أي إن الإيمانَ ليعودُ ويثبتُ في المدينة المنورة كما ترجع الحيّة وتعود إلى جحرها إذا خرجَت منه؛ وهو دليل على أن منبع الإسلام وقوته على طول الزمان يتعلق بالمدينة المنورة مكانًا ومصدرًا وقلعة الإسلام الأولى؛ ولا سيما إذا ضعُف في النفوس، وحُورب في الأقطار، ومُحيت آثاره من قِبل العدو الصائل؛ فلا يجدُ أنصاره إلا في المدينة وذلك كما وقف أنصارها الأقدمون مع نبيّنا صلى الله عليه وسلم.
واليوم حين نرى مظاهر الدعارة والفُحش في بلاد الحرمين الشريفين يتقطعُ القلب من منطلق الإسلام والإيمان؛ فهذه الديار مهبط الوحي، ومهوى الأفئدة؛ كيف تمكَّن العدو منها إلى هذا الحد البشع؛ إلى حد الاستهزاء بالإسلام في دياره وبين أهليه!