Asmaa kabha

والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت..ان السلامة فيها ترك ما فيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف..ولا الفرار من الاحداث ينجيها

ويُعلّمنا الله كيف نُفلت أيدينا من حِبال الدُنيا ونُحسن التشبّث بحبله فقط ❤️‍🩹

النفسية هي مُحرِك الإنسان الرئيسي..

"فاللهُم إنّا نعوذ بك من الهم والحزن."

أول مشاهد لأطفال تحت الردم، لأشلاء وقصف أبرياء رأيتها أول ما رأيت كانت مشاهد بُثّت من سوريا الحبيبة، اذكرها جيدًا واذكر كثيرًا من وجوه الأطفال حينها، كانت تخاطبني وانا في نفس سنّهم، عرَفت آلامهم قبل معرفة الام شعبي، فكيف لا نفرح لاندحار الظالم وتقهقره؟ كيف لا تُثلج صدورنا بمشاهد التكبير والتهليل في مراكز التعذيب؟
اللهمّ تمّم ❤️‍🩹

اللهم شامنا، بغزّتها وادلبها..❤️‍🩹

كيفَ يمرُّ الإنسان على أواخر سورة الزمر دون ان يتوقف، ان تذرف عيناه خشية من هذا الموقف ورجاء بان يكون ممن تلقي عليهم الملائكة السلام، ورغبة في اختتام مشقّات الحياة بالحمد لله ربّ العالمين ❤️‍🩹. {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ * وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

طوال الفترة السابقة تمنّيت لو أنني طائرٌ في رحابه، لو انّ لي جناحين اخترق بهما حواجزًا قيّدتني عن الوصول اليه، كُنت أجلس ارقب ذهبيّة قبته وعُلوّ سوره واقول يا ليتني..
فكان الجبرُ لقلبي، بعد انقضاء الابعاد القسري عُدت لباحاته وانني مع اول خطوة قد مُسح على قلبي وكأنّ القلب قد ارتوى بعد الظمأ..
رُغم انّ الروح تعلم ما في البُعد من تهذيب وقُرب من الله إلا انّ فراق المُحبّ يشقّ عليها، فترجوا اللقاء مع الحمد على الفراق، رضا وتسليمًا بما كتب،
بعد اكثر من شهرين من الابعاد، وليس الاول من نوعه، أقول..
انّ الابعادات التعسفية الإدارية التي تطال كُلّ من تعلّقت روحه بالمسجد الأقصى وارتاده وأكثر نحوه الخطى لهو مشروع تفريغ مُمنهج يسعون من خلاله لإخلاء المسجد الأقصى من كلّ معلمٍ اسلاميّ، وأقول معلمًا فقد بات المُسلم في مسجده مَعلمًا يُوثّق ونادرةً يتهافت السيّاح من شتى البقاع والأديان لتأريخها،
بينما تُنتهك حرمة مسجدنا من كُلّ من هبّ ودبّ من الأجناس يُمنع المسلمون من اداء صلواتهم في مسجدهم بل ويُبعدون عنه بالشهور والسنوات..
لا أعلم إلى متى سيستمرّ الصمت الإسلامي المُخجل هذا ولكن، على ابواب الأقصى يوميًا تُمنع فتياتكم من الدخول للمسجد الأقصى بحجج ك:
"الضابط امر بعدم ادخالك"
"انت بتعملي مشاكل جوا"
"انت بتيجي كثير عالاقصى"
"انت بتقعدي بباب الرحمة"
وكأنّ هذه الدولة قد أعطت تأشيرة لكلّ مسلم فيها يُلزمه بالصلاة مرة في الشهر في المسجد الأقصى اوقات العشيّة لا في الصباح، مُغمضًا عينيه عن الانتهاكات والتجاوزات، مُجِلّا لقوات الاذلال على الابواب مُستسلمًا لتعسّفية اجراءاتهم، فان اعترض كان من نصيبه الابعاد والاعتداء والحرمان.
اعلموا انّ كُلّ امر ابعاد يصدر في حقّ اي مُصلٍ في المسجد الأقصى ستتحمل نتائجه الامة الإسلامية جمعاء، فوالله ما أبعدوا مسلمًا إلا لعلمهم انه يسدّ ثغرًا، يملؤ نقصًا ويمنع انتهاكًا..
وانّ صمتكم المُخزي وتعاملكم كمن اعتاد على هذا الأمر لهو المُشرّع الاول لتماديهم.
بعد كل هذا الابعاد عُدت إلى الابواب وعُدت إلى منعي من الدخول ولست وحدي! بل باتَ نظام "مزاج الشرطي على الابواب" هو المُتحكّم، وبات القرار يرجع إلى حالته النفسية ومدى رغبته في إدخالك،
لستُ ادري ما الذي تنتظرون ولكنّنا والله لن نبرح حتى نبلغ وان بقي الجسد وحده خلف هذا السور، اما الروح فانها والله ما فارقت روحها يومًا، أبعَدونا ونسوا انّ الروح بين القباب لم تبرَح.


