📚قناة د.محسن المطيري @qanattafsirwatadabor Channel on Telegram

📚قناة د.محسن المطيري

@qanattafsirwatadabor


📚تفسير وتدبر
رابط الاستفسارات
https://t.me/+ETfsx-cxTHhhOTk0

🎥قناة أ.د محسن المطيري في اليوتيوب
https://www.youtube.com/@user-ux2wn1jt9n/videos

📚قناة د.محسن المطيري (Arabic)

تعتبر قناة د.محسن المطيري واحدة من أهم القنوات على تطبيق تليجرام التي تقدم محتوى ثري ومفيد للمشتركين. تقدم القناة تفسير وتدبر للقرآن الكريم، حيث يقوم الدكتور محسن المطيري بشرح الآيات القرآنية بشكل مفصل وعميق. يمكن للمشتركين الاستماع إلى شروحاته واستفادة من تفسيره للقرآن الكريم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمهتمين بالمزيد من محتوى الدكتور محسن المطيري زيارة قناته على اليوتيوب حيث يقدم مقاطع فيديو توضح أفكاره ومفاهيمه بشكل مبسط وممتع. إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق لفهم القرآن الكريم بشكل أعمق، فإن قناة د.محسن المطيري هي الخيار الأمثل لك. انضم إلينا اليوم لتستفيد من تفسيراته القيمة ولتعمق معنى الكلمات الإلهية.

📚قناة د.محسن المطيري

11 Feb, 18:27


يقول ابن القيم: (وهذا معروف بالتجربة الخاصة والعامة فإنه ما آثر عبد مرضاة الله على مرضاة الخلق، إلا أنشأ الله من تلك المحنة والمؤنة نعمة ومسرة، ومعونة بقدر ما تحمل من مرضاته فانقلبت مخاوفه أمانا، ومظان عطبه نجاة، وتعبه راحة، ومؤنته معونة، وبليته نعمة، ومحنته منحة، وسخطه رضا. فيا خيبة المتخلفين، ويا ذلة المتهيبين.
هذا، وقد جرت سنة الله أن من آثر مرضاة الخلق على مرضاته: أن يسخط عليه من آثر رضاه، ويخذله من جهته ويجعل محنته على يديه فيعود حامده ذاما ومن آثر مرضاته ساخطا فلا على مقصوده منهم حصل، ولا إلى ثواب مرضاة ربه وصل، وهذا أعجز الخلق وأحمقهم هذا مع أن رضا الخلق: لا مقدور، ولا مأمور، ولا مأثور…قال بعض السلف: لمصانعة وجه واحد أيسر عليك من مصانعة وجوه كثيرة، إنك إذا صانعت ذلك الوجه الواحد كفاك الوجوه كلها). مدارج السالكين: (١٧/٣).

📚قناة د.محسن المطيري

11 Feb, 05:59


فقه لازم الكلام: قال شيخ الإسلام في توجيه تفسير ابن عباس لسورة النصر بأجل رسول الله ﷺ: (وهذا باطن الآية الموافق لظاهرها. فإنه لما أمر بالاستغفار عند ظهور الدين والاستغفار يؤمر به عند ختام الأعمال وبظهور الدين حصل مقصود الرسالة، علموا أنه إعلام بقرب الأجل. والاستدلال على الشيء بملزوماته. والشيء قد يكون له لازم وللازمه لازم وهلم جرا. فمن الناس من يكون أفطن بمعرفة اللوازم من غيره يستدل بالملزوم على اللازم. ومن الناس من لا يتصور اللازم ولو تصوره لم يعرف الملزوم بل يقول: يجوز أن يلزم ويجوز أن لا يلزم؛ ويحتمل ويحتمل. وتردد الاحتمال هو من عدم العلم وإلا فالواقع هو أحد أمرين. ومن ظن أن ما لا يعلمه هو لا يعلمه غيره كان من جهله. وفوق كل ذي علم عليم أعلم منه حتى ينتهي الأمر إلى الله تعالى). الفتاوى: (٤١٨/١٦).

📚قناة د.محسن المطيري

09 Feb, 19:05


تحقيق وتفصيل مهم في حكم التعامل مع الجن: التفسير والبيان لأحكام القرآن: (٢٠٠٥/٤).

📚قناة د.محسن المطيري

09 Feb, 10:38


أورد الطبري في قوله تعالى: (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
(عن نافع قال: أطال الحجاج الخطبة، فوضع ابن عمر رأسَه في حِجْري، فقال الحجاج: إن ابن الزبير بدّل كتاب الله! فقعد ابن عمر فقال: لا تستطيع أنت ذاك ولا ابن الزبير! لا تبديل لكلمات الله! فقال الحجاج: لقد أوتيت علمًا إن نفعك!= قال أيوب: فلما أقبل عليه في خاصّة نفسه سكَتَ).
علق محمود شاكر: (وهذا خبر عظيم القدر فيه أخلاق أصحاب رسول الله ﷺ، ظاهرة كما علمهم رسولهم، من ترك هيبة الجبابرة، ومن إنكار المنكر من القول والعمل، ومن تعليم الناس جهرة أخطاء أمرائهم، ومن الصبر على أذى هؤلاء الجبابرة إذا كان الأذى يمسهم في خاصة أنفسهم. فأما إذا كان الأمر أمر الله وأمر رسوله، وأمر الكتاب المنزل بالحق إلى الديانين والجبابرة جميعًا، يأمرهم وينهاهم على السواء، فهم لا يخافون جبارًا قد عود سيفه سفح الدماء، ودرب لسانه على اللذع والقرص واللجاجة. فرحم الله أمة كان هؤلاء النبلاء، أئمتها وهداتها!)
وتعليقات محمود شاكر على الطبري فريدة، وتستحق الإفراد بالدراسة. تفسير الطبري: (٢٨٢/٦).

📚قناة د.محسن المطيري

08 Feb, 19:18


ولادة الروح وأبوة العلم:
يقول ابن القيم: (يذكر عن المسيح عليه السلام أنه قال: يا بني إسرائيل، لن تلجوا ملكوت السماء حتى تولدوا مرتين.
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يفسره بأن الولادة نوعان، أحدهما: هذه المعروفة، والثانية: ولادة القلب والروح وخروجهما من مشيمة النفس وظلمة الطبع.
قال: وهذه الولادة لما كانت بسبب الرسول ﷺ كان كالأب للمؤمنين، وقد قرأ أبي بن كعب (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم) قال: ومعنى هذه القراءة في قوله تعالى: {وأزواجه أمهاتهم} إذ ثبوت أمومة أزواجه لهم فرع على ثبوت أبوته.
قال: فالشيخ والمعلم والمؤدب أبو الروح، والوالد أب الجسم).
مدارج السالكين: (٤٥٨/٣).

📚قناة د.محسن المطيري

08 Feb, 12:09


لا يعلم فضل كلام السلف والأئمة إلا أهل التحقيق، قال شيخ الإسلام يصف فقه الشافعي وأحمد: (وله (الشافعي) وللإمام أحمد وغيرهما من الأئمة من الكلام ما لا يفهم غوره كثير من الناس، كما لأئمة السلف قبلهم، فتجد من يفتي بظاهر من القول ممن ألف طريقة بعض المتأخرين واصطلاحهم، لا يعرف اصطلاحهم ولا يعرف مقصدهم ومغزاهم، بل فيه عجمة عن اللفظ والمعنى جميعا). جواب الاعتراضات: ٨٥
وفي مسائل القدر نقل ابن القيم: (قال الإمام أحمد: "القدر قدرة الله". واستحسن ابن عقيل هذا الكلام جدا، وقال: "هذا يدل على دقة علم أحمد، وتبحره في معرفة أصول الدين". وهو كما قال أبو الوفاء، فإن إنكار القدر إنكار لقدرة الرب على خلق أعمال العباد وكتابتها وتقديرها….عن ابن عباس في قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} قال: "الذين يقولون: إن الله على كل شيء قدير" وهذا من فقه ابن عباس وعلمه بالتأويل، ومعرفته بحقائق الأسماء والصفات، فإن أكثر أهل الكلام لا يوفون هذه الجملة حقها، وإن كانوا يقرون بها). شفاء العليل: (٩٣/١).

📚قناة د.محسن المطيري

08 Feb, 05:35


يقول ابن القيم: (التواضع للدين هو الانقياد لما جاء به ﷺ وذلك بثلاثة أشياء: الأول: أن لا يعارض شيئا مما جاء به من المعارضات الأربعة السارية في العالم، المسماة: بالمعقول، والقياس، والذوق، والسياسة.
فالأول: للمنحرفين أهل الكبر من المتكلمين، الذين عارضوا نصوص الوحي بمعقولاتهم الفاسدة، وقالوا: إذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل..
والثاني: للمتكبرين من المنتسبين إلى الفقه، قالوا: إذا عارض القياس والرأي النصوص قدمنا القياس على النص.
والثالث: للمتكبرين المنحرفين من المنتسبين إلى التصوف والزهد، إذا تعارض عندهم الذوق والأمر قدموا الذوق والحال، ولم يعبؤوا بالأمر.
والرابع: للمتكبرين المنحرفين من الولاة والأمراء الجائرين، إذا تعارضت عندهم الشريعة والسياسة قدموا السياسة).

📚قناة د.محسن المطيري

07 Feb, 16:13


يقول شيخ الإسلام في قوله تعالى: {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} مع قوله بعدها: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ لَمِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ)
قال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا. قال تعالى: {هم ينتصرون} يمدحهم بأن فيهم همة الانتصار للحق والحمية له؛ ليسوا بمنزلة الذين يعفون عجزا وذلا؛ بل هذا مما يذم به الرجل والممدوح العفو مع القدرة والقيام لما يجب من نصر الحق لا مع إهمال حق الله وحق العباد). الفتاوى: (١٧٤/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

07 Feb, 05:22


في منزلة التواضع وصف ابن القيم تواضع النبي ﷺ فقال: (وكان النبي ﷺ يمر على الصبيان فيسلم عليهم. وكانت الأمة تأخذ بيده ﷺ فتنطلق به حيث شاءت، وكان إذا أكل لعق أصابعه الثلاث. وكان يكون في بيته في خدمة أهله ولم يكن ينتقم لنفسه قط. وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب الشاة لأهله، ويعلف البعير، ويأكل مع الخادم، ويجالس المساكين، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما، ويبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شيء، وكان هين المؤنة، لين الخلق، كريم الطبع جميل المعاشرة، طلق الوجه، بساما، متواضعا من غير ذلة، جوادا من غير سرف، رقيق القلب، رحيما بكل مسلم، خافض الجناح للمؤمنين، لين الجانب لهم. وقال: «ألا أخبركم بمن يحرم على النار ــ أو تحرم عليه النار ــ؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل».
مدارج السالكين: ٦٧/٣

📚قناة د.محسن المطيري

06 Feb, 14:26


قال شيخ الإسلام في سورة المسد: (سورة تبت نزلت في هذا (أبي لهب) وامرأته وهما من أشرف بطنين في قريش وهو عم علي وهي عمة معاوية واللذان تداولا الخلافة في الأمة هذان البطنان: بنو أمية وبنو هاشم وأما أبو بكر وعمر فمن قبيلتين أبعد عنه ﷺ واتفق في عهدهما ما لم يتفق بعدهما. وليس في القرآن ذم من كفر به ﷺ باسمه إلا هذا وامرأته ففيه أن الأنساب لا عبرة بها بل صاحب الشرف يكون ذمه على تخلفه عن الواجب أعظم. كما قال تعالى: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب}).
الفتاوى: (٦٠٢/١٦)

📚قناة د.محسن المطيري

06 Feb, 14:17


التكرار من أنواع الإطناب، وقد ذكر شيخ الإسلام عددا من قواعده في سورة "الكافرون"، ومنها نكتة التكرار في سورة الرحمن: (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان) إذ تكررت إحدى وثلاثين مرة، يقول: (وقد شبهوا ما في سورة الرحمن بقول القائل لمن أحسن إليه وتابع عليه بالأيادي وهو ينكرها ويكفرها: ألم تك فقيرا فأغنيتك؟ أفتنكر هذا؟ ألم تك عريانا فكسوتك؟ أفتنكر هذا؟ ألم تك خاملا فعرفتك؟ وما يقوله بعضهم إنه قد يعطف الشيء لمجرد تغاير اللفظ كقوله: فألفى قولها كذبا ومينا
فليس في القرآن من هذا شيء، ولا يذكر فيه لفظا زائدا إلا لمعنى زائد وإن كان في ضمن ذلك التوكيد).
الفتاوى: (٥٣٧/١٦).

📚قناة د.محسن المطيري

05 Feb, 18:12


أنموذج تيمي بديع لحمل اللفظ القرآني على غاية العموم في "الأبتر": قال شيخ الإسلام في سورة الكوثر: (سورة الكوثر: ما أجلها من سورة وأغزر فوائدها على اختصارها وحقيقة معناها تعلم من آخرها فإنه سبحانه بتر شانئ رسوله من كل خير فيبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة ويبتر حياته فلا ينتفع بها ولا يتزود فيها صالحا لمعاده ويبتر قلبه فلا يعي الخير ولا يؤهله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرا ولا عونا. ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة فلا يذوق لها طعما ولا يجد لها حلاوة وإن باشرها بظاهره فقلبه شارد عنها. وهذا جزاء من شنأ بعض ما جاء به الرسول ﷺ ورده لأجل هواه أو متبوعه أو شيخه أو أميره أو كبيره). الفتاوى: (٥٢٦/١٦).

📚قناة د.محسن المطيري

05 Feb, 16:08


قال يوسف بن أسباط: (أصول البدع أربعة: الروافض، والخوارج، والقدرية، والمرجئة. ثم تتشعب كل فرقة ثماني عشرة طائفة، فذلك اثنان وسبعون فرقة، والثالث والسبعون: الجماعة التي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي الناجية.
ويوسف هذا عراقي عالم بالفرق، يقول: كان أبي قدريا، وأخوالي روافض، فأنقذني الله بسفيان)
الخراسانية شرح عقيدة الرازيين

📚قناة د.محسن المطيري

04 Feb, 19:12


بين التمكين والتكليف:
قال تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)
(فيها ذكر لأسباب التمكين وحفظه، فما من أحد يتم الله له تمكينه، ثم يقوم بحفظ شعيرة الصلاة في نفسه وفي الناس كما أمر الله، ويأخذ الزكاة ويقسمها بالعدل كما أمر الله، ويأمر وينهى على ما أمر الله، إلا دام تمكينه بمقدار حفظه لهذه الثلاثة، وينقص تمكينه بمقدار نقصها، ومن أقام التكاليف أكثر من قدر التمكين له في الأرض، لم يدم تمكينه، وقد يظن فيه بعض المنافقين أنه لم يمكّن إلا بسبب عدم صلاح شريعته، وإنما هو بسبب تعجل التكليف قبل التمكين، ففتن الناس وصرفهم عن الحق، فأساؤوا الظن به، فهزائم أهل الحق فتنة لأهل الباطل؛ وفي هذا يقول تعالى: ﴿فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين﴾ قال مجاهد: لا تصبنا بعذاب من عندك ولا بإيديهم، فيفتتنوا ويقولوا: لو كانوا على حق، ما سلطنا عليهم). التفسير والبيان: (١٧٩٢/٤)

📚قناة د.محسن المطيري

04 Feb, 15:56


الاستهزاء والسخرية بأعداء الدين من الكفار والمنافقين: منهج قرآني فيه التحقير والازدراء بمن يستحق ذلك، من أمثلة تكرار تهكم القرآن في شأن أهل النار قوله تعالى: (وقُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكم فَمَن شاءَ فَلْيُؤْمِن ومَن شاءَ فَلْيَكْفُرْ إنّا أعْتَدْنا لِلظّالِمِينَ نارًا أحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وإنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كالمُهْلِ يَشْوِي الوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وساءَتْ مُرْتَفَقًا)
فالسرادق: الحاجز الذي يكون محيطا بالخيمة، قال ابن عاشور: (وشأن السرادق يكون في بيوت أهل الترف، فإثباته لدار العذاب استعارة تهكمية)، وفي قوله: (وإنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا) قال ابن عاشور: (والإغاثة: مستعارة للزيادة مما استغيث من أجله على سبيل التهكم، وهو من تأكيد الشيء بما يشبه ضده). (وساءَتْ مُرْتَفَقًا): المرتفق: هو المتكأ والارتفاق، قال: (وشأن المرتفق أن يكون مكان استراحة، فإطلاق ذلك على النار تهكم).

📚قناة د.محسن المطيري

04 Feb, 03:21


https://youtu.be/scUnsFVLZQ8?si=iP9pxTnFLBKJM9rk

📚قناة د.محسن المطيري

03 Feb, 20:09


تكلم ابن القيم في المدارج عن مفسدات القلب الخمسة: الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع والمنام، وكان من كلامه الماتع في نوع من الخلطة قوله: (وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه، ويشجع نفسه ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك وحالك، ونحو ذلك، فليحاربه وليستعن بالله تعالى، ويؤثر فيهم من الخير ما أمكنه. فإن عجزته المقادير عن ذلك، فليسلّ قلبه من بينهم كسلّ الشعرة من العجين).

📚قناة د.محسن المطيري

03 Feb, 07:05


في أهمية عمل القلب في فضل العمل يقول ابن القيم: (وكل قول رتب الشارع عليه ما رتب من الثواب، فإنما هو القول التام، وليس هذا مرتبا على مجرد القول اللساني.
نعم، من قالها بلسانه غافلا عن معناها، معرضا عن تدبرها، ولم يواطئ قلبه لسانه، ولا عرف قدرها وحقيقتها، راجيا مع ذلك ثوابها= حطت من خطاياه بحسب ما في قلبه؛ فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض. والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدا، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض…وتأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة، ويقابلها تسعة وتسعون سجلا، كل سجل منها مد البصر، فتثقل البطاقة، وتطيش السجلات، فلا يعذب. ومعلوم أن كل موحد فله مثل هذه البطاقة، وكثير منهم يدخل النار بذنوبه، ولكن السر الذي ثقل بطاقة ذلك الرجل وطاشت لأجله السجلات، لما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات انفردت بطاقته بالثقل والرزانة… وتأمل ما قام بقلب قاتل المائة من حقائق الإيمان التي لم تشغله عند السياق عن السير إلى القرية، وحملته وهو في تلك الحال على أن جعل ينوء بصدره وهو يعالج سكرات الموت).
وفي توبة بغي بني إسرائيل وسقيها للكلب قال: (فأحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء، فغفر لها فهكذا حال الأعمال والعمال عند الله، والعامل في غفلة من هذا الإكسير الكيمياوي الذي إذا وضع منه مثقال على قناطير من نحاس الأعمال قلبها ذهبا).مدارج السالكين مختصرا واقرأ ما بعدها من أمثلة: (٥١٠/١).

📚قناة د.محسن المطيري

31 Jan, 15:52


ذكر ابن القيم طرق القرآن في إضافة فعل الشر إلى الله تأدبا:
(تارة إلى سببه ومن قام به: {والكافرون هم الظالمون) وقوله:{فبظلم من الذين هادوا} وقوله: {ذلك جزيناهم ببغيهم}..وتارة بحذف فاعله كقوله حكاية عن مؤمني الجن: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) وفي الفاتحة: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فذكر النعمة مضافة إليه سبحانه, والضلال منسوبا إلى من قام به, والغضب محذوفا فاعله، ومثله قول الخضر في السفينة: {فأردت أن أعيبها} وفي الغلامين قال: {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} ومثله قوله: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان}فنسب هذا التزيين المحبوب إليه, وقال: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين} وقول الخليل: (الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) فنسب إلى ربه كل كمال, ونسب إلى نفسه النقص منها وهو المرض والخطيئة…(الذين آتيناهم الكتاب) (الذين أوتوا الكتاب) والفرق بين الموضعين أنه حيث ذكر الفاعل كان من آتاه الكتاب واقعا في سياق المدح, وحيث حذفه كان من أوتيه واقعا في سياق الذم أو منقسما). مختصرا من بدائع الفوائد وذكر أمثلة أخرى: (٧٢٤/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

31 Jan, 12:01


ختم الله عدة أصحاب الكهف بقوله: (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ) وهم الذين أصابوا الصواب وعلموا إصابتهم، فأمر برد العلم فيها إلى الله لعدم الثمرة العملية لها.
وقد ذكر السعدي ضوابط مهمة في كثير من المجادلات التي تجري اليوم في مجالسنا: يقول عند قوله: (فَلا تُمَارِ) أي: تجادل وتحاج ( فيهم إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا ) أي: مبنيا على العلم واليقين، ويكون أيضا فيه فائدة، وأما المماراة المبنية على الجهل والرجم بالغيب، أو التي لا فائدة فيها، إما أن يكون الخصم معاندا، أو تكون المسألة لا أهمية فيها، ولا تحصل فائدة دينية بمعرفتها، كعدد أصحاب الكهف ونحو ذلك، فإن في كثرة المناقشات فيها، والبحوث المتسلسلة، تضييعا للزمان، وتأثيرا في مودة القلوب بغير فائدة).

📚قناة د.محسن المطيري

31 Jan, 04:21


قال ابن القيم في سياق شرح أسماء النبي ﷺ: (فالماحي: الذي محا الله به الكفر. ولم يمح الكفر بأحد من الخلق ما محي بالنبي ﷺ فإنه بعث وأهل الأرض كلهم كفار إلا بقايا من أهل الأرض..فمحا الله سبحانه برسوله ذلك حتى ظهر دين الله على كل دين، وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار، وسارت دعوته مسير الشمس في الأقطار…
وأما نبي التوبة، فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض، فتاب الله به عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله. وكان ﷺ أكثر الخلق استغفارا وتوبة، حتى كانوا يعدون له في المجلس الواحد مائة مرة: «رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الغفور» وكذلك توبة أمته أكمل من توبة سائر الأمم، وأسرع قبولا، وأسهل تناولا. وكانت توبة من قبلهم من أصعب الأشياء، حتى كان من توبة بني إسرائيل من عبادة العجل قتل نفوسهم، وأما هذه الأمة فلكرامتها على الله جعل توبتها الندم والإقلاع).
زاد المعاد: (٨٢/١).

📚قناة د.محسن المطيري

30 Jan, 12:32


ذكر شيخ الإسلام توبة رؤوس أهل البدع: (هذا أبو الحسن الأشعريُّ نشأ في الاعتزال أربعين عامًا، ثم رجع عن ذلك وصرَّح بتضليل المعتزلة وبالغ في الردِّ عليهم. وهذا أبو حامدٍ الغزالي [مع فَرْطِ ذكائه وتألهه, ومعرفته بالكلام والفلسفة, وسلوكه طريقَ الزهد, رجع إلى طريقة أهل الحديث], وصنَّف «إلجام العوام عن علم الكلام» وهذا الرازي قال: «لقد تأملتُ الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلًا ولا تروي غليلًا، ورأيتُ أقربَ الطرق طريقةَ القرآن, [أقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} وأقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} ثم قال: ومن جرَّب مثل تجربتي عرفَ مثل معرفتي], وكان يتمثَّل كثيرًا:نهايةُ إقدام العقول عِقَالُ ... وأكثرُ سَعْي العالَمِين ضلالُ وأرواحُنا في وحشةٍ من جُسومنا ... وحاصلُ دنيانا أذًى ووبالُ..ولم نَسْتَفِدْ من بحثنا طولَ عمرنا...سوى أن جمعنا فيه قِيلَ وقالوا
وهذا إمامُ الحرمين اختار مذهبَ السلف، وكان يقول: «يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو أني عرفتُ أن الكلام يبلغُ بي إلى ما بلغ ما اشتغلتُ به»
وكذلك الشَّهرستاني , وكان يُنْشِد: لعمري لقد طفتُ المعاهدَ كلَّها ... وسيَّرتُ طرفي بين تلك المعالمِ فلم أرَ إلا واضعًا كفَّ حائرٍ ... على ذَقَنٍ أو قارِعًا سِنَّ نادم) الانتصار لأهل الأثر: ١٠٨

📚قناة د.محسن المطيري

30 Jan, 06:46


هذا خارج عن علاجنا!
قال ابن القيم يصف تعلق شيخ الإسلام بالعلم، وامتزاج روحه به حتى أثناء مرضه: (وحدثني شيخنا قال: ابتدأ بي مرض، فقال لي الطبيب: إن مطالعتك، وكلامك في العلم يزيد المرض. فقلت له: لا أصبر عن ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك: أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة، فدفعت المرض؟ فقال: بلى! فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم، فتقوى به الطبيعة، فأجد راحة. فقال: هذا خارج عن علاجنا، أو كما قال.
فعشق صفات الكمال من أنفع العشق وأعلاه، وإنما يكون بالمناسبة التي بين الروح وتلك الصفات، ولهذا كان أعلى الأرواح وأشرفها أعلاها وأشرفها معشوقا). روضة المحبين: ١٠٩

📚قناة د.محسن المطيري

29 Jan, 15:17


منهجية في بيان الحق:
(وبيان الحق يكون بأخذه من أصوله والتدليل عليه به، وبيانه يكون بلا جدال ولا مراء؛ فإن الجدال والمراء الزائد عن البينة يورث العناد والمكابرة، ويحدث في نفوس المخالفين العزة بالإثم حتى وإن استبانوا الحق. فمن الناس من يقول الخطأ بلا قناعة، فإذا جادله أحد عاند وكابر؛ فيكون جداله تثبيتا للخطأ في نفسه! ومثل هذا يبين له الصواب ويترك بلا جدال. وإيضاح الحق بلا جدال ولا مراء زائد عن الحجة، يبقي في قلب المخالف قبسا منه وإن لم يظهر قبوله، وربما حمله ذلك على المراجعة في السر؛ تهيبا من الرجوع في العلن؛ فللنفس سلطان وعزة لا يغلبها بالحق إلا الندرة من أصفياء الناس). المغربية شرح القيروانية للطريفي

📚قناة د.محسن المطيري

29 Jan, 07:44


من نفيس استنباط ابن تيمية في منهج عرض الخلاف، في قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا} (فقد اشتملت على تعليم ما ينبغي فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال، ضعّف القولين الأولين، وسكت عن الثالث، فدل على صحته، إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما، ثم أرشد إلى أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فيقال في مثل هذا: {قل ربي أعلم بعدتهم} فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس ممن أطلعه الله عليه فلهذا قال: {فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا}؛ أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك، فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب.
فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن ينبَّه على الصحيح منها، ويبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته؛ لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فيشتغل به عن الأهم، فأما من حكى خلافا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص، أو يحكي الخلاف ويطلقه، ولا ينبه على الصحيح من الأقوال، فهو ناقص أيضا، فإن صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب أو جاهلا فقد أخطأ، كذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالا متعددة لفظا ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى فقد ضيع الزمان، وتكثر بما ليس بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور). الفتاوى: ٣٦٧/١٣

📚قناة د.محسن المطيري

28 Jan, 14:35


يقول أبو حفص البزار في شهرة زهد شيخ الإسلام في عصره: (لو سئل عامي من أهل بلد بعيد من كان أزهد أهل هذا العصر وأكملهم في رفض فضول الدنيا واحرصهم على طلب الاخرة لقال ما سمعت بمثل ابن تيمية….لم يسمع انه رغب في زوجة حسناء ولا سرية حوراء ولا دار قوراء ولا مماليك جوار ولا بساتين ولا عقار ولا شد على دينار ولا درهم ولا رغب في دواب ولا نعم ولا ثياب ناعمة فاخرة ولا حشم ولا زاحم في طلب الرئاسات ولا رئي ساعيا في تحصيل المباحات مع أن الملوك والامراء والتجار والكبراء كانوا طوع أمره خاضعين لقوله وفعله وادين ان يتقربوا الى قلبه مهما أمكنهم مظهرين لإجلاله).
الأعلام العلية: ٤٦ وهذا الكتاب على اختصاره من أفضل تراجم شيخ الإسلام، فقد أوتي المؤلف قلما بارعا في وصفه وبيان مناقبه، وأوسعها وأفضلها كتاب: العقود الدرية لابن عبدالهادي.

