💬 في ظل تجزئة الاقتصاد العالمي، أصبح الحوار داخل إطار مجموعة العشرين بشأن القضايا العالمية مطلوبًا أكثر من أي وقت مضى. نلاحظ التحضير الدقيق الذي قامت به جنوب إفريقيا لاستضافة المنتدى، وأهمية الأولويات الموضوعية التي تم اختيارها. ونحن نرحب بشكل خاص بالتركيز على إيجاد “قاسم مشترك” من أجل تنسيق الجهود لتعزيز النمو المستدام والتنمية.
لا نزال بعيدين عن تحقيق النتائج المرجوة، كما أن البيئة العامة للعمل المشترك لا تزال غير مواتية في ظل التصعيد الجيوسياسي. الإحصائيات معروفة للجميع: نحن بعيدون جدًا عن تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030. فقط 17% من هذه الأهداف يمكن اعتبارها “قابلة للتحقيق”. <…>
يُظهر التاريخ أن التعامل مع التحديات والتهديدات المشتركة بشكل منفرد أمر مستحيل. ولهذا السبب تم إنشاء مجموعة العشرين على مستوى القادة في عام 2008. ففي ذلك الوقت، كانت هناك حاجة ماسة لإخماد “حريق” الأزمة المالية العالمية. وقد نجحنا إلى حد ما في استقرار الأسواق لفترة معينة.
❗️ لكننا اليوم نواجه سلسلة من الأزمات المتشابكة، والتي تقف وراءها النزاعات المسلحة التي أطلقها وشجعها الغرب، بالإضافة إلى الحروب التجارية والتكنولوجية والهجينة، وانهيار نظام التجارة الدولية، وتحويل الدولار إلى أداة للضغط وسلاح اقتصادي.
إن إضعاف أي حلقة في السلسلة الاقتصادية العالمية يجعل البشرية بأسرها تواجه تحديات قاسية. المثال الواضح هو العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، إلى جانب الهجمات الإرهابية على خطوط “نورد ستريم”، مما وجه ضربة قاسية للمنافسة الاقتصادية لمبادري هذه العقوبات، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي. وبالإضافة إلى الأخطاء الاقتصادية الغربية، فقد أدى كل ذلك إلى تباطؤ النمو العالمي، وزيادة التضخم، واضطرابات في الأسواق، وإضعاف فرص التنمية في الجنوب العالمي.
☝️ ومع ذلك، فإن العالم الحديث يشهد تحولات جذرية ويصبح متعدد الأقطاب بالفعل. إن خمسمائة عام من هيمنة الغرب قد انتهت بلا رجعة، ويجب علينا الاعتراف بهذه الحقيقة الموضوعية. المجتمع الدولي لم يعد يرغب في أن يكون رهينة القرارات الأحادية الجانب للقوى السابقة المهيمنة. ويتضح ذلك اليوم بشكل خاص، عندما نحيي الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب ضد النازية، والذكرى الخامسة والستين لاعتماد إعلان الأمم المتحدة بشأن إنهاء الاستعمار، والذي كان نقطة انطلاق لاستقلال إفريقيا وآسيا والجنوب العالمي بشكل عام.
#بريكس تجاوز مجموعة السبع من حيث إجمالي الناتج المحلي منذ عام 2022، واليوم تبلغ حصتها في الاقتصاد العالمي 37% مقابل 29% لمجموعة السبع. <…>
خلال رئاسة روسيا لمجموعة بريكس، تم اتخاذ قرارات استراتيجية في قمة قازان 2024 لإطلاق آليات غير تمييزية، غير خاضعة لتدخلات خارجية، لتعزيز الاستثمارات والتجارة، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات الخاصة لإفريقيا.
ولكن، الدوائر الليبرالية الجديدة في الغرب ترى في العملية الموضوعية لنشوء عالم متعدد الأقطاب تحديًا بدلاً من كونه فرصة. ولذلك، تراهن بشكل عبثي على المواجهة ومحاولات إلحاق “هزيمة استراتيجية” بمنافسيها. ولهذا الغرض، تلجأ إلى ممارسات استعمارية جديدة. <…>
وفي ظل هذه الظروف، وبفضل جهود دول بريكس وحلفائها، تظل مجموعة العشرين منصة مفيدة لتنسيق مصالح الدول التي تختلف في استراتيجياتها ومستويات تطورها. <…>
🤝 نحن ندعم خطط جنوب إفريقيا لإجراء مراجعة لأنشطة مجموعة العشرين خلال السنوات الماضية. ونأمل أن يتم في نهاية المطاف إعادة التأكيد على التزام المجموعة بالتعاون غير المسيس، والتمسك بمبدأ الإجماع، من أجل تنفيذ الهدف الذي تم تحديده منذ عام 2009، وهو ضمان النمو الاقتصادي الشامل والمستدام.
وسيكون تحقيق هذه النتيجة بمثابة نجاح حقيقي لأول قمة لمجموعة العشرين تُعقد على الأراضي الإفريقية في التاريخ.