إضافة إلى أن الاوبئة مع الازدحام البالغ تنتشر اسرع والله المستعان
قبل سويعات من الان كنت والرفيقات نجوب المشفى بحثا عن مكان هادئ نخلو به لدقائق
المشفى ممتلئ بطريقة غريبه
بعد عناء وطول بحث وجدنا امرأة كبيره تفترش بساطا فأذنت لنا ان نشاركها المكان
قبل الرحيل شكرناها وسألناها عن حالها وسبب تواجدها
أخبرتنا انها نازحة من "شرق النيل" إثر توتر الأجواء مؤخرا وانها لا تعرف أحدا في ولايتنا لكن في قرية ليست ببعيدة منا تعرف امرأة فلعلها تسافر إليهم وتنزل عندهم
سألناها ان كانت تعرف الوجهه فأسرت إلينا انها لا تعرف سوى اسم القرية واسم المرأه التي ستنزل عندها الي حين انجلاء الغمة
ثم لما سألنا عن اسم المرأه وجدناها قد توفيت منذ زمن بعيد فلما اخبرناها ان المرأه متوفاة صُدمت وفي عينيها الف حديث بشرناها ان ابناءها على قيد الحياة واني لأسأل الحي القيوم أن لا يخيب رجاءها وان يستقبلوها ويحسنوا اليها وان يحسن الله لأمهم ويغفر لها بحسن ظن المرأه بها
ودعناها بحزن واستودعناها لله ان يتولاها ويدبرها بأفضل التدابير انه ولي ذلك والقادر عليه
المرأه عفيفة رفضت حتى ان تشاركنا افطارنا أسأل الله أن يعزها ابد ما احياها وان يجعل استنادها عليه وحده وان يفتح عليها بلا حول منها ولا قوة وان يجمعنا واياها على بساط الجنة وقد زال العناء
لأصدق
الحرب فتن وابتلاءات وشدة لكن بداخلها رسائل تجعلك تنقاد مستسلما متوكلا على الله جل التوكل
ثم تخلصك من هموم الدنيا وتعلقك بما عند الله وحده
ثم إن صبرت انهالت عليك المعجزات وتوالت البشريات
يشفي الله مريضك ويطعم جائعك ويربط على القلب فلا تجزع
يونسك وان كان مجرد الخلو مع أفكارك يجعلك تستوحش
لو ما كان من فضل البلاء سوى أن يفترش أحدنا سجاد صلاته ينتحب الي طلوع الفجر ذليلا منكسرا ان يارب مالي سواك ومالي على حمل الصعاب صبر - لكفي
وان ماكان من عظيم فضل الله علينا سوى أن نرفع سجاد الصلاة وقد رُفع الهم الجاثي على القلب وابدلنا الله سعة وانشراحا - لكفى
والله ان الانسان ليجد في الشدة من النعيم ما لايوجد في النعيم ذاته
حاشاه ذو الرحمة الواسعه ومن هو ارحم بنا من امهاتنا أن يضيعنا
عزاؤنا ان غمسة في الجنة تنسي بلاءات الدنيا
ونظرة الي وجهه تنسينا نعيم الجنة
فاللهم اجعلنا من الشاكرين الصابرين وتولانا ولاية خاصة انك ولي ذلك والقادر عليه
حسبنا الله ياقلب
هو كافينا ونعم الوكيل
فأثبتْ!