📚قناة د.محسن المطيري

28 Jan, 05:29


الغفلة واتباع الهوى:
يقول ابن القيم (وصدأ القلب بأمرين بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر. فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكبًا على قلبه، وصدأه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه فيرى الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل، لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه. فإذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران فسد تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقًا ولا ينكر باطلًا. وهذا أعظم عقوبات القلب. وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره، قال تعالى: ﴿ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا﴾. الوابل الصيب: ٩٢
والثمرة للغفلة واتباع الهوى الفرط: وفسر بالإسراف، أو الهلاك. أو الخلاف للحق، أو التضييع والتفريط، وكلها أقوال متقاربة.

📚قناة د.محسن المطيري

27 Jan, 13:51


خلة التقوى في الدنيا والآخرة:
قال ابن القيم في قوله تعالى:
(وَسِیقَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِینَ) (وتأمل ما في سوق الفريقين إلى الدارين زمرا: من فرحة هؤلاء بإخوانهم وسيرهم معهم، كل زمرة على حدة، كمشتركين في عمل متصاحبين فيه على زمرتهم وجماعتهم، مستبشرين أقوياء القلوب، كما كانوا في الدنيا وقت إجتماعهم على الخير كذلك يؤنس بعضهم بعضا، ويفرح بعضهم ببعض. وكذلك أصحاب الدار الأخرى: النار يساقون إليها زمرا يلعن بعضهم بعضا، ويتأذى بعضهم ببعض. وذلك أبلغ في الخزي والفضيحة والهتيكة. من أن يساقوا واحدا واحدا).
حادي الأرواح: (١٠٤/١).

📚قناة د.محسن المطيري

27 Jan, 07:15


ذكر ابن القيم شروط التفسير الإشاري، ومثله كل استنباط وتدبر: (أحدها: أن يكون المعنى صحيحا في نفسه.
الثاني: أن لا يكون في اللفظ ما يضاده.
الثالث: أن يكون بينه وبين معنى اللفظ الذي وضع له قدر مشترك يفهم بواسطته….
ثم ذكر بعض الأمثلة ومنها: ({إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون} فحقيقة هذا أنه لا يمس محله إلا المطهر، وإشارته أنه لا يجد حلاوته ويذوق طعمه ويباشر حقائقه إلا القلب المطهر من الأنجاس والأدناس، فهذه من أصح الإشارات…ومنها قوله عن نبيه: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} فمن أصح الإشارات أن من صحب رسول الله وما جاء به بقلبه وعمله وإن لم يصحبه ببدنه فإن الله معه). الكلام على مسألة السماع

📚قناة د.محسن المطيري

26 Jan, 18:20


يقول ابن القيم: (عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها: علم لا يعمل به، وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء، ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا ولا يقدمه أمامه إلى الآخرة، وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به، وبدن معطل من طاعته، ومحبة لا تتقيد برضى المحبوب وامتثال أوامره، ووقت معطل عن استدراك فارط أو اغتنام بر وقربة، وفكر يجول فيما لا ينفع، وخدمة من لا تقربك خدمته إلى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك، وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضته ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا). الفوائد: ١٦٢

📚قناة د.محسن المطيري

26 Jan, 07:00


كيف الجمع بين قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهم عَلى بَعْضٍ﴾، وقوله ﷺ: (لا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أنْبِياءِ اللَّهِ)، هذا النوع من مشكل التعارض، وأجمل ابن كثير الأجوبة في قوله: (أحدها: أن هذا كان قبل أن يعلم بالتفضيل وفي هذا نظر.
الثاني: أن هذا قاله من باب الهضم والتواضع. الثالث: أن هذا نهي عن التفضيل في مثل هذه الحال التي تحاكموا فيها عند التخاصم والتشاجر. الرابع: لا تفضلوا بمجرد الآراء والعصبية. الخامس: ليس مقام التفضيل إليكم وإنما هو إلى الله عز وجل وعليكم الانقياد والتسليم له والإيمان به)، والقول الأقرب في هذا ولم يذكره ابن كثير، وهو قول الجمهور ورجحه شيخ الإسلام قال: (..نهي النبي ﷺ أن يفضل بين الأنبياء التفضيل الذي فيه انتقاص المفضول والغض منه). الفتاوى: (١٤/٤٣٦).

📚قناة د.محسن المطيري

26 Jan, 03:20


يسرنا دعوتكم لحضور #لقاء_أهل_التفسير_الـ73

📄 بعنوان: أثر البلاغة في توجيه مشكل القرآن: وقفات وتأملات

🎙 ضيف اللقاء: د.ياسر بن حامد المطيري
عضو هيئة التدريس بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز

🗓 يوم الثلاثاء: 28-7-1446هـ الموافق 28-1-2025م
7:50 مساءً بتوقيت مكة المكرمة

📍 في ديوانية عبدالله الشدي، الرياض، مخرج 5، خلف تالا مول.
https://maps.app.goo.gl/RrmC4MVdtyACtLXh7 🔗

فأهلًا وسهلًا بكم

#لقاءات_أهل_التفسير
#مركز_تفسير

📚قناة د.محسن المطيري

25 Jan, 12:53


من جميل كلام شيخ الإسلام في المحبة واللجوء إلى الله: (من نزل به بلاء عظيم أو فاقة شديدة أو خوف؛ فجعل يدعو الله ويتضرع إليه حتى فتح له من لذة مناجاته ما كان أحب إليه من تلك الحاجة التي قصدها أولا….واعلم أن كل من أحب شيئا لغير الله فلا بد أن يضره محبوبه؛ ويكون ذلك سببا لعذابه….فكل من أحب شيئا دون الله ولاه الله يوم القيامة ما تولاه؛ وأصلاه جهنم وساءت مصيرا؛ فمن أحب شيئا لغير الله فالضرر حاصل له إن وجد؛ أو فقد؛ فإن فقد عذب بالفراق وتألم؛ وإن وجد فإنه يحصل له من الألم أكثر مما يحصل له من اللذة؛ وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء؛ وكل من أحب شيئا دون الله لغير الله فإن مضرته أكثر من منفعته؛ فصارت المخلوقات وبالا عليه إلا ما كان لله وفي الله؛ فإنه كمال وجمال للعبد؛ وهذا معنى ما يروى عن النبي أنه قال: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها؛ إلا ذكر الله وما والاه) الفتاوى: (٢٨/١).

📚قناة د.محسن المطيري

25 Jan, 07:05


ثناء الشيخ عبدالله خياط رحمه الله على أبي تراب الظاهري رحمه الله في غلاف آخر كتابه: شواهد القرآن، وهو من الكتب الدالة على غزير علمه، واستدراكاته على العلماء السابقين في لغة القرآن أفرد له فهرسا خاصا.

📚قناة د.محسن المطيري

24 Jan, 18:20


في قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِی عَلَیۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَیۡهِنَّ دَرَجَةࣱۗ) من اللطائف والفوائد: أولا: أن تقديم حق النساء لأن حقوق الرجال على النساء كانت مشهورة عند أهل الجاهلية، والعرب كانت بين التبجيل للنساء عند الرغبة، والظلم والاستخفاف عند الكراهية، قال عمر في حديث تطليق النبي ﷺ لنسائه: كنا معشر قريش نغلب نساءنا حتى قدمنا المدينة فإذا الأنصار تغلب نساؤهم فطفق نساؤنا يغلبوننا، فلم تكن حال العرب واحدة مع المرأة.
ثانيا: الجملة أصل فقهي في الرجوع إلى العرف في عشرة الزوجين فيما لم يحدد قدره الشرع من النفقة والخدمة ونحوها وذلك يختلف باختلاف حالهما من الغنى والفقر والمكان والزمان، قال ابن عباس: إني لأحب أن أتزين لها كما أحب أن تتزين لي.
ثالثا: إتباع الآية بقوله: (وَلِلرِّجَالِ عَلَیۡهِنَّ دَرَجَةࣱۗ) ما يسمى عند البلاغيين بالاحتراس، حتى لا يتوهم المساواة بين الزوجين في جميع الحقوق، ففيه بيان لإجمال قوله: (بالمعروف)، وصرح بدرجة الرجال للاهتمام في الاستحقاق، ففيه تنبيهان: دفع توهم المساواة في جميع الحقوق، وتحديد التفضيل بمقدار مخصوص (درجة) وهي القوامة الواردة في سورة النساء خلافا لفعل أهل الجاهلية من التفضيل المطلق، على أن الطبري جعل الدرجة تكليفا زائدا على الرجل بالتنازل عن الحقوق، وعلق شاكر _بفقه الطبري في هذا القول_ تعليقا بديعا.

📚قناة د.محسن المطيري

24 Jan, 10:01


قال ابن القيم في شرح أسماء النبي ﷺ: (وأما نبي الملحمة، فهو الذي بعث بجهاد أعداء الله، فلم يجاهد نبي وأمته قط ما جاهد رسول الله ﷺ وأمته.
والملاحم الكبار التي وقعت وتقع بين أمته وبين الكفار لم يعهد مثلها قبله، فإن أمته يقتلون الكفار في أقطار الأرض على تعاقب الأعصار، وأوقعوا بهم من الملاحم ما لم تفعله أمة سواهم
…وأما الضحوك القتال، فاسمان مزدوجان لا ينفرد أحدهما عن الآخر، فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ولا غضوب ولا فظ، قتال لأعداء الله لا تأخذه فيهم لومة لائم). زاد المعاد: (٨٣/١).

📚قناة د.محسن المطيري

23 Jan, 16:17


حضور الحجة العقلية في الترجيح أوسع من القواعد العلمية المجردة، ذكر شيخ الإسلام الخلاف في قوله تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) هل هو من قول يوسف أو امرأة العزيز؟ورجح أنه من قول المرأة خلافا لقول الجمهور، ومن احتجاجاته البديعة قوله: (النفس لها ثلاثة أحوال: أمارة بالسوء ثم تكون لوامة أي: تفعل الذنب ثم تلوم عليه أو تتلوم فتتردد بين الذنب والتوبة، ثم تصير مطمئنة. والمقصود هنا أن ما رحم ربي من النفوس ليست بأمارة، وإذا كانت النفوس منقسمة إلى مرحومة وأمارة فقد علمنا قطعا أن نفس امرأة العزيز من النفوس الأمارة بالسوء؛ لأنها أمرت بذلك مرة بعد مرة وراودت وافترت واستعانت بالنسوة وسجنت وهذا من أعظم ما يكون من الأمر بالسوء. وأما يوسف فإن لم يكن نفسه من النفوس المرحومة عن أن تكون أمارة فما في الأنفس مرحوم؛ فإن من تدبر قصة يوسف علم أن الذي رحم به وصرف عنه من السوء والفحشاء من أعظم ما يكون؛ ولولا ذلك لما ذكره الله في القرآن وجعله عبرة وما من أحد من الصالحين الكبار والصغار إلا ونفسه إذا ابتليت بمثل هذه الدواعي أبعد عن أن تكون مرحومة من نفس يوسف).
الفتاوى: (١٤٤/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

23 Jan, 14:27


من يشعر أن أموره متعسرة...

من أعظم مفاسد محبة الدنيا والانشغال بها
إضعاف محبة العبد لربه وورود خواطر سوء الظن بمولاه.
فإن العبد إذا اشتد حبه للدنيا وتعلقه بتفاصيلها كثرت أمانيه ومطالبه وكلما تعسر عليه شيء منها وقع في قلبه سوء ظن بربه وتسخط على قدره
ويقول كل أموري متعسرة وحظي بائس في كل وجه.
وربما قال مالي أموري دون الناس معطلة والأبواب دوني مغلقة وما يتيسر لغيري يتنكد لي.

وليس ذلك لنقص حظه عن بقية الخلق ولا لاختصاصه بشؤم دونهم
وإنما لكثرة أطماعه هو وتعدد مطالبه وكثرة أمانيه وتشعب إراداته.

والزهد يغلق هذا الباب ويريح القلب ويحرسه من موارد العطب بسوء الظن برحمة ربه.

📚قناة د.محسن المطيري

23 Jan, 06:56


يقول ابن القيم في قوله تعالى: (وَإن من شَيْء إلّا عندنا خزائنه﴾
مُتَضَمّن لكنز من الكُنُوز وهو أن كل شَيْء لا يطْلب إلّا مِمَّن عِنْده خزائنه ومفاتيح تِلْكَ الخزائن بيدَيْهِ وأن طلبه من غَيره طلب مِمَّن لَيْسَ عِنْده ولا يقدر عَلَيْهِ. وَقَوله ﴿وَأنَّ إلى رَبِّكَ المُنْتَهى﴾ مُتَضَمّن لكنز عَظِيم وهو أن كل مُراد إن لم يرد لأجله ويتصل بِهِ وإلّا فَهو مضمحل مُنْقَطع فَإنَّهُ لَيْسَ إلَيْهِ المُنْتَهى، ولَيْسَ المُنْتَهى إلّا إلى الَّذِي انْتَهَت إلَيْهِ الأُمُور كلها فانتهت إلى خلقه ومشيئته وحكمته وعلمه فَهو غايَة كل مَطْلُوب وكل مَحْبُوب لا يحب لأجله فمحبته عناء وعَذاب وكل عمل لا يُراد لأجله فَهو ضائع وباطل، وكل قلب لا يصل إلَيْهِ فَهو شقي مَحْجُوب عَن سعادته فاجتمع ما يراد منه كله في قوله: ﴿وإن من شيء إلا عندنا خزائنه﴾، واجتمع ما يراد له كله في قوله: ﴿وأن إلى ربك﴾؛ فليس وراءه سبحانه غاية تطلب، وليس دونه غاية إليها المنتهى وتحت هذا سر عظيم من أسرار التوحيد، وهو أن القلب لا يستقر ولا يطمئن ويسكن إلا بالوصول إليه). الفوائد: ٢٩٢

📚قناة د.محسن المطيري

22 Jan, 19:09


من قواعد التدبر البلاغي باب التقديم والتأخير، يقول شيخ الإسلام: (أكبر الكبائر ثلاث: الكفر ثم قتل النفس بغير الحق ثم الزنا كما رتبها الله في قوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} وفي الصحيحين: (أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك.قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك). ولهذا الترتيب وجه معقول وهو أن قوى الإنسان ثلاث: قوة العقل وقوة الغضب وقوة الشهوة…فالكفر اعتداء وفساد في القوة العقلية الإنسانية وقتل النفس اعتداء وفساد في القوة الغضبية والزنا اعتداء وفساد في القوة الشهوانية…الكفر فساد القلب الذي هو ملك الجسد والقتل إفساد للجسد وأما الزنا فهو فساد في صفة الوجود لا في أصله لكن هذا يختص بالزنا..وباعتبار القوى الثلاث انقسمت الأمم التي هي أفضل الجنس الإنساني؛ وهم العرب والروم والفرس..فغلب على العرب القوة العقلية النطقية واشتق اسمها من وصفها فقيل لهم: عرب: من الإعراب وهو البيان والإظهار وذلك خاصة القوة المنطقية. وغلب على الروم القوة الشهوية من الطعام والنكاح واشتق اسمها من ذلك فقيل لهم الروم فإنه يقال: رمت هذا أرومه إذا طلبته واشتهيته. وغلب على الفرس القوة الغضبية من الدفع والمنع والاستعلاء والرياسة واشتق اسمها من ذلك فقيل فرس كما يقال فرسه يفرسه إذا قهره وغلبه.)، ومن أراد الاستنباط التيمي البديع فليقرأ تفسيره لسورة النور.
الفتاوى: (٤٣٢/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

22 Jan, 14:24


من بديع عبارات ابن القيم: (أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل.
• العقول المؤيدة بالتوفيق ترى أن ما جاء به الرسول ﷺ هو الحق الموافق للعقل والحكمة، والعقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل وبين الحكمة والشرع.
أقرب الوسائل إلى الله ملازمة السنة والوقوف معها في الظاهر والباطن، ودوام الافتقار إلى الله، وإرادة وجهه وحده بالأقوال والأفعال. وما وصل أحد إلى الله إلا من هذه الثلاثة، وما انقطع عنه أحد إلا بانقطاعه عنها أو عن أحدها). الفوائد: (١٥٧). ومثل هذه التآليف التي تعتمد على الاختيار المنوع أثناء القراءة دون فن معين نافع لعامة القراء المسلمين، ويعتمد على الانتقاء في القراءات المختلفة، "واختيار القاريء جزء من عقله".

📚قناة د.محسن المطيري

21 Jan, 18:36


في قوله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}، إشكال معروف: وهو الخبر بعدم قبول توبتهم مع ورود نصوص في قبول توبة كل تائب، فكيف الجمع بينهما؟
يقول شيخ الإسلام: (وهؤلاء الذين لا تقبل توبتهم قد ذكروا فيهم أقوالا: قيل: لنفاقهم، وقيل: لأنهم تابوا مما دون الشرك ولم يتوبوا منه، وقيل: لن تقبل توبتهم بعد الموت، وقال الأكثرون كالحسن وقتادة وعطاء الخراساني والسدي: لن تقبل توبتهم حين يحضرهم الموت فيكون هذا كقوله: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إنِّي تُبْتُ الْآنَ} . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا}، قال مجاهد وغيره: ازدادوا كفرا ثبتوا عليه حتى ماتوا. قلت: وذلك لأن التائب راجع عن الكفر ومن لم يتب فإنه مستمر يزداد كفرا بعد كفر). الفتاوى: (٢٨/١٦).
في هذا النص من الأصول التفسيرية: بيان المشكل القرآني بتفسير القرآن بالقرآن بحمل المطلق على المقيد، والاستدلال بكلام السلف، وحمل المتشابه من عدم قبول التوبة على المحكمات من نصوص المغفرة.

📚قناة د.محسن المطيري

21 Jan, 13:40


من صدق في نيته وأخلص لم يضره نظر الناس، ومن فسد باطنه ونيته وخذله الله لم ينفعه خفاء عمله عن الأعين، يقول ابن القيم: (فلا إله إلا الله، كم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون لله خالصة وأن تصل إليه! وإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر البتة وهو غير خالص لله، ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقا وهو خالص لوجه الله، ولا يميز هذا من هذا إلا أهل البصائر وأطباء القلوب العالمون بأدوائها وعللها). مدارج السالكين

📚قناة د.محسن المطيري

20 Jan, 18:02



عن أبي هريرة 🌟، قال: قال رسول الله ﷺ: «من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيَعْمل بهن أو يُعلِّم من يعمل بهن»؟
فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعد خمسًا وقال:
1⃣ اتق المحارم تكن أعبد الناس،
2⃣ وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس،
3⃣ وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا،
5⃣ وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا،
5⃣ ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب».

📚قناة د.محسن المطيري

20 Jan, 15:18


من بيان القرآن بالسنة ما ورد في مسلم في حديث مخيف، في معنى قوله تعالى: (وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا) حمل شيخ الإسلام هذا الصلي على معنى الخلود الأبدي، يقول: (وهذا الصلي قد فسره النبي ﷺ: {أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر. فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل. فقال رجل من القوم: كأن رسول ﷺ قد كان بالبادية}). الفتاوى: (١٩٥/١٦). ومعنى ضبائر: جماعات متفرقة كما تحمل الأمتعة، ومعنى فينبتون نبات الحبة في حميل السيل: النبات الذي يحمله السيل فينبت ضعيفا، فتنبت لضعفها صفراء ملتوية.

📚قناة د.محسن المطيري

20 Jan, 04:07


ذكر شيخ الإسلام أصول محبة الله في ثلاث آيات: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله} وقوله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} وقوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}
(فهذه ثلاثة أصول لأهل محبة الله: إخلاص دينهم، ومتابعة رسوله، والجهاد في سبيله،
ثم فصل في الوجهين الأولين ثم قال تعليقا على (ولا يخافون لومة لائم): (وسنام ذلك الجهاد في سبيل الله فإنه أعلى ما يحبه الله ورسوله واللائمون عليه كثير إذ كثير من الناس الذين فيهم إيمان يكرهونه، وهم إما مخذلون مفترون للهمة والإرادة فيه، وإما مرجفون مضعفون للقوة والقدرة عليه وإن كان ذلك من النفاق، قال الله تعالى: {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا}).
الاستقامة: (١٩٧_١٩٩).

📚قناة د.محسن المطيري

19 Jan, 19:11


كثير من الخلافات بين أهل السنة وغيرهم من الفرق لا تتجاوز الجو العلمي الخاص بطلاب العلم، وعامة المسلمين يؤمنون فطرة بهذه الأصول، فالإيمان بأسماء الله وصفاته دون تعطيل على طريقة المؤولة، والإيمان بقدر الله دون القول بالجبر والقدر يؤمن به عامة المسلمين عمليا، وتفاضل الإيمان والاجتهاد في العمل دون مجرد الإقرار القلبي يؤمن به كثير من المسلمين عمليا، ويبقى إفراد الله بالعبادة وما يسمى بتوحيد الألوهية والقصد والطلب، فهذا الذي ينبغي تكريس الجهود وصرفها إليه لكثرة الإنحراف فيه واقعا، وقد أشار شيخ الإسلام إذ قال في مقارنة بين أهمية التفريع في الاعتقاد وعلم الفروع، وأنه لا يصح التفريق بينهما: (وقد يكون الإقرار بالأحكام العملية أوجب من الإقرار بالقضايا القولية؛ بل هذا هو الغالب فإن القضايا القولية يكفي فيها الإقرار بالجمل؛ وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره. وأما الأعمال الواجبة: فلا بد من معرفتها على التفصيل؛ لأن العمل بها لا يمكن إلا بعد معرفتها مفصلة؛ ولهذا تقر الأمة من يفصلها على الإطلاق وهم الفقهاء؛ وإن كان قد ينكر على من يتكلم في تفصيل الجمل القولية؛ للحاجة الداعية إلى تفصيل الأعمال الواجبة وعدم الحاجة إلى تفصيل الجمل التي وجب الإيمان بها مجملة.. والكلام في ذلك إذا كان بعلم ولا مفسدة فيه ولا يوجب أيضا تكفير كل من أخطأ فيها إلا أن تقوم فيه شروط التكفير هذا لعمري في الاختلاف الذي هو تناقض حقيقي).
الفتاوى: (٥٧/٦). وكلامه هنا نفيس في هذه المسألة.

📚قناة د.محسن المطيري

19 Jan, 15:28


قال ابن القيم في الفراسة في حديث: (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به..): (فأخبر سبحانه أن تقرب عبده منه يفيده محبته له، فإذا أحبه قرب من سمعه وبصره ويده ورجله، فسمع به، وأبصر به، وبطش به، ومشى به. فصار قلبه كالمرآة الصافية تتبدى فيها صور الحقائق على ما هي عليه، فلا تكاد تخطئ له فراسة. فإن العبد إذا أبصر بالله أبصر الأمر على ما هو عليه، وإذا سمع بالله سمعه على ما هو عليه…وإذا غلب على القلب النور فاض على الأركان، وبادر من القلب إلى العين، فيكشف بعين بصره بحسب ذلك النور).

📚قناة د.محسن المطيري

19 Jan, 04:34


أعظم العون على حفظ العلم: العمل به. قال ابن القيم في أوجه الحرمان من العلم: (السادس: عدم العمل به فإن العمل به يوجب تذكره وتدبره ومراعاته والنظر فيه، فإذا أهمل العمل به نسيه. قال بعض السلف: كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به.
فالعمل به من أعظم أسباب حفظه وثباته وترك العمل به إضاعة له، فما استدر العلم ولا استجلب بمثل العمل، قال الله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به﴾.

📚قناة د.محسن المطيري

18 Jan, 18:56


يردد بعض الأشاعرة كثرة التكفير عند أهل السنة، وهذا أنموذج لرد ابن تيمية على ابن فورك الأشعري في تكفير بعض المخالفين، ثم يوصي بالعدل والعلم مع كل مخالف، يقول بعد نقل له عن ابن فورك في موقف له أمام السلطان، ومناقشته: (وكان ابن فورك في مخاطبة السلطان قصد إظهار مخالفة الكرامية كما قصد بنيسابور القيام على المعتزلة في استتابتهم وكما كفرهم عند السلطان، ومن لم يعدل في خصومه ومنازعيه ويعذرهم بالخطأ في الاجتهاد بل ابتدع بدعة وعادى من خالفه فيها أو كفره فإنه هو ظلم نفسه. وأهل السنة والعلم والإيمان يعلمون الحق ويرحمون الخلق؛ يتبعون الرسول فلا يبتدعون. ومن اجتهد فأخطأ خطأ يعذره فيه الرسول عذروه. وأهل البدع مثل الخوارج يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم ويستحلون دمه. وهؤلاء كل منهم يرد بدعة الآخرين ولكن هو أيضا مبتدع فيرد بدعة ببدعة وباطلا بباطل).
الفتاوى: (٩٦/١٦).

📚قناة د.محسن المطيري

18 Jan, 16:02


في مناسبة آية النور للأمر بغض البصر، قال شيخ الإسلام: (وفي هذه السورة ذكر آية النور بعد غض البصر وحفظ الفرج…وأورد أثرا عن أبي الحسين الوراق: من غض بصره عن محرم أورثه الله بذلك حكمة على لسانه يهتدي بها ويهدي بها إلى طريق مرضاته. وهذا لأن الجزاء من جنس العمل؛ فإذا كان النظر إلى محبوب فتركه لله عوضه الله ما هو أحب إليه منه وإذا كان النظر بنور العين مكروها فتركه لله أعطاه الله نورا في قلبه وبصرا يبصر به الحق. قال شاه الكرماني: من غض بصره عن المحارم وعمر باطنه بدوام المراقبة وظاهره باتباع السنة وعود نفسه أكل الحلال وكف نفسه عن الشهوات: لم تخطئ له فراسة وإذا صلح علم الرجل فعرف الحق وعمله واتبع الحق: صار زكيا تقيا مستوجبا للجنة). الفتاوى: (٣٩٦/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

18 Jan, 13:32


في قصة أصحاب الجنة، ذكر شيخ الإسلام فوائد، ومنها هذه القاعدة في كل نعمة يكفرها العبد: (فإنه سبحانه إذا أنعم على عبد بباب من الخير وأمره بالإنفاق فيه فبخل عاقبه بباب من الشر يذهب فيه أضعاف ما بخل به وعقوبته في الآخرة مدخرة). الفتاوى: (٧٠/١٦).

