تعريف بالرابي سعاديا وبترجمتِه للتوراة:
1) إن مِن أقدَم نُسَخ التوراةِ التي وصلتنا , وأكثرها دِقّةَ وأثراً وتأثيراً على اليهود والنصارى على حدٍ سواء , وكانت السبب الرئيس في حِفْظِ التوراة إلى يوْمِنا هذا ..هي التوراة التي ترْجمها سعيد الفيومي إلى اللغة العربية من العبرية مباشرةً وكتبها بحروف عبْرية .. لقد كان الجاؤون أعلم اليهود بالعبرية وأول من كان له معرفة علمية متخصصة بعبرية الكتاب المقدّس , وأول من ألف معجماً في العبرية..
2) توراة سعيد الفيومي هي العمدة التي أعتمد عليها اليهود التلموديون والسامريون والنصارى العرب بكافة طوائِفِهم .. وهذا إقرار الموسوعة البريطانية بِذلِك:وسعيد بن يوسف (892- 942) هو أول من ترجم العهد القديم إلى العربية، كما كتب تفسيراً لمعظم أجزائه، وهو ما جعله متاحاً للجماهير اليهودية التي كانت لا تعرف العبرية. ويُعَدُّ سعيد من أوائل الذين درسوا اللغة العبرية دراسة منهجية, وتُعدُّ ترجمته للتوراةِ هي أول وأهم التراجم العربية للتوراة على الإطلاق, وقد ترجمها سعاديا الفيومي مباشرةً من العبرية وكتبها بالخط العبري, وأصبحت هي النسْخة القياسية لجميع اليهود في البلاد الإسْلامية. ولقد مارست هذه النسْخة تأثيرها على نصارى مِصْر , وتبنى هذه الترجمة أبو الحسَن السامري, ونقلها إلى التوراة السامرية في القرن الحادي عشر والثاني عشر الميلادي”.[38]3) توراة سعيد الفيومي أظهرت المخفي والغامِض :
توراته وتفسيراته للشريعة ,هي الأهم على الإطلاق , فسعيد الفيومي هو أول من ألف معجماً في العبرية, وأكثر الربانيين علماً أكاديمياً باللغة المقدسة , وقد أوضَح في توراته وتفسيراته المخفي والغامِض من كلماتِ التوراة .. ويُقر له بِذلِك الرابي موسى بن ميْمون والذي جاء بعد قرنين من وفاة سعيد الفيومي , وكان على عدم وفاقٍ مع كثير مِن آراءِه يقول عنه:” لولا سيِّدنا سعيد الجاؤون ” لفُقدت التوراة من وسط إسْرائيل, لأنهُ هو الذي أوْضَح الغامِض والمخفي فيها, وقوّى ما كان ضعيفاً, وجعلها معروفة على نطاق واسِعٍ وبعيد, بالفم وبالكتابة”.[39]
4) فهمه للتوراة والشريعة هو الأهم في تاريخ اليهودية:
فيقول الشاعر اليهودي موسى بن عزرا في القرن الحادي عشر عن سعيد الفيومي وحاي:” أن كليهما هم أمراء المعرفة بالشريعة, وأكثر اللاهوتيين قداسة”[40]ويقول بهية ابن باخوذة عالم الأخلاق اليهودي :” فهم توراة إلهك والتي إليها أجذب انتباهك. لكي تُحقق ذلِك انفع نفسك باعمال الرابي سعيد , نسأل الله أن ينير وجهه وأن يُقدس روحه, لأن أعماله تُشْعل الفهم وتشْحِذ العقل, ولأن أعماله تهدي المتهاون إلى الطريق القويم, وتُير الكسول” .
وأما الرابي إبراهيم بن عزرا والذي كان دوْماً ما ينْتقِد آراء سعاديا فإنه قال عنه :”الرئيس الذي يتكلم في أي مكان”[41]
5) تفسيره للتوراةِ وفهمه لها هو الأصح والأقوم:
وأما تلميذ الرابي ابن عزرا , وهو الرابي سليمان بن فرحون فإنه يقول عن سعاديا :” المعلم الرئيس والمفسر الرائِد, الذي فسّر الكتاب المقدس بطريقة صحيحة, وعلى قواعِد راسِخة, فاستفاد من حكمتهِ كل المفسرين بعده, هو أتقن اللغة المقدسة تماماً , كما أتقن لغة العرب, وغيرها من اللغات”[42].
●▬▬▬▬▬●֎۞۩۞֎●▬▬▬▬▬●
[38] “biblical literature.”P.46, Encyclopædia Britannica Online Library Edition. Encyclopædia Britannica, 2010.
النص الإنجليزي من الموسوعة البريطانية :
The first and most important was that of Sa’adia ben Joseph (892–942), made directly from Hebrew and written in Hebrew script, which became the standard version for all Jews in Muslim countries. The version also exercised its influence upon Egyptian Christians and its rendering of the Pentateuch was adapted by Abu al-Hasan to the Samaritan Torah in the 11th–12th centuries.
[39] קובץתשובותהרמבּיים, part II, Leipzig, 1859),p. 5, col. b;Naomi E. Pasachoff,” Great Jewish thinkers: their lives and work”,P.21; Simon Noveck,”Great Jewish personalities in ancient and medieval times”,P.17
الترجمة الإنجليزية للنص :”were it not for Saadia, the Torahwould almost have disappeared from the midst of Israel;for it was he who made manifest what was obscuretherein, made strong what had been weakened, and made itknown far and wide by word of mouth and in writing.”
[40] Steinschneider in Geiger’s Judische Zeitschrift, AL., p. 64, n. 6
[41] Abraham Ibn Ezra’s Einleitung su seinemPentateiich-Commentar, Vienna, 1876, pp.52, 154
[42] מחברת הערוך: כולל כללי לשון עברית בשני חלקים, S.V. פּרח