٢٢ جمادى الأولى|يومَ أن رُدّت الروح إلى روحها.❤️‍🩹

استثمروا في الأطفال،
مع انتهاء اذان الفجر بدأت أردّد "اللهمّ ربّ هذه الدعوة التّامة.."
وسألت نفسي كيف حفظت هذا الدُعاء؟ لم اجلس واردّده عن ورقة ولم يُعلّمني اياه أحد بقصد ككثير من الأمور، كانت احدى قنوات الأطفال في طفولتي توقف برامجها وقت الاذان فيؤذن المؤذن فيها ثمّ يدعوا هذا الدُعاء، يوميًا حتى رسخ في ذهني..
لأردده اليوم قائلة "اللهم ارحم من كان سببًا في حفظي اياه"
لذا أقول استثمروا في الأطفال، ولا تبخسوا قليلًا تُعلّموهم إيّاه سيُثمر ولو بعد حين ان شاء الله،
صلاحُ أمّتنا بصلاح أبنائها فاحرصوا على اتقان صناعتهم ❤️‍🩹

واجعَل اللهمّ من هذا العُمر جوابًا يرضيك عنّا يوم أن نُسأل فيما أفنيناه ❤️‍🩹

اذكرونا واخواننا في هذه الأراضي المُباركة في دعائكم ❤️‍🩹

‏"المُكثِرُونَ من الذِّكرِ قليلةٌ أحزَانُهُم" ❤️‍🩹

قبل ثلاث سنوات، في اول فصلٍ لي في الجامعة حينَ عشت أوّل موقفٍ عُنصريّ، واجهته بكلّ قوّة رغم ضعف لُغتي وتردّد خطواتي الأولى، واجهته بقوّة سبقها الكثير من الاعداد النفسي، اذكر يومها انني رغم ما أبديته من قوّة كان داخلي يتفتت لانعدام من يناصرني وكلّي ثقة انّ الله ناصري ومعيني،
يومها جمعت نفسي وما تحطّم فيها وذهبت دون تفكير إلى مسجدي كان وقت صلاة العشاء وأول ما وقع نظري عليه محراب قبّة السلسلة، لم انتظر حتى أضع سجادة الصلاة، اردت احتضان ارضية مسجدي فسجدت وبكيت دون النطق بكلمة فكلّي يقين انّ الرحيم اعلم بحالي منّي، بكيت لاني بين يديّ العظيم وفقط هو من سيقبلني بضعفي بل ومن بعد ضعفي بين يديه تكون القوّة امام خلقه،
استحضر قلبي هذا الموقف وكأنه بات في أمسّ حاجته لتلك السجدة، لتلك الخلوة، لتلك الهرولة دون تفكير نحو المسجد واحتضان كلّ ما فيه من هواء ومعالم..
فيا خالق هذا القلب بضعفه ردّه اليك وردّه إلى بيته وردّ له روحه❤️‍🩹

{وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِين}

أقرأ سورة التوبة فتقع عيني على ثلاث آيات (٩١-٩٣)
وتستوقفني جملتين
{تولّوا وأعينهم تفيض من الدمع}
{رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون}

أما الجملة الأولى فهي في أولئك الذين منعتهم الظروف وقلّة الحيلة عن البذل في سبيل الله والله قد خفّف عنهم التكليف ومنحهم العُذر إلا أنّ أعينهم تفيض من الدمع رغبة بالبذل وحسرةً على عدم مقدرتهم

والجملة الثانية تصف أولئك القادرين على البذل ولكنّهم تخلّفوا بل رضوا ان يكون كالنساء المُتخلّفات عن الجهاد، ولا يشعرون بهوانهم لأن الذنوب قد احاطت بقلوبهم فتغمّدتها، فصارت مطبوعة مختومٌ عليها..