📚قناة د.محسن المطيري

18 Jan, 10:03


يقول ابن القيم في تلازم الاستقامة بحراسة الخواطر: (قاعدة في ذكر طريق قريب موصل إلى الاستقامة: وهي شيئان: أحدهما: حراسة الخواطر وحفظها، والحذر كل الحذر من إهمالها والاسترسال معها. فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء؛ لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها حتى تصير عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال.
ولا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات والعزائم….
ثم ذكر عشرة أسباب في حفظ الخواطر..ثم قال: الثاني: صدق التأهب للقاء الله عز وجل. وهذا من أنفع ما للعبد وأبلغه في حصول استقامته. فإن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا ومطالبها، وخمدت من نفسه نيران الشهوات، وأخبت قلبه إلى ربه تعالى، وعكفت همته على الله وعلى محبته وإيثار مرضاته).
طريق الهجرتين: (٣٧٧/١).

📚قناة د.محسن المطيري

17 Jan, 18:41


معرفة تاريخ العقائد ونشوئها مفيد للغاية، ومنها تاريخ دخول علم الكلام في المغرب: (ولم يكن أحد من أصحاب مالك يخوض في الكلام، ولما امتحن الناس بخلق القرآن في العراق، اقتدى كثير من السلاطين بذلك في المغرب، وامتحنوا علماءهم؛ كقاضي القيروان ابن أبي الجواد، وكان مقامه في القيروان قريبا من مقام أحمد بن أبي دؤاد في العراق في هذه الفتنة، وكان يسميه سحنون: "فرعون هذه الأمة وجبارها"…وبقيت شواهد القبور بالقيروان شاهدة على ذلك إلى اليوم؛ حيث كتب عليها بعد الشهادتين: "وأن القرآن كلام الله، وليس بمخلوق"، والشواهد مؤرخة بصفر عام اثنين وتسعين ومئتين، ومن شواهد القبور: شواهد مكتوب عليها اليوم بعد الشهادتين: "وأن الله عز وجل يرى يوم القيامة"…وقد يرتفع الشر، حتى إذا ظن بعض الناس أن لا قائمة للحق، أدار الله الدائرة للحق وأهله فالمعتزلة بدلوا الدين، وتسلطوا بالسلطان على المسلمين شرقا وغربا: ففي المشرق: حرف القرآن على كسوة الكعبة؛ فكتب عليها: "ليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير"؛ أزالوا: "السميع البصير"؛ يقول حنبل: حججت فرأيت ذلك، فلما قدمت، أخبرت أحمد، فقال: قاتله الله! الخبيث يعني: ابن أبي دؤاد عمد إلى كتاب الله، فغيره".
وفي المغرب: أوصى العلماء أن يكتب الحق على شواهد القبور، لما عجزوا عنه على المنابر؛ فواجب العلماء أن يبينوا الحق حسب المقدور، والله كفيل بإظهاره). المغربية شرح القيروانية: (٤٣_٤٥).

📚قناة د.محسن المطيري

17 Jan, 13:06


تحقيق ابن القيم في ساعة الإجابة يوم الجمعة، قال: (وكان سعيد بن جبير إذا صلى العصر لم يكلم أحدا حتى تغرب الشمس. وهذا القول هو قول أكثر السلف، وعليه أكثر الأحاديث. ويليه القول بأنها ساعة الصلاة. وبقية الأقوال لا دليل عليها. وعندي أن ساعة الصلاة ساعة ترجى فيها الإجابة أيضا، فكلاهما ساعة إجابة. وإن كانت الساعة المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر، فهي ساعة معينة من اليوم، لا تتقدم ولا تتأخر. وأما ساعة الصلاة فتابعة للصلاة، لأن لاجتماع المسلمين وصلاتهم وتضرعهم وابتهالهم إلى الله تأثيرا في الإجابة، فتتفق الأحاديث كلها، ويكون النبي ﷺ قد حض أمته على الدعاء في هاتين الساعتين). زاد المعاد: (٤٨٧/١).

📚قناة د.محسن المطيري

17 Jan, 05:08


يقول ابن القيم: (وأما صفته ﷺ
في بعض الكتب المتقدمة بأنه: "الضحوك القتال" فالمراد به: أنه لا يمنعه ضحكه وحسن خلقه عن القتل إذا كان حدا لله وحقا له، ولا يمنعه ذلك عن تبسمه في موضعه، فيعطي كل حال ما يليق بتلك الحال؛ فترك الضحك بالكلية من الكبر والتجبر وسوء الخلق، وكثرته من الخفة والطيش، والاعتدال بين ذلك). هداية الحيارى
وفسره في موضع آخر بقوله: (وأما الضحوك القتال، فاسمان مزدوجان لا ينفرد أحدهما عن الآخر، فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ولا غضوب ولا فظ، قتال لأعداء الله لا تأخذه فيهم لومة لائم). زاد المعاد: (٨٣/١).

📚قناة د.محسن المطيري

16 Jan, 19:50


يقول ابن القيم في قوله تعالى: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}
(وصف أهل المحبة بست صفات: أحدها: محبتهم له. والثانية: محبته لهم. والثالثة: ذلهم ولينهم على أوليائه. والرابعة: عزهم وشدتهم على أعدائه. والخامسة: جهادهم في سبيله. والسادسة: احتمالهم لوم الخلق لهم على ذلك، وأنهم ليسوا ممن يصده الكلام والعذل عن الجهاد في سبيل الله).

📚قناة د.محسن المطيري

16 Jan, 13:50


الحمل على العموم في معاني القرآن من أهم قواعد التفسير، في قوله تعالى: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) حمل شيخ الإسلام الوعيد على الدنيا والآخرة، ثم قال: (فإن الله جعل للصالحين سيما وجعل للفاجرين سيما. قال: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} وقال: {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول}. فجعل الإرادة والتعريف بالسيما الذي يدرك بالبصر معلقا على المشيئة وأقسم على التعريف في لحن القول وهو الصوت الذي يدرك بالسمع. فدل على أن المنافقين لا بد أن يعرفوا في أصواتهم وكلامهم الذي يظهر فيه لحن قولهم وهذا ظاهر لمن تأمله في الناس من أهل الفراسة مما يظهر من النواقض والفحش. وأما ظهور ما في قلوبهم على وجوههم فقد يكون وقد لا يكون ودل على أن ظهور ما في باطن الإنسان على فلتات لسانه أقوى من ظهوره على صفحات وجهه؛ لأن اللسان ترجمان القلب فإظهاره لما أكنه أوكد؛ ولأن دلالة اللسان قالية ودلالة الوجه حالية. والقول أجمع وأوسع للمعاني التي في القلب من الحال..وهذا ظاهر في الفجرة الذين ودعهم الناس اتقاء شرهم وفحشهم فإن لهم سيما يعرفون بها وكذلك الفسقة وأهل الريب). الفتاوى: (٦٩/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

16 Jan, 04:10


أطلق الفتح عند عامة السلف على صلح الحديبية، وغضب بعض الصحابة على شروط الصلح، فأنزل الله آيات الفتح: (إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحࣰا مُّبِینࣰا لِّیَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَیُتِمَّ نِعۡمَتَهُ عَلَیۡكَ وَیَهۡدِیَكَ صِرَ ٰ⁠طࣰا مُّسۡتَقِیمࣰا وَیَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصۡرًا عَزِیزًا)
قال فيها النبي ﷺ: «لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها. يقول ابن القيم في هذه العطايا: (أحدها: الفتح المبين، والثاني: مغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والثالث: هدايته الصراط المستقيم، والرابع: إتمام نعمته عليه، والخامس: إعطاء النصر العزيز). قال المسور بن مخرمة واصفا كثرة دخول الناس إلى الإسلام بعد الصلح: (فلما أمن الناس وتفاوضوا لم يكلم أحدا بالإسلام إلا دخل فيه، فلقد دخل في تلك السنين في الإسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك، وكان صلح الحديبية فتحا عظيما).

📚قناة د.محسن المطيري

15 Jan, 18:01


الاقتران بين النظائر في القرآن باب دقيق للتدبر، يقول شيخ الإسلام في قوله تعالى: (وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ) (ذكر أربع آيات كل آيتين جمعت نوعا من الأخلاق الفاسدة وجمع في كل آية بين النوع المتشابه فالحلاف مقرون بالمهين؛ لأن الحلاف هو كثير الحلف؛ وإنما يكثر الرجل ذلك في خبره إذا احتاج أن يصدق ويوثق بخبره. ومن كان كثير الحلف كان كثير الكذب في العهد محتاجا إلى الناس فهو من أذل الناس {حلاف مهين} حلاف في أقواله مهين في أفعاله، وأما الهماز المشاء بنميم: فالهمز أقوى من اللمز وأشد فالهماز المبالغ في العيب نوعا وقدرا، والمشاء بنميم هو من العيب ولكنه عيب في القفا فهو عيب الضعيف العاجز. فذكر العياب بالقوة والعياب بالضعف والعياب في مشهد والعياب في مغيب. وأما {مناع للخير معتد أثيم} فإن الظلم نوعان: ترك الواجب وهو منع الخير وتعد على الغير وهو المعتدي، وأما العتل الزنيم: فهو الجبار الفظ الغليظ الذي قد صار من شدة تجبره وغلظه معروفا بالشر مشهورا به له زنمة كزنمة الشاة). الفتاوى مختصرا: (٦٦/١٦).

📚قناة د.محسن المطيري

15 Jan, 14:05


في خاتمة الأمر بغض البصر وحفظ الفرج والحجاب، أمر الله بالتوبة، وذكر شيخ الإسلام مناسبة لطيفة لهذه الخاتمة، يقول: (قوله: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} فيه فوائد جليلة: منها أن أمره لجميع المؤمنين بالتوبة في هذا السياق تنبيه على أنه لا يخلو مؤمن من بعض هذه الذنوب التي هي: ترك غض البصر وحفظ الفرج وترك إبداء الزينة وما يتبع ذلك فمستقل ومستكثر كما في الحديث: {ما من أحد من بني آدم إلا أخطأ أو هم بخطيئة إلا يحيى بن زكريا}…وعن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة: إن النبي قال: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق..})
الفتاوى: (٤٠٣/١٥). والآية هي قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ). واللمم: صغائر الذنوب، فيكون الاستثناء منقطع.

📚قناة د.محسن المطيري

14 Jan, 17:35


قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾
عن ابن مسعود قال: الصبر نصف الإيمان واليقين كله، قال العلاء بن بدر وذلك في القرآن ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ . ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ﴾ الإكليل: (٨٨٨/٢).
قوله تعالى: ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ﴾.
قال الكيا: يدل على جواز ترك إظهار النعمة لمن يخشى منه حسد ومكر، وقال ابن العربي فيه حكم بالعادة أن الإخوة والقرابة يحسدون قال: وفيه أن يعقوب عرف تأويل الرؤيا ولم يبال بذلك فإن الرجل يود أن يكون ولده خيراً منه والأخ لا يود ذلك لأخيه.
﴿وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾
أخرج ابن مروديه عن ابن عمر: لا تلقنوا الناس فيكذبون فإن بني يعقوب لما لقنهم أبوهم كذبوا فقالوا: ﴿أَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ . (٨٦٨/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

14 Jan, 13:28


أثر الطباع في مداخل الشيطان في الوعد والوعيد: يقول شيخ الإسلام في سياق الأمر بعدم الرأفة بالزاني في الحدود: (والشيطان يريد من الإنسان الإسراف في أموره كلها فإنه إن رآه مائلا إلى الرحمة زين له الرحمة حتى لا يبغض ما أبغضه الله؛ ولا يغار لما يغار الله منه وإن رآه مائلا إلى الشدة زين له الشدة في غير ذات الله حتى يترك من الإحسان والبر واللين والصلة والرحمة ما يأمر به الله ورسوله ويتعدى في الشدة فيزيد في الذم والبغض والعقاب على ما يحبه الله ورسوله…فالأول مذنب والثاني مسرف {إنه لا يحب المسرفين} فليقولا جميعا: {ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}). الفتاوى: (٢٩٢/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

13 Jan, 07:05


في قوله تعالى:
(یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تُحَاۤجُّونَ فِیۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَمَاۤ أُنزِلَتِ ٱلتَّوۡرَاةُ وَٱلۡإِنجِیلُ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِهِۦۤۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾
دليل على فضل تعلم التاريخ في دحض شبهات الخصوم والأدعياء.
ومن اللطائف في تزوير التاريخ ما ذكره ابن كثير: من مواقف ابن تيمية الطريفة مع اليهود في تزويرهم كتابا عليه ﷺ: (وفي هذا الشهر [شوال] عقد مجلس لليهود الخيابرة، وألزموا بأداء الجزية أسوة أمثالهم من اليهود. فأحضروا كتابا معهم يزعمون أنه من رسول الله بوضع الجزية عنهم. فلما وقف عليه الفقهاء تبينوا أنه مكذوب مفتعل؛ لما فيه من الألفاظ الركيكة، والتواريخ المخبطة، واللحن الفاحش. وحاققهم عليه شيخ الإسلام، وبين لهم خطأهم وكذبهم. وأنه مزور مكذوب. فأنابوا إلى أداء الجزية، وخافوا من أن تستعاد عليهم السنين الماضية.
قلت: وقد وقفت أنا ــ أي المؤلف ــ على هذا الكتاب، فرأيت فيه شهادة سعد بن معاذ عام خبير. وقد توفي سعد قبل ذلك بنحو من ثلاث سنين، وشهادة معاوية بن أبي سفيان، ولم يكن أسلم إذ ذاك، وإنما أسلم بعد ذلك بنحو من سنتين. وفيه: وكتب علي بن أبو طالب! ! وهذا لحن لا يصدر عن أمير المؤمنين علي).
البداية والنهاية بواسطة الجامع لسيرة شيخ الإسلام: (٤١٣).

📚قناة د.محسن المطيري

12 Jan, 18:44


ذكر شيخ الإسلام مناسبة ذكر آية النور بعد الأمر بغض البصر، ثم قال: (وإذا كان الذي قد يهجر السيئات يغض بصره ويحفظ فرجه وغير ذلك مما نهى الله عنه يجعل الله له من النور والعلم والقوة والعزة ومحبة الله ورسوله فما ظنك بالذي لم يحم حول السيئات ولم يعرها طرفه قط ولم تحدثه نفسه بها بل هو يجاهد في سبيل الله أهلها ليتركوا السيئات؟ فهل هذا وذاك سواء؛ بل هذا له من النور والإيمان والعزة والقوة والمحبة والسلطان والنجاة في الدنيا والآخرة أضعاف أضعاف ذاك وحاله أعظم وأعلى ونوره أتم وأقوى فإن السيئات تهواها النفوس ويزينها الشيطان فتجتمع فيها الشبهات والشهوات. فإذا كان المؤمن قد حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان حتى يعوض عن شهوات الغي بحب الله ورسوله وعن الشهوات والشبهات بالنور والهدى وأعطاه الله من القوة والقدرة ما أيده به: حيث دفع بالعلم الجهل وبإرادة الحسنات إرادة السيئات وبالقوة على الخير القوة على الشر)
الفتاوى: (٤٠٠/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

12 Jan, 11:42


في سياق تفسير قوله تعالى:{حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}، ذكر شيخ الإسلام: أنها كقوله: {متى نصر الله} فإن هذه كلمة تبطئ لطلب التعجيل، وقد يكون مثل قوله: {إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان}، ثم قال في تأصيل مهم للأمور التي تعرض للقلب: (فهذه الأمور التي تعرض ثلاثة أقسام: منها ما هو ذنب يضعف به الإيمان وإن كان لا يزيله. واليقين في القلب له مراتب، ومنه ما هو عفو يعفى عن صاحبه ومنه ما يكون يقترن به صريح الإيمان. ونظير هذا: قولهﷺ: {ونحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال له ربه: {أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} } وقد ترك البخاري ذكر قوله: "بالشك" لما خاف فيها من توهم بعض الناس. ومعلوم أن إبراهيم كان مؤمنا كما أخبر الله: {أولم تؤمن قال بلى} ولكن طلب طمأنينة قلبه فالتفاوت بين الإيمان والاطمئنان سماه ﷺ شكا، كذلك الوعد بالنصر في الدنيا: يكون الشخص مؤمنا بذلك؛ ولكن قد يضطرب قلبه فلا يطمئن فيكون فوات الاطمئنان ظنا أنه قد كذب فالشك مظنة أنه يكون من باب واحد وهذه الأمور لا تقدح في الإيمان الواجب وإن كان فيها ما هو ذنب فالأنبياء عليهم السلام معصومون من الإقرار على ذلك). الفتاوى مختصرا: (١٧٦/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

12 Jan, 10:33


من السنن المهجورة قراءة آيتي الإيمان والإسلام في سنة الفجر: قال شيخ الإسلام: (وكان النبيﷺ يقرأ تارة في ركعتي الفجر سورتي الإخلاص، وتارة بآيتي الإيمان والإسلام فيقرأ قوله: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} الآية فأولها الإيمان وآخرها الإسلام ويقرأ في الثانية: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله} فأولها إخلاص العبادة لله وآخرها الإسلام له).
الفتاوى: (١٠٥/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

11 Jan, 15:37


قال شيخ الإسلام: في معنى إضاعة الصلاة والسهو عنها في آيتي: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ) وقوله: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)
(المراد بهاتين الآيتين من أضاع الواجب في الصلاة لا مجرد تركها هكذا فسرها الصحابة والتابعون وهو ظاهر الكلام فإنه قال: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} فأثبت لهم صلاة وجعلهم ساهين عنها وقد قال طائفة من السلف: بل هو السهو عما يجب فيها مثل ترك الطمأنينة وكلا المعنيين حق كما في مسلم عن النبي ﷺ: أنه قال: {تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا} . فبين النبي ﷺ في هذا الحديث أن صلاة المنافق تشتمل على التأخير عن الوقت الذي يؤمر بفعلها فيه وعلى النقر الذي لا يذكر الله فيه إلا قليلا وهكذا فسروا قوله:{فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}). وفي تفسيره من الأصول التفسيرية: التفسير بالسنة وأقوال السلف، وبالسياق إذ حمل الآية على المصلين دون تاركي الصلاة، مع كونها تشمل تاركي الصلاة بفحوى الخطاب، والجمع بين الأقوال، والتنظير بين الآيتين.
الفتاوى: (٢٣٤/١٥).

📚قناة د.محسن المطيري

11 Jan, 06:15


إذا حضرت النية في عمل الخير لن يعدم صاحبها ذلك، وقد يصل بنيته مالا يبلغه عمله، ذكر ابن القيم في منزلة الجود، أنواعا، ومنها قوله: (الجود بالعرض، كجود أبي ضمضم من الصحابة كان إذا أصبح قال: اللهم إنه لا مال لي فأتصدق به على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضي، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل. فقال النبي ﷺ: (من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم؟) وفي هذا الجود من سلامة الصدر، وراحة القلب، والتخلص من معاداة الخلق= ما فيه). والحديث رواه أبو داود
مدارج السالكين: (٩/٣).

📚قناة د.محسن المطيري

30 Dec, 18:29


تكلم شيخ الإسلام عن أثر قلة العناية بعيد المسلمين عند الاحتفال بأعياد الكفار، وذكر لذلك نظائر بديعة، يقول: (فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلّت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به….ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه؛ تنقص رغبته في سماع القرآن، ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها؛ لايبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم؛ لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ولهذا جاء في الحديث: «ما ابتدع قوم بدعة إلا نزع الله عنهم من السنة مثلها» رواه أحمد…فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها، أو بعضه الذي يكون في عيد الله؛ فترت عن الرغبة في عيد الله وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم). اقتضاء الصراط المستقيم مختصرا: (٥٤٣/١).

📚قناة د.محسن المطيري

30 Dec, 10:53


الدعوة للقرآن سبب للهداية:
في أثر علي في القرآن: (من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دُعي إليه هُدي إلى صراط مستقيم). رواه الترمذي.
قال السيوطي: (ومعناه: من دعا الناس إلى القرآن وُفق للهداية ولو روي معروفا كان المعنى: من دعا الناس إلى القرآن هداهم إلى صراط مستقيم)، قوت المغتذي:(٧٢٩/٢)
وهاتان بشارتان عظيمتان بالاهتداء والتوفيق للدعاة إلى القرآن المشتغلين به بيانا وتدبرا.

📚قناة د.محسن المطيري

30 Dec, 06:46


في قوله تعالى: (ٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَـٰهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ یَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِ)
أورد الطبري عن عامة السلف، أن المراد به: العمل به، وأنهم يحلون حلاله ويحرمون حرامه، ثم قال: (والصواب من القول في تأويل ذلك أنه بمعنى: يتبعونه حق اتباعه، من قول القائل: ما زلت أتلو أثره، إذا اتبع أثره، لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن ذلك تأويله).
قال الحسن: إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرأه، وقال في أثر عظيم: قُراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة فيتأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستندوا به لطلب الولاية، كثر هذا الضرب من حملة القرآن لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم فركدوا به في محاريبهم، وحنوا به في برانسهم واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء، والله لهؤلاء الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر.

📚قناة د.محسن المطيري

29 Dec, 18:21


سأسرد بعض استنباطات شيخ الإسلام في تحريم التشبه بالكفار في الاقتضاء قال: (ومما يدل من القرآن على النهي عن مشابهة الكفار قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} قال قتادة: (كانت اليهود تقوله استهزاء، فكره الله للمؤمنين أن يقولوا مثل قولهم)
وقال في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)
(وإذا كان الله قد برأ الله رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع أمورهم؛ فمن كان متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة كان متبرئا كتبرئه، ومن كان موافقا لهم كان مخالفا للرسول بقدر موافقته لهم، فإن الشخصين المختلفين من كل وجه في دينهما، كلما شابهت أحدهما؛ خالفت الآخر) وسرد مسائل أهل الجاهلية تحذيرا منهم فقال: (وفي سورة الأنعام، من عند قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا} إلى قوله: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ} إلى آخر السورة، خطاب مع هؤلاء الضرب (الكفار)…فقد تبين لك: أن من أصل دروس دين الله وشرائعه، وظهور الكفر والمعاصي: التشبه بالكافرين، كما أن من أصل كل خير: المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم، ولهذا عظم وقع البدع في الدين، وإن لم يكن فيها تشبه بالكفار، فكيف إذا جمعت الوصفين؟).
اقتضاء الصراط المستقيم.

📚قناة د.محسن المطيري

29 Dec, 11:44


شرح شيخ الإسلام أثر علي في القرآن: (من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله)، فقال: (من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله يناسب قوله تعالى: (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب)، وقوله: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) فذكر ضلال الأول، وذكر تجبر الثاني وذلك لأن الاول: مرتاب ففاته العلم حيث ابتغى الهدى في غيره، والثاني: جبار عمل بخلاف ما فيه فقصمه الله، وهذان الوصفان يجمعان العلم والعمل
وفي ذلك بيان ان كل علم دين لا يطلب من القرآن فهو ضلال كفاسد كلام الفلاسفة والمتصوفة، وكل عاقل يترك كتاب الله مريدا للعلو في الارض والفساد فإن الله يقصمه، فالضال لم يحصل له المطلوب بل يعذب بالعمل الذي لا فائدة فيه، والجبار حصل لذة فقصمه الله عليها فهذا عذب بإزاء لذاته التي طلبها بالباطل، وذلك يعذب بسعيه الباطل الذي لم يفده).
الاستقامة: (٢١/١).

📚قناة د.محسن المطيري

29 Dec, 04:58


شرح نفيس لشيخ الإسلام لأثر ابن عباس في أوجه التفسير، وفي شرحه للأثر ما يبين أنه يرى أن السلف كانوا يجتهدون في التفسير خلافا لمن نسب إليه من الباحثين أن شيخ الإسلام يرى أنهم كانوا يقتصرون على النقل النبوي.
فضائل القرآن: (٢٨٧)

📚قناة د.محسن المطيري

28 Dec, 17:10


كتاب فضائل القرآن مليء الفوائد، وعنوانه لا يعبر عن مضمونه من جهة المنهج، فهو مقدمة تفسيرية بديعة، وفيه ما يضاهي مقدمة التفسير، من نصوصه البارعة: (ومن ذاق طعم القرآن استحلى ترداد الآية) (٢٨٦).

📚قناة د.محسن المطيري

28 Dec, 10:40


نبه شيخ الإسلام على ملحظ عظيم في فضل تعليم القرآن:
(قال أبو عبد الرحمن السلمي عن النبي ﷺ أنه قال: " {خيركم من تعلم القرآن وعلمه} وكان يقرئ القرآن أربعين سنة. قال: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما: أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي ﷺ عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
ولهذا دخل في معنى قوله: {خيركم من تعلم القرآن وعلمه} " تعليم حروفه ومعانيه جميعا؛ بل تعلم معانيه هو المقصود الأول بتعليم حروفه وذلك هو الذي يزيد الإيمان كما قال جندب بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهما: تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان). الفتاوى: (٤٠٢/١٣).

📚قناة د.محسن المطيري

28 Dec, 04:45


من استنباطات شيخ الإسلام البديعة في الرد على المفوضة، في قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
(ومعلوم أن نفي الاختلاف عنه لا يكون إلا بتدبره كله وإلا فتدبر بعضه لا يوجب الحكم بنفي مخالفه ما لم يتدبر لما تدبر)، ونقل عن الحسن: (ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم في ماذا أنزلت وماذا عنى بها وما استثنى من ذلك لا متشابها ولا غيره). ويقول: (الصحابة والتابعين لم يمتنع أحد منهم عن تفسير آية من كتاب الله ولا قال هذه من المتشابه الذي لا يعلم معناه ولا قال قط أحد من سلف الأمة إن في القرآن آيات لا يعلم معناها ولا يفهمها رسول ﷺ ولا أهل العلم جميعهم وإنما قد ينفون علم بعض ذلك عن بعض الناس) الإكليل في المتشابه والتأويل ضمن الجزء الثالث عشر: (٢٨٥_٢٨٩)

📚قناة د.محسن المطيري

27 Dec, 13:06


إخواننا في غزة طال عليهم الابتلاء وعظم:
فاجأروا وألظوا إلى الله بالفرج لهم في ساعة الجمعة:
قال ابن القيم: (وهذه الساعة ــ وهي آخر ساعة بعد العصر ــ يعظمها جميع الملل. وعند أهل الكتاب هي ساعة الإجابة، وهذا مما لا غرض لهم في تبديله وتحريفه، وقد اعترف به مؤمنوهم). زاد المعاد: (٤٨٩/١).

