كناشة | محمد برّى علي

المجدُ الزَّوكلُونِي (أو السَّنكلُومِي) (٧٤٠هـ)، الفقيه المحدِّث، شيخ الجمال الأسنوِي، له تصانِيف في الفقهِ جِياد، شرحَ التنبيه، والتعجيزَ، والمنهاجَ، حُقق شرحُه على الأول في جامعة أم القُرى، وعنه ينقُل الخطيبُ وابن حجرٍ وغيرهما، وهذا شرحُه على المِنهاج، وهو أقلُّ شهرةً من السابق.

للحيضِ ألوانٌ وصفاتٌ، جمعتها مُرتبةً بقولي:

ألوانُه السَّوادُ، ثُمَّ الحُمرَةُ
فالشُّقرَةُ، الصُّفرَةُ، ثُمَّ الكُدرَةُ

والثِّخَنُ النَّتْنُ معاً، أو واحِدُ
صِفاتُهُ والرَّابِعُ التَّجَرُّدُ.

والمَعنَى:
أنَّ للحيضِ خمسةَ ألوانٍ هي: السَّوادُ، وهو أقواها، فالحُمرة، فالشُّقرة، فالصُّفرَة، فالكُدرة، وكلُّ لونٍ أقوى مما بعدَه.

ولكل لونٍ من هذه الألوان صفاتٌ أربعَة.
١- الثِّخنُ والنَّتْن معاً
٢- الثخن فقط
٣- النتنُ فقط (وهذه الصفة والتي قبلها داخلان في قولي: أو واحِدُ).
٤- التجرُّد عنهما

ومن فوائد معرفة هذه الأمور:
- حصولُ التمييزِ للمستحاضة بمعرفتها.
- معرفة الإقبال والإدبار، ومما يناط بهما قدرُ الكفارة المندوبة للمُجامع في الحيض.

اعتذار القاضي أبي سعد الهروي في (الإشراف على غوامض الحكومات) عن تغميض شيخه القاضي أبي عاصم العبادي (٤٥٨هـ)، وفيه نكت مهمة، سبق بعضها في المقال المشار إليه.

ومن تطيبقات القاعِدَة في الأدلَّة:

التَّرجِيحُ بالضَّعيف، وغيرِ الناهِض في أحوال منها:
١- تقوية دليلٍ آخر، ومن ذلك:
- تقوية مرسل كبار التابعِين بالضعيف المُرجِّح، وبأقوال الصحابةِ، وأفعالهم، وبمرسلٍ آخر، ونحو ذلك، مع كون هذه الأمور لا تنهض بنفسِها.

٢- التَّرجيح بما يسُنده الضعيف على غيره، وإن كان صحيحاً، عند التعارُض، كترجيح الموافق مرسلاً، أو صحابياً، أو أهل المدينةِ، أو الأكثر، فاطراحُ هذه الأدلة هو عند التجرُّد لا في التراجيح.

٣- الانكفافُ عن الفعل لأجل الضعيف، ومنه:
- الانكفافُ لأجل المراسِيل المجرَّدة عما يُقوِّيها.
- ما ذهب إليه إمام الحرمين من الانكفاف لأجل مرويِّ المجهولِ ظاهراً إن روى التَّحريمَ إلى الظُّهور.

المهمات لشيخ الشافعية في زمانه العلامة الأسنوي.. كان من مظاهر الإبداع والإثراء في التأليف لدى متأخري الشافعية، وكثيرٌ من مناقشاتِه واعتراضاته قويَّة، وإن انفصل المتأخرون عنها بوجوهٍ بعضها ناهضَةٌ، وبعضها ليس كذلك، وقد وقع الاهتمام به في القرنين بعدَه، وصار حالةً علميَّة داخل الفقه الشافعِي استدعت المناقشات، والردود، وكثيرٌ من إشكالاته ضُمنت في الشروح المعتمدة، ولم تحفَل هذه الحالة العلمية بدراسةٍ لائقة -حسب الاطلاع-، وهي مرتعٌ خصب.

وهذا المختصرُ لتلميذه العلامة الولي العراقي، اختصره وعلق على مواضعَ منه، وضمنه أجوبة شيخِه البلقيني.

مقطع من جلسة مع الشيخ محمود أبو حيان بعنوان:

حضور شيخ الإسلام ابن تيمية في تراث المتكلمين.

كَتبتُ كِتابِي وَحَشَّيتُه.. وَأتعَبتُ نَفسِي إِلى أن حَصَل
أَخافُ إِذا مِتُّ أَهلَِي أَن.. يَبِيعُوا كِتابِي بسِعرِ البَصَل

كثيرٌ من العوائل الصوماليَّة عندنا لم يبيعوه بسِعر البصل، بل جعلوه علفاً لدوابِّهِم، أو ألعوباتٍ لصبيانِهِم، أو احتكروه حتى تآكل، وقد ضاعَ بسبب هذه الغفلة مُعظَم المخطوطات الصُّوماليَّة، ولم تقُم جهةٌ ما حتى الآن بالعناية بما بقِي.

