Art is life

منذ ساعات الصبا لم أكن كالاخرين، لم أرَ كالآخرين، لم أجلب مشاعري من ينبوع مشترك.
لم آخذ حزني من نفس المصدر، لم أستطع إيقاظ قلبي على فرحة لها نفس اللحن، و كل ما أحببته، أحببته وحدي.

يا حادِيَ العيسِ عَرِّج كَي أُوَدِّعَها

إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ

“I am every dead thing.”

لتتذكر دائما، المرأة التي أحبّ، لتتذكر هذه الاعترافات : ليست رماحُ الجبابرة ولا مدى الأقزام
بل
يدُكِ
بل
أصابعُ يدكِ
لا
بل
أنفاسُكِ
تشقُّ الهواءَ الخالد أثلامًا

مسكونٌ بالغربةِ
يجري الفيروزُ
بأوردتي حزناً..

ويودّ قلبُك لو ينام
في صدركَ النومَ الأخيرْ

إبتهجْ ، إرفعْ يدَك عالياً..
المَوتى حَسبْ، من لا يُبصرون في القطارات
أكفَّ حبيباتهم ..
اشربْ كأسَك، تجرّعْها، حتى إن كانت الأخيرة
الموتى حسبْ، من لا يشعرون بطعمِ النبيذِ في المَساءات
خُذْ بأذرعهم ، خذْها، الموتى حسبْ،
من لا يقْطرون بعضَهم ، ثملينَ، في الأزقة المُوحِلة
ادخلْ البحرَ، فتّشْ عن صَدفتِك الضَّائعة
قرّبها من عينك، حتّى إن كانت بلا لؤلؤة ..
الموتى حسبْ، من لا ينشرونَ على زرقةِ الماءِ أشرعتَهم
ارتدِ قميصَك الأزرقَ وربطةَ عنقِكَ الحمراء
واذهبْ الى حيثُ دُعيت..
الموتى حسبْ، من لا يعثرون على قمصانِهم بين أحذية النساء 
انحنِ على طفلك، قبّلهُ ..
امسحْ ما اختمرَ من لبنِ امّهِ على شفتيه
الموتى حسبْ، مَنْ لا يُحْبَونَ بلحظات كهذه
خذْ مجلسَك بين الورد، وعلى مَصطبة المُتحف
الموتى حسبْ، من لا يفتحون أعينَهم في وجوهِ المُومياوات
ليحملْ حقيبتَك عاملُ الخِدمة، في الفندق
وليقِلّكَ سائقُ التاكسي الى البار
وليَطُل وقوفُها على طاولتِك، نادلةُ المقهى
أنعمْ النظر بكأسِك ، بالمارّة والواقفين، أيضاً
بالاشجارِ وبالمركبات ..
الموتى حسبْ، من لا تُبهجهُم أردافُ النِّساء
أكتبْ لهم عن الحياة، أيها الشَّاعرُ
قططُ المقبرةِ أولى منكَ في الكتابةِ عن المَوت
تأملْ صفحة النهر، الموتى حسبْ،
من لا يُبصرون زوارقَهم على الماء ...
أرفعْ سبّابتك عالياً، اغمِسها في البّحر الازرق، البعيد
الموتى حسبْ، من لا يملكون طائراً ابيضَ، هناك
بِعْ رغيفكَ الى الذين ليس في قلوبهم اغنيةٌ عن الارض
واشترِ بثمنه باقةَ زهر، زجاجةَ نبيذ
الموتى حسبْ، من لا يعرفون معنى مجاورةِ الوردِ للنبيذ
لا تدعْ زرارا خاملاً في قميصِ حبيبتك ،
اصعدْ بلسانِك الى مأوى قِرطيها ..
الموتى حسبْ، من لا يبلغونَ الأمكنةَ، تلك
قفْ على الشُّرفة، صباح كلِّ يوم
احصِ خيوطَ الشَّمس، التي تسللت نديةً
خلل الشجر والنسمات،
ضعْ كفَّ حبيبتك بين يديكَ،
فتّشْ عن أحبِّ اصابعِها عندّك، ولتكتبْ إسمَك به
الموتى حسب، لا يجدون من يكتبُ اسماءَهم على المَخمل
وإذا ما ارتويتَ من عناق
اجعلْ صدرَك الى ظهرِ من تحبّ وتعْشَق ، ضُمّها اليك
واهمسْ في اذنِها: أحبُّكِ..
الموتى حسبْ، مَنْ لا يملكون صدىً لكلماتِهم.
                          .
طالب عبد العزيز
سريرها وما يليه

