من مواقف وفائه ﷺ :
ما رواه أبو الطفيل رضي الله عنه: رأيت النبي ﷺ يقسم لحما بالجعرانة إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي ﷺ فبسط لها رداءه، فجلست عليه.
فقلت من هي؟ فقالوا: هي أمه التي أرضعته.
وما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان النَّبيُّ ﷺ إذا أُتيَ بشَيءٍ يقولُ: اذهَبوا به إلى فُلانةَ؛ فإنَّها كانت صَديقةَ خَديجةَ، اذهَبوا به إلى بَيتِ فُلانةَ؛ فإنَّها كانت تُحِبُّ خَديجةَ."
وما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: "إنَّ أمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِن أُمَّتي لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ، ولَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بَابٌ إلَّا سُدَّ، إلَّا بَابُ أبِي بَكْرٍ."
ولم يكن وفيَّا ﷺ مع أصحابه فقط، بل كان وفيَّا حتى مع أعدائه، فثبت عنه ﷺ أنَّه قال لرسولي مُسَيلِمة الكذَّاب لما قالا: نَقولُ: إنَّه رَسولُ اللهِ: "لولا أنَّ الرُّسُلَ لا تُقتَلُ لقتَلتُكما".
وما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: "ما منَعَني أن أشهَدَ بَدرًا إلَّا أني خرَجتُ أنا وأبي حُسَيلٌ، قال: فأخَذَنا كُفَّارُ قُرَيشٍ، قالوا: إنَّكم تريدون محمَّدًا، فقُلْنا: ما نريدُه، ما نريدُ إلَّا المدينةَ، فأخذوا منا عَهدَ اللهِ وميثاقَه لننصَرِفَنَّ إلى المدينةِ، ولا نقاتِلُ معه، فأتينا رسولَ اللهِ ﷺ، فأخبَرْناه الخبرَ، فقال: انصَرِفا، نَفِي لهم بعَهْدِهم، ونستعينُ اللهَ عليهم