الشغل -في نظرِي!-: (شغرُ الفراغِ بالتزامٍ ذي مُقابل)، وسواءٌ أكان الالتزامُ رسمياً أو غير رسمي -حسب الأعراف في التفريق بين الرسمي وغيره-، والمقابلُ مادياً أو معنوياً.

وهذا المفهوم الواسِع يتميز عن المخالف الضيق الذي يتعارف عليه الناس بناءً على مُعطيات الوظِيفَة الحديثَة.. في أمور: من أهمها معرفة رُتب الأولويَّات، والعملِ وِفق ذلك؛ ولهذا صارت الوظائف المعاصرة -بالتزاماتها الضيِّقة- سبباً -في كثير من الأحيان- لضعف التَّربية، والتفكك الأُسري، والتخلف العلمي، الفرديِّ خصوصاً.

💡 عنوان المحاضرة: الآثار السلبية لوسائل التواصل الإجتماعية.

🎙 المُحاضِر: محمّد برّى علي.

💿 عدد المجالس: مجلس واحد.

من قواعد التدريس، المحافظة على لغة العلم :

‏قال طلبة أبو الفضل المشدالي (تـ ٨٦٤)،
‏له: تنزّل لنا في العبارة ، فإنا لا نفهم جميع
‏ما تقول، فقال:
(لا تنزلوني اليكم، ودعوني أرقيكم إلى،
‏فبعد كذا وكذا مدة، تصيرون إلى فهم كلامي).

‏البدر الطالع ٢٨٤/٢

وصيَّة الشُّبَّان، للشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن محمد الصغير الأخضري -رحمه الله-.

باسم الله.

مما يحدُث كثيراً عند بعض العلماء الذين يُقسمون التركات على الورثَة؛ عدمُ التنبُّه لحقوق الله الواجبة في التركة، كالزكاة، والحج، والكفارات، ونحوها، فيخصمون من التركة ديون الآدميين، دون ديون الله، وهذا لا يصحُّ.

ولا تجوز قسمةُ التركةِ، والتصرفُ فيها قبل إخراج الدَّين المذكور؛ لأن الدَّين يتعلَّقُ بالتركَة كالمرهون، فلا تجوز القسمةُ على الورثة إلا بعد التحقُّق من عدم وجودِ دينٍ إلهي.

وأظهرُ فروعِ التفريط في هذا: الحجُّ؛ فكم من شخصٍ وجب عليه الحج، ومات قبل أدائه، ثم وُزِّعت التركة قبل خصم مؤنة الحج!

(ختم)

قال الإمام الغزالي في الاقتصاد: (وأكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهال أهل الحق أظهروا الحق في معرض التحدي والادلاء، ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والإزراء، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ورسخت في نفوسهم الاعتقادات الباطلة وعسر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها).


وقال الإمام ابن تيمية في الفتاوى: (ما من طائفة إلا وفيها من يقول أقوالا ظاهرها الفساد وهي التي يحفظها من يُشنع بها عليهم ويُنفر الناس منهم، وإن كان أكثرهم ينكرها ويدفعها).

مظاهِر الغلوِّ في التِّكفير عند الأشاعرة (٣)

وأما المقام الثاني، فمن أظهرِ الوقائع التاريخيَّة فيه:
- واقِعَة ابن تُومَرت (٥٢٤هـ)، في القرن السادس، الذي تلقى العقائد عن الإمام الغزالي، ثم دخل المغرب حاملاً العقد الأشعري، وداعياً إليه بحدِّ السيفِ والنَّار، كما يقول المقريزي في المواعظ (٤/١٦٦): (فلذلك صارت دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت، إذ هو عندهم الإمام المعلوم المهديّ المعصوم، فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلّا الله خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ، فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام)، ثم استمرت دولة الموحدين بعده على نهجِه في استباحة دماءِ مُخالفيهم، وخصوصاً المتبعين لعقائد السلف؛ إذ المغرب العربي كان على عقائد المتقدمين من أئمة السلف قبل قدوم ابن تومرت، وحملِه الناس على عقيدة الأشعري.

- تكفيرُ ابن تيميَّةَ وأتباعه، في القرن الثامن وما بعده، والسجال العلميُّ في هذا كثيرٌ مشهور، فاستزِد إن شئت من (مُلجمة المجسِّمة) للعلاء البخاري الحنفي (٨٤١هـ)، وردِّ عصريه ابن ناصر الدين الدِّمشقي (٨٤٢) عليه في (الرد الوافر)، وكثيرٌ من المتأخرين يكفرون أعيان السلف كابن خُزيمَة، والدارمي، وغيرهما، وممن شان كلامُه في هذا الكوثري، ولو تتبعنا هذا النوع من التكفير عند متقدميهم ومتأخريهم لجاء في مُجلد جيِّد.

