شجن. @f_3477 Channel on Telegram

شجن.

@f_3477


أكتبُ أبجديتي كلها
لشخصٍ لا يرغب بالقراءة!.

شجن (Arabic)

مرحبًا بكم في قناة "شجن" على تطبيق تيليجرام! هذه القناة مخصصة لعشاق الأدب والكتابة باللغة العربية. إن كنت تحب الأبجدية وترغب في الكتابة بكافة حروفها، فهذه القناة هي المكان المناسب لك. يمكنك الاستمتاع بقراءة النصوص والقصص المكتوبة بأسلوب إبداعي ومليء بالشجن. الهدف من هذه القناة هو توفير مساحة للكتابة والتعبير عن الأفكار بشكل حر، حتى لأولئك الذين لا يروق لهم القراءة الروتينية. ستجد هنا نصوص متنوعة تثير الشجن وتلامس المشاعر، وتجعلك تستمتع بالأبجدية بشكل جديد ومختلف. الانضمام إلى قناة "شجن" يعني أنك ستكون جزءًا من مجتمع يحترم الكتابة ويقدر الثقافة. انضم اليوم وابدأ في استكشاف عوالم جديدة من الأدب والشجن!

شجن.

24 Dec, 18:06


⁣ما شئتم🤍

شجن.

24 Dec, 11:56


"يبدو لي العالَم في هذا الوقت وكأنه قعر الجحيم. في غيابك كل شيء لاذع، محترق، ومتفحم. أما حان وقت الرجوع؟ ومتى يحل الربيع بمجيئك؟ ثم إني أتساءل: هل تجري أيامك على أحسن حال وأنت بعيد عني؟ حسنًا، إن كان الأمر يهمك يا عزيزي، فلا شيء هنا بخير، لا أنا ولا حالة الطقس، ولاحتى الطرقات".

- فاطمة صالح.

شجن.

24 Dec, 11:44


وأعْظَمُ مَا تُكَلِّفنِي الليالِي
‏سُكُوتٌ عندمَا يَجبُ الكلَامُ

‏- المتنبي

شجن.

24 Dec, 02:44


"الصمت:
محاولة فاشلة
لتوصيل مالم يتم فهمه بالكلام!"

- فاطمة صالح.

شجن.

24 Dec, 02:37


أعرف المتعبين من أصواتهم، حتى من وضع الجلوس، يحدثونك؛ بإيقاعِ من يركض.

- علي عكور

شجن.

23 Dec, 21:41


‏الذي اختار الصمت، سبق له أن قال كل شيء.

- دوستويفسكي.

شجن.

23 Dec, 18:16


"حزْنٌ بَرَانِي، وأشواقٌ رَعَتْ كبدي
يا ويحَ نفسي مِنْ حزْنٍ وأشْواقِ

أُكَلِّف النَفْسَ صَبْراً وهي جَازِعَةٌ
والصبر في الحبِ أعيا كُلَّ مُشتاقِ".

شجن.

23 Dec, 12:25


‏أنا مثلك، أحبُّ الحبّ والحياة
‏والبهجة العذبة للأشياء
‏للمنظر الخلوي السماوي أيام يناير
‏أعتقد أن العالم بديع،
‏أن الشِّعر مثل الخبز، للجميع
‏وأن عروقي لا تنتهي داخلي
‏بل في الدم الإجماعيّ، لمن يناضلون
‏من أجل الحياة والحبّ والأشياء.

- روكي دالتون

شجن.

23 Dec, 11:40


الأب: سقف المنزل
المتعة: ضيف عجول
الانسحاب: مهارة الجبناء.

- فاطمة صالح.

شجن.

23 Dec, 11:22


طَويّل القامة عريّض المنكبيّن!
غزيّر اللحية والحَاجبيّن، عيناهُ بيت نحل وأنفه حدُّ سيف، كفّه كبيرة و واسِعة كانت تَتَسِع لي، عَرفته أبيضُ الشَعر مع عِدة شُعيرات سود، مُهاب في صَرامتِه، عذبٌ في تَعامله وعَطفه، شُجاعٌ يُفزعه حُزني، كان يُحب السجائر يقول: انها تحرق كلماتٍ بِداخِلي!، يُحب الضَحك يَضحك و كأنَّ لا بُؤس في أعماقهِ، يَكتُب الشِعر يقرأ الكُتب، كان يُحب كِتابة الغَزل بِكثرة، قال لي ذات مَرة "الأديّب مُحاربٌ في حُبه!" مِسكين كُل ما بِقلبه يَكتُبه لا يَعلم أنه في وطن اللاحب، عظيّمٌ هو في عيني كثيّر ولا أستطيّع وصفه، كُنتُ أرى به الطمأنينة آهٍ كم أحبه وأشتاقه.

- فاطمة صالح.

شجن.

23 Dec, 07:15


الحال معك ليس كالحال معي.
أنت لا تعرف معنى أن تجمع المال بعد تعب طويل، وأن تخاف... تخاف ألا يكفي.
أن تعيش في دوامة الحاجة:
لمصروفات يومية لا تنتهي،
لحاجيات البيت،
لقوت يومكم،
لعلاج والدتك المريضة،
لتعليم إخوتك.

