في موقفٍ مؤثر يعكس رحمة النبي محمد ﷺ وحبه لأصحابه، تفقّد جليبيب رضي الله عنه، فوجده أعزبا وهو صحابي لم يكن يتمتع بجمال الشكل، فخطب النبي ﷺ له إحدى المؤمنات الصالحات، رغم تردد أهلها في البداية، ولكن بتوجيه النبي الكريم وافقوا.
بعدما تزوّج جليبيب، أمر رسول الله أصحابه بالخروج إلى الجهاد في غزوة أحد، فكان جليبيب من أوائل الذين استجابوا، وبعد انتهاء القتال، أخذ النبي ﷺ يسأل أصحابه إن كانوا يفتقدون أحدًا من الشهداء، فذكروا أسماء عدة، عاد النبي للسؤال مرةً أخرى، فأجابوه، لكنهم لم يذكروا جليبيبًا، عندها قال النبي ﷺ إنه يفتقد جليبيبًا، وطلب منهم البحث عنه، بحث الصحابة حتى وجدوا جليبيبًا شهيدًا بجانب سبعة من القتلى كان قد قتلهم في ساحة المعركة قبل أن يستشهد.
فأتى النبي ﷺ فوقف عليه، وقال "قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ، هذا مِنِّي وأنا منه" ثم وضع النبي ﷺ رأس جليبيب على ساعده الشريف، حتى أُعدَّ له قبره ودفنه الصحابة.
بهذا الموقف، أكد النبي ﷺ أن الشرف والقيمة عند الله لا يرتبطان بالمظهر الخارجي، بل بالإيمان والتقوى، وأن أهل الجنة قد يكونون ممن قد لا يُلاحظون في الدنيا، ولكنهم عظام في ميزان الله.
🔘https://t.me/alaaabobaker