عبدالرحمن الوادي (مقتطفات)

‏السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته.

يراسلني الكثير يدعون لشيخنا
عبدالله بن مانع الروقي
عافاه ﷲ وشفاه، ويسألون عنه.

وقد أخبرت شيخنا فاستبشر بذلك، وتفضل بتوجيه هذه الكلمات لأحبابه في ﷲ.

🛑ملاحظة:
الشيخ لا يزال بحاجة لدعواتكم، أسأل ﷲ أن يلطف به ويمن عليه، وأن نبشركم بتحسُّنه قريبا.

لو أن الإمام محمد بن عبدالوهاب أشعري لهبّ أحذية الأشاعرة للدفاع عنه، بل كندريهم دافع عن المانعين لكتبه ولمزه بالغلو!.

"قال المزني سألت الشافعي من السفلة؟
قال: من يكون إكرامه لمخالفيه أكثر من إكرامه لأهل مذهبه، وليس ذلك إلا لقلة فضله وعلمه، يريد أن يستكثر بهم، ومتى يوالى العدو!".

لأول مرة أسمع غضب واشتداد الشيخ ابن عثيمين على غير عادته أثناء جوابه على سؤال إحدى الأخوات، للأسف أعظم أمنية للفتاة المسلمة هو الزواج والأمومة وبناء أسرة مع شريك ترضاه، ومع ذلك بعضهم لا يعتبر رأيها في أهم أمر يخص حياتها، فيجبرها أو يمارس الضغوط عليها لتوافق على من لا تريده، وﷲ المستعان.
‏ولا بأس أن يعرض الولي موليته على الرجل الكفؤ، لكن بطريقة تصونها، وطريقة تقدر رغبة الرجل لو لم يكن له رغبة بأن يعتذر دون إحراج له أمام الناس، ودون عبارات تقلل من شأنها كالهدية، فإن شعر من الرجل رغبة، نسّق مع موليته ورأى تقبلها للرجل، فيشرع في أمور الخطبة والنظرة، لعلهما يتوافقان.

لا سامح الله من أقحم العوام وأشباه العوام ممن هم في الخطوات الأولى في طلب العلم في نقاش المسائل العلمية تكثّراً بهم على خصمه!

وهذه والله علامة على ضعف الحجُة بالتكثّر بالسفهاء والجهّال، وعلامة على قلّة الديانة بسكوته عن طوامهم أثناء نصرتهم له بقبيح الأقوال والأفعال!

وإني أحذّر هؤلاء العوام وأشباه العوام:

مشاركتكم في هذه النقاشات وساحات الخصومات بلا علم، وبدون سماعٍ لأقوال وأدلة وحجّة الخصم، ثم دفاعكم عن شيوخكم بالسبِّ والقذف والسخرية والشَّتم؛ سيوردكم المهالك، وستأتون يوم القيامة مفاليس، ولن يغني عنكم شيوخكم من الله شيئا، بل سيتبرؤون منكم!

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ}

قال عليه الصلاة والسلام:
"أتَدرونَ ما المُفلِسُ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي وقد شتَم هذا، وقذَفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحَتْ عليهِ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ" رواه مسلم.
.

أقذر أنواع الرجال هم مَن ذكرهم صاحب المقطع:

فاسد، وفي المواقع يتابع الفاسدات، وفي الواقع يعربد معهن، ثم إذا أراد الزواج اختار امرأة صالحة ليأمن بصلاحها صلاح بيته وذريته، وبعد ذلك يعود لِغيّه القديم ويخونها مع الفاسدات!

ويبتليها في دينها ودنياها، وقد يبتليها في عافيتها بالأمراض!

"والله إن كثيرًا من النساء الشابات يَعِشنَ إهانةً في هذه الأيام رغم أن الإسلام أعز المرأة، وتُزهَقُ روح الغريزة لديها بمنعها من أخذ حقها الذي تكفل لها الإسلام به وهو الزواج، فما ذنبها عندما يتقدم لها رجل ذا دين وخلق فتُمنع منه لأجل هذه العنصرية والطبقية؟ وما ذنبها أن تُجبَر على الزواج من شاب سفيه أو طائش؛ لأن نَسَبَهُ شريف أو شكله ظريف أو مُرَتَّبُهُ عالٍ؟! فسبحان الله! يفكرون في كل شيء إلا الدين!".

‏من أكبر أسباب عدم الثبات على العبادات الملازمة للعبد في كثير من أوقاته وأحواله، أو عدم الثبات على أدائها كما أمر الله:

الغفلة عن مقاصد العبادة وآثارها، فكثيرٌ من العبادات الملازمة للعباد لها مقاصد وآثار لا بدّ من استحضارها واستشعارها، فيرتفع حال العبد من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان في تعامله مع أوامر الله ونواهيه:

كالرجل حين يصلي ويستشعر حِكَم ومقاصد الصلاة، أنها صلة مع الله، وأنه حين صلاته واقف بين يدي الله، وفيها يقف العبد يناجي ربه ويرجوه، ويستشعر في ركوعه وسجوده خضوعَه وذلَّه بين يدي الله، وأنه أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، فيستشعر حينها هذا القرب، ويستشعر صدقاً أن الله يراه، فلا تسألوا من كان هذا حالُه في صلاته لماذا يستلذ بالصلاة، ولماذا يطيلها، وكيف حاله بعدها من ملازمة الطاعة بسبب بقاء شعور الاستحضار لمراقبة الله له.