أنت لا تعرف هذا الشعور.
لا تعرف كيف هو العجز أمام مرض قريب لأنك لا تملك المال لعلاجه.
لم تسمع أخاك ينادي والدك في حلم، يشكو أنه متعب.
لم ترَ عمك يبكي خلف الجدار، يحاول كتم شهقاته بيده، ويهمس بين أنينه:
"لا أملك ما يكفي لإطعامنا اليوم."

لا تعرف هذا الثقل الذي يجثم على صدرك ويخنق أحلامك.
لا تعرف كيف هو أن تضع رأسك على الوسادة، وفي ذهنك ألف سؤال بلا جواب:
كيف سأقضي هذه الليلة؟
كيف سأواجه الغد؟
كيف أشرح لإخوتي الصغار أن الحياة ليست كما يتصورون؟

أنت لم تجرب أن تأكلك الهموم لأنك رب أسرة.
لم تحاول إخفاء ضعفك بابتسامة واهية،
ولم تضطر إلى التظاهر بالقوة وأنت من الداخل منهار،
لأنك تعرف أن الجميع يعتمد عليك،
وأنه لا خيار لك سوى أن تصمد.
أنت لا تعيش هذا الصراع.
صراع أن تكون قويًا من أجل من تحب،
وأن تنهار داخلك كل يوم دون أن يشعر أحد.

العالم الذي أعيش فيه مختلف عن عالمك.
أنت تعيش معتمدًا على والدك، لا يهمك إن صرفت أو ادخرت.
لا تفهم كيف تتغير الحياة حين تصبح أنت السند.
حين تكون المسؤول عن كل شيء، دون أن تجد من يخفف عنك ولو جزءًا من العبء.

لذلك، لا يمكنك أن تحكم على حياتي.
لا يمكنك ببساطة أن تضع نفسك في مكاني.
فهنا الظلام،
والوحدة،
ولا يعرف هذا الطريق إلا من سار فيه.

- فاطمة صالح.

شجن.

23 Dec, 02:07


"أحسدهم!
من يستطيعون وصف ما يشعرون به في ثلاث صفحات ممتلئة، دون أن تفرّ منهم الأحرف، بينما هناك حزن يحتل دمي وأرق يغزو جفني. ولكن الأحرف زَلِقَة في يديّ، والمفردات مقموعة في الأسفل ما بين التخبّط والعجز."

- فاطمة صالح.

شجن.

22 Dec, 19:35


- هذا ليس أنت.
- هذا ما تبقّى مني.

- فاطمة صالح.

شجن.

22 Dec, 19:29


ويكون الأفضل لك يا صديقي،
إذا دخلت في علاقة،
ألا تسأل الطرف الآخر
عن ماضيه في الحب.

إن كان خطأً،
فقد تجاوزه وأصلحه،
وإن كان جرحًا،
فليس لك الحق أن تفتحه
لتشبع فضولك.

- فاطمة صالح.

شجن.

22 Dec, 18:07


أنا ليس لي وطنٌ
أفاخر باسمهِ
وأقول حين أراه:
فليحيا الوطنْ .
وطني هو الكلماتُ
والذكرى
وبعضٌ من مرارات الشجنْ
باعوه للمستثمرين وللصوص
وللحروبِ
ومشت على أشلائهِ
زمرُ المناصب والمذاهب
والفتن

- عبدالعزيز المقالح.

شجن.

19 Dec, 23:02


أريد أن أتنفس..
ليتها تنفجر بالصراخ،
كل تلك الغصات العالقة في الحنجرة.

- فاطمة صالح.

شجن.

19 Dec, 22:21


أفضل إنتقام ممن تخلى عنك، أن تعيش حياتك جيداً بدونه.

- جويس كارول أوتس

شجن.

24 Nov, 20:41


قدماي رخوة
أنزلق في الشوارع بأستمرار
كما ينزلق من قلبي الأحبة
ومن يدي القهوة
ومن فمي الحديث.

- فاطمة صالح.

شجن.

24 Nov, 10:36


أفتقد العلاقة؛
الضحك إلى أن تؤلمنا بطوننا
الرقص حتى يسيل العرق على ظهرونا
شعور أننا قادران على تحمّل العالم
- فقط -
لأننا نواجهه معًا

أفتقد الأمان؛
الاعتراف بذنوبي كأن بيديك غفرانها،
يقيني من أنها لن تخرج من بين شفتيك
إلى أذن شخص آخر

وأني لست وحدي في رحتلي عبر الظلام

أفتقد الصداقة؛
ضمك عندما تبكي
وجودك - دائمًا - على بعد مكالمة
وألا يساورني الشك بشأن ولائك أبدًا

أفتقد هذا
أعني... أفتقدك.

سامنثا كينج
ترجمة ضي رحمي

شجن.

24 Nov, 10:08


فالشوقُ مُحرِقٌ،
والخيالُ مُرهِقٌ،
والمسافةُ قاتلةٌ،
والحبُّ... آهٍ، كلُّه صنيعةُ هذه اللعنة.

ربما سأراك غدًا،
صدفةً في شارعٍ مزدحم.
سيخطو قلبي إليك بلا تردد،
وتكبح نفسها قدماي،
وهذا قلبي العجول يرتطم بحاجز الدين بيننا،
والعادات،
ونظرات الناس من حولنا.