وحال أمتنا بين هاتين الجملتين، فريق لا تتوقف عينيه عن ذرف الدمع ويحاول البذل، وفريق خُتم على قلوبهم يرون ان ما باليد حيلة وان ما لم يُصبني ما أهمّني.

حافظ على دمع عينك، كسر قلبك وصوت دعائك علّها تشفع لك وسط كل هذا الذلّ والتخاذل..

وتظلّ تعاركُ بعيدًا عن رحابه،
تتخبّط هنا تارةً وتذرف الدموع هناك تارةً
وتنسى أنّ السِلمَ كُلّ السِلم بين يديه،
وأما العظيم فمن رحمته أنّه لا يتركك، بل يجرّك اليه جرّا مهما قاومت، مهما أصررت على خوض دروب أخرى،
لتعود اليه ذليلًا مشتاقًا محتاجًا مكسورًا..
فيُعِزّك ويروي شوقك ويُلبّي حاجتك ويجبر كسرك،
هو السلام ومنه السلام فالى متى تبحث عن السلام بغير جواره؟
والله انّ لنا ربًا أرحم بقلوبنا منّا، نُصرّ نحن على تحطيمها باختياراتنا وسوء صيانتنا وقلّة وعينا ويُصرّ برحمته ان يُرمّمنا رغم تقصيرنا وإصرارنا وسوء عملنا.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

نُحبّ كلام الله ونُحبّ سورة الأنفال فاللهم بشائرها❤️‍🩹

أما اهتزّ بكم رمشٌ؟
أما تحرّكت فيكم نخوة؟
عارٌ علينا ان كان جُلّ عملنا دمعة ودعوة.

يا لجمال أرواحهم ونقاء قلوبهم!
تضيقُ بهم الدُنيا فتكونُ البشارة الفتح والإمامة..
لنعلم أنّ ما أهمّ صحب رسول الله في هذه الدنيا هو الإسلام وأهله، فأين نحنُ منهم؟

هل تضيق بنا الدنيا لحال مسجدنا الأقصى؟ أم أنّ لنا همومًا أهمّ وأعظم ملؤها الدُنيا تأكل قلوبنا؟

{مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} النساء|147

وما الذي يفعله المرؤ بغير رحمة الله؟
كيف يعيش الإنسان بكلّ هذا الضيق دون اللجوء إلى الله؟
كيف يصبر الإنسان على هموم الحياة وكُرباتها بغير توكيل الأمر لله؟
عجبًا لمن لم يدرك رحمة الله ترعاه في حياته، عجبًا لمن يظنّ ان الله يعاقبه! ما يفعل الله بعذابك ان كنت شاكرًا مؤمنا؟ اصل العلاقة مع الله انه رحيم بقلبك غفور لذنبك..فهل شكرت؟ هل آمنت؟
انّ الله يعدك في اياته انك ان شكرت ضاعف اجرَك! هذا وعد الحقّ فلمَ لا تباشر؟

عجبًا لمن يعيش بعيدًا عن رحاب الرحيم..ويظنّ انه على قيد الحياة!

أما الابتلاء فلا بُدّ حاصلٌ
يبقى السؤال إلى متى ستثبُت
إلى متى سيحتمل قلبك، لا بُدّ وان يتمزّق بل ويتفتت أحيانًا، كم ستقبض على الجمر وكم سيحترق داخلك؟
الابتلاء لا بُدّ حاصل فأعدّ له جبال صبر وعزيمة فان حتميّة زواله كحتمية وقوعه ويبقى الأجر لمن صبر ❤️‍🩹

"أنا حيّ..بدي أصلّي المغرب"
إصابتي خطيرة؟ بدي أصلي المغرب..
استقرّت الرصاصة في عنقه ولكنّه حيّ ويريد أن يصلّي المغرب..
يُردّد "ربنا خلاني حيّ عشان اصلي المغرب"
نحنُ أيضًا أحياء، اليوم كما البارحة كما قبلها..او نظنّ أنّنا أحياء..
لم نُدرك بعدُ ما أدركته يا فتى، لم ندرك ان كلّ نفسٍ نتنفّسه انما هو فرصة جديدة من ربّ العباد لنتوب، لنعبُد، لنذكر..
على النقيض..هُنا مع كُلّ نفسٍ نزداد فتورًا، بُعدًا وخمودًا..
يشتعلون هم هناك همّة وقوّة وإيمانًا، يا ربّ فأشعل بدواخلنا ما خمَد وأبدِلنا خيرًا ولا تستبدلنا❤️‍🩹
ثبّت الله اخواننا وحفظ عليهم دينهم.

