الرسالة غير الصحيحة المنتشرة:
-----------------------------
[ لا تنسون نية الصيام ]
من الآن قولوا هذه الكلمات : ..اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم إيماناً واحتساباً ..اللهم فتقبله مني واغفر لي فيه وبارك لي فيه وزدني علما، ذكروا أصحابكم اللّہ يذكركم بالشهادة.
==================
*هذا كلام لا يصح.*
1- (من الآن قولوا هذه الكلمات):
لا يجوز التواصي بأي دعاء أو ذكر ولا نشره ولا حض الناس عليه ولا حثهم إلا ما كان دعاء أو ذكر عن النبي ﷺ.
فالدعاء جائز أن يدعو المسلم لنفسه أو أهله أو أصحابه بأي صيغة وفي اي وقت وفي أي مكان إلا إن كان الدعاء فيه إثم أو قطيعة رحم أو كان المكان لا يجوز فيه ذكر الله.
ولكن لا يجوز للمسلم أن ينشر هذا الدعاء المخترع ولا يكتبه على صفحته بنية نشره أو حث الناس عليه أو التواصي به.
2- (النية الواحدة لصيام شهر رمضان كاملاً) لا تصح، فوجب تبيت النية كل يوم.
قال النبي ﷺ: "مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلا صِيَامَ لَهُ". رواه الترمذي (730) ولفظ النسائي (2334): (مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلا صِيَامَ لَهُ). صححه الألباني في صحيح الترمذي (583).
جاء في فتاوى الإسلام سؤال وجواب: ((والمعنى: من لم ينو الصيام ويعزم على فعله من الليل فلا صيام له.
والنية عمل قلبي، فيعزم المسلم بقلبه أنه صائم غداً، ولا يشرع له أن يتلفظ بها ويقول: نويت الصيام أو أصوم جاداً لك ... إلخ، أو نحو ذلك من الألفاظ التي ابتدعها بعض الناس.
والنية الصحيحة هي أن يعزم الإنسان بقلبه أنه صائم غداً، ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله في "الاختيارات" ص 191: ومن خطر بقلبه أنه صائم غداً فقد نوى. ا.هـ
وسئلت اللجنة الدائمة (10/246): كيف ينوي الإنسان صيام رمضان ؟
فأجابت: تكون النية بالعزم على الصيام ، ولا بد من تبييت نية صيام رمضان ليلاً كل ليلة. ا.هـ)). ا.هـ
قال الشيخ ابن باز رحمه الله (باختصار): ((كل يوم عبادة مستقلة، فينوي في أول الليل أو في آخره أنه يصوم، ولو في آخره عند السحر، النافلة فلا بأس ولو من أثناء النهار لا حرج، أما الفريضة فلا بد أن ينويها قبل الفجر، كل يوم له نيته سواء رمضان أو غيره، أو كفارة، أو نذر له بد من نية قبل الفجر)). ا.هـ
أما في صيام النفل فيجوز عدم تبيبت النية، ويثاب المسلم على ما صامه، على ألا يكون قد أكل شيئاً أو شرب من بعد أذان الفجر.
جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ فقال "هل عندكم شيٌء؟" فقلنا: لا. قال: "فإنى إذن صائمٌ" ثم أتانا يومًا آخرَ فقلنا يا رسولَ اللهِ ! أُهْدِيَ لنا حَيْسٌ . فقال " أرينِيه . فلقد أصبحتُ صائمًا " فأكلَ. صحيح مسلم.
3- لا يصح التلفظ بالنية. وأفضل وأجمع ما قرأت في هذا الباب قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حيث قال: ((والتلفظ بالنية نقص في العقل والدين، أما في الدين فلأنه بدعة، وأما في العقل فلأنه بمنزلة من يريد أن يأكل طعاماً فيقول نويت بوضع يدي في هذا الإناء أني أريد أن آخذ منه لقمة فأضعها في فمي فأمضغها، ثمَّ أبلعها لأشبع، فهذا جهل وحمق)). ا.هـ
ملحوظة: في الحديث "فإنى إذن صائمٌ"، إذاً أكتبها بالألف المنونة، وقد اختلف فيها أهل النحو كثيراً، وأنا مع كتابتها بالألف المنونة، ولكن حفاظاً على أمانة النقل ووهي مذكورة في صحيح مسلم هكذا (إذن) بالنون، فلم أغيرها، وتركتها على حالها.
والله أعلى وأعلم
ميسرة أحمد عبدالله
- جبهة دفاع قناة الأمة الفضائية