📚قناة د.محسن المطيري

27 Dec, 06:01


يقول ابن القيم: (ولذلك لما فهم عوام النصارى أن الابن يستلزم الصاحبة لم يستنكفوا من دعوى كون مريم آلهة وأنها والدة الإله عيسى فيقول عوامهم يا والدة الإله اغفري لي ويصرح بعضهم بأنها زوجة الرب ولا ريب أن القول بالإيلاد يستلزم ذلك أو إثبات إيلاد لا يعقل ولا يتوهم فخواص النصارى في حيرة وضلال وعوامهم لا يستنكفون أن يقولوا بالزوجة والإيلاد المعقول تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا)

📚قناة د.محسن المطيري

27 Dec, 05:59


للمحتفلين بعيد النصارى:
يقول ابن القيم: (وبالجملة، فلا نعلم أمة من الأمم سبت ربها ومعبودها وإلهها بما سبته به هذه الأمة، كما قال عمر رضي الله عنه: إنهم سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر.
وكان بعض أئمة الإسلام إذا رأى صليبا أغمض عينيه عنه، وقال: لا أستطيع أن أملأ عيني ممن سب إلهه ومعبوده بأقبح السب. ولهذا قال عقلاء الملوك: إن جهاد هؤلاء واجب شرعا وعقلا، إنهم عار على بني آدم، مفسدون للعقول والشرائع.
وأما شريعتهم ودينهم فليسوا متمسكين بشيء من شريعة المسيح، ولا دينه البتة).

📚قناة د.محسن المطيري

26 Dec, 17:23


في آيات القبلة: ما علة تكرار الأمر بالتوجه لها ثلاث مرات؟ وهو عند البلاغيين من الإطناب.
نقل ابن القيم نكتة عن السهيلي، وتعقبه بنكتة أخرى، قال: (وكرر الباري الأمر بالتوجه إلي البيت؛ لأن المنكرين لتحويل القبلة كانوا ثلاثة أصناف: اليهود؛ لأنهم لا يقولون بالنسخ في أصل مذهبهم. وأهل الريب والنفاق اشتد إنكارهم له؛ لأنه كان أول نسخ نزل، وكفار قريش قالوا: ندم محمد على فراق ديننا، فسيرجع إليه كما رجع إلى قبلتنا…
ثم تعقبه بقوله: وقول أبي القاسم: أنه تعالى كرر ذكر الأمر باستقبالها ثلاثا، ردا على الطوائف الثلاث؛ ليس بالبين، والذي يظهر إنه أمر به في كل سياق لمعنى يقتضيه، فذكره أول مرة ابتداء للحكم ونسخا للاستقبال الأول: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام)…ثم أعاد الأمر باستقبالها من حيث خرج في ضمن هذا السياق الزائد على مجرد النسخ، ثم أعاد الأمر به غير مكرر له تكرارا محضا، بل في ضمنه أمرهم باستقبالها حيثما كانوا، كما أمرهم باستقبالها أولا حيثما كانوا عند النسخ، وابتداء شرع الحكم، فأمرهم باستقبالها حيثما كانوا عند شرع الحكم وابتدائه، وبعد المحاجة والمخاصمة، والحكم لهم، وبيان عنادهم مع علمهم، فذكر الأمر بذلك في كل موطن لاقتضاء السياق له، فتأمله). بدائع الفوائد مختصرا: (١٦٠٨/٤).

📚قناة د.محسن المطيري

26 Dec, 05:39


قال شيخ الإسلام في استنباط دقيق يربط انتصار الدين وعلوه بمخالفة الكفار لما أورد حديث أبي داود عن النبي ﷺ قال: (لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون)
قال: (وهذا نص في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود والنصارى.
وإذا كان مخالفتهم سببا لظهور الدين فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله، فيكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة). اقتضاء الصراط المستقيم: (٢٠٩/٢).
وحشد الأدلة والاستنباطات في هذا الكتاب لافت للغاية، مع ظهور تألم شيخ الإسلام من حال بعض المسلمين في زمانه من التساهل في هذا الأصل وجهلهم بخطورته على عقيدتهم.

📚قناة د.محسن المطيري

25 Dec, 21:56


(ويشف صدور قوم مؤمنين)
(قوم مؤمنين)

دليل على أنهم قوم غير المخاطبين المقاتلين
إذ لو كانوا هم لكان الخطاب:
ويشف صدوركم
ويدل عليه تفسير،السلف بأن المقصود بهم خزاعة.

وفيه بيان لعظم تطييب خواطر المؤمنين وجبر قلوبهم وأنه مقام يحبه الله ويرضى عن أهله.
إذ جعل الله ذلك من غايات الجهاد الذي فيه ذهاب المهج وإزهاق النفوس.
فكيف يبخل المؤمن بالكلمة الطيبة والفعل اليسير الحسن الذي يحصل به هذا المقصود.

📚قناة د.محسن المطيري

24 Dec, 15:23


في أحد أجوبة شيخ الإسلام على الصفاتية يقول: (وأما الذي أقوله الآن وأكتبه - وإن كنت لم أكتبه فيما تقدم من أجوبتي وإنما أقوله في كثير من المجالس - أن جميع ما في القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها. وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير فلم أجد - إلى ساعتي هذه - عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف؛ بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه إلا الله. وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم شيئا كثيرا..
ثم ناقش آية (يوم يكشف عن ساق) وأن تفسيرها بالشدة ليس من التأويل في شيء كما يظن بعض المبتدعة.
الفتاوى: (٣٩٤/٦).

📚قناة د.محسن المطيري

24 Dec, 06:45


هذه الالتقاطات من النص القرآني تحتاج إلى طول نظر وتدبر، يقول البقاعي في قوله تعالى: (أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰۤ إِذۡ قَالُوا۟ لِنَبِیࣲّ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكࣰا نُّقَـٰتِلۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ)
(ولما كان الإخلال من الشريف أقبح قال ﴿إلى الملإ﴾ أي الأشراف، قال الحرالي: الذين يملئون العيون بهجة والقلوب هيبة - انتهى. ولما كان ذلك من أولاد الصلحاء أشنع قال: ﴿من بني إسرائيل﴾ ولما كان ممن تقرر له الدين واتضحت له المعجزات واشتهرت عنده الأمور الإلهيات أفحش قال ﴿من بعد موسى﴾ أي الذي أتاهم من الآيات بما طبق الأرض كثرة وملأ الصدور عظمة وأبقى فيهم كتابا عجبا ما بعد القرآن من الكتب السماوية مثله. قال الحرالي: وفيه إيذان بأن الأمة تختل بعد نبيها بما يصحبها من نوره زمن وجوده معهم، قالوا: ما نفضنا أيدينا من تراب رسول الله ﷺ حتى أنكرنا قلوبنا - انتهى).
نظم الدرر

📚قناة د.محسن المطيري

23 Dec, 15:57


من وسائل تطهير القلب من الحسد: تذكر النعم، قال تعالى: (يا بَنِي إسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أنْعَمْتُ عَلَيْكم)
قال ابن عاشور: (أمرهم بتفكر النعم التي أنعم بها عليهم لينصرفوا بذلك عن حسد غيرهم فإن تذكير الحسود بما عنده من النعم عظة له وصرف له عن الحسد الناشئ عن الاشتغال بنعم الغير وهذا تعريض بهم أنهم حاسدون للعرب فيما أوتوا من الكتاب والحكمة ببعثة محمد ﷺ وانتقال النبوة من بني إسرائيل إلى العرب وإنما ذكروا بذلك لأن للنفس غفلة عما هو قائم بها وإنما تشتغل بأحوال غيرها لأن الحس هو أصل المعلومات فإذا رأى الحاسد نعم الغير نسي أنه أيضا في نعمة فإذا أريد صرفه عن الحسد ذكر بنعمه حتى يخف حسده فإن حسدهم هو الذي حال دون تصديقهم به).
التحرير والتنوير

📚قناة د.محسن المطيري

23 Dec, 10:42


من بلاغة القرآن:
جريان بعض الكلمات أمثلة مرسلة على ألسنة الناس:
في المفاصلة والمتاركة: (لكم دينكم ولي دين)، وبعضهم يفهم التخيير في الدين، وهذا من الجهل، قال شيخ الإسلام: (وليس في هذه الآية أنه رضي بدين المشركين ولا أهل الكتاب كما يظنه بعض الملحدين ولا أنه نهى عن جهادهم كما ظنه بعض الغالطين).
وفي ترك السؤال والبحث: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون)، استدل بها الإمام أحمد عند سؤاله عن فتن الصحابة، وفي وقوع الظالم في شر عمله: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)، وفي ظهور الحق: (الآن حصحص الحق)، وفي قضاء الأمر وانتهائه:(قضي الأمر الذي فيه تستفتيان)، وفي الوعيد بالهزيمة والثقة بالنصر والعزة قال ﷺ: (إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)، وهو من الاقتباس القرآني لأن المثل المرسل نوع من الاقتباس، والمثال القرآني مجال رحب لنظر المفسرين.

📚قناة د.محسن المطيري

05 Dec, 04:28


الاقتران في القرآن متكرر بين الهداية للحق والنصر على الأعداء، يقول ابن القيم: (وجمع له سبحانه بين الهدى والنصر لأن هذين الأصلين بهما كمال السعادة والفلاح فإن الهدى هو العلم بالله ودينه والعمل بمرضاته، فهو العلم النافع والعمل الصالح، والنصر وهو القدرة التامة على تنفيذ دينه بالحجة والبيان والسيف والسنان فهو النصر بالحجة واليد، قهر قلوب المخالفين له بالحجة، وقهر أبدانهم باليد. وهو سبحانه كثيرا ما يجمع بين هذين الأصلين إذ بهما تمام الدعوة وظهور دينه على الدين كله: ﴿هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى ودِينِ الحَقِّ﴾ في موضعين في سورة براءة وفي سورة الصف، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ أرْسَلْنا رُسُلَنا بِالبَيِّناتِ وأنْزَلْنا مَعَهُمُ الكِتابَ والمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالقِسْطِ﴾ فهذا الهدى.
ثم قال: ﴿وَأنْزَلْنا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾ فهذا النصر فذكر الكتاب الهادي والحديد الناصر، وقال: ﴿الم اللَّهُ لا إلَهَ إلاّ هو الحَيُّ القَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وأنْزَلَ التَّوْراةَ والإنْجِيلَ مِن قَبْلُ هُدىً لِلنّاسِ وأنْزَلَ الفُرْقانَ﴾
فذكر إنزال الكتاب الهادي، والفرقان وهو النصر الذي يفرق بين الحق والباطل).
بدائع الفوائد مختصرا: (٤١٥/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

04 Dec, 11:42


ما رأيت كتابا أكثر فيه شيخ الإسلام من التقعيدات الأصولية في النصوص والضوابط لفهم الشريعة والبدعة مثل هذا الكتاب، ومن باب قراءة الكتب بالمناسبات، ومع قدوم أعياد الكفار، فإن مدارسة هذا الكتاب بين طلاب العلم، واستنباط القواعد منه نافع للغاية، وخاصة مع علم من أعلام المسلمين.

📚قناة د.محسن المطيري

04 Dec, 03:39


كتب شيخ الإسلام رسالة وهو في سجن الإسكندرية تنضح بالفأل والتعلق بالله، وكان في آخرها الوصية بدعاء عظيم:
(فإني - والله العظيم الذي لا إله إلا هو - في نعم من الله ما رأيت مثلها في عمري كله وقد فتح الله سبحانه وتعالى من أبواب فضله ونعمته وخزائن جوده ورحمته ما لم يكن بالبال؛ ولا يدور في الخيال…
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم؛ وأصلح ذات بينهم؛ وانصرهم على عدوك وعدوهم؛ واهدهم سبل السلام؛ وأخرجهم من الظلمات إلى النور؛ وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ وبارك لهم في أسماعهم وأبصارهم ما أبقيتهم. واجعلهم شاكرين لنعمك مثنين بها عليك؛ قابليها وأتممها عليهم يا رب العالمين. اللهم انصر كتابك ودينك وعبادك المؤمنين؛ وأظهر الهدى ودين الحق الذي بعثت به نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على الدين كله. اللهم عذب الكفار والمنافقين الذين يصدون عن سبيلك ويبدلون دينك ويعادون المؤمنين. اللهم خالف كلمتهم وشتت بين قلوبهم؛ واجعل تدميرهم في تدبيرهم؛ وأدر عليهم دائرة السوء. اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين. اللهم مجري السحاب ومنزل الكتاب وهازم الأحزاب اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم. ربنا أعنا ولا تعن علينا. وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا؛ واهدنا ويسر الهدى لنا؛ وانصرنا على من بغى علينا. ربنا اجعلنا لك شاكرين مطاوعين مخبتين؛ أواهين منيبين. ربنا تقبل توبتنا؛ واغسل حوبتنا وثبت حجتنا؛ واهد قلوبنا؛ وسدد ألسنتنا واسلل سخائم صدورنا} . وهذا رواه الترمذي بلفظ إفراد وصححه وهو من أجمع الأدعية بخير الدنيا والآخرة.
الفتاوى: (٤٦/٢٨).

📚قناة د.محسن المطيري

03 Dec, 03:12


في منزلة البسط: علق ابن القيم تعليقا نفيسا في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
(فالرّبُّ سبحانه بسط هؤلاء مع خلقه ليقتدي بهم السالك، ويهتدي بهم الحيران، ويُشفى بهم العليل، ويُستضاء بنور هدايتهم ونصحهم ومعرفتهم في ظلمات دياجي الطَّبع والهوى، فالسالكون يقتدون بهديهم إذا سكتوا، وينتفعون بكلماتهم إذا نطقوا فإنَّ حركاتِهم وسكونَهم ونُطقهم وسكوتهم لمَّا كانت بالله ولله وعلى أمر الله= جذبت قلوب الصادقين إليهم. وهذا النُّور الذي أضاء على الناس منهم هو نور العلم والمعرفة.
والعلماء ثلاثة:
- عالمٌ استنار بنوره واستنار به الناس، فهذا من خلفاء الرُّسل وورثة الأنبياء.
- وعالمٌ استنار بنوره ولم يستنر به غيرُه، فهذا إذا لم يفرِّط كان نفعه قاصرًا على نفسه، وبينه وبين الأوَّل ما بينهما.
- وعالمٌ لم يستنر بنوره ولا استنار به غيرُه، فهذا علمه وبالٌ عليه، وبسطته للناس فتنةٌ لهم، وبسطة الأوَّل رحمةٌ لهم).
مدارج السالكين: (٢٢٣/٤).

📚قناة د.محسن المطيري

02 Dec, 19:11


في منزلة السرور: أورد ابن القيم قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
ونقل عن السلف قولهم: (فضل الله: الإسلام، ورحمته: القرآن.
فجعلوا رحمته أخصّ من فضله، فإنّ فضله الخاصّ عامٌّ على أهل الإسلام، ورحمته بتعليم كتابه لبعضهم دون بعضٍ، فجعلهم مسلمين بفضله، وأنزل إليهم كتابه برحمته….وذكر سبحانه الأمر بالفرح بفضله وبرحمته عقيب قوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ}
ولا شيء أحقُّ أن يُفرَح به من فضلٍ ورحمةٍ تتضمّن الموعظةَ وشفاءَ الصُّدور من أدوائها والهدى والرّحمة).
مدارج السالكين: (٥/٤).

📚قناة د.محسن المطيري

02 Dec, 11:12


هل يصح استنباط استحباب التعدد من قوله تعالى: (وإنْ خِفْتُمْ ألّا تُقْسِطُوا في اليَتامى فانْكِحُوا ما طابَ لَكم مِنَ النِّساءِ مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ) أو يدل على الإباحة والجواز؟
قال ابن عاشور: (والآيَةُ لَيْسَتْ هي المُثْبِتَةُ لِمَشْرُوعِيَّةِ النِّكاحِ، لِأنَّ الأمْرَ فِيها مُعَلَّقٌ عَلى حالَةِ الخَوْفِ مِنَ الجَوْرِ في اليَتامى، فالظّاهِرُ أنَّ الأمْرَ فِيها لِلْإرْشادِ، وأنَّ النِّكاحَ شُرِّعَ بِالتَّقْرِيرِ لِلْإباحَةِ الأصْلِيَّةِ لِما عَلَيْهِ النّاسُ قَبْلَ الإسْلامِ مَعَ إبْطالِ ما لا يَرْضاهُ الدِّينُ كالزِّيادَةِ عَلى الأرْبَع)،
وقال ابن عثيمين: (هل يؤخذ من هذه الآية مشروعية التعدد أو جواز التعدد؟
* الطلبة: جواز.
* الشيخ: إي، لأن هناك فرقًا بين أن نقول: مشروع أو نقول: جواز، الظاهر أنه يفهم منها جواز التعدد؛ لأن عرض العدد هنا في مقابلة المنع من نكاح اليتامى اللاتي يخاف الإنسان ألا يقسط فيهن، فكأنه قال: إذا تركت نكاح واحدة من اليتامى، فأمامك أن تنكح اثنتين أو ثلاثًا أو أربعًا، وهذا هو الأقرب لكن يؤخذ مشروعية التعدد من أدلة أخرى، منها: أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد من أمته تكثير النسل).
وذهب إلى ذلك الرازي وغيره.

📚قناة د.محسن المطيري

02 Dec, 05:43


عقد شيخ الإسلام فصلا في الاستغفار، ومن فوائده جبر التقصير في الصلة، قال: (إذا وجد العبد تقصيرا في حقوق القرابة والأهل والأولاد والجيران والإخوان. فعليه بالدعاء لهم والاستغفار. {قال حذيفة بن اليمان للنبي صلى الله عليه وسلم إن لي لسانا ذربا على أهلي.فقال له: أين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة}).
الفتاوى: (٦٩٨/١١).

📚قناة د.محسن المطيري

01 Dec, 19:26


من اللفتات البديعة في سورة المسد ذلك الذم والوعيد الشديد الذي وجهه القرآن إلى أبي لهب عمه ﷺ وزوجه أم جميل، حتى صرح باسم أقرب قرابات النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو ما استوقف شيخ الإسلام ابن تيمية إذ قال في عبارة أخّاذة: (وليس في القرآن ذم من كفر به ﷺ باسمه إلا هذا وامرأته، ففيه أن الأنساب لا عبرة بها).

📚قناة د.محسن المطيري

01 Dec, 15:20


تكلم شيخ الإسلام عن الاقتران بين التوحيد والاستغفار في تكفير السيئات،: (فشهادة أن لا إله إلا الله بصدق ويقين تذهب الشرك كله دقه وجله خطأه وعمده أوله وآخره؛ سره وعلانيته وتأتي على جميع صفاته وخفاياه ودقائقه. والاستغفار يمحو ما بقي من عثراته ويمحو الذنب الذي هو من شعب الشرك فإن الذنوب كلها من شعب الشرك. فالتوحيد يذهب أصل الشرك والاستغفار يمحو فروعه فأبلغ الثناء قول: لا إله إلا الله وأبلغ الدعاء قول: أستغفر الله. فأمره بالتوحيد والاستغفار لنفسه ولإخوانه من المؤمنين).
الفتاوى: (٦٩٧/١١).
ويظهر أنه يعني قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ).

📚قناة د.محسن المطيري

30 Nov, 16:49


أنزل الله في شأن بني النضير، وكانت حصونهم من أمنع الحصون: (هُوَ ٱلَّذِیۤ أَخۡرَجَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ مِن دِیَـٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن یَخۡرُجُوا۟ۖ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَیۡثُ لَمۡ یَحۡتَسِبُوا۟ۖ وَقَذَفَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ)
قال ابن عاشور: (وتركيب ﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾ تمثيل، مثل شأن الله حين يسر أسباب استسلامهم بعد أن صمموا على الدفاع وكانوا أهل عدة وعدة ولم يطل حصارهم بحال من أخذ حذره من عدوه وأحكم حراسته من جهاته فأتاه عدوه من جهة لم يكن قد أقام حراسة فيها…والاحتساب: مبالغة في الحسبان، أي الظن أي من مكان لم يظنوه لأنهم قصروا استعدادهم على التحصن والمنعة ولم يعلموا أن قوة الله فوق قوتهم. والقذف: الرمي باليد بقوة. واستعير للحصول على العاجل، أي حصل الرعب في قلوبهم دفعة دون سابق تأمل ولا حصول سبب للرعب…وقذف الرعب في قلوبهم هو من أحوال إتيان الله إياهم من حيث لم يحتسبوا فتخصيصه بالذكر للتعجيب من صنع الله)

📚قناة د.محسن المطيري

30 Nov, 14:43


من وسائل التدبر: المتشابه اللفظي، وهو المقارنة بين السياقين واللفظين والسورتين ونحوها، قال ابن القيم في موازنة بين سورتي الفلق والناس: (وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي كلها، وهو الشر الداخل في الإنسان الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة، فسورة (الفلق) تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد، وهو شر من خارج، وسورة (الناس) تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه، وهو شر من داخل.
فالشر الأول: لا يدخل تحت التكليف، ولا يطلب منه الكف عنه؛ لأنه ليس من كسبه، والشر الثاني في سورة (الناس): يدخل تحت التكليف، ويتعلق به النهي، فهذا شر المعايب، والأول شر المصائب، والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب، ولا ثالث لهما، فسورة (الفلق) تتضمن الاستعاذة من شر المصيبات وسورة (الناس) تتضمن الاستعاذة من شر العيوب التي أصلها كلها الوسوسة).
بدائع الفوائد: (٧٨٣/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

30 Nov, 09:27


﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰۤ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّی لِمَاۤ أَنزَلۡتَ إِلَیَّ مِنۡ خَیۡرࣲ فَقِیرࣱ﴾


علم موسى عليه السلام أن الله تعالى كريم يشكر لعبده جميل صنعه
فدعا ربه بعد إحسانه للفتاتين فأجابه.
إذا وفقك الله لمعروف في مسلم
فتول إلى القبلة وارفع يديك
فقد حان موعد الدعاء المستجاب.

📚قناة د.محسن المطيري

30 Nov, 06:27


قال ابن القيم في سورة الفلق: (فهذه السورة من أكبر أدوية المحسود، فإنها تتضمن التوكل على الله والالتجاء إليه والاستعاذة به من شر حاسد النعمة، فهو مستعيذ بولى النعم وموليها [من شر لصها وعدوها] كأنه يقول: يا من أولاني نعمته وأسداها إلي، أنا عائذ بك من شر من يريد أن يستلبها مني، ويزيلها عني فلا يعيذني منه سواك، فهو مستجير بمن أنعم عليه من عدو نعمته، والله تعالى يجير ولا يجار عليه وهو حسب من توكل عليه، وكافي من لجأ إليه، وهو الذي يؤمن خوف الخائف، ويجير المستجير، وهو نعم المولى ونعم النصير، فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته إليه = تولاه وحفظه وحرسه وصانه، ومن خافه وأتقاه آمنه من كل ما يخاف ويحذر،وجلب إليه كل ما يحتاج إليه من المنافع: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} فلا تستبطئ نصره ورزقه وعافيته، فإن الله تعالى بالغ أمره، وقد جعل الله لكل شيء قدرا لا يتقدم عنه ولا يتأخر، ومن لم يخفه أخافه من كل شيء، وما خاف أحد غير الله إلا لنقص خوف من الله). بدائع الفوائد: (٧٦٣/٢)، وقد فسر سورتي الفلق والناس في أكثر من مائة صفحة، وعقد فصولا نافعة في الحسد وعلاجه.

📚قناة د.محسن المطيري

29 Nov, 15:31


‏التعلُّق بالله نعيمٌ معجّّل، ثوابه راحة، وجائزته طمأنينة، أطيلوا أنظاركم في هذه القلوب المعلَّقة، فقد عاشوا نعيمين، يرون الدنيا كما هي، لا يُثقلون كاهلاً، ولا يقلقون لمستقبل، ولايحزنون على ماضٍ، هم هم أولئك الذين عنى الله (ألا إن أولياءالله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون)

📚قناة د.محسن المطيري

29 Nov, 11:42


قال شيخ الإسلام: (وما أعلم أحدا من علماء التابعين تورع عن جوائز السلطان إلا سعيد بن المسيب بالمدينة ومحمد بن سيرين بالبصرة، وهما قد ذهبا مثلا بالورع، وسلك سبيلهما في ذلك أحمد بن حنبل وأهل الزهد والورع والتقشف رحمة الله عليهم أجمعين..
ونقل قبل ذلك عن سفيان الثوري: جوائز السلطان أحب إلي من صلات الإخوان، لأن الإخوان يمنون والسلطان لا يمن).
جامع المسائل: ٣١٠/٣

📚قناة د.محسن المطيري

29 Nov, 05:33


من خصائص الجمعة: كثرة الصلاة على النبي ﷺ: (إن أقربكم مني منزلا يوم القيامة أكثركم علي صلاة) الترمذي.
عن الحسن بن محمد يقول: "رأيت أحمد بن حنبل في النوم، فقال لي: يا أبا علي لو رأيت صلاتنا على النبي ﷺ في الكتاب كيف تزهر بين أيدينا؟.

📚قناة د.محسن المطيري

28 Nov, 18:31


علم المناسبات بين الآيات مما يتبارى فيه العلماء، حتى قال الرازي: (أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط) ومن المناسبات المشكلة قوله تعالى: (حَـٰفِظُوا۟ عَلَى ٱلصَّلَوَ ٰ⁠تِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُوا۟ لِلَّهِ قَـٰنِتِینَ) إذ وقعت وسط آيات الطلاق فأشكلت حتى قال ابن عاشور مع عنايته بعلم المناسبات: (الانتقال من غرض إلى غرض، في آي القرآن، لا تلزم له قوة ارتباط، لأن القرآن ليس كتاب تدريس يرتب بالتبويب وتفريع المسائل بعضها على بعض ولكنه كتاب تذكير، وموعظة…ثم أورد بعض الأقوال..
ومن أميز ما وقفت عليه ما نقله البقاعي عن الحرالي: (وإنما كان نجم هذا الخطاب للمحافظة على الصلاة لأن هذا الاشتجار المذكور بين الأزواج فيما يقع من تكره في الأنفس وتشاح في الأموال إنما وقع من تضييع المحافظة على الصلوات لأن الصلاة بركة في الرزق وسلاح على الأعداء وكراهة الشيطان؛ فهي دافعة للأمور التي منها تتضايق الأنفس وتقبل الوسواس ويطرقها الشح).

