حركة حماس كيف تحيا بعد موتها من جديد؟
إن التغيير الإيجابي الذي حصل في أكبر مساحة جغرافية وأكثرها فاعلية في إقليم الشام المبارك في سورية على يد الثوار، شكل منعرجا حقيقيا أكبر من تكتيكاته المرحلية التي تخضع لموازنات واقعية.
إن كل عاقل فاعل جاد منتم وغيور، يدرك أن المشروع الإسلامي قد تقدم للأمام في عموم المنطقة بسبب نجاح الثورة السورية، وسيكون تقدمه عاليا بعد النجاح في التمكين بشكل مضطرد وتراكمي بإذن المولى.
على قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تعيد النظر والمراجعة في سياساتها منذ ثلاثة عقود ونيف وحتى تاريخ كتابة هذا المقال، وأن تدرك أنها وصلت -وأوصلت شعبها والقضية الفلسطينية برمتها- للحضيض.
أما إن أرادت حركة حماس أن تحيا من جديد -بعد موت مشروعها نتيجة لفساد تصوراتها وخيبة تحالفاتها السياسية- فليس أمامها إلا أن تلتقط معنى ومعطى سورية الجديدة، ولن يكون هناك عنوان أكثر سوية وفهم وعلاقة بالسوريين من قائدها الأبرز أبي الوليد خالد مشعل، والذي يحبه كل السوريين، وبينه وبينهم حب وعشق قديم.
لن تجد حماس أوفى للأقصى وفلسطين من أهل الشام الكرام، وكيف لا وفلسطين لم تكن في يوم من الأيام إلا جيبا مهما من جيوب الشام، ولم تكن دولة.
فهل تلتقط القيادات السوية والمنتمية والغيورة على القضية الفلسطينية وعلى دين الأمة وعلى مصالح الشعب الفلسطيني الفرصة، وتخرج من العباءة النجسة التي وضعها على رأسها وحتى أخمص قدميها الولي الفقيه؟
إن سورية اليوم بفضل صمود وسوية وصبر واستقامة ثوارها وعلمائها الكبار والأبرار، هي الأقدر على تحقيق المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين.
أما عن الأخ خالد مشعل، فإذا كان المحور الإيراني قد قتله معنويا داخل الحركة وغيبه خارجها، فإن السوريين الكرام من الثوار والساسة والعلماء سيكونون سببا في إنعاشه وإحيائه -بإذن الله- من جديد، بل سيعيدون له تألقه من جديد، بشرط أن يعيد المراجعة ويتراجع عن أخطاء التجربة ويستغفر الله ويستقيم على الطريق.
اللهم تب علينا وعافنا واعف عنا ونور بصيرتنا وخلصنا من آثامنا، واهدنا الى سواء السبيل.
مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 25/2/2025