ثم سأخنق رغبة لمس وجهك الملائكي،
وأشبك كلتا يدي بقوة.
أغض الطرف وأمضي.

فهذا قلبي ما زال يلتفت إليك رغم مضيه،
ورأسي يكاد يلامس الأرض من ثقل خيبته.

- فاطمة صالح.

شجن.

10 Nov, 17:22


مُتعبة
أكرمني بدعوة في ظهر الغيب.

شجن.

10 Nov, 17:05


خذني إلى ماضٍ كنت فيه عاريةً من الأثقال،
خذني إلى ضحكة الطفولة،
وخفّة الأقدام في الشوارع،
خذني إلى عمر الرابعة،
حين كانت أكبر مخاوفي أن يكتشف أولاد الحي
أني فعلتها وبلّلت فراشي ليلًا.

- فاطمة صالح.

شجن.

10 Nov, 16:35


"كان جدي يمشي بظهرٍ منحنٍ دائمًا. حاول كثيرًا أن يكون أكثر استقامة، ولكنه لم يُفلح. الجميع أخبره أنه يتصف بمشيةٍ ذليلةٍ ومتخاذلة، وهو بدوره بقي عاجزًا عن إخبارهم أنه يحمل فوق هذا الظهر عبءَ العالم."

- فاطمة صالح.

شجن.

10 Nov, 16:31


"خرجتُ من غرفتي،
ومن البيت.
لهوتُ كثيرًا،
تجولتُ في الحيّ،
مارستُ كل وسائل الراحة،
وهجرتُ كل شيء ظننته يحرقني.
ولكن
جحيمُ الإنسان داخله."

- فاطمة صالح.

شجن.

08 Nov, 17:47


تغفو قريتي على لحن تهويدة الجدات، وتصحو معتمدة على رائحة الحطب المتقد في تناوير الأمهات .

- فاطمة صالح.

شجن.

08 Nov, 17:32


يحل المساء وتشحب الألوان
أكبر أحلامي أن تصبح هذه المهزلة كابوس.

- فاطمة صالح.

شجن.

31 Oct, 15:03


أنا تلك التي عبرتُ المحيطات والصحاري والبراري فقط لتحظى بالتفاتةٍ منك، صدقني لو أن بيني وبينك الآن نقلة قدم، ليس بداخلي لهفة واحدة للنظر إلى وجهك أو القدوم إليك.

- فاطمة صالح.

شجن.

31 Oct, 14:43


"يبدو كمن يحتَسي في صمتِهِ قلقَهْ
‏هل يشتكي جُرحَهُ أم يشتكي أرقَهْ

‏صلبًا كمن ليس يخشى أيَّ فاجعةٍ
‏كأنَّ كل الذي يخشاهُ قد لحِقَهْ

وبائسًا ووحيدًا مثلَ مئذَنَـةٍ
‏في دارِ كُفرٍ، تُثيرُ الحُزنَ والشفقهْ

‏مسافرٌ تهتدي كلُّ النُجوم بهِ
‏وحائِرٌ ضيَّعت أحلامُهُ طُرُقَهْ."

شجن.

29 Oct, 08:49


لا تدعهما يبردان..

المرأة والقهوة-!

- يعقوب عبدالعزيز.

شجن.

27 Oct, 16:09


غادرونا
وظلّت أشياؤهم تخترقُ
أرواحنا كالعصافير
غادرونا
وظلّت أشياؤهم تسحبُنا
من أطراف أصابعنا
إلى حرير الليالي النادرة

- أمجد ناصر

شجن.

27 Oct, 13:40


لا أكثر، لا أقل، أرجو الأشياء عندما أريد الحصول عليها، ألا تعذبني فوق ما تستحقه.

- أحمد سالم.

شجن.

27 Oct, 13:29


‏"يموت حلمك الجريء إذا شاركته في الوقت والمكان الخطأ مع أشخاصٍ يضعون حدودًا للمحاولات والمجازفة."

- علي بن يعقوب.

شجن.

26 Oct, 16:59


وصلتُ إلى البُكاءِ
و لَم أبكِ".

‏- أُنسي الحاج

شجن.

22 Oct, 16:15


"صور مبتكرة في عقلي موضوعات وأفكار رائعة وكبيرة، أحاول مرارًا إخراجها في مقالة، فأسرع في كتابتها قبل أن أنساها، ولكن أدرك عند انتهائي أنني ما أخرجت منها إلا ذيلها، وأن الجسد يرفض الخروج وكأن الأحرف ترفض أنصاف الفكرة. في رأسي لو رأيتم لعلمتم كم أني شخص عبقري، ولكن هذه الترهات التي أكتب تخرج منقوصة لتفسد الوضع تمامًا."

- فاطمة صالح.

شجن.

22 Oct, 15:25


"يقولون إن الشتاء قادم
وأنا أتوقع أنك ستأتي
وتهديني
شالًا كشميريًا
ومدفئة
وصندوقًا ممتلئًا بالكتب
لأنك تخاف علي من برد الشتاء
ربما..
وربما سترفض مغادرة المنزل
ونجلس سويًا أمام المدفئة
أنا أغطيك بشالي
وأنت تقرأ لي كتاب بصوتٍ رخيم
ولكن كلها مجرد توقعات
قد لا يحدث شيء منها،
مجرد أماني تدفئني لبعض الوقت."

