HOWL

رجاءً، ضعني في الفراش
وأطفئ الأنوار.
اطوِ يديك
وأعطني إشارة.
ضع أكاذيبك جانبًا
واستلقي بجانبي.
لا تصغِ حين أصرخ،
وادفن شكوكك.

أغنية مسلسل Dark

كل غيمة مبطنة بالفضة….

من الماء وبعد
يوم كانت المعرفة تعيش على حافة الماء
كان الإنسان يرعى في كسل لطيف
فرِحاً بالفلسفات اللازوردية
يفكر في جهة الطيور
ويضرب نبض الشجرة
وتهزمه شروط الشقائق
وفي عمق كلامه يتخبط مفهوم الكلمة الفظة
ينام الإنسان في محتوى العناصر
ويصحو عند طلوع الخوف
ولكن أحيانا يدوي صوت النمو الغريب في مفصل اللذة الهشة
وتغدو ركبة العروج ترابية
حينها فقط كانت تظل أصابع التكامل
في هندسة الحزن الدقيقة وحيدة.


سهراب سبهري

الأمل هو ما يجعلك مستعداً للمعاناة

استماع ممتع

معارك الحب الشعرية


وينادي محمود درويش: (ياحب يا مرضي المريض/ ياحب إن لم تُدمني قتلتك). وأدونيس الذي وصف الموت بحضن عاشق، يقول بلسان المرأة في تحويل نفسي ذكي: (الموت عشيق.. الحب نوارس ليلية/ تتناسل في أعشاش الموت.. سكنتُ وجه امرأة تميتني، تحب أن تكون/ في دمي المبحر والجنون/منارة مطفأة).

ويكتب محمد بنيس في «كتاب الحب»: (في الحب تخضع وتشقى/ في الحب تموت مرات وترضى/ا لحب أمر/ فاتك/ فاستسلم وقت الغزو/ واسلك سبيلا يهيئه ضياعك..). وفي مرحلة اندماج البياتي بالخطاب الأدبي الصوفي يضع عناوين مثل (أولد وأحترق بحبي – الموت في الحب)، ويتماهى في معادلة الموت/ الحب ليقول: (أموت من كوني لا أموت)، متسائلاً كالنادم: (فأين يا رباه يذهب هذا الحب بعد الموت؟).

الحبّ نهرُ الأبد

لا شيء غير جداول

تتواصل

في عرائها

هذا هو الحب

أنا الذي يقول

المثلُ إلى مثله يسكُنُ

أنا الذي يقول

أجزاء النّفوس تتجانس

وفي الأنداد

التّوافق

أنا الذي يقول جرّبت

وشاهدت

خُذ بما علمت عنهنّ وعنّي

هو الحب مزّاج النّفوس المتشابهة

سرّ الطّوق فيك

سرّ التبدّد

فيك

يا هذه النّفس

ذات العوالم الخفيفةْ

أنا الذي يقول

ما تمكّن من النّفس لن يفنى إلاّ بالموت

وأنتِ

طيري عالياً

وطيري

في فضاء الوشم

تقصّدي

نِداءَ الماءْ

أنتِ

بشهوةٍ طوّقتك أيتها الحمامة

و أنتِ هكذا أيّتها النَّفسُ

غمامةٌ تدْفعُها غمامةْ


من
كتاب الحب
(1995)
محمد بنيس

مقارنة بين الفلسفة قبل سقراط والفلسفة بعده

الفلسفة قبل سقراط وبعده تشكّل مرحلتين متمايزتين في تاريخ الفكر اليوناني القديم. هذا التحول يعكس تطورًا تدريجيًا في طبيعة الأسئلة التي طرحها الفلاسفة وفي المنهجيات التي استخدموها للإجابة عليها.

أولًا: الفلسفة قبل سقراط

قبل ظهور سقراط، كانت الفلسفة تتمحور حول البحث في أسرار الطبيعة ومحاولة فهم أصل الكون ومكوناته الأساسية. الفلاسفة في تلك الفترة لم يهتموا كثيرًا بالإنسان أو المجتمع، بل ركزوا جهودهم على اكتشاف المبادئ الأولى التي تشكّل العالم.

الأسئلة الرئيسية:
تساءل هؤلاء الفلاسفة: ما أصل الكون؟ هل هناك مادة واحدة تشكّل كل شيء؟ وكيف يحدث التغيير في العالم؟
على سبيل المثال، رأى طاليس أن الماء هو العنصر الأساسي الذي يتكوّن منه كل شيء، بينما اعتبر هرقليطس أن التغيير والصيرورة هما جوهر الوجود، وقال عبارته الشهيرة: “لا يمكنك أن تخطو في نفس النهر مرتين”.

المنهجية:
كان منهجهم تأمليًا، يعتمد على الملاحظة البسيطة والتفكير الفطري. لم تكن هناك أدوات منطقية صارمة لتحليل الأفكار، بل كانت محاولاتهم فلسفية محضة لفهم العالم.

