❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝ @researchlibrary1441 Channel on Telegram

❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

@researchlibrary1441


▫️

▪️مكتبةٌ مُهتمَّةٌ بنشرِ البحوثِ والتَّقارير العلميَّة المُتنوِّعة ، والدَّعوةِ إلى الإسلام والسُّنَّة والرَّدِّ على أهلِ الأهواءِ والبِدعة .

💫 " بوت " للتَّواصلِ مع القناة :

@researchlibrary1441AH_Bot

مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies (Arabic)

مرحبًا بكم في قناة مكتبة البحوث والدراسات العلمية | Library Of Research & Studies على تطبيق تيليجرام! هذه القناة تعتبر مكتبة متخصصة في نشر البحوث والتقارير العلمية المتنوعة، بالإضافة إلى دعوتها للإسلام والسنة والرد على أهل الأهواء والبدعة. يمكنكم الاطلاع على محتوى غني ومتنوع يعزز المعرفة والتواصل مع العلماء والباحثين المتميزين. كما يحتوي التطبيق على بوت مخصص للتواصل مع القناة، يمكنكم استخدامه للمزيد من المعلومات والتفاعل مع المحتوى. انضموا إلى مكتبة البحوث والدراسات العلمية اليوم واستفيدوا من مواردها القيمة والمفيدة. نحن هنا لمساعدتكم على الارتقاء بمستوى المعرفة والتعلم المستمر. تابعونا الآن لتكونوا جزءًا من هذه المجتمع العلمي المثير والمفيد!

❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

26 Oct, 08:37


▫️

💫 #جديد
📚 #كتب

📖 | إِبْطَالُ تَخْصِيصِ التَّكْفِيرِ لِلْجَهْمِيَّةِ بِالْجَهْمِيَّةِ الْمَحْضَةِ - النَّشرةُ الثَّانية |

• نسخةٌ جديدةٌ بصيغةِ (Word) حوت فصولًا إضافيَّةً وتغييراتٍ شاملة :

🔗 https://docs.google.com/document/d/1OfEv7JBM5p8u_DWKaiT0KQHcgIzMLyWOzM4hJDTorGY/edit

📝 #سلسلة_اعتقاد_الإمام_أحمد
#العقيدة
#الأسماء_والأحكام
#الرد_على_الشبهات

🔈 #شارك

📑
#مكتبة_البحوث_والدراسات_العلمية


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

25 Oct, 08:20


▫️

💫 #جديد
📚
#كتب

📖 | رِسَالَةٌ فِي بَيَانِ الْمَوْضُوعَاتِ وَالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي الْاِعْتِقَادِ - النَّشْرَةُ الثَّانِيَة
|

📝
رسالةٌ هامَّةٌ في بيانِ الرِّواياتِ الباطلةِ والمُنكَرةِ في الاعتقاد والاستدلالِ على معرفتِها ونقضِها معَ الرَّدِّ على أبرزِ الرِّواياتِ المُنكَرةِ عنِ الإمامِ أحمدَ في الباب .

• نسخةٌ جديدةٌ بصيغةِ (Word) حوت فصولًا إضافيَّةً وإضافاتٍ متنوِّعة :

🔗 https://docs.google.com/document/d/1Ku7RUTPCzpbeRXl7xjGj11CDM_Zf8rMfmYUL1QrqAnY/edit

📝 #سلسلة_اعتقاد_الإمام_أحمد
#العقيدة
#المنهج
#الحديث
#الرد_على_الشبهات

🔈 #شارك

📑
#مكتبة_البحوث_والدراسات_العلمية


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

25 Oct, 08:20


▫️

💫 #جديد
📚
#كتب

📖 | مُقَدِّمَاتٌ مَنْهَجِيَّةٌ بَيْنَ يَدَيْ مَعْرِفَةِ الْآثَارِ الْعَقَدِيَّة - النَّشْرَةُ الثَّانِي
َة |

📝
مقدِّماتٌ منهجيَّةٌ ضروريَّة في تعاملِ أهلِ السُّنَّةِ مع أحاديثِ العقيدةِ والتَّفسير ونقضِ أصولِ الجهميَّةِ وأشباهِهِم منَ المتأخِّرينَ في الاستدلال .

• نسخةٌ جديدةٌ بصيغةِ (Word) حوت بعضَ الإضافات :

🔗 https://docs.google.com/document/d/1Jyv6y_dyXUYFbPLh9trWzt_FbcMi36NtpKoP-92_KIc/edit

📝 #العقيدة
#المنهج
#الحديث
#علوم_القرآن
#الرد_على_الشبهات

🔈 #شارك

📑
#مكتبة_البحوث_والدراسات_العلمية


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

17 May, 04:11


▫️

💫 #جديد
📚
#كتب

🗂️ | الْإِحْكَام فِي بَيَانِ وُجُوهِ الْعِلْمِ والْأَحْكَام |

❞ مُصَنَّفٌ مُطَوَّرٌ لِكِتَابِ " وُجُوهِ الْعِلْمِ وَالْاِخْتِلَافِ " ، وَهُوَ مِنَ الْكُتُبِ الْجَامِعَةِ بَيْنَ يَدَيْ ضَبْطِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ يَهُمُّ كُلَّ مُسْلِمٍ وَطَالِبَ عِلْمٍ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ مِنْ حَيْثُ رُتَبِهَا ، وَبَيَانِهَا وَظُهُورِهَا ، وَتَفَاوُتِ النَّاسِ فِيهَا ، وَمَا يُعْذَرُ بِجَهْلِهِ ، وَيَسَعُ فِيهِ التَّأوِيلُ ، وَمَا لَا يُعْذَرُ بِجَهْلِهِ وَلَا يَجُوزُ فِيهِ التَّنَازُعُ ، وَحُكْمِ الْاِخْتِلَافِ وَالْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَيْهِ ❝


📖 | الْجُزْءُ الْأَوَّلُ |

• نسخةٌ بصيغة (Word) :

🔗 https://docs.google.com/document/d/1wfu9Voxinpofsg9tFNMTWYD6-XsXfSa4OsR6fgTZwT4/edit


📖 | الْجُزْءُ الثَّانِي |

• نسخةٌ بصيغة (Word) :

🔗 https://docs.google.com/document/d/1XHZ1ccEIKX7xtMG3hxZteJl2vQIs_-GSf2NMum4UYWg/edit


📝 #الأسماء_والأحكام
#العقيدة
#المنهج
#الفقه

🔈
#شارك

📑
#مكتبة_البحوث_والدراسات_العلمية


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

27 Mar, 21:24


▫️

📚
#مختارات

📖 | جزءٌ فيهِ تفسيرُ قولِهِ تعالى : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا } ( الإسراء : ١٥ ) وتعليقٌ على حديثِ الامتحانِ يومَ القيامة من كتابِ " وجوهِ العلمِ والاختلاف " |

• نُسخةٌ مؤقَّتة بصيغة (Word) :

🔗 https://docs.google.com/document/d/1SDW87ncPVkgy8ZJOUTdNVWaSf_Ftet_L2KjBlfvLiyQ/edit