- فِتنة الطلبة في المغرِب التي قادَها الفقيه محمد بن عُمر بن أبي محلِّي (١٠٩٠هـ)، في القرن الحادي عشر ، بسجلماسة، والتي استمرت عِقداً من الزمن تقريباً، وقد دارت وقتئذٍ مُساجلاتٌ علميَّة في موضوع إيمان المقلد، وتكفير العوام، كان كلها ردوداً على ابن أبي محلي، تصريحاً أو تلميحاً.
ومن تقريراته: (وأما ما من لم يفهم المعتقدات، أو يتوقف إن سئل عنها، فهذا لم يحصل له التقليد، بل هو فاسد الاعتقاد، لا يُعذر بجهله ولا غيرِه، فوا الله لا أحصي من وجدته كافراً من الطلبة، فضلاً عن النساء والعامَّة والعبيد)، (ظهر لنا كفر كثير من الطلبة والعامة، كنا نُلقنهم العقائد)، (وكم وجدنا من طالبٍ كافرٍ، وهو لا يعلم)، وهذه التقريرات منقولة في كتب الرادين عليه، وفي مدوناته المخطوطة، وظاهرٌ فيها أنه كان يكفر أصحابه الأشاعرة الذي يحفظون القرآن، ومتون العقيدة الأشعرية.

وكان مدارُ هذه الفتنة -كما أفاده بعض الباحثين- على: تكفير من لم يفهَم كلمة التوحيد، وتكفير من لم يحسن التعبير عن الاعتقاد عند سؤاله، وهي كما ترى راجعةٌ لمسألة إيمان المُقلد، وكان لتنظيرات السنوسي أثرٌ واضحٌ في ابن أبي محلي وحركتِه التكفيريَّة، فالسنوسي اكتفى بالتنظير العام، وأجرى أحكام الإسلام في الدنيا، وابن أبي محلي تعدَّى ذلك، ونفى أحكام الإسلام عنهم.

وقد رد عليه كما أشرنا عدد منهم بلديُّه: العنبري السجلماسي (١٠٩٠هـ) في (الكشف والتبيين في أنَّ عبارات محمد بن عمر في تكفير أكثر طلبة عصره وغيرهم خارقةٌ لإجماع المسلمين)، والشيخ أبو سالم العياشي (١٠٩٠هـ) في (الحكم بالعدل والإنصاف الرافع للخلاف فيما وقع بين بعض فقهاء سجلماسة من الاختلاف في تكفير من أقر بوحدانية الله، وجهل بعض الأوصاف)، ثم العلامة اليوسي (١١٠٢هـ) في (مشرب العام والخاص من كلمة الإخلاص)، وكلها مطبوعَة.

ومرة أخرى لا أبرِّئ معرَّة الغلو في التكفير عن بعض أصحابنا، ولا عن غيرِهم من الفِرق، ولا أُسلم تبرؤًا كتبرؤ إخوة يوسف عن أغلال هذه المعرَّة من بعض المنتسبين إلى الأشاعرة، ومن العدل القولُ بأنَّ السِّجال في مسائل التكفير عند الأشعرية درا بينهُم، ولم يألُ علماؤهم جُهداً في الرد على غُلاتِهم -كما رأيت بعض ذلك-، وهكذا الأمر في السلفيين، فأكثر من اشتغل بالرد على غُلاتهم في هذه الأبواب أصحابُهم، وما تحدثنا عنه هو في مستوى التكفير الذي يعتبر أعلى درجات الإقصاء، وهناك مستوياتٌ دونَه في الاضطهاد، والتضييق، بصورٍ متنوِّعة، مارسَها أكثر أرباب المقالات عند التمكُّن، واشتكوا منها عند الضَّعف، وللأشاعرة -محل الحديث- من ذلك قدحٌ معلى، فهم في الوقت الذي يشتكون فيه مما نالهم من المِحن في أزمنة الضعفِ وعدم التمكن، من اللعن، والتكفير، والهجر، والتضييق… تراهُم يُسيمون المخالفين سوءَ العذاب -من التكفير، والسجن، والنَّفي، واللعنِ، وغير ذلك في أزمنة التمكن، كما سبقت الإشارة إلى بعضه سابقاً!
بل إنَّ بعض نُظارهم لا يرون انعقاد الإمامةِ لغير أصحابهم، وأنه في حال تولي غيرهم السلطة لم تكن له إمامة ثابتة، ولا طاعة واجبة، وكانوا هم في دار قهرٍ وغلبة! كما يقول الباقلاني في تمهيد الأوائل (٤٧٠-٤٧١).
والله المُستعان.

مظاهِر الغلوِّ في التِّكفير عند الأشاعرة (٢)