«أنا متعب، وليس ثمة كِسرةُ صمتٍ أبدًا»

أندريه تاركوفسكي

اماه طرزيني
في وسادتك

_لوركا

؟

حبيبتي الممتلئة بالأعياد
شهيةٌ كرغيفِ الخبز
طيبةٌ كبرتقالة

بغير خُطاكِ أنتِ، يموت جمالُ ألفِ طريق


أحمد بخيت

الإعجاب: اعترافٌ مهذَّب لشَبهِ الآخرين بنا

«من ظلم الدهر
نلوذ بالشعر»

عباس كيارستمي، ت: محمد الكرخي

أنّهُ كان رقيقًا يقولُ أبسط الأشياء
وأقلّ تعمّدًا
كان يحترق مثل النعيق بدونِ دموع.


مانويل بانديرا

مِنَ النّاس
مَنْ يُربي متاهة أعماقه بيديهِ
لكي لا يصل

فارس حرّام
استاذ الفلسفة في جماعتي الكوفة وبغداد

الشارع مليء بالمضطربين، اما الميديا فهي أكثر. اقل نزهة في حوار جانبي على مسمع العامة، ليس خاصًا!، تعطيك أصعب التنبؤات حول طاقة هذا المجتمع، إنه مغالٍ وحاقد.

12/11
في ذاكرتي وللابد

ندمتُ
أني لستُ طيرًا
لأنقرَ على بابك

باشو

I regret that
I am not a bird
to knock on your door

Basho

«الكتابةُ هي محاولةُ فهمٍ، محاولةُ إثمارِ ما لا يُثمِر، فيها يُفهَمُ الشعورُ لأقصاه، شعورًا إن لم يُفهم، بقي غامضًا خانقًا. الكتابةُ تمنح البركة لحياةٍ غير مباركة.»
- كلاريس لِسبيكتور

‏«يكبو فؤادي مرَّةً إثرَ مرَّة
بأناسٍ ليس لديهم ما أريد
فألومهم لامتناعهم عن إعطائي كلَّ ما يملكون
وما كانَ عيبهم الوحيد، كما أرى الآن، سوى أنهم لم يكونوا شجرًا ولا نسيمًا ولا مطرا»

توني هوغلاند (شاعر أمريكي)

‏«أردتُ أن أكتبَ لكِ رسالةً، يا حبيبتي،
رسالةً عن هذا الحنين الذي أقاسيه باستسلامٍ تام».

أنطونيو جاسينتو، ت: محمد السعيد

قصيدة أنتِ | بسام حجار

دائمًا تسقطُ في حفرة الندمِ
التي يحفرها صديقي الندم
وأقف
مفردًا كمعصية
بين أن أحبكِ وأحبك.
قلتُ:
أُقلِّد صيفَ الأصابع
لأكتب قصيدة
أو لأكتب شرفة قديمكِ
وأغسل العتبة بعسلِ بكائي.

ولكن،
كيف ألمِّع المرآة
وأحفر نبضي عميقًا
في رخام الوقت؟
أدلفُ كشحَّاذ
إلى خبزِ ضجرك اليومي.
كيف يُهدَرُ نبيذُكِ الإباحي
على موائد العائلة.
وأنتِ المخبوءةُ في الجرار
لأعراس تفلُّ أزرارها
تخلع الرقص من قدميها كجوربٍ قديم.