وخيرُ ما تنصُر به أمّتك مع كُلّ عجزك أن تلزَم محرابك,
يا ربّنا انهم لا يُعجزونك❤️‍🩹

يُبعدُ الجسد والروح إليكَ يا روح الروحِ تتوق ❤️‍🩹

‏و امنُن عَلَيَّ برَحمَةٍ تَسْكُنُ قَلبي فَيَسْكُن.🤍
-

وإنّي لأجد ريحه لولا أن تُفنّدون..
وإنّي لأراك في كلّ مسجد..
سرحت في سجادة المسجد حتى خُيّل اليّ أنها حمراء كسجّادك..
كلّما سمعت صوت الغراب ظننتني في ساحاتك..
وإنّي كلما لمحت قبّة ومئذنة وجدتك..
كلّما قيل الله أكبر اعتصر قلبي حدّ احتضانك، ضممتك كثيرًا حتى نزَف القلب، شوقًا، حُبًا وظُلمًا..
قد يُفقد البصر حُزنًا ولكنّها البصيرة ستبقى ما حيينا حتى نلقى الله عليها..
اللهمّ مسجدي اللهمّ روح روحي، اللهمّ بيتي لا أقوى على بُعده فأدمه ساكنًا قلبي ما حييت..
ليتني بضمّك في قلبي أحميك، ليت جسدي ببُعده هذا يقوى على صدّ الأذى عنك..
يا ربّ قوّة❤️‍🩹

كُنت أتفكّر اليوم كيف أن البشر في اروقة البلدة القديمة حفظوا وجوهنا لكثرة تردّدها عليهم، فهل تحفظنا حجارتها؟ قططها؟ هل يحفظ باب القطّانين مثلا عدد المرات التي وصلت فيها منتصف درجه وعُدت ممنوعة من الدخول؟
هل يحفظ باب المجلس عبارات الأذى تنهمر على مسامعنا كُلّما حاولنا الاقتراب من مسجدنا؟
هل يحفظ باب السلسلة أنني لم أدخل منه منذ عام أو يزيد ظُلمًا وتجبّرًا..
هل تحفظ شجرات الزيتون قُرب باب الأسباط عدد الصلوات التي صلّيناها بعد ان طُفنا الابواب الثمانية؟
هل تسمع الطُرقات حديث قلبي؟ وأنا أحاول الدخول من باب إلى باب؟
هل تشهد هذه التفاصيل لي؟ هل تحفظ تفاصيلي كما حفظت أنا كُلّ تشقّق فيها وانحناء؟
أتأتي يوم القيامة محدّثة ما رأت من ظلم، تنتشلني من كومة ذنوب أصارعها وتصارعني؟
أتسائل..

وإن فرَرت من قدرٍ أصابكَ قدرٌ، مُسيّرٌ أنت فاختر الرضا تنعم بما قُدّر..
اللهمّ لكَ الحمد ملئ السماوات والأرض، لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى.

📍الطريق الواصلة بين باب القطانين وباب الحديد

لن تُوَلّد الأُمّة العظماء دون ثَمَن..

ولن يُخَلّد التاريخ أسماء الفارغين، ولن يسير في درب اللّه أيّ خائفٍ مرتجف! الأيّام القاسية تَصقل نُفوسًا صَلبة، وشدائد الامتحان تُثَبّت الإيمان، مَن رامَ المَعالي يُدرِك شَوكَ الطّريق، والذي يَلزَم ثَغره كأنّه الأمل الوحيد فيه؛ لن يقف! يا طول البَلاء أعدَدنا لك نَفَسًا يَسبِقُك، ويَقينًا يَغلِبُك، نحن اليوم نُعَدّ، وغدًا نَشتَدّ، يقينًا باللّه؛ فجر الأُمّة اقتَرَب.