يقول ابن رشد -حاكياً عنهم القول بالتكفير في هذا الباب-: (ولقد بلغ تعدي نظارهم في هذا المعنى على المسلمين أنَّ فرقة من الأشعرية كفَّرت من ليس يعرف وجود البارئ سبحانه بالطرق التي وضعوها لمعرفتهم في كتُبهم، وهم الكافرون والضالون بالحقيقة)، وفي آخر كلامه ردُّ التكفير بالتكفير!
وقال أبو عبد الله القرطبي في التفسير (٧/٣٣٢): (ذهب بعض المتأخرين والمتقدمين من المتكلمين إلى أنَّ من لم يعرف الله تعالى بالطرق التي طرقوها والأبحاث التي حرروها لم يصح إيمانه وهو كافر، فيلزم على هذا تكفير أكثر المسلمين، وأول من يبدأ بتكفيره آباؤه وأسلافه وجيرانه، وقد أورد على بعضهم هذا [ينسب للجويني] فقال: لا تشنع علي بكثرة أهل النار، أو كما قال، قلت: وهذا القول لا يصدر إلا من جاهل بكتاب الله وسنة نبيه؛ لأنه ضيق رحمة الله الواسعة على شرذمة يسيرة من المتكلمين، واقتحموا في تكفير عامة المسلمين).
وفي بيان التلبيس لابن تيمية (١/٢٧٣) عن الهروي أبي إسماعيل: (وأبطلوا التقليد فكفروا آباءهم وأمهاتهم وأزواجهم وعوام المسلمين، وأوجبوا النظر في الكلام واضطروا إليه الدين بزعمهم فكفروا السلف)، والذي يظهرُ أنَّ قوله (فكفروا آباءهم) إلزامٌ لا إخبار.

ومن ذلك تكفيرُهم المعتنقين لعقائد أهل الحديث تحت مُسمى (المُجسِّمة)، والمجسمة عندهم -كما يعرف من تقريراتهم- هم أهل الإثبات المذكورون، وما استباحة ابن تومرت لدماء المرابطين إلا بتهمة التجسيم، كما في كتابِه (أعزُّ ما يُطلَب)، وفيه باب (في وجوب جهادهم على الكفر والتجسيم).

والحقُّ أن كثيراً من تقريرات المتكلمين ممهِّدةٌ لتكفير مخالفيهم -ولو تنظيراً-، ففي أبواب الاجتهاد يقررون عدم صحة الاجتهاد في المسائل العلمية، وبهذا يكفر الغلاةُ منهم أئمة الفرق المخالفة لهم، وفي أبواب المعرفة والنَّظر والاستدلال يقررون عدم صحة إيمان المقلدين، وأنَّ الدليل الظنِّي لا محل له في أبواب الاعتقاد، وبهذا يكفر الغلاةُ منهم عوام الناس، بل أدت هذه المقولة ببعضهم إلى تكفير أصحابهم -كما سيأتي-، وأدت أيضاً إلى إطلاق القول بكفر التمسك في أصول العقائد بظواهر الكتاب والسنة -كما قرره السنوسي وأتباعُه كالصاوي-، والتكفير بالظنيات وفي فروع العلم موجودٌ عند بعضهم أيضاً، وبما تقرَّر عُلم طريق الانفصال عن المعارضة الظاهرة بين القول بالتكفير عند طوائف منهم، وبين أصلهم الإرجائي في الإيمان؛ فأكثر ما يوجد لديهم من التكفير مبني على أصل التصديق -الذي هو حقيقة الإيمان عندهم- وطريقه، -المترجم له في كتب الكلام بمسألة أول واجب، وهي من بقايا الاعتزال في مذهب الأشاعرة، كما أفاده نقلاً عن أبي جعفر السمناني الأشعري ابنُ حجر في الفتح [١/٧١]-.

مظاهِر الغلوِّ في التِّكفير عند الأشاعرة (١)

التكفيرُ -بغير الحقِّ- ظاهرَةٌ قديمَةٌ نشأت بوادِرُها الأولَى مع الخوارِج في عهد الصحابة، ثم استمرت في الفرق الإسلاميَّة فيما بعد ذلك، وأكثر الفِرق لهم نصيبٌ ما من هذه الظاهرة التي تعود أسبابها إلى مقامين:
- المقام الأوَّل: الغُلوُّ في التَّنظير العلمِي، بوضعِ رُسومٍ تكفيريَّة تخالِف قواعد الشَّريعَة؛ كتكفير المقلِّد عند بعض المتكلمين، والتكفير بالظنِّيَّات عند بعض السلفيِّين، ومع ذلك فكثيرٌ من هذا الصِّنف لا يطردون هده الإطلاقات العامَّة في محالِّها؛ لاعتباراتٍ معروفة.
- المقام الثاني: الغلوُّ في التطبيق العملي، بتكفير أعيانِ النَّاس بواسطة النصوص المُنظّرة، وتجاوُز الاعتبارات المانعة من التكفير التي وقف عندها المنظرون المذكورون.

وليس القصدُ هنا الإطناب في أحكام الباب -فله محالُّه-، ولا رصد هذه الظاهرَة عند جميع الفرق، بل الإشارَة إلى ما لدى الأشعريَّة من ذلك؛ لكونهم اليوم أكثر من يتبرؤون عنها:
ففي المقام الأوَّل (التنظير) نجِد كِبار علماء هذا المذهب يكفرون غيرَهم من أرباب المذاهب، فالشيخ الشيرازي يقول في شرح اللمع [١/١١١]: ( ‎فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الاشعري رضي الله عنه فهو كافر ..ومن نسب إليهم غير ذلك فقد كفرهم فيكون كافرا بتكفيره لهم لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما كفر رجل رجلا إلا باء به أحدهما)، ونحوه في الإشارة إلى مذهب أهل الحق [١٩١]، وكلام الشيخ صريحٌ في التَّكفير.

