أن يكون لدى الشخص إيمان راسخ بأن الله هو الذي يقدّر الأقدار، لذا يجب أن يكون صبوراً ويستمر في الدعاء والتوجه إلى الله بكل إخلاص.
بالإضافة إلى ذلك، تتطلب عملية تحقيق الأمانيات من الفرد أن يكون لديه القدرة على التعامل مع التحديات والمشاكل التي قد تواجهه في حياته. فالمثابرة والإرادة القوية من الصفات الأساسية التي تساعد في التغلب على العراقيل وتحقيق المراد. يرتبط هذا أيضاً بأهمية تكوين شبكة اجتماعية داعمة تساعد في تعزيز الروح الإيجابية والأمل.
ما هي أهمية الجهاد في الإسلام؟
الجهاد في الإسلام هو أحد المظاهر الأساسية للالتزام الديني، وهو مفهوم واسع يشمل النضال في سبيل الله بكل معانيه، سواء كان ذلك بشكل روحي من خلال تعزيز القيم الدينية أو جسدياً من خلال الدفاع عن الوطن والإيمان. ينظر الإسلام إلى الجهاد كوسيلة لتحقيق العدالة ونشر الخير في المجتمع. يُعتبر الجهاد نتاجاً للتفاني والإخلاص في العمل, مما يعكس قوة الإيمان.
أيضاً، الجهاد لا يرتبط دائماً بالصراعات المسلحة، بل يمكن أن يُفهم بشكل أعمق على أنه جهاد النفس. يُحث المؤمنون على التغلب على الشهوات والميول السلبية في أنفسهم والسعي نحو تحقيق الرضا الإلهي، مما يُعلي من القيم الإنسانية ويُعزز من الروح الجماعية في المجتمع.
كيف يمكن تعزيز الصلة بين الفرد والله؟
تعزيز الصلة بين الفرد والله يتطلب الالتزام بأداء العبادات بانتظام، مثل الصلاة، الصوم، والزكاة. هذه العبادات تُعتبر من السبل التي تقرب الإنسان إلى ربه وتساعده في فهم معاني الحياة بشكل أعمق. الإخلاص في النية والاعتماد على الله في كل الأمور يلعبان دوراً مهماً في بناء هذه العلاقة الروحية.
علاوة على ذلك، التأمل والتفكر في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية يُعد من العوامل المساهمة في تعميق الإيمان. يجب أن يسعى الفرد إلى أن يكون له وقت خاص للتواصل مع الله من خلال الدعاء وطلب الهداية، وهو ما يعزز من الصلة الروحية ويزيد من الطمأنينة الداخلية.
ما هي القيم الإنسانية التي يحث عليها الإسلام؟
يحمل الإسلام في طياته الكثير من القيم الإنسانية التي تهدف إلى تعزيز السلم الاجتماعي وتحقيق العدل. من أهم هذه القيم: الصدق، الأمانة، التراحم، والإحسان. يدعو الإسلام إلى تعزيز هذه القيم في التعاملات اليومية بين الأفراد والمجتمعات، مما يُساهم في بناء ثقافة المحبة والتعاون.
كذلك، يُشجع الإسلام على تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين، مما يُظهر قيمة العطاء وفعل الخير. هذه القيم تستند إلى مبدأ الأخوة الإنسانية، وهو ما يُعزز من التماسك الاجتماعي ويساهم في إنشاء مجتمعات تسودها المحبة والوئام.
Телеграм-канал معًا حتّى الجنَّة💚
معًا حتى الجنة هو قناة تيليغرام مخصصة لمحبي القرآن الكريم والتلاوات القرآنية الرائعة. إذا كنت تبحث عن مكان لتحصل على يوميات من التلاوات الجميلة وتفسيرات لآيات القرآن، فإن هذه القناة هي المكان المناسب لك. قم بالانضمام إلينا الآن لتكون جزءًا من مجتمع يسعى للارتقاء بمعرفتهم القرآنية والاستماع إلى الكلمات الإلهية التي تنير القلوب والعقول. ستجد في هذه القناة محتوى مميز يساعدك على فهم وتأمل آيات القرآن بشكل أفضل. إذا كنت ترغب في بناء علاقتك مع كتاب الله وتعميق فهمك له، فعليك بالانضمام إلينا في معًا حتى الجنة. نحن هنا لمشاركة الفضيلة والتأمل والتفكر في آيات الله، فلا تتردد في الانضمام إلى هذه الرحلة الروحية الجميلة.