وأنتِ المخبوءةُ في الجرار
نبيذًا صالحًا في كلِّ أوان
لحكمة باطلة،
في كلِّ أوان!

هذا ترابُكَ
إنْ سئمتَ جوابَه
علّمْهُ أمطارَ السؤالْ
علّمهُ
كيفَ الدربُ يبدأُ بالجنونِ
وبالحروفِ الصامته
واغفرْ لهُ
هذي الجذورَ الميّته

أريدُ أنْ أمنحَ الأشياءَ معنى لا تمتلكُهُ.

- ريتسوس

يا أزرقي، يا الّذي لي أنا وحدي
_كنتِ تقولينَ_
يا واحدي الأزرقَ.
بَلَى، إنّني أزرقُ.
أكثرُ زُرقةً منَ السّماءِ.
حيثُ قد تكونينَ
أُطوِّقُكِ."

يانيس ريتسوس.

"اَلْعَالَم أُغْنِيَة عَمِيقَة مُغْلَقَة"

‏«وَصُغتُ على شَفَتيكِ الفَرَح».

تُدلينَ ساقيكِ كنجمةِ الحَكايا وتُلوّحين لي. إنّك تلوّحين لي بغُصن فؤادكِ الأخضر. بمرايا جبينكِ التي كلّها من نُدَف الثلج. بالحياة فَتيّةٌ تُجذِّفُ بين شفتيكِ.


عبد العزيز جاسم

أَجوعكِ. أَظمؤُكِ. أُناشدكِ، احتجبي؛ احتجبِي على الكُلِّ، ولا تترائِي إِلاّ لِي أنا وحدي.


ريتسوس

‏«على جسد المرأة الإيروتيكي، ثمة بضع أماكن ذهبيّة: ظننت دومًا أنه يوجد منها ثلاثة أمكنة: الفخذين والردفين والنهدين. ثم أدركتُ ذات يوم أنه يمكنني أن أضيف إليها مكانًا رابعًا: السرّة».

-كونديرا/ حفلة التفاهة.

«الحب أشقى من استعاراته، والقبلة أعذب من مجازها».

«فمُها حبّةُ كرزٍ صغيرة
أصابعها أكثر نعومةً من العشبِ الغَضّ».

-مجهول/ إيروتيكا الشعر الصيني

فعيون العشّاق، لا تشبع من النظرات المتولّهة، ولا تقوى الأيدي على الابتعاد عن الأجزاء الحميميّة، فتهيم على الجسد كاملًا.


الفلاسفة والحب

ذهبت
لكن كيف أعود،
من لهيبِ الاستعارة
إلى ذراعيكِ؟


لحبيب القلب منتصر

ما أطيبَ العيشَ لو أنَّ الفتى حَجَرٌ تنبُو الحوادثُ عنهُ وهو مَلمومُ

كتب صديقي الحبيب علي صالح قصيدة
كأنها كُتبت عني... ⬇️

لم أكن حراً، كانت كتابتي
تدور حولك والحق كنت اشكو فيها ما كنت لا أستطيع أن اشكوه على صدرك.

كافكا يتحدث نيابة عن كل رجل أصيل

من أين يبدأُ عاشقٌ بمديحِ من يهوى؟

“الليل ليس مكانا إنه نذير أبدية”

غاستون باشلار

فلْأَنهضْ، لا ليُؤْنِسني الذي أراه، بل لأُخْفِيَ عن الحياةِ حنينيَ المكسور.

سليم بركات.

و للأبد

وحدي منفصلٌ عنْ ظلّي

عبد العزيز المقالح

في هذا الفجر
لا شيء في مخيلتي أكثر من عيون حبيبتي

" لا تملك شيئاً و تمنحني عالماً ، أنا مدينة لك بعالم "

أنطونيو بورتشيا

" وهناك دائماً من هو غائب
و ضوء النافذة متروكٌ لأجله "
.
- تشارلز سيميك

" أوّل الفتنة ؛ معرفة الاسم "

النفري.