ومن ذلك تقريرات السنوسي (٨٩٥هـ) -ومن تبِعه- في عدم صحَّة إيمان المقلِّد، وصرح بذلك في شروحه على الكُبرى، والصُّغرَى، وقد ادَّعى بعض المتكلمين إجماع أصحابِهم في ذلك ولكن يُناقضه إجماع آخر في المسألة حكاه بعضهم عنهم، والصحيح أنه لا يصح إجماعٌ هنا بل لهم في المسألة أقوال محكية في كُتبهم، منها القول بالتكفير المذكور.
قال ابن زكرِي (٨٩٩هـ) في ألفيَّتِه (مُحصِّل المقاصِد مما به تُعتبر العقائد):
فصلٌ وقد وجَب بالإجماع
معرفة الله بلا نزاعِ
وفي وجوبها على الأعيان
أو الكفاية لهم قولان
لا يكتفي الأول بالتقليد
ويكتفي الثاني بلا ترديد
كلٌّ حكى الإجماع في نقيضِ ما
قد ادعاه خصمُه مُلتزما
ويُرجع في تقرير هذه الأقوال وأدلتها إلى (شرح الإرشاد للمقترح ١/١٤٢)، وشرح المنجور على محصل المقاصد (١/٤٧٤).

🔰 تمكين الصِّبيان من مسِّ المصاحِف 🔰

باسم الله.

من أحكام الفقه التي تهمُّ المعلِّمين: تمكين الصِّبيان من مسِّ المصاحِف، وفيها تفصيلٌ حاصِلُه:
أنَّ تمكين المُعلمِ أو الوالدِ الصبيَّ من مسِّ المُصحفِ، له حالتان:
١- أن يكون الصبيُّ غير مُميز: فيحرُم ذلك مُطلقاً، ما لم يكُن مُلاحظاً له.

٢- أن يكون الصبيُّ مميزاً:
أ- فإن لم يكن مُحدثاً بأن توضأ مثلاً: جاز مُطلقاً.
ب- وإن كان مُحدثاً: حرُم تمكينُه منه إلا بقصدِ الدِّراسة والتعلُّم فقط من مُصحفِه، فيحرُم تمكينُه من المصحف لا للدراسَة، وكذا تمكينه من مصحفِ غيرِه.

وفي بداية الطلاب:
(لكِن يحِلُّ للصَّبيِّ الدَّرِس
مُميزاً لا غيرُ في المدارسِ)

والله أعلم.

باسمِ الله.

هذا نظمُ (التَّحبيب) المسمى (تحبيبُ الصِّغَار للنبيِّ المختار)، يقع في أربَعِين بيتاً، قصدتُ منه: إظهارَ الحبُّ النَّبويِّ للنَّاشئة، ومُعاملتِه لهم.
وشرحُ ذلك لهم سببٌ لزِيادَةِ محبَّةِ هذا النَّبي الكريم -بإذن الله-، نفعني الله والمسلمينَ به.

تقييداتٌ وخواطِر [١]

أ- تقييد:

الدلالةُ لا بِشرطِ الإيصالِ هِدايَةُ دَلالَة، وبِه إرشاد، وفي الأوَّل حصَر مدلولَ (الهِدايةُ) الأشعريَّة في المشهُور عنهم، ونُقض بـ(إنك لا تهدِي من أحببتَ)، وفي الثاني المُعتزلة، ونُقض بـ(وأما ثمودُ فهَديناهُم).

ب- تقييد:

قولُ صاحِب الهَمزِيَّة: (ومِن شِدَّةِ الظُّهور الخفاءُ)، بليغٌ؛ فإنَّ الأمر كلما اشتدَّ جَلاءً وظهورا ازداد خفاءً واستتاراً؛ ولذا ذهب كثيرٌ من النُظار إلى ترك تعريفِ الجليَّات كالعلمِ، والعقلِ، ونحوهما؛ لأنَّ التعريفَ للتوضيح، وتوضيح الواضِح لا يزيدُه إلا خفاءً وتعقيداً.
وقد عكس السَّكندرِي العبارة في معرض حديثه عن ذات الله -تعالى-، فقال ما معناه: (ومن خفائه شِدَّةُ ظُهورِه)، فالله -تعالى- أخفى عنا ذاته في هذا الكون، ولكنَّه -بآياته- أشدُّ ظُهوراً من كل الجليَّات؛ ولهذا جعل أهل السنَّة معرفة الله: فِطريَّةً، وجعلوا الاستدلال لها مما قد يزيد في ذهن المتلقي خَفاءً.

ج- تقييد:

(وسُنَّ لقويٍ أذن له إمامٌ مبارزَةٌ)
هذا النصُّ من منهج الطلاب، ينبه على حكم مخالطَة أهل البدع، ومناظرتِهم، والتعرض لشبههم المكتوبة والمسموعة.
وطريق التنبيه: الأولوية.
وقد أشار لهذا المعنى بعبارات لطيفة أخاذة الغزالي في الإحياء فقال: (ومنع المبتدئ عن الشُّبه يُضاهي منعَ الحديثِ العهدِ بالإسلام عن مخالطة الكفار، وندب القوي إلى النظر في الاختلافات يضاهي حثَّ القويِّ على مخالطة الكفار، ولذلك يُمنع العاجزُ عن التهجُّم على صف الكفار، ويُندب الشجاع له).