- فاطمة صالح.

شجن.

22 Oct, 12:07


في مذكراتي الخاصة سأكتب
عن رائحة التربة بعد المطر،
وعن لون الجدران المبللة،
وعن صوت الصنبور وقطرات الماء المتسللة منه،
وعن شكل الفقاعات في الغسالة،
وكيف تتحرك المكواة لتشكل سطحًا أملس.

سأكتب عن أصوات النوافذ
وهي تئن مع الرياح في ليالي الشتاء،
وعن أوراق الأشجار وهي تتساقط واحدة تلو الأخرى،
في مشهد يشبه مرور الأيام.

سأكتب عن الكتابات التي خطتها يدي
على جدران غرفتي وأنا طفلة،
وسأكتب عن كل تلك الأحاديث التي جرت بيني وبين نفسي
في لحظات الوحدة.

سأدوّن كل تلك الأفكار التي لطالما خشيت أن أنساها.
سأكتب عن خوف الليل وطمأنينة الصباح،
وعن الدهشة التي كانت ترافقني في اكتشافاتي الجديدة.

سأكتب عن الكتب التي قرأتُها،
وعن القصائد التي حفظتُها،
وسأكتب عن الأماكن التي زرتها،
وكيف كانت تحمل كل منها ذكرى خاصة في قلبي.

سأدوّن الكثير،
وسأكتب عن تجمع القطط في مطبخنا كل صباح،
وأنها تزيد عن عشر قطط،
وعن الماعز واللبن،
وعن الدجاج والكلب الذي أكلها.

سأحاول أن أصف شكل السماء والغيوم،
ونغمات صوت أمي،
وكم عدد إخوتي وأسمائهم،
وأسماء أصدقائي،
وعن الحب الأول،
والكثير الكثير.

أخاف أن أصاب بالزهايمر ذات يوم
ولا أطيق أن أنسى كل هذا.
وبشأن ذكرياتي مع والدي الراحل،
بالكاد أستطيع جمعها الآن - حتى قبل الإصابة بالزهايمر -
أريد أن أرجع إلى هذه المذكرات،
عساها تعيد لي بعض اللقطات القديمة،
لأعرف من أنا، وماذا كنت عليه.

وأنا أعلم أني وإن كتبت كل ذلك،
لا أستطيع كتابة مشاعري؛
فالمشاعر أعظم من أن تصفها الأحرف.

أعلم أن الأحرف لن تجسد حضن أمي الدافئ
ورائحتها الكستنائية،
ضحكات إخوتي،
ودقات قلبي بين انبساط وانقباض
حين يطرأ على سمعي اسمك.

كيف للأحرف أن تنقل رهبة قلبي
عندما أقف أمام منظر غروب الشمس؟

وذلك الفقد،
شعور لا تقدر حتى أطول الجمل على وصفه،
ويا للأسف أن هُناك الكثير
مما تعجز الأحرف عن نقله.

ولكن سأكتب لأحمي جزءًا ضئيلاً من ذاكرتي
كيلا يمسه النسيان،
ولأمنح تلك اللحظات حياة جديدة.

- فاطمة صالح.

شجن.

21 Oct, 14:50


تسألني جدتي بدهشة في كل مرة حول الهاتف المحمول،
فقد أصابتها نوبة استغراب وصمت لمدة دقيقة حين سمعت صوت والدي عبر الهاتف لأول مرة.
بقيت يدها على فمها وعيناها مفتوحتين بدهشة ولم تتوقف عن طرح الأسئلة،
والتعجب لا يفارق ملامحها مع كل إجابة مني.
"كيف ذلك يا صغيرتي؟ والدك خرج للتو من المنزل، كيف وصل صوته عبر هذه القطعة المتجمدة؟"
فأجيب: "إنها التكنولوجيا يا جدتي."
ترد: "تكلولوجا؟ وما هذا؟"
فأقول: "التطور."
فتجيب: "لم أقتنع بعد، كيف يحدث ذلك؟"
أقول لها: "إنه اختراع يا جدتي."
ترد: "أها!"
تهز رأسها وكأنها تفهم، وأنا أعلم يقينًا أنها لم تفهم.

عندما رأتني أصور السماء والمطر وكوب القهوة والكتاب،
سألتني: "صغيرتي، مع من تتحدثين وأنت تسجلين بهذه الآلة؟"
فأجيب: "إنهم أصدقائي على سناب شات."
فترد: "شنبسات؟ وما هذا؟"
فأقول: "إنه أحد مواقع التواصل يا جدتي."
فترد: "أها!"
تهز رأسها مجددًا وتدعي أنها تفهمني.
ثم جلست بجانبي تنظر إلى شاشة هاتفي باهتمام، وأنا أنتقل من تطبيق إلى آخر.
بعد برهة من الزمن قالت: "تشوش نظري أيتها الشقية، وأنت تدورين في هذه الحلقة بلا ملل.
ما هذه الأشياء؟"
فأجيب: "إنها السوشيال ميديا يا جدتي."
بتعجب ترد: "سوشل ديدا؟ وما هذا؟"
فأقول: "إنه داء يا جدتي، مرض."
وقد ظهر الخوف والاستنكار على ملامحها قالت: "عافاكِ الله يا بنيتي، أبعديه عنكِ،
لا أطيق مرضكِ يا حبيبة الفؤاد."
قبلت يدها وابتسامة لا تفارق شفتي.

