أشكل علي فهم اﻷية التاسعة من سورة التغابن وهي قوله تعالى ﴿يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم﴾
فهل من توضيح وجزاكم الله خيرا
📤✍️ قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَٰلِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ﴾ [التغابن ٩]
واذكر - أيها الرسول - يوم يجمعكم الله ليوم القيامة ليجازيكم على أعمالكم، ذلك اليوم الذي يظهر فيه خسارة الكفار ونقصهم، حيث يرث المؤمنون منازل أهل النار في الجنة، ويرث أهل النار منازل أهل الجنة في النار، ومن يؤمن بالله ويعمل عملًا صالحًا يكفِّرِ الله عنه سيئاته، ويدخله جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار ماكثين فيها أبدًا، لا يخرجون منها، ولا ينقطع عنهم نعيمها، ذلك الذي نالوه هو الفوز العظيم الذي لا يدانيه فوز.
المختصر في تفسير القرآن الكريم
قال القرطبي : " وسمي يوم القيامة يوم التغابن ؛ لأنه غبن فيه أهل الجنة أهل النار . أي : أن أهل الجنة أخذوا الجنة ، وأخذ أهل النار النار على طريق المبادلة ، فوقع الغبن لأجل مبادلتهم الخير بالشر ، والجيد بالرديء ، والنعيم بالعذاب " انتهى من "تفسير القرطبي" (18/ 136).
وقال الشنقيطي : " وقد بين العلماء حقيقة الغبن في هذا المقام ، بأن كل إنسان له مكان في الجنة ومكان في النار ، فإذا دخل أهل النار النار بقيت أماكنهم في الجنة ، وإذا دخل أهل الجنة الجنة بقيت أماكنهم في النار . وهناك تكون منازل أهل الجنة في النار لأهل النار ، ومنازل أهل النار في الجنة لأهل الجنة يتوارثونها عنهم ، فيكون الغبن الأليم ، وهو استبدال مكان في النار، بمكان في الجنة؛ ورثوا أماكن الآخرين الذين ذهبوا إلى النار " انتهى من "أضواء البيان" 8/ 201.
رزقنا الله فهم كتابه والعمل لما يحب ويرضى
#الجزء_28
#سورة_التغابن
#برنامج_مدكر
#القناة_العلمية
#المختصر_في_التفسير