‏«أنتَ بجملةٍ واحدةٍ أعطيتَ سفينةً لنوح
وعصا لموسى
وللمسيحِ جرحًا في الخاصرة
هَبْ لي جملةً بها أبدأ.»

·• أحمد عبد الحسين

‏«فهذا الجسد مرمى أشرعتكَ وصواريك،
⁠مُتاحٌ، مُباحٌ لكَ، من موضع الحِجل إلى ما تطاله وتُدنيه،
⁠وحيث تفترعُ وتغفو»

طالب عبد العزيز ❤️

أنا الوردةُ المُتوَّجة
لا يقطفني إلا أنت

‏«أيُّ نجمٍ من نجوم اللَّيل العاليةِ أضاءَ فمَك؟»

ماريا غراتسيا كالاندرونه

‏«هل بين عينيك تأتي العصافير؟»

عز الدين الميهوبي

‏«أنا غيمةُ الشِّعر»

عز الدين الميهوبي

خرجتُ من باب الفراديس ووجدتُ الجنان تحترق

بوتابلين في وصف شاعري ‏عن القراءة مع المحبوب :
حيث يتحدث الصمت بصوت أعلى من أي محادثة ، ويتجلّى جمال الترابط في إيقاع تقليب الصفحات

انتبه واكتبْ كما يُملى عليك
وما يفيضُ الوحيُ فيكَ
هذه لغةٌ تَرى لكَ ما يُضيء وتصطفيك
اذهبْ بها حراً بعيداً

@NtBot - 07:48, 3.9 MB

أتبقين فوق ذراعي حمامة
تغمّس منقارها في فمي؟
و كفُّك فوق جبينَي شامة
تخلّد وعد الهوى في دمي ؟
أتبقين فوق ذراعي حمامة
تجنّحي.. كي أطير
تهدهدني..كي أنام
و تجعل لا سمِيَ نبض العبير
و تجعل بيتيَ برج حمام؟
سألتكِ: هزّي بأجمل كف على الأرض
غصنَ الزمان!
لتسقط أوراق ماض وحاضرْ
ويولد في لمحة توأمان :
ملاك..وشاعر!
ونعرف كيف يعود الرماد لهيباً
إذا اعترف العاشقان!

من أين أُمسكُ بكِ؟
لا النهدُ يملأ راحتي
ولا الزند.
وفخذاكِ، فخذا الغزالة، هل تعرفان غير الجري؟
حين أطوِّقُ خصركِ
ترتسم أضلاعٌ على أناملي.
لكنك، حين نفعل الحب، ترفرفين
تطيرين
وتهبطين
ممسكةً جيّدا بالعُود…


سعدي يوسف

اليدُ سر الأسرار. اليد: نصٌّ مقدس وعميق، شبيهة الليل والنهار، قلادة من لؤلؤ، قصر غامض في الجبلِ لا أحدَ فيه، ومعنى أكثر عمقاً من مخاوف المرء.

هَذَا الغَثَيَان
لَيسَ مَرَضًا.
إِنَّه إِجَابَة.

ولماذا أعودُ،وعينايَ ليلٌ
ويدايَ الرَّؤومانِ مقطوعتانْ؟
رايةٌ رفعتني،رايةٌ أنْزلتني:
بين ذاكَ الصعود وهذا النزول
ما أشَقّ الحياة، ويا ويلتا لحياتي
لم يُيَسَّر لها
أن ترتّل إلا نشيد الأُفول

أدونيس

مضى يغني تعلمت الحنين!