📚قناة د.محسن المطيري

28 Nov, 10:26


قال شيخ الإسلام: (فهذه خمس نصوص حيث ذكر الله أرض الشام في هجرة إبراهيم إليها ومسرى الرسول إليها وانتقال بني إسرائيل إليها ومملكة سليمان بها ومسير سبأ إليها: وصفها بأنها الأرض التي باركنا فيها. وأيضا ففيها الطور الذي كلم الله عليه موسى. والذي أقسم الله به في سورة الطور وفي {والتين والزيتون} {وطور سينين} وفيها المسجد الأقصى وفيها مبعث أنبياء بني إسرائيل وإليها هجرة إبراهيم وإليها مسرى نبينا ومنها معراجه وبها ملكه وعمود دينه وكتابه وطائفة منصورة من أمته؛ وإليها المحشر والمعاد كما أن من مكة المبدأ. فمكة أم القرى من تحتها دحيت الأرض والشام إليها يحشر الناس كما في قوله: {لأول الحشر}نبه على الحشر الثاني فمكة مبدأ وإيليا معاد في الخلق وكذلك في الأمر فإنه أسري بالرسول من مكة إلى إيليا. ومبعثه ومخرج دينه من مكة وكمال دينه وظهوره وتمامه حتى مملكة المهدي بالشام فمكة هي الأول والشام هي الآخر: في الخلق والأمر في الكلمات الكونية والدينية. ومن ذلك أن بها الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة)

📚قناة د.محسن المطيري

28 Nov, 06:18


بين شيخ الإسلام معنى قوله ﷺ: (للعامل منهم أجر خمسين منكم) وهل يلزم منه تفضيلهم على الصحابة؟ قال: (لكن تضعيف الأجر لهم في أمور لم يضعف للصحابة لا يلزم أن يكونوا أفضل من الصحابة فإن الذي سبق إليه الصحابة من الإيمان والجهاد ومعاداة أهل الأرض في موالاة الرسول وتصديقه وطاعته قبل أن تكثر أعوانه وتنتشر دلائل نبوته بل مع قلة المؤمنين وكثرة الكافرين والمنافقين وإنفاق المؤمنين أموالهم في سبيل الله ابتغاء وجهه في مثل تلك الحال أمر ما بقي يحصل مثله لأحد كما في الصحيحين عنه ﷺ: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه). الفرقان بين الحق والبطلان: (٣٢٥)، وهو ضمن الجزء الثالث عشر في الفتاوى.
وقال في موضع آخر: (فهذا صحيح إذا عمل الواحد من المتأخرين مثل عمل عمله بعض المتقدمين كان له أجر خمسين؛ لكن لا يتصور أن بعض المتأخرين يعمل مثل عمل بعض أكابر السابقين؛ كأبي بكر وعمر فإنه ما بقي يبعث نبي مثل محمد يعمل معه مثلما عملوا مع محمد ﷺ). (٣٧١/١١)

📚قناة د.محسن المطيري

27 Nov, 19:38


في قوله تعالى: ﴿ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا بهۦ﴾
قال ابن القيم: (فُسر ذلك بالعشق، وليس المراد اختصاصه به؛ بل المراد: أن العشق مما لا طاقة للعبد به…وقال النبي ﷺ: (لا ينبغي للمرء أن يذل نفسه)، قال الإمام أحمد: تفسيره أن يتعرض من البلاء لما لا يطيق. وهذا مطابق لحال العاشق، فإنه أذل الناس لمعشوقه، ولما يحصل به رضاه، والحب مبناه على الذل والخضوع للمحبوب»)
هذا النقل البديع عن ابن القيم، فيه توجيه لقول عن السلف بحمله على المثال، وجمعا بين الأقوال المختلفة اختلاف تنوع، والجامع بين العشق والبلاء الذي لا يطيقه المرء دخولهما تحت وصف عدم الطاقة.

📚قناة د.محسن المطيري

27 Nov, 17:51


من لطائف روايات الأحاديث: ما ذكره شيخ الإسلام ردا على بدعة الرافضة في عاشوراء من البكاء على الحسين، إذ قال: (وقد روي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي قال: قال ﷺ: «من أصيب بمصيبة، فذكر مصيبته بي، فأحدث استرجاعًا، وإن تقادم عهدها، كتب الله له من الأجر مثلها يوم أصيب» رواه أحمد وابن ماجه.
فتدبر كيف روى مثل هذا الحديث الحسين رضي الله عنه، وعنه بنته التي شهدت مصابه!).
وفي بدعة التمسح بالقبر النبوي وفي موقفين مختلفين: لما رأى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين بن علي من يتمسح بالقبر النبوي رووا قوله ﷺ: (لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم). [ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء].
قال شيخ الإسلام: (فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت، الذين لهم من رسول الله قرب النسب وقرب الدار، لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم فكانوا لها أضبط).
اقتضاء الصراط المستقيم: (٢/١٣٠،١٧٦)

📚قناة د.محسن المطيري

27 Nov, 15:04


من لطيف أنواع الغيرة ما ذكره ابن القيم: (الغيرة على دقيق العلم، وما لا يدركه فهم السامع أن يذكر له، ولهذه الغيرة قال علي بن أبي طالب: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟…
فالعالم يغار على علمه أن يبذله لغير أهله، أو يضعه في غير محله، كما قال عيسى ابن مريم: يا بني إسرائيل لا تمنعوا الحكمة أهلها؛ فتظلموهم، ولا تبذلوها لغير أهلها؛ فتظلموها.
وسئل ابن عباس عن تفسير قوله تعالى: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)
فقال للسائل: وما يؤمنك أني إن أخبرتك بتفسيرها؛ كفرت؟ فإنك تكذب بها، وتكذيبك بها كفرك بها. فالمسألة الدقيقة اللطيفة التي تبذل لغير أهلها، كالمرأة الحسناء التي تهدى إلى ضرير مقعد).
روضة المحبين: (٤٢٦).

📚قناة د.محسن المطيري

26 Nov, 14:50


من أهم الكتب التي ناقشت القبوريين في مسألة التوسل، وبين فيه ابن تيمية الإجمال والاشتراك في اصطلاح التوسل بين المعنى الشرعي، والمعنى الذي ذهب إليه المبتدعة من التوسل البدعي، كما ناقش أدلتهم في جواز التوسل البدعي، وأهمها حديث الأعرابي وهو حديث ضعيف السند، وبين إن نصوص السلف والأئمة الأربعة على خلاف مذهب أهل البدع في التوسل، وقد ختم كتابه بعبارة وقاعدة متينة في الاستدلال وتلقي العلم في المسائل الكبيرة فقال: التوحيد هو سر القرآن ولب الإيمان وتنويع العبارة بوجوه الدلالات من أهم الأمور وأنفعها للعباد في مصالح المعاش والمعاد.

📚قناة د.محسن المطيري

26 Nov, 05:04


في ترجمة شيخ الإسلام في زهده وإقباله على الآخرة: قال ابن مفلح: (وكان شيخ الإسلام قليل تناول الطعام والشراب وينشد كثيرا: لَهَا أَحَادِيثُ مِنْ ذِكْرَاكَ تَشْغَلُهَا ... عَنْ الشَّرَابِ وَتُلْهِيهَا عَنْ الزَّادِ).
وقال أبو حفص البزار: (وأخبرني غير واحد أنه ما رآه ولا سمع أنه طلب طعامًا قطُّ ولا غداء ولا عشاء، ولو بقي مهما بقي؛ لشدّة اشتغاله بما هو فيه من العلم والعمل، بل كان يؤتى بالطعام، وربما يُترك عنده زمانًا حتى يلتفت إليه، وإذا أكل أكل شيئًا يسيرًا. قال: وما رأيناه يذكر شيئًا من ملاذّ الدنيا ونعيمها، ولا كان يخوض في شيء من حديثها، ولا يُسألُ عن شيء من معيشتها، بل جلُّ همّته وحديثه في طلب الآخرة، وما يقرّب إلى الله تعالى). الأعلام العلية: ٧٧٢

📚قناة د.محسن المطيري

25 Nov, 15:12


من فوائد عدم إطالة المؤذن ألفاظ الآذان والتمطيط فيه:
أنه يعين المستمع على الترديد خلفه، وتحصيل الأجر العظيم في ذلك، وهناك خمس سنن في الآذان: ثلاث سنن في قوله ﷺ في حديث مسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة). وقد جاء في مسلم عنه ﷺ أن من ردد خلف المؤذن دخل الجنة.
والرابعة: أن يقول ما رواه مسلم عنه ﷺ: (من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه).
والخامسة: أن يدعو الله بعد إجابة المؤذن لما في سنن أبي داود أن رجلا قال: يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال ﷺ قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه).
قال ابن القيم: (فهذه خمسة وعشرون سنة في اليوم والليلة لا يحافظ عليها إلا السابقون).
يعني الآذان بقدر الصلوات الخمس، وكل آذان معه خمس سنن.

📚قناة د.محسن المطيري

25 Nov, 12:28


نشرة مُلهِم البريدية - العدد #16 - صَدْرٌ وسَطْرٌ | هدهد
https://gohodhod.com/@nashrat_molhem/issues/9228?preview_token=f3613ea4-310d-4b06-8d68-0a1b5c9f1fcb

📚قناة د.محسن المطيري

25 Nov, 09:55


الموازنة بين الحسنات والسيئات في تقييم العلماء أمر شرعي عقلي، وهو من أبواب العلم والعدل والرحمة مع المخالفين، يقول شيخ الإسلام في سياق حديثه عن بعض المخالفين من المتصوفة، وأهل الرأي: (فمن جعل طريق أحد من العلماء أو طريق أحد من العباد أفضل من طريق الصحابة فهو مخطئ ضال مبتدع ومن جعل كل مجتهد في طاعة أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا فهو مخطئ ضال مبتدع. ثم الناس في الحب والبغض والموالاة والمعاداة هم أيضا مجتهدون يصيبون تارة ويخطئون تارة وكثير من الناس إذا علم من الرجل ما يحبه أحب الرجل مطلقا وأعرض عن سيئاته وإذا علم منه ما يبغضه أبغضه مطلقا وأعرض عن حسناته وهذا من أقوال أهل البدع والخوارج والمعتزلة والمرجئة
وأهل السنة والجماعة يقولون ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وهو أن المؤمن يستحق وعد الله وفضله والثواب على حسناته ويستحق العقاب على سيئاته وإن الشخص الواحد يجتمع فيه ما يثاب عليه وما يعاقب عليه وما يحمد عليه وما يذم عليه وما يحب منه وما يبغض منه فهذا هذا).
الفتاوى: (١٥/١١).

📚قناة د.محسن المطيري

24 Nov, 20:25


قال ابن القيم في سياق أجوبة على منكري عذاب القبر: (سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام، بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع؛ لا سيما إن أضيف إليه سوء القصد، فيتفق سوء الفهم في بعض الأشياء من المتبوع مع حسن قصده، وسوء القصد من التابع فيا محنة الدين وأهله!….
ولكثرة أمثلة هذه القاعدة تركناها، فإنا لو ذكرناها لزادت على عشرة ألوف، حتى إنك لتمر على الكتاب من أوله إلى آخره، فلا تجد صاحبه فهم عن الله ورسوله مراده كما ينبغي في موضع واحد!) الروح: ١٨٤/١

📚قناة د.محسن المطيري

24 Nov, 15:24


من أبواب المعاني البلاغية: باب التقديم والتأخير، وقد عقد له ابن القيم فصلا ماتعا في بدائع الفوائد في عشر صفحات نقلا عن السهيلي، ثم تعقبه في أكثرها، وسأنقل بعض لطائف السهيلي: (والمعاني تتقدم بأحد خمسة أشياء: إما بالزمان، وإما بالطبع، وإما بالرتبة، وإما بالسبب، وإما بالفضل والكمال..وتقدم الظلمة المعقولة معلوم بضرورة العقل: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} فالجهل ظلمة معقولة، وهي متقدمة بالزمان على نور العلم...تقدم العزيز على الحكيم لأنه عزَّ فلما عزَّ حَكَمَ، وربما كان هذا من تقدُّم السبب على المسبب، ومثله كثير في القرآن، نحو: {يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} لأنَّ التوبة سبب الطهارة،..وأمَّا تقديم المال على الولد في كثير من الآي؛ فلأن الولدَ بعد وجودِ المالِ نعمةٌ ومسرَّةٌ، وعند الفقر وسوء الحال همٌّ ومضرَّة، فهذا من باب تقديم السبب على المسبب.
وأما قوله: {حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} فتقديم النساء على البنين بالسبب، وتقديم البنين على الأموال بالرتبة..
وتعقبه ابن القيم في هذه اللطيفة فقال: قدَّم ما تَعَلُّق الشهوة به أقوى، وهو النساء، التي فتنتهن أعظم فتن الدنيا، وهن القيود التي حالت بين العباد وبين سيرهم إلى الله.
ثمَّ ذكر البنين المتولِّدين منهنَّ، فالإنسان يشتهي المرأة للذة والولد، وكلاهما مقصود له لذاته. ثم ذكر شهوة الأموال؛ لأنها تُقْصَد لغيرها، فشهوتها شهوة الوسائل، وقدَّم أشرف أنواعها وهو الذهب، ثمَّ الفضة بعده. ثمَّ ذكر الشهوة المتعلِّقة بالحيوان الذي لا يُعَاشَر عشرة النساء والأولاد، فالشهوة المتعلقة به دون الشهوة المتعلقة بهما، وقدَّم أشرف هذا النوع وهو (الخيل) فإنها حصون القوم ومعاقلهم، وعِزُّهم وشرفهم، فقدمها على الأنعام التي هى الإبل والبقر والغنم.
ثمَّ ذكر الأنعام وقدَّمها على الحرث؛ لأنَّ الجمالَ بها والانتفاعَ أظهرُ وأكثرُ من الحرث، كما قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} فإنها يُنتفع بها؛ ركوباً وأكلاً وشرباً ولباساً وأمتعة وأسلحة ودواء وقُنْية، إلى غير ذلك من وجوه الانتفاع. وأيضاً فصاحبها أعزّ من صاحب الحرث وأشرف).
(١-١٤٢/١٠٦)

📚قناة د.محسن المطيري

24 Nov, 09:56


بعد عام واحد...

يرجى لمن حافظ على التسبيح ١٠٠ مرة في أذكار الصباح والمساء فقط.
أن يكون قد غرس له
أكثر من سبعين ألف نخلة في الجنة...
تخيلوا لو أن هذا النخل في الدنيا
فستكون مزرعته بمقاييس الدتيا مساحتها ٧ ملايين متر مربع...
٥ دقائق فقط من كل يوم يسبح سنة واحدة
يحصل على هذه المزرعة المثمرة المترامية الأطراف...
بعد عشرة أعوام يكون لك عشر مزارع كلها مثلها.
كل صباح أو مساء تستعجل فيه عن التسبيح مائة مرة تفوتك ٢٠٠ نخلة...
فكيف وهذا البستان
في الجنة !
التي بعض أشجارها يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها ١٠٠ عام لا يقطعها!
فكيف وسيقانها من ذهب!
كيف والأنهار تجري من تحتها!
كيف وهي مزرعة لا تبيد ولا تصفر ولا تموت ولا تحتاج لمؤونة ولا تعب ولا سقي ولا جذاذ ولا عناية ولا تأبير ولا تنظيف ولا عمال ولا تصاريح ولا صكوك ولا خصومات ولا حراس ولا مبيدات ولا حفر بئر ولا مكافحة آفات ولا تعتريها الفصول ولا تسقط أوراقها ولا تنقطع ثمارها ولا يمل آكلها ولا الناظر إليها !
في بستان لا حر فيه ولا قر ولا عواصف ولا غبار ولا شمس!
ولا زمهرير!

شجرة واحدة منها خير من كل شجر الدنيا منذ أن خلقها الله إلى يوم القيامة
والنخل واحد فقط من ثمراتها التي لا يحصيها إلا الله.
وصاحبها لا يمرض ولا يخاف ولا يحزن ولا يموت.
كم يفوت تاركي الأذكار من البساتين؟

📚قناة د.محسن المطيري

23 Nov, 19:25


في سياق تقرير شيخ الإسلام للبدع وضوابطها وأصولها، وأنه لم تقم سنة إلا واندرست بدعة،
قال: (وترك السنن من جنس فعل البدع). اقتضاء الصراط المستقيم: (١٥٣/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

23 Nov, 12:31


يستدل بعض المستنبطين أن تعبير الرؤيا من باب الظن وذلك من قوله تعالى في قول يوسف: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ)، ومع كون هذا الأمر صحيحا، لكن هل يصح هذا الاستنباط وربط الآية به؟ هذا الاستنباط مبني على قول قتادة: (وإنما عبارة الرؤيا بالظن، فيحقُّ الله ما يشاءُ ويُبْطِل ما يشاء).
علق الطبري مختصرا: (وهذا الذي قاله قتادة مِن أنّ عبارة الرؤيا ظنٌّ فإنّ ذلك كذلك مِن غير الأنبياء. فأمّا الأنبياء فغير جائز منها أن تخبر بخبر عن أمر أنّه كائن ثم لا يكون، أو أنّه غير كائن ثم يكون مع شهادتها على حقيقة ما أخبرت عنه أنه كائن أو غير كائن….ثم يؤكد ذلك بقوله: ﴿قضي الأمر الذي فيه تستفتيان﴾ عند قولهما: لم نر شيئًا، إلا وهو على يقين أن ما أخبرهما بحدوثه أنّه كائن لا محالة لا شك فيه، وليقينه بكون ذلك قال للناجي منهما: ﴿اذكرني عند ربك﴾. فبَيِّنٌ إذن بذلك فسادُ القول الذي قاله قتادة).
ووافقه ابن عطية وابن عاشور في معنى اليقين أو القطع، واحتمل ابن عطية أن الظن يعود إلى الرائي.
ومن مواعظ الحسن عند هذه الآية قوله: ذُكر لنا أنّ نبيَّ الله ﷺ قال: «رَحِم اللهُ يوسف، لولا كلمتُه ما لبِث في السجن طول ما لبث». يعني: قوله: ﴿اذكرني عند ربك﴾. ثم بكى الحسن، ويقول: نحن إذا نزل بنا أمرٌ فَزِعنا إلى الناس).
والحديث ضعيف، ولكنه من قول بعض السلف.

📚قناة د.محسن المطيري

23 Nov, 06:36


في قوله تعالى: (أمّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِ فَأَرَدْتُ أنْ أعِيبَها وكانَ وراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) (وفي الاية: جوازُ ارتكابِ أدنى المَفسدتَيْنِ لدفعِ أعلاهُما، وكلَّما كان الإنسانُ بالمَفاسِدِ أبصَرَ، كان في بابِ السلامةِ أدَقَّ نظرًا.. وقد كان النبيُّ ﷺ أعلَمَ الناسِ بالمَفاسِدِ وتركُهُ لهدمِ الكعبةِ مِن هذا البابِ، وتركُهُ للأعرابيِّ الذي بال في المسجدِ منه كذلك.
وكلَّما كان العالِمُ أو الحاكمُ بالمَفاسِدِ أعلَمَ، كان الاعتراضُ عليه ممَّن دونَه أشَدَّ، لأنّه يَرى ما لا يرَوْنَ، ويختارُ ما لا يختارُون، ويَنقُدونَ على ما يَعلَمونَ، ويجبُ عليه أن يَصبِرَ على ما يَعلَمُ، مع بيانِ حقيقةِ ما يَعلَمُ إنْ كان له قدرةٌ على البيان…والعِلْمُ بالمَفاسِدِ عظيمٌ، وهو خلافُ العلمِ بالمَصالِحِ، فالنفوسُ تتشوَّفُ إليه وتُقبِلُ عليه). التفسير والبيان لأحكام القرآن: (١٧١٨/٤).

📚قناة د.محسن المطيري

22 Nov, 19:33


نزلت آية تخيير أزواج النبي ﷺ في قوله تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّأَزۡوَ ٰ⁠جِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا وَزِینَتَهَا فَتَعَالَیۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحࣰا جَمِیلࣰا وَإِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلدَّارَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡمُحۡسِنَـٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِیمࣰا) فكان قول نساء النبي ﷺ واحدا بعد قول عائشة: (أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة) فلما علون إلى اختيار الله والدار الآخرة شرفهن الله بالخطاب المباشر: (یَـٰنِسَاۤءَ ٱلنَّبِیِّ…) قال ابن عاشور: (تولى الله خطابهن بعد أن أمر رسوله بتخييرهن فخيرهن فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة فخاطبهن ربهن خطابا لأنهن أصبحن على عهد مع الله تعالى: ”أن يؤتيهن أجرا عظيما“ . وقد سماه عمر عهدا فإنه كان كثيرا ما يقرأ في صلاة الصبح سورة الأحزاب فإذا بلغ هذه الآية رفع بها صوته فقيل له في ذلك فقال (أذكرهن العهد)).
التحرير والتنوير

📚قناة د.محسن المطيري

22 Nov, 13:11


قال ابن القيم: في منزلة على النبي من الدعاء: (الموطن السَّابِع من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ ﷺ عِنْد الدُّعَاء: وَله ثَلَاثَة مَرَاتِب:
إِحْدَاهَا: أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ قبل الدُّعَاء وَبعد حمد الله تَعَالَى
والمرتبة الثَّانِيَة: أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فِي أول الدُّعَاء وأوسطه وَآخره
وَالثَّالِثَة: أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فِي أَوله وَآخره وَيجْعَل حَاجته متوسطة بَينهمَا..وَقد تقدم حَدِيث عَليّ مَا من دُعَاء إِلَّا بَينه وَبَين الله حجاب حَتَّى يصلى على مُحَمَّد ﷺ فَإِذا صلى على النَّبِي ﷺ انخرق الْحجاب واستجيب الدُّعَاء وَإِذا لم يصل على النَّبِي لم يستجب الدُّعَاء.
وَتقدم قَول عمر الدُّعَاء مَوْقُوف بَين السَّمَاء وَالْأَرْض لَا يصعد مِنْهُ شَيْء حَتَّى تصلي على نبيك ﷺ..وَالصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للدُّعَاء بِمَنْزِلَة الْفَاتِحَة من الصَّلَاة.
وَهَذِه المواطن الَّتِي تقدّمت كلهَا شرعت الصَّلَاة على النَّبِي ﷺ فِيهَا امام الدُّعَاء فمفتاح الدُّعَاء الصَّلَاة على النَّبِي ﷺ كَمَا أَن مِفْتَاح الصَّلَاة الطّهُور).
جلاء الأفهام: ٤٤٥

📚قناة د.محسن المطيري

22 Nov, 05:22


ذكر ابن القيم في جلاء الأفهام أكثر من أربعين موطنا للصلاة على النبي ﷺ، وأربعين ثمرة للصلاة عليه، قال في بعضها: (أنها سبب لدوام محبته للرسول ﷺ وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به، لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب، واستحضاره في قلبه، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه = تضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه….
أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه وذكره، استولت محبته على قلبه، فلايبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوبا مسطورا في قلبه، لا يزال يقرؤه على تعاقب أحواله، ويقتبس الهدى والفلاح وأنواع العلوم منه، وكلما ازداد في ذلك بصيرة وقوة ومعرفة، ازدادت صلاته عليه ﷺ). جلاء الأفهام: (٥٢٥، ٥٣١).

📚قناة د.محسن المطيري

21 Nov, 16:33


(وَإِن تَتَوَلَّوۡا۟ یَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَیۡرَكُمۡ )

التولي عن طاعة الله يقع على أحوال
منها التولي بالكلية ومنها دون ذلك...
وقد يتبعض
حتى يكون من أنواعه التولي عن طاعة نافلة كان مستديما لها ثم يتركها
ودون ذلك التولي بالنية والإرادة عن طاعة
فيعزم القلب على تركها فيستبدله الله ربما قبل أن يتركها بفعله
فتتعذر عليه حتى لو أرادها بعد تعسرت وتباعدت منه.
وهذا أمر معلوم تيقنه كل من تلبس بشرف طاعة ودعوة وعلم ثم أخلد للراحة والدنيا فإنه يجد من ذهاب نور العلم والبصيرة وانطفاء العزم ما يرى معه الاستبدال عيانا.
وليس أعظم حسرة على العبد أن يكون له منزلة عند ربه فيطرده منها ويعطيها لمن هو خير منه.
ولذا لم يذكر الله هنا عقوبة للمتولين إلا هذه ليردع بها من آمن بالله وأحبه
اللهم اعف عنا وردنا إليك ردا جميلا.

📚قناة د.محسن المطيري

21 Nov, 16:29


في قوله تعالى في قصة قارون: (وَٱبۡتَغِ فِیمَاۤ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِیبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡیَا) يستدل بها كثير من الناس أن المراد بها الأخذ بنصيبك من حظوظ الدنيا وهو أحد القولين، وأكثر المفسرين من السلف: أن المراد استعمال الدنيا للآخرة، قال علي بن أبي طالب: لا تنس صِحَّتك، وقُوَّتك، وشبابك، وغِناك؛ أن تطلب بها الآخرة، وقال ابن عباس: أن تعمل فيها لآخرتك، ورجحه الطبري، قال ابن عطية معلقا: (فالكلام كله على هذا التأويل شِدَّة في الموعظة)، وليس في ذلك تكرار: فالأول بالمال، والثاني: بالصحة والشباب ونحوها. بل إن بعض السلف نفى ذلك المعنى المشهور، فقال: إنّ قومًا يضعونها على غير موضعها؛ ﴿ولا تنس نصيبك من الدنيا﴾ تعمل فيها بطاعة الله.
ومن عجيب الأقوال ما نقله ابن عطية أن الثعلبي نقل قولهم: أرادوا بنصيبه: الكفن. ثم علَّق بقوله: (وهذا وعْظٌ مُتَّصِل، كأنهم قالوا: لا تنس أنك تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن).
وقد ورد عن قتادة قوله: أن تأخذ من الدنيا ما أحلَّ اللهُ لك، فإنّ لك فيه غِنًى وكفاية.
وعلَّق ابن عطية تعليقا دعويا بديعا فقال: فالكلام على هذا التأويل هو في الرفق به، وإصلاح الأمر الذي يشتهيه، وهذا مما يجب استعماله مع الموعظة خشية النَّبْوة (النفرة) مِن الشِّدة).

📚قناة د.محسن المطيري

21 Nov, 05:31


من أبرع معاني الرباني ما ذكره الطبري في قوله تعالى: (ما كانَ لِبَشَرٍ أنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الكِتابَ والحُكْمَ والنُّبُوءَةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِبادًا لِي مِن دُونِ اللَّهِ ولَكِنْ كُونُوا رَبّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الكِتابَ وبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ).
(العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يَرُبّ أمورَ الناس، بتعليمه إياهم الخيرَ، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم = وكان كذلك الحكيمُ التقيُّ لله، والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وَليه المقسطون من المصْلحين أمورَ الخلق، بالقيام فيهم بما فيه صلاحُ عاجلهم وآجلهم، وعائدةُ النفع عليهم في دينهم، ودنياهم…فالربانيون" إذًا، هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا. ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"، لأن"الأحبارَ" هم العلماء، و"الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم).
وفي الآية إشارة لعدة صفات لهذا الرباني: (ما كانَ لِبَشَرٍ أنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الكِتابَ والحُكْمَ والنُّبُوءَةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِبادًا لِي) دلالة على الإخلاص والتجرد لله في العمل.
والبدء بصغار العلم قبل كباره كما قال ابن عباس يدل على التدرج وفقه التعليم، وفي التعبير بالفعل المضارع الدال على الاستمرار في: تعلمون وتدرسون دلالة على التكرار الذي يحصل به الرسوخ العلمي.