وهكذا مثلاً المرأة في حجابها، إذا استشعرت مقاصد عبادة الحجاب، وأن الله أمرها به لستر زينتها، والحفاظ عليها، فمن استشعرت هذا المقصد مثلاً، لن تجدها كغيرها تحاول تزيين حجابها، أو تتساهل في كشف بعض أجزاء جسدها برضاها، بل تجدها تنتقل لمرحلة الإحسان في عبادة الحجاب، فليست كغيرها تسأل وتهتم كيف نظرة الناس لشكل حجابي، بل تسأل كيف ستر حجابي؟! وهل يرضي ربي؟ ولا تلتفت لما تلتفت له غيرها من النساء، ولو انكشف من جسدها شيء بغير قصدها سارعت لتغطيته مع حسرةٍ وحُرقة مع أنه بغير قصد، لأنها مستشعرة لمراقبة الله، وتريد أن يراها الله وهي مقيمة على هذه العبادة على أكمل وجه.

وهكذا الرجل في لحيته، وفي رفع إزاره فوق كعبه، إذا استشعر مقاصد وآثار هذه العبادات وسار بها في عبادته، ينتقل إلى مرحلة الإحسان، ويعيش مع مراقبة الله ويستشعر دائماً أن الله يراه وأن همّه رضاه، فيضمحل في قلبه رضا الناس ونظرتهم لشكله ولباسه.

شعورٌ غريب ينتابني حين أرجع لاستذكار بعض فوائد القراءات السابقة، وأنتبه للتواريخ!
كيف مرّت هذه السنوات بهذه السرعة؟
١٢ سنة! كم فقدنا فيها من عزيز، وكم ابتعد فيها من قريب، وكم تغيّر فيها من رفاق الدرب؟ وكم الذين ثبتوا؟ وكم الذين ازدادوا من الخير؟
أسئلة تجعل من كان له قلبٌ يراجع نفسه ويحاسبها...

فاللّهم أصلح فساد قلوبنا، وردّنا إليك رداً جميلاً.

قاعدة أسرية قرأتها سابقا:

(إذا أخل الرجل بدوره وتخلى عن قوامته؛ أخذت المرأة شخصيته وانقلبت الأدوار وتشوهت الأسرة).

ولاحظت مؤخراً انتشار ظاهرة غريبة، وربطتها في ذهني بتلك القاعدة، فمع انتشار تكشّف النساء وخلعهن للحجاب؛ صار رجالهن بجانبهن في الأماكن العامة هم من يتسترون ويتلطمون!

‏من صفات العلماء المجدّدين التي نالوا بها الإمامة في الدين والتي يغفل أو يعجز عنها كثيرٌ ممّن يحاول سلوك طريقهم أو ينتسب لمنهجهم:

(الشجاعة والتضحية والقيام لنصرة دين الله والصبر على الأذى العظيم في سبيل ذلك)

وقد واجه هؤلاء العلماء أنواع الضلالات:

فمرّة في ضلالةٍ مع نصرة السلطان لها كما وقع للإمام أحمد في محنة خلق القرآن.

ومرّة في ضلالاتٍ ينصرها علماء السوء من الأشعرية والمتصوفة أو المتمذهبين المقلدّين المتعصبين كما وقع لشيخ الإسلام ابن تيمية.

ومرّة مع شيوخ العصبية الجاهلية المتّبعين لما وجدوا عليه آباءهم وأجدادهم والمتحاكمين لسلومهم وعاداتهم المخالفة للشرع وأتباعهم العوام، كما حصل لكثير من العلماء الذين نبذوا هذه الجاهليات وجاهدوا لإعادة الناس لتحكيم الشريعة ونبذ ما سواها.

ما كان لله يبقى

اشتهرت قصة هذا الكلمة عن الإمام مالك لما قيل له ألفت موطآت فقالها..

وأصبح بعضهم يرددها في هذا السياق، كأنها آية محكمة، وقضية مسلمة! وأن ما كان لله لا بد أن يبقى وما ليس له لن يبقى!

والحق أن بقاء التأليف وانتشاره له حِكم متعددة، لا يعلمها إلا الله.. الإخلاص أحدها.

وقد اندثرت آلاف الكتب لأهل العلم والإيمان منذ بدأ التصنيف إلى اليوم، ولا يمكن أن يدعى عدم إخلاص أصحابها!

وبقيت كتب كثيرة لأهل الشرك والبدع والفسوق من قبل الإسلام إلى اليوم..

فمن كتب لله؛ فأجره على الله، وحسبه ذلك، أما انتشار ذلك وبقاؤه؛ فتدبيره لمن بيده الأمر كله، وليس للكاتب فيه حول ولا قوة.

ورب كتاب انتشر وبقي، وليس لصاحبه منه إلا زيادة الإثم، توقفت حياته واستمرت سيئاته.

