ينتفض اليوم وتمارس الزخات جنونها ويقتبس الرعد صوته من جنون العالم، تهتز الارض والاشياء بالمطر ، وتعبر فوقك سحابات جميع حياتك، تشعر بك ولدت في أجواء كهذه وستعود إليها في يوم ما، تشعر وكأنها يوم قيامة فارغاً، أو ربما دهراً يسبق الوجود، حين كان البشر مجرد فكرة، الحياة خالية إلا منك وحدك، تمسك بكتابك، تتصفح وأنت عاجز في القراءة، تؤرقك جميع الأفكار، جميعها، تنهش عجز روحك، تمسكك التفاصيل الصغيرة، وحده الله قادرٌ على قراءة أفكارك وأنت بهذا التشتت، يتدحرج يقينك أن عالمك هذا هو العالم الوحيد الذي عشت فيه، أنت بخيالك الأبدي لمست ما وراء ما تحس به، أنت قطعة من خيالك الفذة من صوت التمرد الذي يسعى خلف ما هو غير مدرك، تسعى خلف كل شيء لا يعرفه إلا أنت، وحدك من بين جميع البشر، تريد أن تتميز بالذهاب إلى مكان لا أحد شهده غيرك، مكان سري يخبئك عن العالم، عن الفضول، حتى عن فضولك الخاص، تطلب مساحة أبدية لتدرك أنك شجرة معزولة تريد أن تمارس بعض الصمت في هذا العالم الذي لا يتوقف عن الضجيج، ورأسك الذي لا يقل ضجة عن ضوضاء العالم، ليتك تقتل جميع أفكارك وتسعى للعيش من جديد، جديداً نقياً كصفحة من دفتر لم يُلمس من قبل ..