أكتب إليك من وجعٍ يضطرم، وشوقٍ يتقّد فلا يخبو، وقلبٍ شجيٌّ لا يسليه نديم ولا ينسيه صديق، فاعلم -رعاك الله- أن الشوق لم يدعَ في قلبي موضعاً إلا وحلَّه واستوطنه استيطاناً، وأن ما بين أضلعي ضاق، أهيم بوجهي شرق الأرض ومغربها علِّي أسلو، وكيف أسلو ووجهك الحسن يحضر في بيتِ شعرٍ عذب، وعند شروق الشمس، ومطلع البدر! كيف السلو وانت حاضرٌ رغم كثافة الغياب! أعودُ خائباً، محملاً بآمالٍ محالة، أعافر الدنيا ومشقتها من شق، وحرِّ شوقك من شقٍ آخر؛ فلا تكن معيناً لها على صاحبك.