واهم واوضح حقائق هذا العالم هشاشة الطبيعة البشرية وعجزها عن التغير الايجابي الإرادي واخفاقها في الاتعاظ من تجاربها
وتخبطها في مسيرة التأريخ وتكرارها لنفس اخطاءها وشللها الإرادي امام ذنوبها واستسلامها المريع لغرائزها
وانسياقها اللا إرادي لتراكمات تأريخها واندفاعها السهل نحو الغرور والعنف ونكوصها المتكرر بعد كل منجز
وتأثرها الطفولي بالدعاية والاعلام وتلوثها اخلاقياً بقيم ضد الضمير وتبريرها الفج لخياراتها القاسية وبلادتها العجيبة امام الحوادث المؤسفة
إننا امام طبيعة بشرية عاجزة بكل معنى الكلمة عن التغير والتحضر والتطور والتمدن والتنور الحقيقي وكل ما تتبناه من اشياء جميلة تفرغه من جماله
ان الفلاسفة بالغوا كثيراً برهانهم على العقل البشري وكأن الكائن البشري قادر أن يتصرف وفق العقل فعلاً
وعاشوا احلاماً وردية في اذهانهم عن بشر قابل للتغير والتطور لكن هذا البشر غير موجود على الأرض وانما فقط في خيالات الفلاسفة
والمضحك ان بعض الفلاسفة كان يحلم بالانسان الاعلى وكأنه لايرى عجز الإنسان عن النظر ابعد من انفه
وغريزته وسهولة سقوطه بالقلق الاقتصادي والوهم السياسي والغباء الأخلاقي والنكوص الثقافي والإدمان الاستهلاكي
والمساكين قد صدقوا اوهام الفلاسفة الطيبة حين تصوروا ان هذه الكلمات الجميلة ممكن ان تؤثر
بالبشر او تغيرهم والحقيقة ان البشر لم يتأثروا لا بالأنبياء ولا بالفلاسفة وانما تأثروا بتراكماتهم السياسية والاقتصادية والتأريخية
وحين نقف امام اطروحات الفلاسفة ندرك انهم لم يكونوا يفهموا الإنسان وكانوا يحلمون بإنسان آخر لا يشبه الانسان