آهٍ يا جدتي، كم أنكم أبرياء وطاهرون بجهلكم لهذه المواقع.
ليتني مثلك أستغرب من سماع الصوت عبر هذه القطعة المتجمدة،
ولا تفارق الدهشة ملامحي حين أسمع أسماء مثل سناب شات أو وسائل التواصل الاجتماعي.
ليتني أخطئ مثلما تفعلين وأقول "شوسل ديدا."
إنها آفة عظيمة يا جدتي، حفرة وقعنا فيها، أخذت نصف أعمارنا، سلبت منا براءتنا وطفولتنا،
وها هي تسرق زهرة شبابنا.
لنقول ذات يومٍ بحسرة وندم: ليت الشباب يعود يومًا.
بعد أن قضينا ثلثي أعمرنا على هذه المواقع.
وقعنا في بؤرة نجسة سهلت لنا المحرمات والذنوب، أخذتنا من واقعنا وعالمنا،
وألهتنا عن عوائلنا.
كل واحد منا متكور على نفسه في غرفته، وإن اجتمعنا في صالة واحدة، كلٌ في زاويته.
ليتني مثلكِ يا جدتي، ليتني مثلك.

- فاطمة صالح.

شجن.

18 Oct, 16:25


وكأي كاتب لا ينال الشهرة اللائقة إلا بعد وفاته، تحظى رواية "الشوك والقرنفل" بشهرة عظيمة ونشر وتقييمات عالية بعد وفاة المؤلف "السنوار" مؤسف لكم معشر الأدباء لا يتم رؤيتكم إلا بعد دفنكم.

رحم الله القائد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

شجن.

18 Oct, 15:22


أشعر كأني نّص أصلي يتعذب بترجمة مُبتذلة .

شجن.

18 Oct, 09:05


في صغري كنت أحب زيارة بيت عمي
إذ أن عمي له تسع بنات
ومنزلهم يسكنه الضجيج كأن بداخله حفلة
تتطاير الفساتين من غرفة إلى أخرى
ومساحيق التجميل في المطبخ والحمام وحتى مجلس الرجال
حتى أن طلاء الأظافر متوفر لديهم أكثر من ماء الشرب
– هذه مبالغة ولكنه كثير جدًا –
كنت أتناول فطوري على عجل في الصباح وأذهب إليهم
ولا أعود إلا بعد غروب الشمس وأحيانًا أبيت عندهم
تستخدمني ابنة عمي الكبيرة لتجربة وصفاتها للتبييض
والأخرى تطبق علي مكياجًا رأته على إحداهن
وأحيانًا أكون عارضة أزياء لملابسهنّ
وأنا أحب كل هذا

أما بالنسبة للثلاثي الأحب إلى قلبي
فعملنا مختلف تمامًا
كانت إحداهن في نفس عمري
والأخرى تكبرنا بعام
والثالثة تصغرنا بعام
لنا دهليز في أسفل المنزل
نلعب فيه تلبيس العرائس
ونشرب القهوة المزيفة
ونتحدث وكأننا نساء كبار

في موعد النوم، كنا نصطف في مجلس كبير
لا توجد غرف نوم خاصة
لأننا بطبيعة الحال سنحتاج إلى قصر كبير
ترتبنا زوجة عمي واحدة بجانب الأخرى
وتروي لنا الكبرى قصة مرعبة
فننام بسرعة

الصباح في منزل عمي كصباح العيد في منزلنا
الكل يصيح وتتطاير الملابس، والحمام مزدحم
ثم نجتمع حول طاولة الطعام التي لا نرى آخرها
لنتناول الفطور

تجلس زوجة عمي بجانبي
تقدم الطعام أمامي
وتستدرجني لأتحدث
"صغيرتي، المجوهرات في يد أمك ذهب أم مزيفة؟"
"لا، إنها ذهب، اشتراها أبي قبل أيام."
"إذن الصراخ والتحطيم الذي سمعته في منزلكم قبل أسبوع كان من أجل هذا؟"
أجيب بكل سذاجة: "نعم نعم، لقد بكت أمي كثيرًا وصرخت في وجه أبي وطردته من المنزل حتى."
تسألني مرة أخرى وقد بدت المتعة في قولها:
"وماذا عن الرحلة؟"
"أي رحلة؟"
"ألم تذهبوا في رحلة هذا الأسبوع؟"
"لا، لم نذهب."
"حسنًا يا صغيرتي، لا عليك، أكملي فطورك."

وأعود بسذاجتي لأكمل فطوري
والابتسامة لا تفارقني
أنا أدرك أنني كنت بلهاء
وربما ما زلت محتفظة بغباء الطفولة والسذاجة
وهكذا كان بإمكانها أن تستدرجني
وتسحب من لساني الحديث دون أن تبذل جهدًا كبيرًا
لكن لم أكن آبه بذلك
حتى وإن حذرتني أمي من التحدث عن أخبار منزلنا
فالأهم من هذا وذاك
هو تمديد مدة المكوث لديهم.