📚قناة د.محسن المطيري

20 Nov, 19:52


﴿إِن تُبۡدُوا۟ ٱلصَّدَقَـٰتِ فَنِعِمَّا هِیَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَاۤءَ فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۚ وَیُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَیِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیر)
قال ابن القيم: (وتأمل تقييده تعالى الإخفاء بإيتاء الفقراء خاصة، فإن من الصدقة ما لم يمكن إخفاؤه كتجهيز جيش، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، وأما إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد: الستر عليه، وعدم تخجيله بين الناس، وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنه لا شيء له فيزهدون في معاملته ومعاوضته. وهذا قدر زائد عن الإحسان إليه بمجرد الصدقة، مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة وطلب المحمدة من الناس)
طريق الهجرتين: (٨١٨/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

20 Nov, 12:45


من لطف الله ورحمته بعبده وعنايته بالطفل الرضيع، ولما كانت المشاحة والمضارة بين الزوجين الطليقين سببا لضرر الولد، أفرد آية في نصف صفحة لبيان حقه عليهما في الرضاع، وأحكام النفقة عليه أثناء رضاعه، ولأن الأم ربما كانت مطلقة فاستهانت بالولد إيذاء للزوج إن كان الطلاق عن شقاق أو رغبة في زوج آخر، وكذا الأب قد يريد الإضرار بزوجه، نبه جل وعلا على حق الطفل، فليتق الله كل طليقين في القيام بحق أولادهم: (وَٱلۡوَ ٰ⁠لِدَ ٰ⁠تُ یُرۡضِعۡنَ أَوۡلَـٰدَهُنَّ حَوۡلَیۡنِ كَامِلَیۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن یُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ وَعَلَى ٱلۡمَوۡلُودِ لَهُۥ رِزۡقُهُنَّ وَكِسۡوَتُهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَاۤرَّ وَ ٰ⁠لِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودࣱ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ وَعَلَى ٱلۡوَارِثِ مِثۡلُ ذَ ٰ⁠لِكَۗ فَإِنۡ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضࣲ مِّنۡهُمَا وَتَشَاوُرࣲ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِمَا وَإِنۡ أَرَدتُّمۡ أَن تَسۡتَرۡضِعُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُمۡ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ إِذَا سَلَّمۡتُم مَّاۤ ءَاتَیۡتُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ).

📚قناة د.محسن المطيري

20 Nov, 09:34


الدعوة إلى دين الله شرفٌ عظيم، يقول الإمام ابن كثير رحمه الله: يَقُولُ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى الله﴾ أَيْ: دَعَا عِبَادَ الله إِلَيْهِ، ﴿وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ أَيْ: وَهُوَ فِي نَفْسِهِ مُهْتَدٍ بِمَا يَقُولُهُ، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَأْتُونَهُ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَأْتُونَهُ، بَلْ يَأْتَمِرُ بِالْخَيْرِ وَيَتْرُكُ الشَّرَّ، وَيَدْعُو الْخَلْقَ إِلَى الْخَالِقِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وَهَذِهِ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَنْ دَعَا إِلَى خَيْرٍ، وَهُوَ فِي نَفْسِهِ مُهْتَدٍ (انتهى).

فلا ينبغي أن يُدنّس هذا الشرف بجعل الدعوة إلى الله وسيلة لإرضاء السلطان أو تحصيل الأموال أو صرف وجوه الناس إليه ومنعهم عن غيره من أهل الفضل.

فمن صفّى صُفّي له، ومن خلّط ومزَج= وَجَد أثر ذلك في الدنيا والآخرة.

واعلم أن أهل المال والسلطة يعلمون شرف الدعوة وأثرها في قلوب الناس، فيُصيبون من الدعاة ويستغلون أثر دعوتهم؛ لتنفَق سلعتهم ويبقى سلطانهم، فيتحول الداعية -بشهرته التي اكتسبها من شرف الدعوة- إلى بوق لأهل السلطة أو مصدر دخل لأهل المال، عصمنا الله من الفتن.

ولذلك حذّر الوحي من كثرة خُلطة أهل الترف؛ فإنهم إما أن يحرقوا ثيابك التي أُمرت بتطهيرها، أو تجد منهم ريحا خبيثة تعمي بصرك عن رؤية حقائق الوحي؛ فتنكر ما كنتَ تعرف، وتلك هي الفتنة.

📚قناة د.محسن المطيري

19 Nov, 18:16


تحرير رائع لشيخ الإسلام في تنزيل آيات الكفار على المسلمين، يقول: (فطائفة من المفسرين تقول في هذه الآيات وما أشبهها: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما} هذه الآية في الكفار فيبقى من يسمع ذلك يظن أنه ليس لمن يظهر الإسلام في هذا الذم والوعيد نصيب؛ بل يذهب وهمه إلى من كان مظهرا للشرك من العرب فلا ينتفع بهذه الآيات التي أنزلها الله ليهتدي بها عباده. فيقال:
أولا: المظهرون للإسلام فيهم مؤمن ومنافق والمنافقون كثيرون في كل زمان والمنافقون في الدرك الأسفل من النار.
ثانيا: الإنسان قد يكون عنده شعبة من نفاق وكفر وإن كان معه إيمان كما قال النبي ﷺ: {أربع من كن فيه كان منافقا خالصا…وقد ثبت أنه قال لأبي ذر: {إنك امرؤ فيك جاهلية} وأبو ذر من أصدق الناس إيمانا..وإذا عرف هذا علم أن كل عبد ينتفع بما ذكر الله في الإيمان من مدح شعب الإيمان وذم شعب الكفر وكما يقول بعضهم في قوله: {اهدنا الصراط المستقيم} . فيقولون المؤمن قد هدي إلى الصراط المستقيم فأي فائدة في طلب الهدى ثم يجيب بعضهم بأن المراد ثبتنا على الهدى ويقول بعضهم زدني هدى وإنما يوردون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم فإن المراد به العمل بما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه في جميع الأمور).
الفتاوى مختصرا: (١٠٥/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

19 Nov, 15:30


نقل بديع عن ابن القيم قد يفسر سبب ضعف الحفظ والفهم الحاصل مع كثرة تقليب النظر في هذه الوسائل، يقول في التفضيل السمع والبصر: (وأما فقد البصر؛ فربما كان معينا على قوة إدراك البصيرة وشدة ذكائها، فإن نور البصر ينعكس إلى البصيرة باطنا فيقوى إدراكها ويعظم، ولهذا تجد كثيرا من العميان أو أكثرهم عندهم من الذكاء الوقاد، والفطنة وضياء الحس الباطن، مالا تكاد تجده عند البصير، ولا ريب أن سفر البصر في الجهات والأقطار، ومباشرته للمبصرات على اختلافها، يوجب تفرق القلب وتشتيته؛ ولهذا كان الليل أجمع للقلب، والخلوة أعون على إصابة الفكرة.
ولهذا كثير في العلماء وأئمة الإسلام من هو أعمى، ولم يعرف فيهم واحد أطرش). بدائع الفوائد: (١٢٥/١).

📚قناة د.محسن المطيري

18 Nov, 14:51


أجاب ابن القيم بعدة أجوبة على أدلة المعتزلة في نفي الرؤية يوم القيامة في قوله: (لن تراني)، ثم قال: (وعلمت بهذا أن بدعتهم الخبيثة حالت بينهم وبين فهم كلام الله كما ينبغي، وهكذا كل صاحب بدعة تجده محجوبا عن فهم القرآن!.)
بدائع الفوائد: (١٦٨/١).

📚قناة د.محسن المطيري

18 Nov, 05:32


في فهم المعنى من خلال اللفظ قال ابن القيم: (وقلت يوما لشيخنا ابن تيمية، قال ابن جني: مكثت برهة إذا ورد على لفظ آخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه وكيفية تركيبه، ثم أكشفه، فإذا هو كما ظننته أو قريبا منه، فقال لي رحمه الله: وهذا كثيرا ما يقع لي).
ثم أورد ابن القيم عدة أمثلة
في بدائع الفوائد: (١٦٦/١)، وهذا الكتاب مع كتاب التبيان في أيمان القرآن أوسع كتب ابن القيم في علم التفسير، والبلاغة القرآنية، وقد أحصيت ثناءه على الكتاب بعد إيراد الفوائد والنكات في خمسة عشر موضعا، وما قيل من استفادته من السهيلي، فقد أحصيت تعقباته عليه في مواضع كثيرة، فلم يكتف بالنقل، وذكره باسمه تصريحا في أكثر من خمسين موضعا، وليس هذا فعل من يريد النقل دون عزو، والكتاب على طوله بديع للغاية في الفوائد والتأملات والنكات البلاغية والتفسيرية والعقدية، وفي نظري: أن هذا الكتاب من أعمق كتب ابن القيم.

📚قناة د.محسن المطيري

17 Nov, 19:28


طالب العلم والقوة القريبة.

عادة ينتبه طالب العلم إلى نعمة الله عليه بما حصله من العلوم فيحمد الله على حفظه لكتاب الله واستظهاره أو ضبط لبعض كتب السنة وبعض المتون وضبطه لمسائل المعتقد وكثير من الإحكام الفقهية
فكلما تذكر هذا استشعر نعمة الله عليه بما خصه به من الحفظ والضبط.
وهذا كله يسمى العلم بالفعل.
لكنه يغفل عن نعمة كبرى اختصه الله بها عن ملايين من الخلق وهو العلم بالقوة القريبة (كما يسميها العلماء)
وهي ما يؤتي الله عبده من اليسر في الوصول لكثير من العلم الشرعي بأدنى جهد وأقرب وقت فعنده الآلة والدربة التي تمكنه من بلوغ مراده من تفسير آية أو صحة حديث ومعناه أو أحكام مسألة عقدية أو فقهية
لما أودعه الله فيه من هذه القوة التي تمكنه من تحصيل العلم بالمسألة متى أراد بأيسر سبيل حيث يبلغ علما يسكن إليه ويطمئن به.
وإذا كنت تجهل هذه النعمة يا طالب العلم
فانظر حال ممن لا يحصيهم إلا الله حولك ومعهم الأجهزة والمواقع ولكنهم لا يدرون أي شيء هو الصواب والصحيح في تفسير آية أو حكم على حديث أو بيان معنى سنة أو معرفة حكم فقهي.
فتعرض لأحدهم المسألة فلا يدري أين يجدها وكيف يبحثها وكيف يعرف الحق فيها ومن هم أهل العلم بها وما مظان مناقشتها.
فتدبر هذه النعمة مليا
ثم احمد الله كثيرا.

📚قناة د.محسن المطيري

17 Nov, 17:41


هل يحتاج العبد إلى التوبة من الطاعات: قال شيخ الإسلام: (وتوبة الإنسان من حسناته على أوجه:
أحدها: أن يتوب ويستغفر من تقصيره فيها.
والثاني: أن يتوب مما كان يظنه حسنات ولم يكن كحال أهل البدع.
والثالث: يتوب من إعجابه ورؤيته أنه فعلها وأنها حصلت بقوته وينسى فضل الله وإحسانه وأنه هو المنعم بها وهذه توبة من فعل مذموم وترك مأمور. ولهذا قيل: تخليص الأعمال مما يفسدها أشد على العاملين من طول الاجتهاد).
مجموع الفتاوى: (٦٨٧/١١).

📚قناة د.محسن المطيري

17 Nov, 09:56


من وسائل التدبر: النظر في فواصل الآيات بأسماء الله وصفاته، وعلاقتها بسياق الآية، في قوله تعالى في خطاب عيسى لربه بشأن الذين اتخذوه إلها: ﴿إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ﴾ قال ابن القيم: (قال: {وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}، ولم يقل: «الغفور الرحيم». وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى، فإنه في وقت غضب الرب عليهم، والأمر بهم إلى النار، فليس مقام استعطاف ولا شفاعة، بل مقام براءة منهم. فلو قال: «فإنك أنت الغفور الرحيم» لأشعر باستعطافه على أعدائه الذين قد اشتد غضبه عليهم، فالمقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم، فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم).
مدارج السالكين: (١٤٦/٣).

📚قناة د.محسن المطيري

16 Nov, 17:01


من امتلأ قلبه من محبة الله والإخلاص له، لم يجد فراغا لغيره، يقول شيخ الإسلام في مقارنة بين يوسف عليه السلام وامرأة العزيز: (والرسل ﷺ بعثوا لتقرير الفطرة وتكميلها لا لتغيير الفطرة وتحويلها وإذا كان القلب محبا لله وحده مخلصا له الدين لم يبتل بحب غيره أصلا، فضلا أن يبتلى بالعشق. وحيث ابتلي بالعشق فلنقص محبته لله وحده. ولهذا لما كان يوسف محبا لله مخلصا له الدين لم يبتل بذلك بل قال تعالى: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} . وأما امرأة العزيز فكانت مشركة هي وقومها فلهذا ابتليت بالعشق وما يبتلى بالعشق أحد إلا لنقص توحيده وإيمانه وإلا فالقلب المنيب إلى الله الخائف منه فيه صارفان يصرفانه عن العشق).
الفتاوى: (١٣٥/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

16 Nov, 10:28


من تنبيهات ابن القيم على الفرق بين اسمي الرب: الصبور والحليم ولماذا لم يرد اسم الصبور في القرآن؟ وهو أنموذج لتدبر أسماء الله في النصوص: (أما الصبر، فقد أطلقه عليه أعرف الخلق به بصيغة المبالغة..عن النبي ﷺ قال: "ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله يدّعون له ولدا وهو يعافيهم ويرزقهم"..وفي أسمائه الحسنى الصبور..والفرق بين الصبر والحلم: أن الصبر ثمرة الحلم وموجبه، فعلى قدر حلم العبد يكون صبره، والحلم في صفات الرب تعالى أوسع من الصبر، ولهذا جاء اسم الحليم [في القرآن في غير موضع، ولسعته يقرنه سبحانه باسم العليم…وكونه حليما من لوازم ذاته، وأما صبره سبحانه فمتعلق بكفر العباد وشركهم ومسبتهم له سبحانه، وأنواع معاصيهم وفجورهم فلا يزعجه سبحانه ذلك كله إلى تعجيل العقوبة..ولما كان اسمه الحليم أدخل في الأوصاف، واسم الصبور في الأفعال، كان الحلم أصل الصبر، فوقع الاستغناء به في القرآن عن اسم الصبور). عدة الصابرين مختصرا: ٥٣٢_٥٣٩

📚قناة د.محسن المطيري

15 Nov, 20:28


من جميل استنباطات شيخ الإسلام ما نقله ابن القيم فيمن يستفتي لغرض لا ديانة وتعبدا، قال ابن القيم: (وقال شيخنا مرة: أنا مخير بين إفتاء هؤلاء وتركهم، فإنهم لا يستفتون للدين، بل لوصولهم إلى أغراضهم حيث كانت، ولو وجدوها عند غيري لم يجيئوا إلي، بخلاف من يسأل عن دينه. وقد قال الله تعالى لنبيه ﷺ في حق من جاءه يتحاكم إليه لأجل غرضه، لا لالتزامه لدينه من أهل الكتاب: {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا} فهؤلاء لما لم يلتزموا دينهم لم يلزمه الحكم بينهم. والله أعلم).
إعلام الموقعين: (١٧٧/٥).

📚قناة د.محسن المطيري

15 Nov, 11:04


عقد ابن القيم فصولا طويلة حول تحريم الغناء وعقوبته ثم قال: (وقد تظاهرت الأخبار بوقوع المسخ في هذه الأمة، وهو مقيد في أكثر الأحاديث بأصحاب الغناء، وشراب الخمر، وفي بعضها مطلق..
وقال أيضا: (فالمسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولا بد: وهو واقع في طائفتين: علماء السوء الكاذبين على الله ورسوله، الذين قلبوا دين الله تعالى وشرعه، فقلب الله تعالى صورهم، كما قلبوا دينه. _والمجاهرين المتهتكين بالفسق والمحارم.
ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره، أو يوم القيامة…
قال شيخنا (ابن تيمية): (وإنما ذاك إذا استحلوا هذه المحرمات بالتأويلات الفاسدة).
ولكلامه تتمة مهمة، وانظر: إغاثة اللهفان الجزء الأول: ٤٧٠_٥٩٢
وهذا الكتاب أصل في قاعدة سد الذرائع، وإبطال الحيل، ومنها الحيل الشيطانية في استحلال الغناء والخمر وغيرها.

📚قناة د.محسن المطيري

15 Nov, 05:48


ما مناسبة ختم الصلاة الإبراهيمية باسمي الله: (إنك حميد مجيد)؟
يقول ابن القيم: (ولما كانت الصلاة على النبي ﷺ وهي ثناء الله تعالى عليه وتكريمه والتنويه به، ورفع ذكره، كانت مشتملة على الحمد والمجد، فكأن المصلي طلب من الله تعالى أن يزيد في حمده ومجده، فإن الصلاة عليه هي نوع حمد له وتمجيد، هذه حقيقتها، فذكر في هذا المطلوب الاسمين المناسبين له، وهما اسما الحميد والمجيد، وهذا كما تقدم أن الداعي يشرع له أن يختم دعاءه باسم من الأسماء الحسنى مناسب لمطلوبه…وأيضا فإنه لما كان المطلوب للرسول ﷺ حمدا ومجدا، وكان ذلك حاصلا له ختم ذلك بالإخبار عن ثبوت ذينك الوصفين للرب بطريق الأولى، وكل كمال في العبد غير مستلزم للنقص، فالرب أحق به). جلاء الأفهام: ٣٦٩

📚قناة د.محسن المطيري

14 Nov, 13:38


في استنباط بديع على بيان مراتب المدعوين يقول ابن القيم في قوله تعالى: (ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ)
(ذكر سبحانه مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو، فإنه إما أن يكون طالبا للحق راغبا فيه محبا له مؤثرا له على غيره إذا عرفه، فهذا يدعى بالحكمة ولا يحتاج إلى موعظة ولا جدال.
وإما أن يكون معرضا مشتغلا بضد الحق ولكن لو عرفه عرفه وآثره واتبعه فهذا يحتاج مع الحكمة إلى الموعظة بالترغيب والترهيب.
وإما أن يكون معاندا معارضا فهذا يجادل بالتي هي أحسن فإن رجع إلى الحق وإلا انتقل معه من الجدال إلى الجلاد إن أمكن. فلمناظرة المبطل فائدتان
أحدهما: أن يرد عن باطله ويرجع إلى الحق.
الثانية: أن ينكف شره وعداوته ويتبين للناس أن الذي معه باطل). الصواعق المرسلة: (١٢٧٦/٤).

📚قناة د.محسن المطيري

14 Nov, 03:58


تواضع الكبار: قال أبو حفص البزار في تواضع شيخ الإسلام: (وأما تواضعه؛ فما رأيت ولا سمعت بأحد من أهل عصره مثله في ذلك، كان يتواضع للكبير والصغير، والجليل والحقير، والغني الصالح والفقير. وكان يدني الفقير الصالح ويكرمه ويؤنسه ويباسطه بحديثه المستحلى زيادة على مثله من الأغنياء..وكان لا يسأم ممن يستفتيه أو يسأله، بل يقبل عليه ببشارة وجه ولي عريكة، ويقف معه حتى يكون هو الذي يفارقه…ولقد بالغ معي حال إقامتي بحضرته في التواضع والإكرام، حتى إنه لا يذكرني باسمي، بل يلقبني بأحسن الألقاب، ويظهر لي خصوصا بين أصحابي من الإكرام والتبجيل والإدناء منه، بحيث لا يتركني أجلس إلا إلى جانبه، قصيرا كان مجلسه أو طويلا، خاصا أو عاما. ولازمني في حال قراءتي صحيح البخاري…. ولازمني فيها، وحضر القراءة كلها يضبطها بنسخة كانت بيده…وأظهر لي من حسن الأخلاق والمبالغة في التواضع، بحيث إنه كان إذا خرجنا من منزله بقصد القراءة يحمل هو بنفسه النسخة ولا يدع أحدا منا يحملها عنه. وكنت أعتذر إليه من ذلك خوفا من سوء الأدب، فيقول: لو حملته على رأسي لكان ينبغي. ألا أحمل ما فيه كلام رسول وكان يجلس تحت الكرسي ويدع صدر المجالس، حتى إني لأستحي من مجلسه هناك، وأعجب من شدة تواضعه، ومبالغته في إكرامي بما لا أستحق وتقديمي عليه في المجلس. ولولا قراءتي حديث رسول الله ﷺ وعظم حرمتها لما كان ينبغي لي ذلك. وكان هذا حاله في التواضع والتنازل والإكرام لكل من يرد عليه، أو يصحبه، أو يلقاه. حتى إن كل من لقيه يحكي عنه من المبالغة في التواضع نحوا مما حكيته وأكثر من ذلك. فسبحان من وفقه وأعطاه، وأجراه على خلال الخير
وأمضاه). الأعلام العلية: ٧٦٨

📚قناة د.محسن المطيري

13 Nov, 16:39


ورطة المشاهير الطيبين ...

بعض الطيبين يقدم محتوى عفويا وربما كان مفيدا  قصة أو قصيدة أو تجربة خاصة
فتطير بها المواقع ويشتهر شهرة ينوء بها
وهو طيب في ذاته
وليس لديه أهلية ليقدم محتوى مفيدا
وليس هو تافها ليقدم طرحا تافها...
فيزين له الشيطان أن يواصل النصح والتوجيه وربما الوعظ والتعليم
تحت وطأة الشهوة الخفية بالبقاء مشهورا وإغراء الظهور
فينتقل إلى ورطة الفرية على الله والكذب على شرعه ودينه والقول على ربه بغير علم.
وهذه ورطة مهلكة أشد من هلكة التفاهة نفسها.

📚قناة د.محسن المطيري

13 Nov, 13:44


قال ابن القيم: (وجماع الطرق والأبواب التي يصاب منها القلب وجنوده: أربعة، فمن ضبطها، لم يشمت به عدوه، وهي: الحرص، والشهوة، والغضب، والحسد.
فهذه الأربعة هي أصول مجامع طرق الشر والخير،

فـ آدم أبو البشر ﷺ أخرج من الجنة بالحرص وأبو الجن أخرج منها بالحسد.
وأما الغضب فهو غول العقل، وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه وشهوته.
فإذا كان حرصه على ما ينفعه، وحسده منافسة في الخير، وغضبه لله وعلى أعدائه، وشهوته مستعملة فيما أبيح له كان ذلك عونا له على ما أمر به، ولم تضره هذه الأربعة؛ بل ينتفع بها أعظم الانتفاع).
التبيان في أيمان القرآن مختصرا: ٦٣٠

📚قناة د.محسن المطيري

13 Nov, 03:36


مما يستحق المدارسة: رسالة العبودية لشيخ الإسلام ففيها معان عظيمة، يقول: (وكل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه أو يرزقوه أو أن يهدوه خضع قلبه لهم؛ وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك؛ وإن كان في الظاهر أميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم؛ فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر؛ فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه أسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد؛ وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها. وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها لا سيما إذا درت بفقره إليها؛ وعشقه لها؛ فإنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور؛ الذي لا يستطيع الخلاص منه بل أعظم فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن…فأما من استعبد قلبه صورة محرمة: امرأة أو صبيا فهذا هو العذاب الذي لا يدان فيه. وهؤلاء من أعظم الناس عذابا وأقلهم ثوابا فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقا بها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضررا عليه ممن يفعل ذنبا ثم يتوب منه ويزول أثره من قلبه وهؤلاء يشبهون بالسكارى والمجانين.). الفتاوى: (١٨٥/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

12 Nov, 16:50


تتفاوت فراسة المؤمنين في معرفة أهل النفاق بقدر علمهم وهدايتهم (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) أي: فرقانا بين الحق والباطل.
في قوله تعالى: (فَما لَكم في المُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) وبخ الله بعض الصحابة في التبرير لهم مع ظهور حالهم، والفاء في (فمالكم) قال ابن عاشور:
(تفريع عن أخبار المنافقين التي تقدمت، لأن ما وصف من أحوالهم لا يترك شكا عند المؤمنين في خبث طويتهم وكفرهم، أو هو تفريع عن قوله ومن أصدق من الله حديثا. وإذ قد حدث الله عنهم بما وصف من سابق الآي، فلا يحق التردد في سوء نواياهم ونفاقهم.. والاستفهام للتعجيب واللوم).
قال ابن القيم: (كاد القرآن أن يكون كله في شأن المنافقين، لكثرتهم على ظهر الأرض).

📚قناة د.محسن المطيري

12 Nov, 10:18


سئل شيخ الإسلام عن المفاضلة بين العلم والعبادة، وما يجده بعضهم من لذة عند الذكر أكثر من تكرار باب فقهي، وذكر لطيفة عن رابعة العدوية أن فقيها أخذ يكرر باب الحيض إلى الصباح فلما أصبحت قالت له: يا هذا وصل الواصلون إلى ربهم وأنت مشتغل بحيض النساء..
فأجاب بفضل العلم وأنه أعظم ما يزيد الإيمان، وتفضيل العلماء على العبّاد، ثم ذكر أن العلم هو الموروث عن ﷺ وذكر أقسامه الثلاثة: (علم بالله وأسمائه وصفاته وفي مثله أنزل الله سورة الإخلاص وآية الكرسي.
والقسم الثاني: العلم بما أخبر الله به مما كان من الأمور الماضية وما يكون من الأمور المستقبلة وما هو كائن الأمور الحاضرة وفي مثل هذا أنزل الله آيات القصص والوعد والوعيد وصفة الجنة والنار. والقسم الثالث: العلم بما أمر الله به من الأمور المتعلقة بالقلوب والجوارح من الإيمان بالله من معارف القلوب وأحوالها وأقوال الجوارح وأعمالها وهذا العلم يندرج فيه العلم بأصول الإيمان وقواعد الإسلام ويندرج فيه العلم بالأقوال والأفعال الظاهرة ويندرج فيه ما وجد في كتب الفقهاء من العلم بأحكام الأفعال الظاهرة فإن ذلك جزء من جزء من جزء من علم الدين). وذكر قواعد مهمة في المفاضلة بين الأعمال، والجواب على نفاسته في ست صفحات في الفتاوى: (٣٩٧/١١)

📚قناة د.محسن المطيري

12 Nov, 02:59


من لطيف استنباطات ابن القيم في قصة الهدهد مع سليمان في قوله تعالى: (أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ).
قال: (وفي ذكر الهدهد هذا الشأن من أفعال الرب تعالى بخصوصه إشعار بما خصه الله به من إخراج الماء المخبوء تحت الأرض، قال صاحب الكشاف: (وفي إخراج الخبء أمارة على أنه من كلام الهدهد؛ لهندسته ومعرفته الماء تحت الأرض، وذلك بإلهام من يخرج الخبء في السماوات والأرض، جلت قدرته ولطف علمه، ولا يكاد يخفى على ذي الفراسة الناظر بنور الله مخايل كل مختص بصناعة أو فن من العلم في روائه). شفاء العليل: (٢٣٦/١).
وفي هذا الكتاب فصل بديع في هداية الحيوان فيه لطائف وفوائد نافعة.

