ففتنة العجل والسامري ورفع الجبل فوقهم وتجرؤهم على الله وطلب رؤيته جهرة بعدما منَّ عليهم بالخلاص من الطاغية والنصر، ثم رفضوا أوامر الله بدخول بيت المقدس وكفروا وأعرضوا عن شريعة الله سبحانه وأوامره، وتبديلهم وتحرفيهم الكلام عن مواضعه واخذهم للدنيا وبيعهم لدينهم وتركهم للآخرة ..
فكان بعد كل ذلك أن غضب الله عليهم، وعذبهم في الدنيا بأيديهم لمن لم يتب منهم وعذاب الآخرة أشد، وكتب عليهم التشريد في الأرض ..
وهذه العقوبات ليست خاصة ببني اسرائيل. بل لكل من سار على نهجهم بترك شريعة الله والكفر بنعمته ونصره والله المستعان فانظر وتأمل في هذه الآية تحذير الله سبحانه:
﴿أَلَم يَرَوا كَم أَهلَكنا مِن قَبلِهِم مِن قَرنٍ مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ ما لَم نُمَكِّن لَكُم وَأَرسَلنَا السَّماءَ عَلَيهِم مِدرارًا وَجَعَلنَا الأَنهارَ تَجري مِن تَحتِهِم فَأَهلَكناهُم بِذُنوبِهِم وَأَنشَأنا مِن بَعدِهِم قَرنًا آخَرينَ﴾ [الأنعام: ٦]