كنت أستمتع بكل لحظة أقضيها في ذلك المنزل،
بين الضحك والألعاب
وبين الأسرار الصغيرة التي نتبادلها
دون أن ندرك أننا نروي حكاياتنا المننوعة ببراءة.
وأمي، رغم تحذيراتها الدائمة،
كانت تعرف أنني لن أقاوم إغراء المتعة وسأتحدث دون وعي.
لكنها كانت تبتسم وتسمح لي بالذهاب مجددًا
أحيانًا، يجعلني الحنين أرغب في العودة لتلك الأوقات
حيث كانت الأمور بسيطة، وكان الفرح سهل المنال.

- فاطمة صالح.

شجن.

17 Oct, 18:01


"وإني لأستحيي من اللهِ أنْ أُرى
كثيرَ التشكّي مِن همومٍ قلائل

وأنَّ حقيراتِ الجراحِ تَهِيضُني
وغزةُ تشكو مِن جراحٍ جلائل."

شجن.

17 Oct, 16:39


فلسْطين ولَّادة الأبطال!
ما ماتَ من خلَّف، ستظل حركة التحرير والكفاح والجِهاد باقٍ حتى إجلاء آخر صهيوني من الأرض المُباركة المُقدسة.

أما عن رحيل الأبطال فهذه بداية مخَاض لمولدٍ قادم وهو النصر الكبير بإذن الله.

جَمِيلُ الرَّحْمَٰن

شجن.

17 Oct, 12:54


"‏ونصمُتُ ليسَ يعني أن رضِينا
‏ولكن ليسَ يُجدي ما نقولُ

‏فَلا أنا مُفصِحٌ عَمّا أُعاني
‏ولا وَجعِي عَلى صَمتِي يَزولُ."

شجن.

17 Oct, 12:18


حلمت أنني دجاجة 
تحولت إلى إنسان 
مثل الآخرين 
بغيض ومزعج 
لكن ماذا لو كان هذا كابوسًا؟ 
ماذا لو كنت بالفعل دجاجة 
وتراودني كوابيس بأنني سأصبح إنسان؟
أنا في حيرةٍ الآن
والخوف لا يُفارقني
ماذا لو كنت حقًا إنسانًا بغيضًا ومزعجًا
أتمنى أن أستيقظ حالًا
لأجد نفسي في حظيرة واسعة
وتتكوم تحتي البيضات
وبجانبي صغاري الفراخ

- فاطمة صالح.

شجن.

16 Oct, 17:25


سألني بصوتٍ صارخ
وقد بان الغضب على ملامحه:
ماذا تفعلين في الخارج؟
أردت أن أجيبه، لكن صراخه أفقدني القدرة على الكلام،
وأخذت أُتأتئ.
أحرف مبعثرة لم يسمح لي بجمعها.
حاولت مرةً أخرى أن أجيب عن سؤاله،
أوضح له أن سبب خروجي من الصف
هو البحث عن معلم يسد الحصة الفارغة،
لكنه صاح في وجهي:
افتحي كفك.
ما زلت أحاول أن أشرح،
لكنه كان مصرًا على أن أفتح كفي.
فتحتها،
كفي الصغيرة،
الرطبة المرتعدة.
رفع عصاه.
سمعت صوت العصا تهبط بقوة،
فعضضت على شفتي وأغمضت عيني.
شعرت حينها بضربة مؤلمة،
ما شعرت بمثلها قط.
كتمت صوت صرخة ألمٍ كبيرة في داخلي،
ورجعت إلى مكاني منكسرة،
إلى الكرسي الذي خرجت منه سابقًا
وأنا واثقةً بنفسي.
من شدة ألمي
بدأت الدموع تتساقط رغمًا عني.
لم أرد أن يراها أحد،
فنزلت تحته،
تكورت على نفسي
وقد دسست رأسي الصغير في صدري.
زملائي يتهامسون بينهم
وهم يسمعون حشرجة صوت مكبوت،
بكاء عالق في الحنجرة،
يرفض أن ينطلق.

وهكذا صرخت أمي ذات يوم:
ما هذا؟ هل طلب منك أحد أن تقدميه لي؟
إنه باهظ الثمن،
من أين لك المال لشرائه؟
هل سرقته؟
كنت أحاول أن أخبرها أني ادخرت مصروفي
منذ أول العام
لأشتري لها هذه الهدية في عيد الأم،
لكنها لم ترد أن تسمعني،
وقاطعتني مرارًا.
ثم جرتني من ياقة فستاني،
أدخلتني الخزانة وقالت:
أنتِ معاقبة.
وأضافت:
أتمنى فقط لو أنك كبقية أخوتك
لا تفعلين أشيئًا تغضبني.
هذه المرة
اللسعة في قلبي لا على كفي.
تكورت على نفسي بتلك الطريقة،
تساقط دمعي،
وعادت حشرجة الصوت المكبوت،
البكاء العالق في الحنجرة
الذي يرفض الخروج.

