بسم الله
في قصة أصحاب الأخدود تحدى الشاب المؤمن الملك الكافر أن يقتله، وما استطاع قتله، فحاول إغراقه تارة ورميه من فوق الجبل أخرى.
فلما اشتدت رغبة الملك لقتل الغلام.. قال له الغلام: لو أردت أن تقتلني فاجمع الناس جميعا، ثم ضع السهم في القوس، وقل بصوت عال: بسم الله رب الغلام؛ فإنك حينئذ تقتلني.
وقد كان وضحى الغلام بنفسه لنصرة دين الله تعالى (غير أنه بتعبير جماعة من المسلمين الآن: ألقى بنفسه في التهلكة؛ إذ وقف أمام عدو غاشم لا يرحم، وكان يسعه أن يدعو إلى الله سرا، حتى يؤمن الناس شيئا فشيئا من غير تضحيات وعنتريات)
المهم، آمن الناس جميعا، وكفروا بعبادة الملك، فحفر الملك الأخدود وأشعل النار، وهدد: من أصر على الكفر بألوهية الملك.. ألقي في النار.
فكان ماذا؟ الكل احترق، حتى الصبيان الرضع!
====
يا ترى، من الفائز؟ ومن المنتصر الحقيقي؟ ألغلام أو قاتله؟ ألمؤمنون أو قاتلهم؟
النصر عندنا لا يقاس بمعايير دنيوية محضة، بل موت المسلمين بداية لحياة أخرى هي أبقى.
====
أجمع المسلمون على أن الكافر إذا دهم بلاد المسلمين (احتلها).. وجب على كل قادر أن يدفع هذا العدو، سواء في ذلك الرجال والنساء والصبيان الأقوياء، والعبيد والأحرار، بالأسلحة والعصي والأظافر، ولا نظر لما يقع في سبيل ذلك.
بالمعايير الوطنية: هذا الكلام خيانة عظمى للوطن؛ فهو تحريض على ترك الجندية والدفاع عن الأوطان إن وقع - لا سمح الله - احتلال لبلادنا من عدو أقوى من بلادنا.
شيخنا مصطفى عبد النبي نفعنا الله به