فانقلب الظلم والجور عدلاً وصِينت الأعراض وانقشعت ظُلمة الشّرك بنور التَّوحيد، وانجلت عتمة الجهل بضياء وسَنَا العلم وانكسرت أغلال الكفر وقيود الضَّلال وعمَّ الأمن والأمان ونزلت الطمأنينة بساحتهم وانقلب الحال من الضيق إلى السعة واليسر وانقلب القوم من الجاهلية إلى التحضُّر.
فقد جاءَ النَّبِيُّ ﷺ: بدِينِ اللهِ عزّ وجل لِيُسوِّيَ بَين النَّاسِ أجْمعينَ، فَبيَّن لنا كلَّ شَيءٍ ممَّا يَنفعُنَا في الدُّنيَا وفي الْآخرةِ، وَكلَّما استَكثَرَ المَرءُ منْ مَعرِفةِ ما جاءَ بهِ الرَّسُولُ ﷺ زَادَ فَلَاحهُ وقلَّ طلَاحُه، وَازْدادَ خَيرهُ وَانْتفَىٰ شرُّهُ.
فعدلَ النّبيُّ ﷺ بدِين الله عزّ وجل ميزان الحقّ وقد كان من قبل مقلوبًا، فاستقامت الأمور وأصبح المرء يسير من صنعاء إلى حضرموت لا يخافُ إلَّا الله، وأشرقت الأرض بعد بزوغ شمس الإسلام فلا سّعادة ولا فلاح ولا صّلاح للعالم إلّا بالإسلام.
فمن أراد أن يعيش سعيدًا ويموت حميدًا ويُبعث آمنا، فعليه بما جاء به محمَّد ﷺ.