مرةً أخرى
كنت ألعب مع أخي الصغير،
دون عمدٍ منه أغلق الباب على إصبع يدي.
لشدة ضغط الباب، ازرق لون إصبعي
حتى ظننت أنه سيُقطع.
أنا لا أستطيع الصراخ،
كانت دموعي تأخذ مجراها،
وأخي من خوفه صرخ.
أسرعت أمي وأخرجت يدي،
ما لم يكن بالحسبان هو غضبها.
ألم تخف من وجعي
حتى تصرخ في وجهي هذه المرة؟
كنت أعتقد أني سأحظى هذه المرة بحضنٍ
ينسيني ما قد كان.
صاحت بي قائلة: لماذا تلعبون هنا؟
أنتِ الكبيرة ويجب أن تصحبي أخاكِ إلى مكانٍ آمن.
الخطأ خطؤكِ أنتِ.
كانت تريد أن تعاقبني، لكني انسحبت بصمت،
أجر أذيال الخيبة والألم خلفي.
صعدت إلى العلية،
وهذه لسعةٌ أخرى في يدي وقلبي.
تكورت على نفسي كما كنت أفعل دائمًا،
مرة أخرى تعود حشرجة مكبوتة،
بكاءٌ عالق يرفض الخروج.

أنا هكذا يا صديقي منذُ الصغر،
لا تتعجب من صمتي حين جاء الجرح منك.
ما جعلتني أشعر به الآن
ليس إلا صدى لشعورٍ عشته منذ زمن بعيد،
خافتٌ لكنه حاضر.

أنا هكذا يا صديقي منذُ الصغر، لا تحاول أن تفهم صمتي أو تبهرني بتوقعاتك وتفسيراتك عنه.
الأمر بسيط: كل مرة حاولت أن أشرح، أن أبرر، كانوا يقمعونني يُسكتونني ويكذبونني.
كانوا دائمًا أسرع مني بالصوت، بالصراخ، بالحكم.
أمي، المعلم، وحتى أنت الآن.
كلهم أرادوا إجابة، ولكن لم يعطوني فرصة لقول شيء.

علمت أن الحديث معهم بلا جدوى.
الكلمات؟ وماذا تُفيد !
عندهم إنما تُستخدم لإطلاق الأحكام، لا للتوضيح.
لذلك تجدني قبلت أخطاءً لم أرتكبها،
وعُوقبت عليها
تحملت اللوم لأشياء لم تكن لي يد فيها،
ليس لأنني مذنبة،
وليس لأني لا أمتلك أجوبة ومبررات حقيقية
بل لأنهم لا يريدون أن يسمعوا.
هل تتوقع مني الآن أن أصرخ أو أثور؟
أن أبرر موقفي وأوضح لك أسبابي
لا، لقد انتهى الأمر.
الدفاع عن نفسي لم يعد مغريًا.
اللوم؟
سأقبله بصمت، كما فعلت دومًا.
ليس لأنني أؤمن أنني مخطئة،
ولكن لأن لا أحد يهتم بالحقيقة.
إنما تقبلون وتسمعون ماتريدون
لم أعد أتوقع من أحد أن يسمع،
ولا حتى أنت.

- فاطمة صالح.

شجن.

12 Oct, 18:31


أُريد أن أخبرك
أنّي لستُ ثائرة ومتأججة
شكسة أو فظّة
لستُ بائسة ولا كئيبة
ولكِن مع خالص تعازيّ لك
أنا كذلك!.

- فاطمة صالح.

شجن.

12 Oct, 09:28


في الحائط ساعة معطلة
وصور معلقة بالية
على الطاولة مزهرية
وردها ذابل ومتيبس
وفي الرف رسائل مهملة

في هذا المنزل
توقف الزمن عن التقدم
الساعة التاسعة منذُ أربعة أعوام
لا تتغير
وكأنها تحرس ذكرى رحيله

كل شيء هنا
يتحدث عن غيابه
كأنهم يتهامسون فيما بينهم
مترقبين عودته

وكأن هذا المكان
مثلي
لا يعرف كيف يمضي،
وكيف يستمر دون وجوده.

- فاطمة صالح.

شجن.

12 Oct, 08:09


كان صباحًا جميلًا
لولا أني سمعت أغنية لفيروز تتساءل فيها
أي وهمٍ أنت عشت به؟
ونقلت إليّ العدوى وبدأت أتساءل مثلها
أي وهمٍ أنت حقًا؟
قطع شرودي صوت أمي الدافئ
فاطمة، الإفطار جاهز، تعالي
غمست قطعة خبز في كوب قهوتي
وصوتٌ في مخيلتي يعيد السؤال مرارًا بطريقة ملحة
بغضبٍ ضربت يدي على الطاولة وصحت كفى
حتى جريدة والدي المحنطة منذ أربعة أعوام بجانب مقعده
تحركت للمرة الأولى
ولم أنتبه لنظرات إخوتي وأمي التي أسرعت إليّ
إلا عندما هزت كتفي والصمت يملأ المكان.
نظرت إليها
وهي تحاول أن تبدو أكثر هدوءًا بابتسامتها
ولكن الشفاه المرتجفة واليد الممسكة بكتفي بقوة تفضحان خوفها.
"فاطمة، هل أنتِ بخير؟"
سألت وكأنها تأمل إجابة تطمئنها.
أخذت نفسًا عميقًا
وكانت كل الأصوات خافتة من حولي إلا هذا الصوت الذي يتردد في عقلي.
حاولت أن أبتسم، وما استطعت قوله هو: "أنا بخير، لا تقلقي."
لكنني لست بخير، لم أكن بخير منذ فترة طويلة
منذ ذلك اليوم الذي توقفت فيه الجريدة عن التحرك
وترك مقعد والدي فارغًا.
ومن بعدها توالت الأحداث
ووقعت فيما كان محظورًا عليّ الوقوع فيه.
وغرست الذئاب أنيابها في قلبي
حين ظننت لوهلة أني وجدت العوض
ومن يسد فجوة غياب والدي.
كان وهمًا عشت فيه ليس أكثر.