"كمْ من طيورٍ تحتَ جلدِكِ ، حينَ أَلْمِسُكِ تغرّدُ جميعُها..."
يانيس ريتسوس

في الجنسِ مسٌّ من الشعر

بِرفقٍ تُذيبُ في المرآة الصافية سيرتها المُتْعَبة،
ثم تُغرِقُ فيها حتى القاعِ بَسْمَة،
تنتظر حتى يَنْفَطَر ماؤها ثم تَسْكبُ شَعْرها،
يرتفع كاهِلها البضُّ من فستان السهرة،
ترتوي على مَهَل من صورتها،
بشرابِ عاشقٍ ثَمِلٍ..
ترنَّحّ إذْ لمَحَها.


ريلكه

🇪🇸

يكتب الشاعر أحمد عبد الحسين -بتأمِّلٍ مذهل- في حرف الميم:

«لو أني تأملتُ ليلتها كيف يزمُّ المرءُ شفتيه ليقول الميم، كيف تنطبق الشفةُ على الشفةِ لتتحقّق آدميتُه التي هي في الوقت عينه موتُه، لو أني فكرتُ في أنّ الإنسان إذْ يطبِق شفتيه على بعضهما فإنه إنما يقبّلُ نفسه، يشتهي ذاته، يتزاوج وإياه لينجبَ ميم حقيقته التي هي علّةُ وجوده وموته معاً.»

انهما اللذة والشر معاً، في ذاتِ كل منا هنالك شر دفين.

من ترشيحات السيد الوالد

استمع إلىإسأل روحك عبر مقهى البيروتي Beiruti #SoundCloudCloud https://on.soundcloud.com/PAo53

‏«أوّلُ شيءٍ تعلّمكَ إيّاه القراءة
⁠كيفَ تغدو وحيدًا.»

جوناثان فرانزين

‏«تلقَّفَني الشعر
حين أفلتني الجسد»

كريستوفر بوينديكستر

لا مغنم بلا مغرم

أنت تحرق لساني بشفتيك،
⁠بترابك.
⁠وتوقظ الغليان والملذات،
⁠وهذا الكرب اللانهائي،
⁠الذي يشعل كل ما يلمسه،
⁠ويلد في كل شيء
⁠شراهةً قاتمة


باث

الأنا في الشعر ⬆️

«أنا الشيءُ الذي انثلمَ من الحب»

ماريا غراتسيا كالاندرونه

‏«أنا السَّهمُ المثَّلثُ الذي أخطأَنا جميعًا واستقرَّ في أحشائك»

أحمد عبد الحسين

«أنا الأيقونةُ تنحلُّ فيها الظلمةُ إلى شموسِها العمياء»

أحمد عبد الحسين

«أنا دليلك إلى العدم»

أحمد عبد الحسين

«أنا نبضُ وجنتَيك»

خوانا دي إيباربورو

«أنا ثوبُ عطشك وعباءةُ صمتِك»

طالب عبد العزيز

«غابةُ ألمٍ أنا، ومرتعُ حزنٍ قديم.»

طالب عبد العزيز

‏«أنا الفقيدُ، ينالني سيفُ الخطايا
أفقدُ المعنى وتهربُ منيَ الأسماء»

قاسم حداد

«أنا جسدٌ تمزّقهُ الرغبات، روحٌ ينهشها الشجن»

طالب عبدالعزيز

«كأنَّ ضلوعي والزفيرَ وأدمعي
طلولٌ وريحٌ عاصِفٌ وسيولُ»

القاضي الفاضل

‏«أنا بعدهم ميتٌ ولي من جسميَ البالي ضريحُ»

أسامة بن منقذ

وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيّ

‏و ماذا أقول للارتباك إن تحدّثتُ إليه؟ وكيف أُربك الارتباك وهو مُربكي؟ وإنْ بالوهم، اخترقت الفراغ وأربكته، فهل يمكن حقاً أن أساويه بالامتلاء؟!