د- تقييد:

واقعتان بهما اعتبار:
لقِيت قبل أيامٍ طالباً يحفظ ١٨ عشر كتاباً من كتب الحديث، هي: الصحيحان، والسنن الأربعة، وبقية الصحاح، والمعاجم، والمسانيد، كمسند أحمد.
وصليتُ قبل ليالٍ خلف شيخٍ عُمره دون المئةِ بقليل، أعمى، حريصٍ على أن يؤم بالناس، ويصلي واقفاً في صلاتِه، مع اشتغاله بأمور علمية أخرى، وحرصه على إفادة الطلاب، فاحرصوا على الخيرِ رعاكم الله.

هـ- تقييد

من القواعد السُّلوكيَّة:
١- أصل الورع مبني على الأوهام، كما قال عز الدين بن عبد السلام.
٢- اللهُ يُطلَب على قدرِ العظمَة (عظمتِه) لا على قدرِ الحاجَة.
٣- الغزالي: (المستمع ينزل كل ما يسمعه على ما يستولي على قلبه) الإحياء.
٤- المجاهدة مفتاح الهداية (الإحياء).
٥- لا يكفي في كون الشخص مطيعاً كون فعله من جنس الطاعات، ما لم يُراع فيه الوقت والشرط والترتيب). الإحياء، ومثَّله بمن توجه عليه ردُّ وديعة في الحال، فأحرم بصلاة، فإنه يعصي.
٦- (مهما توزَّعت الفكرة.. قصُرت عن درك الحقائق) الإحياء.

المُوفَّق من حفِظَها، ووعَاها، وشرع مِن يومِه هذا في وضعِ خطَّة إنجازِها -كلّها- في حياتِه، ثم هو أحدُ رجلين:
- واصلٌ، فأنعِم به.
- ومُنتَهٍ أجلُه دونَها، أو دُون بعضِها، فله أجرُ العَزمِ، والنِّيَّة، واللهُ يُعطي بهما ما يفُوق الوصف.

قد يُوحِشُ اللَّفظُ وكُلُّهُ وُدْ
ويُكرَهُ الشَّيءُ وليس منهُ بُدْ

بديعُ الزمان الهمذاني.

أفادَ عددٌ من الأفاضِل أنَّ (الفُصول البديعَة في أصول الشريعَة) لمحمود أفندِي، مُختصَرُ جمع الجوامِع للتاجِ، والصَّحيحُ أنَّ الفُصُول أوسَعُ من الجمعِ، فهو كالتقريبِ لعِبارتِه، مع التنكيت من شرحِ المحلِّي، ويدُلُّ عليه استخدامُه للفظ (التلخيص) وهو التبيينُ والتقريب، كما في اللِّسان، ويطلق أيضاً على الاختصار، لكنَّ المراد هنا الأول لما عرَفت.

تفسير الإمام ناصر الدين البيضاوي (ت: ٦٩١هـ) -رحمه الله- (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) ظلّ زمنًا طويلًا رهين طبعات رديئة، ثم ظهر محقَّقًا في ثلاث طبعات متتالية الصدور، وهي على حسب ترتيب ظهورها:
١- طبعة دار اللباب، في خمسة أجزاء بتحقيق وتعليق: ماهر أديب حَبُّوش، ومحمد خَلُّوف العبد الله، ومحمد عبد الحليم بَعّاج.

٢- طبعة مؤسسة الرسالة في خمسة أجزاء، بتحقيق: فادي المغربي.
ومعه: "الإتحاف بتمييز ما تبع فيه البيضاوي صاحب الكشّاف" لشمس الدين محمد بن يوسف الصالحي (ت: ٩٤٢هـ).

٣- طبعة مركز تفسير، في سبعة أجزاء، بتحقيق: مركز علم لإحياء التراث، وإشراف ومراجعة: أ.د. عبد الرحمن الشهري، و د. عبد الرحمن بن حسن قائد.
وفيها مقدمة بعنوان: المآخذ العقدية على تفسير البيضاوي.

ويرى أ.د. عبد الرحمن الشهري في مقدمته لطبعة مركز تفسير أن هذه الطبعة انتقت عيون حواشي تفسير البيضاوي لتكون مغنية عن مطالعتها.
وقد لا يبدو ذلك واضحًا لقارئ الكتاب، وقد صرّح المحققون للكتاب بأنه لا تغني حاشية من حواشي البيضاوي عن حاشية أخرى عند التحقيق، وأن في بعض الحواشي من الفوائد ما ليس في غيرها. (انظر: ١/ ١٧٥).
فلا يستقيم مع ذلك أن تكون حاشية مركز تفسير مغنية عن مطالعة حواشي الكتاب، والله أعلم.

https://t.me/DHalshamrani

منظومة (بداية الطلاب في الفقه على مذهب الإمام الشافعي).

قراءة الفاضل: عبد الرحمن علي ديرشى -نفع الله به-.

