وكانت الولايات المتحدة في هذا الوقت تحشد قواتها في السعودية لضرب العراق بعد غزوها الكويت، وحشدت معها بعض القوات العربية والإسلامية الرمزية لتخفيف الضغط على النظام السعودي حتى لا تكون الصورة أمريكية محض.
وقد هدد حينها صدام حسين بضرب إسرائيل -قبل أن يقصفها بـ ٣٩ صاروخ سكود- ، فسلمت إسرائيل إلى بوش خطابًا تحتفظ فيه بحقها في توجيه ضربة استباقية إلى العراق.
وخشي النظام السعودي أن تفعل إسرائيل ذلك فتكون القوات الأمريكية تضرب العراق من الأراضي السعودية بعدما ضربت العراق إسرائيل، ولذا حاولت كبح جماح إسرائيل ببعض الكلام المعسول والوعود بتغيّر في العلاقات بعد الانتهاء من أزمة الخليج.
والشاهد من هذا كله: أن الأمير بندر بن سلطان سفير السعودية في الولايات المتحدة، أثناء اجتماعه مع بعض رؤساء المنظمات اليهودية والإسرائيلية في واشنطن، قال لهم: أنه نصح الولايات المتحدة أن تستخدم الفيتو على مشروع الإدانة المقدّم من العرب والمسلمين إلى مجلس الأمن، حتى لا يكون انتصارًا لصدام حسين في هذا الوقت بعد تهديده لإسرائيل.
ولكن الولايات المتحدة قررت ألا تستخدم الفيتو حتى لا تحرج القوات العربية والإسلامية المنضمة لقواتها في الأراضي السعودية قبل ضرب العراق.
----
وهذه التفاصيل رواها كلها هينري سيجمان، وقد كان حاضرا لاجتماع بندر بن سلطان مع المنظمات اليهودية والإسرائيلية، ولم تُنكر حينئذ الرياض أيًّا من هذه الأمور، وقد سرّب سيجمان هذه الأحاديث للصحافة بعدما تنكّرت السعودية لبعض وعودها المعسولة بعد انتهاء أزمة الخليج وتدمير العراق.