"رتق الهواء، وديع سعادة"

لكنَّ حياتي كانت كلّها نظرات، فهل كنتُ ميتاً دائماً؟

الأشياء ضحايا النظرات. أحببتُ هذه الجملة ولذلك أكرّر كتابتها.

• وديع سعادة | رَتقُ الهواء

‏لا العالم يُمسَك ولا الذات، ولا النظرات التي نرسلها للإمساك بشيء في العالم ستعود إلينا. ضالُّون ومضلِّلون. العالم أوسع ممّا ينبغي والذاتُ أضيق ممّا ينبغي. الأوَّل ضلالنا، والثانية ضالَّتنا.

• وديع سعادة | رَتقُ الهواء

يقال إنَّ البشر سيصيرون جميعهم ألعاباً تسير بكبس أزرار. لا أظنُّ أنّي سأعيش إلى ذاك الوقت الذي أصير فيه لعبة كاملة. إنّي الآن لعبة ناقصة، نصف لعبة، ولهذا اخترتُ ما قد يجعلني لعبة كاملة: الكلمات.

وديع سعادة | رَتْقُ الهواء

فكأنني موجٌ يلاطِمُ نفسهُ، البحرُ صدري والفؤادُ غريق

يخبط في اليمِّ على غير هدى، ويرسل عينيه في الماء والسماء على غير بصيرة، زرقة متصلة في العلو والسفل، وتيهٌ لا نهائي يخبط في أحشائه

اشتهيتُ أن يختلط رمادي برمادك


عزرا باوند

على الكلمات التي نحبّها أن تبقى دائماً في أفواهنا وأن نعيد كتابتها مراراً على الورق. علينا أن نردّدها دائماً لأنّها تمنحنا شعوراً بأنَّ الحياة لا تزال فيها كلماتٌ حبيبة وبأنّنا لا نزال نستطيع قول شيء نحبُّه.

وديع سعادة | رَتْقُ الهواء

أبديٌّ أسى قلبك.. كان قبل أن تكون

‏" قال ابن مناذر : كنت أمشي مع الخليل فانقطع شِسعُ نعلي فخلع نعله فقلت له: ما تصنع ؟ قال : أُواسيك بالحفاء ! ".

- الصداقة والصديق
لأبي حيان التوحيدي

هذه الحياة عندما أيقظتني
بزئيرها المنتحب
نسيتْ إلى الأبد
كيف أعودُ إلى النوم

سركون بولص

أطفئي عينيَّ، سأظل أراكِ.
صُمِّي أذنيَّ، سأظل أسمعكِ.
حتى بلا قدمين سأشقُّ دربي إليكِ،
وبلا فم سأذكر اسمكِ.
اكسري ذراعيَّ وسأضمُّكِ
بقلبي، مثل يد.
أوقفي قلبي وسيخفق دماغي،
وإنْ أضرمتِ في دماغي النارَ
سأشعر بكِ تحترقين في كلِّ نقطة من دمي.

ريلكه
-

أنا لا شيء.. وحديثي عابرٌ.. مثلي بين عابرين.. لذلك أتحدّثُ عنكِ.

هذا ربّما آخر يوم في حياتي.
لقد قدّمت تحية للشمس، رافعاً يدي اليمنى، 
لم أحيّها لأودّعها،
أشرت إليها لأبيّن لها بأنّني ما زلت أحبّ أن أراها: لا أقلّ ولا أكثر.

هات يدكِ.
سأرى بعيوني الجريحة أسرار تلك اليد.
يا له من عالم آمالٍ وأحاسيس
يا له من عالمٍ من شكوكٍ وأوجاع
يستلقي في يدكِ.
وأفكر أن هذه اليد هي سر الأسرار.

في هذه اليد معنى لا نعرفه.
معنى أكثر عمقًا من مخاوف المرء.
هذه اليد ربما عاشت قبلكِ
ربما مسحت
دموعًا غريبةوغير طبيعية
منذ الأزل.
ربما كانت إيماءاتها مليئة بالسخرية،
وانقباضها معجونًا بألم سحيق.