📚قناة د.محسن المطيري

11 Nov, 10:55


في قوله تعالى: (وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدۡرُكَ بِمَا یَقُولُونَ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ)
(صلاة الكرب، وإذا حزب الأمر:
وفي هذه الآية: دليل على مشروعية الصلاة عند الشدة وحزب الأمر والهم.. فتشرع الصلاة حتى يزول ذلك السبب،
وقد كان النبي ﷺ يفزع إلى الصلاة إذا حزبه أمر، فكان يصلي قبيل لقاء العدو، وعند اجتماع الأحزاب، قال حذيفة: «رجعت إلى النبي ﷺ ليلة الأحزاب وهو مشتمل في شملة يصلي، وكان رسول الله ﷺ إذا حزبه أمر صلى»).
التفسير والبيان لأحكام القرآن: (١٦٦٠/٤).

📚قناة د.محسن المطيري

11 Nov, 06:09


يقول شيخ الإسلام: (والمحسن عليه أن يبتغي بذلك وجه الله ولا يطلب من مخلوق لا في الدنيا ولا في الآخرة. كما قال تعالى: {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} وقال: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله} ومن طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية؛ ففي الحديث {من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه} ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول: اسمع ما دعوا به لنا؛ حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ويبقى أجرنا على الله).
الفتاوى مختصرا: (١١١/١١).

📚قناة د.محسن المطيري

10 Nov, 17:16


سئل شيخ الإسلام عن الأفضل للسالك: العزلة أو الخلطة؟ فأجاب وختم بضابط كثيرا ما يكرره في المفاضلة بين النوافل: (والله بعث محمدا بالكتاب والحكمة وجعله رحمة للعباد وهديا لهم يأمر كل إنسان بما هو أصلح له فعلى المسلم أن يكون ناصحا للمسلمين يقصد لكل إنسان ما هو أصلح له. وبهذا تبين لك أن من الناس من يكون تطوعه بالعلم أفضل له ومنهم من يكون تطوعه بالجهاد أفضل ومنهم من يكون تطوعه بالعبادات البدنية كالصلاة والصيام أفضل له والأفضل المطلق ما كان أشبه بحال النبي ﷺ باطنا وظاهرا.).
الفتاوى: (٤٢٨/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

10 Nov, 11:40


من عجيب سيرة شيخ الإسلام في كثرة الاستغفار واللجوء والتضرع عند انغلاق فهم معاني القرآن:
يقول ابن عبدالهادي نقلا عن بعض قدماء أصحابه: (ولقد سمعته في مبادئ أمره يقول: إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي تشكل علي، فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل، حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل)
ويقول: (وكان رحمه الله يقول: ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلم إبراهيم علمني. وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها وأمرغ وجهي في التراب، وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني).
العقود الدرية: ١٠، ٣٨

📚قناة د.محسن المطيري

09 Nov, 15:43


أشواق القلوب إلى البيت:
في قوله تعالى: ﴿وإذ جعلنا البيت مثابة للناس﴾، قال مجاهد وغيره: لا يَنصَرِف عنه مُنصَرِفٌ وهو يرى أنه قد قَضى منه وطَرًا. قال ابن عاشور في نكتة التعبير بالأفئدة في قوله تعالى: (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) (والمراد: فاجعل أناسا يهوون إليهم، فأقحم لفظ الأفئدة لإرادة أن يكون مسير الناس إليهم عن شوق ومحبة حتى كأن المسرع هو الفؤاد لا الجسد.). التحرير والتنوير

📚قناة د.محسن المطيري

08 Nov, 13:05


بين إنصاف شيخ الإسلام وذم الطاعنين في الأئمة: سئل شيخ الإسلام عن الشهادة للأعيان بالولاية والجنة، فكان من ضمن جوابه: (وأما من شاع له لسان صدق في الأمة بحيث اتفقت الأمة على الثناء عليه فهل يشهد له بذلك؟ هذا فيه نزاع بين أهل السنة والأشبه أن يشهد له بذلك
ثم في موضع آخر ذكر المسألة وعد أسماء أعلام فقال: (بل من استفشى من بين الناس إيمانه وتقواه واتفق المسلمون على الثناء عليه كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وسفيان الثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي وعبد الله بن المبارك وغيرهم. شهدنا لهم بالجنة؛ لأن في الصحيح: {أن النبي ﷺ مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال: وجبت وجبت..). الجزء الحادي عشر من الفتاوى : (٦٥_٥١٨)

📚قناة د.محسن المطيري

04 Nov, 09:53


محراب الانتظار.

شريعة الإسلام شريعة كاملة شاملة أتت أحكامها بما يصلح كل أحوال الإنسان وتفاصيل حياته
يمر بالإنسان حالة من التعب والرغبة في السكون يريد أن يجلس
بدون شيء
بدون كلام
بدون حديث
بدون استماع
بدون قراءة
بل حتى بدون تأمل وتفكير
ومع ذلك فتحت له الشريعة في هذه الحال فرصة للتعبد
حين يذهب للمسجد فيصلي ركعتين ويجلس
صامتا بلا كلام ولا عمل ولا تفكير ولا استماع ولا حوار
ينتظر فحسب.
نعم لو قرأ أو صلى أو ذكر كان له أجور أخرى.
لكن بهذه الفعل المجرد في طاعة وعبادة كبرى
هو كالمصلي والملائكة تدعو له.
لا يوجد انتظار أجمل ولا أسهل ولا أعظم أثرا من هذا الانتظار

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ ، مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ، حَتَّى يَنْصَرِفَ أَوْ يُحْدِثَ " 
رواه مسلم

📚قناة د.محسن المطيري

03 Nov, 17:01


في سياق سرد أدلة المفاضلة بين الغني الشاكر والفقير الصابر، قال ابن القيم: (فالزهد في الدنيا لا ينافي الغنى، بل زهد الغني أكمل من زهد الفقير، فإن الغنى زهد عن قدرة، والفقير عن عجز، وبينهما بون بعيد، ولهذا قال بعض السلف: الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي جاءت الدنيا إلى تحت قدميه فزهد فيها وقد كان رسول ﷺ في حال غناه أزهد الخلق…وقد روى الترمذي عن النبي ﷺ قال: (الزهادة ليست في الدنيا بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق مما في يدي الله، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب في ثوابها لو أنها بقيت لك).
عدة الصابرين: ٥٠٢

📚قناة د.محسن المطيري

03 Nov, 13:50


وبمناسبة ذكر عقيدة الزمخشري فإن هذا الكتاب للشيخ العسكر قد بين مزايا الكشاف وعيوبه، وهو أنموذج في دراسة مناهج المفسرين، وفيه فتوى نقلتها للشيخ عبدالرحمن البراك يتبين فيها الحكم بعلم وعدل عند أهل السنة مع المخالفين، وهذا ملخصها بعد بيانه لعقيدة الزمخشري التي جمعت بين تعطيل الصفات ونفي القدر.

📚قناة د.محسن المطيري

28 Oct, 18:01


سئل شيخ الإسلام هذا السؤال العظيم فأجاب في قرابة عشر صفحات بجواب نافع، ومنه هذا المصور:
سؤال أبي القاسم المغربي:
يتفضل الشيخ الإمام بقية السلف وقدوة الخلف أعلم من لقيت ببلاد المشرق والمغرب؛ تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية " بأن يوصيني بما يكون فيه صلاح ديني ودنياي؟ ويرشدني إلى كتاب يكون عليه اعتمادي في علم الحديث وكذلك في غيره من العلوم الشرعية وينبهني على أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات ويبين لي أرجح المكاسب كل ذلك على قصد الإيماء والاختصار والله تعالى يحفظه.
الفتاوى: (٦٥٣/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

28 Oct, 12:32


(ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)
جاهد نفسك أن تمشي إلى الله في كل حين
بتسبيحة تسبحها
أو ركعة تركعها
أو آية تقرؤها
أو صدقة تعطيها
أو دعاء تدعوه
أو إحسان تحسنه
أو خير تنشره
أو علم تطلبه
لا تنقطع عن المشي إلى ربك
قاعدا وقائما ومضطجعا ومريضا وصحيحا راكبا وماشيا وفارغا ومنشغلا
وحدك ومع الناس
لا تتوقف عن المسير إلى رب تتقرب إليه شبرا. فيتقرب إليك ذراعا
ومفهوم المخالفة من النص
أن من انقطع عن الإتيان إلى ربه
لم يأت الله إليه.
أعاذنا الله وإياكم من الحرمان.

📚قناة د.محسن المطيري

28 Oct, 08:46


سئل شيخ الإسلام هذا السؤال: في من عزم على فعل محرم كالزنا والسرقة وشرب الخمر عزما جازما - فعجز عن فعله: إما بموت أو غيره. هل يأثم بمجرد العزم أم لا؟ وإن قلتم: يأثم فما جواب من يحتج على عدم الإثم بقوله: {إذا هم عبدي بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه} وبقوله: {إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم}..الخ السؤال
فأجاب في إحدى وأربعين صفحة بكلام محرر متين في الإرادة الجازمة وضابط النية التي يؤجر بها ويأثم والفرق بين أصول الإيمان والأفعال الظاهرة، وقد تعيده أحيانا مرات لتستوعبه مع استطرادات وفوائد عزيزة في تفسير آيات وشروح أحاديث، وقال في آخر الفتوى: (وحين كتبت هذا الجواب لم يكن عندي من الكتب ما يستعان به على الجواب؛ فإن له موارد واسعة).
الفتاوى: (١٠/٧٦٥).

📚قناة د.محسن المطيري

27 Oct, 18:45


في قوله تعالى: (أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رابِيًا ومِمّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ في النّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الحَقَّ والباطِلَ) يقول ابن القيم في المثل المائي: (شبه الوحي الذي أنزله لحياة القلوب والأسماع والأبصار بالماء الذي أنزله لحياة الأرض بالنبات، وشبه القلوب بالأودية، فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا وقلب صغير إنما يسع يحسبه كالوادي الصغير، فسالت أودية بقدرها، واحتملت قلوب من الهدى والعمل بقدرها؛ وكما أن السيل إذا خالط الأرض ومر عليها احتمل غثاء وزبدا فكذلك الهدى والعلم إذا خالط القلوب أثار ما فيها من الشهوات والشبهات ليقلعها ويذهبها).
إعلام الموقعين: (١٨١/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

27 Oct, 12:42


لشيخ الإسلام توجيه بديع فيه بيان عظيم لفضل الدعوة، وذلك لما في السنن من رجحان إيمان أبي بكر وكذا عمر على إيمان الأمة: {وزنْت بالأمة فرجحتُ، ثم وزن أبو بكر بالأمة فرجح ثم وزن عمر بالأمة فرجح ثم رفع الميزان} قال: (فأما كون النبي ﷺ راجحا بالأمة فظاهر؛ لأن له مثل أجر جميع الأمة مضافا إلى أجره، وأما أبو بكر وعمر فلأن لهما معاونة مع الإرادة الجازمة في إيمان الأمة كلها وأبو بكر كان في ذلك سابقا لعمر وأقوى إرادة منه؛ فإنهما هما اللذان كانا يعاونان النبي ﷺ على إيمان الأمة في دقيق الأمور وجليلها؛ في محياه وبعد وفاته).
الفتاوى: (٧٣٠/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

27 Oct, 04:01


رسالة الوصية الصغرى نافعة للغاية: سئل فيها شيخ الإسلام عن أفضل الكتب والعلوم الشرعية، فقال: (وأما ما تعتمد عليه من الكتب في العلوم فهذا باب واسع وهو أيضا يختلف باختلاف نشء الإنسان في البلاد فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم أو من طريقه ومذهبه فيه ما لا يتيسر له في بلد آخر لكن جماع الخير أن يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي ﷺ فإنه هو الذي يستحق أن يسمى علما وما سواه إما أن يكون علما فلا يكون نافعا؟ وإما ألا يكون علما وإن سمي به. ولئن كان علما نافعا فلا بد أن يكون في ميراث محمد ﷺ ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه. ولتكن همته فهم مقاصد الرسول ﷺ في أمره ونهيه وسائر كلامه. فإذا اطمأن قلبه أن هذا هو مراد الرسول ﷺ فلا يعدل عنه وليجتهد أن يعتصم في كل باب من أبواب العلم بأصل مأثور عن النبي ﷺ…
وما في الكتب المصنفة المبوبة كتاب أنفع من صحيح البخاري لكن هو وحده لا يقوم بأصول العلم. ولا يقوم بتمام المقصود للمتبحر في أبواب العلم إذ لا بد من معرفة أحاديث أخر وكلام أهل الفقه وأهل العلم في الأمور التي يختص بعلمها بعض العلماء. وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم إيعابا فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وضلالا؛ كما قال النبي ﷺ لأبي لبيد الأنصاري: أوليست التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى؟ فماذا تغني عنهم؟}.
الوصية الصغرى ضمن الفتاوى: (٦٦٤/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

26 Oct, 10:39


عقد شيخ الإسلام فصلا قصيرا في (قول بعض الناس: الثواب على قدر المشقة ليس بمستقيم على الإطلاق كما قد يستدل به طوائف على أنواع من الرهبانيات والعبادات المبتدعة…مثل {حديث أبي إسرائيل الذي نذر أن يصوم وأن يقوم ولا يجلس ولا يستظل ولا يتكلم فقال ﷺ مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه} رواه البخاري. وهذا باب واسع. وأما الأجر على قدر الطاعة فقد تكون الطاعة لله ورسوله في عمل ميسر وذكر الكلمتين الخفيفتين في الذكر…
ولو قيل:الأجر على قدر منفعة العمل وفائدته لكان صحيحا ولكن قد يكون العمل الفاضل شاقا ففضله لمعنى غير مشقته والصبر عليه مع المشقة يزيد ثوابه فيزداد الثواب بالمشقة كما أن من كان بعده عن البيت في الحج والعمرة أكثر: يكون أجره أعظم من القريب كما قال ﷺ لعائشة في العمرة: (أجرك على قدر نصبك}..فكثيرا ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب لا لأن التعب والمشقة مقصود من العمل؛ ولكن لأن العمل مستلزم للمشقة والتعب). أي: أن المشقة جاءت عرضا وتبعا للعمل وليست مقصودة عند الشارع في العمل. الفتاوى مختصرا: (٦٢٠/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

26 Oct, 06:49


في قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِی عَلَیۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَیۡهِنَّ دَرَجَةࣱۗ)
من اللطائف والفوائد:
أولا: تقديم حق النساء لأن حقوق الرجال على النساء كانت مشهورة مسلمة عند أهل الجاهلية، وفيه إعلان لحقوق النساء، ومثله كان يتلقى بالاستغراب من العرب، والعرب كانت بين التبجيل للنساء عند الرغبة، والظلم والاستخفاف عند الكراهية، قال عمر في حديث تطليق النبي ﷺ لنسائه: كنا معشر قريش نغلب نساءنا حتى قدمنا المدينة فإذا الأنصار تغلب نساؤهم فطفق نساؤنا يغلبوننا، فلم تكن حال العرب واحدة مع المرأة.
ثانيا: الآية أصل فقهي في الرجوع إلى العرف في عشرة الزوجين من النفقة والخدمة ونحوها وذلك يختلف باختلاف حالهما من الغنى والفقر والمكان والزمان، قال ابن عباس: إني لأحب أن أتزين لها كما أحب أن تتزين لي.
ثالثا: إتباع الآية بقوله: (وَلِلرِّجَالِ عَلَیۡهِنَّ دَرَجَةࣱۗ) ما يسمى عند البلاغيين بالاحتراس، حتى لا يتوهم المساواة بين الزوجين في جميع الحقوق، ففيه بيان لقوله: (بالمعروف)، وقدم الرجال للاهتمام في الاستحقاق، ففيه تنبيهان: دفع توهم المساواة في جميع الحقوق، وتحديد التفضيل بمقدار مخصوص (درجة) وهي القوامة الواردة في سورة النساء خلافا لفعل أهل الجاهلية من التفضيل المطلق.

📚قناة د.محسن المطيري

25 Oct, 17:16


الغفلة واتباع الهوى:
يقول ابن القيم (وصدأ القلب بأمرين بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر. فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكبًا على قلبه، وصدأه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه فيرى الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل، لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه. فإذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران فسد تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقًا ولا ينكر باطلًا. وهذا أعظم عقوبات القلب. وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره، قال تعالى: ﴿ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا﴾. الوابل الصيب: ٩٢
والثمرة للغفلة واتباع الهوى الفرط: وفسر بالإسراف، أو الهلاك. أو الخلاف للحق، أو التضييع والتفريط، وكلها أقوال متقاربة.

📚قناة د.محسن المطيري

25 Oct, 12:51


ساعة إجابة الجمعة:
(إِذۡ تَسۡتَغِیثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّی مُمِدُّكُم بِأَلۡفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُرۡدِفِینَ)
عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يومُ بدر نظَر النبي ﷺ إلى أصحابه وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل نبيُّ الله ﷺ القبلة، ثم مدَّ يديه، وجعل يهتِفُ برَبِّه: «اللهمَّ أنجِزْ لي ما وعدتَني، اللهمَّ إن تهلِكْ هذه العِصابة من أهل الإسلام لا تُعبَدْ في الأرض». فما زال يهتِفُ بربِّه مادًّا يدَيه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءَه فألقاه على مَنكِبَيْه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبيَّ الله، كَفاك مناشدَتك ربَّك، فإنه سيُنجِزُ لك ما وعَدك).
يقول ابن القيم في فقه الصحابة للدعاء: (وكان عمر بن الخطاب يستنصر ب الدعاء على عدوه، وكان أعظم جنديه وكان يقول للصحابة: لستم تنصرون بكثرة، وإنما تنصرون من السماء). الداء والدواء: ٣١

📚قناة د.محسن المطيري

25 Oct, 05:12


ناقش ابن القيم معنى صلاة الله على أنبيائه، واستظهر أنها بمعنى الثناء عليه عند ملائكته، وأجاب عن معنى الرحمة بخمس عشرة وجها، وعلق على ما ثبت عن النبي ﷺ: أنه من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا….
(وهذا موافق للقاعدة المستقرة في الشريعة أن الجزاء من جنس العمل…فمن أثنى على رسول ﷺ جزاه الله من جنس عمله بأن يثني عليه ويزيد تشريفه وتكريمه فصح ارتباط الجزاء بالعمل ومشاكلته له ومناسبته له كقوله: (من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة.
ومن سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)). جلاء الأفهام: ١٧٢

📚قناة د.محسن المطيري

24 Oct, 14:40


..

( فلمّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم )

‏لا يزيغُ القلبُ فجأة..

‏هي سلسلة من التنازلات..

‏تبدأ بالتفريط في السنن والمستحبّات..

‏ثم التساهل في الواجبات..

‏ثم التبرّم من الطاعات..

‏ثم الطعن في الأصول والمسلّمات..

‏حتى يصل القلب للزيغ والميل عن الحق.

‏نسأل الله الثبات على الحق بالدنيا والآخرة .

..

📚قناة د.محسن المطيري

24 Oct, 10:59


من أوسع أبواب التدبر في البلاغة القرآنية: باب التشبيه التمثيلي، فتأمل في تصوير القرآن للعمل السيء بعد الإيمان والحور بعد الكور، في قوله تعالى: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}
يقول ابن القيم: (قال الحسن: هذا مثل قل -والله- من يعقله من الناس. شيخ كبير ضعف جسمه، وكثر صبيانه، أفقر ما كان إلى جنته، وإن أحدكم والله- أفقر ما يكون إلى عمله إذا انقطعت عنه الدنيا…ثم بين ابن القيم وجه التشبيه: (هذا إشارة إلى شدة حاجته إلى جنته، وتعلق قلبه بها من وجوه: أحدها: أنه قد كبرت سنه عن الكسب والتجارة. الثاني: أن ابن آدم عند كبره يشتد حرصه. الثالث: أن له ذرية، فهو حريص على بقاء جنته لحاجته وحاجة ذريته. الرابع: أنهم ضعفاء، فهم كَلٌّ عليه، لا ينفعونه بقوتهم وتصرفهم. الخامس: أن نفقتهم عليه، لضعفهم وعجزهم. وهذا نهاية ما يكون من تعلق القلب بهذه الجنة: لخطرها في نفسها، وشدة حاجته وحاجة ذريته إليها . فإذا تصورت هذه الحال وهذه الحاجة، فكيف تكون مصيبة هذا الرجل إذا أصاب جنته إعصار، وهو الريح التي تستدير في الأرض، ثم ترتفع في طبقات الجو كالعمود، وفيها نار مرت بتلك الجنة، فأحرقتها، وصيرتها رمادا؟ فصدق والله الحسن: "هذا مثل قل من يعقله من الناس). طريق الهجرتين: (٨١٠/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

24 Oct, 03:54


قد يصبح الهوى سببا لرد الصالحات، يقول شيخ الإسلام في تنبيه عظيم: (قال تعالى: {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} قال عمر بن عبد العزيز: لا تكن ممن يتبع الحق إذا وافق هواه ويخالفه إذا خالف هواه فإذا أنت لا تثاب على ما اتبعته من الحق وتعاقب على ما خالفته. وهو كما قال لأنه في الموضعين إنما قصد اتباع هواه لم يعمل لله. ألا ترى أن أبا طالب نصر النبي وذب عنه أكثر من غيره؛ لكن فعل ذلك لأجل القرابة لا لأجل الله تعالى فلم يتقبل الله ذلك منه ولم يثبه على ذلك وأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أعانه بنفسه وماله لله؛ فقال الله فيه:{وسيجنبها الأتقى}). الفتاوى: (٤٧٩/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

23 Oct, 15:27


تكلم شيخ الإسلام بكلام محرر، عن المباحات، وأثرها على منازل الصالحين، وغيرهم من الناس، يقول: (فإن الذي ينبغي أنه لا يفعل من المباحات إلا ما يستعين به على الطاعة ويقصد الاستعانة بها على الطاعة فهذا سبيل المقربين السابقين الذين تقربوا إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض ولم يزل أحدهم يتقرب إليه بذلك حتى أحبه فكان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وأما من فعل المباحات مع الغفلة أو فعل فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة مع أداء الفرائض واجتناب المحارم باطنا وظاهرا فهذا من المقتصدين أصحاب اليمين…ففضول المباح التي لا تعين على الطاعة عدمها خير من وجودها إذا كان مع عدمها يشتغل بطاعة الله فإنها تكون شاغلة له عن ذلك وأما إذا قدر أنها تشغله عما دونها فهي خير له مما دونها وإن شغلته عن معصية الله كانت رحمة في حقه وإن كان اشتغاله بطاعة الله خيرا له من هذا وهذا). الفتاوى: (٤٦٠/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

22 Oct, 18:48


ذكر ابن القيم وجه كون من قتل نفسا بعدل قتل الناس جميعا، في قوله: {من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا} فقال: (..وذلك أن القتل لما كان من أعلى أنواع الظلم عظم شأنه وفخم أمره، ونزل قاتل النفس الواحدة منزلة قاتل الأنفس كلها. ولا يلزم من التشبيه أن يكون المشبه بمنزلة المشبه به من كل الوجوه، فإذا كان قاتل الأنفس كلها يصلى النار، وقاتل النفس الواحدة يصلاها؛ صح تشبيهه به. كما يأثم من شرب قطرة واحدة من الخمر، ومن شرب عدة قناطير، وإن اختلف مقدار الإثم...وهذا معنى قول مجاهد: «من قتل نفسا محرمة يصلى النار بقتلها كما يصلاها من قتل الناس جميعا».
وعلى هذا فالتشبيه في أصل العذاب لا في وصفه، وإن شئت قلت: التشبيه في أصل العقوبة الدنيوية وقدرها، فإنها لا تختلف بقلة القتل وكثرته، كما لو شرب قطرة، فإن حده حد من شرب راوية، ومن زنى بامرأة واحدة حده حد من زنى بألف، وهذا تأويل الحسن وابن زيد، قالا: «يجب عليه من القصاص بقتلها مثل الذي يجب عليه لو قتل الناس جميعا». ولك أن تجعل التشبيه في الأذى والغم الواصل إلى المؤمنين بقتل الواحد منهم، فقد جعلهم كلهم خصماءه، وأوصل إليهم من الأذى والغم ما يشبه القتل).
شفاء العليل مختصرا: (٢/١٣١).

📚قناة د.محسن المطيري

22 Oct, 15:37


لشيخ الإسلام من التنظيرات والتحليلات ما قد يتهيبها كثير من الناس: يقول في مقارنة بين أبي بكر وعمر وموسى ونبينا ، في قوله : (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ورجل آتاه الله مالا وسلطه على هلكته في الحق) بين أن المراد: الغبطة، ثم قال: (هذا وعمر بن الخطاب نافس أبا بكر الإنفاق كما ثبت عن عمر بن الخطاب قال: {أمرنا رسول الله أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر (فجاء بنصف ماله)….وفيه: وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله ﷺ ما أبقيت لأهلك؟ قال أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا} . فكان ما فعله عمر من المنافسة والغبطة المباحة؛ لكن حال الصديق أفضل منه وهو أنه خال من المنافسة مطلقا لا ينظر إلى حال غيره. وكذلك {موسى في حديث المعراج حصل له منافسة وغبطة للنبي حتى بكى لما تجاوزه فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي؛ لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي}…وعمر كان مشبها بموسى ونبينا حاله أفضل من حال موسى فإنه لم يكن عنده شيء من ذلك….ثم ذكر علة التفضيل فقال: (والكاره لتفضيله المحب لمماثلته منهي عن ذلك إلا فيما يقربه إلى الله فإذا أحب أن يعطى مثل ما أعطي مما يقربه إلى الله فهذا لا بأس به وإعراض قلبه عن هذا بحيث لا ينظر إلى حال الغير أفضل.).
الفتاوى ملخصا من الجزء العاشر: (١١٢_١٢١).