أول ما تعلّمنا مع ميرال:
-ميرال وين الأقصى؟
-بقلبي، مع اشارة الى أيسر صدرها❤️

لنَغرس الأقصى في القلوب والعقول عقيدةً قبل أن نُرسّخ معالمه واحدًا واحدًا..

في سياسة جديدة تُفرض على المسجد الأقصى يتمّ خفض أصوات الصلوات بحيثُ لا تُسمع من خارج المُصلّيات المسقوفة في حين أن صلوات اليهود عند حائط البراق تطغى على ساحات المسجد الأقصى المبارك، أين الأوقاف الاسلامية من هذا الأمر؟ ومن يقوم بخفت الصوت؟ تواطؤ هو أم فقدان سيطرة؟

‏"وَكَيفَ يَا رَبُّ نَخشَىٰ مَا نُكَابدُهُ
وَفِي حِمَاكَ يُضِيء الفَألُ وَالأمَلُ."

-اذكرونا في دعواتكم❤️‍🩹

ومهما بدا الهمّ عظيمًا كُلّ همٍ لم يُصب دينك كأنّه لم يكن، كُلّ همٍ يزيدكَ سجدةً وركعة ويُخضع قلبك لآية فكأنه نعمة لا همّ
قُل الحمد لله وابتسم يقينًا بعظيم فضله ❤️‍🩹

ماذا إن تُركت الثُغور؟
بدأت هذه الحرب التي ما كان لها أن تنتهي منذ عشرة أشهر ويزيد وكُنت أنا كغيري من الشباب أرسم تفاصيل مُستقبل أنتقل فيه من زاوية الى أخرى أبحثُ عن أيّ الأماكن أكثر اتساعًا لآمالي رُغم ضيق هذه البلاد وظُلمها،
أتت الحرب لتُثبت أن ما لشابٍ عربيّ واعٍ صاحب همّة من همّ الا همُّ صونِ بلاده.
مهما خطَت قدماك بعيدًا عن هذا الهدف ومهما انخرطت في مُجتمعاتهم -برغبتك أو رُغمًا عنك- تسارع الأحداث في هذه البلاد يُعيدك دائمًا الى ذات النُقطة.
نقطة تعود منها تنزفِ دمًا كُنت قد أسكتّه بضمّادة هي للجروح الخفيفة ولا أدري كيف نُقنع أنفسنا بأنّها قد تسدّ جرحًا غائرًا يصل أحشائنا..
بعد عشرة أشهر من الحرب كمثل كل طالب جامعيّ في الداخل المُحتل قد مرّ علينا فصلين تعليميين لاندري كيفَ مرّا، فصلين كُنّا مرغمين فيهما على سدّ الفجوات لا التعليمية أقصد بل النفسية، أن تتلقى خبر مجزرة راح ضحيّتها المئات تدمع عيناك، يعتصر قلبك، والقلم في يدك! وسلاحُ الجندي في خاصرتك تارةً وفي وجهك تارةً أخرى والقلمُ في يدك! والمحاضرَة مُستمرّة..
يحاولون منذ اكثر من 70 عامًا اقناعنا أنّ ما خلف الحدود لا يخصّنا ولا يَقربنا بل وان اقتنعت أنّه الارهاب قد أثلجت صدورهم، ونحنُ هنا منذ سبعين عامًا نرى الدمَ ينزف والبيوت تتساقط فوق رؤوس ساكنيها، نراهم يهدمون واخواننا يُعمّرون ونحنُ هنا كمن اوقف لنا عجلة الزمن ننتظر..
ماذا ننتظر؟
ننتظر رُبما أن يطالَنا او احد أقربائنا رصاصات الغدر التي باتت سلاحًا ينهش داخِلنا..
اعتقالًا مهولَ عدد السنوات الذي صار نصيب كُلّ منتفضٍ مِنّا..
أو رُبما أن تعود الأمانة الى بارئها من حجم القهر الذي يلجمنا ويهدم دواخِلنا..
ماذا ننتظر؟ مُعجزة تُبدّل عجزنا قوّة؟ أمِ استبدالًا يمحونا ويُخرج من هُم خيرٌ منّا؟
طالَ الانتظار يا ربّ فأرِنا أماكِننا..

"اللهمّ برّد قلوبنا"

-اجعلوا دعائكم جامعًا، ادعوا للأمة دعائكم لأنفسكم