إنّ قضية الزهراء البتول (عليها السلام) عَقَدية مبنائية حاسمة ، أخطر وأكبر ممّا تحمله القلوب من مشاعر وأحاسيس صادقة ، إنّها تعني تقابل الدين والعدم ، تقابل الحقّ والعدم .
من أسباب ذلك :
-كونها ( عليها السلام ) ثالثَ المعصومين الأربعة عشر ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا .
-يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها .
- بنت مَن ، زوج مَن ، أُمّ مَن ، قلب وومضة نور عين المصطفى ، حليلة المرتضى ، أُمّ السبطين الحسن والحسين ريحانتي رسول السما .
-مَن صرّح النبيّ الخاتم فيها : " أُمّ أبيها " ؛ إجلالاً لمنزلتها وتعظيماً لشأنها وتفهيماً لقدرها .
-رحمة العالَمِين وكعبة الآمال في الدنيا وفي أُخراها .
-المرأة الأكمل على مرّ الدهور بتواتر النصّ وبرهان العقول .
-نمير الدين الصافي وجذر الولاية الراسي ومنبع الرسالة الوافي وبيان القيم الشافي وسرّ الله الخافي ، منها ترتوي الألباب وفيها تذوب الجنان ، بمعينها الرقراق تحيا الأجيال وترجو حسن المآل .
- امتياز رؤاها بالحجج المتقنة والشواهد المحكمة والقرائن الواضحة ، مسبوكة بالبلاغة الفائقة والفصاحة الرائعة والمضامين الجامعة ؛ فأرست للحوار منهجاً رائداً وللذود عن المبادئ مسلكاً رائعاً لازالت بركاته تغدق علينا بنفيس البصائر وغوالي اللآلئ . لم يمنعها جبروت المتخاصم وفضاء الترويع الحاكم من بيان الحقائق ودحض الباطل الزاهق .
-سيّدة نساء العالمين ، أُنموذج المؤمنة العارفة العالمة العاملة التي تعي ما عليها من وظائف ومهامّ إزاء الأُسرة والمجتمع وعامّة المسلمين .
-النور القدسي والفيض الإلهي والحضور السرمدي ، دفء الأُمومة وحنانها الأبديّ ، إليها نلجأ ونحتمي , بها نلوذ كلّما ضاقت بنا الصدور وحارت العقول وتشتّت الدروب .
-إجماع الفريقين على طهارة ذاتها وسموّ مكانتها ورقيّ صفاتها ورفيع سيرتها وعميق علومها وبُعد مداها وعجيب نبوغها .
-الرمز والشعار والمحتوى والعنوان ، بكلّ ما لهذه المفردات من معاني وأركان .
إذاً ، حبُّ الزهراء وولاؤها ناشئٌ من كونها ركنَ الولاية وحِياضَها ؛ وما نُودِيَ بشيءٍ كما نودي بولايةٍ هي ميزان القبول والردّ ، بولايةٍ وجب التمسّك بها والعمل بشروطها لكسب الحصانة وبلوغ القصد.