• الانتقالُ إلى الكتاب :

🔗 https://t.me/researchlibrary1441/411

📝 #الأسماء_والأحكام
#العقيدة
#المنهج
#الفقه

🔈
#شارك

📑
#مكتبة_البحوث_والدراسات_العلمية


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

27 Mar, 20:13


▫️

📚
#مختارات

📖 | جزءٌ فيهِ " ذكرُ الدَّليلِ على أنَّ الكفرَ المعذَّبَ عليه لا يكون إلَّا بعدَ قيامِ الحجَّةِ الرِّساليَّة " ويليه " الدَّليلُ على إقامةِ الحجَّةِ الشَّرعيَّةِ في أصولِ الدِّينِ الظَّاهرة بوجودِ الرِّسالةِ أو بلوغِ الخبر ولا يُشترط مع ذلكَ التَّبيُّنُ والاقتناع " من كتابِ " وجوهِ العلمِ والاختلاف " |

• نُسخةٌ مؤقَّتة بصيغة (Word) :

🔗 https://docs.google.com/document/d/1Opuvqjl2IkEmM4Ejf4vGUYmeHXWYaeodQ34d83KphPo/edit

• الانتقالُ إلى الكتاب :

🔗 https://t.me/researchlibrary1441/411

📝 #الأسماء_والأحكام
#العقيدة
#المنهج
#الفقه

🔈
#شارك

📑
#مكتبة_البحوث_والدراسات_العلمية


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

27 Feb, 11:57


▫️

📝 #بحوث_ورسائل

📑 | نقدُ روايةِ خلقِ التِّلاوة المنسوبةِ للإمامِ أحمد |

• نسخةٌ بصيغة (Word) :

🔗 https://docs.google.com/document/d/1WgwYz0fum5_CINLv0pzPmaJj0umlJwXe7gFP0aJNKGU/edit

📝 #سلسلة_اعتقاد_الإمام_أحمد
#العقيدة
#الرد_على_الشبهات

🔈 #شارك

📑
#مكتبة_البحوث_والدراسات_العلمية


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

18 Feb, 08:00


وقال ابن القيِّم : فإذا كان هذا في نقلِ مذاهبِ العلماء ، مع أنَّه يجوز - بل يقع - منهم الفتوى بالقول ، ثمَّ يفتونَ بغيرِه ، لتغيُّرِ اجتهادِهِم ، وليس في روايةِ من انفردَ عنهم بما رواهُ ما يُوْجِب غَلَطه ، إذْ قد يوجدُ عنهم اختلافُ الجوابِ في كثيرٍ منَ المسائل ، فكيف بأئمَّةِ الحديث مع رسولِ اللهِ ﷺ الَّذي لا يتناقضُ ولا يختلفُ كلامُه ؟! أليسوا أعذرَ منكم في ردِّ الحديث ، أو الزِّيادةِ الَّتي خالفَ راويها ، أو انفردَ بِها ، أو شذَّ بِها ، عنِ النَّاس ؟! كيف والدَّواعِي والهِمَمُ متوافرةٌ على ضَبطِ حديثِهِ ﷺ ، ونَقْدِ رواتِهِ أعظمُ من توفُّرِها على ضبطِ مذاهبِ الأئمَّةِ وتمييزِ الرُّواةِ عنهم ؟! وإذا روى غيرُ أهلِ المَذْهَبِ من أهلِ الضَّبْطِ والإتقانِ والحِفْظِ عنِ الإمامِ خلافَ ما رواهُ أهلُ مذهبِه ؛ قلتُم : أصحابُ المذهبِ أعلمُ بمذهبِه ، وأضبطُ له ، فهلَّا قُلْتُم في حديثِ الشَّيخِ إذا روى عنه أصحابُهُ العارفونَ بحديثِهِ شيئًا ، وانفردَ عنهم وخالفَهُم من هم أخصُّ بالشَّيخِ منه ، وأعرفُ بحديثِه : إنَّ هؤلاء أعرفُ بحديثِه من هذا المُنْفَرِدِ الشَّاذ ؟! . « الفروسيَّة المحمَّديَّة ( صـ : ٢٢٤ - ٢٢٥ ) » .
وفي كلتا الحالين ؛ هذا لا يعجبُ المعاصرينَ الَّذين تشبهُ طريقتُهُم أصحابَ الرَّأي إلى حدٍّ كبير ، فتجدُهُم يتعاملونَ معَ الآثارِ بجفاءٍ ظاهريٍّ مقيت ، وذلكَ باجتزائِها عن سياقاتِها وما يفسِّرُها ، أو اختيارِ المنسوخِ المتشابه ، أو التَّنقيبِ عن شواذِّ الرِّوايات الَّتي ربَّما أخطأَ فيها بعضُ أصحابِه في فصولِ المسائل وأصلُهُم إتِّباعُ السُّنَّة وإقتفاءُ منهجِ الأئمَّة ، وليس كذلكَ من أخطأَ في التَّوحيدِ وأصولِ السُّنَّة ، ودفعَ الحجَّة ، وهمُّهُ نصرةُ الأهواءِ الشَّخصيَّة وتحقيقُ المآربِ الحزبيَّة والجدالُ عنِ المبطلين وغيرُها منَ الأهواء ، وهذا أبعدُ ما يكون عن منهجِ العلمِ والاتِّباع ، وأقربُ إلى الجهلِ والإبتداع ، عافانا اللهُ وإيَّاكُم ، ونسألُهُ السَّلامةَ والعافية ، إنَّه سميعٌ مجيب .

❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

18 Feb, 08:00


قَالَ ابْنُ حَامِدٍ : ظَاهِرُ الْمَذْهَبِ خِلَافُهَا عَلَى نَقْلِ يَعْقُوبَ وَغَيْرِهِ ، وَأَنَّهُ بِمَثَابَةِ أَهْلِ الرِّدَّةِ فِي وَفَاتِهِ وَمَالِهِ ونكاحه ، قال : وقد يَتَخَرَّجُ عَلَى رِوَايَةِ الْمَيْمُونِيِّ ، أَنَّهُ إنْ تَوَلَّاهُ مُتَوَلٍّ ، فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ فِي مَالِهِ وَمِيرَاثِهِ أَهْلَهُ وَجْهَانِ ، وَذَكَرَ غَيْرُهُ رِوَايَةَ الْمَيْمُونِيِّ ، نَقَلَ : أَنَا لا أشهدُ الجهميَّةَ ولا الرَّافضة ، وَيَشْهَدُهُ مَنْ شَاءَ ، قَدْ تَرَكَ النَّبِيُّ ﷺ الصَّلَاةَ عَلَى أَقَلَّ مِنْ ذِي الدَّيْنِ وَالْغُلُولِ وَقَاتِلِ نَفْسِهِ . « الفروع وتصحيح الفروع ( ٦٥ - ٦٦ : ٨ ) » .
والصَّوابُ أنَّ هذهِ الرِّوايةَ ليست مخالفةً لمذهبِ الإمامِ أحمد ، بل هي حجَّةٌ في تكفيرِ الجهميِّ المعيَّنِ مباشرة ، فإنَّه في نفسِ الرِّوايةِ عندَ الخلَّال نقلَ عن وكيعٍ أنَّه كافرٌ بعينِه ، وللإمامِ أحمدَ روايتانِ في شهودِ جنازةِ الكافر ليس هذا مقامُ بسطِهِما ، ولكن الشَّاهد استدلالُ أهلِ العلمِ على معرفةِ المناكير بالرِّوايةِ المشهورةِ والمحفوظةِ في الباب وإن كان الرَّاوي المنفردُ راوٍ ثقةً من أهلِ السُّنَّة ، ولكنَّه قد يخطئُ في حكايةِ بعضِ المسائل ويخالفُ الجماعة ، وقد كان أهلُ العلم يقرِّرونَ هذا الأصلَ في فصولِ المسائلِ العَقَديَّة الَّتي يكون علمُها من جهةِ خبرِ الخاصَّة الَّذي يعزبُ عن بعضِهِم دونَ بعض ويحتملُ التَّأويل ، كما احتملوا وهمَ حنبلِ بنِ إسحاقَ في بعضِ التَّأويل وعدُّوهُ من شذوذِ الرِّواياتِ الَّتي لا حجَّةَ بِها كما بيَّنَّاه في رسالةٍ خاصَّة ، وقد كنَّا أفردنا كتابَ " الجزءِ في بيانِ وجوهِ العلمِ واختلافِ النَّاسِ فيه " في مناقشةِ مراتبِ مسائلِ العلم والتَّفريقِ بين ما يسعُ جهلُه وما لا يسع وما يُحتمل فيهِ الخطأ وما لا يحتمل ، وذكرنا فيهِ أبوابًا وفصولًا ماتعةً نافعة ، فمن أرادَ معرفةَ ذلك فليراجع مضامينَها هناك ، فإنَّه يدركُ فيها فوقَ بغيتِه - إن شاء الله -
ثمَّ إن كان ذلكَ النَّقدُ للرِّوايات في عمومِهِ من روايةِ المتقدِّمين وأخصِّ النَّاسِ بالإمامِ أحمد ، فطرحُ ما خالفَ من روايةِ من دونَهُم أولى وخاصَّةً روايةِ المتأخِّرينَ المنتحلينَ لمذهبِه ومن يضعُ عليهِ أصولًا تخالفُ السُّنَّةَ وأصلَ مذهبِه ، بل نقل ابن القيِّم عن أصحاب الإمام أحمد : فإذا جاءت الرِّوايةُ عنه عن غيرِ عبدِ الله ، وصالح ، وحَنْبل ، وأبي طالب ، والميموني ، والكوسج ، وابنِ هانئ ، والمرُّوْذِي ، والأثرم ، وابنِ القاسم ، ومحمَّدِ بنِ مُشَيْش ، ومُثنَّى بنِ جامِع ، وأحمدَ بنِ أصْرَم ، وبِشْرِ بنِ موسى ، وأمثالِهِم من أعيانِ أصحابِه ؛ استغربوها جِدًّا ، ولو كان النَّاقلُ لها إمَامًا ثَبْتًا ، ولكنَّهم أعلى تَوَقِّيًا في نقلِ مذهبِه ، وقبولِ روايةِ مَنْ روى عنهُ منَ الحُفَّاظِ الثِّقات ، ولا يتقيَّدونَ في ضَبْطِ مذهبِهِ بناقلٍ معيَّن ، كما يفعلُ غيرُهُم منَ الطَّوائف ، بل إذا صحَّت لهم عنه روايةٌ حَكَوْها عنه ، وإن عدُّوها شاذَّةً إذا خالفت ما رواهُ أصحابُه . « الفروسيَّة المحمَّديَّة ( صـ : ٢٢٣ - ٢٢٤ ) » .
واعلم أنَّ الرِّواياتِ المنفردةَ عنِ الإمامِ أحمد قد تتعلَّقُ بها قرائنُ تصرفُها عن كونِها لا يتعلَّقُ بِها عملٌ بموجبِ مذهبِ الإمام إلى كونِها معتبرة ، فقد يدخلُ في المسائلِ المرويَّةِ عنِ الإمامِ أحمدَ الاجتهاد أو التَّفصيلُ حين إمكانِ جمعِ الرِّوايةِ بوجهٍ منَ الوجوه ، أو يرجعُ عن قولٍ له في مسألةٍ بعينِها بما وقفَ عليه وتبيَّنَ له وجهُه من سنَّةِ رسولِ اللهِ ﷺ وآثارِ الصَّحابةِ والتَّابعين ، فيستقرُّ مذهبُهُ فيها على قولٍ في روايةِ بعضِ أصحابِه ويعزبُ ذلكَ عن بقيَّةِ من أفتاهُم بضدِّه ، وذلكَ أنَّه كما يكون النَّسخُ في كلامِ اللهِ وسنَّةِ رسولِهِ ﷺ ، فدخولُ النَّسخِ في كلامِ العلماءِ من بابٍ أولى ؛ قال الخطيب البغدادي : أنا أَبُو سَعِيدٍ , مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ , نا أَبُو الْعَبَّاسِ , مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ , نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , نا أَبُو هِلَالٍ , عَنْ قَتَادَةَ , قَالَ : كَلَامُ اللَّهِ يَنْسَخُ بَعْضُهُ بَعْضًا , وَكَلَامُ الرِّجَالِ أَحَقُّ أَنْ يَنْسَخَ بَعْضُهُ بَعْضًا . « الفقيه والمتفقِّه | بابٌ من النَّاسخ والمنسوخ ( ٣٣٢ : ١ ) » .

❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

18 Feb, 08:00


◾️يسلكُ أهلُ العلم طريقًا واضحًا في تمييزِ الرِّواياتِ المنقولةِ عنِ الإمامِ أحمد يستفيدُ منها طالبُ العلمِ في معرفةِ المناكيرِ على الإمامِ أحمدَ في الأصولِ والفروع ، وهي الطَّريقةُ المستعملةُ ذاتُها في عمومِ الأخبارِ المرويَّة ، عن طريقِ جمعِ الأصولِ المحفوظةِ والمقرَّرة في روايةِ أصحابِهِ وخاصَّتِهِ من مسائلِهِ وأقوالِه بروايةِ ابنِهِ عبدِ الله ، وابنِهِ صالح ، وحنبل ، والمرُّوذي ، وأبي داود ، وإسحاقَ بنِ إِبراهيمَ بنِ هانئٍ النَّيسابوري ، والأثرم ، ومُهَنَّا ، وابنِ القاسم ، والميموني ، وبكرِ بنِ محمَّد ، ويوسفَ بنِ موسى ، وأحمدَ بنِ الحسن ، وأمثالِ هؤلاءِ وغيرِهِم ، ثمَّ تُميَّز الرِّوايةُ المنفردةُ عن هذهِ الرِّوايات فيقال : تفرَّدَ بِها فلانٌ ولم يروِها غيرُه ، ولا تكادُ تُجعل روايةً في المذهب إلَّا على سبيلِ التَّجاوز فضلًا عن معارضةِ روايةِ الأكثرِ بِها ، وهذا موجودٌ في كُتُبِ أصحابِ الإمامِ أحمدَ المتقدِّمين ، فعلى سبيلِ المثال : ما سلكَهُ أبو بكرٍ الخلَّال - رحمه الله - في نقدِ بعضِ التَّفرُّداتِ المرويَّةِ عن أصحابِه ، مثلَ ما جاء عن يعقوبَ بنِ بُختان من توهُّمِهِ في مسألةِ الواشرةِ والنَّامصة ، فقد جاء في « الوقوف والتَّرجُّل لأبي بكرٍ الخلَّال » : ( ٢٢٩ ) أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ بُخْتَانَ حَدَّثَهُمْ : أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ عَنِ الْوَاشِرَةِ ؟ فَقَالَ : الَّتِي تَنْتِفُ جَبِينَهَا .
( ٢٣٠ ) أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ بُخْتَانَ حَدَّثَهُمْ ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ عَنِ النَّامِصَةِ ؟ فَقَالَ : الْمُفَلَّجَةُ الْأَسْنَانِ .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : غَلِطَ يَعْقُوبُ بْنُ بُخْتَانَ فِيمَا رَوَى عَنْ أبي عبدِ الله في الكلام ، فجعلَ النَّامصةَ الواشرة والواشرةَ النَّامصة . « الوقوف والتَّرجُّل لأبي بكرٍ الخلَّال | باب حفِّ المرأة وجهها وحلقه وكراهية النَّتف » .
ومن مسائلِ الأحكام ، مثل مسألةِ شهادةِ أهلِ الكتاب بعضهِم على بعض ؛ قال أبو بكرٍ الخلَّال : ( ٣٧٧ ) أَخْبَرَنِي محمَّد ، قَالَ : حَدَّثَنَا وكيع ، عن سفيان ، عن عيسى بنِ أبي عزَّة ، عن عامر ، أنَّه أجازَ شهادةَ يهوديٍّ على نصراني ، ونصرانيٍّ على يهودي . قَالَ أبو بكرٍ الخلَّال : فقد اختلفوا عنِ الشَّعبي ؛ فأمَّا ما قَالَ أبو عبدِ الله : فما اختلفَ عنه البتَّة إلَّا ما غلطَ حنبلٌ بلا شك ؛ لأنَّ أبا عبدِ الله مذهبُهُ في أهلِ الكتابِ ألَّا يجيزَها البتَّةَ إلَّا للمسلمين ، ولا عليهِم ، ولا بعضِهِم على بعض ، ولا ملَّةٍ على ملَّةٍ إلَّا المسلمين ، ويحتجُّ بقولِهِ جلَّ وعزَّ : { مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ } ( البقرة : ٢٨٢ ) ، وأنَّهم ليسوا بعدول لقولِ اللهِ تباركَ وتعالى : { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ } ( الطلاق : ٢ ) ، واحتجَّ بأنَّه يكون بينهم أحكامٌ وأموال ، فكيف يحكمُ بشهادةِ غيرِ عدلٍ وليس هم مسلمون ، وقد قَالَ الله تعالى : { وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ } ( المائدة : ٦٤ ) ، وإنَّما أخرجتُ هذه الأحاديثَ عن هؤلاءِ النَّفرِ كلِّهِم ، لأبيِّنَ مذهبَ أبي عبدِ الله وغلطَ حنبل ، ولأنَّ بعضَ من يظنُّ أنَّه يقلِّدُ مذهبَ أبي عبدِ الله ربَّما كنَّا معهم في مؤنةٍ عظيمة من توهُّمِهِم للشَّيءِ من مذهبِ أبي عبدِ الله أو تعلُّقِهِم بقولٍ واحد ، ولا يعلمونَ قولَ أبي عبدِ الله من قبلِ غيرِ ذلكَ الواحد ، وأبو عبدِ الله يحتاجُ من يقلِّدُ مذهبَهُ أن يعرفَهُ من روايةِ جماعة . « أحكام أهل الملل والرِّدَّة لأبي بكرٍ الخلَّال | باب شهادة أهل الكتاب بعضهم على بعض » .
فبيَّن - رحمه الله - ما يجبُ أن يكون تجاهَ نقدِ الرِّواياتِ المرويَّةِ عنِ الإمامِ أحمد بأن يُؤخذ بالاعتبار روايةُ الجماعةِ عنه ، وقد استعملَ ذلكَ أيضًا في مسألةِ إحصانِ الحرِّ باليهوديَّةِ والنَّصرانيَّة ؛ قال أبو بكرٍ الخلَّال : قد رَوَى هذهِ المسألةَ عن أبي عبدِ الله قريبًا من عشرينَ نفسًا ؛ رَوَى عنه أبو طالبٍ فِي مواضع ، وصالح كذلك ، وحرب كذلك ، والميموني فِي خمسةِ مواضع ، والمرُّوذي فِي ثلاثةِ مواضع ، فكلُّ القومِ اتَّفقوا فِي رواياتِهِم عنه … وأمَّا أبو بكرٍ المروذي فقال فِي موضعينِ عن أبي عبدِ الله أبينَ من كلِّ ما رَوَاهُ أصحابُهُ هؤلاءِ العددُ كلُّهُم ، وقد ذكرتُها عنه فِي أوَّلِ الباب ؛ لأنَّه لا يجيءُ عنه أحدٌ فيما بيَّنتُ أحكمَ ولا أبينَ منَ المسألتينِ اللَّتينِ وصفتُهُما عنه فِي أوَّلِ الباب .

❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

18 Feb, 08:00


وأمَّا ما حكى فِي المسألةِ الأخرى ، أنَّ أبا عبدِ الله قَالَ : لا تُحصِن ، فالأمرُ فِي هذا عَلَى معنيين ؛ أحدهما : أن يكون أبو عبدِ الله رحمَهُ الله ، لعلَّ أبا بكرٍ المرُّوذي صادفَهُ فِي وقتِ شدَّةِ توقُّفِهِ عنِ الإحصانِ بِهَا ، كما حكى عنه الميموني التوقُّف ، وهذا أيضًا ظنٌّ سيء ؛ لأنَّ أبا عبدِ الله فِي علمِهِ ومعرفتِه لم يكن ليصرِّحَ بأنَّها لا تُحصِن ، وقد قَالَ مع توقُّفِه : إنَّ أحكامَها كلَّها أحكامُ المسلمة إلَّا فِي الميراث . أمَّا المعنى الآخر : فلا شكَّ أنَّ أبا بكرٍ المرُّوذي غلطَ فِي المسألةِ الثَّانية ؛ لأنَّ المسألتينِ اللَّتين حكاهُما عن أبي عبدِ الله فِيهِمَا مَقنَعٌ من أن يُحكى عن أبي عبدِ الله أنَّها تُحصِن أو لا تُحصِن ، لو تركَها فلم يذكرها كان مصيبًا إن شاءَ اللهُ تعالى ، ولكنَّه كان عندَهُ أنَّه قد سَمِعَ من أبي عبدِ الله ، والغلطُ والسَّهوُ يلحقُ أهلَ العلم ، ولم يخلُ أحدٌ من أهلِ العلمِ ممَّن تقدَّم أن يذكرَ عنهم الغلطَ والخطأ . « أحكام أهل الملل والرِّدَّة لأبي بكرٍ الخلَّال ( صـ : ٢٨١ - ٢٨٢ ) - ط دار الكتب العلميَّة » .
وكان أصحابُ الإمامِ أحمدَ يستعملونَه في فصولِ مسائلِ الأسماءِ والأحكام ، فقد نقلَ أبو بكرٍ الخلَّال توهُّمَ عبدِ الملكِ الميموني في حكمِ من خرجَ معَ الطَّاغوتِ بابك الخُرَّمي محاربًا للمسلمين ؛ قال أبو بكرٍ الخلَّال : ( ١٣١ ) أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ : أَمْرُ هَذَا الْكَافِرِ لَيْسَ كَغَيْرِهِ ، أَعْنِي بَابَكَ ، سَبَى نِسَاءَ فَوَقَعُوا عَلَيْهِنَّ ، فَمَا تَقُولُ فِي أَوْلَادِهِنَّ ؟ قَالَ : الْوَلَدُ تَبَعٌ لِأُمِّهِ ، قُلْتُ : كَيْفَ ؟ قَالَ : كَذَا حُكْمُ الْإِسْلَامِ ، أَلَيْسَ إِنْ كَانَتْ حُرَّةً فَهُمْ أَحْرَارٌ ، وَإِنْ كَانَتْ مَمْلُوكَةً فَهُمْ مَمَالِيكُ ، فَهُمْ تَبَعٌ لِأُمِّهِمْ ، قُلْتُ : كِبَارًا كَانُوا أَوْ صِغَارًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، غَيْرَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ قَالَ : الشَّأْنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ بَلَغَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا مُحَارِبًا وَهُوَ مُقِيمٌ فِي دَارِ الشِّرْكِ ، إِيشْ حُكْمُهُ ؟ إِذًا هَكَذَا حُكْمُ الِارْتِدَادِ ، أَوْ حُكْمٌ ، يُرِيدُ حُكْمَ أُمِّهِ ، وَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يُرَدِّدُ هَذَا الْمَوْضِعَ ، وَلَا يَدْرِي مَا حُكْمُهُ فِي ذَا الْمَوْضِعِ إِذَا بَلَغَ عِنْدَهُمْ ثُمَّ خَرَجَ فَقَاتَلَنَا ، وَقَدْ كُنْتُ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي ابْتِدَاءِ الْمَسْأَلَةِ : إِذَا أَخَذْنَا الْمَرْأَةَ فَقَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَنَّهَا كَانَتْ مَسْلَمَةً ، أَوِ ادَّعَتِ الْإِسْلَامَ ، فَمَا كَانَ مَعَهَا مِنْ وَلَدٍ أَلَيْسَ تَبَعٌ لِأُمِّهِ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ عَبْدُ الْمَلَكِ : أَرَدْتُ مِنْ هَذَا أَنَّ قَوْلَهَا يَجُوزُ وَحْدَهَا عَلَى مَا ادَّعَتْ هِيَ مِنَ الْإِسْلَامِ ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ ، وَإِنَّمَا نَاظَرْتُهُ عَلَى بَابَكَ لَمَّا أَخَذَ مِنَ الْمُسْلِمَاتِ فَوَثَبُوا عَلَيْهِنَّ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ : قَوْلُ الْمَيْمُونِيُّ هَا هُنَا : إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَمْ يَدْرِ مَا حُكْمُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، فَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَدْ حَكَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ حُكْمَ الْمُرْتَدِّينَ ، وَحُكْمَ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ إِذَا وُلِدُوا فِي دَارِ الشِّرْكِ ، وَحَارَبُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى نَحْوِ مِمَّا سَأَلَ الْمَيْمُونِيُّ فِي نِسَاءِ مَنْ أَخَذَهُ بَابَكَ ، وَقَدْ أَجَابَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي ذَلِكَ ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ فِي كِتَابِ السِّيَرِ ، وَيَطُولُ شَرْحُهُ هَا هُنَا ، وَإِنَّمَا تَوَهَّمَ الْمَيْمُونِيُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَا يَدْرِي مَا حُكْمُ الْوَلَدِ إِذَا حَارَبَنَا ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ . « السُّنَّة لأبي بكرٍ الخلَّال | باب الحكم في سبي من سبى بابَك وبيع الذُّرِّيَّة » .
وكان الحسنُ بنُ حامدٍ الورَّاق يستنكرُ روايةَ الميموني عندَ الخلَّال وغيرِه ، في شهادةِ الجهميِّ المقلِّد يموتُ في قريةٍ أهلُها نصارى ، وقال أنَّها مخالفةٌ للظَّاهرِ المشهورِ عن أحمد ؛ قال شمس الدِّين بن مفلح : وَالدَّاعِيَةُ إلَى بِدْعَةٍ مُكَفِّرَةٍ مَالُهُ فَيْءٌ ، نَصَّ عَلَيْهِ فِي الْجَهْمِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَسَيَأْتِي ذَلِكَ ، وَعَلَى الْأَصَحِّ : أَوْ غَيْرُ دَاعِيَةٍ ، وَهُمَا فِي غُسْلِهِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَنَقَلَ الْمَيْمُونِيُّ فِي الْجَهْمِيِّ إذَا مَاتَ فِي قَرْيَةٍ لَيْسَ فِيهَا إلَّا نَصَارَى مَنْ يَشْهَدُهُ ؟ قَالَ : أَنَا لَا أَشْهَدُهُ ، يَشْهَدُهُ مَنْ شَاءَ .

❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

18 Feb, 08:00


ومن هنا تأتي أهميَّةُ معرفةِ مذهبِ الإمامِ أحمدَ من جهةِ روايةِ الجماعة ، ولا يُكتفى بذلكَ في معرفةِ الرِّواياتِ الشَّاذَّةِ فحسب ؛ قال أبو بكرٍ الخلَّال : وأبو عبدِ الله يحتاجُ من يقلِّدُ مذهبَهُ أن يعرفَهُ من روايةِ جماعة ؛ لأنَّه ربَّما روى عنه المسألةَ الواحدةَ جماعة ، حتَّى يصبحَ قولُهُ فيها العشرةَ ونحوَهُم ؛ لأنَّه ربَّما يسألُهُ عنِ المسألةِ الواحدةِ جماعةٌ حتَّى يقول : لا أدري ، وإنَّما يعني : لا أدري ما أختار . ويُسأل عن تلكَ بعينِها ، فيجيبُ بالاختلافِ لمن قَالَ : لا ونعم ، ولا ينفذُ له قول . ويُسأل عن تلكَ المسألةِ أيضًا في وقتٍ آخر ، فيحتجُّ لمن قَالَ : لا ولا ينفذُ قولُه . ويُسأل عن تلكَ المسألةِ أيضًا ، فيحتجُّ للجميع ويعلّق مذهبه . ويُسأل عن تلكَ أيضًا في وقت ، فيجيبُ بمذهبِهِ من غيرِ احتجاجٍ للمسألة إذا كان قد تبيَّنَ له الأمرُ فيها ، ويُسأل عن تلكَ أيضًا ويحتجُّ عليه . ويُسأل عن مذهبِه وعنِ الشَّيءِ ذهبَ إليه ، فيجيبُهُم فيصبحُ مذهبُهُ في تلكَ المسألةِ في ذلكَ الوقت ، وفي مسائلِهِ - رحمه الله - مسائلُ يحتاجُ الرَّجلُ أن يتفهَّمَها ولا يعجل ، وهو قد قَالَ : ربَّما بقيتُ في المسألة ، ذكرَ بعضُهُم عنه عشرينَ سنة ؛ يعني : حتَّى يصحَّ له ما يختارُ فيها ، وذكرَ بعضُهُم عنه العشرَ سنينَ إلى الثَّلاثِ سنين ، وإنَّما بيَّنتُ هذا كلَّهُ في هذا الموضوع ؛ أعني : لمن يقلِّدُ من مذهبِ أبي عبدِ اللهِ شيئًا ، أن لا يعجلَ وأن يستثبت ، ونفعَنا اللهُ وإيَّاكُم ، ونسألُهُ التَّوفيق ، فإنَّه لطيف ، فقد كان أبو عبدِ اللهِ رجلًا لا يذهبُ إلَّا في الكتابِ والسُّنَّةِ وقولِ الصَّحابةِ والتَّابعين ، وكان يحبُّ السَّلامةَ والتَّثبُّتَ فيما يقول ، ويدفعُ الجواب ، فإذا أجاب لم يجب إلَّا بما قد صحَّ وثبتَ عندَه . « أحكام أهل الملل والرِّدَّة لأبي بكرٍ الخلَّال | باب شهادة أهل الكتاب بعضهم على بعض ( صـ : ١٣٣ - ١٣٤ ) » .
" نقل أبو زرعةَ عن أحمدَ بنِ حنبل : كنتُ أتهيَّبُ أن أقول : لا تبطلُ صلاةُ من لم يصلِّ على النَّبيِّ ﷺ ، ثمَّ تبيَّنتُ ، فإذا الصَّلاةُ على النَّبيِّ ﷺ واجبة ، فمن تركَها أعادَ الصَّلاة .
وقال فُوران : رجعَ أبو عبدِ اللَّه عن هذِه المسألةِ وقال : يُعطى كلُّ واحدٍ منهم نصفُ صاع ، وقال : لا يُحكى عن أبي عبدِ اللَّه .
قال القاضي : وهذا ظاهرُ كلامِ الخلَّال وصاحبِهِ أبي بكرٍ عبدِ العزيز ، وأنَّ ذلكَ رجوعٌ عنِ الأوَّل ، وذكرا ذلكَ في مواضعَ من كُتُبِهِما ، فمن ذلك : ما رواهُ مُهنَّا عنه ، أنَّه كرهَ العقيقةَ يومَ سابعِه ، فقال : ذلكَ قولٌ قديم ، والعملُ على ما رواهُ حنبلٌ عنه وغيرُه .
ونقلَ أبو الحارث : إذا لم يجد إلَّا الثَّلج مسحَ بِهِ أعضاءَ الوضوء ولا يعيد ، فقال : كان ذلكَ من أبي عبدِ اللَّه في ذلكَ الوقت ، والعملُ على ما رواهُ المرُّوذي . فهذا كلامُ أبي بكرٍ الخلَّال ، وكذلكَ لصاحبِه أبي بكرٍ عبدِ العزيز في مواضعَ منها : ما رواهُ ابنُ منصور ، عن أحمدَ رحمه اللَّه : يُستحلف في حدِّ القذف ، فقال : قولٌ قديم ، والعملُ على ما رواهُ حربٌ وصالح : لا يمينَ في شيءٍ منَ الحدود .
ونقلَ المرُّوذي عن أحمدَ بنِ حنبل ، فيمن قال : يا لوطي : يُسأل عمَّا أراد ، فإن قال : إنَّكَ من قومِ لوط حُدَّ ؛ فهو قولٌ قديم ، والعملُ على ما رواهُ مُهنَّا وغيرُه : أنَّ عليهِ الحد " . « العدَّة في أصول الفقه ( ١٦١٧ - ١٦٢٠ : ٥ ) » .
قال أبو سفيان المستملي : سألتُ أحمدَ عن مسألةٍ فأجابني بجوابٍ خلافَ الجوابِ الأوَّل ، فقلتُ له : أنت مثل أبي حنيفةَ الَّذي كان يقول في المسألةِ الأقاويل ، فتغيَّرَ وجهُه ، وقال : يا موسى ، أليس لنا مثلُ أبي حنيفة ، أبو حنيفةَ كان يقول بالرَّأي ، وأنا أنظرُ في الحديث ، فإذا رأيتُ ما هو أحسنُ أو أقوى أخذتُ بِهِ وتركتُ الأوَّل . « المُسوَّدة في أصول الفقه ( ٩٤١ : ٢ ) » .

❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

17 Feb, 07:36


▫️

🕯️ ( منهجُ العلماءِ الصَّيارفة ) ..