لمن شارك معنا مجلس الليلة، هذا ما يتعلق بنظم بداية الطلاب:

الليلة.

عبر هذا الرابط: https://t.me/AsfarAcademy

من التصانيف الجديدة القديمة:
جمع الأركان والشروط والموانع والمبطلات على أحد المذاهب.
واشتهر عندنا فيه كتاب: (الياقوت النفيس) للعلامة الشاطري.
ومن جديد ما صُنف فيه كتاب (لباب الفقه على مذهب الإمام أحمد) للشيخ عبد الله المزروع.
وقد يظن البعض أن التصنيف في هذا الباب جديد عصري، والواقع أن التأليف فيه قديم جدا، ومن أشهر الكتب المصنفة فيه (لباب اللباب في بيان ما تضمنته أبواب الكتاب من الأركان والشروط والموانع والأسباب) للقاضي ابن راشد البكري القفصي (ت 736).
وقد أفردت قبله مصنفات كثيرة أيضا؛ وكانوا يسمون هذا الضرب من التصنيف بكتب (الخصال). ومن أشهر المصنفات فيه: (الخصال) لابن كاس، و(الخصال) لابن زرب، و(الخصال الصغير) لابن الصواف، وغيرهم.
وأول من أفرد هذا النوع بالتصنيف هو الإمام الرباني محمد بن الحسن الشيباني في كتابه (الخصال)؛ وكان يُظن أن كتابه مفقود. لكن منَّ الله علي بنسخة فريدة له وحققته عليها منذ سنوات، ولعل الله ييسر طباعته قريبا.

راجعتُ كتابَ الأحمري الجديد (التزلف بالتسلُّف)؛ لغرضٍ، فكان هذا العرض الغريب أول ما وقفت عليه منه، الرَّجل هنا مع غفلتِه الظاهرة عن ثبوت هذه السنَّة التي يستنكرُها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم، وتدوينها في أكثر كتب الحديث والفقه.. يذهب إلى أبعد من ذلك فيحفرُ أخادِيدَ قلبِ الرَّجل ليستخرِج منها هذا المعنى الَّذي يريد أن يستنبط منها حالةً وظاهرةً تدلُّ على ما سماه الابتسار!

لا أريد أن أصِل إلى تقييمٍ ما للكتاب من خلال هذا الأمر، ولكنه تنبيه على عدم الاغترار بالأسماء الرنَّانة دون فحص وتمحيص.

•|| دعاء الجويني تـ438هـ .

[ اللهم لا تعقنا عن العلم بعائق ، ولا تمنعنا عنه بمانع ] .

•قلت :
ذكر إمام الحرمين الجويني تـ478هـ -كما في [ طبقات الشافعية الكبرى ] ( 5 / 75 )- عن والده الإمام عبد الله الجويني تـ438هـ أنه كان يدعوا به في قنوت الصبح -دائما- .

وكان جمعٌ من أئمة الشافعية يدعوا به في القنوت كـ أبي حامد الإسفراييني تـ604هـ ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد السياري تـ478هـ .

فـ الطالب المفتقر لـ مرقاة النجاة ، الساعي في فكاك نفسه -قبل دخول رمسه- يتنزه عن مماشاة البطالين ، ومجالسة العاطلين ، والأنس بالغافلين ، من شيوخ القمراء ، وندماء الخضراء ، ويعتاد -في كل أمره- إظهار الحاجة إلى سيده ومولاه ، والرغبة بتوفيقه وعطاياه ؛ فما جاء ولا راح لولاه .
وإلا أخذته كلاليب الموانع ، وأضلته غياهب المراتع ، وهزته أراجيف المحن القواطع ، وأقحم -وايم الله- مزالق المصارع !

ومن لطيف النصائح :
ما أورده الرافعي تـ623هـ في [ التدوين في أخبار قزوين ] ( 3 / 348 ) عن شيخ أشياخه : القاضي علي بن الحسن المحكمي الأسدآبادي تـ470هـ شكايته لـ أبي القاسم القشيري تـ465هـ الانقطاع عن تحصيل العلوم والنظر في الرسوم ، فقال :
[ كنتُ أتفقه بنيسابور فعرض لي عارض منعني من التفقه والتعلم، فذكرته للأستاذ أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى، فقال لي: "ادع الله بهذا الدعاء: اللهم لا تعِقْنا عن العلم بعائق، ولا تمنعنا بمانع، واختم لنا بخير، واجعل عواقب أمورنا كلها إلى خير، واكفنا هموم الدنيا وأحزان الآخرة" ] .