.
من الكتب المهم تكرار النظر فيها لاستحضار الأسانيد المشهورة ورواة الحديث المُكثرين.

ومن حفظها فنورٌ على نور، أعان الله الجميع.

١- معرفة الرواة المكثرين وأثبت أصحابهم، للعمار.

٢- المشهور من أسانيد الحديث، للزرقي.
.
.

مؤسفٌ حال بعض من كنّا نحسبهم على خير مع فتنة الشهرة، فلأجلها تقحموا مراتع المخالفات والانحرافات بلا إنكار ولا نقد؛ كمواضع النعرات القبلية والعصبية الجاهلية، وبعض برامج الواقع، وبعضهم خاض في الأندية والمباريات بسُخفٍ وتعصّب، وبعضهم صار يظهر مع من لا يرتضى دينه ولا خلقه ولا محتواه!.

اللّهم سلِّم سلِّم، اللّهم عافنا وإياهم...

كيف لمُسلمٍ يقرأ هذه الآيات ثم يحتفل بالكريسمس
[عيد ميلاد الرَّب، أو ابن الرَّب]؟!

(وقالوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (•) لقد جِئتُمْ شيئًا إِدًّا (•) تكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنهُ وتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (•) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحمَنِ وَلَدا).

ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

في زماننا هذا، أتدرون ما أشدّ قاتلٍ للإنجاز؟


بلا شك؛ هو هذا الجهاز📱
.
نعم، أنا وأنت نحمل هذا القاتل دائماً في أيدينا،
فإن لم نستطع السيطرة عليه؛ فأحسن اللهُ عزاءنا في أوقاتنا وإنجازاتنا.

"ومَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ".

رواه البخاري.

يا رب لطفك...
يا رب رحمتك...
يا رب عونك...
فلا حولَ ولا قوّةَ لي إلّا بك.

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أو إلى قريب ملكته أمري، اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي.

يطرح بعض الكفـLر سؤالا لبعض الحكومات الإسلامية:
هل ستجبرون النساء على الحجاب وهناك علمانيات لا يردن لبسه؟
فيقال لهم:
نحن لا نريد حرية مطلقة، ولم نزعمها كبعض دولكم العلمانية المدعية تمكين الحرّيات ثم هي تجرّم وتحظر (الحجاب) على المقيمات فيها، فعليكم الانشغال في مناقشة تناقضكم هذا!

وحرياتنا في بلداننا الإسلامية مقيّدة بأحكام الشرع.

.
الخطأ يحصل، والتقصير يقع من الكل، وعليك بيان قدْرِ مَنْ يَعِزُّ عليك، والاعتذار له يُبذل؛ فإن لم يُقَدِّرْه:

فلا تُكثر عتابَ من هُنْتَ عليه وصدَّ عنك!
ولا تُجبِرْ أحداً على الاهتمام بك والسؤالِ عنك،
فالصديق الصادق وإن غضب لا يُغلق الأبواب،
والمحب الوفي وإن تضايق لا يُطيق الفراق.

‏نصيحة:

إن لم تجدْ في قلبِكَ رحمةً وشفقةً على الأطفالِ، ورحمةً وتوقيراً لكبارِ السن؛
فأنتَ تُعاني مِن مُشكلةٍ يجبُ أنْ تُعالِجها،
لا أن تتعذرَ بالأطباعِ واختلافِ الشخصيات،
فهذه فِطْرَةٌ مغروسة ورحمةٌ مَوْضُوعَة،
وخلافها مُكتسباتٌ مَنْكُوسَة ورحمةٌ مَنْزُوعة.

عافانا ﷲُ وإياكم.

هذا التصدير (لأصحاب المحتوى التافه والساقط)
من مشاهير وسائل التواصل، والاحتفاء بهم في الإعلام والمحافل وبعضها لجهات معتبرة للأسف، سيؤدي قطعاً بشباب وشابات هذا الجيل لاتخاذهم قدوات، ثم محاولة تقليدهم، ثم الاندفاع للسقوط في وحل نشر المحتوى التافه والساقط طلباً للشهرة والمال والجاه!.

.

ولقدْ أَبِيْتُ على الطَّوى وأَظلُّهُ
*—*—*—*—* حَتَّى أنالَ به كَـريمَ المـأْكَـلِ

تهون على النفس العزيزة معاناة الصبر على عدم تحصيل ما تشتهي، إن كان لا يتحصل لها إلا بأن تُذّل أو تُهان!

.

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإخوة الكرام:

شيخنا عبدالله بن مانع الروقي لا زال يمر بكربٍ شديد ومرضٍ أتعبه جداً، لا تنسوا الشيخ من دعواتكم.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أتباع المجوس ما يخلّون حركاتهم😂
يحسبون الناس مثلهم بلا عقول، يتدينون بالكذب، ويصدِّقون كذباتهم!

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:

"هم كما قال فيهم الشَّعبيُّ:
لو كانوا من البهائم لكانوا حمرا، ولو كانوا من الطير لكانوا رخما".

حمرا: حميرا.
الرخم: طائر موصوف بالغدر و بالقذر.