📚قناة د.محسن المطيري

22 Oct, 04:19


يقول شيخ الإسلام في المفاضلة بين العبادات، بحسب الأعمال والأوقات والأشخاص: (أفضل العبادات البدنية الصلاة ثم القراءة ثم الذكر ثم الدعاء والمفضول في وقته الذي شرع فيه أفضل من الفاضل كالتسبيح في الركوع والسجود فإنه أفضل من القراءة وكذلك الدعاء في آخر الصلاة أفضل من القراءة ثم قد يفتح على الإنسان في العمل المفضول ما لا يفتح عليه في العمل الفاضل.
وقد ييسر عليه هذا دون هذا فيكون هذا أفضل في حقه لعجزه عن الأفضل).
الفتاوى: (٤٠١/١٠)

📚قناة د.محسن المطيري

21 Oct, 13:55


أنواع ذكر الله: ابن القيم
جلاء الأفهام

📚قناة د.محسن المطيري

21 Oct, 06:22


شرح ابن القيم هذا الدعاء العظيم في عشر صفحات، ومنها قوله: (استوعب أقسام المكروه الواردة على القلب، فالهم يكون على مكروه يتوقع في المستقبل. والحزن على مكروه ماض من فوات محبوب أو حصول مكروه والغم يكون على مكروه حاصل في الحال يوجب لصاحبه الغم.
فهذه المكروهات الثلاث هي من أعظم أمراض القلب وأدوائه….وعلق على: (إني عبدك وابن عبدك..) (فالتوحيد يدخل العبد على الله، والاستغفار والتوبة يرفع المانع، ويزيل الحجاب الذي يحجب القلب عن الوصول إليه، فإذا وصل القلب إليه زال عنه همه وغمه وحزنه، وإذا انقطع عنه حضرته الهموم والغموم والأحزان، وأتته من كل طريق، ودخلت عليه من كل باب. فلذلك صدر هذا الدعاء المذهب للهم والغم والحزن بالاعتراف له بالعبودية حقا منه ومن آبائه. ثم أتبع ذلك باعترافه بأنه في قبضته وملكه، وتحت تصرفه؛ بكون ناصيته في يده، يصرفه كيف يشاء، كما يقاد من أمسك بناصيته شديد القوى، لا يستطيع إلا الانقياد له). شفاء العليل: (٣٥٧/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

20 Oct, 15:50


يقول ابن القيم في كلام طويل عن المنافقين، ومنه: (فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه! وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه! وكم من علم له قد طمسوه! وكم من لواء مرفوع له قد وضعوه! كم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها! وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها! فلا يزال الإسلام منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية…يتربصون الدوائر بأهل السنة والقرآن، فإن كان لهم فتح من الله قالوا: إنا كنا في الباطن معكم؟ وأقسموا على ذلك بالله جهد الأيمان وإن كان لأعداء الكتاب والسنة من النصرة نصيب، قالوا: ألم تعلموا أن عقد الإخاء بيننا محكم، وأن النسب بيننا قريب!…إن أصاب أهل الكتاب والسنة عافية ونصر وظهور ساءهم ذلك وغمهم. وإن أصابهم ابتلاء من الله وامتحان يمحص به ذنوبهم، ويكفر به سيئاتهم أفرحهم ذلك وسرهم… لا تستطل أوصاف القوم، فالمتروك والله أكثر من المذكور! كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم، لكثرتهم على ظهر الأرض وفي أجواف القبور). مدارج السالكين في قرابة خمس عشرة صفحة في الجزء الأول: (٥٣٥_٥٥١)

📚قناة د.محسن المطيري

20 Oct, 11:47


في قوله تعالى: ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ﴾
نقل السيوطي: (قال الكيا: يدل على جواز ترك إظهار النعمة لمن يخشى منه حسد ومكر.
وقال ابن العربي فيه حكم بالعادة أن الإخوة والقرابة يحسدون
، قال: وفيه أن يعقوب عرف تأويل الرؤيا ولم يبال بذلك فإن الرجل يود أن يكون ولده خيراً منه والأخ لا يود ذلك لأخيه).
الاكليل في استنباط التنزيل: ٨٦٨
وفي قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾
قال بعض السلف: هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث، لأن إمامهم النبي ﷺ.
الاكليل للسيوطي: ٩٢٠

📚قناة د.محسن المطيري

19 Oct, 14:06


في قوله تعالى في فتية الكهف: (وَتَحۡسَبُهُمۡ أَیۡقَاظࣰا وَهُمۡ رُقُودࣱۚ وَنُقَلِّبُهُمۡ ذَاتَ ٱلۡیَمِینِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِۖ وَكَلۡبُهُم بَـٰسِطࣱ ذِرَاعَیۡهِ بِٱلۡوَصِیدِۚ)
قال ابن عطية: (وحدثني أبي رضي الله عنه قال: سمعت أبا الفضل الجوهري في جامع مصر يقول على منبر وعظه سنة تسع وستين وأربعمائة: إن من أحب أهل الخير نال من بركتهم، كلب أحب أهل فضل وصحبهم فذكره الله تعالى في محكم تنزيله). المحرر الوجيز

📚قناة د.محسن المطيري

19 Oct, 13:45


قال أبو حفص النسفي في سورة الفلق: (جمع الله تعالى أنواع الشرور في هذه السورة وختمها بالحسد ليُعلم أنه أخس الطبائع).
التيسير في التفسير: ٥٥٠/١٥

📚قناة د.محسن المطيري

18 Oct, 19:26


يقول شيخ الإسلام في المفاضلة بين من نشأ على الإسلام، ومن تأخرت هدايته أو إسلامه: (وما يظنه بعض الناس أنه من ولد على الإسلام فلم يكفر قط أفضل ممن كان كافرا فأسلم ليس بصواب؛ بل الاعتبار بالعاقبة وأيهما كان أتقى لله في عاقبته كان أفضل. فإنه من المعلوم أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بعد كفرهم هم أفضل ممن ولد على الإسلام من أولادهم؛ بل من عرف الشر وذاقه ثم عرف الخير وذاقه فقد تكون معرفته بالخير ومحبته له ومعرفته بالشر وبغضه له أكمل ممن لم يعرف الخير والشر ويذقهما كما ذاقهما؛ بل من لم يعرف إلا الخير فقد يأتيه الشر فلا يعرف أنه شر فإما أن يقع فيه وإما أن لا ينكره كما أنكره الذي عرفه. ولهذا قال عمر بن الخطاب: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية…وكان عمر بن الخطاب يقول: لست بخب ولا يخدعني الخب. فالقلب السليم المحمود هو الذي يريد الخير لا الشر وكمال ذلك بأن يعرف الخير والشر فأما من لا يعرف الشر فذاك نقص فيه لا يمدح به…قال نعيم بن حماد الخزاعي وكان شديدا على الجهمية أنا شديد عليهم؛ لأني كنت منهم…وهذا وغيره مما يبين أن الاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية.)
والكلام هنا بديع للغاية في الفتاوى: (٣٠٠/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

18 Oct, 11:09


كتب ابن تيمية في حرب التتار عن أثر المنافقين: (وقد أنزل الله سورة براءة التي تسمى «الفاضحة» لأنها فضحت المنافقين. عن ابن عباس قال: هي الفاضحة، ما زالت تنزل (ومنهم، ومنهم) حتى ظنوا أن لا يبقى أحد إلا ذكر فيها.
وعن المقداد بن الأسود قال: هي سورة البحوث؛ لأنها بحثت عن سرائر المنافقين.
وعن قتادة قال: هي المثيرة؛ لأنها أثارت مخازي المنافقين.
وعن ابن إسحاق قال: هي المبعثرة. والبعثرة والإثارة متقاربان. وعن ابن عمر: أنها المقشقشة؛ لأنها تبرئ من مرض النفاق. يقال: تقشقش المريض إذا برأ).
العقود الدرية: ١٨٧
ومن تدبر سور القرآن وجد الاقتران بين ذكر المنافقين ومواقفهم المخزية في الغزوات: غزوة أحد في سورة آل عمران، وبراءة في أحداث غزوة تبوك، والأحزاب في غزوة الأحزاب، وذلك لأن النفاق يبرز دوره في أوقات الفتنة ومصاولة الكفار.

📚قناة د.محسن المطيري

18 Oct, 05:48


من تعظيم منزلة النبي ﷺ كثرة أسمائه، قال ابن القيم في شرح أسماء النبي ﷺ: (وأما نبي الملحمة، فهو الذي بعث بجهاد أعداء الله، فلم يجاهد نبي وأمته قط ما جاهد رسول الله ﷺ وأمته.
والملاحم الكبار التي وقعت وتقع بين أمته وبين الكفار لم يعهد مثلها قبله، فإن أمته يقتلون الكفار في أقطار الأرض على تعاقب الأعصار، وأوقعوا بهم من الملاحم ما لم تفعله أمة سواهم
…وأما الضحوك القتال، فاسمان مزدوجان لا ينفرد أحدهما عن الآخر، فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ولا غضوب ولا فظ، قتال لأعداء الله لا تأخذه فيهم لومة لائم). زاد المعاد: (٨٣/١).

📚قناة د.محسن المطيري

17 Oct, 11:52


من بديع تحليل شيخ الإسلام للفرق بين محبة أبي طالب ومحبة أبي بكر للنبي ﷺ. الفتاوى: (٢٧٣/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

17 Oct, 03:31


ذكر شيخ الإسلام صور أدعية الأنبياء في شرح دعاء ذي النون: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فقال: (وقوله: {إني كنت من الظالمين} اعتراف بالذنب وهو يتضمن طلب المغفرة فإن الطالب السائل تارة يسأل بصيغة الطلب وتارة يسأل بصيغة الخبر إما بوصف حاله وإما بوصف حال المسئول وإما بوصف الحالين. كقول نوح: {رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} فهذا ليس صيغة طلب وإنما هو إخبار عن الله أنه إن لم يغفر له ويرحمه خسر، ولكن هذا الخبر يتضمن سؤال المغفرة، ومن ذلك قول موسى: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} فإن هذا وصف لحاله بأنه فقير إلى ما أنزل الله إليه من الخير وهو متضمن لسؤال الله…ومن هذا الباب قول أيوب عليه السلام {أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} فوصف نفسه ووصف ربه بوصف يتضمن سؤال رحمته بكشف ضره وهي صيغة خبر تضمنت السؤال. وهذا من باب حسن الأدب في السؤال…ثم ذكر قول النبي ﷺ: لأبي بكر الصديق لما قال له: علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم} . فهذا فيه وصف العبد لحال نفسه المقتضي حاجته إلى المغفرة، وفيه وصف ربه الذي يوجب أنه لا يقدر على هذا المطلوب غيره، وفيه التصريح بسؤال العبد لمطلوبه، وفيه بيان المقتضي للإجابة وهو وصف الرب بالمغفرة والرحمة فهذا ونحوه أكمل أنواع الطلب).
الفتاوى: (٢٤٥/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

17 Oct, 02:50


رقية الإنسان لنفسه دواء

كسائر الأشفية لا تعني  الخلود وحماية الإنسان من الموت.
ولا يلزم زوال المرض بالكلية
ولكنها أي الرقية تنفع بلا ريب
تنفع في تخفيف الألم
تنفع في إبطاء سريانه
تنفع في تعايش الإنسان معه ونزول السكينة والطمأنينة اثناءه
تنفع في تسريع الشفاء منه
تنفع في سلامة بقية أعضاء البدن
تنفع العبد في الآخرة لأنها دعاء وتوحيد وعبادة وتعظيم للسنة واتباع
وزيادة اليقين
تنفع على الدوام
لكن يزداد نفعها
بكثرتها
فالفاتحة ألف مرة ليست كمرتين
وتنفع بحضور القلب فيها
أكثر من قراءتها بلا انتباه.

📚قناة د.محسن المطيري

16 Oct, 15:36


وجه ابن القيم قول أبي العالية: سألت أصحاب محمد : {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة} فقالوا: (كل من عصى الله فهو جاهل).
قال: (وأما السيئات فمنشؤها من الجهل والظلم؛ فإن العبد لا يفعل القبيح إلا لعدم علمه بكونه قبيحا، أو لهواه مع علمه بقبحه، فالأول: جهل، والثاني: ظلم، ولا يترك حسنة إلا لجهله بكونها حسنة، أو لرغبته في ضدها لموافقته هواه.
فالسيئات كلها ترجع إلى الجهل، وإلا فلو كان علمه تاما برجحان ضررها لم يفعلها…وقد يغفل عن هذا كله بقوة وارد الشهوة، بحيث غيبته عن مطالعة مضرة الذنب، والغفلة من أضداد العلم، فالغفلة والشهوة أصل الشر {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}…قال ابن مسعود: «كفى بخشية الله علما، وبالاغترار بالله جهلا». وقوله: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} يقتضي الحصر من الطرفين: أي لا يخشاه إلا العلماء، ولا يكون عالما إلا من يخشاه، فلا يخشاه إلا عالم، وما من عالم إلا وهو يخشاه، فإذا انتفى العلم انتفت الخشية، وإذا انتفت الخشية دلت على انتفاء العلم
إلى أن قال في قوله: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} فأثبت لهم العلم الذي تقوم به عليهم الحجة، ونفى عنهم العلم النافع الموجب لترك المضار.
وهذا نكتة المسألة وسر الجواب
). شفاء العليل مختصرا من نقل طويل بديع: (٥٨/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

15 Oct, 13:00


﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ جَاۤءَتۡكُمۡ جُنُودࣱ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمۡ رِیحࣰا وَجُنُودࣰا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرًا ۝٩ إِذۡ جَاۤءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ۝١٠﴾

الله قدير سبحانه وتعالى على أن يفرق الأحزاب وهم في الطريق وقبل اجتماعهم وإحاطتهم بالمدينة
وقبل الكرب العظيم على المؤمنين ....

ولكن الله تعالى جعل نعمة الفرج في هذا الوقت العصيب لحكم عظيمة منها.....

أن النعمة تكون عند عظم البلاء أظهر وأبلغ والامتنان بها أجل والفرحة بها أكبر...

تأكل كيف أمرهم الله بذكر النعمة في ظرف مخصوص
(إِذۡ جَاۤءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ۝١٠)
وأطنب السياق في وصف حالهم وشدة كربتهم
ليظهر عظيم فضله عليهم...

كلما تأخر الفرج كانت الفرحة به أعظم
حزنك اليوم مخزون لك...

📚قناة د.محسن المطيري

15 Oct, 04:30


لعظيم منزلتهم وفدائهم لم يذكر الله في القرآن وصف الفوز الكبير إلا في حق أصحاب الأخدود، (قُتِلَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ إِذۡ هُمۡ عَلَیۡهَا قُعُودࣱ وَهُمۡ عَلَىٰ مَا یَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ شُهُودࣱ وَمَا نَقَمُوا۟ مِنۡهُمۡ إِلَّاۤ أَن یُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ ٱلَّذِی لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ إِنَّ ٱلَّذِینَ فَتَنُوا۟ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ ثُمَّ لَمۡ یَتُوبُوا۟ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِیقِ إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِیرُ).

📚قناة د.محسن المطيري

15 Oct, 03:46


من شواهد ما ذكره ابن القيم: (كل من أحب شيئا دون الله عُذب به) في شأن المنافقين يقول تعالى: (فَلا تُعْجِبْكَ أمْوَلُهم ولا أوْلادُهم إنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهم بِها في الحَياةِ الدُّنْيا) يقول ابن القيم: (تعذيبهم بها هو الأمر المشاهد من تعذيب طلاب الدنيا ومحبيها ومؤثريها على الآخرة: بالحرص على تحصيلها، والتعب العظيم في جمعها ومقاساة أنواع المشاق في ذلك، فلا تجد أتعب ممن الدنيا أكبر همه، وهو حريص بجهده على تحصيلها…
والعذاب هنا هو الألم والمشقة والتعب ومن أبلغ العذاب في الدنيا: تشتيت الشمل وتفرق القلوب، وكون الفقر نصب عيني العبد لا يفارقه، ولولا سكرة عشاق الدنيا بحبها لاستغاثوا من هذا العذاب..ومحب الدنيا لا ينفك من ثلاث: همّ لازم، وتعب دائم، وحسرة لا تنقضي).
وللمسلم نصيب من هذه الآية بقدر تعلقه بالمال والولد!.

📚قناة د.محسن المطيري

14 Oct, 18:30


عقد ابن القيم فصلا في أثر الأسماء على المسميات، وذكر فيه لطائف، وهي من إشارات السيرة النبوية، فقال: (وكان ﷺ يأخذ المعاني من أسمائها في المنام واليقظة، كما رأى أنه وأصحابه في دار عقبة بن رافع، فأتوا برطب من رطب ابن طاب، فأوله بأن العاقبة لهم في الدنيا، والرفعة في الآخرة، وأن الدين الذي اختاره الله لهم قد أرطب وطاب…وتأمل أسماء الستة المتبارزين يوم بدر كيف اقتضى القدر مطابقة أسمائهم لأحوالهم يومئذ، فكان الكفار شيبة وعتبة والوليد، ثلاثة أسماء من الضعف، فالوليد له بداية الضعف، وشيبة له نهايته، كما قال تعالى: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة} وعتبة من العتب فدلت أسماؤهم على عتب يحل بهم وضعف ينالهم، وكان أقرانهم من المسلمين علي وعبيدة والحارث ثلاثة أسماء تناسب أوصافهم، وهي العلو والعبودية والسعي الذي هو الحرث، فعلوا عليهم بعبوديتهم وسعيهم في حرث الآخرة).
زاد المعاد: (٤٠٢/٢).

📚قناة د.محسن المطيري

14 Oct, 05:43


المحافظة على الأعمال الصالحة من الحبوط:
بعد أن قرر ابن القيم أن الحسنات يذهبن السيئات، أورد سؤالا: هل الحسنات تحبطها السيئات؟ مع كونه قول المعتزلة، فأجاب: (والقرآن والسنة أيضا قد دلا على الموازنة وإحباط الحسنات بالسيئات، فلا يضرب كتاب الله بعضه ببعض. ولا يرد القول بمجرد كون المعتزلة قالوه، فعل أهل الهوى والتعصب، بل يقبل الحق ممن قاله، ويرد الباطل على من قاله
قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم} وتفسير الإبطال هاهنا بالردة لأنها أعظم المبطلات، لا أن المبطل منحصر فيها. وقال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) فهذان شيئان عرضا بعد الصدقة فأبطلاها... وقال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} وفي الصحيح عن النبي قال:"من ترك صلاة العصر حبط عمله".
وقالت عائشة لأم ولد زيد بن أرقم وقد باع بيعة العينة: أخبري زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول إلا أن يتوب). مدارج السالكين: (٤٣١/١).

📚قناة د.محسن المطيري

13 Oct, 15:36


في تتبع تاريخي بديع علق شيخ الإسلام على أثر: {إن أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون} (فالأئمة المضلون هم الأمراء، والعالم والمجادل هم العلماء لكن (أحدهما)صحيح الاعتقاد يزل وهو العالم كما يقع من أئمة الفقهاء أهل السنة والجماعة. و (الثاني) كالمتفلسفة والمتكلمين الذين يجادلون بشبهات القرآن مع أنهم في الحقيقة منسلخون من آيات الله وإنما احتجاجهم به دفعا للخصم لا اهتداء به واعتمادا عليه؛ ولهذا قال: {جدال منافق بالقرآن} فإن السنة والإجماع تدفع شبهته…وقال بعد ذلك: فالعلم المشروع والنسك المشروع مأخوذ عن أصحاب رسول ﷺ وأما ما جاء عمن بعدهم فلا ينبغي أن يجعل أصلا وإن كان صاحبه معذورا بل مأجورا لاجتهاد أو تقليد.فمن بنى الكلام في العلم: الأصول والفروع على الكتاب والسنة والآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة )
وهذا التتبع التاريخي عقد له فصلا تحليليا ملخصا للغاية يستحق المدارسة في البدع وأصولها وأئمتها في الكوفة والبصرة والشام في الفتاوى في الجزء العاشر: (٣٥٤_٣٧٢)

📚قناة د.محسن المطيري

13 Oct, 03:04


يصف شيخ الإسلام لذة التضرع بالدعاء عند وقوع الابتلاء: (فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين ويرجونه لا يرجون أحدا سواه وتتعلق قلوبهم به لا بغيره فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه وحلاوة الإيمان وذوق طعمه والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف أو حصول اليسر فإن ذلك لذات بدنية ونعم دنيوية قد يحصل للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن. وأما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال أو يستحضر تفصيله بال ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانه.. وقال بعض الشيوخ: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك؛ لأن النفس لا تريد إلا حظها فإذا قضي انصرفت. وفي بعض الإسرائيليات يا ابن آدم البلاء يجمع بيني وبينك والعافية تجمع بينك وبين نفسك).
الفتاوى: (٣٠٣/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

12 Oct, 14:17


قال قتادة في قوله: (كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادًا)
"أولئك أعداء الله اليهود، كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله، فلن تلقَى اليهود ببلد إلا وجدتهم من أذلّ أهله"
وهذه الكلمة القرآنية تصوير بليغ لإيقاد الفتن ففيها: تشبيه بليغ عن التهيؤ للحروب، والمكر والكيد بأهل الإسلام، والمعنى: أنهم كلما أرادوا حربا غلبوا، فلا يبقى لهم من هذه النار إلا الضرر من الرماد ودخان النار وسواد الوجوه، والعرب تقول: مسعر حرب، وحمي الوطيس، قال الآلوسي: (فإن اليهود لما خالفوا حكم التوراة سلط الله تعالى عليهم بختنصر، ثم أفسدوا فسلط سبحانه عليهم فطرس الرومي، ثم أفسدوا فسلط عليهم المجوس، ثم أفسدوا فسلط عليهم رسوله ﷺ فأباد خضراءهم، واستأصل شأفتهم، وفرق جمعهم، وأذلهم، فأجلى بني النضير، وبني قينقاع، وقتل بني قريظة، وأسر أهل خيبر، وغلب على فدك، ودان له أهل وادي القرى، وضرب على أهل الذمة الجزية، وأبقاهم الله تعالى في ذل لا يعزون بعده أبدا).

📚قناة د.محسن المطيري

12 Oct, 04:47


قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: {ما أتاك من هذا المال وأنت غير سائل ولا مشرف فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك} . قال شيخ الإسلام معلقا: (فالمشرف الذي يستشرف بقلبه والسائل الذي يسأل بلسانه وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري: {قال: أصابتنا فاقة فجئت رسول ﷺ لأسأله فوجدته يخطب الناس وهو يقول: أيها الناس والله مهما يكن عندنا من خير فلن ندخره عنكم وإنه من يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر} . والاستغناء: أن لا يرجو بقلبه أحدا فيتشرف إليه والاستعفاف ألا يسأل بلسانه أحدا؛ ولهذا لما سئل أحمد بن حنبل عن التوكل فقال: قطع الاستشراف إلى الخلق؛ أي لا يكون في قلبك أن أحدا يأتيك بشيء فقيل له: فما الحجة في ذلك؟ فقال: قول الخليل لما قال له جبرائيل هل لك من حاجة؟فقال: " أما إليك فلا).
الفتاوى: (٢٥٩/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

11 Oct, 18:35


يقول شيخ الإسلام في تفريق بديع بين الرياء والعجب: (وكثيرا ما يقرن الناس بين الرياء والعجب فالرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس وهذا حال المستكبر فالمرائي لا يحقق قوله:{إياك نعبد} والمعجب لا يحقق قوله: {وإياك نستعين} فمن حقق قوله: {إياك نعبد} خرج عن الرياء ومن حقق قوله {وإياك نستعين} خرج عن الإعجاب وفي الحديث المعروف: {ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه} .).
الفتاوى: (٢٧٧/١٠).

📚قناة د.محسن المطيري

11 Oct, 15:26


في سياق المقارنة بين المذنب والمعجب بعمله، أشار ابن القيم إلى دقائق من أمراض القلوب التي تدخل على بعض الأخيار فقال: (ولا ريب أن هذا المذنب خير عند الله من هذا المعجب بطاعته، الصائل بها، وإن قال بلسانه خلاف ذلك، فالله شهيد على ما في قلبه. ويكاد يعادي الخلائق إن لم يعظموه ويرفعوه ويخضعوا له، ويجد في قلبه بغضة لمن لم يفعل به كذلك، ولو فتش نفسه حق التفتيش لرأى فيها ذلك كامنا. ولهذا تراه عاتبا على من لم يعظمه ويعرف له حقه، متطلبا لعيبه في قالب حمية لله، وغضب له! وإذا قام بمن يعظمه ويحترمه ويخضع له من الذنوب أضعاف ما قام بهذا فتح له باب المعاذير والرجاء، وأغمض عينه وسمعه، وكف لسانه وقلبه، وقال: باب العصمة عن غير الأنبياء عليهم السلام مسدود! وربما ظن أن ذنوبه تكفر بإجلاله وتعظيمه وإكرامه!).
مدارج السالكين مختصرا: (٤٦٣/١).

📚قناة د.محسن المطيري

11 Oct, 12:53


تحقيق ابن القيم في ساعة الإجابة يوم الجمعة: (وكان سعيد بن جبير إذا صلى العصر لم يكلم أحدا حتى تغرب الشمس. وهذا القول هو قول أكثر السلف، وعليه أكثر الأحاديث. ويليه القول بأنها ساعة الصلاة.
وبقية الأقوال لا دليل عليها. وعندي أن ساعة الصلاة ساعة ترجى فيها الإجابة أيضا، فكلاهما ساعة إجابة. وإن كانت الساعة المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر، فهي ساعة معينة من اليوم، لا تتقدم ولا تتأخر. وأما ساعة الصلاة فتابعة للصلاة، تقدمت أو تأخرت، لأن لاجتماع المسلمين وصلاتهم وتضرعهم وابتهالهم إلى الله تأثيرا في الإجابة، فساعة اجتماعهم ساعة ترجى فيها الإجابة. وعلى هذا، فتتفق الأحاديث كلها، ويكون النبي ﷺ قد حض أمته على الدعاء والابتهال إلى الله في هاتين الساعتين).
زاد المعاد: (٤٨٧/١).

📚قناة د.محسن المطيري

11 Oct, 08:08


عن ابن مسعود قال : (سَارِعُوا إِلَى الْجُمَعِ ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْرُزُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فِي كَثِيبٍ مِنْ كَافُورٍ، فَيَكُونُوا مِنَ الْقُرْبِ عَلَى قَدْرِ تَسَارُعِهِمْ إِلَى الْجُمُعَةِ).
قال شيخ الإسلام وصحح الأثر وذكر له عدة طرق: (وَهَذَا الَّذِي أَخْبَرَ بِهِ ابْنُ مَسْعُودٍ أَمْرٌ لَا يَعْرِفُهُ إلَّا نَبِيٌّ، أَوْ مَنْ أَخَذَهُ عَنْ نَبِيٍّ ، فَيُعْلَمُ بِذَلِكَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ…وفي قوله: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قَالَ بَعْضُهُمْ: السَّابِقُونَ فِي الدُّنْيَا إلَى الْجُمُعَاتِ هُمْ السَّابِقُونَ فِي يَوْمِ الْمَزِيدِ فِي الْآخِرَةِ)
الفتاوى: (٤٠٥/٦).

📚قناة د.محسن المطيري

10 Oct, 11:26


إخواننا في فلسطين يواجهون الكرب العظيم من إخوة القردة والخنازير، مذابح تندى لها الجبين، وأقل حقوقهم علينا الابتهال بالدعاء والتضرع بين يديه، اللهم فرجا وغوثا من عندك تغنيهم به عمن سواك، اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن دينك، ويكذبون رسلك، وأنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق، اللهم اشف منهم صدور قوم مؤمنين.