ثمة شيءٍ لا أعرفهُ في يدكِ
تحلم به الروح،
وثمة أيضًا ظلالٌ غامضة
تتلبس العقل.
في يدكِ تعوي الريح وتجري المياه،
في يدكِ تجري المياه وتعوي الريح.
في يدكِ أشياءٌ داخل الأشياء
وكل ما هو فظيع وغير محدد
حين أنظر إلى يدكِ
يمتلئ عقلي بأفكار وذكريات
أكثر عمقًا من الشِعر.

يدكِ جانب من الحياة العميقة لروحي
لقد عرفتُ يدكِ قبل أن يولد الوقت.
وأعلم أنها في زمنٍ قديم
قادتني إلى القتل
رأيتُ في يدكِ عالمًا
من تنهدات وخوف وأوجاع
رأيتُ حُبًا كان من الأجدى
أن يكون كراهية.

في يدكِ التي تشبه صلاة غامضة
وحروبًا صغيرة
تندلع داخل قلعة في الليل
في ممرات يدكِ،
حيث يفقد الفنان جنونه،
ويستعيد العبيد عيونهم
أصابتني رعشة الفرح، واحتلني كل الخوف
الذي لا يمكن لعقل تصوره،
حين تخيلتُ شفتي
تُقبّلُ فراغ يدكِ السرمدي.

يدكِ المعنى الذي لا يصلُ إليه أحد
المعنى الأكثر عمقًا من مخاوفِ المرء
في يدكِ شيءٌ من البحرِ
والمواسمِ والشهور
في يدكِ ما يشبه لمعة الشمس،
واللون السري للدمع
وليدكِ: هيئة الألم.

كانت يدكِ فيما مضى
منزلًا فارغًا في المرتفعات
لهذا تعرف يدكِ كل الأفكار التي
تطوف في الكون.
يدكِ قلادة من لؤلؤ،
وبرج منيع داخل قلعة.
يدكِ الموسيقى العميقة الخالدة
التي نوّمت روحي قبل أن أولد!
في قصر عتيق ذي قبة غامضة.

يا للدقة التي صُنعت بها يدكِ
بأصابعُها الرفيعة المستدقة البيضاء
بدفئِها الشاحب الممزوج بالنعومة
وكأن في يدكِ شيئًا من الليل والنهار!
لو أنني فقط
أستطيع بشكل صحيح
قراءة النص الإلهي العميق
النائم أمامي في تلك اليد.

فوق يدكِ تنوس حقيقة ثابتة
مثلما يلوح نقشُ في لوحٍ قديم
وكأن يدكِ فكرةُ دفنت أنيابها
في جهةٍ مجهولة من الروح
كأن يدكِ جرسُ يدق في مكانٍ سري
لا يمكن الوصول إليه.
وقلبي يئنّ مثل حيوان
كلما أصابه الرنين.

هناك شيء وحشيٌ وجديد
وغير واقعي في يدكِ
نظرتي تتألم داخل يدكِ
لأن ليدكِ عيونًا تبصر كل المخاوف
التي في الأرض
وكأن هناك شخصًا يكمن في يدكِ
يقطف الفزع كما تفعل قبضة قاتل.
وحين أضع يدي داخل يدكِ
لا أستطيع فهم الشيء الأبدي
الذي أشعر به،
ولا كيف يلف شريط عقلي بجنون،
وكأننا سنلمس الخلود!

لا يد في يدكِ!
لكن من أين تتسلل لي
هذه الفكرة المريعة عن يدكِ؟
ثمة ما هو أكثر من اليد في يدكِ
حتى إنني حين أرى يدكِ
أرى تلك الأشياء المحذوفة التي
تكمن بشكلٍ مربك بين
الحواس والأشياء.