- فاطمة صالح.

شجن.

09 Oct, 08:32


"شعوب" لن أوضح لك ماذا تعني، ستفهم عن أي شعوب أتحدث بعد قليل. كنت أتمشى في شوارع صنعاء، الكاميرا في يدي، ساقتني قدماي إلى شارعٍ مزدحم، حتى أن صوت الضوضاء تسمعه قبل أن تدخله بمسافة طويلة لشدة ازدحامه. توقفت عن السير وسألت أحد المارة: ماذا هُناك؟ ما اسم هذا الشارع؟ قال: شارع شعوب. أغريبة هذه الضجة عليك؟ هززت رأسي وتذكرت صديقتي حين قالت إن شارع شعوب تغذية بصرية، وأني سأخرج منه بلقطات رائعة من كاميرتي. شعّت عيني بالحماسة وتوجهت نحوه والصوت يدنو أكثر فأكثر. كانت الأرض مرصعة بحجارة مرصوصة تحتضن أقدامنا فوق ظهرها بصلابة وصمت، والبسطات مرتبة واحدة بجانب الأخرى. بسطات ملابس أمام أبواب المحلات، وتتناثر المباني العتيقة من حولنا بنقوشها وزخارفها الصنعانية الأصيلة. وأنا تارة أرفع الكاميرا لألتقط صورة، فيأسرني مشهد آخر وأتركها تنسدل على صدري، وأعود بنظري وأحفظ الصورة بعيني.

وأنا أمشي وجدت أطفالًا متجمعين حول عربتين، اقتربت منهم والرائحة الشهية تفوح في المكان، وسألت أحدهم: ما هذا؟ قال: "برعي" ألا تعرفين؟ أما العربة الأخرى فقد عرفت أنها شيبس وفلافل. اشتريت البرعي ومضيت، وأنا أتلفت يمنة ويسرة أحاول أن لا يفوتني شيء. التقيت بعجوز تحمل "غطاء" على رأسها، فيه أقراص "ملوج" خبز يمني بالشعير، ومن حين لآخر تأتي إليها نساء يغطين رؤوسهن وأجسادهن بـ"الستارة المنقشة" زاهية الألوان، وهن يتجولن بين البسطات لشراء حاجياتهن. ورائحة التوابل تملأ الجو. هذه بسطات التوابل الشعبية اليمنية، ألوانها الآسرة وتكومها بجانب بعض كمنظر الجبال الصغير.

سرت وما زالت البسطات لا تنقطع منذ أول الشارع، ولكنها الآن بسطات خضار وعنب وفواكه أخرى. وعلى جانب الطريق، رأيت تجمعات لكبار السن يجلسون حول طاولات خشبية قديمة، يشربون القهوة وتتناثر أحاديثم وصوت ضحكتهم في المكان. إلى جانبهم، كانت تُعرض الأواني المنزلية المصنوعة من الفخار، بألوانها البنية الطبيعية، تعكس جزءًا من تاريخ هذا المكان العتيق.

دخلت أحد محلات التراث، فيه خناجر الفضة وحُلي النساء، ولكن نظري مشدود هذه المرة نحو صاحب المحل، رجل في أواخر السبعين من عمره، هكذا قدرت عمره. ولكن ما جعلني لا أبعد نظري عنه هو منظر شاربه ولحيته. له شارب عريض طويل، خُيل لي أول مرة أنه يعض على قط في فمه، ولكن سرعان ما تبين لي أنه شارب عريض فحسب. ودخلت محلًا آخر لونه يبرق كلون الذهب، إنه محل "الجنبية" -الخنجر اليماني- "والعسيب" -الحزام- مرصوصة بإتقان وفيها شباب يبتاعون منها. وأعجبني تمسكهم بالتراث.

يمر نسيم في الأزقة الضيقة، يحمل معه بقايا أحاديث قديمة ورائحة "الشذاب والريحان" من عربة امرأة عجوز، يتجمعن حولها الفتيات ويشترين منها "المشاقر". وهذا طفلٌ يجول الشارع بيده مناديل ورقية، يبيعها بالترجي. وهناك بائع البخور، ومبخرة كبيرة بجانبه لا تنطفئ تبخر الشارع بأكمله.

في شعوب، ليت الزمن يتوقف، لنسمع نبض المدينة، لنحس بجمالها العتيق. وخرجت من شارع شعوب، والكاميرا ما زالت تتدلى من عنقي بلا لقطة واحدة، لكن ذاكرتي امتلأت بصور لن يمحوها الزمن.

- فاطمة صالح.

شجن.

09 Oct, 08:32