لطيفة :
ذكر أبو إسحاق إبراهيم الصريفيني الحنبلي تـ641هـ في [ المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور ] ( 156 ) في ترجمة : إسماعيل بن أحمد السياري تـ478هـ -المتقدم ذكره- كان من أصحاب عبد الله الجويني تـ438هـ .
وكان يقلده في هذا الدعاء على ما ذكره التاج السبكي تـ771هـ في [ طبقات الشافعية الكبرى ] ( 5 / 75 ) فأنكر عليه إمام الحرمين الجويني تـ478هـ ، فقال : [ يوما اقتدى بوالدي في صلاة الصبح ، وقد سبق بركعة ؛ فلما قضاها ، قال في دعاء القنوت هذا الدعاء ، فقلت له : لا تقل هذا في دعاء القنوت ، فقال : أنت تخرج على كل أحد حتى على أبيك ] .
قال التاج السبكي تـ771هـ : [ قلت : كان إمام الحرمين يرى أن الاعتدال ركن قصير فلا يزاد فيه على المأثور ؛ لأنه يطول به ] .
ثم حكى خلاف الأصحاب في المسألة ، واستغرب اختيار الجويني تـ478هـ ، فقال : [ بل بالغ الإمام أي إمام الحرمين ، فقال : في قلبي من الطمأنينة في الاعتدال شيء ، وأشار غيره إلى تردد فيها ، والمعروف الصواب وجوبها ] .

واعتمد السبكي تـ771هـ عبارة [ الروضة ] ( 1 / 252 ) لـ النووي تـ676هـ .
وقول إمام الحرمين تـ478هـ تراه في [ نهاية المطلب ] ( 2 / 161 ) .
وتعقبه الحافظ ابن حجر العسقلاني تـ852هـ في [ التلخيص الحبير ] ( 2 / 733 ) واعتبرها من : [ المواضع العجيبة التي تقضي على هذا الإمام بأنه كان قليل المراجعة لكتب الحديث المشهورة فضلا عن غيرها ] .

إيقاظ :
وقول السياري تـ478هـ لـ إمام الحرمين تـ478هـ : [ أنت تخرج على كل أحد حتى على أبيك ] يأتي -لاحقا- بيان ما يتعلق به في مقالة أخرى ضمن (أئمة ردوا على آبائهم) .



محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://t.me/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://t.me/retadat

https://youtu.be/59ixm2-9bGg

حُفاظ الشَّريعة- أوَّل الغيثِ قطرة، وسينتهي هؤلاء وغيرهم من طلاب البرنامج من حفظ (عمدة الأحكام) قريباً إن شاء الله.

عظم اعتناءُ متأخري شافعية مصر بمنهج الطلابِ وشرحه، وأكثروا عليه من الحواشي، بعضها كتبه المُحشّي بنفسه، وبعضها جُرّد من خطه على نسخته.

فعليه حواشٍ لعَميرة وابن قاسم العباديّ والزياديّ والحلبي والشوبري وعبد البر الأجهوريّ والمزاحيّ والشبراملسيّ والعناني والبرماويّ والإطفيحي وعيسى البراويّ ومصطفى العزيزيّ وإسماعيل البلبيسي وعطية الأجهوري والجمل والبجيرميّ، ووضع الطلّاوي والمرصفيّ تقريرين على حاشية البجيرميّ.

ولم تكثر حواشيهم على كتابٍ فقهيّ لشيخ الإسلام زكريّا الأنصاريّ - رحمه الله - كما كثرت على شرح منهج الطلاب، وقرئ على المشايخ، وكان بعضُ المشايخ يدوّن على هامش نسخته عدد الدروس وسنة الإقراء.

ورأيتُ في نسخة لفتح الوهاب عليها قيدُ تملّك للجوهري الصغير، والظاهر أنه خطه، أنّ عدد دروس الكتاب في إحدى مرّات إقرائه ثلاثمائة وأربعون درسًا: خطبة الكتاب في ثلاث، وربع العبادات في خمسة وثمانين درسًا، وربع المعاملات في تسعة وسبعين درسًا، وربع الأنكحة وما يتبعها في خمسة وثمانين درسًا، وربع الجنايات في ثمانية وثمانين درسًا، وكانت مدة دراسته سنتين، وفيها إثبات إقرائه في مائة وسبعين درسًا.

وفي ترجمة الشيخ سلطان المزّاحيّ أنه كان يختم المنهج مع شرحه في ثمانية أشهرٍ، وكان رحمه الله يختم عشرة كتب في علوم مختلفة كلّ سنة، ويقول: من أراد أن يصير عالمًا فليحضر درسي.

وكان الشيخ محمد التلباني يختم المنهج كلّ سنة، وقد تلقاه الشيخ محمد بن سلامة الفارسكوري الدّمياطيّ عنه تسع مرّات في تسع سنين.

أجزل الله مثوبتهم، وجزاهم الله عنّا خير الجزاء.

موجز الإشارة إلى آداب وأحكام التجارة

كتاب مختصر في بيان أخلاق التاجر المسلم ومقاصد التجارة في الإسلام وأحكام التجارة

تأليف
د. حسن معلم داود حاج محمد

موجز الإشارة إلى آداب وأحكام التجارة
تأليف
د. حسن معلم داود

ولو كانت قضايا الشرع تختلف باختلاف الناس وتناسخ العصور .. لانحلّ رباط الشرع، ورجع الأمر إلى ما هو المحذور من اختصاص كل عصرٍ ودهرٍ برأي، وهذا يُناقض حكمةَ الشريعة في حمل الخلق على الدعوة الواحدة.
إمام الحرمين رحمه الله ..