مباشرةً، بلا عينين ولا حواس
هاجسي يرى يدكِ
وأمام يدكِ يتهدم العقل
فينشأ فيّ خوفٌ مكللٌ بوجعٍ سعيد
خوفٌ يجعل اللاوعي مستيقظًا
وأحلامي خاليةً من أيدي الناس.

وأحدق أكثر في تلك اليد
أنفضُ عني حلم الزمان وحلم المكان
وأحلم بالغرائب مثل غريقٍ يرى كل شيء
ثمة شيء فاتنٌ وحشيٌ ووديع
شيء لا أستطيع الإمساك به في يدكِ.
وخوفًا من أن تلتهمني فكرة النار
أكتفي بنظرة خاطفة حين
تنفرج بوابة يدكِ
فأرى المطلق بلمحة واحدة
لكن البوابة الصامتة ليدكِ
تُفتح مرة أخرى
وتنفرج بشكل مفاجئ
عن جنة مرعبة.

يدكِ كالموسيقى
بها أتجاوز مرارة الألم
وضراوة الخوف.
كل الأشياء تحدج عقلي بنظرة غامضة
حين أحدق في يدكِ
لكن يدكِ السكرى
بصمتها الغامض الطويل
يدكِ التي تتجاوز المحبة والحواس
يدكِ المكتظة بأفكار تجعل
الروح عمياء
تأخذ بيدي إلى النسيان.

أين هي الروح التي تشف عنها يدكِ
وتجعلها محروسة بالخوف؟
أيَّة أجراس في كلمة (يد)
يسافر رنينها إلى المستحيل
ما الذي يملأ الليالي ببروق اليدين
كي يتخثر في دمنا الذهول؟

أبعدوا هذهِ اليد كي أستطيع أن أحلم:
ببلادٍ غريبة، تُسقى بأنهارٍ مؤلمة،
أمواجها أيدٍ وضفافها أيدٍ.
بحدائق تنبت في أشجارها أيدٍ
بدلًا من الأوراق
ويدٍ بيضاء قوية تحجب الشمس.
أبعدوا هذه اليد:
كي أحلم بجيوش من الأيدي
المدججة باللمسة والعطر والصوت.
جيوش لا يمكن هزيمتها
ولا تفقد شكلها المنتظم مهما أسرعت
جيوش تبهر بتشكيلاتها البصر
وتمزج الرقص بالعواء.

لكن يا له من رعب عظيم!
لقد صارت تلك الأيدي المحلومة حقيقية
وبدأت تتلوى وتتشنج وتقبض بضراوة
فنقضت كل ما نسجتُ من أفكار!
وشعرت روحي برغبة
في التقيّؤِ من شدة الخوف.

أما ما تلا ذلك فلا أستطيع البوح به
لكن بدا الأمر
كما لو أنني ركضت وحيدًا
كمجنون في غابات شاسعة تحترق.
وبدت صرخة العابر المجنون
بالنسبة لتلك اليد
كما يبدو الليل بالنسبة للنهار
أو كما يبدو ظهور مهرج
في موكب جنائزي مهيب.

فرناندو پسوّا

هذه الأشياء الحميمة والبسيطة
أصبحت أصدقاءه،
وثقت به.
يجلس صامتا في صحبتها،
يشعل سيجارةً
نجمته الوحيدة

الشعر لا يتعلق باللغة، بل يتعلق بما يحدث عندما تصبح اللغة مستحيلة

جاءَ متعبًا وشاحبًا وقالَ: الصَّمتُ غفير.
جاء متعبًا شاحبًا مُغمَضَ العينين ويبصرُني.
قال:
لم أنجُ من شَجن الفقدان، ولم أنجُ من
رعشةِ
السُّعال.
من الألمِ المُقيم في روحي وفي رئتيَّ.
أماتني الألم، ويُحييني كلَّ يوم.
سرابًا رأيتُ.
ومُرًا كانَ كلُّ طعم.