◾️قال عثمان بن سعيد الدَّارمي : لَقَدْ تَأَوَّلْتَ حَدِيثَ رَسُولِ الله ﷺ عَلَى خِلَافِ مَا أَرَادَ ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : " سَيَفْشُو الحَدِيثُ عَنِّي " عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ يَتَدَاوَلُهُ الحُفَّاظُ مِنَ النَّاسِ وَالصَّادِقُ ، وَالكَاذِبُ ، وَالمُتْقِنُ ، وَالمُغَفَّلُ ، وَصَدَقَ رَسُولُ الله ﷺ ، قَدْ تَبَيَّنَ مَا قَالَ فِي الرِّوَايَاتِ ، وَلِذَلِكَ يَنْتَقِدُهَا أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِهَا ، فَيَسْتَعْمِلُونَ فِيهَا رِوَايَةَ الحُفَّاظِ المُتْقِنِينَ ، وَيَدْفَعُونَ رِوَايَةَ الغُفَلَاءِ النَّاسِينَ ، وَيُزِيِّفُونَ مِنْهَا مَا رَوَى الكذَّابون ، وَلَيْسَ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ الِاخْتِيَارُ مِنْهَا ، وَلَا كُلُّ النَّاسِ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِضَهَا عَلَى القُرْآنِ ، فَيَعْرِفَ مَا وَافَقَهُ مِنْهَا مِمَّا خَالَفَهُ ، إِنَّمَا ذَلِكَ إِلَى الفُقَهَاءِ العُلَمَاءِ الجَهَابِذَةِ النُّقَّادِ لَهَا العَارِفِينَ بِطُرُقِهَا وَمَخَارِجِهَا ، خِلَافَ المَرِيسِيِّ وَاللُّؤْلُؤِيِّ وَالثَّلْجِيِّ وَنُظَرَائِهِمُ المُنْسَلِخِينَ مِنْهَا وَمِنْ مَعْرِفَتِهَا ، وَمِمَّا يُصَدِّقُهَا مِنْ كِتَابِ الله تَعَالَى ، فَقَدْ أَخَذْنَا بِمَا قَالَ رَسُولُ الله ﷺ ، فَلَمْ نَقْبَلْ مِنْهَا إِلَّا مَا رَوَى الفُقَهَاءُ الحفَّاظ المُتْقِنُونَ ، مِثْلُ : مَعْمَرٍ ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، وَزَائِدَةَ ، وَشَرِيكٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَابْنِ المُبَارَكِ ، وَوَكِيعٍ ، وَنُظَرَائِهِمُ الَّذِينَ اشْتَهَرُوا بِرِوَايَتِهَا وَمَعْرِفَتِهَا وَالتَّفَقُّهِ فِيهَا خِلَافَ تَفَقُّهِ المَرِيسِيِّ وَأَصْحَابِهِ ، فَما تَدَاوَلَ هَؤُلَاءِ الأَئِمَّةُ وَنُظَرَاؤُهُمْ عَلَى القَبُولِ قَبِلْنَاه ، وَمَا رَدُّوهُ رَدَدْنَاهُ ، وَمَا لَمْ يَسْتَعْمِلُوهُ تَرَكْنَاهُ ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ بِتَأْوِيلِ القُرْآنِ وَمَعَانِيهِ ، وَأَبْصَرَ بِمَا وَافَقَهُ مِنْهَا مِمَّا خَالَفَهُ مِنَ المَرِيسِيِّ وَأَصْحَابِهِ ، فَاعْتَمَدْنَا عَلَى رِوَايَاتِهِمْ وَقَبِلْنَا مَا قَبِلُوا ، وَزَيَّفْنَا مِنْهَا مَا رَوَى الجَاهِلُونَ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا المُعَارِضِ ، مِثْلِ المَرِيسِيِّ وَالثَّلْجِيِّ وَنُظَرَائِهِمْ ، فَأَخَذْنَا نَحْنُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ فِي حَدِيثِكَ الَّذِي رَوَيْتَهُ عَنه ، وَتَرَكْتَهُ أَنْتَ لِأَنَّكَ احْتَجَجْتَ فِي رَدِّ مَا رَوَى هَؤُلَاءِ الأَعْلَامُ المَشْهُورُونَ ، العَالِمُونَ مَا وَافَقَ مِنْهَا كِتَابَ الله مِمَّا خَالَفَهُ بِأَقَاوِيلِ هَؤُلَاءِ الجَهَلَةِ المَغْمُورِينَ . « النَّقض على المريسي ( صـ : ٢٣٠ - ٢٣١ ) » .
فقد بيَّنَ الإمامُ الدَّارمي - رحمه الله - ما كان من طريقةِ أهلِ العلمِ النُّقَّاد أهلِ الحديثِ وجهابذتِه ، في الاعتمادِ على روايةِ الثِّقاتِ المتقنين ، ومعرفةِ طُرُقِ الحديثِ ومخارجِهِ وفصولِه ، من خلالِ البحثِ والجمعِ والطَّلب ، لتستبينَ عللُ الحديثِ وآفاتُه ، ويزولَ ما قد يشكلُ عليهِ منَ الاختلاف عندَ من يجهلُ سياقاتِه ومخارجَه ، ولذلكَ صنَّفَ العلماءُ في بيانِ العلل ، كـ « العللِ للإمامِ أحمد » ، و « العللِ لابنِ المديني » ، و « العللِ لابنِ أبي حاتم » ، و « العللِ للدَّارَقُطْني » ، و « الكاملِ في الضُّعفاء لابنِ عدي » ، وغيرِه ، وأعظمُ ذلكَ وأكبرُه ما جاء في بيانِ ما أحدثَ أهلُ الأهواءِ منَ العللِ في العقيدة وكشفِ شبهاتِهِم ، والعلماءُ بذلكَ يقرِّرونَ قاعدةً مهمَّةً في طلبِ العلم ، أنَّ الحديثَ إذا لم تجمع بابَهُ لم تفهمه ، ولم يتبيَّن لكَ وجهُ الصَّوابِ منَ الخطأِ فيه ، ولذلكَ جاء في « تاريخ يحيى بن مَعين بروايةِ الدُّوري » : ( ٤٣٢٨ ) حَدَّثَنَا يحيى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَليُّ بنُ معبد ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّة ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ : تعلَّم مَا لا يُؤْخَذ بِهِ منَ الْعلم ، كَمَا تعلم مَا يُؤْخَذ بِهِ .
( ٤٣٢٩ ) سَمِعتُ الْعَبَّاسَ يَقُول : سَمِعتُ قبيصَةَ يَقُول : لَا يفلحُ من لَا يعرفُ اخْتِلَافَ النَّاس .
( ٤٣٣٠ ) سَمِعتُ يحيى يَقُول : لَو لم نكتب الشَّيْءَ من ثَلَاثِينَ وَجهًا مَا عَقَلْنَاهُ .
( ٤٣٣١ ) حَدَّثَنَا الْعَبَّاس ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالقَانِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا ضَمرَةُ بنُ شَوْذَب ، عَن مطر ، قَالَ : مثلُ الَّذِي يُرْوى عَن عَالمٍ وَاحِد ، مثلُ رجلٍ لَهُ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ إِذا حَاضَت بقى . « تاريخ يحيى بن مَعين بروايةِ الدُّوري - ط مركز البحث العلمي » .
وقال يحيى بن معين : اكْتُبِ الْحَدِيثَ خَمْسِينَ مَرَّةً ، فَإِنَّ لَهُ آفَاتٍ كَثِيرَةً .

❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

17 Feb, 07:36


وقال أيضًا : لَوْ لَمْ نَكْتُبِ الْحَدِيثَ مِنْ ثَلاثِينَ وَجْهًا مَا عَقَلْنَاهُ .
وقال الإمام أحمد : الْحَدِيثُ إِذَا لَمْ تَجْمَعْ طُرُقَهُ لَمْ تَفْهَمْهُ ، وَالْحَدِيثُ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا .
وقال عليُّ بنُ المَديني : الْبَابُ إِذَا لَمْ تَجْمَعْ طُرُقَهُ لَمْ يَتَبَيَّنْ خَطَؤُهُ . « الجامع لأخلاق الرَّاوي وآداب السَّامع ( ١٦٦٣ - ١٦٦٦ ) » .
وقال عبد الله بن المبارك : إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَصِحَّ لَكَ الْحَدِيثُ ، فَاضْرِبْ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ . « الجامع لأخلاق الرَّاوي وآداب السَّامع ( ١٩٠٢ ) » .
وقال يحيى بن معين : لَوْ لَمْ نَكْتُبِ الْحَدِيثَ مِنْ مِائَةِ وَجْهٍ مَا وَقَعْنَا عَلَى الصَّوَابِ . « الإرشاد في معرفة علماء الحديث لأبي يعلى الخليلي ( ٥٩٥ : ٢ ) » .
وقال أبو حاتمٍ الرَّازي : لو لم يُكتب الحديثُ من ستِّينَ وجهًا ما عَقَلناه . « فتح المغيث ( ٣٢٧ : ٢ ) » .
وقال عبد الله بن المبارك : مَنْ نَظَرَ فِي الدَّفَاتِرِ فَلَمْ يُفْلِحْ فَلَا أَفْلَحَ هُوَ أَبَدًا .
قال الخطيب البغدادي : قَلَّ مَا يَتَمَهَّرُ فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ وَيَقِفُ عَلَى غَوَامِضِهِ وَيَسْتَثِيرُ الْخَفِيَّ مِنْ فَوَائِدِهِ ، إِلَّا مَنْ جَمَعَ مُتَفَرِّقَهُ وَأَلَّفَ مُتَشَتِّتَهُ وَضَمَّ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ وَاشْتَغَلَ بِتَصْنِيفِ أَبْوَابِهِ وَتَرْتِيبِ أَصْنَافِهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ الْفِعْلَ مِمَّا يُقَوِّي النَّفْسَ وَيُثَبِّتُ الْحِفْظَ وَيُذَكِّي الْقَلْبَ وَيَشْحَذُ الطَّبْعَ وَيَبْسُطُ اللِّسَانَ وَيُجِيدُ الْبَيَانَ وَيَكْشِفُ الْمُشْتَبِهَ وَيُوَضِّحُ الْمُلْتَبِسَ وَيُكْسَبُ أَيْضًا جَمِيلَ الذِّكْرِ وَتَخْلِيدَهُ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ : يَمُوتُ قَوْمٌ فَيُحْيِي الْعِلْمُ ذِكْرَهُمُ وَالْجَهْلُ يُلْحِقُ أَمْوَاتًا بِأَمْوَاتِ . « الجامع لأخلاق الرَّاوي وآداب السَّامع ( ٢٨٠ : ٢ ) » .
وهذه القواعدُ المنهجيَّةُ والفوائدُ النَّفيسةُ في طلبِ العلمِ يغفلُ عنها كثيرٌ من أهلِ الجهلِ والأهواء ، ولأجلِ ذلكَ يقول الإمامُ مالك : مَا قَلَّتِ الْآثَارُ فِي قَوْمٍ إِلَّا ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْأَهْوَاءُ وَلَا قَلَّتِ الْعُلَمَاءُ إِلَّا ظَهَرَ فِي النَّاسِ الْجَفَاءُ . « ذمُّ الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ( ٧٩ : ٥ ) » .
وقد بيَّنَ الإمامُ الدَّارمي ما كان من طريقةِ أصحابِ الحديث في طلبِه لفهمِ أصولِهِ وفروعِهِ وضبطِه ، وأهلُ الحديثِ في كلِّ زمانٍ ومكان يكفونَ المسلمينَ مؤنةَ بيانِ العلمِ للنَّاس والرَّدِّ على المخالفينَ وأهلِ الأهواءِ والبدع ، فهم أجدرُ النَّاسِ بالتَّصديقِ والاتِّباع ، وهم سبيلُ النَّجاة والطَّائفةُ المنصورة الَّتي لا تنقطعُ عنِ الأرض وإقامةِ الحجَّةِ وإزالةِ الشُّبهةِ عنِ النَّاس ، وفي ذلكَ جاء في « الجرح والتَّعديل لابن أبي حاتم » : بابٌ في عدولِ حاملي العلم ، أنَّهم ينفونَ عنه التَّحريفَ والانتحال .
حدَّثَنا عبدُ الرَّحمـٰنِ بنُ أبي حاتم ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُعَانِ بْنِ رِفَاعَةَ السُّلامِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ من كلِّ خلفٍ عدولُه ، ينفونَ عنه تحريفَ الغالين ، وانتحالَ المبطلين ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ .
حدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حدَّثَني أبي ، نا محمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ الْمَدِينِيُّ ، نا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُعَانِ بْنِ رِفَاعَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ ، قال : قال رسولُ اللهِ ﷺ : لَيَحْمِلَ هَذَا العلمَ من كلِّ خلفٍ عدولُه ، ينفونَ عنه تحريفَ الغالين ، وانتحالَ الْمُبْطِلِينَ ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ . « الجرح والتَّعديل لابن أبي حاتم ( ١٧ : ٢ ) » .


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

02 Feb, 13:43


▫️

📝
#Letters_And_Research

✉️ | Correcting the Path in Support of the Cause of Al-Aqsa Masjid |

🔗 https://docs.google.com/document/d/1MRe0yscjpPIeqSw6DYmJZHbMi8tygWAk-Q8EoDSZrNQ/edit

📝 #Aqida
#Fitan_And_Malahim

🔈 #Share

📑
#Library_Of_Research_And_Studies


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

15 Dec, 13:55


▫️

📝
#بحوث_ورسائل

📑 | شرحُ منهجِ التَّلقِّي والاستدلال عندَ أهلِ السُّنَّةِ في أخبارِ الصِّفات من كتابِ جُمَّاعِ أصولِ الفقه |

🔗 https://docs.google.com/document/d/1WQ-l36rVNDe5I5mcWVSKL-xfeOoz2w6q_Et-JE3D9M4/edit

📝 #العقيدة
#المنهج
#الرد_على_الشبهات

🔈 #شارك

📑
#مكتبة_البحوث_والدراسات_العلمية


❞ مَكْتَبَةُ الْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ | Library Of Research & Studies ❝

14 Nov, 15:26


▫️

💫 #جديد
📚
#كتب

📑 | رِسَالَةٌ فِي بَيَانِ الْمَوْضُوعَاتِ وَالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي الْاِعْتِقَادِ
|

📝
رسالةٌ هامَّةٌ في بيانِ الرِّواياتِ الباطلةِ والمُنكَرةِ في الاعتقاد والاستدلالِ على معرفتِها ونقضِها معَ الرَّدِّ على أبرزِ الرِّواياتِ المُنكَرةِ عنِ الإمامِ أحمدَ في الباب .

• نُسخةٌ بصيغة (PDF) وفيها إضافاتٌ اشتملت على أبوابٍ وفصولٍ ليست في النُّسخةِ السَّابقةِ المؤقَّتة .

📝 #سلسلة_اعتقاد_الإمام_أحمد
#العقيدة
#المنهج
#الحديث
#الرد_على_الشبهات

🔈 #شارك

📑
#مكتبة_البحوث_والدراسات_العلمية


1,181

subscribers

1

photos

14

videos