ثانيًا: الفلسفة بعد سقراط

مع سقراط، حدث تحول كبير في مسار الفلسفة. لم تعد القضايا المتعلقة بالطبيعة هي المحور الأساسي، بل أصبحت الأسئلة تركز على الإنسان، الأخلاق، والسياسة. سقراط، ومن بعده أفلاطون وأرسطو، فتحوا أبوابًا جديدة لفهم العالم من منظور إنساني واجتماعي.

الأسئلة الرئيسية:
اهتم سقراط بالسؤال: “ما هي الفضيلة؟ وكيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة صالحة؟”. أما أفلاطون، فقد انشغل بقضايا العدالة والحقيقة في عالم المثل، في حين ركز أرسطو على دراسة المنطق، العلوم، والأخلاق العملية.

المنهجية:
اختلفت طريقة التفكير في هذه المرحلة؛ ظهر الحوار السقراطي كأسلوب للوصول إلى الحقيقة، وأصبحت التحليلات المنطقية أداة رئيسية لفهم القضايا الفلسفية. هذه المنهجية أعطت الفلسفة صبغة أكثر نظامية وعلمية.

الفرق الجوهري

يمكن القول إن الفلاسفة قبل سقراط حاولوا فهم العالم من الخارج، عبر دراسة الطبيعة، بينما انشغل الفلاسفة بعد سقراط بدراسة الإنسان والمجتمع، مما جعل الفلسفة أكثر قربًا من الواقع الإنساني.

اللامتناهي هو أصل كل شيء

إن الخوف شيء يعيش بداخلنا
مثل الأمل أو الفرح أو الحب
كلها أمور تجعلنا مميزين
لكن الخوف قد يكون الأهم بينها كلها
لماذا؟
لأنه بدون الخوف
لن نعرف كيف نكون شجعان
الخوف هو ما يجعلنا أبطالاً

"بِبَاقَةِ وَردٍ فِي اليَدِ أَنْتَظِرُ نَفْسِي."

پَرویز شَاپُور.

«مَرَرْتُ على دارِ الحَبيبِ فحَمْحمتْ
‏جَوادي وهل تُشجي الجيادَ المعاهدُ؟».

- المتنبي.

يصف المتنبي تأثير المكان الذي كان يسكنه الحبيب عليه، اذ تفيض عنده الذكريات وتهيج جنبه المواجع، حتى أن جواده شعر بالحنين وشاركهُ بنفس المشاعر.

المكاشفة في التصوف

المكاشفة في التصوف تعني الوصول إلى حالة من المعرفة الباطنية التي تتجلى في قلب السالك نتيجة التصفية الروحية والارتقاء في مدارج السلوك إلى الله. هذه الحالة ليست مجرد إدراك حسي أو عقلي، بل هي انكشاف للحقائق الربانية والأسرار الكونية بشكل مباشر.

معنى المكاشفة

• لغويًا: مأخوذة من كلمة “كشف”، وتعني رفع الغطاء.
• اصطلاحًا: هي حالة يزول فيها الحجاب بين العبد وربه، فيرى السالك بحقائق النور الإلهي ما لا يمكن إدراكه بالحواس أو التفكير المجرد.

كيف يصل الصوفي إلى المكاشفة؟

تحقق المكاشفة يعتمد على السير في طريق روحي متكامل يقوم على:
1. تطهير القلب والنفس: التخلص من الرذائل والعلائق المادية التي تشوش الروح.
2. كثرة الذكر والمراقبة: المداومة على ذكر الله، مع استحضار معيته في كل وقت.
3. الزهد والخلوة: الابتعاد عن مشاغل الدنيا والانفراد للعبادة والتأمل.
4. التوكل والإخلاص: الاتكال التام على الله، مع إخلاص النية في كل عمل.

مراتب المكاشفة

• مكاشفة الأحوال: وهي أولى مراحل المكاشفة، حيث يدرك السالك أسرار نفسه وأحواله الداخلية.
• مكاشفة الحقائق: في هذه المرحلة، يتجلى للسالك نور الحقائق الكونية ومعاني الخلق.
• مكاشفة الذات الإلهية: أعلى المراتب، وهي شعور عميق بالقرب من الله دون تجاوز حدود العبودية.

أقوال الصوفية عن المكاشفة

• يقول الإمام الغزالي: “إن المكاشفة هي رفع الحجب عن القلب، فيرى الأمور كما هي على حقيقتها.”
• ويقول ابن عطاء الله السكندري: “متى أشرقت أنوار المكاشفة في قلبك، أبصرت عظمة الله في كل شيء.”

المكاشفة ليست مقامًا يمكن الوصول إليه بالتمني أو الادعاء، بل هي نتاج جهد صادق ومجاهدات طويلة.

اِلزمِ الصمتَ عمّا يؤلمك - وإلّا سوف يضربونك في ذلك المكان بالتحديد!..

قديسة الشعر الروسي
مارينا تسفيتاييفا

قد هَوَّنَ الصَّبرُ عِندي كلَّ نازِلَةٍ.

- المُتنبِّي.

املأ كأسي نبيذا مصفًّى، ودع الحبيب في روحي يتجلى.
[طاهرة قرة العين]

أنا الترابُ الذي فيه به وله
سرٌّ براه به حتى يراهُ بهِ